الخميس، 4 أغسطس 2016

الأباصية و التكفير بالجملة







بسم الله الرحمن الرحيم

من المعلوم أن الإباضية يحكمون على أهل الكبائر بأنهم كفار كفر نعمة ، ومصيرهم في الآخرة مع المشركين في نار جهنم خالدين فيها وما هم منها بمخرجين .

ولكن هل تعلمون ما هو مصير المخالفين لهم في المعتقد ، من الصالحين وغيرهم ، من غير مذهب الإباضية ممن يعتقد برؤية الباري جل جلاله ، وممن يعتقد بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وممن يعتقد بالشفاعة لأهل الكبائر !!

أتعلمون ما هو حكم علماء الإباضية في هؤلاء الصالحين !

الجواب وبكل سهولة ولا أظن إباضياً ينكر ذلك وهو أنهم :

(( كفار كفر نعمة ))

ومصير كافر النعمة في الآخر معروف وهو أنه :

(( خالد مخلد في النار لا يخرج منها أبداً ))

والآن لنأتي ونذكر حكم الإباضية فيمن يعتقد خلاف مذهبهم في الرؤية وغيرها من مصادرهم :

قال السالمي في منظومته " أنوار لعقول في التوحيد " في الفصل الرابع في الرؤية :

ورؤية الباري من المحال *** دنيا وأخرى احكم بكل حال

إلى أن قال :

ومن يدن بها بكفرالنعم *** فاحكم له والشرك أن يجسم


وقال في شرحه لهذا البيت من هذه المنظومة في كتابه " بهجة الأنوار " ( ص84 ) :

" أي: واحكم على من قال بجواز الرؤيةفي حقه تعالى ، وعلى من قال بوقوعها في الآخرة بكفر النعمة وهو النفاق،فإن مجوز ذلك والقائل به لا شك أنه فاسق لمخالفته العقل والنقل " .



وقال في الفصل الثالث من الباب الرابع من منظومته " أنوار العقول " :
شفاعة الرسول للتقي ** من الورى وليس للشقي
ومن يقل بغير ذا فقد كفر *** كفر نعيم إن تأولٌ ظهر
وقال السالمي في الباب الرابع / الفصل الخامس من منظومته " أنوار العقول " :
ومن عصى ولم يتب يخلد **** في النار دائماً بهذا نشهد
وكافر بنعمة من فرقـــــــا **** ما بين ذي شرك ومن قد فسقا



وقال أبو بكر بن عبد الله الكندي في (الجوهر المقتصر) ، في " باب بيان الدرجة الثالثة والكفر في أهل القبلة " (ص121) :

" وأما الدرجة الثالثة من درجات أهل الكفر فهي درجة الخارجين من الحق بعدولهم عن الصواب وسوء تأويلهم للسنة والكتاب مع إقرارهم بالدين وتصديقهم بنبوة نبينا محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم أجمعين. وهؤلاء هم فرق أهل القبلة الجاري عليهم حكم الملة ، وهم اثنان وسبعون فرقة ، إلا من كاد منهم أن يلحق بأهل الدرجة الثانية. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ستفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة ). قال أصحابنا: ونحن تلك الفرقة، والحق عندنا غير دارس ولا مجهول ، ولأهل هذه الدرجة مقالات معروفة ومذاهب موصوفة يطول بذكرها الكتاب ويتسع باستيعاب شرحها الخطاب. ونحن نشهد لمن مات من هؤلاءمصرا على خلاف ما دانت به الإباضية بالخزي والصغار والخلود في النار " .



وقال أطفيش في كتابه "شرح النيل وشفاء العليل " في " باب في الشك والإرتياب" :

" ومن شك في الحق بتأويل نافق ، فمن شك في صحة عدم الرؤية نافق " .


وقال في " فصل نواقض الصلاة :

" ..الخطأ في صفات الله بالتأويل نفاق كاعتقاد الرؤية ؛ وبلا تأويل شرك " .



وجاء في كتاب " لباب الآثار الورادة على الأولين والمتأخرين الأخيار" لمهنا بن خلفان ( 1/278- 275 ) :

" مسألة : سئل الشيخ جاعد بن خميس بن مبارك الخروصي - رحمه الله - عن : ناشئ نشأ في طاعة الله تعالى ، وهو من أهل الخلاف، إلا أنه لم يرتكب حرمة من محارم الله قط ،وكان طول عمره زاهدا ناسكا ، وفي ثواب الله راغبا ،ولم يدع شيئا من أوامر الله تعالى إلا ائتمر به ،ولا محجورا في دين الله إلا انتهى عنه ، إلا أنه يدين بخلاف دين الإباضية قولا ، وعملا ،ونية ، واعتقادا ، ما حاله يكون إن مات على ذلك ؟

قال : لا يكون على طاعة رب العالمين ، من كان على خلاف الحق المبين ، ضالا عن سبيل المؤمنين المحسنين .

وأهل الخلاف لدين المسلمين المحقين على ضروب متفرقة ،وأحزاب غير متفقة ،كل فرقة تدعي أنها على الصواب ، وتزعم أن في يدها فصل الخطاب ، وتشهد على الأخرى بأنها على مخالفة السنة والكتاب ،وصار كل حزببما لديهم فرحون ، يغدون على ذلك ويروحون ،ويحسبون أنهم المؤمنون حقا ،والمحسنون صدقا ،وليس الأمر كما يقولون ، وعلى مايظنون ،بل القول الحق: إن الحق في واحدة لا في الجميع .." .

إلى أن قال :

" فإني لأقسم بالله قسم من بر في يمينه فلا حنث :إن [من] مات على الدين الإباضي الصحيح غير ناكث بما عاهد الله عليه من قبل ولا مغير حقيقته ، كلا ، ولا مبدل طريقته أنه من السعداء ، ومن أهل الجنة مع الأنبياء والأولياء .وإن من مات على خلافه فليس له في الآخرة إلا النار وبئس المصير ، لأنه الحق ، وماذا بعد الحق إلا الضلال ، فأنى تصرفون .على هذا إن شاء الله أحيا وأموت ،وعليه ألقى الله رب العالمين. والله أعلم " .



وجاء في كتاب " قاموس الشريعة " (5/371-372 ) :


" فصل : ومن سيرة الشيخ العالم ناصر بن أبي نبهان الخروصي إلى من سأله مترجما عن لسان النصارى ومن أعظم ما خالفناهم فيه ، وبيان ذلك في كتبهم أنهم دانوا في اعتقادهم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ذات ربه بنظر العين في الدنيا ، وأنه أسري به إليه حتى صار قريبا منه ، وأن تلك كرامة خص بها في الدين ، وأما في يوم القيامة فكلهم ينظرون ذات الله تعالى ، وكذلك في الجنة ، وأنه ينزل أو يتجلى لهم فيكل جمعة تدور في الجنة ، فيذهب جميع من في الجنة إلى النظر إليه ، ولا أدري أنهم أرادوا في موضع معين منها ، أو كل يراه وهو في موضعه ، كالشمس للناس في الأرض ، وهي في السماء .

وليت شعري ؛ هل معهم إنهم يرون جمالا وحسنا أحسن من الزوجة التي لهم في الجنة أم ذلك الحسن أحسن ؟ وهل يبقى المرء متشوقا إلى أن تأتي الجمعة الأخرى أم إذا اشتغل بالنظر إلى زوجته أنسته تصور ذلك الحسن في نفسه ، أم يبقى تصوره دائما لله أكبر ؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

وهذا عندنا من أعظم الكفر بالله الرحمن ، وعلى النبي من أعظم البهتان، ولو قال كذلك نبي من الأنبياء ، لشهدنا أنه قد كفر بالله المنان ، وصار ملعونا من إخوان الشيطان، ولكن حاشا أنبياء الله أن يضلوا ،وقد قال الله تعالى : ))الله أعلم حيث يجعل رسالته(( ، ونحن نشهد أن الله هوشيء ، وحق ، وأن ذاته لا ترى ولا يراها مخلوق ، إذ ليس هو شيئا مما يرى ، ولا يمكن تكوين شيء يراه ، كما لا يمكن تكوين شيء يكون كمثله..".


وقال الورجلاني في كتابه " الدليل والبرهان " :

فإن قال قائل : هذه أمة أحمد ( صلى الله عليه وسلم ) قد قضيتم عليها بالهلاك والبدعة والضلال ، وحكمتم عليهم بدخول النار ، ما خلا أهل مذهبكم .

قلنا : إنما قضاه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لا نحن ، بقوله حين يقول : (( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهن إلى النار ماخلا واحده ناجية وكلهم يدعي تلك الواحدة )) .


تنبيه :

أرجو من الإخوان الإباضية ممن يرى خلاف ما ذكرته ، فلا يتردد بذكره لنا لأني لم أطلع إلى الآن على رأي في المذهب الإباضي بخلاف ما ذكرته أعلاه حول حكم من يعتقد المحال والضلال عندكم كالرؤية ونحوها .

**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق