الجمعة، 1 ديسمبر 2017

عدالة الصحابة و الله امرنا باتباع الصحابة رضوان الله عليهم


آية تأمرنا بإتباع المهاجرين والانصار

قال الله سبحانه وتعـــالى


(والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار و الذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و اعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم ) التوبة 100

الله سبحانه يأمرنا بإتبـاع المهاجرين والانصار
ويقول انه رضي عن من اتبعهم بإحسان واعد لهم جنات
وقال ان هذا هو الفوز العظيم
ما اعظم هذه الآية

لاحظوا قوله تعالى/ ((والذين اتبعوهم))..

الايات تدل على رضى الله عن السابقون الاولون فهل يرضى الله عن من هو بعيد عن الحق ليس عنده عدل!!
ويذكره في كتابه وييشيد بمن يتبعهم
====


الصحابة- متبعون للقرآن، متبعون لمحمد صلى الله عليه وسلم
فقال تعالى
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ والذين ابتعوهم باحسان
وهذا يدل على أن هذا الاتباع يجب أن يكون محققاً

============

قوله : ( وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة . . ) إلخ ؛ فلإخباره صلى الله عليه وسلم بذلك ، ولقوله تعالى : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة . . الآية فهذا الرضا مانع من إرادة تعذيبهم ، ومستلزم لإكرامهم ومثوبتهم . 

========
كيف تتبع الصحابة
تتبعهم بان تتبع ما نقلوه لنا من القرآن والسنة
,وهذا الذي امرنا به القرآن والسنة

القرآن جمعه الصحابة والسنة نقلت عن طريق الصحاية ونحن نتبع ما نقله الينا الصحابة والتابعين من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
" والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم" (الحشر : ( 10 .
=========

معتقد أهل السنة والجماعة في الصحابة أنهم خير خلق الله بعد أنبياء الله، وقد اصطفاهم الله لصحبة نبيه ولحمل دينه وتبليغه لمن يجيئون بعدهم، كما يعتقدون فيهم أنهم يتفاضلون فيما بينهم، وأن أفضلهم الخلفاء الأربعة، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، ثم أهل بدر وأصحاب بيعة الشجرة، ويعتقدون لزوم السكوت عما شجر بين الصحابة وسلامة القلوب والألسنة لهم رضوان الله عليهم أجمعين.

 ومن أصول أهل السنة والجماعة: سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم الله به في قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10] .

( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الفتح/29

اسمع قوله سبحانه وتعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) الفتح/18

========


( الله سبحانه وتعالى يأمُرنا بالأدب مع الصحابة أجمعين أنصاراً ومهاجرين )

قال تعالى: 


" والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا غِلّا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوفٌ رحيم"
سورة الحشر 10

فتدبّر أمر الله لنا بأن نستغفر لأنفسنا و للصحابة الكرام والإقرار بإخوتهم لنا في الإيمان وسابقتهم في الإسلام وأن ندعوا ربنا بأن يُخلّص قلوبنا من الغِلّ والحقد والبغضاء لهم لأنهم مؤمنون صادقون مفلحون
فالله بنا وبهم رؤوف رحيم


=========

الصحابة هم المؤمنون حقا


قال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الأنفال: 74-75].


الصحابة وهم طليعة المؤمنين و خير امة

قال تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ [آل عمران: 110].

قال تعالى: لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [الحديد: 10].


=========

روي عن الإمام زين العابدين عليه السلام، 

  أنه جاء إليه نفر من العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم 
قال لهم: ألا تخبروني أنتم {المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً أولئك هم الصادقون}؟
 قالوا: لا،
 قال: فأنتم { الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }؟
 قالوا: لا،
 قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين،
 وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم:
 { يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا }،
اخرجوا عني، فعل الله بكم"

========

عدالة الصحابة في القرآن

قال الله تعالى: «لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا» الفتح 18.

قال عبدالله بن أوفى رضي الله عنه «كان أصحاب الشجرة ألفا وثلاثمائة متفق عليه.

وقال ابن حزم ــ يرحمه الله ــ: فما أخبرنا الله عز وجل انه علم ما في قلوبهم ورضي الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم ولا الشك فيهم. «الفصل في الملل والنحل 4/116».

قال الله عز وجل: «محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود» «الفتح/29».

وقال سبحانه: «والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم».«التوبة/100».

وغيرها من الآيات الدالة على عدالتهم، وتزكية الله واصطفائه لهم.

النتائج المترتبة على سب الصحابة ــ رضي الله عنهم

< الطعن في حكمة الله عز وجل، واتهامه سبحانه انه اختار لسيد خلقه وإمام أنبيائه ــ عليهم الصلاة والسلام ــ هؤلاء الأصحاب الفجرة الكفرة الفسقة كما يزعمون!!

< تكذيب القرآن الكريم الذي نزل بالثناء عليهم والترضي عنهم في عشرات الآيات.

< اتهام النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ بعدم النجاح في تربية أصحابه، وغرس العقيدة فيهم.

< القدح في ذات النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ فهو القائل: «المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل» «أبو داوود وحسنه الألباني».

< نزع الثقة في كل ما نقله الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ من «قرآن وسنة» إذ ان الخبر لا يقبل إلا من العدل الضابط.

< ومن أخطر النتائج ابطال الدين كله بتحطيم الرؤوس وضرب الرموز التي اخبرتنا به صحيح المؤلفات ونقلته الينا.

فاذا كانت هذه بعض النتائج المترتبة على سب أصحاب رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ، فهل يقول عاقل ان سبهم قربة إلى الله تعالى؟! لا ورب الكعبة، لا يقول ذلك إلا منافق ضال مضل.

وقد قال جابر بن عبدالله ــ رضي الله عنه ــ: لأم المؤمنين عائشة ــ رضي الله عنها ــ «ان ناسا يتناولون أصحاب رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ، حتى أبا بكر وعمر..! فقالت: وما تعجبون من هذا..! أولئك قوم انقطع عنهم العمل، فأحب الله ان لا يقطع عنهم الأجر.

نهيهم عن سب الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ

< بلغ عليا ان ان ابن السوداء تنقص أبا بكر وعمر، فدعا به وبالسيف، وهم بقتله، فكُلم فيه، فقال: «لا يساكنني في بلد، فنفاه إلى الشام».

وعن عبدالله بن الحسن ــ يعني بن الحسين بن علي بن أبي طالب ــ قال: «ما أرى رجلا يسب أبا بكر ــ رضوان الله عليه ــ تيسر له توبة».

< وعن عمرو بن قيس قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: «برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما».

< وقال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل فيمن سب أبا بكر وعمر: «يضرب، وما أراه على الإسلام».

< وسئل اسماعيل بن اسحق عمن سب عائشة فأفتى بقتله.

هذا وقد قال النووي: «وأعلم ان سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات، سواء من لابس الفتن منهم أو غيره، لانهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون «شرح النووي على مسلم».

أمرهم بحب الصحابة ــ رضي الله عنهم

< روي عن أبي جعفر ــ يعني محمد بن علي بن الحسن ــ قال: «من جهل فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة».

< وعن عبدالعزيز ــ بن جعفر اللؤلؤي ــ قال: «قلت للحسن: حب أبي بكر وعمر سنة؟ قال: لا فريضة».

< وعن مسروق قال: «حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة».

< وعن أبي زرعة الرازي يقول: «سمعت قبيصة بن عتبة يقول: «حب أصحاب النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ كلهم سنة».

< وعن إمام دار الهجرة مالك بن أنس قال: «كان السلف يعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر كما يعلمون السورة من القرآن».

رأي كبار رجال الدين الإسلامي بهذا الصدد..

فتوى الشيخ العلامة ابن باز ــ يرحمه الله ــ فيمن يسب الصحابة ــ رضي الله عنهم:

سئل: ما حكم المشرع في نظركم فيمن يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فقال: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، اما بعد:

سب الصحابة من المنكرات العظيمة، بل ردة عن الإسلام، من سبهم وابغضهم فهو مرتد عن الإسلام، لانهم هم نقلة الشريعة، هم نقلوا لنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ وسنته، و هم نقلة الوحي، نقلوا القرآن، فمن سبهم وابغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر نسأل الله العافية، نسأل الله العافية والسلامة.

وأخيراً أتمنى من اخوتنا في الإسلام العقلاء منهم والمثقفين ان يوجهوا الجهلاء من الناس والتائهين منهم في ركب هذه الحياة التي يظل فيها بعض الناس عن طريق الحق لطريق الضلال ويتبعون طرق مشينة تغضب الله سبحانه وتعالى كما تغضب نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وتلقي بهم والعياذ بالله في نار جهنم خالدين فيها يوم يقوم الحساب.

========

دفاعاً عن الصحابة

-------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دفاعاً عن الصحابة

1. أبو بكر الصديق: خير هذه الأمة بعد نبيها:

لقد زكّى الله صحابة الرسول عموماً و المهاجرين و الأنصار خاصة وأشار إلى بعضهم مثل أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي نصّ القرآن صراحة أن الله معه :


‏إِلاّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا (40) التوبة


فمن يكون أفضل من اثنين الله ثالثهما ؟ وهل يكون أحد أفضل من أبي بكر إلا النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فما من أحد يعادي أبا بكر الصديق إلا كان عدواً لله ، فقد نص القرآن أن الله مع أبي بكر، كما أخبره الرسول صلى الله عليه و سلم بالغار، و وصفه الله أنه صاحب رسول الله، و قد أجمع السنة و الشيعة و الخوارج على أن أبو بكر هو صاحب رسول الله (صلى الله عليه و سلم) في الغار. و لم ينل أحد هذا الفضل إلا أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

و من أفضال أبو بكر أن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) قد جعله أميراً للحج. قال بن القيّم:

ثم أقام رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعد رجوعه من تبوك -بقيّة رمضان و شوّال و ذي القعدة- ثم بعث أبا بكر رضي الله عنه أميراُ على الحج ليقيم للناس حجهم. و أهل الشرك على دينهم و منازلهم من حجهم. فخرج أبو بكر في ثلاثمائة من المدينة. و بعث رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بعشرين بدنة. قلّدها و أشعرها بيده، ثم نزلت سورة "براءة" في نقض ما بين رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و بين المشركين من العهد الذي كانوا عليه، فأرسل بها علي بن أبي طالب على ناقته العضباء، ليقرأ "براءة" على الناس. و ينبذ إلى كل ذي عهد عهده, فلمّـا لقي أبا بكر قال له: "أمير, أو مأمور؟ فقال علي: بل مأمور", فلمّـا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب، فقال: يا أيها الناس! لا يدخل الجنة كافر, و لا يحج بعد العام مشرك، و لا يطوف بالبيت عريان. و من كان له عهد عند رسول الله (صلّى الله عليه و سلّم) فهو إلى مدّته.

زاد المعاد (1 / 186).

و بعد ذلك، و في آخر أيّـامه صلّى الله عليه و سلّم عندما مرض يأمر أبا بكر ليصلّي بالناس بدلاُ عنه صلّى الله عليه و سلّم و علي و العبّاس رضي الله عنهما كانا حاضرين.

و إن كان أحد قد توهم أن نص القرآن بفضل أبي بكر و ما ذكرناه من إمامة أبو بكر (رضي الله عنه) لا علاقة له بأحقيته في الخلافة، فإن علي (رضي الله عنه) قد تكفل في الرد على هذا الزعم. فقد قال علي (رضي الله عنه) عن الخلافة في كتاب نهج البلاغة و هو أصدق الكتب عند الشيعة:

(((( و إنا لنرى أبا بكر أحق بها - أي بالخلافة - إنه لصاحب الغار. و إنا لنعرف سنه. و لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصلاة خلفه و هو حي )))). نهج البلاغة، تحقيق العالم الشيعي الشريف الرضي 1 / 132

و يقول علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) و هو يذكر بيعته لأبي بكر ((... فمشيت عنـد ذلك إلى أبـي بكر فبـايعته و نهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل و زهق و كانت ( كلمة الله هي العليا و لو كره الكافرون ) فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر و سدد و قارب و اقتصد فصحبته مناصحاً و أطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً )). الغارات للثقفي (2 / 305).

و يقول عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( لله بلاء فلان فقد قوم الأود، و داوى العمد، خلف الفتنة و أقام السنة، ذهب نقي الثوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي )). نهج البلاغة ص (509).

و انظر شهادة الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في فضل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن سائر صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم. و انظر أيضاً إلى محبة أهل البيت (الذين يدعي الشيعة الإنتماء لهم) لأبو بكر الصديق رضي الله عنه.

2. أم المؤمنين عائشة: أحب الناس إلى رسول الله:

لقد زكّى الله أزواج النبي وعلى رأسهن عائشة بنت أبي بكر، و برأها في سورة النور من حديث الإفك، و جعلها الله وبقية أزواج النبي أمهات للمؤمنين، فمن كان مؤمناً فإن عائشة أمّه، و لا ينال منها إلا من أعلن أنّ التي سمّاها الله ( أم المؤمنين) ليست أمّه ، وبذلك فهو يعلن أنه ليس من المؤمنين.

‏النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (6) الأحزاب

ستحمل عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها لقب ( أم المؤمنين) إلى يوم القيامة رغماً عن كل راغم، فمن لم يعجبه كلام الله ، فليمت في غيظه ، ولن يعالج مرضه سوى الكيّ بنار جهنم.

و من أحسن من أم المؤمنين عائشة (ر) و هي أرجح نساء رسول الله (ص) عقلاً و أفقههم ديناً و أحبَّهنَّ إليه؟ أخرج البخاري: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَانَتْ لاَ تَسْمَعُ شَيْئًا لاَ تَعْرِفُهُ إِلاَ رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ.

و أخرج أيضاً: أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَام.

و أخرج مسلم في صحيحه: عَنْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قُلْتُ مِنَ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ عُمَرُ فَعَدَّ رِجَالاً.

3. صحابة رسول الله من المهاجرين و الأنصار:

زكّى الله صحابة الرسول عموماً ورضي عنهم :

محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما (29) الفتح

فمن أغاظه الصحابة ، فليراجع دينه ، فالآية صريحة و واضحة.

والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم (100) التوبة

لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا (18) الفتح.

و الصحابة كانو ألفاً و أربعمئة. و الرضا من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلا عن عبد علم أن يوافيه على موجبات الرضا -و من رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً- فكل من أخبر الله عنه أنه رضي عنه فإنه من أهل الجنة، و إن كان رضاه عنه بعد إيمانه و عمله الصالح؛ فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه و المدح له. فلو علم أنه يتعقب ذلك بما سخط الرب لم يكن من أهل ذلك. فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم، و رضي عنهم، و أنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم أو الشك فيهم البتة. و عن عمرو عن جابر قال : كنا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : (( انتم اليوم خير أهل الأرض )).

لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم (117) التوبة

لا يختلف اثنان أن كبار الصحابة أمثال الخلفاء الراشدين والمهاجرين والأنصار ، أنهم أول من شملتهم هذه الآيات الكريمة، فضلاً عن بقية الصحابة و عددهم ثلاثين ألفاً. فالسابقون الأولون مشهورون و معروفة أسمائهم و لا يجهلهم أحد على مستوى العالم بأسره، وقد نصّ القرآن أن الله قد رضي عنهم وبشرهم بالجنة، فكيف نترك كلام الله و نسمع لمن في قلبه مرض ، الذي يريدنا أن نبغض من أحبهم الله ؟ هل بلغ بنا الغباء أن نسجُر أنفسنا بنار جهنم فنعادي ونحارب من أحبهم الله.

وهذه آيات عامة تزكي المهاجرين والأنصار وصحابة رسول الله عموماً:

والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (9) الحشر

للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون (8) الحشر

إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم (218) البقرة

فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب (195) آل عمران

والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم (74) الأنفال

الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون (20) التوبة

يجب أن نحب ونقتدي بمن أحبه الله وأنزل به سلطاناً في كتابه العظيم، ولكن لا نعبدهم وندعوهم من دون الله.فأولياء الله يفترض أن يأمرونا بعبادة الله لا بعبادتهم هم .فالجاهل يظن أنه إن عبد وليـّاً لله فسوف يرضى الله عنه. والجاهل يظن أنه لو دعا وليـّاً لله لاستجاب الله له. و لو علم هذا الجاهل أنه بفعله يحرم نفسه من رحمة الله وعفوه إلى الأبد ما دعا من دون الله أحداً.

ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون (79) ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون (80) آل عمران

النبي لا يدعو الناس لعبادته أو لعبادة الملائكة و لكن لعبادة الله. فإذا لم يأمرنا النبي بعبادته أو عبادة الملائكة فكيف نعبد من هم أقل منه وأقل من الملائكة ، كالصالحين والأئمة وغيرهم من الناس ؟

=============


عدالة الصحابة بين إنصاف السنة وإجحاف الشيعة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=166967

كفر من سب ولعن الصحابة و كفرهم و اتهم ام المؤمنين بالفاحشة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=172553


مكانة الصحابة في القرآن و الطعن في الصحابة طعن في الدين
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2017/01/blog-post_317.html

مكانة الصحابة و حكم سب الصحابة

http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2014/10/blog-post_6.html

أولا: أدلة أهل السنة والجماعة على عدالة الصحابة من القرآن الكريم
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/05/blog-post_369.html


النتائج المترتبة على تكفير الصحابة من بعض الطوائف مثل الرافضة.

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=82710

إذا رأيت الرجل ينتقص امرءاً من الصحابة فاعلم أنه زنديق

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=162696

لماذا يجب ان ندافع عن الصحابة و سبب تحريم الطعن في الصحابة /
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2014/10/blog-post_35.html

من أصول أهل السنة والجماعة وجوب حب الصحابة وأهل البيت:
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2014/08/blog-post_20.html

اقوال العلماء في كفر من كفر الصحابة مثل الشيعة الذين كفروا الصحابة
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2014/10/blog-post_93.html

سبب تحريم الطعن في الصحابة
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2014/10/blog-post_35.html

ملف انجازات و عطاءات ابوبكر عمر و عثمان و الصحابة  لخدمة الاسلام فضائل الصحابة
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2014/10/blog-post_50.html


الصحابة يحبون الله و رسوله و الله و رسوله يحبونهم

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=172811


الرد على شبهة الخلاف و القتال بين الصحابة

http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2017/12/blog-post.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق