الجمعة، 28 أبريل 2017

جواب اشكال/على حديث ثلاث أعطنيهن أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها معاوية كاتبا و تؤمرني

جاء في صحيح مسلم ان ابي سفيان طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث طلبات منها ان يزوجه ام حبيبة وهذا يثير اشكال في الحديث لان ام حبيبة كان النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج أم حبيبة رضي الله عنها سنة 7 هـ فكيف يطلب ابا سفيان ان يزوجه ام حبيبة مرة اخرى في سنة 8 هـ ومن خلال الرد ساحاول ان اجيب على ما قد يرد في الحديث من تساؤل في موضعه 
=====
168 - (2501) حدثني عباس بن عبدالعظيم العنبري وأحمد بن جعفر المعقري. قالا: حدثنا النضر (وهو ابن محمد اليمامي). حدثنا عكرمة. حدثنا أبو زميل. حدثني ابن عباس قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه. فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله! ثلاث أعطنيهن. قال "نعم"
قال: عندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان، أزوجكها. قال "نعم"
قال: ومعاوية، تجعله كاتبا بين يديك. قال "نعم".
قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار، كما كنت أقاتل المسلمين. قال "نعم".
قال أبو زميل: ولولا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم، ما أعطاه ذلك. لأنه لم يكن يسئل شيئا إلا قال "نعم". صحيح مسلم.
================
الرد 

قال: عندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان، أزوجكها. قال "نعم"
الاشكال تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة رضي الله عنها سنة 7 هـ فكيف يطلب ابا سفيان ان يزوج ام حبيبة في سنة 8 هـ
المراد ان يزوجه ابنته الأخرى عزة التي ذكرت بعض المصادر ان كنيتها ايضا ام حبيبة
ما هو الدليل بأن التي أراد أبو سفيان تزويجها هي أخت أم حبيبة؟
ابا سفيان إنما سأله أن يزوجه ابنته الأخرى وهي أختها عزة والدليل الحديث الذي رواه مسلم وابن ماجة ؟

عزة

16 - (1449) وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر. أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب ؛ أن محمد بن شهاب كتب يذكر ؛ أن عروة حدثه ؛ أن زينب بنت أبي سلمة حدثته ؛ أن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثتها ؛ أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ! انكح أختي عزة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتحبين ذلك!" فقالت: نعم. يا رسول الله ! لست لك بمخلية. وأحب من شركني في خير، أختي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإن ذلك لا يحل لي". قالت: فقلت: يا رسول الله ! فإنا نتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة. قال "بنت أبي سلمة ؟" قالت: نعم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي. إنها ابنة أخي من الرضاعة. أرضعتني وأبا سلمة ثويبة. فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن".
صحيح مسلم. 
(1449) وحدثنيه عبدالملك بن شعيب بن الليث. حدثني أبي عن جدي. حدثني عقيل بن خالد. ح وحدثنا عبد بن حميد. أخبرني يعقوب بن إبراهيم الزهري. حدثنا محمد بن عبدالله بن مسلم. كلاهما عن الزهري. بإسناد ابن أبي حبيب عنه. نحو حديثه. ولم يسم أحد منهم في حديثه، عزة، غير يزيد بن أبي حبيب.

==
4813 - حدثنا الحكم بن نافع: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته:
أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها: أنها قالت: يارسول الله، انكح أختي بنت أبي سفيان، فقال: (أوتحبين ذلك). فقلت: نعم، لست لك بمخلية، وأحب من شاركني في الخير أختي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن ذلك لا يحل لي). قلت: فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة؟ قال: (بنت أم سلمة). قلت: نعم، فقال: (لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، أنها لابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن).
قال عروة: وثويبة مولاة لأبي لهب، كان أبو لهب أعتقها، فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشرحيبة، قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة. صحيح البخاري

===

عزة

1939- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن رمح. أبأنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير؛ أن زينب بنت أبي سلمة حدثته أن أم حبيبة حدثتها أنها قالت لرَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَم: انكح أختي عزة. قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَم: (أتحبين ذلك؟) قالت: نعم. يَا رَسُولَ اللَّه! فلست لك بمخلية. وأحق من شركني في خير أختي. قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَم: (فإن ذلك لا يحل لي) قالت: فإنا نتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة. فقال (بنت أم سلمة؟) قالت: نعم. قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَم: (فإنها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي. إنها لابنة أخي من الرضاعة. أرضعتني وأباها ثوبيه فلا تعرضن على أخواتكن ولا بناتكن). سنن ابن ماجه
وهل غلط الراوي في اسمها أم حبيبة ؟
اولا يوجد شئ إسمه علم الجرح و التعديل،
الرواي ثقة ، فإن أخطأ في لفظ قلنا ، "توهم الراوي" 
الرواي ثقة عدل .. (الثقة العدل = لا يكذب)
فإذا اختلف ما يقول الثقة العدل مع حقيقة تاريخية ، يحمل هذا على التوهم.
ثانيا لقد ورد في كتاب من شرح محمد عبدالباقي الزرقاني على المواهب اللدنية للعلامة القسطلاني الجزء الثالث / الطبعة الأولى / المطبعةالأزهرية المصرية 1326هـ

ان كنية عزة ايضا ام حبيبة 

وقالت طائفة الحديث صحيح لكن الغلط والوهم من أحد رواته في تسمية أم حبيبة وانما سأله أن يزوجه أختها عزة وخفاء التحريم عليه غير مستبعد فقد خفي على ابنته و هي افقه منه واعلم حيث قالت له صلى الله عليه وسلم هل لك في اختي فهذه التي عرضها ابوسفيان فسماها الرااوي من عنده ام حبيبة وهما وقيل كانت كنيتها ايضا ام حبيبة وهذا جواب حسن لولا قوله فاعطاه ما سأل فيقال حينئذ هذه اللفظة من الراوي وانما اعطاه بعض ما سأل او اطلق اتكالا على فهم المخاطب انه اعطاه ما يجوز اعطاؤه مما سأل .

كيف خفي على ابا سفيان تحريم الجمع بين الأختين؟

لقرب عهده ابا سفيان بالإسلام بل فقد خفي ذلك على ابنته أم حبيبة حتى سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك 
اشكال : كيف تعرض أم حبيبة على النبي صلى الله عليه وسلم الحرام. 
ان الجمع بين الاختين حرام بنص القرآن الكريم حيث قال ( ان تجمعوا بين الاختين الا ما قد سلف ) (2) فكيف يسوغ لأم حبيبة رضي الله عنها الفقيهة العالمة أم المؤمنين أن تعرض على النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوج عليها اختها وتبقى هي في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم فيكون النبي صلى الله عليه وسلم جامعا بين الاختين ، وهي لا يشك ولا يعقل انها لا تعلم تحريم ذلك ولا يخفى عليها ذلك . وهي تقرأ القرآن . 
بل مما يزيد الأشكال أشكالا آخر هو قولها "فانا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة" وهي بنت أم سلمة ، ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم . 
وكلا الأمرين واحد ، سواء الجمع بين الاختين ، او الجمع بين الأم وابنتها في زواج واحد . اذ كلاهما محرم في الكتاب ( وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن ) (3) .
(1) زاد المعاد (111:1-1112) لكن وقع فيه "رملة" وهو خطأ أو سبق قلم ، لان رملة اسم ام حبيبة ، واما الثانية فهي عزة ، ولم ينتبه المحققان لهذا الخطأ العلمي ، والله تعالى أعلم . 
(2) سورة النساء : 23.
(3) سورة النساء : 23 . 

اذن لابد وأن يكون قد طرأ شىء ما حتى يتحدث امهات المؤمنين بارادة النبي صلى الله عليه وسلم الزواج من ربيبته ، وتعرض إحدى امهات المؤمنين عليه ، صلــى الله علي وسلم – بتدبير من أبيها أو بالاتفاق معه- أن يتزوج اختها . 
ان ذلك قد وجدته دليلا صريحا يزيل هذا الأشكال ، ويكون الدافع لكل من طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوج من محارمه . الا وهو اباحة الله تعالى له ان يتزوج من النساء ما شاء . بعد ما فهم من قصره على أزواجه والا يستبدل بهن من أزواج . 
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : "ما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء .. " رواه الترمذي والنسائي وأحمد والدارمي والحميدي وعبد الرزاق وابن خزيمة وابن حبان ، والحاكم والبيهقي و سعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو داوود في ناسخه والطبري وابن المنذر . بأسانيد صحيحة (1) .
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء الا ذات محرم وذلك قول الله (ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء) رواه ابن سعد وابن أبي حاتم (2) . 
وروى ابن سعد (3) نحوه من حديث علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أيضا .

(1) سنن الترمذي : كتاب التفسير رقم 3216 وسنن النسائي (56:6) من كتاب النكاح ، ومسند أحمد (41:6، 180، 201) وسنن الدارمي (77:2 رقم 2247) ومسند الحميدي (115:1 رقم 235) وموارد الظمآن (553 رقم 2126) وانظر تفسير ابن كثير (502:3) والدر المنثور (212:5) وفتح القدير (296:4) ، والطبقات الكبرى (194:8)
(2) الطبقات الكبرى (194:8) وانظر تفسير ابن كثير (502:3) حيث ساق سندابن أبي حاتم ، والدر المنثور (212:5) والفتح القدير (296:4).
(3) الطبقات الكبرى (194:8) . 

ففهم الصحابه رضي الله عنهم اباحة الزواج للنبي صلى الله عليه وسلم – كما هو منطوق قوله تعالى ( يا ايها النبي انا احللنا لك ازواجك اللاتي اتيت اجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك ، وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك ..) الاية وقوله (ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء .. سورة الاحزاب 50-51 ) . 
لذا عرض من عرض من الصحابه الكرام رضي الله عنهم على النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوج ، بل منهم من عرض عليه أن يتزوج من محارمه ، ممن لا تحل له صلى الله عليه وسلم . ظنا منهم أن ذلك جائز ، وأن الرضاعة لا تضر ، حتى نبههم النبي صلى الله عليه وسلم بان ذلك لا يحل و لا يجوز فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : "الا تتزوج ابنة حمزة ؟ قال : انها ابنة اخي من الرضاعة " متفق عليه واللفظ للبخاري (1) . 
وعن علي رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله مالك تنوق في قريش وتدعنا؟ فقال : وعندكم شىء ؟ فقلت : نعم ، بنت حمزة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انها لا تحل لي ، انها ابنة اخي من الرضاعة " رواه مسلم (2) .
وروى مسلم (3) بنحوه من حديث ام سلمة رضي الله عنها أيضا . 
وقوله "تنوق" أي تختار . وتبالغ في الاختيار . 
فكون على وام سلمة وام حبيبة وغيرهما- من عرض على النبي صلى الله عليه وسلم الزواج ممن لا يحل له – لا يعقل ان يجهلوا تحريم الجمع بين الاختين . أو البنت وأمها . او نكاح بنت الأخ من الرضاع – وهم أهل بيته واقاربه المقربون- وانما يحمل هذا منهم على جواز الخصوصية له صلى الله عليه وسلم حتى نبهم على التحريم ، والله أعلم . 

(1) صحيح البخاري : كتاب النكاح : باب " وأمهاتكم اللاتي ارضعنكم " وفي كتاب الشهادات أيضا . وصحيح مسلم : كتاب الرضاع . باب يحرم ابنة الأخ من الرضاع رقم 12 . 
(2) (3،2) صحيح مسلم : كتاب الرضاع : باب يحرم ابنة الأخ من الرضاع رقم 11، 14. 

ماذا تفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة نعم و هو يستمع لطلبات ابا سفيان ؟

كلمة نعم تقال اثناء الحديث بمعنى نعم انا استمع اليك او تابع ويلاحظ ان في البداية الحديث ان الرسول قال نعم قبل ان يعرف طلبات ابا سفيان 

ثانيا 

النبي صلى الله عليه وسلم من لم يقل لا قط
6158 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ لاَ ‏. صحيح ‏مسلم
مثلا عندما عرض سيدنا عمر بن الخطاب ام المؤمنين حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم لكي يتزوجها قبل عرضه وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم 
. لم لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لابي سفيان "انها لا تحل لي" كما أجاب أم حبيبة رضي الله عنها عندما سألته السؤال نفسه . 
والجواب احد امرين ، اما ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ذلك اتكالا الى ما قاله لام حبيبة ، ولما كان قد اشتهر من تحريم الجمع بين الاختين او انه اجابه نعم ان ماتت اختها

===================
===================

الحديث ورد في كتب الشيعة

عن جابر بن عبد الله قال: لم يكن يسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا قط فيقول: لا. مكارم الاخلاق ومعالم الاعلاق /الفصل الثاني في نبذ من أحواله وأخلاقه من كتاب شرف النبي (ص) وغيره في تواضعه وحيائه (ص) /في جوده المؤلف رضي الدين أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي
عن إبن عباس قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال: يا رسول الله ثلاث أعطنيهن قال: نعم، قال: عندي أحسن العرب وأجملهم ام حبيبة أزوجكها، قال: نعم، قال: ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك، قال: نعم، قال: وتؤمرني حتى اقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين، قال: نعم، قال ابن زميل: ولولا أنه طلب ذلك من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أعطاه إياه لانه لم يكن يسأل شيئا قط إلا قال: نعم. مكارم الاخلاق ومعالم الاعلاق /الفصل الثاني في نبذ من أحواله وأخلاقه من كتاب شرف النبي (ص) وغيره في تواضعه وحيائه (ص) /في جوده المؤلف رضي الدين أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي

+++++

علي لايعرف ان عمه حمزة اخ للنبي بالرضاعة

حدثنا معاذ بن المثنى ويوسف القاضي قالا ثنا مسدد ثنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال قال علي رضي الله تعالى عنه يا رسول الله هل لك في بنت عمك أجمل فتاة في قريش قال أما علمت أن حمزة أخي من الرضاعة معجم الطبراني الكبير
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: قال علي:
-قلت: يا رسول الله ألا أدلك على أجمل فتاة في قريش قال: ومن هي قلت: ابنة حمزة قال: أما علمت أنها ابنة أخي من الرضاعة إن الله حرم من الرضاعة ما حرم من النسب. مسند الإمام أحمد
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الله بن بكر قال: حدثنا سعيد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس أن:
-عليا قال للنبي صلى الله عليه وسلم في ابنة حمزة وذكر من جمالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها ابنة أخي من الرضاعة ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: أما علمت أن الله عز وجل حرم من الرضاعة ما حرم من النسب. مسند الإمام أحمد

======

[ 25920 ] 2 ـ وعن الحسين بن محمد ، عن معلي بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن أبان بن عثمان ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : عرضت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ابنة حمزة فقال : أما علمت انها ابنة أخي من الرضاع . المصدر وسائل الشيعة / 8 ـ باب تحريم الام والبنت والاخت والعمة والخالة وبنت الاخ وبنت الاخت من الرضاع من الحرائر والاماء مع الشرائط 
[ 25924 ] 6 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ان عليا ( عليه السلام ) ذكر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ابنة حمزة ، فقال : أما علمت انها ابنة أخي من الرضاعة ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعمه حمزة قد رضعا من امرأة . المصدر وسائل الشيعة / 8 ـ باب تحريم الام والبنت والاخت والعمة والخالة وبنت الاخ وبنت الاخت من الرضاع من الحرائر والاماء مع الشرائط 
====

ما أحل للنبي ص من النساء ما شاء الكافي
باب ما احل للنبي صلى الله عليه وآله من النساء
9701 - 1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن أبي عمير عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (ع) قال: سألته عن قول الله عزوجل: " يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك(2) " قلت: كم أحل له من النساء؟ قال: ماشاء من شئ

___________________________________
(2) الاحزاب: 50.
(*)

[388]

قلت: قوله: " لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج(1) "؟ فقال: لرسول الله صلى الله عليه وآله أن ينكح ماشاء من بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته وأزواجه اللاتي هاجرن معه وأحل له أن ينكح من عرض المؤمنين بغير مهر وهي الهبة ولا تحل الهبة إلا لرسول الله صلى الله عليه وآله فأما لغير رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يصلح نكاح إلا بمهر وذلك معنى قوله تعالى: " وامرأة مؤمنه إن وهبت نفسها للنبي(2) " قلت: أرأيت قوله: " ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء(3) " قال: من آوى فقد نكح ومن أرجا فلم ينكح، قلت: قوله: لا يحل لك النساء من بعد قال: إنماعنى به النساء اللاتي حرم عليه في هذه الاية " حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم وأخواتكم - إلى آخرالاية -(4) " ولو كان الامر كما يقولون كان قد أحل لكم مالم يحل له إن أحدكم يستبدل كلما أراد ولكن ليس الامر كما يقولون إن الله عزوجل أحل لنبيه صلى الله عليه وآله ما أراد من النساء إلا ماحرم عليه في هذه الاية التي في النساء.
9701 - 2 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أبي نجران، عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله عزوجل: " لايحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك " فقال: أراكم وأنتم تزعمون أنه يحل لكم مالم يحل لرسول الله صلى الله عليه وآله وقد أحل الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله أن يتزوج من النساء ماشاء إنما قال: لايحل لك النساء من بعد الذي حرم عليك قوله: " حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم - إلى آخر الاية - "(4).

___________________________________
(1) الاحزاب: 53.
(2) الاحزاب: 49.
(3) الاحزاب: 51 اختلف المفسرون في أن آية (لايحل لك النساء) محكمة أو منسوخة بقوله تعالى: (ترجى من تشاء منهن الاية) والاظهر أنها منسوخة وفى هذه الاخبار دلالة بحسب الظاهر على رد من ذهب من المفسرين إلى ان معنى قوله تعالى: (ترجى من تشاء منهن) تؤخرها وتترك مضاجعتها ومعنى قوله: ((تؤوى اليك من تشاء) تضم إليك وتضاجعها فيكون المراد بالارجاء بناء على هذا الخبر النكاح وبالايواء ترك النكاح على عرف اهل الشرع (رفيع الدين) (كذا في هامش المطبوع)
(4) النساة: 23.
(*)

[389]

9702 - 3 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن جميل بن دراج، ومحمد بن حمران، عن أبي عبدالله (ع) قالا: سألنا أبا عبدالله (ع) كم احل لرسول الله صلى الله عليه وآله من النساء؟ قال: ماشاء يقول بيده هكذا وهي له حلال - يعني يقبض يده(1) -.
3 970 - 4 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران، عن عبدالكريم ابن عمرو عن أبي بكرالحضرمي، عن أبي جعفر (ع) في قول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله: " يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك.(2)
" كم أحل له من النساء؟ قال: ماشاء من شئ قلت: (قوله عزوجل " وامرأة مؤمنه إن وهبت نفسها للنبي " فقال: لاتحل الهبة إلا لرسول الله صلى الله عليه وآله وأما لغير رسول الله فلا يصلح نكاح إلا بمهر، قلت: أرأيت قول الله عزوجل: " لا يحل لك النساء من بعد " فقال: إنما عنى به لايحل لك النساء التي حرم الله في هذه الاية " حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم إلى آخرها(3) " و لوكان الامر كما تقولون: كان قد أحل لكم مالم يحل له لان أحدكم يستبدل كلما أراد ولكن ليس الامر كما يقولون: إن الله عزوجل أحل لنبيه صلى الله عليه وآله أن ينكح من النساء ما أراد إلا ما حرم عليه في هذه الاية في سورة النساء.(4)
___________________________________
(1) (يقول بيده) أى يشير، وفى معنى القول توسع. ولعل قبض يده عليه السلام كناية عن أنه يحل له ماشاء على القطع بحيث لايحوم حوله شائبة ولايحيطه شك وريب.
(2) الاحزاب: 50.
(3) النساء: 2 2.
(4) قوله: (إنما عنى به - الخ -) اعلم أن فيما تضمنته هذه الاخبار الاربعة التى بعضها صحيح نظر من وجهين احدهما أنه لوكان المراد بالنساء في قوله تعالى: (ولايحل لك النساء) من كن حرمن في تلك الاية بعد نزولهالزم خلو هذه الاية من الفائدة بعد نزول تلك ضرورة ان عدم حلهن مستفاد من التحريم فيها وثانيهما انه على هذا التقدير لامعنى لقوله: (ولاأن تبديل بهن من أزواج) لانه عبارة عن تطليق واحدة منهن وأخذ غيرها بدلها ولهذا أعرض عن ما تضمنته الاصحاب رحمهم الله وعمموا في النساء بعد التسع التى كانت تحته صلى الله عليه واله وحكموا بالتحريم عليه وعدواذالك من خصائصه صلى الله عليه وآله لكنهم قالوا: ان هذه الاية نسخت بقوله تعالى: (انا احللنا لك - الاية -) وان تقدمها قراءة فهو مسبوق بها نزولا وذا في القرآن غير عزيز.
ويمكن أن يجاب من الوجهين أما عن الاول فبان الفائدة في نزول هذه الاية بعد تلك الدلالة على انها لا تنسخ ابدا لدلالة الهيئة الاستقبالة الاستمرارية عليه فتحريمهن باق إلى يوم القيامة واما عدم التبدل بهن من أزواج بالمعنى الذى سنذكره فهو منسوخ إما بقوله: (انا أحللنا لك - الاية) وإما بقوله تعالى ((ترجى من تشاء منهن - الاية) على رأى. واما عن الثانى فبارتكاب التجريد في التبدل فيكون النفى واردا على أخذ البدل عنهن من الازواج من غير اعتبار تطليقهن وذا شائع ذائع عند الائمة البيانية ويكون منسوخا بهما كما عرفت ويمكن أن يقال بناء على هذا التأويل كما أنهن حرمن عليه بأعيانهن حرمت الازواج المتبدل بهن على قصد التعويض عنهن فيكون مفاد الايتين أن الله تعالى أحل لنبيه صلى الله عليه واله أن ينكح من النساء ما أراد على أى وجه شاء ولوكان على وجه الاستبدال بالنساء التى كانت تحته صلى الله عليه واله لاالنساء التى حرمن عليه باعيانهن كما في آية النساء أو المعوض عنهن المتبدل بهن كما في هذه الاية فيكون بتمامها من المحكمات دون المنسوخات ويؤيد التشبيه بالمحرمات في الظهار فانه سبب للتخريم فيجوز ان يكون التعويض عنهن ايضا له سببا وهذا المعنى وإن كان نادرا بعيدا لم يقل به احدامن الفقهاء ولااحد من المفسرين صريحا ولم يتعرضوا له قبولا ولاردا لكن بالنظر إلى توسيع دائرة التأويل وتكثر بطون التنزيل وعدم حسن إطراح الاخبار بالجرح والتعديل ربما يقبله من كان له قلب سديد ومن ألقى السمع وهوشهيد (لاستادى اب ره) كذا في هامش المطبوع.

[390]
9704 - 5 - وعنه، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، وغيره في تسمية نساء النبي صلى الله عليه وآله و نسبهن وصفتهن: عائشة، وحفصة، وام حبيب بنت أبي سفيان بن حرب، وزينب بنت جحش وسودة بنت زمعة، وميمونة بنت الحارث، وصفية بنت حي بن أخطب، وام سلمة بنت أبي امية وجويرية بنت الحارث.
وكانت عائشة من تيم وحفصة من عدي وام سلمة من بني مخزوم وسودة من بني أسد بن عبدالعزى وزينب بنت جحش من بني أسد وعدادها من بني امية وام حبيب بنت أبي سفيان من بني امية وميمونة بنت الحارث من بني هلال وصفية بنت حي بن أخطب من بني إسرائيل ومات صلى الله عليه وآله عن تسع نساء وكان له سواهن التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وآله وخديجة بنت خويلد ام ولده وزينب بنت أبي الجون التي خدعت والكندية(1).
___________________________________
(1) قوله: (خدعت) اى خدعتها عائشة وحفصة كما سيأتى في باب آخر في ذكر ازواج النبى صلى الله عليه واله لكن فيه أن المخدوعة هى العامرية وبنت ابى الجون كندية وليست بمخدوعة والاشهر أن المخدوعة هى اسماء بنت النعمان فهذا لايوافق المشهور وماسيأتى ذكره ولعله اشتبه عليه عند الكتابة ولو قيل: بسقوط الواو قبل (التى) لايستقيم ايضا كما لايخفى. (آت) (*)

[391]
9705 - 6 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (ع) أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يتزوج على خديجة.
9706 - 7 - محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن عاصم بن حميد، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن أبي عبدالله (ع) قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله ام سلمة زوجها إياه عمربن أبي سلمة وهو صغير لم يبلغ الحلم(1).
9707 - 8 - أحمد بن محمد العاصمي، عن علي بن الحسن بن فضال، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن أبي بصصير، عن أبي عبدالله (ع) قال: قلت له: أرأيت قول الله عزوجل: " لايحل لك النساء من بعد " فقال: إنما لم يحل له النساء التي حرم الله عليه في هذه الاية " حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم " في هذه الاية كلها ولو كان الامر كما يقولون لكان قد أحل لكم مالم يحل له هو لان أحدكم يستبدل كلما أراد ولكن ليس الامركما يقولون أحاديث آل محمد صلى الله عليه وآله خلاف أحاديث الناس إن الله عزوجل أحل لنبيه صلى الله عليه وآله أن ينكح من النساء ما أراد إلا ماحرم عليه في سورة النساء في هذه الاية.
_____________________________
(1) لعله كان وكيلا لها في ابقاع العقد فيدل أنه يجوز للطفل المميز ايقاع الصيغة اوالمعنى أنه وقع العقد برضاه وان لم لكن رضاه مؤثرا والاول اظهر. (آت)
يتبع
تابع ا
قال: ومعاوية، تجعله كاتبا بين يديك. قال "نعم".
ذكر المصادر التي جاء فيها ان سيدنا معاوية رضي الله عنه كاتب للوحي
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة قال: أخبرنا أبو حمزة قال: سمعت ابن عباس يقول:
-كنت غلاما أسعى مع الصبيان قال: فالتفت فإذا نبي الله صلى الله عليه وسلم خلفي مقبلا فقلت: ما جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا إلي قال: فسعيت حتى أختبأ وراء باب دار قال: فلم أشعر حتى تناولني قال: فأخذ بقفاي فحطأني حطاءة قال: اذهب فادعو لي معاوية وكان كاتبه قال: فسعيت فقلت: أجب نبي الله صلى الله عليه وسلم فإنه على حاجة.مسند الإمام أحمد.
===
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا بكر بن عيسى أبو بشر الراسبي حدثنا أبو عوانة عن أبي حمزة قال: سمعت ابن عباس يقول:-كنت غلاما أسعى مع الغلمان فالتفت فإذا أنا بنبي الله صلى الله عليه وسلم خلفي مقبلا فقلت: ما جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا إلي قال: فسعيت حتى أختبئ وراء باب دار قال: فلم أشعر حتى تناولني فأخذ بقفاي فحطاني حطأة فقال: اذهب فادع لي معاوية قال: وكان كاتبه فسعيت فأتيت معاوية فقلت: أجب نبي الله صلى الله عليه وسلم فإنه على حاجة.مسند الإمام أحمد.
و أخرج الآجري بسنده إلى الجراح الموصلي قال : سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال : يا أبا مسعود ؛ أين عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان ؟! فرأيته غضب غضباً شديداً و قال : لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد ، معاوية رضي الله عنه كاتبه و صاحبه و صهره و أمينه على وحيه عز وجل . كتاب الشريعة للآجري ( 5/2466-2467) شرح السنة لللالكائي ، برقم (2785) . بسند صحيح .
و سئل الإمام أحمد : ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ، ولا أقول إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟ قال أبو عبد الله : هذا قول سوء رديء ، يجانبون هؤلاء القوم ، ولا يجالسون ، و نبين أمرهم للناس . انظر : السنة للخلال (2/434) بسند صحيح .
يقول ابن قدامة المقدسي : ومعاوية خال المؤمنين ، وكاتب وحي الله ، وأحد خلفاء المسلمين رضي الله تعالى عنهم . لمعة الاعتقاد ( ص 33 ) .

يتبع

قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار، كما كنت أقاتل المسلمين. قال "نعم".

ولي اباسفيان نجران 
وولي أبا سفيان صخر ابن حرب بن أمية بن عبد شمس نجران، وولي يزيد بن أبي سفيان بن حرب على تيماء، وولي خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس على صنعاء 
الوافي بالوفيات / امراؤه / الصفدي 
----------
ونزل أبو سفيان المدينة، ومات بها في خلافة عثمان، وقد دنا من سبعين سنة. واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على نجران. المصدر نسب قريش / ولد حرب أمية / مصعب الزبيري
======
وشهد أبو سفيان مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف. ورُمي يومئذ فذهبت إحى عينيه. وشهد يوم حنين فأعطاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مئة من الإبل وأربعين أوقية، وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية، فقال أبو سفيان: فداك أبي وأمي والله إنك لكريم، ولقد حاربتك فنعم المحارب كنت، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت. فجزاك الله خيراً وتوفي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان عامله على نجران. وكان أبو سفيان ذهب بصره في آخر عمره. ونزل المدينة آخر عمره. ومات بها سنة اثنتين وثلاثين. وقيل: سنة إحدى وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر/ ابن منظور
===
ذكر خبر المرتدين باليمن قال أبو جعفر : كتب إلى السري بن يحيى ، عن شعيب ، عن سيف عن طلحة ، عن عكرمة وسهل عن القاسم بن محمد ، قال : توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى مكة وأرضها عتاب بن أسيد والطاهر بن أبي هالة؛ عتاب على بني كنانة ، والطاهر على عك ؛ وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اجعلوا عمالة عك في بني أبيها معد بن عدنان وعلى الطائف وأرضها عثمان بن أبي العاص ومالك بن عوف النصري ؛ عثمان على أهل المدر ومالك على أهل الوبر أعجاز هوازن ، وعلى نجران وأرضها عمرو بن حزم وأبو سيفان بن حرب ؛ عمرو بن حزم على الصلاة وأبو سفيان بن حرب على الصدقات ، وعلى ما بين رمع وزبيد إلى حد نجران خالد بن سعيد بن العاص ، وعلى همدان كلها عامر بن شهر ، وعلى صنعاء فيروز الديلمي يسانده داذواية وقيس بن المكشوف ، وعلى الجند يعلى بن أمية ، وعلى مأرب أبو موسى الأشعري وعلى الأشعريين مع عك الطاهرين أببي هالة ومعاذ بن جبل يعلم القوم ، وينتقل في عمل كل عامل ، فنزابهم الأسود في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فحاربه النبي عليه السلام بالرسل والكتب حتى قتله الله وعاد أم رالنبي عليه السلام كما كان قبل وفاة النبي عليه السلام بليلة ؛ إلا أن مجيئهم لم يحرك الناس ، والناس مستعدون له . المصدر تاريخ الرسل والملوك / الطبري
===
استخلف على المدينة ابن أم مكتوم ثلاث عشرة مرة في غزواته. في غزوة الأبواء. وبواط. وذي العشيرة. وخروجه إلى ناحية جهينة في طلب كرز بن جابر. وحين سار إلى بدر. ثم رد أبا لبابة واستخلفه عليها. وغزوة السويق. وغطفان. وأحد. وحمراء الأسد. وبحران. وذات الرقاع. وحجة الوداع. واستخلف أبا رهم الغفاري كلثوم بن حصين ين سار إلى مكة وحنين والطائف. واستخلف محمد بن مسلمة في غزوة قرقرة الكدر. وفي غزوة بني المصطلق نميلة بن عبد الله الليثي. وفي غزوة الحديبية عويف بن الأضبط، من بني الديل. وفي غزوة خيبر أبا رهم الغفاري. وفي عمرة القضاء أبا رهم أيضاً. وفي غزوة تبوك سباع بن عرفطة الغفاري. وفي بعض غزواته غالب بن عبد الله الليثي. واستخلف على مكة عند انصرافه عنها عتاب بن أسيد، فلم يزل عليها حتى مات ومات أبو بكر. وعثمان بن أبي العاصي الثقفي على الطائف. وسالم بن عثمان بن معتب على الأحلاف من ثقيف على بني مالك. وعمرو بن سعيد بن العاصي على قرى عربية خيبر ووادي القرى وتيماء وتبوك، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو عليها. والحكم بن سعيد بن العاصي على السوق. وفرق اليمن فاستعمل على صنعاء خالد بن سعيد بن العاصي. وعلى كندة والصدف المهاجر بن أبي أمية. وعلى حضرموت زياد بن لبيد الأنصاري، أحد بني بياضة. ومعاذ بن جبل على الجند والقضاء وتعليم الناس الإسلام وشرائعه وقراءة القرآن. وولى أبا موسى الأشعري زبيد ورمع وعدن والساحل. وجعل قبض الصدقات مع العمال الذين بها إلى معاذ بن جبل. وبعث عمرو بن حزم إلى بلحارث بن كعب. وأبا سفيان بن حرب إلى نجران. وقد بعث أيضاً علياً إلى نجران فجمع صدقاتهم وقدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع. وسعيد بن القشب الأزدي حليف بني أمية على جرش وبحرها. والعلاء ابن الحضرمي على البحرين ثم عزله. وولى أبان بن سعيد وبحرها. قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبان على البحرين. وعمرو بن العاصي إلى عمان. قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو عليها. ويقال: قد كان بعث أبا زيد الأنصاري إلى عمان. وسليط بن سليط أحد بني عامر بن لؤي إلى أهل اليمامة فأسلموا فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما في أيديهم وأموالهم. المصدر تاريخ خليفة / تسمية عمال النبي صلى الله عليه وسلم / خليفة بن خياط
===
ولي اباسفيان امر سبي حنين
وكان سبي حنين ستة آلاف رأس، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد ولى أبا سفيان بن حرب أمرهم، وجعله أميناً عليهم قاله الزبير، وفي حديث آخر ذكره الزبير بإسناد حسن أن أبا جهم بن حذيفة العدوي كان على الأنفال يوم حنين، فجاءه خالد بن البرصاء، فأخذ من الأنفال زمام شعر فمانعه أبو جهم، فلما تمانعا ضربه أبو جهم بالقوس فشجه منقلةً، فاستعدى عليه خالد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: خذ خمسين شاةً ودعه، وليس لك إلا ذلك، ولا أقصك من وال عليك، فقومت الخمسون والمائة بخمس عشرة فريضةً من الإبل، فمن هنالك جعلت دية المنقلة خمس عشرة فريضةً.الروض الأنف / حول سبي حنين/ السهيلي 

بعث اباسفيان لهدم صنم ثقيف المسمى بالطاغية 
وقال ابن إسحاق: أقامت ثقيف، بعد قتل عروة بن مسعود، أشهراً.
ثم ذكر قدومهم على النبي صلى الله عليه وسلم، وإسلامهم. وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا سفيان بن حرب والمغيرة يهدمان الطاغية.
وقال سعيد بن السائب، عن محمد بن عبد الله بن عياض، عن عثمان ابن أبي العاص؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجعل مسجد الطائف حيث كانت طاغيتهم. المصدر تاريخ الإسلام /ذكر قدوم وفود العرب قدوم عروة بن مسعود الثقفي / وفد ثقيف /الذهبي

==
هدم اللات 
قال ابن إسحاق ‏:‏ فلما فرغوا من أمرهم ، وتوجهوا إلى بلادهم راجعين ، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة ، في هدم الطاغية ‏.‏ فخرجا مع القوم ، حتى إذا قدموا الطائف أراد المغيرة بن شعبة أن يقدم أبا سفيان ، فأبى ذلك أبوان عليه ، وقال ‏:‏ ادخل أنت على قومك ؛ وأقام أبو سفيان بماله بذي الهدم ، فلما دخل المغيرة بن شعبة علاها يضربها بالمعول ، وقام قومه دونه بنو معتب خشية أن يرمي أو يصاب كما أصيب عروة ، وخرج نساء ثقيف حسرا يبكين عليها ويقلن ‏:‏ لتبكين دفاع أسلمها الرضلم يحسنوا المصاع قال ابن هشام ‏:‏لتبكين عن غير ابن إسحاق ‏.‏ قال ابن إسحاق ‏:‏ يقول أبو سفيان والمغيرة يضربها بالفأس ‏:‏ واها لك ‏!‏ آها لك ‏!‏ فلما هدمها المغيرة وأخذ مالها وحليها أرسل إلى أبي سفيان وحليها مجموع ، وما لها من الذهب والجزع ‏.‏ سيرة ابن هشام/ هدم اللات 
جهاده
قال سعيد بن المسيب عن أبيه قال: هدأت الأصوات يوم اليرموك فسمعنا صوتاً يكاد يملأ العسكر يقول: يا نصر الله اقترب، الثبات الثبات يا معشر المسلمين، قال: فنظرنا فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد، وأكمل خالد ليلته في خيمة تذارق أخي هرقل - وهو أمير الروم كلهم يومئذ - هرب فيمن هرب، وباتت الخيول تجول نحو خيمة خالد يقتلون من مر بهم من الروم حتى أصبحوا وقتل تذارق وكان له ثلاثون سرادقاً وثلاثون رواقاً من ديباج بما فيها من الفرش والحرير، فلما كان الصباح حازوا ما كان هنالك من الغنائم. المصدر /البداية والنهاية /وقعة اليرموك / ابن كثير
جهاده
وشهد أبو سفيان مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف. ورُمي يومئذ فذهبت إحى عينيه. وشهد يوم حنين فأعطاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مئة من الإبل وأربعين أوقية، وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية، فقال أبو سفيان: فداك أبي وأمي والله إنك لكريم، ولقد حاربتك فنعم المحارب كنت، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت. فجزاك الله خيراً وتوفي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان عامله على نجران. وكان أبو سفيان ذهب بصره في آخر عمره. ونزل المدينة آخر عمره. ومات بها سنة اثنتين وثلاثين. وقيل: سنة إحدى وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة.
وولدَ حرب بن أمية با سفيان، والفارعة، وفاختة بني حرب. واسم أبي سفيان صخر. ولم يزل أبو سفيان على الشرك حتى أسلم يوم فتح مكة. وهو كان في عير قريش التي أقبلت من الشام. وخرج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعترض لها حتى ورد بدراً. وساحل أبو سفيان بالعير، وهو كان رأس المشركين يوم أحد، وهو كان رئيس الأحزاب يوم الخندق. ولم يزل أبو سفيان بعد انصرافه عن الخندق بمكة لم يلق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمع إلى أن فتح صلى الله عليه وسلم مكة. وأسلم أبو سفيان، وشهد الطائف مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورُمي يومئذ، فذهبت إحدى عينيه، وشهد يوم حنين. ولم أصيبت عينه يوم الطائف مع النبي صلى الله عليه وسلم قال له سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعينه في يده: أيما أحبّ إليك: عين في الجنة أو أدعو الله أن يردها عليك؟ قال: بل عين في الجنة. ورمى بها، وأصيبت عينه الأخرى يوم اليرموك تحت راية يزيد ابنه. مختصر تاريخ دمشق / صخر بن حرب بن أمية / ابن منظور
==
أبو سفيان
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب. رأس قريش وقائدهم يوم أحد ويوم الخندق. وله هنات وأمور صعبة لكن تداركه الله بالإسلام يوم الفتح فأسلم شبه مكره خائف. ثم بعد أيام صلح إسلامه.
وكان من دهاة العرب ومن أهل الرأي والشرف فيهم فشهد حنيناً وأعطاه صهره رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنائم مئة من الإبل وأربعين أوقية من الدراهم يتألفه بذلك ففرغ عن عبادة هبل ومال إلى الإسلام.
وشهد قتال الطائف فقلعت عينه حينئذ ثم قلعت الأخرى يوم اليرموك. وكان يومئذ قد حسن إن شاء الله إيمانه فإنه كان يومئذ يحرض على الجهاد وكان تمت راية ولده يزيد فكان يصيح: يا نصر الله اقترب. وكان يقف على الكراديس يذكر ويقول: الله الله إنكم أنصار الإسلام ودارة العرب وهؤلاء أنصار الشرك ودارة الروم اللهم هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك.
فإن صح هذا عنه فإنه يغبط بذلك. ولا ريب أن حديثه عن هرقل وكتاب النبي صلى الله عليه وسلم يدل على إيمانه ولله الحمد.
وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنين وعاش بعده عشرين سنة.
وكان عمر يحترمه وذلك لأنه كان كبير بني أمية.
وكان حمو النبي صلى الله عليه وسلم. وما مات حتى رأى ولديه: يزيد ثم معاوية أميرين على دمشق. وكان يحب الرياسة والذكر وكان له سورة كبيرة في خلافة ابن عمه عثمان. المصدر سير أعلام النبلاء / أبو سفيان / الذهبي
=====
من كتب الشيعة 

وأمر علي بن أبي طالب حين خرج إلى تبوك... وكان المهاجر بن أبي أمية أميره على صنعاء وزياد بن لبيد البياضي على حضرموت وصدقاتها وعدي بن حاتم على صدقات طيء ومالك بن نويرة اليربوعي على صدقات حنظلة والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم على صدقات بني سعد وعلي ابن أبي طالب إلى أهل نجران بجمع صدقاتهم وأخذ جزيتهم وخالد بن الوليد على سرية إلى دومة الجندل وعتاب بن أسيد بن أبي أمية على مكة وأبو سفيان ابن حرب على نجران ويزيد بن أبي سفيان على تيماء وخالد بن سعيد بن العاص بن أمية على صنعاء، فقبض النبي وهو عليها، وعمرو بن سعيد بن العاص بن أمية على قرى عربية وأبان بن سعيد بن العاص بن أمية على الخط بالبحرين والوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق. المصدر تاريخ اليعقوبي / الأمراء على السرايا والجيوش /اليعقوبي .
وهنا رد منقول كتاب مكانة الصحيحين تأليف الدكتور خليل ابراهيم ملا خاطر 
اقتباس الرد من كتاب مكانة الصحيحين تأليف الدكتور خليل ابراهيم ملا خاطر الناشر دار القبلة للثقافة الاسلامية 1415هـ 1994

الحديث الأول الذي لم يجد له
ابن حزم مخرجا

لقد مر ما نقلته ش ابن حزم رحمه الله من قوله : "وما وجدنا للبخاري ومسلم في كتابيهما شيئا لا يحتمل مخرجا إلا حديثين ، لكل واحد منهما حديث... ! 
ويفيد قوله هذا ان جميع الأحاديث التي انتقدت على الصحيحين، هى صحيحة، ولها مخارج يجاب فيها على الاعتراضات الموجهة نحو هذه الأحاديث. سوى حديثين فقط من جميع تلك الأحاديث، فأنه لم يجد لهما مخرجا مع ثنائه على الشيخين بالإتقان والصحة والضبط والحفظ.
وعند كتابتي لهذه السطور عثرت على مخطوطة تحوي هذين الحديثين- حققها او عبد الرحمن بن عنيل الظاهري، ونشرت في مجلة "عالم الكتب " المجلد الأول، العدد الرابع.
لكن أبا عبد الرحمن بن عقيل- وإن كان ليس مختصا في الحديث حاول جهده الجواب عن هذين الحديثين. لكنه قرر وأكد ان في الحديثين وهما- ولم تسعفه اجابته، ولم يحسن الجواب عن هذين الحديثين بتقريره الوهم وتاكيده له، بدون دليل.
وسوف اذكر كلام ابن حزم رحمه الله، ثم اذكر الرد عليه، مبينا- بحول الله وقوته- الصواب الذي اراه وارجحه، وان الوهم مرفوع، وأن الحديث صحيح لا وهم فيه، ولا غلط، وإنما لم يحمله ابن حزم على معنى ، فحكم بالوضع أو الوهم ، والله يغفر لنا وله.
قال (1) : أبو عبد الله محمد بن (ابى) (2) نصر الحميدي الحافظ: سمعت الفقيه أبا محمد علي بن احمد بن سعيد الحافظ- وهو ابن حزم الأندلسي- وقد جري ذكر الصحيحين، فعظم منهما، ورفع من شأنهما ، وحكي ان سعيد ابن السكن اجتمع اليه يوما قوم من أصحاب الحديث فقالوا له : إن الكتب من الحديث قد كثرت علينا، فلو دلنا الشيخ علي شئ نقتصر عليه منها، فسكت عنهـم، ودخل الى بيته فاخرج اربع رزم، وضع بعضها علي بعض وقال: هذه قواعد الإسلام كتاب مسلم وكتاب البخاري وكتاب ابى داود وكتاب النسائي ، ثم جري الكلام . 
فقال لنا ابن حزم: وما وجدنا للبخاري ومسلم- رحمهما الله- في كتابيهما(3) شيئا لا يحتمل مخرجا إلا حديثين، لكل واحد منهما حديث.
تم عليه (4) في تخريجه الوهم مع إتقانهما وصحة معرفتهما فأما الذي في كتاب مسلم.
فأخرجه (أي مسلم) عن عباس بن عبد العظيم (العنبري).
(1) حذفت أول السند من ابن جماعة الى الحميدي – تخفيفا – ومن اراد الاطلاع عليها فينظرها في "عالم الكتب – المجلد الأول – العدد الرابع – ص (592-595) بعنوان "نقد حديثين وردا في الصحيحين" والعنوان من صنع أبي عبد الرحمن بن عقيل . 
(2) في المخطوطه "محمد بن نصر" وهو خطأ – لم ينتبه له المحقق . وهو أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد .. الازدي الأندلسي الحميدي الميورقي الظاهري . توفى سابع عشر ذي الحجه سنة ثمان واربع مائة . 
(3) وفي الاصل الموجود في "مجلة عالم الكتب" (في كتابهما) وهو خطأ ، والصواب ما ذكرته 
(4) في الاصل الذي رجحه المحقق "ثم غلبه" وقال وردت غلبه في الاصل مهملة غير معجمه تصلح أن تكون "غلبة" أو "علته" وقد صححتها من فتح الباري . أ هـ وهو كله خطأ مطبعي جرى الوهم فيه والمعنى لا يستقيم ، لكن لو نظر الى الحافظ العراقي وابن كثير وتوضيــح الأفكار ، وكتب المصطلح لاسعفته في بيان الحق في العبارة ، والله تعالى أعلم . 
واحمد ابن جعفر المعقري عن النضر بن محمد اليمامي عن مكرمه – هو ابن عمار – عن أبي زميل – وهو هو سماك الحنفي – عن ابن عباس – هو عبد الله بن عباس – قال : كان المسلمون لا ينظرون الى أبي سفيان ولا يقاعدونه ، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ثلاث أعطينهن. 
قال: نعم.
قال: عندي احسن العرب وأجمله: ام حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها. 
قال: نعم.
قال : ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك. 
قال: نعم
قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين . 
قال: نعم.
قال: أبو زميل: ولولا انه طلب ذلك من النبي صلي الله عليه وسلم ما اعطاه ذلك، لأنه لم يسأل شيئا إلا قال: نعم.
قال (1) لنا ابن حزم : وهذا حديث موضوع لا شك في وضعه، والآفة فيه من عكرمة بن عمار.
ولا يختلف اثنان من أهل المعرفة بالأخبار في أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج ام حبيبة إلا قبل الفتح بدهر، وهي بأرض الحبشة وأبوها أبو سفيان كافر، هذا ما لا شك فيه . ا هـ. ما في المخطوطة . 
وقبل الخوض في الجواب على اعتراض ابن حزم احب أنبه على بعض الأمور التي وردت في تعليقات الأستاذ أبي عد لرحمن بن عقيل الظاهري على هذه المخطوطة.
(1) القائل هو الحميدي تلميذ ابن حزم . 
قال ابو عبد الرحمن- في معرض كلامه على هذه المخطوطة "جزء ذكر فيه (أي بن حزم) حديثين : أحدهما في صحيح البخاري، وثانيهما في صحيح مسلم ، زعم انهما موضوعان، رواية أبي عبد الله محمد ابن نصر (كذا) الحميدي " ….
قلت : ان ابن حزم لم يقل عن الحديث الثاني أنه موضوع ، وانما قال /: بعد ايراده لفظتين من الحديث : فهذه الفاظ معجمة منكرة .والآفة من شريك . 
كما قال المحقق : وهذا الحديث استشكله ابو محمد بن حزم ولم يحكم بوضعه . لذا كان الأولى ان ينبه على هذا العنوان ، وان ابن حزم لم يحكم على الحديث الثاني بالوضع خلافا لما توهمه كاتب العنوان كما ورد في فهرست الدكتور رمضان ششن –كما نقله المحقق عنه . 
الامر الثاني : قول المحقق : ولا اعتقد ان ابن حزم أملي هذه الرسالة على تلميذه الحميدي على سبيل انها تأليف مستقل ، وانما اتوقع احد أمرين . 
فاما ان تكون مادة هذه الرسالة فصلا من احد مؤلفات ابن حزم... قلت:
ليس ما ذهب إليه المحقق بصواب ، والذي يتضح من النص وممن نقل النص عن ابن حزم انه مما دار في مجلس ابن حزم كما ذكره مؤخرا على سبيل الاحتمال . ويدل على ذلك قول الحميدي- في مقدمة المخطوطة - قال: سمعت الفقيه ابا محمد على بن احمد بن سعيد الحافظ - وهو ابن حزم الأندلسي- وقد جرى ذكر الصحيحين فعظم منهما ورفع منهما ورفع من شأنهما .. ثم ذكر قول ابن السكن ثم قال الحميدي فقال لنا ابو محمد: وما وجدنا للبخاري... هذا امر اول.
ومثله نقله الحافظ العراقي في التبصرة (1) عن الحميدي
(1) التبصرة والتذكرة (70:1) 
والأمر الآخر: هو اختلاف قول ابن حزم في الحكم على الحديث الأول، فمرة قال عنه: موضوع، ومرة قال عنه: هذا الحديث وهم من بعض الرواة. كما نقله الإمام النووي رحمه الله (1)، والله اعلم.
وقبل الجواب عن الحديث احب ان انبه الى اختلاف الحكم من ابن حزم حيال هذا الحديث، فهو هنا حكم بالوضع، وأن الآفة من عكرمة بن عمار الراوي عن أبي زميل ، بينما نقل الإمام النووي رحمه الله عنه انه قال: هذا الحديث وهم من بعض الرواة لانه لا خلاف بين الناس ان النبي صلى الله عليه وسلـــم تزوج ام حبيبة قبل الفتح بدهر وهي بارض الحبشة وأبوها كافر. ثم ذكر ما نقله الحميدي عنه فجعله في رواية.
وعلى كل فلم يوافق ابن حزم رحمه الله احد من أهل العلم ، في دعواه بالوضع ، واشتد إنكار بعضهم عليه.
والأشكال الذي طرحه ابن حزم رحمه الله حول هذا الحديث هو "لا خلاف بين الناس ان النبي صلى الله عيه وسلم تزوج ام حبيبة قبل الفتح بدهر وأبوها كافر" اما كونها وهي في الحبشة ففيه خلاف وان كان الجمهور يرونه الصواب . 
لذا اتهم ابن حزم عكرمة بن عمار بوضع هذا الحديث، وان ابن حزم وإن كان هو اول وآخر من يتهم عكرمة بن عمار بالوضع، لكنه مردود عليه وخالف إجماع أهل الرواية والجرح والتعديل في إصدار هذا الحكم على عكرمة.
وابن حزم- رحمه الله- ليس هو من علماء الجرح والتعديل المعتمد على نقده، وقد تقدم ما يتعلق به في الفصل الأول من الاعتراضات فانظره . حيث لم يعتد أهل العلم بما جرح ، ولا بما عدل اذا انفرد ، لانه ليس من أهل هذا الشأن ، لذا فطعنه بعكرمه بن عمار مردود وغير مقبول . وكما انه قد طعن بعكرمة فقد طعن 
(1) شرح مسلم النووي ( 63:16)
بمن هو اشهر من عكرمة كالإمام الترمذي وأبي القاسم البغوي وابى العباس الاصم وغيرهم رحمهم الله تعالى . 
وقبل الجواب على اعتراض ابن حزم رحمه الله احب أن أذكر ترجمة عكرمة بن عمار ومن وثقه واثنى عليه ، حتى يعرف موضع اتهام ابن حزم هذا الرجل بالوضع من البطلان.
هو: عكرمة بن عمار العجلي الحنفي اليمامي أبو عمار البصري ، روي عن : الهرماس بن زياد – وله صحبة – واياس بن سلمة بن الاكوع وسالم بن عبد الله بن عمر ، وأبي زميل سماك بن الولدي الحنفي ، وضمضم بن جوش .. وعطاء بن أبي رباح ، ويحيى بن أبي كثير ن وطائفة . 
وروي عنه: شعبة والثوري ووكيع ويحيى القطان وعبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن أبي زائدة وقراد أبو نوح ، وعلي ابن يونس اليمامي .. وأبو الوليد الطيالسي وآخرون كثيرون .
قال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد الله - يريد احمد بن حنبل- هل كان باليمامة احد يقدم على عكرمة اليمامي مثل :: أيوب بن عتبة ، وملازم بن عمرو، وهؤلاء ؟ فقال: عكرمة فوق هؤلاء- او نحو هذا- ثم قال: روى عنه شعبة أحاديث . 
وقال معاوية بن صالح: عن يحيى بن معين: ثقة . قال الغلابي عن يحيى :ثبت . وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين : وصدوق ليس به بأس . وقال أبو حاتم عن ابن معين : كان أميا ، وكان حافظا . وقال عثمان الدارمي : قلت لابن معين : أيوب بن عتبة أحب اليك او عكرمة ابن عمار ؟ فقال عكرمة احب الى…
وقال محمد بن عثمان بن ابي شيبه عن علي بن المديني كان عكرمة عند اصحابنا ثقة ثبتا
وقال العجلي: ثقة، يروي عنه النضر بن محمد الف حديث.
وقال الآجري عن أبي داود: ثقة، وفي حديثه عن يحيى بن ابى كثير اضطراب. قلت: ليس في إسناده هنا يحيى بن أبي كثير، وإنما يرويه عن أبي زميل. وقال النسائي ليس به بأس- إلا في حديث يحيى بن أبي كثير.
وقال الساجي: صدوق وثقه احمد ويحيى إلا ان يحيى بن سعيد ضعفه في أحاديثه عن يحيى بن أبي كثير، وقدم ملازما عليه- أي في روايته عن يحيى بن أبي كثير- وقال: عكرمة بن عمار ثقة عندهم. وروى عنه ابن مهدي، ما سمعت فيه إلا خيرا، وقال في موضع اخر: هو أثبت من ملازم (هو ابن عمرو) وهو شيخ اليمامة . 
وقال علي بن محمد الطنافسي : ثنا وكيع عن عكرمة بن عمار- وكان ثقة.
وقال اسحق بن احمد بن خلف البخاري: ثقة، روى عنه الثوري وذكره بالفضل...
وقال الدار قطنى: ثقه. 
وقال ابن عدي : مستقيم الحديث إذا روى عنه ثقة.
وذكره ابن حبان في الثقات . وقال: في روايته عن يحيى بن ابى كثير اضطراب .....
وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتا.
وقال ابن شاهين- في الثقات -: قال احمد بن صالح : أنا أقول لانه ثقة ، واحتج به ، وبقوله . 
وقال عاصم بن علي كان مستجاب الدعوة . 
وكونه روى عن الهرماس – وله صحبة – فهو تابعي رحمة الله تعالى (1) 
ومن الذي نقلته يتضح أن عكرمة بن عمار ثقة جليل ثبت ، ضابط –الا في روايته عن يحيى بن أبي كثير – ففيها اضطراب لانه لم يحكم ضبطها وحفظها ، ولم يكن عنده كتاب لكونه أميا . ويكفي عكرمة فخرا كون شعبة والثوري وابن المبارك يروون عنه ، وهم هم في تحريهم نقدهم . 
وفي هذا دلالة كافية مقنعة في الرد على دعوى ابن حزم ، والتي ادعى باطلا أن عكرمة هو الذي وضع هذا الحديث . 
واذا كان عكرمة بن عمار قد انفرد برواية فهي مقبولة عند عامة أهل العلم بالحديث – لكونه ثقة ، ورواية الثقة فهي مقبولة ، ما لم تكن مخالفة لمن هم اكثر عددا أو اضبط واحفظ منه .. فكيف ولم ينفرد عكرمة بهذا الحديث الذي حكم ابن حزم – باطلا – انه هو المتهم به .
فقد وافقه إسماعيل بن مرسال عن أبي زميل – كما عند الطبراني – حيث قال في معجمه بعد أن ذكر الحديث بسند مسلم رحمه الله : حدثنا علي بن سعيد الرازي ، حدثنا عمر بن حليف بن اسحق بن مرسال الخثعمي ، قال : حدثني عمي اسماعيل بن مرسال عن أبي زميل الحنفي قال : حدثني ابن عباس قال : كان المسلمون لا ينظرون الى أبي سفيان ولا يفاتحونه ، فقال: يا رسول الله ، ثلاث أعطيكهن "الحديث (2) . 
(1) انظر تهذيب (261:7-263) والكاشف (2/276 ) وغيرهما .
(2) المعجم الكبير (199:12 –200) رقم 12886 والحديث الأول برقم (12885) وانظر جلاء الإفهام 142) . 
فقد رواه إسماعيل كما رواه عكرمة فبرئ عكرمة من عهدة التفرد.
وبالمناسبة هنا أقول: ان الإمام مسلما رحمه الله تعالى قد روى هذا الحديث وصرح الرواة كلهم فيه بالتحديث حيث قال: حدثني عباس ابن عبد العظيم العنبري احمد بن جعفر المعقري قالا: حدثنا النضر "وهو ابن محمد اليمامي " حدثنا عكرمة حدثنا أبو زميل، حدثني ابن عباس قال: كان المسلمون لا ينظرون الى أبي سفيان .. " الحديث (1).
وهذا بخلاف ما زعمه ابن القيم – غفر الله له- من قوله "فإن مسلما رواه
عن عباس بن عبد العظيم عن النضر بن محمد عن عكرمة ابن عمار عن أبي زميل عن ابن عباس هكذا معنعنا .. " . وهذا في غاية البعد ، وكيف يحكم على ابن القيم في هذه الدعوى المخالفة للواقع ، الا أن يقال ان ابن القيم لم ينقل هذا السند من صحيح مسلم مباشرة وانما نقله من مصدر آخر عنه ، وكان ذلك المصدر قد نقله – اختصارا- بالعنعنة ، فظن أنه كذلك في الصحيح ، وليس هو بالصحيح ، وعلى أي فابن القيم مؤاخذ في هذا الاتهام والادعاء ، والله يغفر لنا وله ، وان كان ابن القيم قد اختلف حكمه تجاه هذا الحديث ، فهو في "جلاء الإفهام " يحكم بالوهم ، بينما في ؟زاد المعاد" يحاول الإجابة عن هذا الاعتراض ، ويؤول الحديث بما يتناسب مع مكانة الصحيح . كما سأذكر ذلك ان شاء الله تعالى . 
وقد أجاب العلماء والمحدثون على هذا الحديث ، وردوا على ابن حزم دعواه الوضع أو الوهم ، وبينوا صحة هذا الحديث . وسوف أذكر بعض تلك الأقوال ، ثم الخص وجهة نظري – حسب ما يفتح الله تعالى – مرجحا صحة الحديث والاستدلال على ذلك مع رد الشبه التي تطرح ، بجواب شاف واضح مقنع ان شاء الله تعالى . 
(1) صحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابه – باب من فضائل أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه رقم (2501) 
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه لهذا الحديث (1): واعلم ان هذا الحديث من الأحاديث المشهوره بالأشكال، ووجه الإشكال ان ابا سفيان إنما اسلم يوم فتح مكة- سنة ثمان من الهجرة- وهذا مشهور، لا خلاف فيه.
وكان النبي صلى الله عيه وسلم قد تزوج أم حبيبه قبل ذلك بزمان طويل. قال ابو عبيدة وخليفة بن خباط وابن البرقي والجمهور: تزوجها سنة ست، وقيل سنه سبع.
وقال القاضي عياض: واختلفوا أين تزوجها، فقيل: بالمدينة بعد قدومها من الحبشة ، وقال الجمهور بأرض الحبشة ، قال : واختلفوا فيمن عقد له عليها هناك . فقيل : عثمان ، وقيل : وخالد بن سعيد بن العاص باذنها ، وقيل : النجاشي لانه كان أمير الموضع وسلطانه . 
قال القاضي: والذي في مسلم هنا أنه زوجها ابو سفيان غريب جدا وخبرها مع أبي سفيان حين ورد المدينة في حال كفره مشهور .
قال النووي رحمه الله تعالى: ولم يزد القاضي على هذا . وقال ابن حزم : هذا الحديث وهم من بعض الرواة ، لانه لا خلاف بين الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة قبل الفتح بدهر ، وهي بأرض الحبشة ، وأبوها كافر . 
وفي رواية عن ابن حزم أيضا : انه قال / موضوع ، قال : والآفة فيه من عكرمة بن عمار الراوي عن أبي زميل
قال الإمام النووي رحمه الله : وأنكر الشيخ أبوعمرو بن الصلاح رحمه الله هذا على ابن حزم ، وبالغ في الشناعة عليه ، قال : وهذا القول من جسارته ، فانه كان هجوما على تخطئة الأئمة الكبار ، واطلاق اللسان فيهم ، قال : ولا نعلم أحدا من أئمة الحديث نسب عكرمة بن عمار إلى وضع الحديث ، وقد وثقه 
(1) شرح صحيح مسلم للنووي (63:16-64) 
وكيع ويحيى بن معين ، وغيرهما . وكان مستجاب الدعوة .
قال : وما توهمه ابن حزم من منافاة هذا الحديث لتقدم زواجها غلط منه وغفله ، لانه يحتمل انه سأل تجديد عقد النكاح تطيبا لقلبه ، لانه كان ربما يرى عليها غضاضه من رياسته ونسبه أن تزوج بنته بغير رضاه ، أو أنه ظن أن إسلام الأب في مثل هذا يقتضى تجديد العقد . 
وقد خفي أوضح من هذا على أكبر مرتبه من أبي سفيان ممن كثر علمه ، وطالت صحبته ، هذا كلام أبي عمرو رحمه الله . 
وليس في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم جدد العقد ، ولا قال لابي سفيان أنه يحتاج الى تجديده ، فلعله صلى الله عليه وسلم أراد بقوله "نعم" أن مقصودك يحصل ، وأن لم يكن بحقيقة عقد . والله أعلم . أ هـ.
هذا وقد أكثر الناس الكلام في هذا الحديث ، وتعددت طرقهم في توجيهه ، حسب نزعاتهم واتجاهاتهم.
فطائفة قالت : الصحيح أنه تزوجها بعد الفتح – لهذا الحديث ، ولغيره . قلت : وهذا يتعارض مع ما أجمع عليه أهل السير والمغازي وجمهور أهل الحديث من أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بالحبشة.
ومنهم من قال : بل سألة أن يجدد له العقد تطيبا لقلبه ، وليبقى له وجه بين المسلمين ، قلت : وهذا مما لا يظن بعقل أبي سفيان ان يطلبه ، وقد قال عندما سمع زواج النبي صلى الله عليه وسلم بها- وهي بالحبشة- هو الفحل لا يقرع أنفه (1).

(1) انظر : الفصول في اختصار سيرة الرسول (222) وزاد المعاد (110:1) وجلاء الإفهام (138) والزرقاني على المواهب (244:3) . 
وقالت طائفة – منهم البيهقي والمنذري – يحتمل ان تكون مسألة أبي سفيان النبي صلى الله عليه وسلم أن يزوجه أن حبيبة وقعت في بعض خرجاته الى المدينة ، وهو كافر ، حيث سمع نعي زوج بنته بالحبشة قلت : وفي هذا تعسف وتكلف وفي لفظ الحديث ما يرده . 
وقالت طائفة اخرى : للحديث محمل صحيح ، وهو أن المعنى أرضي الان ان تكون ، زوجتك فاني لم أكن قبل ذلك راضيا به . قلت : وهذا تأويل بعيد وفي لفظ الحديث ما يرده أيضا . 
وقالت طائفة اخرى ، لما سمع أبو سفيان انه صلى الله عليه وسلم طلق نساءه لما آلى منهن ، قدم المدينة ، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم ما قال ، ظنا منه انه طلقها . 
وقال المحب الطبري رحمه الله مفاده : يحتمل أن يكون أبو سفيان قال ذلك كله قبل اسلامه بمدة تتقدم على تاريخ النكاح ، كالمشرط في اسلامه ، .. قلت : هذا بعيد جدا ، ولفط الحديث يرد عليه " كان المسلمون لا ينظرون الى أبي سفيان .. ".
وقال الزرقاني رحمه الله : وقد ظهر لي الجواب بأن المعنى يديم التزويج ، ولا يطلق كما فعل بغيرها ، لا ينافيه قوله "عندي" لان الاضافة لاذنى ملابسة ولا بأس به ، فانه قريب . 
وقالت طائفة - وهو الذي جزم به ابن كثير وابن القيم وغيرهما : قولهم : ان الحديث صحيح ، لكن الغلط وقع من احد الرواة في تسمية ام حبيبة ، وانما سأل ان يزوجه أختها عزة ، وخفاء التحريم عليه غير مستبعد ، فقد خفي على ابنته – أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها – وهي أفقه منه وأعلم (1) .
(1) انظر : عيون الأثر (306:2-307) والبداية والنهاية (144:4-145)والفصول في اختصــــار سيرة الرسول (222-223) وزاد المعاد (110:1-112)وجلاء الإفهام 137-145) والإصابة (306:4) والزرقاني على المواهب (3 : 244-245) 
قلت :والذي أميل اليه – وأراه الصواب ان شاء الله تعالى – القول الأخير لكن مع اختلاف فيما قالوه من تخطئة الراوي . وسأبين ذلك ان شاء الله تعالى من النصوص . 
ان أبا سفيان وأم حبيبة رضي الله عنهما رغبا أن يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم "عزة" بنت أبي سفيان . عرض كل من أبي سفيان وأم حبيبة ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم . وقد ثبت حديث أم حبيبة في الصحيحين وغيرهما . ولفظه كآلاتي عن ام حبيبة بنت أبي سفيان قالت : يا رسول الله انكح اختي بنت أبي سفيان –وعند مسلم : عزة . فقال : أو تحبين ذلك ؟ فقلت : نعم ، لست لك بمخلية ، وأحب من شاركني في خير أختي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ان ذلك لا يحل لي ، قلت : فانا نحدث انك تريد تنكح بنت أبي سلمة – وفي رواية عندهما : درة بنت أبي سلمة – قال : بنت أم سلمة ؟ قلت : نعم ، فقال : لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي ، انها لابنة اخي من الرضاعة ، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة ، فلا تعرضن علي بناتكن ولا اخواتكن . 
وفي لفظ / عن أم حبيبة أيضا قلت يا رسول الله هل لك في بنت أبي سفيان ، قال : فافعل ماذا؟ قلت : تنكح ، قال أتحبين ؟ … الحديث . رواه البخاري ومسلم وأبو داوود والنسائي وابن ماجه وأحمد وغيرهم – واللفظ للبخاري (1) .
لذا قال ابن كثير رحمه الله : والأحسن في هذا انه اراد ان يزوجه ابنته الاخرى "عزة" لما رأى في ذلك من الشرف له ، واستعان بأختها أم حبيبة ، كما في الصحيحين – وانما وهم الراوي في تسميته أم حبيبة (2) اهـ.
(1) صحيح البخاري : كتاب النكاح : باب " وامهاتكم اللاتي ارضعنكم" وباب "وربائبكم اللاتي في حجوركم "وباب وأن تجمعوا بين الاختين " وباب : عرض الانسان ابنته أو اخته على أهل الخير . وكتاب النفقات : باب المراضيع من الموليات . وصحيح مسلم : كتاب الرضاع : باب تحريم الربيبة واخت المرأة . رقم 16،15 .وسنن أبي داود برقم 2056 ، وسنن النسائي (94:6-96) وسنن ابن ماجه برقم 1939 كلهم في كتاب النكاح واحمد في المسند (428:6) ورواه من مسند أم سلمة أيضا احمد (6: 291 - 309 
(2) البداية والنهائية (154:4)
وبمثله قال ابن القيم في "زاد المعاد" وذكر الحديث ثم قال: فهذه هي التي عرضها ابو سفيان على النبي صلى الله عليه وسلم فسماها الراوي من عنده أم حبيبة (1). 
ومقتضى كلامهم – رحمهم الله- ان الحديث صحيح ، لكن وقع خطأ في تعيين الاسم فبدلا من أن يقول الراوي "عزة بنت أبي سفيان " قال "رملة – أم حبيبة- بنت أبي سفيان ". 
قلت : لكن يوجد ما يرفع هذا التوهم ، وأن الراوي لم يخطىء في تعيين الاسم اذا عرفنا أن كنية "عزة" أم حبيبة أيضا . كما سأذكر بعد قليل ان شاء الله تعالى . 
اشكال : كيف تعرض أم حبيبة على النبي صلى الله عليه وسلم الحرام. 
ان الجمع بين الاختين حرام بنص القرآن الكريم حيث قال ( ان تجمعوا بين الاختين الا ما قد سلف ) (2) فكيف يسوغ لأم حبيبة رضي الله عنها الفقيهة العالمة أم المؤمنين أن تعرض على النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوج عليها اختها وتبقى هي في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم فيكون النبي صلى الله عليه وسلم جامعا بين الاختين ، وهي لا يشك ولا يعقل انها لا تعلم تحريم ذلك ولا يخفى عليها ذلك . وهي تقرأ القرآن . 
بل مما يزيد الأشكال أشكالا آخر هو قولها "فانا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة" وهي بنت أم سلمة ، ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم . 
وكلا الأمرين واحد ، سواء الجمع بين الاختين ، او الجمع بين الأم وابنتها في زواج واحد . اذ كلاهما محرم في الكتاب ( وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن ) (3) .
(1) زاد المعاد (111:1-1112) لكن وقع فيه "رملة" وهو خطأ أو سبق قلم ، لان رملة اسم ام حبيبة ، واما الثانية فهي عزة ، ولم ينتبه المحققان لهذا الخطأ العلمي ، والله تعالى أعلم . 
(2) سورة النساء : 23.
(3) سورة النساء : 23 . 
اذن لابد وأن يكون قد طرأ شىء ما حتى يتحدث امهات المؤمنين بارادة النبي صلى الله عليه وسلم الزواج من ربيبته ، وتعرض إحدى امهات المؤمنين عليه ، صلــى الله علي وسلم – بتدبير من أبيها أو بالاتفاق معه- أن يتزوج اختها . 
ان ذلك قد وجدته دليلا صريحا يزيل هذا الأشكال ، ويكون الدافع لكل من طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوج من محارمه . الا وهو اباحة الله تعالى له ان يتزوج من النساء ما شاء . بعد ما فهم من قصره على أزواجه والا يستبدل بهن من أزواج . 
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : "ما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء .. " رواه الترمذي والنسائي وأحمد والدارمي والحميدي وعبد الرزاق وابن خزيمة وابن حبان ، والحاكم والبيهقي و سعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو داوود في ناسخه والطبري وابن المنذر . بأسانيد صحيحة (1) .
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء الا ذات محرم وذلك قول الله (ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء) رواه ابن سعد وابن أبي حاتم (2) . 
وروى ابن سعد (3) نحوه من حديث علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أيضا .
(1) سنن الترمذي : كتاب التفسير رقم 3216 وسنن النسائي (56:6) من كتاب النكاح ، ومسند أحمد (41:6، 180، 201) وسنن الدارمي (77:2 رقم 2247) ومسند الحميدي (115:1 رقم 235) وموارد الظمآن (553 رقم 2126) وانظر تفسير ابن كثير (502:3) والدر المنثور (212:5) وفتح القدير (296:4) ، والطبقات الكبرى (194:8)
(2) الطبقات الكبرى (194:8) وانظر تفسير ابن كثير (502:3) حيث ساق سندابن أبي حاتم ، والدر المنثور (212:5) والفتح القدير (296:4).
(3) الطبقات الكبرى (194:8) . 
ففهم الصحابه رضي الله عنهم اباحة الزواج للنبي صلى الله عليه وسلم – كما هو منطوق قوله تعالى ( يا ايها النبي انا احللنا لك ازواجك اللاتي اتيت اجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك ، وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك ..) الاية وقوله (ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء .. سورة الاحزاب 50-51 ) . 
لذا عرض من عرض من الصحابه الكرام رضي الله عنهم على النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوج ، بل منهم من عرض عليه أن يتزوج من محارمه ، ممن لا تحل له صلى الله عليه وسلم . ظنا منهم أن ذلك جائز ، وأن الرضاعة لا تضر ، حتى نبههم النبي صلى الله عليه وسلم بان ذلك لا يحل و لا يجوز فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : "الا تتزوج ابنة حمزة ؟ قال : انها ابنة اخي من الرضاعة " متفق عليه واللفظ للبخاري (1) . 
وعن علي رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله مالك تنوق في قريش وتدعنا؟ فقال : وعندكم شىء ؟ فقلت : نعم ، بنت حمزة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انها لا تحل لي ، انها ابنة اخي من الرضاعة " رواه مسلم (2) .
وروى مسلم (3) بنحوه من حديث ام سلمة رضي الله عنها أيضا . 
وقوله "تنوق" أي تختار . وتبالغ في الاختيار . 
فكون على وام سلمة وام حبيبة وغيرهما- من عرض على النبي صلى الله عليه وسلم الزواج ممن لا يحل له – لا يعقل ان يجهلوا تحريم الجمع بين الاختين . أو البنت وأمها . او نكاح بنت الأخ من الرضاع – وهم أهل بيته واقاربه المقربون- وانما يحمل هذا منهم على جواز الخصوصية له صلى الله عليه وسلم حتى نبهم على التحريم ، والله أعلم . 
(1) صحيح البخاري : كتاب النكاح : باب " وأمهاتكم اللاتي ارضعنكم " وفي كتاب الشهادات أيضا . وصحيح مسلم : كتاب الرضاع . باب يحرم ابنة الأخ من الرضاع رقم 12 . 
(2) (3،2) صحيح مسلم : كتاب الرضاع : باب يحرم ابنة الأخ من الرضاع رقم 11، 14. 
وعلى هذا يصح حديث ابن عباس رضي الله عنهما . حديث الباب - على ان ابا سفيان اراد ان تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من ابنته – اخت ام حبيبة – وان هذا هو المراد لا غير ، وبه يقع الجزم . زيادة في شرفه . واستعان بأختها أم حبيبة .
واما قول ابن القيم وابن كثير من أن الراوي وهم في تسميته أم حبيبة وأن الصواب "عزة فقد ورد ما يزيل هذا الأشكال أيضا ، ويرفع هذا الوهم ، وأن الحديث صحيح وليس الراوي قد وهم فيه ، وذلك ما ورد في بعض المراجع من أن كنيته "عزة" أم حبيبة أيضا (1) . فان صح هذا – ولا مانع من وقوعه – دل على ان ابا سفيان وام حبيبة ام المؤمنين رغبا ان يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم عزة التي كنيتها ام حبيبة أيضا . وبهذا يزول كل اشكال في لفظ الحديث الأول . والله أعلم .
اشكال آخر : لقد وقع في هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم "نعم" أي اعطاء صلى الله عليه وسلم ما سأل ، وهذا يوحي بالموافقة على الزواج من اختها – كما قررت- أو منها – فكيف المخلص . 
قلت : يحمل قوله صلى الله عليه وسلم "نعم" على بعض ما سأل ، لا على جميع السؤال وذلك لاننا لا نعلم – من طريق صحيح – ان النبي صلى الله عليه وسلم ولي ابا سفيان امرأة جيش فقاتل الكفار – قائدا- نعم قد ورد ذلك من طريق منكرة كما اشار اليها بعض الحفاظ – لكنه لا تثبت .
لكن يمكن ان يقال بان الله تعالى لم يمكن النبي صلى الله عليه وسلم من توليه أبي سفيان قيادة الجيش ، لانه توفي صلى الله عليه وسلم بعد فترة قصيرة ، ومن المحتمل – ان طال به الزمان ان يوليه قيادة جيش ويقاتل على رأسه ، نعم ان الذي تحقق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من المطالب الثلاثة التي طلبها أبو سفيان انما هو جعل معاوية رضي الله عنه كتاب للوحي فقط (2) .
(1) انظر زاد المعاد (112:1) وشرح الزرقاني على المواهب اللدنية (244:3) 
(2) انظر المصباح المضيء في كتاب النبي الامي ورسله الى ملوك الارض ..(211:1) . 
لكن هنا اشكال آخر . لم لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لابي سفيان "انها لا تحل لي" كما أجاب أم حبيبة رضي الله عنها عندما سألته السؤال نفسه . 
والجواب عندي احد امرين ، اما ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ذلك اتكالا الى ما قاله لام حبيبة ، ولما كان قد اشتهر من تحريم الجمع بين الاختين او انه اجابه نعم ان ماتت اختها ، لكن الجواب الأول عندي هو الأوضح ، والله اعلم . 
اشكال آخر : كيف يجوز للنبي صلى الله علي وسلم ان يتزوج بعد قوله تعالى ( لا يحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من ازواج..) الاية (1). 
قلت : لقد اختلف الصحابة والتابعون ومن بعدهم من أهل العلم في هذه الاية هل هي محكمة ام منسوخة.وقد ذهب عدد من أهل العلم الى ان الاية منسوخة ، وقد نسختها الاية السابقة.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى (2) : ذكر غير واحد من العلماء كابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة وابن زيد وابن جرير وغيرهم ان هذه الاية نزلت مجازاة لازواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضا عنهن على حسن صنيعهن في اختيارهن الله ورسوله والدار الاخره لما خيرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم – كما تقدم في الاية ، فما اخترن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان جزاؤهن ان الله تعالى قصره عليهن ، وحرم عليه ان يتزوج بغيرهن ، او يستبدل بهن ازواجا غيرهن ، ولو اعجبته حسنهن ، الا الاماء والسراري فلا رج عليه فيهن . 
ثم انه تعالى رفع عنه الحرج في ذلك ، ونسخ حكم هذه الاية ، واباح له التزوج و لكن لم يقع منه بعد ذلك تزوج لتكون المنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عليهن . ا هـ .
(1) سورة الاحزاب (52)
(2) تفسير ابن كثير (3: 501) .
وقال الشوكاني (1) : وقيل هذه الاية منسوخة بالسنة وبقوله سبحانه (ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء) وبهذا قالت عائشة وأم سلمة وعلي بن أبي طالب وعلي بن الحسين وغيرهم . وهذا هو الراجح . أ هـ 
وعلى هذا يباح للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج من النساء اللاتي ذكرن في الاية : (يا ايها النبي إلا احللنا لك ازواجك اللاتي أتيت اجورهن وما ملكت يمينك مما افاء الله عليك وبنات عمك 000) ألاية(2) 
وما سوى ذلك – مما سواهن فلا يجوز . لذا فأني سأذكر بعض الأحاديث للدلالة على لك . والله المعين . 
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أغار على اللاتي وهبن انفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم و أقول : اتهب المرأة نفسها ؟ فلما أنزل الله تعالى (ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء. ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك) قلت : ما أرى ربك الا يسارع في هواك ، متفق عليه ، واللفظ للبخاري (3).
وعن زياد رجل من الأنصار قال : قلت لابي بن كعب ارايت لو أن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم متن ، أكان يحل له أن يتزوج؟ قال : وما يمنعه من ذلك ؟ قلت : قوله ( لا يحل لك النساء من بعد ) فقال انما أحل له ضربا من النساء ، ووصف له صفة ، فقال ( يا ايها النبي انا احللنا لك ازواجك) الى قوله ( وامرأة مؤمنة ) ثم قال : ( لا يحل لك النساء من بعد ) هذه الصفة . رواه الفريابي والدارمي وابن سعد وعبد الله بن أحمد – في زوائد المسند – وابن جريروابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردوية ، والضياء في المختارة ، ورجالة ثقات (4) . خلا محمد بن أبي موسى وذكره ابن حبان في الثقات . 
(1) فتح القدير (293:4) (2) سورة الاحزاب (50) 
(3) صحيح البخاري : كتاب التفسير " سورة الاحزاب : باب (ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء) وفي كتاب النكاح : باب هل للمرأة أن تهب نفسها لاحد .وصحيح مسلم : كتاب الرضاع رقم (50,49) ورواه أيضا النسائي وابن ماجه واحمد . 
(4) مسند احمد (132:5) ومسند الدارمي رقم 2246 (77:2) والطبقات الكبرى (156:8-157) وانظر ابن كثير (502:3) والدر المنثور ( 211:5) وفتح القدير (295:4-296) . 
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصناف النساء الا ما كان من المؤمنات المهاجرات قال : ( لا يحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من أزواج ولو اعجبك حسنهن الا ما ملكت يمينك) فأحل الله فتياتكم المؤمنات . وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي . وحرم كل ذات دين غير الإسلام . ثم قال : (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين). وقال : (يا أيها النبي انا احللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما افاء الله عليك – الى قوله – خالصة لك من دون المؤمنين ) وحرم ما سوى ذلك من اصناف النساء " رواه عبد بن حميد والترمذي – وحسنه واللفظ له – وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه (1) .
قلت: ولهذا لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم هانىء بنت أبي طالب رضي الله عنها لانها ليست من المهاجرات . فقالت : واللفظ للترمذي (2) : "فلم اكن احل له ، لاني لم أهاجر ، كنت من الطلقاء " .
ومن هذا الاستعراض يتضح انه لا مكان للاعتراض على الحديث بالايه لانها منسوخة ، واما قوله ( ولا ان تبدل بهن من ازواج ولو اعجبك حسنهن) فقد كان الرجل في الجاهلية اذا اعجب بامرأة الاخر يقول له تنزل عن امرأتك وانزل لك عن امرأتي ، فحرم هذا ، ولما دخل عيينة ابن حصن على النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه ان ينزل عن عائشة وينزل هو عن احسن الخلق عنده قال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ان الله حرم ذلك .. " الحديث رواه البزار وابن مردويه . من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (3) والله أعلم . 
(1) سنن الترمذي : كتاب التفسير رقم 3215، وانظر التفاسير الثلاثة أيضا.
(2) سنن الترمذي : كتاب التفسير رقم 3214 والمستدرك 53:4
(3) مجمع الزوائد (92:7) وفي اسناده اسحق بن عبد الله بن أبي فروه . وانظر كتب التفسير الثلاثة أيضا . 
وبعد هذا الاستطراد أقول : ان تأويل الحديث بما ينفق وجلالة العلماء وثقتهم اولى من الجسارة والهجوم عليهم ورميهم بالكذب ، واما ما ادعاه ابن حزم فهو غاية البعد ،والتسرع في الحكم ، وان لم تكن هذه هي الفلتة الوحيدة منه رحمه الله ، فمن اطلع على كتابة المحلي وجد سلاطة لسانه ، وفحش قوله ، وجرأة طعنه بالائمة الكبار الذي رفعهم الله واعلى قدرهم وطهرهم من بذاءة لسانه وجسارته .
كما يتضح ان الحديث صحيح والحمد لله ، على ان يحمل على ان ابا سفيان اراد ان يزوج النبي صلى الله عليه وسلم "عزة" التي هي اخت ام حبيبة ، وان كنية "عز" ام حبيبة أيضا . لا انه اراد ان يزوجه او يعيد العقد ويجدده ، أو يرضى بزواج النبي صلى الله عليه وسلم من ام حبيبة ام المؤمنين .
وعلى أي احتمال ، فان ايا سفيان اراد اخت ام حبيبة، فسواء اطلق او اراد الثانية ونطق الراوي بام حبيبة ، فان ذلك كله لا يقدح في صحة الحديث ، ولو جرينا على توهيم احد الرواة باسم المخطوب لها النبي صلى الله عليه وسلم والله اعلم.
وبهذا اندفع قول ابن حزم – اولا- بانه لم يجد لهذا الحديث مخرجا ، فقد وجد له المخرج والحمد لله .
كما اتضح ان كل حديث اعل في الصحيحين فقد وجدنا له مخرجا، ووجد الدليل على صحته وسلامته . والحمد لله رب العالمين.
==============
=================


فيقال حينئذ هذه اللفظة وهم من الراوي فإنه أعطاه بعض ما سأل فقال الراوي أعطاه ما سأل أو أطلقها اتكالا على فهم المخاطب أنه أعطاه ما يجوز إعطاؤه مما سأل والله أعلم
===============
الراوي ثقة عدل ،

و لذلك إذا جاء منه لفظة تحتاج لتبيين فإننا نقول أنه توهم،

أما الحديث فهو صحيح ، 

"فيقال حينئذ هذه اللفظة وهم من الراوي فإنه أعطاه بعض ما سأل فقال الراوي أعطاه ما سأل أو أطلقها اتكالا على فهم المخاطب أنه أعطاه ما يجوز إعطاؤه مما سأل والله أعلم"


يوجد شئ إسمه علم الجرح و التعديل،

الرواي ثقة ، فإن أخطأ في لفظ قلنا ، "توهم الراوي" 

الرواي ثقة عدل .. (الثقة العدل = لا يكذب)

فإذا اختلف ما يقول الثقة العدل مع حقيقة تاريخية ، يحمل هذا على التوهم.
======

وقالت طائفة الحديث صحيح لكن الغلط والوهم من أحد رواته في تسمية أم حبيبة وانما سأله أن يزوجه أختها عزة وخفاء التحريم عليه غير مستبعد فقد خفي على ابنته و هي افقه منه واعلم حيث قالت له صلى الله عليه وسلم هل لك في اختي فهذه التي عرضها ابوسفيان فسماها الرااوي من عنده ام حبيبة وهما وقيل كانت كنيتها ايضا ام حبيبة وهذا جواب حسن لولا قوله فاعطاه ما سأل فيقال حينئذ هذه اللفظة من الراوي وانما اعطاه بعض ما سأل او اطلق اتكالا على فهم المخاطب انه اعطاه ما يجوز اعطاؤه مما سأل .
=========
=========

الي الشيعي المخالف

 السؤال : هل أنكر العلماء يا طفل (أن معاوية كاتب للوحي) في هذا الخبر أم أنهم أنكروا شيئاً آخر !! 
ومن كتب الشيعة في حال نقد الرواية 
(أ) حتى لو كانت الرواية (ضعيفة أو مجهولة) فأنهم يقبولون بعضها ويردون بعضها - شرح أصول الكافي 7/ 308 هامش (2) للمحقق الشعراني:
[قوله (يعقوب بن ياسر) كأنه من عمال الحكومة نقل عنه الكليني لأن قوله حجة في أمثال هذه الوقايع بالنسبة إلى تنزيه الإمام (ع) وإن لم تكن حجة بالنسبة إلى تنقيص موسى المبرقع].
فهناك ما هو حجة في الرواية وهناك ماهو مردود وهي رواية واحدة.
(ب) الرواية صحيحة ولكن بعد رمي أو حذف فقراتها (مثالين) :-
(1) فقه الصادق للروحاني 8/ 125 [وبالجملة: بعد ملاحظة القرائن الداخلية والخارجية تطمئن النفس باستناد الأصحاب إليه، وطرحهم سائر فقراته لأجل معارضتها مع النصوص الأخر لا ينافي الاستناد إليه].
(2) تنقيح المقال للمامقاني 15/ 114 [و الحق أن الخبر صحيح إلا أنه أقحم في الخبر جملتين أوجبتا توقف جماعة في صحته،و سوف ندرس ذلك في ترجمة سليم بن قيس الهلالي، فراجع ما هناك و تدبر]. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق