الثلاثاء، 21 يونيو 2016

تهديد مليشيات إيران لدول الخليج العربي ...تحدٍ واختبار لإرادة التحالف الإسلامي ...


رياض التميمي

2016 / 3 / 5 

 كان لتصريحات وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير خارجية روسيا و ممثل الجامعة العربية على هامش المنتدى العربي - الروسي قبل أسبوع و التي دعا فيها إلى انه و عند الحديث عن مكافحة الإرهاب و الجماعات الإرهابية فينبغي عدم التفريق بين تنظيمات داعش و النصرة الإرهابية و بين مليشيات الحشد الطائفي التي تظم أكثر من ستين فصيلاً مسلحاً أبرزها بدر و العصائب ولواء أبو الفضل و النجباء و حزب الله و غيرها ,كان لتلك التصريحات دور مهم في استدراج ردود الأفعال لتلك المليشيات و التي عبرت فيها عن عدم وطنيتها أو استقلاليتها و أنها بالحقيقة جزء من المشروع الإيراني الفارسي الذي يسعى لاستعادة أمجاد إمبراطوريته الفارسية المتهالكة و يحقق حلم تصدير الثورة من خلال أدواته المتمثلة بتلك المليشيات الطائفية المسلحة من خلال استغلال المرجعيات الأعجمية و العمق المذهبي و هو ما حذر منه المرجع العراقي الصرخي الحسني جميع البلاد العربية قبل عام في تصريحه لصحيفة الشرق الأوسط بتاريخ (19/4/2015) بقوله ((...أصحاب المشاريع الإمبراطورية لا يقفون عند حد مادامت الدول و الشعوب مستكينة و خاضعة لا تمتلك العزم و القوة و القرار للوقوف بوجه الغزو و التمدد القادم و الفاتك بهم ...)) و هو ما أكدته التصريحات الصبيانية لما يسمى أمين عام قوات أبو الفضل العباس (اوس الخفاجي) و التي تضمنت الاهانة و الاستهزاء بالدول الخليجية بمخاطبته لها بان بسطال الحشد يشرفهم و انه يجب أن يوضع في متاحفهم ثم اختتم كلامه بالتهديد بان الحشد بعد إنهاء معركته مع داعش سيتوجه و بناءً على رغبة السيستاني لاقتحام دول الخليج . و قد تزامنت تصريحاته مع تصريحات للقيادي في المجلس الأعلى و قائد مليشيا سرايا العقيدة جلال الدين الصغير و التي قال فيها أنهم (و يقصد إيران و مليشياتها ) وان كانوا أقلية عددية لكنهم أكثرية إستراتيجية كونهم يمتلكون نفط العراق و إيران و اليمن و الشام و يمتلكون المنافذ البحرية كمضيق هرمز و باب المندب و أنهم يمثلون الهلال الشيعي كما وصفه الملك الأردني قبل سنوات , وجلال الدين الصغير هنا يتحدث بلغة التبعية للمشروع الإيراني الذي يستغل الطائفية و يمسخ هوية الشيعة العربية . و من الواضح أن المشروع الإيراني إنما يستهدف العرب و تحديداً الخليج و اليمن و الشام في هويتهم الإسلامية و العربية و لا يوجد له أي هدف عدائي تجاه الغرب أو أمريكا أو إسرائيل . ذلك الوضوح و الصراحة المعلنة من قبل تلك المليشيات الإيرانية تؤكد صحة ما حذر منه المرجع العراقي الصرخي الحسني , و ما ذهب إليه وزير خارجية الإمارات العربية و بنفس الوقت تضع دول الخليج بشكل خاص و التحالف الإسلامي بشكل عام أمام تحد و اختبار حقيقي لمدى فاعلية التحالف الإسلامي من خلال اتخاذ الإجراءات الميدانية السريعة و الحاسمة تجاه إيران و مشروعها و أدواتها و أن لا تقف عند اعتبار ميليشيات حزب الله بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها منظمة إرهابية" و هو اختبار حاسم ومهم له عدة أبعاد من أهمها كسب ثقة الشارع العربي و الإسلامي بأهمية و جدوى التحالف الإسلامي و انه ليس مجرد تشكيل إعلامي بل له بعد ميداني على الأرض قادر على وقف الخطر و التمدد الإيراني .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق