الخميس، 25 فبراير 2016

معاداة السامية.. سلاح ضد معارضي #إسرائيل في #بريطانيا



معاداة السامية.. سلاح ضد معارضي إسرائيل ببريطانيا  
الخميس 16/5/1437 هـ - الموافق 25/2/2016  
محمد أمين-لندن
معاداة السامية تهمة جاهزة يرفعها اللوبي الإسرائيلي بأوروبا في وجه كل منتقد لسياسات الاحتلال الإسرائيلي. ولئن كانت مساحة الحرية أكبر في الغرب، لكن قوانين معاداة السامية الفضفاضة تضيقها، وتجعل مناصري إسرائيل يرفعونها في وجه كل معارض لممارساتها الاحتلالية.
واحتضن البرلمان البريطاني أمس الأربعاء ندوة حول التحديات التي تواجه المدافعين عن القضية الفلسطينية بأوروبا، نظمها "مركز العودة الفلسطيني" بالتعاون مع "مجموعة أصدقاء فلسطين في حزب العمال البريطاني ". وركز خبراء شاركوا بالندوة على المعوقات أمام المناضلين ضد الاحتلال، والتحديات التي تواجه العمل الفلسطيني في أوروبا مع تصعيد إسرائيل لتحريضها.
المقاطعة سلمية
وقال الناشط الحقوقي البارز فى بريطانيا بيتر تاتشل، في محور معاداة السامية وكيفية استغلالها للتحريض ضد المدافعين عن القضية الفلسطينية، إن إسرائيل تعيش حالة هستيريا مع تصاعد وتيرة حركة المقاطعة، مؤكدا أن الأخيرة هي السلاح السلمي الأقوى والأكثر فعالية لإنهاء الاحتلال.
وعرف رئيس اللجنة البريطانية للجامعات الفلسطينية، البروفيسور جوناثن روزنهيد، معاداة السامية بأنها "الكراهية ضد اليهود لأنهم يهود" لافتا إلى أن التعريف الذي يستعمله اليهود الصهاينة غير صحيح، لأنه يربط أي انتقاد لإسرائيل أو نزع الشرعية عن احتلالها بأنه معاداة للسامية، ويحاول دائما الربط بين اليهود وإسرائيل، ويدعون أنه تعريف رسمي أوروبي وهو ليس كذلك.
وتطرق روزنهيد في كلمته لكيفية عمل أدوات اللوبي الصهيوني في بريطانيا في المجال الأكاديمي والإعلامي، مشيرا إلى أن لإسرائيل مؤسسات فاعلة تحاول فرض أجندتها على وسائل الإعلام وحتى الخطاب الأكاديمي البريطاني.
وفي سياق متصل، ألقت الناشطة ليا لافين كلمة كممثلة عن حركة يهود من أجل حقوق الإنسان للفلسطينيين، رفضت فيها الادعاء الإسرائيلي الذي يسوق أن دولة الاحتلال هي ممثل ليهود العالم، موضحة أن إسرائيل تمثل الصهاينة وليس عموم اليهود في العالم.
"بلفور" كارثة
من جهتها، شددت البارونة جيني تونغ على ضرورة الاستمرار في حملة المقاطعة والضغط على الحكومة البريطانية لمقاطعة إسرائيل، وذكرت أن حزب المحافظين يخطط العام القادم للاحتفال بالذكرى المئوية لـ وعد بلفور، داعية للعمل على إقناعهم بالعدول عن ذلك، وتوضيح أنه كان كارثة على الشعب الفلسطيني ولا يجوز الاحتفال به.
وركز نائب رئيس حملة التضامن مع فلسطين في مداخلته على أدوات الفلسطينيين في مواجهة الدعاية الإسرائيلية المضللة، مشيرا إلى أن إسرائيل تلعب دور الضحية منذ نشأتها، وتضرب بعرض الحائط القوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.
وقال البروفيسور كامل حواش، للجزيرة نت، إن أهمية الندوة المذكورة تكمن في تركيزها على العوائق التي تحول دون نقل واقع الفلسطينيين للرأي العام الأوروبي، في ظل تأثير الخطاب الإسرائيلي على الإعلام الأوروبي والبريطاني، حيث يتم تحويل وتأويل أي كلمة تنتقد إسرائيل أوتوماتيكيا على أنها معاداة السامية.
وتحدث عن أن حملة المقاطعة بإنهاء الاحتلال وعدم التمييز ضد الفلسطينيين من حاملي الجنسية الإسرائيلية واحترام حق العودة، مطالب قانونية وأخلاقية، مشيرا إلى أن تحديات التي تواجه النشطاء بأوروبا تتلخص في محاولة تجريم نشاطهم واتهامهم بمعاداة السامية.
المشكلة مع الاحتلال
ويؤكد حواش أن صراع الفلسطينيين مع الاحتلال الإسرائيلي وليس مع اليهود و"لو كان المحتل في اليابان لقاطع الناشطون اليابان، ولو أسست إسرائيل في أوغندا لما تأسستمنظمة التحرير الفلسطينية ولا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أوغندا، فمشكلتنا مع الاحتلال وليس مع اليهود".
وأشار المتحدثون، في ندوة التحديات التي تواجه المدافعين عن القضية الفلسطينية في أوروبا، إلى أن إسرائيل تعتبر أي مقاومة لها إرهاب، فهي تصنف المبادرات السياسية كإرهاب سياسي والمقاطعة كإرهاب اقتصادي.
ولم ينس النشطاء المشاركون بختام أعمال الندوة -التي شارك فيها النائب العمالي غراهام موريس- إعلان تضامنهم مع الأسير الصحفي محمد القيق المضرب عن الطعام، وأصدروا بيانا حول وضعه وتجاهل إسرائيل للمواثيق الدولية والإنسانية.
ُيذكر أن الحكومة البريطانية منعت السلطات المحلية وهيئات القطاع العام من مقاطعة الموردين الإسرائيليين بموجب قواعد حكومية جديدة، وحذرت المقاطعين من عقوبات مشددة في حال مخالفة المنع، الأمر الذي قوبل بإدانات واسعة من حملات المقاطعة التي تعهدت باستمرار النضال السلمي ضد القرار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق