الجمعة، 18 سبتمبر 2015

الرد على نايف منسي و دعوى من يسميهم الوهابية


الرد على المحامي الجائر! والدفاع عن دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب



الرد على المحامي الجائر!
والدفاع عن دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد وقفت على فيديو رجل اسمه (نايف آل منسي) تحت عنوان (مراجعات في الفكر الوهابي) [http://www.youtube.com/watch?v=l4YRiMhWilQ]
وقد تكلم عن دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، بكلامٍ مزيّف مزوق مكذوب مفترى.
فوا أسفاه عندما يكون من يتولى مهمة المحاماة، والدفاع عن الحقوق، واستنقاذها، وهو يكذب ويفتري، يزيف الحق، ويزين الباطل، ويكذب في حكاية الواقع كما سنرى!
وبدأ محاضرته بالتمهيد بأمرين:
الأول: أنه ابن الوهابية، والدارس في معاهدها، وجامعاتها، وعند شيوخها! وهذا لا يُغني من الفائدة بشيء! فالعبرة فيما هو عليه الآن لا فيما كان عليه، والعبرة بصدق المنقول، وسلامة الدين والعقول، لا في تغرير السامعين والمشاهدين بأنه يتكلم من الداخل ويعرف المليح والقبيح، وأن مقامه مقام المعترف بالخطأ والتقصير، والمشاهد له يجزم بأنه ما عرف شيئاً من دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب كما سيتبين في الأمر الثاني.
الثاني: أنه حاول أن يثبت مسمى الوهابية كتصنيف، قياساً له على سائر التصنيفات العقدية والفقهية، وهذا كذب وزور.
وأن كل طائفة اجتمعت على فكرٍ معيّن يجوز اختلاق مسمى لهم، وهذا غي وضلال.
فمن جهة العقيدة لم تخرج الوهابية -فيما يزعمون- عن عقيدة أهل السنة والجماعة.
ومن جهة الفقه، لا يلزمون بمذهب واحدٍ، غير وصيتهم العامة باتباع الدليل.
فمنهم من هو حنبلي كسائر أهل نجد.
ومنهم من هو شافعي كالشيخ محمد نصيف وجيه جدة وعلماء اليمن.
ومنهم من هو مالكي المذهب كعلماء المغرب ومنهم الشيخ محمد تقي الدين الهلالي والشيخ محمد الأمين الشنقيطي.
ومنهم من هو حنفي الأصل كعلماء الهند كالشيخ محمد سيد نذير حسين ومحمد بشير السهسواني وصديق حسن خان وكثير منهم.
فلا ينفرد الوهابيون كما يسميهم هذا وشاكلته! لا بعقيدة ليست من عقائد أهل السنة والجماعة، ولا بمذهب فقهيٍ يخرج به عن علماء الإسلام، فاستحداث هذه النسبة إنما هي من محدثات أهل الباطل لتشويه الحق، وتغرير الناس بأنهم خارجون عن سبيل أهل السنة والجماعة.
وزعمَ أن الوهابية تولَّدت من محمد بن عبدالوهاب، ثم توسع في الضلال (إخوان من طاع الله) فقاتلهم الملك عبدالعزيز وبقي لهم رواسب فيما يسمى بالصحوة! ولم يحدد من يريد.
وزعم أن عامة الحركات التكفيرية اليوم تعتمد على الوهابية!
وهذا كله زيف؛ حتى إخوان من طاع الله لم يخالفوا في العقيدة، وإنما شرقوا بأمور اجتهدوا فيها وأخطئوا ولم يرضخوا للسمع والطاعة فقاتلهم الملك عبدالعزيز لذلك، مع اعترافه بفضلهم وجهودهم معه في إقامة هذه الدولة.
واعتماد بعض الأفكار التكفيرية الخارجية على (بعض) كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب هذا من الهوى ولا يضر الإمام محمد ولا طلابه ومن معه، كما لم يضر القرآن احتجاج الخوارج به، وقولهم (إن الحكم إلا لله) و(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، ولا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (جئتكم بالذبح) ولا غير ذلك.
فصاحب الهوى يتبع هواه ولو من القرآن الكريم، وقد جعله الله تعالى على أهل الهوى فتنة وعمى، ولا يزيدهم إلا نفوراً وخسارا.
وزعم هذا المحامي! أن الوهابية ليسوا من أهل السنة في باب الإيمان، وقال بأنهم (تكفيريون) والمعنى أنهم (خوارج) إذا الغلو في التكفير هو مذهب (الخوارج) أما التكفير بحق فهو منهج أهل السنة ودينهم، وهذا كذبٌ وزيف، حتى زعم بأن الإمام محمد بن عبدالوهاب يكفِّر كل أهل الجزيرة العربية! أي يكفر بالعموم! وهذا أمر كذَّبه شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في مواطن عديدة، ولكن آل منسى غلب عليه هواه فأضله! فضلّل بتزييفه الجهال والحمقى.
وقد ذكر هذا الرجل عدة أمور يزعم أنها علامات الفكر الوهابي المتشدد، وكلها مبنية على أساسٍ هزيل، زيفٍ وتهويل، ومجرد عرضها يرشد إلى حقيقة الحال والمقال، فمنها:
[1] أنهم يتعبدون الله بالخوف!
وهذا كذب! لا من حيث الواقع ولا من حيث الأصل، فشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ذكر الخوف والرجاء والرغبة والرهبة عبادات يُتعبد بها لله تعالى في "ثلاثة الأصول" فقال: ثلاثة الأصول: ودليل الخوف قوله تعالى: (فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ودليل الرجاء قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)... ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).
وفي "كتاب التوحيد" قدم باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب، وفضل من حقق التوحيد وهذا كله رجاء على باب الخوف من الشرك، وقال في شرح سورة الفاتحة: الآية الثانية: فيها الرجاء ; والآية الثالثة فيها الخوف ; (إِيَّاكَ نَعْبُد) [سورة الفاتحة آية: 5] أي: أعبدك يا رب بما مضى بهذه الثلاث، بمحبتك ورجائك وخوفك ; هذه الثلاث أركان العبادة، وصرفها لغير الله شرك.
فزعمه بأن العبادة عند أهل التوحيد والسنة والذين يسميهم الوهابية فقط بالخوف مردود عليه، والله الموعد.
ومن تزييف هذا الرجل؛ قوله متهكماً بأن الوهابيين يزرعون في قلب المرء الخوف بأنه بمجرد كلمة قد يكفر!
وهذا جهل! وينقضه قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: «ثكلتك أمك معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم؟».
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها في الجنة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم» أخرجه البخاري ومسلم.
فهو عند التحقيق لا ينقد الوهابية وإنما ينقد الرسول صلى الله عليه وسلم، بل ينقد الله تعالى في كتابه وهو يقول سبحانه: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 18] وينقده حين كفر رجالاً بكلمة وهم غزاة في سبيل الله! فقال الله تعالى لهم: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) [التوبة: 65، 66].
[2] وذكر أن العبادة المراد منها عندهم الكم لا الكيفية!
وهذا كذب! ولا حجة ولا بينة عنده! ويكفي في ذلك تأكيد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى على موافقة السنة ولو قل العمل، ومن ذلك ما ذكره في كتابه "فضل الإسلام" عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: «يا حبذا نوم الأكياس وأفطارهم كيف يغبنون سهر الحمقى وصومهم. مثقال ذرة من بر مع تقوى ويقين أعظم وأفضل وأرجح من عبادة المغترين».
وطلب الكمية في العبادة لا يُذم حينما يحث عليه الشارع، كالإكثار من الصلاة والذكر والصدقة وسائر العبادات، بشروط القبول المقررة عند أهل العلم وهما: الإخلاص لله، والمتابعة على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[3] ذكر هذا المحامي! أن من صفات من يسميهم الوهابية: العزلة عن المجتمع!
وهذه فرية، وزعم أيضاً أن الإمام محمد بن عبدالوهاب هاجر لأنه يكفر أهل بلده وأهل الجزيرة العربية، وهذا كذب وافتراء ولعنة الله على المفترين، وهو إنما أخرج من أرضه ظلماً وجوراً فأعزه الله ونصره، وكذب من زعم بأنه يأمر بالهجرة إليه فقال: «وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم: إنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر، ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله».
وخلط خلطاً كثيراً في كلامه عن الهِجَر متحذلقاً وكأنه يعرف التاريخ، فالهِجَر إنما سُميت بذلك إلا كمعاهد علم، وديار تفقه في الدين، يطلب من البادية في الصحاري والبراري الاتجاه إليها لتعلم الدين، لا أن ما عداها أرض كفر! فهذا كذب من هذا المحامي وجهل بحقيقة الحال، وصار هذا مصطلحاً مقاسماً لمستويات السكن بين المدينة والقرية والهجرة والبادية، ولم يطلب من الناس الانتقال إلى المدن الأكبر لمشقة ذلك على البادية، وتعذر مفارقتهم لمواطن إقامتهم، فقرّب إليهم العلم بجهود هذه الدولة المباركة، وكلّف بكل هجرة عالم من العلماء يعلم أهلها أصول الدين وواجبات الشريعة، ولم تكن الأرطاوية والغطغط قرى صغيرة حين ذاك، بل كانت مأهولة بالآلاف من البشر أقاموا فيها لتعلم الدين، ثم منهم من يعود إلى أرضه وباديته بعد التعلم والتفقه في دين الله تعالى، وكانت الغطغط تضاهي المدن الكبار كالرياض وغيرها في عدد مساجدها، ومتى تفقه المرء في دينه عاد إلى قريته، ومن والمدن والقرى ما هي موجود قبل قيام هذه الدولة، ولم يفارقها أهلها بل أرسل إليها علماء وقضاة يعلمون الناس الخير، ولم يطلب من أهلها الهجرة إلى جهة من الجهات كمكة والمدينة والطائف وغيرها، بل حتى في الديار النجدية الكثير من ذلك، فكلامه عن أصل إنشاء الهجر والمراد من ذلك باطل وزيف، يدل على ضحالة علمه، وقلة أمانته.
وأنكر هذا شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ونقض دعوى من افترى عليه بأنه يوجب على الناس الهجرة إليه! فقال رحمه الله تعالى كما في "الدرر السنية في الأجوبة النجدية" (9/ 252): (ومن زعم أنا نكفر الناس بالعموم، أو نوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه ببلده، فقد كذب وافترى).
[4] ذكر من افتراءاته أن الوهابيين ينتصر بعضهم لبعض ولو بالباطل.
والله حسبه ومولاه على كذبه الظاهر، وأكبر دليل ينقض ذلك ما يحصل بين العلماء من خلاف، وراد ومردود، والأخذ على اليد، ومعاقبة من أخطأ وتجاوز، في صور عديدة كثيرة لو كان لديه أدنى أمانة واطلاع لعلم ذلك ولكنه الهوى.
[5] زعمه بأن الوهابية يعتقدون بأن الإسلام دينٌ هش! ويبالغون في الخوف عليه!
وهذا كلام ساقط لا يلتفت إليه، والخوف على الإسلام ليس لهشاشته، وإنما الخوف من أئمة الضلال، ودعاة الباطل، ويكفي في نقض ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين» رواه مسلم وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام يعود غريباً كما بدأ، وأنه في آخر الزمان يلحق فئام من أمته صلى الله عليه وسلم بدين المشركين، فالخوف ليس من ضعف الإسلام، ولكن الخوف من تخلي المسلمون عن التمسك به.
وهذا الدين العظيم المكافح كان في زمن من الأزمان يضرب أطنابه حكماً وعلماً ما بين الصين إلى أقصى أوروبا؟
فأين ذهب؟
ومن ذهب به وأضاعه؟
نعم؛ هو سجال بين الحق والباطل، والإسلام والشرك، والإيمان والكفر، ولا ينصر الإسلام بالتحلي والتمني، ولكن ينصر بمن قام به بحقه، وجاهد بيده ولسانه وقلبه، وأقام شرائعه، ودعا إلى معالمه، والله ينصر من نصره، ويعز من ابتغى العزة به.
وقوله بـ(أن الله تعهد بحفظه) حق من جهة بقائه إلى قيام الساعة، ولكن مع حفظه وبقائه ليس في قوته كسابق زمانه، حتى لا يقال في الأرض: الله الله، في آخر الزمان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، بل قال عليه الصلاة والسلام: «اصبروا، لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم، سمعت هذا من نبيكم» رواه البخاري والترمذي.
ولكن أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ببقاء طائفة منصورة ناجية إلى قيام الساعة، ووصفهم بأنهم غرباء، فكن منهم أو تنحَ عن سبيلهم!!
[6] زعم بأن الوهابية نظرتها سوداوية للعصر ومحاربة كل ما هو جديد.
وهذا كذب ظاهر، ونقله يكفي في بيان بطلانه بما نراه في واقع الدولة السعودية وفتاوي علمائها من قديم الزمان وحديثه.
وزعم أن الإخوان (جيش الملك عبدالعزيز) كانوا يحرِّمون السيارات! ويحرمون الهاتف ويحرمون البرقية، وهذا كله كذب، فالتحريم لم يقع من العلماء، وإنما وقع من بعض جهال العامة حتى تبين لهم سلامة هذه الأجهزة والآلات من كل محذور، والناس أعداء ما جهلوا وما غاب عنهم، ولو أخبر الأولون عن الفاكس والبرقية والبث المباشر والطائرات السريعة لسارعوا بإنكارها، حتى يثبت لهم ذلك في المشاهد المحسوس.
ثم ها هم من تسميهم اليوم وهابية يستخدمون السيارات والهواتف والبرقيات والفايسبوك وتويتر فكيف تجعله منهجاً للجميع، ألا قاتل الله الفجر في الخصومة.
وليست العبرة في استنكار ما يستجد، فهذا أمر جبلي فطري قدري، ولكن العبرة في تحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله، ونفرة الناس من الجديد خشية على دينهم لا دنياهم ظاهرة خير، وفيه دليل على تعظيم شرع الله، ومراقبته حتى في مستخدماتهم اليومية، ومن ذلك: نفرة بعض الصحابة رضي الله عنهم من كتابة السنة! واستخدام الكتاب في حفظ العلم، ثم صار الجميع والإجماع على جواز ذلك، ولا ضير حين يثبت نفعه وعدم ضرر بالدين.
وهذا الرجل يريد من الناس أن يقبلوا ما هب ودب من غير بصر ولا نظر ولا تأمل وتبصر فيما يجوز وما لا يجوز! ويحقق بذلك ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «وليأتين على النَّاس زمانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْء مِمَّا أَخذ المَال: أَمن حلالٍ أم من حرَام» متفق عليه.
فلا يقدم المسلم على شيء ولا يقبل شيئاً إلا بعد تأكده من خلوه من أي محظور شرعي.
ومثَّل آل منسي بقيادة المرأة للسيارة!! وهو متحسر بالغ الحسرة على منعها من ذلك! ويرى بأن الكلام فيه خزي وعار بالنسبة لنا! وهذا من جهله، وغياب بصره وبصيرته عما يحصل في الخارج مع النساء من الإضرار والابتزاز والاغتصاب والتحرش وغير ذلك، ولذا فقد اعترف الكثير من الغربيين الذين شرعوا قيادة المرأة للسيارة بضررها على المرأة، وعادوا إلى المنع من ذلك، بل والحث على قرار المرأة في بيتها كما بينته في كتابي "الحرب الباردة على الفتاة المسلمة".
[7] زعم أنهم يحتكرون الفتوى، ويحصرون الاجتهاد!
وهذا كذب! ودونك ما يدرس في الجامعات والمساجد، فيؤخذ العلم والحق من كل من جاء به ولو خالفنا في بعض الأصول! المهم أن لا يؤخذ إلا الحق! فيعتمدون الورقات للجويني في الأصول، والطحاوية للطحاوي في العقيدة، ورياض الصالحين والأذكار وشرح مسلم للنووي وسائر مؤلفاته، ونخبة الفكر وفتح الباري وسائر مؤلفات ابن حجر العسقلاني، وعلى هذا فقس!
فزعمه هذا الاحتكار كذب لا يلتفت له، والتحري في الأخذ من الناس دين ومطلب شرعي كما روى مسلم في صحيحه عن محمد بن سيرين أنه قال: «إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم» فلا ضير في التحري، والتقصي عن الرجل، ومعرفة من يستحق أن يؤخذ منه العلم ومن لا يستحق، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في آخر الزمان أئمة مضلين، وأن هناك دعاة على أبواب جهنم من بني جلدتنا ويتكلمون بألستنا! وأنه سيأتي أقوام يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون!
ومن هزيل قوله كلامه عن (الراجح في المسألة) ويقول: ليس هناك شيء في الفقه اسمه الراجح! وهذا والله من هزال الزمان أن يتكلم فيه مثل هذا الرجل بمثل هذا الكلام، ولولا أن الفيديو منشور يقف عليه الجاهل والصبيان والنساء فيخشى اغترارهم به ما التُفت إليه أصلا، والله المستعان، ومسلك الترجيح والنظر مسلك شرعي أجمع العلماء عليهم من عهد الصحابة رضي الله عنهم إلى يومنا هذا.
وليس العبرة بمسمى الراجح، وإنما العبرة بالمرجح ما هو.
[8] تغليب جانب التحريم من باب سد الذرائع.
ومسألة سد الذرائع يشاغب فيها كثير كهذا الرجل! والكلام فيها أشبع وأشبع، ويسكته ويسكت ألف بل الآلاف الألوف من جنسه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينها أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا ولكل ملك حمى، إلا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» أخرجه البخاري ومسلم.
وسد الذرائع قاعدة شرعية عليها القرآن والسنة وإجماع أهل العلم قاطبة، ولم يخالف في قبولها وتطبيقها إلا حمقى الليبراليين المتمسلمين في زماننا، وما يريدون ذلك إلا تجاسر الناس على الحرام.
وزعمه أن أول من اشتهر بذلك المالكية وتابعهم الحنابلة، وهذا من جهله، فهو أصل عند كافة المذاهب، ولكن الشهرة في أبواب دون أبواب، وأصول دون أصول على خلاف بين المذاهب الأربعة في (تطبيق) الأصل لا في (تأصيله).
وزعمه أن الشافعية تمنع منه! خطأ، وهذا الشافعي رحمه الله تعالى يقول في كتابه "الأم" : «الذرائع إلى الحلال والحرام تشبه معاني الحلال والحرام».
وزعَم أن الوهابية! تستخدم هذه القاعدة في تحريم ما أحل الله بشكل لم يسبق له نظير في تاريخ الإسلام، وهذا افتراء واضح مجرد من البينة!
والبرهان يكشف البهتان، ودونك فتاوى كبار العلماء، وفتاوى محمد بن عبدالوهاب نفسه، فإن وجدت في فتاويهم ما لم يبنَ على أصل شرعي، ويحرم مباحاً بيناً وإلا فلعنة الله على الكاذبين المفترين.
وزعم بأن قائمة المحرمات عن الوهابية أطول قائمة! من كل مذهب من المذاهب وهذا من سخف العقل والقول، وأقول بما يقطع حجته: «والله لن تجد من تلمزهم حرموا شيئاً لم يحرمه العلماء من قبل!».
ودونك مؤلفات الجميع من السابق واللاحق.
فنسج الكلام بالخيالات وعصارة المنتديات سهل على مثله، حتى يعتلي منبر المشاهدين ويتكلم بمثل هذا الكلام ليعرض مثل ما هذى به!
وخلط في أصل (سد الذرائع) ورأى –ومثله لا رأي له- بأن هذا الأصل هزيل! وأدلته هزيله، وهو أصل عند كافة المذاهب، وإنما الخلاف في محل تطبيقه ومسماه.
وزعم أن من المشايخ من حرّم النقاب، ولا أعلم شيخاً حرمه، وإنما المعلوم الكلام في (البرقع) وهو أوسع من النقاب، وإن كان الكلام عن النقاب فكلامه عن النقاب العهدي على صورة معينة في مكان معين، وإلا فأصل النقاب مشروع، وهو ما فيه نقب على إحدى العينين أو كلاهما، والنقب على قدر العين، وتسميته نقبا يشيره إلى ضيقه! فلا يتسع ليظهر غير العينين من الحواجب والوجنتين والأنف ونحوه، فهذا لا يجوز.
[9] التعامل مع المرأة بمنظور الفتنة!
وهو لا يخاصم الوهابية وإنما يخاصم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم! فذكر بأن الوهابيين يمنعون النساء من الخروج، وهذا كذب، فهن يخرجن لمصالحهن مع بقاء الأصل وهو القرار في البيوت لقول الله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ) [الأحزاب: 33] والخطاب لأمهات المؤمنين وعمومهن، وكونها فتنة قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس الوهابية! فقال عليه الصلاة والسلام: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء» زاد في رواية: «فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» أخرجه مسلم.
وعند النسائي: «فما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء».
وقال: «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
فلا تخاصموا دين الله تعالى بتزييف الحقائق، وإلصاق التهم بفلان وعلان وليس مرادكم إلا دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وأما زعمه أن إخوان من طاع الله يمنعون ذلك فهو كذب، وإن كان بعيداً عنهم فأنا ابنهم، وجداتي وأمهاتي منهم، وما ذكروا ذلك، وإنما المنع يكون من التبرج والسفور لا غير، كما هو معمول به الآن.
ولا تزال الأسواق الأسبوعية في نجد وفي غيرها على ما الناس عليه من مئات السنين، من تسوق الرجال والنساء، مع منع التبرج والسفور والفتنة، ومزاحمة النساء للرجال، والإذن للنساء في البيع والشراء، ومنهن من تملك (بسطة!) تبيع فيها ما يحتاجه النساء، وهذا منتشر ومشهور لا ينكره إلا المفتون الفتان.
وزعم بأن الاختلاط مبدأ حديث محدث غير موجود في الشرع، وهذا قول باطل منه، ومزيف، وقد بينت زيفه في كتابي "الإحباط لمكائد من أراد إباحة الاختلاط" فليراجع.
[10] التركيز المفرط على المظاهر، والحكم على الناس من خلالها.
وهذا مع ما فيه من الإطلاق المكذوب، ولكن أسوق له هذا الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في صحيح البخاري! وليجعله أبو الوهابية! حيث قال رضي الله عنه: «إن ناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرا أمناه، وقربناه، وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه، ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة».
وجاء في حديث صححه بعض أهل العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد، فاشهدوا له بالإيمان، فإن الله عز وجل يقول: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) الآية [التوبة: الآية 17] .» أخرجه الترمذي.
فهذا حكم بالظاهر!
ومثَّل المذكور بصلاة الجماعة، ومعاقبة من تخلف عنها، وأن العبرة فقط بأنه يصلي مع الجماعة!! وأن الإخوان كانوا يضربون من لا يصلي!
فما رأي هذا الرجل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أثقل صلاة على المنافقين: صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار».
وما رأيه في قوله عبدالله بن مسعود: «لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه، أو مريض، إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة، وقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمنا سنن الهدى، وإن من سنن الهدى: الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه» . أخرجه مسلم.
فالتخلف عنها علامة للنافق، أو عذر للمريض يا آل منسي.
هذا فهم السلف وتطبيقهم لا دين اختلقه الوهابية!!!!
وزعم أن إرغام الناس على الصلاة يخلق لنا جيلاً من المنافقين!! والنفاق كل النفاق في تركها، والتهاون في إنكار ذلك، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأطر الناس على الحق أطراً على حسب الاستطاعة.
تنبيه: اسم الملتزم فهو غير مأثور، وغير مقر من كل جهة، وقد منعه جماعة من مشايخنا كشيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله وغيره، واللفظ المأثور: متنسك، ومستقيم.
والتميز باللبس غير الشرعي لا يجوز، ولكن موافقة سنة النبي صلى الله عليه وسلم في اللبس واللحية هذا دين لا حياء فيه، ولا يضر لو تميز به عن غيره من المخالفين للسنة، واستدلال المذكور بأن الأعرابي يدخل ويقول: أيكم محمد، هذا لأن الصحابة رضي الله عنهم كلهم كمحمد صلى الله عليه وسلم، وثيابه كثيابه، ولم يسبلوها، ولحاهم كلحيته، لم يأخذوا منها ولم يحلقوها، فكن مثله! ومثلهم.
[11] الخوف من النقد، واستعمال سلطة الدين لردع المخالفين! وقال بأنه: (ظاهر) وأوهم أنه يخاف من هذا الفيديو!
وهذا كذب، وكم من مخالف يعيش في بلادنا، يردع بالحق، وإن كان المخالف صاحب بدعة وضلالة فالذي أمر بردعه هو محمد صلى الله عليه وسلم، وعد هذا جهاداً كما قال عليه الصلاة والسلام: «ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي، إلا كان له من أمته حواريون، وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» .
ثم تكلم بكلام يدل على ضحالة العلم وقلة الأمانة، ثم زعم أن سياسة الردع المزعوم استخدمها محمد بن عبدالوهاب ضد أخيه سليمان! وزعم بأن أخاه سليمان ألف ضده كتاب (علمي رصين!!!) وأنه (كتاب سني سلفي بحت!!!!) ينقض فيه مذهب محمد بن عبدالوهاب بالكتاب والسنة وكلام العلماء حتى ابن تيمية!
وهذا كذب، وقد نقض الشيخ محمد بن عبدالوهاب هذا الكتاب في كتابه "مفيد المستفيد" وبين فساد الشبه التي أوردها، وكتابه ليس علمياً ولا رصيناً، بل هو جهل على جهل، وقد رجع سليمان عن مذهبه ذلك، وصح دينه، وأقر بما عليه الشيخ محمد بن عبدالوهاب من القول في دين الله تعالى، فليمت الجاهل بغيظه!!
وزعم أن الإمام محمد بن عبدالوهاب أمر بقتل من حمل الكتاب إليه، وهذا كذب وزور منه، فالرجل لم يحمل الكتاب إليه، وإنما حمله إلى خصوم الإمام ليفتكوا به، ويؤلبهم عليه، مع ما ينطوي عليه من عقيدة فاسدة، فأسقطه الله في قبضة أهل التوحيد والسنة.
[12] اعتبار السطحية هي الاتباع الصحيح للسلف، وأن فهم الكتاب والسنة بالظاهر طريقة (ساذجة!!)
وقاتل الله أهل الباطل والافتراء! وهل أصل الكلام إلا الظاهر، ولا يتجه إلى الباطن إلا بما ينادي إليه من إشكال المعنى، ومراد القائل؟
اعبدوا الله، أقيموا الصلاة، آتوا الزكاة، أعفوا اللحى، غضوا الأبصار، أسبغوا الوضوء، ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار، لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، كل هذه الظواهر ساذجة عند هذا الرجل وأمثاله؟
[13] زعم استحداث مفهوم الولاء والبراء، والمبالغة فيه!
وهذا من محادته لله ورسوله وسبيل المؤمنين! ومفهوم الولاء والبراء شرعي بالقرآن والسنة، والله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [التوبة: 23] ويقول تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) [الزخرف: 26] وقال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) [الممتحنة: 4].
وأما معاملة الكافرين فجائزة، والمحرم هو موالاتهم ومناصرتهم، والالتفاف حولهم، والعيش معهم، أما التعامل بما أحل الله فهذا جائز، وهذا الرجل يخلط بين جانب وجانب للتشويه والتمويه!
وزعم أن الإسلام يريد منا أن تقرب من اليهود والنصارى وخلط بين إباحة الزواج والبيع والشراء وأكل ذبائحهم، مع النصوص الشرعية في البراء، ومفاصلة المشركين، وأعرض عن ذكر النصوص الشرعية الموجبة للهجرة والبراءة منهم، وهذا من الهوى.
[14] ثقافة الصراع وإيجاد الأعداء!! وأن الوهابية تستحدث لنفسها خصوماً بين حينٍ وآخر! من العلمانية، إلى الليبرالية، إلى إخراج المشركين من جزيرة العرب! ونقد الحداثة.
وهذا تزييف! وتشويه لمعنى شرعي وهو: الرد على المخالف.
وكل صاحب دين مهما كان دينه ينافح دون دينه، وينكر دين من يخالفه، فالعلمانية واللادينية ينكرون على الكنيسة والتدين! والليبرالية تشن الغارات والثارات على التعبد، والرافضة يتقرب حتى بالدعس على ظلٍّ السني! والصوفي يذم الوهابي بالتكفير والخروج، والجهمي يطعن في مخالفه بالتجسيم، وكل صاحب مذهب لا يقبل من يخالفه!
وأنت أيها المحامي! ما شأنك وشأن الوهابية؟
دعهم، ودع عنك ثقافة الصراع! لا تصارعهم، اقبل منهم، بعض ما عندهم لا يعني ردهم والتحذير منهم، وإخراجهم من قائمة أهل السنة!
وتكلم أن من الوهابية من تكلم في العلمانية ثم بدأ يثني على رموزها! وهذا زيف، وتقلب المتقلبين لا يضر، ومثله الاستعانة بالأمريكان في حرب الخليج، وإخراج المشركين، كل هذا لم يكن قول الوهابية فيما يزعم، وخير من يمثلها في تلك الأيام هيئة كبار العلماء وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى.
وهذا من هذا الرجل من الهوى، متى كان الحق فيما يراه نسبه إلى غير الوهابية، ومتى رأى الزلة نسبه إليهم ولو كان أئمة أهل العلم والرموز المشهورة ينكرونه!
وهذا التناقض مهّد له في أول الكلام بأن تلك الصفات قد لا تجتمع في شخص واحد! وهذا كله كذب، وكلام سَوَقة نوكى.
والخاتمة:
أن الرجل سوقي لا غير، يجلس في مجالس المهازل، ومنتديات العراك الفارغ، ويتصور ما لا حقيقة له في الواقع، ومن أراد أن يحكم على الوهابية المزعوم مسماها، فعليه بكتب الإمام محمد بن عبدالوهاب، وأولاده وأحفاده كعبدالرحمن بن حسن وسليمان بن عبدالله، وطلابه ومن جاء بعدهم: كحمد بن ناصر بن معمر وعبدالله أبا بطين وعبداللطيف بن عبدالرحمن وأولاده كعبدالله ومحمد وإبراهيم، وكحمد بن عتيق وأولاده كسعد بن عتيق وغيره، وكالشيخ محمد بن إبراهيم وسليمان بن سحمان وعمر بن سليم وعبدالرحمن بن سعدي إلى آخرهم من المعاصرين كالشيخ عبدالله بن حميد وعبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين إلى سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ واللحيدان والفوزان.
هؤلاء رموز الوهابية فيما تسمون، فهل يجد من لديه أدنى عدل ونظر فيهم ما ذكره هذا المتكلم المتهور المتدهور؟
وأختم بكلمة!
يا نايف! لستَ بأول من تجرأ على الوهابية! سبقك مئات والآف كتبوا وألّفوا وذموا وافتروا ففضحهم الله، وذابوا في مزبلة التاريخ، وأظهر الله الحق، ونصر من تسميهم بالوهابية، ونشر دينهم وعقيدتهم في مشارق الأرض ومغاربها.
فمت بغيظك!
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق