الجمعة، 19 يونيو 2015

من هم العرب ؟ وما صحة تلك التقسيمات الحديثة ( عرب عاربة ، وعرب مستعربة ) ؟

العرب .. أبناء سيدنا إسماعيل عليه السلام


من هم العرب ؟
وما صحة تلك التقسيمات الحديثة ( عرب عاربة ، وعرب مستعربة ) ؟
من وضع هذه التقسيمات ؟
متى ظهرت ؟
من هو أبوهم ؟ 
ولماذا سُموا بالعرب ؟
Image
في هذا الموضوع سنعتمد على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في ذكره للعرب وأصلهم القديم الجامع ، فالنبي صلى الله عليه وسلم كما سيظهر لكم من النصوص النبوية لم يفرق بين العرب ويقسمهم إلى (عدنانية وقحطانية ) أو (عاربة ومستعربة )، وكل هذه التقسيمات ظهرت ما بعد الاسلام ، بل ذكر صلى الله عليه وسلم كل العرب أكثر من مرة باسم ( بني إسماعيل -عليه السلام ) .
عرب عاربة وعرب مستعربة  أنساب العرب
كل إسم في هذه الشجرة يمثل “جد لقبائل كثيرة” لا يسع المكان لذكرها كلها

عرب عدنانعرب قحطان
يقول صلى الله عليه وسلم :إنَّ اللَّهَ اصطَفى من ولدِ إبراهيمَ بني إسماعيلَ (يقصد العرب عامة ) واصطفى كنانةَ من بني إسماعيلَ واصطفى (قبيلة ) قُريشًا من كنانةَ واصطفى (بطن) بني هاشمٍ من قريشٍ واصطفاني من بني هاشمٍ
الراوي: – المحدث: ابن تيمية – المصدر: مجموع الفتاوى – الصفحة أو الرقم: 27/472 خلاصة حكم المحدث: صحيح-
وقال عن قبيلة بني تميم المضرية أنهم من بني اسماعيل
قدِم منهم سبيٌ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكان على بعضِهم رقبةٌ مِن بني إسماعيلَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أعتِقْها فإنَّها مِن ولَدِ إسماعيلَ ) …..
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حبان – المصدر: صحيح ابن حبان – الصفحة أو الرقم: 6808 خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه

وقال في قوم من أسلم أنهم من بنو اسماعيل عليه السلام
خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على قومٍ من أسلَمَ يتَناضَلونَ بالسوقِ ، فقال : ( ارموا بني إسماعيلَ ، فإنَّ أباكم كان راميًا (يقصد أبا العرب سيدنا اسماعيل )، وأنا معَ بني فلانٍ ) . لأحدِ الفريقَينِ ، فأمسَكوا بأيديهم ، فقال : ( ما لهم ) . قالوا : وكيف نَرمي وأنت معَ بني فلانٍ ؟ قال : ( ارموا وأنا معَكم كلِّكم ) .
الراوي: سلمة بن الأكوع المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 3507 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وقال لسائل من الأنصار (وهم قحطانيون ) .. حينما سأله عن أمر في الدين ..
فقال الأنصاريُّ : أخبِرْنا يا رسولَ اللهِ ؟ …قال : … وأما ركعتَيكَ بعد الطوافِ ، فإنَّهما كعِتقِ رقبةٍ من بني إسماعيلَ (من العرب) ، …
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البوصيري – المصدر: إتحاف الخيرة المهرة – الصفحة أو الرقم: 3/196 خلاصة حكم المحدث: سنده ضعيف، لضعف إسماعيل بن رافع. وله شاهد
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحث الصحابة على تحرير رقاب اخوتهم العرب ويناديهم ب (بني اسماعيل )
منْ صلى قبلَ الظهرِ أربعًا، كانَ كعدلِ رقبةٍ منْ بني إسماعيلَ
الراوي: رجل المحدث: السيوطي – المصدر: الجامع الصغير – الصفحة أو الرقم: 8798 خلاصة حكم المحدث: حسن
وفي حديث للنبي سئل فيه حول عرب اليمن قال :
ورد في مسند الإمام أحمد – رضي الله عنه – بسند صحيح “أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو أرجل أم امرأة أم أرض فقال : بل هو رجل ولد عشرة فسكن في اليمن منهم ستة وبالشام منهم أربعة أما اليمانيون فمذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير عربا كلها وأما الشامية فلخم وجذام وعاملة وغسان ” أحمد شاكر 64 ص 322
ففي كل أحاديث الرسول العدناني صلى الله عليه وسلم لا يوجد إطلاقا مصطلح عرب مستعربة وإنما كل أحاديث النبي تتحدث عن أن العرب من أصل واحد سواء عرب المضر أو عرب اليمن ، لذلك فإن الحديث عن الأصول القديمة للعرب يدفعنا للقول بأن كل العرب عاربة ولاوجود لشيء اسمه عرب (مستعربة) ، العرب المستعربة المصطلح دخيل من قبل الشعوبيين الكارهين والحاقدين على العرب مبني كله على روايات يهودية  والهدف منه شر كبير وهو الطعن والتشكيك في نسب النبي محمد بن عبدالله-صلى الله عليه وسلم- باعتباره من نسل سيدنا اسماعيل ابن ابراهيم عليهما السلام كأغلب العرب.
بل حتى القرآن الكريم لم يفرق بين العرب القحطانية والعدنانية أو العاربة والمستعربية وإنما رفع العرب جميعهم  إلى أب واحد , هو إبراهيم الخليل عليه السلام
يقول سبحانه وتعالى (( وجاهدوا في الله حق جهاده , هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج , ملة أبيكم ابراهيم )) الحج78 .
قال العلامة الحافظ ابن الجوزي – رحمه الله – في تفسيرها
” فإن قيل: هذا الخطاب للمسلمين، وليس إِبراهيم أباً لكُلِّهم.
فالجواب: أنه إِن كان خطاباً عامّاً للمسلمين، فهو كالأب لهم، لأن حرمته وحقَّه عليهم كحق الولد،
وإِن كان خطاباً للعرب خاصة، فإبراهيم أبو العرب قاطبة ، هذا قول المفسرين ” أهـ
وقال البغوي – رحمه الله تعالى – ( ت 516 ) ، في معالم التنزيل عند تفسير هذه الآية
قيل: خاطب به العرب وهم كانوا من نسل إبراهيم. وقيل:
خاطب به جميع المسلمين، وإبراهيم أبٌ لهم، على معنى وجوب احترامه وحفظ حقه كما يجب احترام الأب” أهـ،
مما تقدم من النصوص والآثار النبوية الثابتة بأسانيدها ، يتبين لنا أن العرب الأقحاح هم من نسل سيدنا إسماعيل عليه السلام ، ومصطلح العرب العدنانية والقحطانية لم يظهر الا في ايام الفتنة بين أهل اليمن وأهل مضر ( سكان الحجاز ونجد ) ، أما التقسيم الذي وضعه المؤرخون بعد الاسلام ( عرب مستعربة وعرب عاربة ) فهو تقسيم حديث ( يعود للمائة الثانية بعد ظهور الاسلام ) وكان أول من وضعه شخص يدعى ( الكلبي ) ، الذي اعتمد في تقسيمه على ما ورد في كتب أهل الكتاب خصوصا اليهود
يكفي أن نعرف من هو ابن الكلبي ؟
هو هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، المشهور بهشام ابن الكلبي المتوفي سنة 204 هـ بعد الاسلام (؟)
وقد قال عنه ابن حجر في لسان الميزان
“هشام بن محمد بن أبوالمنذر الأخباري النسابة العلامة روى عن أبيه أبي المفسر ، وعن مجالد وحدث عنه جماعة ، قال أحمد بن حنبل إنما كان صاحب سمر ونسب ما ظننت أن أحداً يحدث عنه وقال الدارقطني وغيره متروك وقال ابن عساكر رافضي ليس بثقة ”
وذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد :
” حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبى يقول هشام بن محمد من يحدث عنه إنما هو صاحب نسب وسمر وما ظننت أن أحداً يحدث عنه ”
لماذا سمي العرب إذن بهذا الاسم ؟ طالما أن أبوهم هو سيدنا اسماعيل عليه السلام حسب النصوص النبوية فلماذا لم يتسموا باسم الاسماعيلية مثلا على اسم ابيهم الذبيح ؟
في هذه النقطة اتفق نسابة العرب على أن جنس العرب سمو بذلك من اللسان وليس من النسب لرجل عليه مدار الاسم ” عرب يقول العلامة الفهامة ابن خلدون الحضرمي – رحمه الله تعالى – ( ت 808 ) في تاريخه
” ثم إن العرب لم يزالوا موسومين بين الأمم بالبيان في الكلام والفصاحة في المنطق والذلاقة في اللسان ولذلك سموا بهذا الاسم فانه مشتق من الإبانة لقولهم: أعرب الرجل عما في ضميره إذا أبان عنه” أهـ ج1 ص50 ،
وقد ذكر في أكثر من حديث أن أول من تكلم العربية هو سيدنا اسماعيل ( أبو العرب ) ، فكيف يكون أول من تكلم العربية ثم يقول عنه الكلبي ، نقلا عن الاسرائيليات أنه استعرب ؟؟ مخالفا بذلك كل احاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يذكر فيها العرب وييبن أصلهم الواحد المشترك الصحيح إلى سيدنا وأبونا الذبيح اسماعيل عليه الصلاة والسلام ؟؟
فقد ورد في صحيح الجامع 2581 من حديث علي بن أبي طالب
” أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل ، و هو ابن أربع عشرة سنة ” الألباني حديث صحيح
فكيف استعرب اسماعيل (حسب الاسرائيليات ) وهو أول من نطق بالعربية الحديثة ؟؟ وهوأبو العرب كما أخبر بذلك النبي العدناني ؟؟
فحسب قاموس المعاني
اسْتعْرَبَ الرجل : صَارَ دخيلا في العرب ، وجعل نفسَه منهم
وهذا هو القصد الذي يعنونه باستعراب سيدنا اسماعيل  وذكره الكلبي نقلا عن الاسرائيليات
والاصح  حسب ما هو مذكور من قول النبي العدناني صلى الله عليه وسلم ، هو أن نقول
عَرِبَ اسماعيل : أي تكلم بالعربية وصار فصيحا بها )  .
عَرِبَ الرَّجُلُ : صَارَ فَصِيحاً بالعربية
ومنها عَرَبٌ عَرْباء : أي صُرَحاءُ خُلَّص( عرب أقحاح )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((أول من نطق بالعربية ووضع الكتاب على لفظه ومنطقه ثم جعل كتابا واحد مثل بسم الله الرحمن الرحيم الموصول حتى فرق بينه ولده اسماعيل بن ابراهيم صلوات الله عليهما)).حديث صحيح الاسناد من صحيح البخاري ورواه مسلم
((فأصل اللغة العربية كما في الصحيح الثابت عن رسول الله هو من أسماعيل ابو العرب العاربة واحفاد اسماعيل هم اليوم القبائل العدنانية -ومن ثم القحطانية- العرب الاصليون ورثة العروبة ))
((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا))

=================




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق