السبت، 19 سبتمبر 2015

لاتصح نسبة ابيات سفينة النجاة الي الشافعي

ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم مذاهبهم في أبحر الغي والجهل
ركبت على اسم الله في سفن النجا وهم آل بيت المصطفى خاتم الرسل
وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل
اذا افترقت في الدين سبعون فرقة ونيفا كما قد صح في محكم النقل
ولم يك ناج منهم غير فرقة فقل لي بها يا ذا الرجاحة والعقل
أفي فرق الهلاك آل محمد أم الفرقة التي نجت منهم قل لي
فان قلت في الناجين فالقول واحد وان قلت في الهلاك حفت عن العدل
اذا كان مولى القوم منهم فانني رضيت بهم ما زال في طلهم طلي
فخل عليا لي اماما ونسله وأنت من الباقين في سائر الحل

========

هذه الأبيات منسوبة زورا للإمام الشافعي، ولا وجود لها في كتب السير والتراجم والتاريخ وغير ذلك من المراجع.

وأمّا إحالتكم إلى " ديوان الشافعي "، فأي ديوان تقصد ؟، ومن ألفه؟.

لا يوجد هناك ديوان قديم للشافعي اليوم، ثمّ إنّ هذه الأبيات لا وجود لها في الدواوين الحديثة التي ألفت بطريقة علمية والتي جمعتْ الأبيات التي ثبت مصدرها من كتب التراجم والسير وغير ذلك، ـ أي التي لم تجمع كل ما هبّ ودبّ ونُسب للشافعي زورا وبهتانا- ( هناك أكثر من 300 بيت متناقل منسوب للشافعي لا أصل له، ولا يُعرف له مصدر ومنها الأبيات التي تفضلتم بذكرها).

ويكفيكم عدم صحة نسبة هذه الأبيات للشافعي وعدم وجود مصدر لها، أنكم إذا بحثتم عنها في الشبكة العنكبوتية فلن تجدوها إلا في مواقع الشيعة، الذين يستدلون بها على أهل السنّة بأن أئمتهم قد مدحوا مذهب الشيعة.

وبعد بحث مضني، وجدتُ أنّ هذه الأبيات لم يذكرها إلا صاحب : رشفة الصادي أبي بكر بن شهاب الدين العلوي الهندي، وقد ألفها في سنة 1302 هجري.

وعندما ذكر المؤلف الأبيات لم يذكر من أين استقاها ومصدرها!!.

ولا يخفى عليكم أنّنا الأمّة الوحيدة بين الأمم التي حباها الله بعلم الإسناد، فلولا الإٍسناد لقال من شاء ما شاء، فلا نقبل النصّ إلا إذا ثبت له سند صحيح لصاحبه.


==========

الأبيات لا أصل لها ولا وجود لمرجع لها من كتب السير والأعلام والأدب والتاريخ المعتمدة، فلو كانت لذكرها المؤلف، ولله الحمد والمنّة.

"البينة على المدّعي وليست على من أنكر"

أخي الكريم "ياسين": أنا أنكرتُ هذه الأبيات المفبركة على الإمام الشافعي والتي لا أصل لها ـ ليست مجرد أبيات وعظ وكلمات فقط كما قلتمُ ـ، بل يستدل بها الشيعة على صحة مذهبهم وأنه سفينة النجاة كما هو الحال في كثير من مواقعهم ـ، وأنت ادّعيتَ صحتها عن الإمام الشافعي،

إذن، فأنت المطالب بإثبات نسبتها وعليك أن تسأل صاحب الكتاب عن مصدرها، لا أن تلزمني بالبحث عن صحتها، عملا بقول جدّك ( أنا أصدّقك بأنّ نسبك للحبيب صلى الله عليه وسلم ولو كنتَ الآن أمامي لقبلتُ رأسك، أقول ذلك والله صدقا لا مدارة) صلى الله عليه وسلم : كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل سمع ـ كما صحّ عنه ـ.

أخي العزيز "ياسين": أنت تظن أنّ ديوان الشافعي المنتشر الآن، هو ديوانا واحدا كتبه الشافعي بنفسه أو كتبه أحد تلاميذه أو في القرون التالية لوفاته، وهذه معلومة مغلوطة.

اعلم عفى الله عنّي وعنّك أخي المبجّل"ياسين": أنّه لا يوجد ديوانا واحد للشافعي، بل إنّ كل الدواوين المختلفة الموجودة الآن، كتبتْ من طرف مؤلفين مختلفين، قام كل واحد ـ حسب اجتهاده ـ بجمع الأبيات المنسوبة للشافعي، فمنهم حققّ نسبة الأبيات في بطون الكتب والمراجع الأولى، ومنهم من لم يلتزم بالمنهجية العلمية، فاكتفى بإيراد ما نسب للإمام الشافعي من المصادر الأولى أو المعاصرين، دون التحققّ من وجود مرجع يثبت أنّ الأبيات للإمام الشافعي.

ولي عودة إن شاء الله تعالى بشيء من التفصيل عن هذه الدواوين التي صرّح مؤلفوها بعدم وجود ديوان للشافعي وأنهم هم من قاموا بجمع الأبيات....


===========

يقول عبد الرحمن المصطاوي صاحب " ديوان الشافعي" ( وهو أشهر ديوان متداول على الشبكة :

((لا توجد مخطوطة تضم شعر الإمام الشافعي رضي الله عنه من صنعـة احـد الذيـن جمعـوا لنـا الشعـر فـي القرنيـن الثانـي والثالـث الهجـرييـن.

وأول من جمع أشعار الشافعي في كتاب مستقل احمد العجمي المتوفى سنة 1622 م(*) وسمى عمله (نتيجة الأفكار فيما يعزى إلى الإمام الشافعي من أشعار).

ولنقف عند عنوان العجمي إذ قوله: يعزى يوحي بعدم صحة هذه الأشعار للإمام الشافعـي إنما نسبت له!.)) انتهى كلامه.

(*) وقع خطأ مطبعي فأحمد العجمي توفي في 1031 هجري.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق