الخميس، 19 مايو 2016

3 فضائح في شهر واحد.. أميركا وإيران توافق الأجندات


الأحد - 8 شعبان 1437 هـ - 15 مايو 2016 مـ رقم العدد [13683]

سوسن الشاعر

سبحة الفضائح السياسية الأميركية سريعة الانفلات، تسقط حباتها الواحدة تلو الأخرى تباعا، سرعتها وكثرتها لا تمهلك لاستيعابها، بل تبقيك لاهثا تلاحق أخبارها فحسب، وتبقي اندهاشك الحالة التفاعلية الوحيدة معها، أما ملكة التحليل فتتعطل إلى أن تتوقف كراتها عن السقوط!!
بريد هيلاري كلينتون قصته قصة، وكل يوم تتسرب منه حكاية وما تسرب منه الأسبوع الماضي والمتعلق بالبحرين له دلالات، فضيحة بن رودس في البيت الأبيض حكاية أخرى لا تترقع مهما حاول ترقيعها، فضيحة صاحب كتاب «ما بعد الشيوخ» فيلم هندي، وجود «أجندة أميركية إيرانية مشتركة» تستهدف أمن دول الخليج هي القاسم المشترك بين هذه الفضائح الثلاث.
يوم الأربعاء 11 مايو (أيار) أي الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» صورا لوثائق عبارة عن مراسلات بين جيفري فلتمان مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وهيلاري كلينتون وغيرها من المسؤولين الأميركيين، وتعود لمنتصف مارس (آذار) 2011 يخبرهم أنه (حذر) عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي وعادل الجبير (كان سفيرا للسعودية حين ذاك) من دخول قوات درع الجزيرة للبحرين!
إذ تفصح تلك المراسلات عن رفض أميركي لدخول قوات درع الجزيرة البحرين، ومثلما نعلم لولا الله ثم موقف المملكة العربية السعودية والإمارات والذي لن ننساه لكانت البحرين في خبر كان.
ورغم أن فيلتمان هذا الذي زار السوليدير بيروت وقت اعتصام «حزب الله» عام 2006، ثم زار البحرين عام 2011 إبان اعتصام حزب الدعوة البحريني (جمعية الوفاق) في دوار مجلس التعاون علق على المشهد أن خريطة توزيع الخيم والمهام في الاعتصام واحدة، إلا أنه دافع عنهم وحاول أن يمنع دول الخليج من التدخل لمساعدة البحرين، فإن لم يكن ذلك تعاونا وتنسيقا واتفاقا لأجندة إيرانية أميركية فماذا يكون؟
أما الفضيحة الثانية هذا الشهر ففي 9 مايو أي الاثنين الماضي، نشرت «الفورن بوليسي» مقالا كتبه ريد ستانديش عنوانه «مسؤول التلفيق بالبيت الأبيض يحاول الخروج من الورطة التي أقحم نفسه فيها» أي أن الكاتب يقول: إنه قد أصبح «للتلفيق» دائرة معتمدة رسمية في البيت الأبيض، وهذا ليس لـ«الفورن بوليسي» بل هذا إقرار صرح به نائب مستشار الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، بن رودس بنفسه!!
لا تتعجبوا فقد نشر بن ردوس مقالا عن مسيرته المهنية، تباهى فيه بإنشائه لـ«غرفة ترديد المعلومات» كما سماها في الصحافة ووسائل الإعلام، أقر فيها بتلفيق الروايات ومن ثم ترديدها لإقناع الشعب بالقبول بالاتفاق النووي مع إيران، وتباهى بالخداع الذي مارسه لحشد الدعم الشعبي للاتفاق المثير للجدل مع إيران، وسخر من قلة خبرة الصحافيين الشباب الذين خدعهم بن رودس!! تخيلوا بأن مسؤولا بهذه المكانة أقر بتلفيقه الروايات بشأن الاتفاق النووي الإيراني وخداعه للشعب الأميركي، وها هو بعد أن ضجت الصحف على هذا الاعتراف الوقح، يحاول أن يرقع الأضرار التي ألحقها بنفسه أولا وبالبيت الأبيض ثانيا.
ثم تأتي الفضيحة الثالثة التي ظهرت للسطح أول مرة عام 2011، ثم اختفت لتعود من جديد هذا الشهر، بعد أن ظهرت الترجمة العربية للكتاب الفضيحة «ما بعد الشيوخ»!!
هذا الكتاب لمن لا يعرفه كتبه المدعو كريستوفر ديفيدسون قبل ثلاث سنوات، حيث أقام في الإمارات بإمارة عجمان يجمع (أبحاثا) عن دول الخليج، وتنبئه عن أنظمتها، هذا الكتاب مولت أبحاثه جامعة دورام البريطانية، وحين نشر الكتاب احتفت به الأوساط الإعلامية والبحثية والاستشارية الأميركية والبريطانية أيما احتفاء وترجم إلى عدة لغات أولها الفارسية! واستضافت كاتبه القنوات الفضائية وأصبح نجم النجوم، إلى أن كشف موقع بريطاني مغمور يدعى «بلاتينات» فضيحة التمويل الإيراني والأميركي بشيكات مقدمة من السفارة الأميركية في بريطانيا قدرت بـ300 ألف جنيه إسترليني لهذه الجامعة، وبالتالي طالت الشبهات الكتب التي مولت هذه الجامعة أبحاثها، ثم أظهرت وثائق لـ«ويكيليكس» مزيدا من المعلومات حولها فيما بعد ففجرت الخبر صحيفة «الغارديان» ثم تبعتها الـ«بي بي سي» عام 2011. توارى بعدها ديفيدسون عن الأنظار لفترة وانزوت الجامعة في حملة علاقات عامة تنفي عن نفسها التهمة التي أصابتها في مقتل.
مؤخرا ترجم كتاب «ما بعد الشيوخ» إلى العربية موقع إلكتروني مشبوه يديره مجموعة من البحرينيين، الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن وفروا للخارج وهم من أتباع المذهب الشيرازي المتطرف، وأحد مراجعه نمر النمر، يشرفون على موقع متخصص لنشر كل ما يخدم الأجندة الإيرانية، موقع فاخر يحتاج لتمويل كبير كي يستطيع الترجمة والنشر وإقامة الندوات والأنشطة (الفكرية) ومنها مشاركته في معرض طهران للكتاب!! هل عرفتم لم احتفت بالكاتب وسائل إعلام أميركية وبيوت استشارة مرموقة فيها؟!
هذه ثلاث فضائح حدثت في هذا الشهر فقط أثبتت تنامي حجم التعاون اللوجستي الإيراني الأميركي في عهد هذه الإدارة الأميركية، وبشكل سافر... ثم يقولون: إنهم حلفاؤنا!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق