الاثنين، 27 يونيو 2016

عيد غدير خم، كذبة تاريخية، أصلها وثني حتما! - د نوري المرادي

أكبر دليل على كذبة بيعة الغدير، ورزية الخميس

هو سرية أسامة بن زيد! فإذ أوصى لأصغر القوم، ترك لكبارهم الخيار!
فلو ان النبي وصى له بغدير خم فما كان سيحتاج لكتاب الرزية، والفترة بينهما أربعة أشهر تقريبا

=======
عيد غدير خم مروق عن الإسلام!!

شاهدت يوما ما برنامجا احتفاليا، أو هكذا وصفوه، عن ولادة سيدنا العباس على فضائية "الفرات" التابعة لآل العقور الحكيم. وقد نعى أو أنشد أربعة رواديد، أمام كورس صفق مع الردات، لكن بطريقة تشبه اللطم تماما. فهم يرفعون الكفين إلى الآذان، ثم يهوون بها على الصدر، لكن قبل أن يصلوه يغيرون رأيهم ويضاربوها ببعضها لتكون صفقة وليس لطمة. وأحد مواضيع الحفل الفني الساهر هذا بولادة سيدنا العباس أبو راس الحار عليه السلام، حديث عن أن السيدة فاطمة أم البنين كانت حاملا بالعباس ع وحين جاء الحسين ع قامت، فرجاها الحسين ع أن لا تقوم وهي حامل فقالت له: " كيف لا أقوم لك والذي في بطني ينطق اسمك ويقوم لك احتراما ". واعتبر هذا حقيقة وموقفا من العباس نحو الحسين فقال أحد الرواديد وقتها عروضة تقول: " فبطن أمّه ويقول حسين!" !! فقام أحد الكورس ورقص "البوب" على إيقاع الردة.
وعلى فضائية الزهراء، قال مقرئ حوزوي في حديث نسبه إلى الصادق، أن امرأة عجوزا من خراسان أيام المعتصم أرادت زيارة قبر الحسين. وقد فرض المعتصم على هكذا زيارة رسم 4000 دينار. وكانت فقيرة، ولكن تدبرت الدنانير وحملتها على ظهرها ومشت على أقدامها من خراسان حتى كربلاء، فوصلت جائعة مهلهلة الثياب. ودفعت الرسم، ولم يبق معها مالا. ونامت ليلتها على تربة المرقد، وقالت: " يا حسين جئتك من بعيد أرجوك أن تزورني عند أول ليلة لي في القبر". وعادت إلى بلادها متجشمة المصاعب وهي عجوز كبيرة السن، وحين ماتت زارها الحسين أول ليلة لها في القبر ثلاث مرات. (هكذا!)
وعلى سؤال عن مبرر البكاء واللطم في عيدي الأضحى والفطر، رد أحد الآيات قائلا: " نعم، نحن قوم فرحنا ومسرتنا بالبكاء واللطم على الحسين، أما علمت القول،، لا أسألكم عليه من أجر إلا المودة في القربى، فتفسير المودة في القربى هو البكاء على الحسين"
وهكذا!
ومن يخترع ثم يعتنق هكذا سفاسف وليعتاش منها أو يستخدمها لسياسة، سيكون أسهل عليه حتما الأخذ بما يرفع بطله إلى الخرافة بطله حتى وإن كان ذلك دسيسة، كأمر بيعة غدير خم المزعومة.
وقصة بيعة غدير خم، فاعلة منذ تولي البويهيين سلطة العراق، وتحدث عنها الكثير وأنشأت الردات واللطميات التي لا حصر لها خصوصا ما بعد فرض القومية الإيرانية التقليد على الشيعة في بداية القرن الماضي. وسأفكك أسطورة هذه البيعة، وأعالج مصادرها، وحيثيات نصوصها وما يمكن أن يساعدني في البراهين. عليه:

أولا
مصادر حديث بيعة خم 


معلوم أن حجة الوداع حدثت، ومعلوم أن قد توقف النبي عند غدير. ونص خطبته هناك متواتر ولا يختلف عليه اثنان تقريبا. لكن هناك اختلافات شديدة في نص دس على الخطبة، وهو النص الخاص ببيعة الإمام علي ك أو ما يسمى بيعة الغدير.
والتشيع الصفوي يسند بيعة غدير خم إلى 55 مصدرا، حصرها العلامة الشيخ الأميني في كتابه المنشور على الإنترنيت باسم "عيد الغدير في الإسلام" .1. و 55 مصدرا هو كم هائل من الأسانيد ظاهريا. لكن حين دققت وجدتها تغطي الفترة 230 – 1200 هـ، أي فترة 1000 عام، ليبدو العدد قليلا أزاء هكذا حقبة زمنية. كما أن أغلب هذه الأسانيد مكررة أخذ فيها اللاحقون عن السابقون حرفيا. والكثير من الأسانيد المذكورة أيضا على العكس تطعن بالبيعة وتكذبها. على سبيل المثال أخذ كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري كسند مثبت للبيعة، بينما المقتبس عنه يقول بالحرف: " وعيد ابتدعته الشيعة وسموه عيد الغدير، وسبب اتخاذهم له مؤاخاة النبي ص علي بن أبي طالب يوم غدير خم في سنة عشر من الهجرة، وهي حجة الوداع، وهم يحيون ليلتها بالصلاة ويصلون في صبيحتها ركعتين قبل الزوال، وشعارهم فيه لبس الجديد وعتق الرقاب وبر الأجانب والذبائح. وأول من أحدثه معز الدولة أبو الحسن علي بن بويه سنة 352 " وهنا فهو يقول أن العيد بدعة، وأن سببه مؤاخاة وليس بيعة خلافة وولاية.
كما يستندون إلى كتاب الخطط للمقريزي، بينماه يقول بالحرف" عيد الغدير لم يكن عيدا مشروعا ولا عمله أحد من سالف الأمة المقتدى بهم ، وأول ما عرف في الإسلام بالعراق أيام معز الدولة علي بن بويه، فإنه أحدثه سنة 352 هـ، فاتخذه الشيعة من حينئذ عيدا." وهو الآخر ينفي البيعة ويقول ببدعة العيد.
كما وجدت اختلافات ظاهرة في نصوص الأسانيد. 


1 – وهو السند السادس في الأهمية للحديث عند الأميني وأخذه عن الحافظ أحمد بن عقدة الكوفي المتوفى 333 ويقول: "أخرج في كتاب الولاية - وهو أول الكتب، عن شيخه إبراهيم بن الوليد بن حماد عن يحيى بن يعلى عن حرب بن صبيح عن ابن أخت حميد الطويل عن ابن جدعان عن سعيد بن المسيب قال: قلت لسعد بن أبي وقاص: إني أريد أن أسألك عن شئ وإني أتقيك، قال: سل عما بدا لك فإنما أنا عمك، فقلت: أقام رسول الله ص فيكم يوم غدير خم، قال: نعم، قام فينا بالظهيرة فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، قال فقال أبو بكر وعمر أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة".
2 – وهو السند الحادي عشر بالأهمية وأخذه عن الحافظ أبو سعيد الخركوشي النيسابوري المتوفى 407: رواه بإسناد عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل، وبإسناد آخر عن أبي سعيد الخدري، وقال قال النبي ص "هنئوني هنئوني، إن الله تعالى خصني بالنبوة وخص أهل بيتي بالإمامة، فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال طوبى لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة".
3 – وهو السند الثالث عشر في الأهمية وأخذه عن الثعالبي المتوفى 427، أخرج في تفسيره الكشف والبيان ويستند إلى عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: "لما نزلنا مع رسول الله في حجة الوداع كنا بغدير خم، فنادى إن الصلاة جامعة، وكسح للنبي تحت شجرتين، فأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة".
4 - عن كتاب "الإمام علي من المهد إلى اللحد" للقزويني 2 وهو يقول: "فأقبل الشيخان أبو بكر وعمر وقاما وبايعا فقال عمر السلام عليك يا أمير المؤمنين بخ بخ لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة"
5 - عن كتاب "تفسير الميزان" للطباطبائي3 نصا آخر وهو: "قال النبي يا معشر المسلمين أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي أن ولاية علي ولايتي عهدا عهده إلي ربي وأمرني أن ابلغكموه"
ولا يذكر تهنة عمر وابي بكر لعلي؟
6 - ويذكر عن كتاب "غاية المرام" عن ابي المؤيد عن كتاب فضائل الإمام علي، وفي كلام معنعن ينتهي إلى أبي سعيد الخدري: "أخذ النبي يوم الخميس بيد علي ورفعها ثم لم يفترقا فنزلت الآية اليوم أكملت لكم دينكم ،، ورضيت لكم الإسلام دينا" فقال الرسول الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وولاية علي. ثم قال الهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله"
7 - عن كتاب المناقب الفاخرة للسيد الرضي: " لما انصرف النبي من حجة الوداع إلى أرض يقال لها ضوجان نزلت عليه الاية "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل ما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس" فقام الرسول وأخذ بيد علي ،، ثم قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وهو مني وأنا منه، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ى نبي بعدي، وكان ذلك في 19 ذي الحجة، أو سبع عشرة من ذي الحجة كما في كتاب البرهان، وكان بين ذلك وبين النبي مئة يوم وكان سمع رسول الله بغدير خم اثنا عشر. "
8 - عن المناقب لإبن المغازلي يرفعه إلى ابي هريرة: " أن من صام يوم عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام 60 شهرا. وهو يوم غدير خم.
وفي تفسير القمي أن الآية –ا ليوم أكملت لكم دينكم،، الخ- نزلت بكراع الغميم فاقامها رسول الله بالجحفة
وهكذا!
ونص السند الثاني مثير للجدل كثيرا. فهو غريب حتى عن سياق النصوص المختلفة أصلا. ولا ندري كيف فهم عمر بن الخطاب أن عليا صار وليا فهنأه بينما الرسول يقول أن الله خص أهل بيتي بالإمامة. ومحال أن يسمي سعيد الخدري أو البراء بن عازب الإمام علي ك ويوم حجة الوداع "أمير المؤمنين" وبحضور النبي ص. لأن هذا اللقب استحدثه عمر بن الخطاب ر أيام خلافته، أي بعد غدير خم بأربع سنين تقريبا. وعمر حين سمع الصحابة ينادونه بكنية "خليفة خليفة رسول الله" فقال ستطول. أي إن الذي يأتي من بعدي ستسمونه " خليفة خليفة خليفة رسول الله " ثم تطول التسمية كلما جاء خليفة جديد. لذا قال:" فحيث أنتم المؤمنون وأنا أميركم فسموني أمير المؤمنين ".
والذي لاقى عليا في السند الأول هما عمر وأبو بكر، وفي بقية الأسانيد عمر فقط، أو لا تذكر أحدا قابله. وفي السند الأول قالا له " أمسيت يبن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة"، وفي الثاني قال له عمر: "طوبى لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة" وفي الثالث قال له عمر: "هنيئا لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة" وفي الرابع أقبل عمر وأبو بكر وبايعا وقال عمر: "السلام عليك يا أمير المؤمنين بخ بخ لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة"
والسندان الثاني والثالث ينتهيان إلى البراء بن عازب، لكن نصيهما مختلفان تماما.
وموقع نزول الآية اليوم أكملت لكم ،،الخ في الجحفة مرة وفي كراع الغيم مرة أخرى وفي ضوجان مرة ثالثة. وسنجد لاحقا أنها نزلت في عرفة. وفي الحديث الأساس أن من سمع الخطبة كان 120 الفا من المسلمين، بينما السند السابع يقول أنهم 12 فقط. أما السند الثامن، فيضرب الحدث في الصميم فيقول أن يوم الغدير هو 10 ذي الحجة وليس 18 ذي الحجة!
والاختلافات الظاهرة في نص الحديث ومحتواه، لابد وتطعن بصحته.
فنحن لا نتحدث عن تجربة يشرحها كل بمعاييره اللفظية، ولا عن عرفان أو باطنية يقولها كل حسب وعيه. إنما عن نص واحد قاله رجل واحد وشهد عليه 120 ألفا ويعادل رسالة الإسلام كلها كما سنرى لاحقا. ولن تجوز على باحث هكذا اختلافات، أو لن يخرج منها سوى براي واحد وهو أن الحديث مصنوع لاحقا. أما كيف يحتفل عقلاء الشيعة بهكذا مناسبة ويؤمنون بها، وهي التي تستند إلى خبر به هذا الكم الهائل من الطعون، فهذا ما نشكوه إلى الله سبحانه!

============
============
ثانيا
النصان المنسوبان إلى الإمام الصادق ع. 


وبالمناسبة، فكل الكتب التي ألفت عن الغدير إنما تكرر الأسانيد والنصوص والبراهين ذاتها، ولا تختلف في شيء إطلاقا غير أسماء المؤلفين.
وهناك حديثان ينتهيان إلى الإمام السادس جعفر الصادق ع أولها: "عن فرات بن إبراهيم في القرن الثالث الهجري قال عن محمد بن ظهير عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق أن الرسول قال: إن عيد الغدير أفضل أعياد أمتي وهو اليوم الذي أمرني فية الله تعالى أن أولي أخي عليا وليا من بعدي. وصيامه يعدل صيام ستين شهرا ".
والثاني هو: " سئل الإمام الصادق ع هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟ قال: نعم وأعظمها حَرمة، قيل وأي عيد هو؟ قال: اليوم الذي نصب فيه رسول الله ص أمير المؤمنين ع وقال: مَن كنتُ مولاه فعلي مولاه، وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة، قيل وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم، قال: الصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد ع والصلاة عليهم وأوصى رسول الله ص أمير المؤمنين ع أن يتخذ ذلك اليوم عيداً، وكذلك كانت الأنبياء تفعل، كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيداً".
وهنا، فالصادق ع يقول أن أفضل أعياد الأمة على الإطلاق هو الغدير، ليتهم فيه كل من لم يحتفل به بالكفر، من الخلفاء والصحابة والتابعين والفقهاء. وهذا متروك للعاقل، أن يعقله أو لا. إنما إذا صدق الحديث الثاني فهو شهادة من الإمام الصادق ع تنفي أن يكون هذا العيد معروفا قبله. فسائلوه أما تلامذته أو مشايعوه. وهم لم يسألوه عن عيد يعلموه ويجهلوا مراسيمه، بل سألوه فيما إذا كان هناك للمسلمين عيد آخر إطلاقا. أي أن شيعة علي قبل الصادق لا تعلم بعيد الغدير، ولم تحتفل به. الأمر الذي يكذب آليا الحديث الأول، ويدعم قول المقريزي أعلاه أن العيد مستحدث أيام معز الدولة علي بن بن بويه، أي بعد جعفر الصادق ع.
وعلي بن شجاع وقد ذهبت سطوة جده أحمد بن شجاع بن بويه، وبدأت شكيمة آل بويه العسكرية تنكسر أو تتراخى، لجأ هو، أو اقترحوا عليه استحداث مناسبة تلم صفوف البويهيين وتنهضهم من جديد. الأمر الذي يعيدنا إلى أول حلقة من هذا البحث، وهي يد القومية العنصرية الفارسية التي عبثت في الإسلام لتتبعها الأمة.
ومن الناحية الثانية، فالتدقيق الحشري في الحديث الثاني، يشير إلى هفوة من الإمام الصادق ع بوزن فضيحة. فهذا الحديث يعني وبلا مراء أن الصادق نفسه قبل أن يسأله السائلون عن العيد، والأئمة الخمسة قبله كالباقر والسجاد والحسين والحسن وعلي ع ع، لم يثقفوا العامة أو مشايعيهم ولا حتى خاصتهم، بعيد غدير خم، ولم يذكروه أو يحتفلوا به أمام أحد. لذلك كانت شيعتهم وعلى مدى 220 عاما، جاهلين بهذا العيد إطلاقا، حتى لحظة سؤالهم الصادق عليه. علما بأن الشيعة أيام الصادق ع كانوا في بداية وأوج تكوينهم الفكري والفقهي، والمفترض بهم أن يكونوا ملمين بكل دقائق مدرستهم الاجتهادية.
والإمام جعفر الصادق ع فقيه وفيلسوف وعلى علم الكلام أسس مدرسة اجتهادية صارت مذهبا. وهو حتما لن يترك هكذا هفوة في حديثه تنفي جوهر الأمر كله. فكيف هفاها أيضا وهو المعصوم بالقول والفعل والتفكير، كما يدعي التشيع الصفوي؟!
من هنا أنا أنفي النصين المنسوبين للأمام جعفر الصادق لخلل جوهرهما وميقاتهما معا.

ثالثا
النص المعتمد حديثا لبيعة الغدير.


وهو عن السيد محمد كاظم القزويني3 في كتابه (الإمام علي من المعهد إلى اللحد) ويقول: "في السنة العاشرة للهجرة وفي يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة وبينما كان الرسول عائدا من حجة الوداع وفي منطقة غدير خُم القريب من الجحفة، وكان الوقت قائظا وفي ظهيرة شديدة الحر، أوقف الرسول ص الجموع الغفيرة التي كانت معه ليخطب. حيث نزلت عليه آية هي: " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس" فوقفت الجموع والتحق من تأخر وتراجع المتقدمون فاجتمع 120الفا كما يقول بن الجوزي وفيهم أكثر الصحابة، ونهى عن خمس شجرات سمر متقاربات كنس ما تحتهن وأم الناس لصلاة الظهر تحتهن. وقد نصب له منبرا من أقتاب الإبل فخطب حتى وصل قوله: أنظروا كيف تخلفوني في الثقلين، فقالوا وما الثقلان يا رسول الله فقال الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتي. وأن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقان حتى يردان علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا. ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى رئي بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون فقال أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ فمن كنت مولاه فعلي مولاه يقولها ثلاثا، أو أربعا ثم قال اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض من بغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق حيث دار ألا فليبلغ الشاهد الغائب. ولما فرغ من خطبته نزل ونصب سرادقا لعلي وأمر المسلمين أن يبايعوه بالخلافة ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين فتهافت الناس يبايعونه حتى أقبل الشيخان أبو بكر وعمر وسألا الرسول قائلين هذا أمر منك أم من الله؟! فقال النبي وهل يكون هذا عن غير أمر الله؟! فقالا نِعم أمر الله ورسوله. فقاما وبايعا فقال عمر السلام عليك يا أمير المؤمنين بخ بخ لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. ثم بعد أن فرغ الناس من المبايعة، صعد حسان بن ثابت على مرتفع وقال:
يناديهـــم يوم الغديــــــر نبيهــم بخــم وأسمـــعبالنبـــي مناديا
وقد جاءه جبريل عــن أمر ربه بأنــك معصوم فلا تك وانيــــــا
وبلغهموا ما أنــزل الله ربهــــم إليك ولا تخشى هنـاك الأعاديا
فقام به إذ ذاك رافـــع كفــــــــه بكف علي معلـن الصوت عاليا
وقال فمــــن مولاكــــم ووليكـم فقالوا ولم يبـــدوا هنـاك تعاميا
الهـك مولانــــا وأنـــت ولينــــا ولن تجدن فينا لك اليوم عاصيا
فقال له قــــم ياعلـــيفإننــــي رضيتك من بعدي اماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهـــذا وليـــــه فكونوا لهأنصار صدق مواليا
هناك دعا اللهـــم وال وليـــــــه وكن للذي عادى عليا معاديــــا
فيا رب انصر ناصريه لنصرهم إمام هدى كالبدر يجلـو الدياجيا
فلما فرغ الجميع ونزل حسان نزلت الآية: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"
وهذا النص هو المعتمد حديثا، والذي تظهر فيه الإضافات ظاهرة للعيان.
ومع هذه الاختلافات، فلنا على هذا النص المآخذ التالية:
1 - لن نجد في قصيدة حسان بيتا يشبه أخاه في تفعيلة الحشو ما بالك بخلافات ظاهرة في العروض والقافية. وشاعر ضليع كحسان لا يقول: "يناديهم يوم الغدير" لأن هذا يدل على ماض وليس مضارعا حضره وقال قصيدة فيه. ولو كان حاضرا حقا لقال: "يناديهم عند الغدير". ما بالك ولم تعرف البيعة باسم " يوم الغدير" حتى من اللاحقين. وحسان لا يقول: "أسمع بالنبي مناديا". وإنما "أكرم بالنبي" أو "أنعم بالنبي مناديا". وحسان لا يقول: "ولا تك وانيا" بل "متوانيا" أو "ونيّا" ، لآن كلمة "واني" تعني تاجر اللؤلؤ. ولا يقول: "إلهك مولانا" بدل "الله مولانا" ولا يقول: "رضيتك من بعدي" بدل "رضاك الله من بعدي" ولا يكرر في مقطوعة صغيرة كهذه القصيدة، كلمة مولى 3 مرات، وكلمة ولي، أربع مرات، وكلمة هناك ثلاث مرات. فهذا يجوز لرادود لطميات وليس لشاعر مخضرم تخافه اللغة كحسان. كما أن اسم الإشارة " هناك" يدل معنويا على بعد الزمان والمكان، ومعناه: في ذلك الموضع، أو آنها. وتكرار حسان له سيدل على أن حسان لم يكن شاهد الحدث إنما وصفه بعده، أو لم يقل القصيدة أصلا.
ولم تقل مصادر الخبر كلها أن النبي أعلن نص الآية " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك ،،" التي بسببها توقف وخطب في الغدير. ولم أجدها في نص خطبته فيما قرأت من مصادر شيعية أو سنية. فكيف علم حسان بنص الآية وذكر جوهرها وعن لسان جبريل في شعره، ما لم يكن حسان نبيا رديفا للرسول محمد؟!
ومن هنا، فضعف أبيات القصيدة لا يدل أنها من حسان بن ثابت، لا خلال الحدث ولا بعده بأيام.
2 – لم يتحقق دعاء الرسول لصالح الإمام علي في الخطبة الذي هو: "اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض من بغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق حيث دار ألا فليبلغ الشاهد الغائب". فلم يوال الله عليا ليثبت له البيعة في السقيفة، ولم ينصره على معاوية وحول عنه الحق بالخلافة إلى شخص أقل منه عدة وعددا، ولا انتساب له بقرب من الرسول، بله بن من بيت عادى الرسول حتى فتح مكة. كما واستشهد الإمام علي بيد متبناه عبد الرحمن بن ملجم المرادي، الذي لم يشك أحد في التاريخ أنه من خلق الإمام علي وتربيته، ومن مشايعيه، وأن اثنين من أهله استشهدا مع ولده الحسين ع.
وهنا:
فأما أن يكون التخليف سياسة وليس وصاية أو ولاية ولا هو قدر رباني ولم ينزله بآية؛
أو أن الله لم يستجب لدعاء رسوله لعلي؛
أو أن الله جل شأنه خذل نفسه ولم يحقق قوله: "إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون". خصوصا وآية الذكر "إن لم تفعل فما بلغت رسالة ربك،،" يعني انتفاء الإسلام عمن لا يعمل بها.
وحاشى الله سبحانه وأي من الاثنين الأخيرين!
3 - إن نص الآية: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس" يشير بلا أدنى شكوك إلى أن التبليغ بتخليف الإمام علي ك يعدل البعثة النبوية. فإن لم يبلغها النبي لم تكتمل رسالة الإسلام، وعدم الكمال هو البطلان حتما. ومن مضمون النص فمن لم يعمل ببيعة غدير خم بطل إسلامه. وهذا يعني أن مبررات اصطفاء محمد، ونزول القرآن وإيمان الناس به، ومعركة بدر وفتح مكة وغيره من الفتوحات، والشروع، وأول دولة عربية في التاريخ اشتملت الجزيرة العربية، وبدء العصر الإسلامي وبدء الدولة الإسلامية،،الخ؛ هذه كلها صفر إلى الشمال ولا تعد شيئا إذا لم يبلغ الرسول أصحابه بخلافة علي!
فمن يجرؤ ويعقل هكذا هرطقة؟!
وأي دين هذا الذي يعدله ويلغيه خبر عن خلافة؟!
ونحن في لغة جدل تجيز التجرؤ عما هو خارج مكنون وماهية الذات الإلهية.
4 – والمساق العام للبيعة، يقتضي أن يصافح المبايِع المبايع له ويقول أبايعك بالخلافة على كتاب الله وسنة رسوله، واشهد الله على نفسي بذلك. وربما هناك نصوص أخرى للبيعة قد نختلف عليها لكن طول فترة المبايعة الزمنية حتما سيقع بين 5 – 15 ثانية للشخص الواحد. أو بمعدل 10 ثوان للشخص. وهنا، فلو حدث وبايع الإمام علي بالخلافة 120 ألف مسلم، وبمعدل 10 ثوان لكل بيعة، لاستغرق الأمر 333 ساعة، أي 14 يوما بلياليها. فهل بقي الرسول واصحابه في غدير خم 14 يوما؟!
وحين ينكر 120 ألف مسلم هم عمليا كل أعراف العرب والإسلام، آية من القرآن ووصية من الرسول بولاية علي وبأمر يعدل الإسلام كله، فهم إذن كفرة مرتدون على الدين، وعلى أعرافهم بحفظ الوعود وقول الحق والموت في سبيله. وما كان تخليف أبي بكر سيفرق كثيرا عندهم عن تخليف علي ليكفروا لأجله بدينهم ودنياهم وأخلاقهم وأعرافهم وعصبيتهم. ناهيك عن مصادر التشيع الصفوي تدعي أن بين المبايعين لعلي بالخلافة يوم الغدير أجل الصحابة، ومنهم على سبيل المثال: أبوبكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، العباس بن عبد المطلب، الحسن بن علي ع، الحسين بن علي ع، عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فاطمة الزهراء، فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب، عائشة بنت أبي بكر، أسماء بنت عميس، أم كلثوم زوج النبي ص، أم هاني بنت أبي طالب، أسامة بن زيد، سلمان الفارسي، عمار بن ياسر، أنس بن مالك، خالد بن الوليد، المقداد بن عمرو الكندي، عبدالله بن عمر بن الخطاب، عدي بن حاتم، عبدالله بن عباس، جابر بن عبدالله الأنصاري، أبو ذر الغفاري، حذيفة بن اليمان، حسان بن ثابت، سعد بن أبي وقاص، عمرو بن العاص، عبد الرحمن بن عوف، قيس بن ثابت، قيس بن سعد بن عبادة، مالك بن الحويرث، سعد بن جنادة، أبو سعيد الخدري، سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري، سمرة بن جندب، طلحة بن عبد الله، عبدالله بن ثابت الأنصاري، عبدالله بن أبي أوفى، عبيد بن عازب الأنصاري، أبوسعدة الأنصاري، جابر بن سمرة، أبو أيوب الأنصاري، أسعد بن زرارة الأنصاري، أبي كعب الأنصاري، براء بن عازب الأنصاري، أبوهريرة، أبوليلي الأنصاري، أبوزينب الأنصاري، أبو فضالة الأنصاري، أبو قدامة الأنصاري، أبوعمرة الأنصاري، أبورافع القبطي، أبوذؤيب بن خويلد، بريرة بن الخصيب، جبير بن مطعّم، جرير بن عبدالله، جندع بن عمرو، حبة بن جرير العرني، حبشي بن جنادة، حبيب بن بديل، حذيفة بن أسيد، خزيمة بن ثابت، خويلد بن عمرو الخزامي، رفاعة بن عبد المنذر الانصاري، زيد بن يزيد بن شراحيل الأنصاري، سلمة بن عمرو، سهل بن ساعدة الأنصاري، أبو أمامة الصدري، عامر بن عمرو، عامر بن ليلى، عامر بن وائلة، عامر بن ليلى العقاري، عبد الرحمن بن عبد الرب الأنصاري، عبد الرحمن بن يعمر، عبد الله بن عبد الأسد المخزومي، عبد الله بن بديل، عبد الله بن بشير، عبد الله بن حنطب، عبد الله بن ربيعة، عبد الله بن يامل، عطية بن بسر، عقبة بن عامر، عمارة المخزومي، عمر بن أبي سلمة، عمران بن حصين، عمر بن الحمق الخزاعي، عمرو بن شراحيل، عمرو بن مرة، ناحية بن عمرو الخزاعي، أبو برزة فضلة بن عقبة، نعمان بن عجلان، هاشم المرقال، وهب بن حمزة، وهب بن عبدالله، وحشي بن حرب، يعلى بن مرة.
وبين هؤلاء قادة الإسلام والعشرة المبشرة بالجنة وفاطمة وأخلص المتشيعين، فهل باع هؤلاء كلهم دينهم بدنياهم وسكتوا عن بيعة الغدير يوم وفاة الرسول أو شورى عمر ر؟! ولما لم تذكر المصادر الشيعية ذاتها أن أحدا من الأنصار أو المهاجرين اعترض على القوم يوم السقيفة وذكرهم ببيعة الغدير؟! فإذا أنكر هؤلاء بيعة هي كمال للإسلام وولاية من الله وفرض فما حكمهم؟!
ألا يعني هذا التشكيك بإسلام هؤلاء؟!
==========

==========

رابعا
شهادة آل البيت


قال الإمام علي في أحد أشعاره بعد الشورى:
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهــــم فكيف بهذا والمشيــرون غيب
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهـم فغيـــرك أولى بالنبـــي وأقرب
وقال في النسيب:
أنا أخو المصطفى لاشك في نسبي معه ربيت وسبطاه هما ولدي
جدي وجد رسـول الله مــــتحــــــدٌ وفاطم زوجتي لا قول ذي فند
صدقته وجميــع الناس في ظلـــــم من الضلالة والإشراك والنكد
فالحمد لله فــردا لا شريك لــــــــه البر بالعبـد والباقي بلا أمـــــد
وقال في صفين:
تلكم قريش تمناني لتقتلنــــــي فلا وربك ما بـــروا وما ظفـروا
فإن بقيت فرهن ذمتي لكــــــم بذات ودقيـن لا يعفــــــــو لها أثر
وإن هلكت فإني سوف أورثهم ذل الحياة فقد خانوا وقــد غدروا
أما بقيت فإنـي لست متخـــــذا أهلا ولا شيعة في الدين إذ فجروا
قد بايعوني ولم يوفـوا ببيعتهم وماكروني بالإعــداء إذ مكـــروا
وناصبوني في حرب مضرسـة ما لم يــلاق ابو بكر ولا عمــــر
وهنا، فلم يباهل الإمام ك بغدير خم ولا انتسب.
وحين بلغه ما جرى في السقيفة قال: "ما قالت الأنصار؟ قالوا قالت منا أمير ومنكم أمير، فقال هلا احتجتم عليه بأن رسول الله ص وصّى بأن يحسن إلى محسن الأنصار ويتجاوز عن مسيئهم، فقالوا وما في هذا من الحجة عليهم، فقال لو كانت الإمارة فيهم لم تكن الوصية بهم، ثم قال ما قالت قريش؟ قالوا احتجت بأنها شجرة الرسول ص فقال احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة"4. وهو هنا لم يذكر غدير خم. ولم يحاجج بغدير خم في جدالات الشورى، ولم يقل مؤرخ أنه ذكر غدير خم بعدها أبدا حتى الفتنة. ولم يجعل بيعة الغدير من حججه التي لقنها إلى مندوبه في التحكيم أبي موسى الأشعري، ولا ذكرها في رسائله إلى عماله كالاشتر ومحمد بن أبي بكر ومحمد بن عمر وزياد بن أبيه وغيرهم. ولا يذكر كتاب "نهج البلاغة" الغدير مطلقا. ولا ذكر للغدير في خطب فاطمة الزهراء. والخطبة الشقشقية (ص 30 ج 1 نهج البلاغة) التي يتحجج بها التشيع الصفوي على بيعة الغدير لا تذكر اسم الغدير ولو تلميحا. كما يتحججون أن الإمام علي دعا على مالك ببيضاء (البرص) لا تواريها العمامة. فأصيب الإمام مالك بالبرص من ساعته. وحتى لو صدقنا الحادثة، فقد كان سؤال الإمام علي لمالك أن يتذكر كيف بايع طلحة والزبير وتنكرا. ولم يسأله عن بيعة غدير خم.
وكل رسائل الإمام علي تقول: "من علي بن أبي طالب خليفة المسلمين إلى" ولم يقل في أي منها أنه إمام المسلمين ولا قال إنه وصي الله. والرسول محمد كان يعنون كتبه قائلا: " من محمد عبد الله ورسوله إلى،،". والوصاية بمنزلة النبوة كما يفترض، وما كان على الإمام التنكر لها.
ولم يقل الإمام علي يوما في آذانه "أشهد أن عليا ولي الله" بينما قال محمد ص "أشهد أن محمدا رسول الله" ولا تشهد الحسنين لعي. ولا قال الإمام علي يوم أوصى إلى الحسن بالخلافة شيئا عن غدير خم، ولا قالها الحسن ع وهو يحتضر من السم. ولا قالها الحسين ع في كربلاء.
ويوم بايعوه بعد مقتل عثمان قال الإمام علي: "دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب وإن تركتموني فأنا كأحدكم. ولعلي أسمعكم وأطوَعكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا" (نهج ص181 ج 1).
فهل هذا كلام من بايعه 120الفا صحابي يوم الغدير، وكلام من يعلم أن إبطال بيعة الغدير تبطل رسالة الإسلام؟
هذا وقد ثنى الإمام علي ك عمر بن الخطاب عن المسير مع الجيش لمحاربة كسرى قائلا: "إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم بشخصك فتنكي لا تكن للمسلمين كأنفة دون أقصى بلادهم. ليس بعدك مرجع يرجعون إليه. فابعث إليهم رجلا مجربا واحفز معه أهل البلاء والنصيحة فإن أظهر الله فذاك ما تحب وإن كانت الأخرى كنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين" (نهج ص 18 ج 2) ويقول أيضا: " والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها" (نهج ص 184 ج 2). وفي رسالة منه إلى طلحة والزبير لما ألبا عليه بعد الخلافة قال الإمام علي حرفيا: ((إن العامة لم تبايعني لسلطان غالب أو عرض حاضر)) (نهج ص11 ج3) فهل أمر الله ببيعة الغدير ليس سلطانا غالبا عند الإمام علي؟!
المهم أن الإمام علي لم يذكر غدير خم ولا احتج به ولا رغب بالبيعة ولا الدنيا. وهنا فنحن أمام أحد خيارين: أما أن تكون بيعة الغدير كذبة تاريخية متأخرة، أو أن الإمام علي خان الإسلام وكتم أمرا ربانيا خصه الله به؟
وحاشى الإمام علي والثانية.
وعموما فقد عادت الهلافة إلى الإمام علي وبمبايعة المسلمين له. ومن هنا فلا جرم على من أنكر بيعة الغدير له بالخلافة، لأنه صار خليفة.

خامسا
رزية الخميس
ومفاد هذه الرزية، التي تقولها مصادر التشيع الصفوي فقط: "أن الرسول نهض من فراش احتضاره عشية رحيله، وكانت ليلة الخميس وأراد أن يكتب كتابا فقال: ناولوني ورقا وقلما لأكتب لكم كتابا لا تضلون به بعدي. فاعترض عمر بن الخطاب متحججا بأن الرسول يهذي بسبب الحمى، ومنع أن يعطوه الكتاب، فمات الرسول بعدا واجدا عليهم. وعمر بن الخطاب كان يعلم أن الرسول سيكتب في خلافة علي له، لذا منعه".
وهذا الأمر مطعون به جملة وتفصيلا،، إذا ما احتكمنا إلى قول الإمام علي ك " حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له"
فمضمون حديث الرزية هذا يخالف ما عرف عن الرسول، لأن الرسول أمي ولم يكتب كتابا واحدا بيده بتاتا. ولو صح الحدث لأمر الرسول أحد كتابه قائلا: " هات كتابا لتكتب ما أمليه عليك!".
والرسول محمد ص لا يؤمن أن قومه سيضلون بعده إذا تمسكوا بالقرآن كتاب الله، ولكن لا يضلون إذا ما كتب لهم كتابا بخط يده.
ولو صح أن الرسول أراد كتابة وصية بخلافة علي، فسيكون الرسول ص قد أنكر بيعة غدير خم. فلماذا يكتب كتابا، وهناك آية من القرآن تأمر بخلافة علي، وتقول: " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس" وآية أخرى تعضدها نصت على كمال الدين ببيعة علي، ونزلتا كما يدعي التشيع الصفوي خلال بيعة الغدير، التي حدثت قبل ثلاثة أشهر فقط من ليلة رزية الخميس التي توفى في صباحها التالي؟! وإذا كانت حادثة الغدير موثقة ومعلومة فما الحاجة لوثيقة أخرى لتخليف الإمام علي؟
ما أعنيه أن رزية الخميس لو صحت لنفت بيعة الغدير.

سادسا
آية الولاية
يذكر التشيع الصفوي الآية: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون" آل عمران. كإثبات لولاية علي، ويستندون فيها إلى تعليل يدعي أن الإمام عليا تصدق بخاتمه وهو راكع على سائل.
وهذا خطأ فاحش، وتفسير مصنوع.
وإذا كانت هذه الآية تدل على ولاية الإمام علي، فهي متقدمة زمنيا، وعندها لا يجوز أخذ خطبة غدير خم المتأخرة عنها كثيرا على أنها أول تولية، ورفعها إلى مصاف أعظم أعياد الأمة. ولغة الجمع في الآية ظاهرة وتشتمل الإمام علي والمؤمنين غيره. أي لا تخصه بالولاية وحده. وعمر علي ك محدود، فإن مات، لم يعد وليا. وهذا مخالف لأزلية أحكام نصوص القران في الإسلام. أما إذا أخذناها على الجمع، فكل خليفة هو ولي أو صاحب أمر، تتوجب طاعته، حسب الأمر: " أطيعوا الله والرسول وألي الأمر منكم".
والتشيع الصفوي يدعي أن الإمام عليا كان شبه معدم خلال حياته، حتى حين كان خليفة. وكل ماله ربما أقل أو يساوي ثمن الخاتم. ولا زكاة على فقير معدم.
وفي تفاسير التشيع الصفوي أيضا أن الزكاة في هذه الآية تعبير مجازي عن الصدقة. وهذا مغلوط، لأنه سيخلط الأمر على جباية الزكاة، فلا تعود من فروع الدين أو أصوله.
والزكاة ضريبة بواقع 2.5% من ملكية مر عليها عام لا دين عليها ولا فروض. ولها جباة مختصون ويستقطعونها بعد حصر أموال المزكّي نقدا وعقارا، أما بالاطلاع العيني أو مراجعة السجلات وحجج الملكية. وتخضع إلى حساب دقيق، مما يجعلها عملية تحتاج إلى وقت وتركيز ومحال أن يؤديها شخص مصل وهو راكع، خاشع ماثل بين يدي ربه ولا يجب أن تلهيه تجارة ولا حسابات.
فمن أدى هكذا زكاة وعلى هكذا عجل وخلال ركوعه؟!
إن الزكاة المعنية هنا، هي زكى النفس وحسب.

سابعا
براهين بيعة الغدير
يذكر القميون أسماءً لامعة في الفكر العربي والإسلامي في أخبار حديث غدير خم، من أمثال: ابن حنبل، الحافظ الشيباني النسوي، الطبري، الدارقطني، الباقلاني، النيسابوري، الغزالي، الشهرستاني، الخوارزمي، العسقلاني، الصادق، المقريزي، الرازي، بن كثير، البيهقي، السيوطي ومن على شاكلتهم. وهم في هذا لابد ويتوخون الدفع إلى تصديق خبر البيعة. لكن الجدل الذي اثبتوا به البيعة، يشكل سابقة في السفه والابتذال، مما لا ولن ومحال أن يقبل به أعلام كهؤلاء.
بينما بنى القميون بيعة غدير خم على جمل وسط آيات ذات سياق واحد في مقدمة سورة المائدة، وعلى آية وسط غيرها في سياق واحد. والآيات هي: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد1. يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمّين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب 2. حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم ييئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم 3،، ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لآكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون66 . يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين67 . قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل ما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين 68"
وسياق هذه الآيات ومضمونها شديد الوضوح، للفقهاء والعامة. ولابد وأن يكون المرء أما معتوها، أو بليدا ليقبل أن يكون فيها نص بولاية علي ك.
وقد ذكر الله سبحانه اسم أبي لهب وحمالة الحطب وهامان وفرعون وهاروت وماروت ،،الخ من المحقرين، وزيد بن حارثة وعيسى ويحيى وداود وموسى وهرون وذي الكفل ومريم وإبراهيم واسحق ويعقوب من الأنبياء والصالحين، لكنه لم يذكر بيعة الغدير جهارا ولا قال أنها إذا لم تعلن فما تمت رسالة الإسلام. والله جل جلاله لا يخاتل عباده، ولا يجعل بيعة خطيرة كبيعة الغدير التي تعدل الإسلام كله مضمرة عرضة للأحاجي. ولا يأمر الله سبحانه بشعيرة بلا آية بينما تنفيذها يجعله بآية.
وغدير خم كما يقول ياقوت الحموي، على ثلاث أو أربع مراحل من مكة، وست مراحل من المدينة. وما ينزل فيه من آيات إذن يكون مكيا وليس مدنيا. بينما سورة المائدة مدنية. ولابد أن الآيتين لم تنزلا في موضع الغدير المكي انتسابا.
وتسلسل هذه الآيات أيضا واضح، ويعارض أن تكون الآية 67 نزلت أولا ففهمها الرسول كأمر بإجهار ولاية علي، ولذلك خطب في الناس، ثم وحين انتهى نزلت الجملة عن اكتمال الدين في الآية 3 ، كما يفعل التشيع الصفوي ليثبت بيعة الغدير.
ونص الآية 67 يفيد بحماية الرسول من الكافرين، وليس من المسلمين الذين حضروا خطبة الوداع.
ولا يمكن فصل جملة إكمال الدين في الآية 3 عما قبلها بعدم خشية الكفار، وعما بعدها المعطوفة عليها بالفاء الرابطة التي تنص على عفو الله عن إتيان المحرمات اضطرارا. وستشذ الآية " يا أيها الرسول بلغ ،،" عن سياق القرآن المعروف إذا أعطي لها تفسير غير الذي تدل عليه وهو إبلاغ النواهي والمستحبات والموجبات التي تتحدث عنها سورة المائدة ككل.
أما كيف تخطى الصفوين كل هذه العقد الجوهرية، وأعلنوا أن هذه الجملة والآية بعدها تنصان على أمر بإعلان ولاية علي، وخبر باكتمال الدين بولاية علي، فأمر يثير الأسى والأسف معا، لما في تحليلهم واستنتاجهم من عمد إلى الكذب والتزوير والبهتان على الله ورسوله.
والغريب أنهم لم يسندوا تحليلهم إلى الإمام جعفر الصادق ع، وإنما إلى الكليني والكافي وأمثالهما من أساطين تزوير التاريخ.
وعلى أية حال فمؤلف كتاب الميزان يورد التحليل كاملا في المجلد الخامس في ص 171 على الشكل التالي:
إن في الآية "اليوم ييئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم" فالقول عن يأس الكفار وإكمال الدين معترض ومتخلل بين صدر الآية وذيلها. وهو نزل نزولا مستقلا منفصلا عن الصدر والذيل وإن وقوعه في وسط الآية مستند إلى تأليف النبي ص أو إلى تأليف المؤلفين بعده. ويؤيد هذا كتاب الدر المنثور الذي يقول بأن هذه الآية نزلت على النبي وهو في عرفة. وكان النبي إذا أعجبته آيات جعلهن صدر السورة. والقول " اليوم الذين كفروا،، واليوم أكملت لكم دينكم،،" مرتبط ويراد به غرض واحد وقصد واحد. وهذا القصد والمراد بكلمة اليوم، ليس زمان ظهور الإسلام والبيعة إلى النبي ويئس الكفار من الدين، ولا فتح مكة حيث أبطل الله فيه كيد المشركين واذهب شوكتهم وهدم بنيان دينهم فلا تقوم لهم قائمة بعده، ولا يقصد به نزول آيات البراءة من دين المشركين حيث انبسط الإسلام على جزيرة العرب وماتت سنن الجاهلية وأبدل الله المسلمين بعد خوفهم أمنا، ولا يقصد به إكمال أمر الحج بحضور النبي ص شخصيا وتعليمه للشعائر قولا وفعلا. ولا يقصد به يوم إكمال بقايا الحرام والحلال في سورة المائدة فلا حلال بعده ولا حرام. ولا يقصد به خلوص البيت الحرام للمسلمين،، ولا يوم إكتمال المحرمات وتبيانها تبيانا تفصيليا ليأخذ بها المسلمون ولا يخشوا الكفار لأن الله أعز الدين وأظهره على الكفار، ولا يقصد به اكتمال الرسالة الإسلامية. ليس هذا كله. إنما لابد ويقصد به اكتال الدين بولاية علي. لأن الرسول لا عقب له يقيم على الدين. ذلك أن اليأس يقابل الرجاء. وتدريج النزول في دين الإسلام يدل على أن للكفار مطمع في زواله. ولذلك كان هم الكفار أن يقطعوا الشجرة الطيبة من أصلها ويهدموا البنيان من أساسه. لكن الإسلام قوي فيئسوا من القضاء عليه، اللهم إلا عبر نقطة ضعف واحدة، وهي أن الرسول مقطوع العقب لا ولد له يخلفه في أمره ويقوم على الدعوة مقامه. ويأس الكفار سيتحقق بأن ينصب الله لهذا الدين من يقوم مقام النبي ص في حفظه وتدبيره ويكون إكمالا للدين بتحويله من صفة الحدوث إلى صفة البقاء إتماما لهذه النعمة. ومن هنا فالآية على حقيقتها هي: "اليوم يئس الذين كفروا من دينكم بفرض ولاية علي فلا تحشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي بتمام ولاية علي، بتمام ولاية علي. وهذا يؤيده نصوص من طرق الفريقين أن الآية نزلت في ولاية علي وان الله امر بتبليغها، وكان النبي يخاف ان يتهموه في ابن عمه فيؤخر تبليغها وقتا حتى نزلت الآية "يا أيها الرسول بلغ ،، " فبلغها في غدير خم.
======

======
وهكذا!
ويا للتحليل!


ولعنة اله على من اعتبر هذا حجة فأسس عليها شعيرة وجعلها عيدا وكفر من لا يعيد بها!
لقد تجاوز هذا المرتد أول عقدة بأن افترى على الرسول بأن يجعله مزاجيا ليجعل ما يعجبه من الآيات في صدر السور، وما لا يعجبه منها في المؤخرة، ويفتري على الله ذاته ليقول أن مؤلف يتلاعب به النبي أو المؤلفين من بعده.
وبالمناسبة لا مجال للتراجع في هذا، كالقول بأن لص انترنيت "هاكرز" سني هو الذي دس هذا التحليل والاستنتاج الشد من الكفر، في كتاب تفسير الميزان، وفي كتاب علي من المهد إلى اللحد، وفي أصولها وهي الاحتجاج ومن لا يحضره الفقيه.
وقد قالوا أن هاكرز دخل على موقع السستاني وحشر به جملة تكفر المذاهب الأخرى عدى مذهب آل البيت.
أما كيف ادعى على النبي بالخوف وهو الذي نهض بالرسالة وحده، فهذه أمرها لله وحده.
لكن لماذا خاف ومعه علي الذي يدعي التشيع الصفوي أن لولاه لما خلق محمد، ولولا سيفه لما أنزل الله القرآن. لماذا لم يكفه علي شرهم؟! ولم لم يستطع علي فرض ولايته على المسلين وليس على كفرة، بسيفه ونصر الله الذي اختاره للولاية؟! ولم عجز الإمام علي عن درء الفتنة أو محوها، إذا كان اختياره للولاية هو إتمام للدين، ولم أخفق مقابل معاوية، ولم رضي بالتحكيم إذا كانت ولايته فرض من الله، ولم فشل الحسن ع وبادل الإمارة بحمل من جمل؟؟!
أم إن الله عاد وأنقص دين الإسلام حسن عجز الإمام علي عن إدارة دفة الحكم، أو هو سبحانه لم يعلم الغيب فعين عليا للولاية يوم خم، وتبين أن عليا أعجز من أن يغلب سياسيا علمانيا كمعاوية!
اللهم استغفرفك مما تحتمله هذه التساؤلات من تخط للمحظور أو نيل من شخص الإمام علي ك.
"ولكنه دين أردت خلاصه أخاف بأن تقضي عليه العمائم" كما قال محمد عبده!
المهم، أن هذا التحليل الذي ما أنزل الله به من سلطان ولا يعقله عاقل، أخذه كؤبف تفسير الميزان الطباطبائي، عن أسلافه الكليني والصدوق والطبرسي، والذين كلما أرادوا دس فرية على الإسلام، اخترعوا حديثا عن الإمام الصادق ع، وهو من الدس والافتراء براء.
إنما يعود السؤال الأساس، وهو كي آمن عقلاء بهذا التحليل وكيف أخذوه برهانا على شعيرة، صاروا يدعون أنها أعظم الأعياد في الإسلام؟!

ثاكنا طقوس عيد الغدير
وهي مأخوذة عن المحدّث الكبير الشيخ عباس القمي وهي كما يلي:
الأول: الصوم وهو كفّارة ذنوب ستين سنة، وقد روي أن صيامه يعدل صيام الدهر ويعدل مئة حجة وعمرة.
الثاني: الغسل.
الثالث: زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن أهمها زيارة أمين الله المعروفة.
الرابع: أن يتعوذ بما رواه السيد ابن طاووس في الإقبال، عن النبي.
الخامس: أن يصلي ركعتين، ثم يسجد ويشكر الله (عز وجل) مئة مرة، ثم يرفع رأسه من السجود ويقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد وحدك لا شريك لك.. إلى آخر الدعاء.
السادس: أن يغتسل ويصلّي ركعتين من قبل أن تزول الشمس بنصف ساعة، يقرأ في كل ركعة سورة الحمد مرة والإخلاص عشرة مرات وآية الكرسي عشر مرات والقدر عشراً. فهذا العمل يعدل عند الله (عز وجل) مئة ألف حجة، ومئة ألف عمرة (يا بلاش) ويوجب أن يقضي الله الكريم حوائج دنياه، وآخرته في يسر وعافية.
السابع: أن يدعو بدعاء الندبة.
الثامن: أن يقول مئة مرة: الحمد لله الذي جعل كمال دينه، وتمام نعمه بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
التاسع: أن يهنيء من لاقاه من إخوانه المؤمنين بقوله: الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام).
وهنا فنحن أمام طقوس ليست غريبة على "عيد" فحسب وليست طويلة لتسغرق يوم العيد ذاته ويومين بعده، وإنماها أمام حالة من حالات التراتيل الباطنية الغريبة على الإسلام ذاته وعلى الأديان المعروفة. وسأبحث لاحقا إن كان هذا العيد هو عيد وثني الأصل وأجرته منظمات التشيع الصفوي السرية على الإسلام.
المهم هنا الآن أن طقوس هذا العيد، هي الأخرى، ليست شبيهة بطقوس الأعياد الإسلامية وهو إذن حالة دخيلة حتما.
ولربما أساس شكوكي بعيد غدير خم نابعة من شكوك والدي بها وهو مرجع شيعي في زمانه. لكني لا ضرر أن يخترع المرء لنفسه وعائلته عيدا يحتفل به. إنما الضرر أن تعتبر هذا العيد حاكما على إيمان الآخرين وتجريمهم. على أن السؤال الأهم من هذا هو: لقد قضى أبو بكر الصديق على فتنة كادت تعود بالأمة إلى الجاهلية، ثم الخليفتان بعده قد مدا دولة من خراسان إلى تونس، واستلم الإمام علي الحكم، بعد 25 عاما. وأيا كان سبب تأخر تخليف الإمام علي ك، أسياسة أم أن وصية لم تصدر بحقه، فقد استخلف الإمام برضا الناس ثم استشهد وهو خليفة وأورثها لابنه الإمام الحسن ع، هذا الذي تنازل عنها برضاه وقناعته. فما سبب البكاء على بيعة مغدورة مزعومة في خم، وما مبرر رمي تبعاتها على المذاهب الأخرى، طالما مثبوت في التاريخ أن الإمام عليا صار خليفة؟؟!
ومن هنا أسجل التالي:
1 – إن آية الولاية لا تخص الإمام علي وحده.
2 – لم تكن هناك من بيعة للإمام علي في خم، ولا نية لتخليفه ليلة الرزية،ـ ولا ذكر لها عند الأئمة ما قبل الصادق. ولم يتحقق شيء من الدعاء المنسوب إلى الرسول في البيعة.
3 - بدعة بيعة غدير خم صنعت عام 352 هـ من قبل البويهيين، وصنّعت لها أحاديث نسبت إلى الإمام جعفر الصادق ع. وبيعة غدير خم بدعة عنصرية تتهم العرب بإسلامهم. وأتوجس أن يكون يوم 18 ذي الحجة مناسبة عند المجوس وحشرت في الإسلام.
4 – كان الغدير أم لم يكن، فلا علاقة لهذا بموقع الإمام علي الدنيوي. بدليل أن له الموقع الأول بعد النبي في قلوب المسلمين أجمع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق