الاثنين، 25 يوليو 2016

مقال عن اجتماع اعضاء من التحالف الاسلامي الوطني في السفارة الايرانية في الكويت


غلب الولاء للحزب الخارجي على الولاء للوطن

بقلم – يعقوب محمد حياتي 

القبس

نشر التحالف الاسلامي الوطني بيانا للمنتسبين اليه يعطي له ولهم شهادة حسن سيرة وسلوك في بعض الصحف المحلية يوم الاثنين الموافق 10/5/2004 بعد ان ضبطتهم جريدة «الوطن» الكويتية كمن يضبط مجرما في جريمة من الجرائم وهي في حالة الجرم المشهود، جاءت فيه مجموعة مسائل كاذبة من نسج خيال كاتب هذا البيان الغارق في الكذب، تستوقف القارئ الى حد بعيد لأنها تحتوي على امور لا يمكن لأي شخص ان يصدقها بأي حال من الاحوال لفرط انغماسها في اتون الكذب السياسي المستشري في ثنايا وعروق وشعيرات التحالف الاسلامي الوطني.
ومن بين المسائل البارزة التي تستوقف قارئ هذا البيان الفضائحي الكاذب جملة وتفصيلا المسألة التالية التي وردت فيه حرفيا وفق ما يلي:
«.. فإننا نؤكد ايضا على ان التحالف الوطني لم يعقد اية اجتماعات على الاطلاق مع اي طرف وبالتالي لم يبحث اية موضوعات وردت في الخبر المزعوم. واننا اذ ننفي ذلك تماما…».
ان واقعة الاجتماعات السرية لقادة التحالف الاسلامي الوطني وهم كما ذكرتهم جريدة السياسة في صفحتها 24 من عددها الصادر بتاريخ 10/5/2004 وبالاسم وفق الترتيب التالي:

1- عدنان عبدالصمد.

2- عبدالمحسن جمال.

3- د. ناصر صرخوه.

4- احمد لاري.

5- الشيخ حسين المعتوق.

6- حسن السلمان.

7- صالح جوهر.

8- حسن حاجيه.

9- صالح الموسى.

10- جواد العطار.

مع بعض الشخصيات السياسية الرسمية من الجنسية الايرانية الذين حضروا خصيصا لعقد مثل هذه الاجتماعات السرية مع قيادة التحالف الاسلامي الوطني، وفق التفصيل المنشور في جريدة «الوطن» يوم الجمعة المنصرم بتاريخ 7/5/2004 هي واقعة صحيحة وصادقة مائة في المائة وان النفي لها هو الواقعة الكاذبة مائة في المائة وذلك للأدلة التالية:

الدليل الأول:

في الاصل ووفق العرف الدبلوماسي فإن الدولة التي تحتج على سفارة لدولة اخرى بالتدخل بشؤونها الداخلية لا تقوم بإجراء الاحتجاج، وهو اجراء شديد الوقع على العلاقات الثنائية بين الدولتين، الا اذا كانت قد استحصلت بيدها على ادلة وقرائن قاطعة تدعم احتجاجها وموقفها تجاه السفارة المتدخلة في شؤونها والدولة التي تمثل هذه السفارة، وهذا ما فعلته بالضبط وزارة الخارجية الكويتية عبر وكيلها الاستاذ خالد الجارالله حينما تم استدعاء القائم بأعمال السفارة الايرانية السيد ابو القاسم الشعشعي لتبليغه بالكف عن الاتصال ببعض المواطنين الكويتيين وعدم عقد الاجتماعات السرية غير المعلنة والمقتصرة على شخصيات تنتسب فقط الى التحالف الاسلامي الوطني، وبشكل سري ومتكتم عليه، وفق ما نقلته التصريحات الرسمية ووكالات الانباء في هذا الخصوص.

الدليل الثاني:

وظاهر من بيان التحالف الاسلامي الوطني أن هذا التحالف ينفي عقد الاجتماعات مع بعض المسؤولين الايرانيين على الاطلاق، وانه لم يبحث مع اي طرف اي موضوعات وردت في الخبر المزعوم في حين ان التصريحات المنسوبة الى بعض المسؤولين في السفارة الايرانية تؤكد بشكل لا يقبل الجدل حدوث مثل هذه الاجتماعات في اماكن متفرقة احيانا داخل منزل السفير الايراني التي صورت على انها لقاءات للجميع! واحيانا داخل احد المنازل الخاصة بأحد قادة التحالف الاسلامي الوطني، وهو منزل احمد لاري، كما جاءت في الصحافة الكويتية التي تناولت هذا الموضوع وبشكل ادق فإن الواقعة وهي واقعة الاجتماعات التي ينفيها بيان التحالف الاسلامي الوطني جملة وتفصيلا عبر عبارة «… على الاطلاق…» بما يؤكد عدم حدوثها نجدها، اي هذه الواقعة، يتم تأكيدها من قبل بعض المسؤولين بالسفارة الايرانية، هذا رد فاحم وقاطع على ان بيان التحالف الاسلامي الوطني في خصوصية عقد الاجتماعات بيان كاذب وغير صحيح، لأن واقعة الاجتماعات بين بعض الشخصيات الرسمية الايرانية وقادة التحالف الاسلامي الوطني اما ان تكون قد حدثت فيقر بها الجميع، واما ان تكون غير قائمة فينفيها الجميع. اما ان يقر المسؤولون في السفارة الايرانية بأن واقعة الاجتماعات قد حدثت، ولكنها لم تتناول شؤونا تخص الكويت، في حين ان قادة التحالف في بيانهم سالف الذكر ينفون كليا حدوث واقعة الاجتماع على الاطلاق مع اي طرف ولم تبحث بالتالي اي موضوعات مع تأكيد نفيهم لذلك فإن ذلك يؤدي الى احد الافتراضين:


الافتراض الأول

اما ان المسؤولين الايرانيين لا يقولون الحقيقة، ويكذبون، وبالتالي فإن قادة التحالف الاسلامي الوطني هم الذين يقولون الحقيقة ويصدقون.


الافتراض الثاني

اما ان قادة التحالف الاسلامي الوطني لا يقولون الحقيقة، ويكذبون، وبالتالي فإن المسؤولين الايرانيين هم الذين يقولون الحقيقة ويصدقون.


لأن واقعة الاجتماع بحد ذاتها كواقعة ظرفية ومكانية ومادية وعينية، اما ان تكون قد حدثت وعندما تحدث فإنها تكون قد حدثت بالنسبة للكل على حد سواء، او انها لم تكن قد حدثت بالنسبة للكل، فإنها لم تحدث بالنسبة للكل على حد سواء.

ولكن ان يأتي بيان التحالف الاسلامي الوطني نافيا نفيا قاطعا حدوث الاجتماعات على الاطلاق مع اي طرف، في حين ان المسؤولين الايرانيين في تصريحاتهم يؤكدون حدوث هذه الاجتماعات مع التحوير في التفصيلات فإن هذه الاجتماعات بحد ذاتها كواقعة مادية وعينية تكون مؤكدة الحدوث بشكل منطقي وفعلي وعيني، وذلك لاختلاف الاطراف الذين حضروا هذه الاجتماعات نفسها بما يقطع القول وبيقين تام بأن قادة التحالف الاسلامي الوطني لا يقولون الحقيقة في بيانهم، ويكذبون على الناس في حين ان المسؤولين الايرانيين هم الذين يقولون الحقيقة ويصدقون.

وبناء على ما سبق فلو كانت هذه الاجتماعات بينهم لم تحدث اصلا وعلى نحو قطعي لجاءت المواقف في حدوث هذه الاجتماعات متطابقة تمام التطابق بين الاطراف المجتمعة على نحو لم تشهد التصريحات اي تباين بشأن حدوثها، وهذا ما يؤكد تمام التأكيد أن بيان التحالف الاسلامي الوطني في شأن عدم عقد اي اجتماعات على الاطلاق مع اي طرف، وبالتالي لم يبحث اي موضوعات وردت في هذا الخبر المزعوم هو بيان كاذب، وغارق في الكذب حتى شحمة اذنه وبشكل فاضح ومكشوف وعلى طريقة مسيلمة الكذاب.
ويستخلص من ذلك ان هذا البيان الفضائحي في هذا الشق الجوهري منه هو بيان كاذب وكذوب وكذاب، ولا يراد من وراء هذا الكذب السياسي المباح الا التهرب من هول وجسامة الخروقات، وفداحة الانتهاكات التي ارتكبها قادة التحالف الاسلامي الوطني في حق الوطن العزيز والمواطنين الاعزاء.
ان التحالف الاسلامي الوطني قد غلب الولاء للحزب الخارجي على الولاء للوطن العزيز.

الا يضحك القارئ المتزن ملء شدقيه حينما يقرأ كلمة «الوطني» بعد عبارة التحالف الاسلامي، ويا لها من «وطنية»..!؟

ومن يهن الوطن العزيز عليه بكل المقاييس والمفاهيم، يسهل الهوان عليه ويسهل الكذب منه بكل الطرق والاساليب.

وما خفي كان اعظم..!

وللحديث بقية اذا اقتضت الظروف.
—-
انتهي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق