الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

انسحاب الإمارات من “تعز”.. مؤامرة جديدة لتوريط السعودية وإنهاء دور الإخوان

انسحاب الإمارات من “تعز”.. مؤامرة جديدة لتوريط السعودية وإنهاء دور الإخوان
26 نوفمبر، 2015
تواصل دولة الإمارات الإفصاح بكل الأشكال عن عدائها المستمر لجماعة الإخوان المسلمين بالداخل الإماراتي والخارج عبر أزرعها الدبلوماسية والإعلامية ومواقفها الرسمية، فلم تكتف بإدراجها للجماعة على قائمة الإرهاب منذ نوفمبر 2014، وما تبعها من معاداة صريحة للجماعة وأعضائها واعتقال أفرادها، بل لجأت اليوم لتحميل جماعة الإخوان لما يحدث في اليمن وذلك في محاولة للتغطية على سحبها لقواتها من معركة تحرير تعز من قبضة المتمردين “الحوثي والمخلوع” وترك المقاومة اليمنية دون غطاء.

تحميل الإخوان مسؤولية الانسحاب من تعز

دافع وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، عن قرار بلاده سحب قواتها المشاركة ضمن التحالف العربي، من مناطق الاشتباك في مدينة تعز جنوب اليمن، وشن هجوما غير مسبوق على التجمع اليمني للإصلاح “إخوان اليمن”، في أول رد رسمي على نشر تقرير يتهم أبو ظبي بسحب قواتها من تعز، بذريعة أن من يقود المقاومة على الأرض هم الإخوان المسلمين.

وكتب قرقاش، على حسابه بموقع “تويتر”: “نداء إلى صحافة الإخوان وإعلامهم ومغرديهم، عوضا عن ضجيجكم وصخبكم الإعلامي عالجوا تخاذل الإصلاح/ الإخوان في معركة تحرير تعز، رائحة التخاذل نتنة”.

وقال قرقاش، مساء الأحد، في سلسلة تغريدات، إن “حزب الإصلاح اليمني (الإخوان)، همه السلطة والحكم في اليمن” متهما إياه بالـتخاذل “في تحرير تعز”. وأضاف أن التخاذل “سمة لتيار انتهازي تعوّد علي المؤامرات”، بحسب قوله.

وأوضح الوزير الإماراتي، أن عمليات تحرير تعز تتقدم إيجابا وخاصة من الجبهة الشرقية، و”لولا تخاذل الإصلاح المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، لكان التحرير اكتمل”، متحدثا عن وجود “أدلة وشواهد عديدة”، كما زعم.

ياسين ينتقد حزب الإصلاح

وجاءت تصريحات “قرقاش” متناغمة مع تصريحات  وزير الخارجية اليمنية د. رياض ياسين، حيث وجه انتقادا حادا لسياسات حزب الإصلاح في تعز، مؤكدا أنه يجب أن يتوقف الحزب عن ممارسة سياسية محاولة كسب مصالح خاصة على حساب المكاسب السياسية الوطنية.

وقال “ياسين” في حديث لتلفزيون أبوظبي، أن سياسية حزب الإصلاح في تعز غير مقبولة، مشيرا إلى أن الوقت ليس وقت التفافات أو الحصول على مكاسب خاصة. ودعا قيادات حزب الإصلاح إلى التعلم من التجربة الجنوبية في المقاومة، مشيرا إلى أن ما حدث في الجنوب باتت تجربة يجب الاحتذاء بها.

وأضاف ياسين: أن حزب الإصلاح في تعز يحاول تصوير أن المكاسب التي تتحقق في هذه المحافظة بأنها من صنيعته في حين أنها صنيعة كل الأطراف المقاومة بما فيها قوات التحالف وأبناء تعز عامة، ودعا قيادات حزب الإصلاح للتراجع عن سياستهم الحالية في تعز .

أوهام

وردا على تصريحات ياسين وقرقاش، قال فيصل على، المحلل السياسي اليمني: “يتناسون جميعا من هي تعز وكل ما قالوه مجرد أوهام قال مثلها المخلوع صالح في معظم خطاباته، كل أبناء تعز يدركون أن المقاومة في تعز غير مسيسة”.

وأعتبر “على”، في تصريحات خاصة لـ”شؤون خليجية” أن تصريحات قرقاش مجرد فرقعة إعلامية فارغة تشبه فرقعة وزير الخارجية اليمني، لدرجة أن حزب الإصلاح المعني بالرد تجاهل هذه التصريحات ولم يكلف نفسه الرد عليها، قائلا: “إذا كان قرقاش ورياض ياسين وصحيفة الخليج غير الناطقة باسم الحكومة الإماراتية لديهم القدرة على تحرير تعز فليتفضلوا وسنزيح الإصلاح من المشهد.

وأضاف “علي” : “تعز اليوم تباد والتصريحات الفارغة لا تنقذ أبناء تعز من الموت، وما يجري على الأرض فعليا هو أن مدافع الإمارات تدك مواقع الحوثيين وجيش علي صالح في تخوم مدينة تعز وهذا ما يتهرب منه قرقاش وغيره”.

وأوضح أن الوضع الميداني المعقد في المنطقة الرابعة عسكريا وبالتحديد في محافظة تعز ذات الموقع الإستراتيجي الأهم في الخريطة اليمنية وخريطة المنطقة العسكرية آنفة الذكر، ما يجري في الميدان مغاير إلى حد ما عما يقال في الإعلام، مشيرا إلى أن تعز المدينة الأم للدولة اليمنية وهي عاصمة الرسوليين قبل 800 سنة ومنها أديرت شؤون الجزيرة العربية من عدن إلى سواحل البحرين وتهامة وكل الحجاز.

ولفت المحلل السياسي اليمني، إلى أن موقعها وإطلالها على باب المندب والمخا يجعل منها محط أطماع الكثير من الدول، عدد سكانها الآن يفوق 6 ملايين مواطن، كوادرها المحلية هي فعليا من أدارت الدولة اليمنية في الشمال والجنوب. وأضاف أن فروع الأحزاب السياسة في تعز هي الأصول الرئيسية لكل الأحزاب السياسة، ولا يوجد حزب يمني إلا ونشأ في تعز، لافتا إلى أن موقف الأحزاب في تعز كلها إيجابية بعكس فروع الأحزاب في صنعاء، وبين من ينخرطون في صفوف المقاومة من أفراد الأحزاب ينتمون للمقاومة وينتمون لتعز متناسين الحزبية من أساسها.

أبوظبي تحارب الإسلام السني

ومن جانبه، قال المحلل السياسي السعودي إبراهيم الشدوي، إنه كان يتوقع انسحاب القوات العسكرية العائدة للإمارات منذ بداية عاصفة الحزم والتحالف العربي الذي قامت عليه تلك العاصفة وهذا أمر مفروغ منه لأن سياسة الإمارات واضحة وجلية ومفهومة منذ قيام الربيع العربي الذي ساهمت بكل قوتها لإجهاضه وتساهم بقوة أكبر في محاربة الإسلام السني في أي مكان في العالم حتى لو كان هنالك إسلام تابع للسنة والجماعة في آلاسكا والقطب الشمالي فسوف تقوم الإمارات بمحاربته ودعم من يحاربه.

وأضاف “الشدوي”، في مقال نشره على حسابه بموقع “فيس بوك”: “إنما الغريب والذي آثار الدهشة هو استقبال محمد بن زايد لوفود كبيرة من شيوخ قبائل اليمن وهنا ضربت علامات الاستفهام في فكري من هذا الاستقبال لشيوخ القبائل من اليمن وقد خطب بهم خطبة مشهورة لم افهم منها سوى شيء واحد وهو شراء هؤلاء الشيوخ من أموال الإمارات”.

وتابع: “صورة أحزنتني جدا عندما شاهدت شيوخ وأعيان اليمن وهم جالسون بانتظار العطايا والمنح والهبات الإماراتية لهم حتى يعودوا إلى اليمن ويتقاتلوا من جديد كما يحدث في ليبيا الآن عندما تدخلت الإمارات وجعلتها في صراع وتأجيج إلى وقتنا الحالي”.

وخاطب “الشدوي”، أعيان اليمن قائلا: “يا شيوخ اليمن الذين تم استدعائكم إلى الإمارات هل اليمن أهم لكم من فلوس ودراهم الإمارات أم أنكم سوف تحذون حذو السيسي ويكون رز الإمارات في اليمن هو من يسيطر عليكم دون قتال من جيش الإمارات في بلادكم ويتم تأجيج بعضكم على بعض.. هذا ما نجحت به الإمارات في شرائكم حتى تكونوا كما كان من سبقكم من الدول العربية أصحاب الربيع العربي”.

هدفها القضاء على الإخوان

وتابع “الشدوي”: “أقول لكم يا شيوخ اليمن عندما تفشل الأموال الطائلة العائدة للإمارات الوقوف أمام قوة الإسلام والمسلمين! وإليكم الأتي: تم دعم الانقلاب العسكري في مصر بمليارات الدولارات وشاهدوا الآن مصر وماذا حل فيها.. تم دعم حفتر بالمليارات أيضا وهو يقف عاجز أمام إصرار وقوة إيمان وصلابة أحرار ليبيا.. تم دعم الصبي المتخاذل المدعو محمد دحلان بمليارات الدولارات أيضا وتم صرفها على رقصات وإعلام مصر والآن يدعمونه ليكون مكان ومنصب محمود عباس!!”.

وأضاف: “تم الاتفاق مع الإمارات على مساندة السعودية بالوقوف أمام المد الإيراني وهي في الأصل عميلة لإيران وكان تواجدها في اليمن الهدف منه القضاء على الإخوان المسلمين في اليمن المتمثل في حزب الإصلاح وعندما فشلت سحبت قواتها بأمر من إيران وورطت السعودية في اليمن!!”، متسائلا: “ألم يحن الوقت كي يتم الوقوف في وجه هذه الدولة المارقة والخارجة عن الشريعة الإسلامية والمتواطئة مع القانون الصهيوني!! وأنتم أيها الشيوخ أصبحتم جزء منها.. ننتظر ما تفعل بنا الأيام معكم ومعنا!!!”.

الإمارات تأوي أموال صالح وعائلته

يشار إلى أن الإمارات تقف موقفًا معاديًا من ثورات الربيع العربي، حيث تآمرت على كل ما من شأنه أن يحيي ثورة تكون أيقونة لبلد ديمقراطي، وفتحت أبوابها وسخرت طيرانها وفنادقها لاستضافة الهاربين من دول الربيع العربي، لتكون ملجأ لرموز الأنظمة التي أطاحت بهم الثورات، بداية من أحمد شفيق أحد المرشحين الخاسرين في انتخابات الرئاسة المصرية، التي فاز بها الرئيس الشرعي د. محمد مرسي، مرورًا بالقيادي المطرود من حركة فتح الفلسطينية محمد دحلان، وأسرة رئيس النظام السوري بشار الأسد، وغيرهم من أنصار وأقارب القذافي، والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.

ورغم أن جماعة الحوثي الشيعية المسلحة أيضا ضمن الجماعات التي أدرجتها الإمارات في قائمة الإرهاب إلا أن العلاقات المستمرة بين الإمارات والمخلوع صالح التي مازالت قائمة حتى اليوم لها تأثيرها، حيث تحدث مراقبون عن تصرفات الإمارات المريبة تجاه اليمن، واستنكروا غض السعودية الطرف بسبب العلاقة الخاصة بين محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، فيما أشار أحرون إلى أن الخلاف بين الإمارات والسعودية قد يكون من قبيل توزيع الأدوار، وليس صراعًا حقيقيًا، لأن السعودية دولة خليجية مركزية ولا يستطيع أحد منافستها أو الخروج عن قرارها النهائي.

وأشاروا إلى أن الإمارات تؤوي حاليا أحمد علي صالح – بن علي عبد الله صالح الرئيس اليمني المخلوع-، وبن أخيه عمار، وتسمح لهم بالتنسيق مع والدهم ومع وحدات الجيش الموالية له وللحوثيين بعلم ومباركة محمد بن زايد -ولي عهد أبو ظبي-، وتساءلوا عن كيفيه موازنة محمد بن زايد بين مشاركة “صادقة” في “الحلف” وإيواء هؤلاء؟”، متحدثين عن خطة الإمارات لتقسيم اليمن 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق