السبت، 20 يونيو 2015

قف "خيانة داخلية" وراء تسريبات "ويكليكس السعودية" ؟!


قف "خيانة داخلية" وراء تسريبات "ويكليكس السعودية" ؟!

كتب : المحرر السياسي لبوابة القاهرة السبت، 20 يونيو 2015



الملك سلمان بن عبد العزيز



تحليل "منطقي" لتسريبات "غير منطقية" في ظروف "خارج المنطق":

هل أزعجت سياسة السعودية الجديدة أطراف إقليمية ودولية ؟!

لماذا ترافقت "التسريبات" مع بدء التحقيق مع خالد التويجري ؟!

3 أطراف مستفيدة من "التسريبات" .. إيران وحلفائها..طرف إقليمي عربي .. طرف داخلي غاضب !

"أسانج".. رجل أجهزة مخابرات.. وتوقيت "التسريبات" يشير إلى صفقة !

جيوش إلكترونية.. سورية ويمنية.. واجهة لجهاز مخابرات عالمي يعبث بالمنطقة برمتها.

هذه بعض الأسئلة التي تترددت، بعد نشر موقع "ويكليكس" ما قال إنها الدفعة الأولى المقدرة بـ 70 ألف وثيقة، من إجمالي نصف مليون وثيقة، زعم أنه حصل عليها من مراسلات وزارة الخارجية السعودية ووزارات وأجهزة سعودية أخرى.

الوثائق وبفرض صحتها والتي تخص مرحلة الحكم السابقة بالسعودية، قبل تولي الملك سلمان ورجاله السلطة ليس بها مفاجأة حتى الآن فغالبيتها تقارير روتينية ترسلها جميع وزارات وأجهزة وسفارات دول العالم إلى الجهات المعنية، بعضها من باب "للعلم"، وبعضها "معلومات" لم نجد فيها شيئا مثيرًا حتى الآن، والآخر من باب "الاستشراف" و"التحليل"، أو طلب القرار والمشورة من جهات أعلى.

لكن اللافت هو "توقيت" تلك "التسريبات التافهة"، والتي ربما أراد البعض من ورائها "إرباك" صانع القرار السعودي وإشغاله بـ"قنبلة دخان" عن العديد من القضايا الأخرى الهامة التي اضطلعت بها المملكة في عهدها الجديد لأخذ زمام المبادرة، ووضع رؤية وتصور جديد للمنطقة لعل أبرز ملامحها الحرب في اليمن لوقف الهيمنة الإيرانية على الخليج العربي، والمنطقة العربية وربما للضغط عليها مع بدء مفاوضات " جنيف" لإنهاء هذا الملف المشتعل، وكذلك ما بدا واضحًا أنه تحرك سعودي جاد على الساحة السورية لإنقاذ شعبها من "عصابات بشار وحلفائه"، انعكس إيجابًا على صعيد الانجازات الكبيرة لقوات المعارضة على الأرض وبدء الحديث عن إمكانية سقوط وشيك لنظام بشار، وترافق ذلك مع جهود سعودية "حثيثة" لتوحيد صفوف المعارضة السورية تمهيدا لبدء مرحلة "الخلاص" وما قد يترتب على ذلك من إعادة رسم خريطة تحالفات في المنطقة ستؤدي إلى تراجع أدوار لدول إقليمية ربما بعضها جارة خليجية كانت ترى أنه أصبح لها اليد الطولى في المنطقة.

كل هذه الملفات بالتأكيد أججت مشاعر الخوف والكراهية للسياسة السعودية الجديدة، وبالتأكيد لن تصمت هذه الأطراف المتضررة وستحاول بكل الطرق عرقلة هذا الدور الجديد للملك سلمان المدعوم لأول مرة في تاريخ السعودية الحديث بقيادة شابة، يرى المحللون أنها قد تغير وجهة المنطقة برمتها.

اللافت كذلك أن هذه التسريبات تترافق مع الحديث المتزايد، عن وضع رئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري تحت الإقامة الجبرية وبدء التحقيق معه في قضايا فساد تصل إلى المليارات، آخرها ما ذكرته صحيفة"السفير" اللبنانية اليوم عن صفقة أسلحة فرنسية للبنان ممولة سعوديًا، تصل قيمتها إلى ثلاثة مليارات دولار ومعرفة الأطراف التي تلقت عمولات من خلالها فضلا عن أن هذه الأسلحة لم تصل أصلا لبنان.!

التحقيق المفترض مع "خالد التيوجري"، الذي كان يعتبر الحاكم الفعلي للسعودية في السنوات الأخيرة من حكم الملك الراحل "عبدالله"، وهيمنته على السياسة الخارجية والمالية للمملكة في تلك الفترة سيفتح بالتأكيد ملفات لشخصيات عدة داخلية، ربما بعضها أمراء من الأسرة الحاكمة حققت مكاسب كبيرة وكان لديها طموح كبير"قتل قبل تنفيذه"، وبما يفضح نفوذ طرف إقليمي خليجي عليها، وهذه الأطراف جميعها – الداخلية والإقليمية - يزعجها بالتأكيد فتح هذه الملفات التي ربما تطال شخصية كبرى ما زال لها دور في الحكم السعودي الجديد وبالتالي كل هذه الأطراف لها مصلحة في إشغال قيادة المملكة بقضايا هامشية ريثما تجد لنفسها مخرجًا من هذه "الورطة"، ويشير مراقبون إلى أن معظم الوثائق المسربة كانت موجهة كما يبدو منها إلى مكتب العاهل الراحل الملك عبدالله، وأنها ربما خرجت منه.

الغريب والطريف خروج ما يسمى بـ"الجيش الإلكتروني اليمني"، ليعلن مسؤوليته عن "التسريبات" مثلما خرج ما يسمى بـ"الجيش الإلكتروني السوري" من قبل بوثائق قال أنه تحصل عليها من اختراقات لحسابات ومواقع حكومية عربية، والكل يعلم ضعف إمكانات هذه الأطراف عن القيام بمثل هذه الاختراقات والجميع يعلم أن "المخابرات الإيرانية" و"الإسرائيلية"، هى الأجهزة الإقليمية القادرة على القيام بذلك بحرفية.

في المجمل وكما يؤكد المحرر السياسي لـ" بوابة القاهرة"، فإن هذه التسريبات وبفرض صحتها لن يكون لها أي تأثير على السياسة السعودية الخارجية والداخلية، خاصة وأنها لم تمس فترة حكم الملك سلمان، ولن تعدو تسريبات "ويكليكس السعودية" عن مادة للتسلية في صيام رمضان.!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق