الاثنين، 21 مارس 2016

راي حاكم الشارقة حول التقدم والتطور و الاصلاح


حاكم الشارقة: "أصبحنا نمجّد علما ليس لنا" (فيديو)
عربي21 - مؤيد باجس
الإثنين، 21 مارس 2016 12:54 ص

الشيخ سلطان القاسمي: لما أتى الإنكليز إلى ديارنا هدموا المباني وقتلوا النفوس وأغرقوا السفن - يوتيوب
أكّد الشيخ سلطان القاسمي، حاكم إمارة الشارقة، على مواصلة سعيه في التطوير، وإصلاح المجتمع إلى آخر يوم في حياته.

القاسمي وخلال مشاركته في افتتاح فعاليات الدورة الخامسة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، أكد ضرورة السعي للتطور مع الحفاظ على القيم والأخلاق.

وأشار في كلمة خلال افتتاح المنتدى الذي حمل شعار "نحو مجتمعات ترتقي"، إلى أن "الإصلاح عنوان صعب".

وتابع أمام أكثر من ثلاثة آلاف من الحضور: "تساءلت في نفسي، لماذا مجتمعاتنا العربية لا تسمي الأشياء بمسمّياتها"؟

وأضاف: "لما أتى الإنكليز إلى ديارنا، هدموا المباني، وقتلوا النفوس، وأغرقوا السفن، فكان من المفترض أن يسّمى مجيئهم بالتدمير وليس التعمير".

وأكمل قائلا: "الاستعمار هو أن تعمّر الأرض، أما هؤلاء فلم يعمّروها، وهنا في الشارقة كنا نرفع راية كُتب عليها (نصر من الله وفتح قريب)، لكنهم أنزلوها وأعطوا القواسم راية أصبحنا الآن نمجّدها، نمّجد علما ليس لنا".

وحذّر القاسمي من مفهوم التقدم لدى المجتمعات العربية، مضيفا: "مفهوم التقدم وضع اليوم على المحك، نحن أمام مشكلة تكمن في أنه إذا تقدمنا حطمنا أشياء ثانية؛ ربما تضيع الأخلاق والمبادئ وكثير غير ذلك نلاحظها ملموسة وغير ملموسة، لوّثت أجواء المجتمع".

وبحسب الدكتور سلطان القاسمي، فإنه قام بوضع "خطّة علمية مدروسة، ميدانها التقدم العلمي والتقني، مرفودا من كلا الجانبين بالتقدم الأخلاقي والاجتماعي، وكأنهما جناحان لهذا التقدم"، وفق وصفه.

وأضاف: "التّطوّر في هذا التقدم يأخذ سنينا، والأيام تمر بنا، فهل أنا أنهيت ما بهذا الرأس مما وضعت؟ ما زلت أرتب أوراقي حتى أكمل هذه المسيرة".

وختم قائلا: "لكن هل الزمن يسمح لنا بذلك، أقول قبل أن أودّع، ابحثوا في مكتبتي ستجدون الرسالة الأخيرة فيها ما تبقى من فكر لإصلاح هذا المجمتع".

بدورهم، اعتبر مراقبون أن كلمة حاكم الشارقة تؤكد النهج المغاير الذي يتخذه القاسمي في إدارته للإمارة، بخلاف حكّام دبي، وأبو ظبي.

وبحسب مراقبين، فإن "كلمة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي غير مُستغربة، حيث إن العائلة الحاكمة في الشارقة لا ترحّب بشكل الحياة في دبي، وأبو ظبي".

اقرأ أيضا: زوجة حاكم الشارقة تنتقد احتفالات رأس السنة: "خراب وانحلال

"https://www.youtube.com/watch?v=BNEmsvV3Kzc

==========================

=====================


رسائل بمضامين "ثقيلة".. سلطان القاسمي يسمي الأشياء بمسمياتها



خاص – الإمارات 71
 
عدد المشاهدات: 20
 
تاريخ الخبر: 21-03-2016
   
 حث الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حضور الدورة الخامسة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، المنعقد في الشارقة، على ضرورة الاهتمام باللغة العربية السليمة، واستخدام مصطلحاتها الغنية والقيمة والحرص على تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة.
وقال: «إن التقدم والتطور مطلب إنساني، لكنه يجب أن يتم في إطار حماية المجتمعات والأخلاق على حد سواء، علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها حتى لا ينقلب الفعل إلى نقيض المعنى". واستطرد قائلا، "إن إحدى مشكلاتنا نحن العرب أننا نسمي الأشياء بغير مسمياتها؛ فكلمة استعمار جاءت من تعمير الأرض، وعندما جاء الإنجليز واستعمروا هذا البلد هدموها وأغرقوا سفنها. كان يجب أن يسموهم التدمير وليس التعمير». 
وأضاف «إن التقدم في نظرنا يحتاج إلى خطة علمية مدروسة ميدانها التقدم العلمي، مرفوداً بالتقدم الأخلاقي والاجتماعي، والتطور في سياق هذا التقدم العلمي سيكون بطيئاً حقاً، لكنه مستدام"، وتابع، "التقدم ردة فعل ضد الانحطاط، لذا علينا أن نحذر من أن نكون أمام تقدم يؤدي إلى الانحطاط، فالأمم التي تقدمت زادت من قدرتها على التدمير، والتقدم اليوم على المحك، ويجب أن يعاد النظر فيه ومحاكمته بمعايير التنمية الحقيقية والمستدامة، فلا يُعد تقدماً ما يجعل الإنسان اليوم سعيداً على حساب مستقبله».
وعن رؤيته في التقدم، قال: «التقدم الذي نسعى إليه علم وفكر وليس أهواءً ولا ارتجالاً». 
رسائل بمضامين ثقيلة
تحمل كلمات الشيخ سلطان مدلولات عميقة تشكل في ذاتها وواقعها نقدا لكثير من السياسات والإجراءات التي تقوم بها الدولة والحكومة من أنشطة ومشروعات اقتصادية وسياسية واجتماعية بهدف التقدم السريع لكنها تخلف نتائج وتداعيات تفوق خطوتها ما هو مأمول من تلك السياسات، سواء بإدارك المسؤولين بوجود هذه الآثار أو بدون إدراكهم.
فالمشاريع الاقتصادية والتنموية الكبرى التي ملأت الدولة حققت جانبا عمرانيا وعقاريا، ولكنها سببت أزمة هوية وأزمة لغة وأزمة تركيبة سكانية وأدت إلى وجود اقتصاد خدمي عقاري لا صناعي ولا زراعي. وترتب على كل ذلك تحقيق منجزات مادية سريعة، وفي سنواتها الأولى حققت إنجازات معنوية أيضا. إلا أن السنوات الخمس الأخيرة أخذت تعود هذه المشروعات التي لم تراع هوية وتركيبة ولغة وقيم الشعب الإماراتي إلى طبيعتها السلبية.
فالسعادة انخفضت 8 درجات في تقرير السعادة الدولية لعام 2016 عن 2015 الذي جاءت فيه الدولة بالمرتبة العشرين للعام الماضي. كما تأكد اختلال العدالة الاجتماعية في الدولة بذات المؤشرات التي اعترفت فيها وزيرة السعادة عندما أقرت أن سعادة الإماراتيين في المرتبة 15 عالميا والمقيمين في المرتبة 31، فضلا عن التفاوت في السعادة بين المواطنين أنفسهم بين مواطني دبي وأبوظبي ومواطني الإمارات الشمالية، وكل ذلك بسبب سوء التخطيط السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
كما تراجعت الدولة على مؤشر الابتكار وعلى مؤشر الرخاء والازدهار وعلى مؤشر الشفافية وعلى مؤشر انعدام التهديدات الإرهابية، بمعنى أنها أصبحت عرضة لاعتداءات إرهابية مقارنة مع السنوات الماضية. 
كما أن التقدم الواقع في الدولة هو تقدم مادي بحت، على حساب القيم والأخلاق الإماراتية. فعندما تشير الإحصاءات الدولية أن دولة الإمارات من أكثر دول الشرق الأوسط في استهلاك الكحول وتناول لحم الخنزير، فإن ذلك يعني تجاوز لحدود إسلامية و وطنية بسبب هذا التقدم الذي جعل الإماراتيين والمسلمين والعرب أقلية في دولة مسلمة. 
وإذا أردنا فهم كلمة حاكم الشارقة إن التقدم الذي نسعى إليه هو تقدم مدروس، فعلينا النظر إلى منع فنادق الإمارة ومرافقها تقديم الكحول أو انتشار المنكرات والسفور بالطريقة والحكم الذي يغزو بقية إمارات الدولة.
تسمية الأشياء بمسمياتها
مثال حي أن يكون "الانتداب البريطاني" هو تدمير وليس استعمارا، إلى جانب مسميات أخرى كثيرة تخلط أبوظبي والدولة عموما فيها فتسوق مفاهيم بمعاني أخرى غير حقيقتها وغير ما استقر عليه الناس.
فأبوظبي تسمي طريقة تعيين أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، انتخابات، وتصف ذلك بالتمكين السياسي والمشاركة السياسية، وكل هذه المفاهيم بعيدة تماما عما تروجه الدولة ومؤسساتها التنفيذية والأمنية. 
الدولة تسمي انقلاب السيسي "ثورة" والربيع العربي فوضى وخريفا، وتسمي التساهل تسامحا والقيود تنظيما، وكبت الحريات والحقوق حماية المجتمع، والقمع الأمني "مصالح وطنية عليا"، والانحراف عن الإسلام وسطية واعتدالا، وتسمي التدخل وزعزعة استقرار وأمن الدول العربية "أمن قومي" أو أمن إقليمي. كما تسعى وفي سياق متزايد إلى حملة طمس واسعة النطاق لتاريخ الأمة وحضارتها والتعامل معها بانتقائية، فترى الفتوحات الإسلامية غزوا يدفع للعنف، وتسمى السيطرة على الشأن الديني وتجييره لشرعنة سلوكها وسياسياتها "تدبيرا". 
وفي نفس الوقت، ومع تزايد تشييع الشهداء في الإمارات ومع ارتفاع أسعار متطلبات المعيشة وتكاليف الحياة يجري تسويق "السعادة" كمفهوم جديد لسلة واسعة من الإجرءات البعيدة عن مفهوم السعادة الحقيقي الذي لا ينفصل عن الحقوق والحريات والكرامة، وهو ما يزداد بُعدا وافتقادا عن الإماراتيين اليوم، وأكثر من أي يوم مضى. 
فهل تتعظ الدولة من رسائل حاكم الشارقة، أم لا يزال أمامها أن تنتظر رسالته الأخيرة بعد وداعه- كما قال- والتي تحمل "ما تبقى من فكر لإصلاح هذا المجتمع". هل ستحمل الرسالة مزيدا من الحقائق الصادقة والصادمة لنهج الدولة البعيد عن مفهوم التقدم والإصلاح وكل ما سبق؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق