الأربعاء، 24 يونيو 2015

قصة مقتل الحسين كما ذكرها ابن تيمية

كتاب : المسائل والأجوبة لابن تيمية - رحمه الله - 71 - 89 .

وسئل رحمه الله ورضي عنه عن مقتل الحسين - رضي الله عنه - وما حكمه وحكم قاتله ، وما حكم يزيد ، وما صح من صفة مقتل الحسين وسبي أهله وحملهم إلى دمشق والرأس معهم ، وما حكم معاوية في أمر الحسن والحسين وعلي وقتل عثمان ونحو ذلك؟ ( 1 ) 


فأجاب : 

الحمد لله ،أما عثمان ،وعلي ،والحسن – رضي الله عنهم – فقُتلوا مظلومين شهداء باتفاق أهل السنة والجماعة ،وقد ورد في عثمان ،وعلي أحاديث صحيحة : في أنهم شهداء ،وأنهم من أهل الجنة ،بل وفي طلحة ،والزبير – أيضا – ،كما في الحديث الصحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للجبل لما اهتز ،ومعه أبو بكر ،وعمر ،وعثمان ،وعلي : " اثبت حراء ،أو أحد ؛فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان " ،بل قد شهد النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة للعشرة ،وهم : الخلفاء الأربعة ،وطلحة والزبير ،وسعد بن أبي وقاص ،وسعيد بن زيد ،وعبدالرحمن بن عوف ،وأبو عبيدة بن الجراح .

أما فضائل الصديق فكثيرة مستفيضة ،وقد ثبت من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ؛ولكن صاحبكم خليل الله " يعني : نفسه ،وقال : " إن أمن الناس علينا في صحبته ،وذات يده أبو بكر " ،وقال : " لايبقين في المسجد خوخة إلا سُدَّت إلا خوخة أبي بكر " ،وقال لعائشة : " ادعي لي أباك ،وأخاك ؛حتى أكتب لأبي بكر كتابا لايختلف عليه الناس من بعدي " ،ثم قال : " يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " ،وجاءته امرأة ،فسألته شيئا ،فأمرها أن ترجع إليه ،فقالت : ( أرأيتَ إن جئت فلم أجدك ؟ ) – كأنها تعني : الموت – قال : " إن لم تجديني فأتي أبا بكر " ،وقال : " أيها الناس : إني جئتكم ،فقلتُ : إني رسول الله إليكم ،فقلتم : كذبتَ ،وقال أبو بكر : صدقتَ ،وواساني بنفسه ،وماله ،فهل أنتم تاركو لي صاحبي " .
وهذه الأحاديث كلها في الصحاح ثابتة عند أهل العلم بالنقل .
وقد تواتر أنه أمره أن يصلي بالناس في مرض موته ،فصلى بالناس أياما متعددة بأمره ،وأصحابه كلهم حاضرون : عمر ،وعثمان ،وعلي ،وغيرهم ،فقدّمه عليهم كلهم .
وثبت في الصحيح : أن عمر رضي الله عنه قال له – بمحضر من المهاجرين والأنصار – : ( أنت خيرنا ،وسيدنا ،وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ،وثبت في الصحيح : أن عمرو بن العاصي سأله عن أحب الرجال إليه ،فقال : " أبو بكر " .
وفضائل عمر ،وعثمان ،وعلي كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها ،وإنما المقصود أن مَن هو دون هؤلاء ،مثل : طلحة ،والزبير ،وسعد ،وسعيد ،وعبدالرحمن بن عوف قد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ،كما ثبت ذلك في الصحيح : عن عمر أنه جعل الأمر شورى في ستة : عثمان ،وعلي ،وطلحة ،والزبير ،وسعد ،وعبدالرحمن ،وقال : ( هؤلاء الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ) ،بل قد ثبت في الصحيح : من حديث علي بن أبي طالب : أن حاطب بن أبي بلتعة قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه قد شهد بدرا ،ومايدريك أن الله اطلع إلى أهل بدر ،فقال : اعملوا ماشئتم ،فقد غفرت لكم " ،وكانوا ثلاث مئة وثلاثة عشر ،وثبت في صحيح مسلم : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لايدخل النار أحد بايع تحت الشجرة " ،وكان أهل الشجرة ألفا وأربع مئة : كلهم رضي الله عنهم ،ورضوا عنه ،وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ،وهم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا ،فهم أعظم درجة ممن أنفق من بعد الفتح وقاتل ،وثبت في الصحيح : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لاتسبوا أصحابي ،فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا مابلغ مُد أحدهم ونصيفه " ،وثبت في الصحيح : أن غلام حاطب قال : ( والله – يارسول الله – ليدخلن حاطب النار ) ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم له : " كذبت ،إنه قد شهد بدرا والحديبية " ،وهذا وقد كان حاطب سيء المَلَكَة ،وقد كاتب المشركين بأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح ،ومع هذه الذنوب أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ممن يدخل الجنة ،ولايدخل النار ،فكيف بمن هو أفضل منه بكثير ،كعثمان ،وعلي ،وطلحة والزبير ،وسعد ،وعبدالرحمن بن عوف .

وأما الحسين :

فهو ،وأخوه سيدا شباب أهل الجنة ،وهما ريحانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا – كما ثبت ذلك في الصحيح – ،وثبت في الصحيح : أنه أدار كساءه على علي ،وفاطمة ،والحسن ،والحسين ،وقال : " اللهم إن هؤلاء أهل بيتي : أذهب عنهم الرجس ،وطهرهم تطهيرا " ،وإن كان الحسن الأكبر هو الأفضل ؛لكونه كان أعظم حلما ،وأرغب في الإصلاح بين المسلمين ،وحقن دماء المسلمين ،كما ثبت ذلك في صحيح البخاري : عن أبي بكرة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ،والحسن بن علي إلى جانبه ،وهو يقبل على الناس مرة ،وعليه أخرى ،ويقول : " إن ابني هذا سيد ،ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " ،وفي صحيح البخاري : عن أسامة قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ،ويقعد الحسن على فخذه الأخرى ،ويقول : " اللهم إني أحبهما ،فأحبهما ،وأحب من يحبهما " ،وكانا من أكره الناس للدخول في اقتتال الأمة .
والحسين رضي الله عنه قتل مظلوما شهيدا ،وقتلَته ظالمون متعدون ،وإن كان بعض الناس يقول : إنه قتل بحق ،ويحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من جاءكم وأمركم على رجل واحد ؛يريد أن يفرق بين جماعتكم : فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان " رواه مسلم ،فزعم هؤلاء أن الحسين أتى الأمة وهم مجتمعون ؛فأراد أن يفرق الأمة ،فوجب قتله ،وهذا بخلاف من يتخلف عن بيعة الإمام ،ولم يخرج عليه ،فإنه لايجب قتله ،كما لم يقتل الصحابة سعد بن عبادة مع تخلفه عن بيعة أبي بكر وعمر ،وهذا كذب وجهل ؛فإن الحسين رضي الله عنه لم يقتل حتى أقام الحجة على من قتله ،وطلب أن يذهب إلى يزيد ،أو يرجع إلى المدينة ،أو يذهب إلى الثغر ،وهذا لو طلبه آحاد الناس لوجب إجابته ،فكيف لايجب إجابة الحسين رضي الله عنه إلى ذلك ،وهو يطلب الكف والإمساك .
وأما أصل مجيئه فإنما كان لأن قوما من أهل العراق من الشيعة كتبوا إليه كتبا كثيرة يشتكون فيها من تغير الشريعة ،وظهور الظلم ،وطلبوا منه أن يقدم ؛ليبايعوه ويعاونوه على إقامة الشرع والعدل ،وأشار عليه أهل الدين والعلم ،كابن عباس ،وابن عمر ،وأبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام بأن لايذهب إليهم ،وذكروا له أن هؤلاء يغرُّونه ،وأنهم لايوفون بقولهم ،ولايقدر على مطلوبه ،وأن أباه كان أعظم حرمة منه وأتْباعا ؛ولم يتمكن من مراده ،فظن الحسين أنه يبلغ مراده ،فأرسل ابن عمه : مسلم بن عقيل ،فآووه أولا ،ثم قتلوه ثانيا ،فلما بلغ الحسين ذلك طلب الرجوع ،فأدركته السرية الظالمة ،فلم تمكنه من طاعة الله ورسوله ،لا من ذهابه إلى يزيد ،ولا من رجوعه إلى بلده ،ولا إلى الثغر ،وكان يزيد – لو يجتمع بالحسين – مِن أحرص الناس على إكرامه ،وتعظيمه ،ورعاية حقه ،ولم يكن في المسلمين عنده أجلُّ من الحسين ،فلما قتله أولئك الظلمة حملوا رأسه إلى قدّام عبيدالله بن زياد ،فنكت بالقضيب على ثناياه ،وكان في المجلس : أنس بن مالك ،فقال : ( إنك تنكت بالقضيب حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّل ) ،هكذا ثبت في الصحيح ،وفي المسند : أن أبا برزة الأسلمي كان – أيضا – شاهدا ،فهذا كان بالعراق عند ابن زياد .
وأما حمل الرأس إلى الشام ،أو غيرها ،والطواف به : فهو كذب ،والروايات التي تروى أنه حمل إلى قدام يزيد ،ونكت بالقضيب : روايات ضعيفة ،لايثبت منها شيء ،بل الثابت : أنه لما حمل علي بن الحسين ،وأهل بيته إلى يزيد : وقع البكاء في بيت يزيد – لأجل القرابة التي كانت بينهم – ؛لأجل المصيبة ،وروي أن يزيد قال : لعن الله ابن مرجانة – يعني : ابن زياد – لو كان بينه وبين الحسين قرابة لما قتله ،وقال : كنت أرضى من طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين ،وأنه خَيّر علي بن الحسين بين مقامه عنده ،وبين الرجوع إلى المدينة ،فاختار الرجوع ،فجهزه أحسن جهاز .
ويزيد لم يأمر بقتل الحسين ؛ولكن أمر بدفعه عن منازعته في الملك ؛ولكن لم يقتل قتلة الحسين ،ولم ينتقم منهم ،فهذا مما أنكر على يزيد ،كما أنكر عليه مافعل بأهل الحرة لما نكثوا بيعته ،فإنه أمر بعد القدرة عليهم بإباحة المدينة ثلاثا ؛فلهذا قيل لأحمد بن حنبل : أيؤخذ الحديث عن يزيد ؟ فقال : لا ،ولاكرامة ،أوليس هو الذي فعل بأهل المدينة مافعل ؟ وقيل له : إن قوما يقولون : إنا نحب يزيد ،فقال : وهل يحب يزيدَ من يؤمن بالله واليوم الآخر ؟! فقيل له : أولا تلعنه ؟ فقال : متى رأيت أباك يلعن أحدا ؟
ومع هذا فيزيد أحد ملوك المسلمين له حسنات وسيئات – كما لغيره من الملوك – ،وقد روى البخاري في صحيحه : عن عبدالله بن عمر ،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له " ،وأول جيش غزاها كان أميرهم : يزيد ،غزاها في خلافة أبيه معاوية ،ومعه أبو أيوب الأنصاري ،ومات ودفن هناك .
ويزيد هذا ليس هو من الصحابة ،بل ولد في خلافة عثمان ،وأما عمه يزيد بن أبي سفيان فهو من الصحابة ،وهو رجل صالح ،أمّره أبو بكر في فتوح الشام ،ومشى في ركابه ،ووصاه بوصايا معروفة عند الفقهاء ؛يعملون بها ،ولما مات في خلافة عمر : ولى عمر أخاه معاوية مكانه ،ثم ولي عثمان فأقره ،وولاه ،إلى أن قتل عثمان ،وولد له يزيد ابنه في خلافة عثمان .
ولم يسْبَ قط في الإسلام أحد من بني هاشم : لا علوي ،ولا غير ذلك ،لا في خلافة يزيد ،ولا غيرها ،وإنما سبى بعضَ الهاشميات الكفارُ من المشركين وأهل الكتاب ،كما سبى الترك المشركون من سبوه لما قدموا بغداد ،وكان من أعظم أسباب سبي الهاشميات معاونة الرافضة لهم ،كابن العلقمي ،وغيره ،

==========

بل ولا قتل أحد من بني مروان أحدا من بني هاشم : لاعلوي ،ولا عباسي ،ولا غيرهما ،إلا زيد بن علي : قُتل في خلافة هشام ،وكان عبدالملك قد أرسل إلى الحجاج : ( إياي ودماء بني هاشم ) ،فلم يقتل الحجاج أحدا من بني هاشم : لاعلوي ،ولا عباسي ،بل لما تزوج بنت عبدالله بن جعفر فأمره عبدالملك أن يفارقها ؛لأنه ليس بكفء لها ،فلم يروه كفؤا أن يتزوج بهاشمية .
وأما معاوية : لما قُتل عثمان مظلوما شهيدا ،وكان عثمان قد أمر الناس بأن لايقاتلوا معه ،وكَره أن يُقتل أحد من المسلمين بسببه ،وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد بشره بالجنة على بلوى تصيبه ،فأحب أن يلقى الله سالما من دماء المسلمين ،وأن يكون مظلوما لاظالما ،كخير ابني آدم الذي قال : " لئن بسطت إلي يدك لتقتلني مأنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين " ،وعلي بن أبي طالب بريء من دمه : لم يقتله ،ولم يُعن عليه ،ولم يرض ،بل كان يحلف – وهو : الصادق المصدوق – أني ماقتلت عثمان ،ولاأعنت على قتله ،ولارضيت بقتله ؛ولكن لما قُتل عثمان ،وكان عامة المسلمين يحبون عثمان ؛لحلمه ،وكرمه ،وحسن سيرته ،وكان أهل الشام أعظم محبة له فصارت شيعة عثمان إلى أهل الشام ،وكثر القيل والقال – كما جرت العادة بمثل ذلك في الفتن – ،فشهد قوم بالزور على علي : أنه أعان على دم عثمان ؛فكان هذا مما أوغر قلوب شيعة عثمان على علي ،فلم يبايعوه ،وآخرون يقولون : إنه خذله ،وترك مايجب من نصره ،وقوّى هذا عندهم أن القتَلة تحيزت إلى عسكر علي ،وكان علي وطلحة والزبير قد اتفقوا في الباطن على إمساك قتلة عثمان ،فسعوا بذلك ،فأقاموا الفتنة عام الجمل ،حتى اقتتلوا من غير أن يكون علي أراد القتال ،ولا طلحة ،ولا الزبير ،بل كان المحرك للقتال الذين أقاموا الفتنة على عثمان ،فلما طلب علي من معاوية ورعيته أن يبايعوه امتنعوا عن بيعته ،ولم يبايعوا معاوية ،ولاقال أحد قط : إن معاوية مثل علي ،أو أنه أحق من علي بالبيعة ،بل الناس كانوا متفقين على أن عليا أفضل وأحق ؛ولكن طلبوا من علي أن يقيم الحد على قتلة عثمان ،وكان علي غير متمكن من ذلك ؛لتفرق الكلمة ،وانتشار الرعية ،وقوة المعركة لأولئك ،فامتنع هؤلاء عن بيعته ،إما لاعتقادهم أنه عاجز عن أخذ حقهم ،وإما لتوهمهم محاباة أولئك ،فقاتلهم علي لامتناعهم من بيعته ،لا لأجل تأمير معاوية ،وعليٌّ وعسكره أولى من معاوية وعسكره ،كما ثبت في الصحيح : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين ،تقتلهم أولى الطائفتين بالحق " ،فهذا نص صريح أن علي بن أبي طالب ،وأتباعه أولى بالحق من معاوية وأصحابه ،وفي صحيح مسلم ،وغيره : أنه قال : " يقتل عمارا الفئة الباغية " .
لكن الفئة الباغية هل يجب قتالها ابتداء قبل أن تبدأ الإمام بالقتال ،أم لاتقاتَل حتى تبدأ بالقتال ؟ 
هذا مما تنازع فيه العلماء ،وأكثرهم على القول الثاني ،فلهذا كان مذهب أكابر الصحابة والتابعين والعلماء أن ترك علي القتال كان أكمل وأفضل وأتم في سياسة الدين والدنيا ؛ولكن علي إمام هدى من الخلفاء الراشدين ،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " تكون خلافة النبوة ثلاثين سنة ،ثم تصير ملكا " رواه أهل السنن ،واحتج به أحمد وغيره على خلافة علي ،والرد على من طعن فيها ،وقال أحمد : من لم يُربع بعلي في خلافته : فهو أضل من حمار أهله .
والقرآن لم يأمر بقتال البغاة ابتداء ،بل قال تعالى : " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون " .
وما حرمه الله – تعالى – من البغي والقتل وغير ذلك : إذا فعله الرجل متأولا مجتهدا معتقدا أنه ليس بحرام : لم يكن بذلك كافرا ولافاسقا ،بل ولاقود في ذلك ،ولادية ،ولاكفارة ،كما قال الزهري : ( وقعت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون ،فأجمعوا على أن كل دم ،أو مال ،أو فرج أصيب بتأويل القرآن : فهو هدر ) ،وقد ثبت في الصحيح : أن أسامة بن زيد قتل رجلا من الكفار بعدما قال : لا إله إلا الله ،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ياأسامة : أقتلته بعدما قال : لا إله إلا الله ؟ " قال : ( فقلت : يارسول الله : إنما قالها متعوذا ) ،فقال : " هلا شققت عن قلبه ! ،وكرر عليه قوله : أقتلته بعدما قال : لا إله إلا الله ؟ " ،ومع هذا فلم يحكم عليه بقود ،ولادية ،ولاكفارة ؛لأنه كان متأولا اعتقد جواز قتله بهذا ،مع ماروي عنه : أن رجلا قال له : ( أرأيت إن قطع رجل من الكفار يدي ،ثم أسلم ،فلما أردت أن أقتله لاذ مني بشجرة أأقتله ؟ ) ،فقال : " إن قتلته كنت بمنزلته قبل أن يقول ماقال ،وكان بمنزلتك قبل أن تقتله " ،فبين أنك تكون مباح الدم كما كان مباح الدم ،ومع هذا فلما كان أسامة متأولا لم يبح دمه .
وأيضا فقد ثبت : أنه أرسل خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ،فلم يحسنوا أن يقولوا : أسلمنا ،فقالوا : صبأنا ..صبأنا ،فلم يجعل خالد ذلك إسلاما ،بل أمر بقتلهم ،فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك : رفع يديه إلى السماء ،وقال : " اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد " ،وأرسل عليا فوداهم بنصف دياتهم ،ومع هذا فلم يعاقب خالدا ،ولم يعزله عن الإمارة ؛لأنه كان متأولا ،وكذلك فعل به أبو بكر لما قتل مالك بن نويرة : كان متأولا في قتله ،فلم يعاقبه ،ولم يعزله ؛لأن خالدا كان سيفا قد سله الله – تعالى – على المشركين ،فكان نفعه للإسلام عظيما ،وإن كان قد يخطئ أحيانا ،ومعلوم أن عليا ،وطلحة ،والزبير أفضل من خالد وأسامة وغيرهم .
ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن : " إن ابني هذا سيد ،وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " فمدح الحسن على الإصلاح ،ولم يمدح على القتال في الفتنة : علمنا أن الله ورسوله كان يحب الإصلاح بين الطائفتين دون الاقتتال .
ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في الخوارج : " يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ،وقراءته مع قراءتهم ،يقرؤون القرآن ،لايجاوز حناجرهم ،يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ،أينما لقيتموهم فاقتلوهم ،فإن في قتلهم أجرا عند الله – لمن قتلهم – يوم القيامة " ،وقال : " يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق " ،وروي : " أولى الطائفتين بالحق " من معاوية وأصحابه .
واعلم أن قتال الخوارج المارقة : أهل النهروان – الذين قاتلهم : علي بن أبي طالب – كان قتالهم مما أمر الله به ورسوله ،وكان علي محمودا مأجورا على قتاله إياهم بخلاف قتال الفتنة ،فإن النص فيها قد دل على أن ترك القتال فيها كان أفضل ؛لقوله صلى الله عليه وسلم : " ستكون فتنة : القاعد فيها خير من القائم ،والقائم فيها خير من الماشي ،والماشي خير من الساعي " ،ومثل قوله لمحمد بن مسلمة : " هذا لاتضره الفتنة " ؛فاعتزل محمد بن مسلمة الفتنة ،وهو من خيار الأنصار ،فلم يقاتل مع هؤلاء ولا مع هؤلاء ،وكذلك أكثر السابقين لم يقاتلوا ،بل مثل سعد بن أبي وقاص ،ومثل أسامة بن زيد ،وعبدالله بن عمر ،وعمران بن حصين ،ولم يكن في العسكرين بعد علي أفضل من سعد بن أبي وقاص ،ولم يقاتل ،وزيد بن ثابت ،ولاأبو هريرة ،ولاأبو بكرة ،ولاغيرهما من أعيان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأهبان بن صيفي : " خذ هذا السيف ،فقاتل به المشركين ،فإذا اقتتل المسلمون فاكسره " ،ففعل ذلك ،ولم يقاتل في الفتنة ،وفي الصحيحين : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر ؛يفر بدينه من الفتن " ،وفي الصحيح : عن أسامة ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إني لأرى الفتنة تقع خلال بيوتكم كمواقع القطر " .
والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة في إخباره بما سيكون في الفتنة بين أمته ،وأمره بترك القتال في الفتنة ،وأن الإمساك عن الدخول فيها خير من القتال .
وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قال : " سألت ربي لأمتي ثلاثا ،فأعطاني اثنين ،ومنعني واحدا : سألته أن لايسلط عليهم عدوا من غيرهم ؛فأعطانيها ،وسألته أن لايهلكهم بسنة بعامة ؛فأعطانيها ،سألته أن لا يجعل بأسهم بينهم ؛فمنعنيها " 
وكان هذا من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم ،وفضائل هذه الأمة ؛إذ كانت النشأة الإنسانية لابد فيها من تفرق واختلاف وسفك دماء ،كما قالت الملائكة : " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " ،ولما كانت هذه الأمة أفضل الأمم ،وآخر الأمم : عصمها الله أن تجتمع على ضلالة ،وأن يسلَّط عدو عليها كلها كما سلط على بني إسرائيل ،بل إن غُلب طائفة منها كان فيها طائفة قائمة ظاهرة بأمر الله إلى يوم القيامة ،وأخبر أنه : " لاتزال فيها طائفة ظاهرة على الحق ،حتى يأتي أمر الله " ،وجعل مايستلزم من نشأة الإنسانية من التفرق والقتال : هو لبعضها مع بعض ،ليس بتسليط غيرهم على جميعهم ،كما سلط على بني إسرائيل عدوا قهرهم كلهم ،فهذه الأمة – ولله الحمد – لاتقهر كلها ،بل لابد فيها من طائفة ظاهرة على الحق ،منصورة إلى قيام الساعة إن شاء الله – تعالى – .
والله أعلم .

===============

===============


مقتل الحسين رضي الله عنه

 للشيخ عثمان الخميس


كثر الكلام حول مقتل الشهيد السعيد السيد السبط الحسين بن علي (عليه السلام) فطلب مني بعض الأخوان 


أن أذكر القصة الصحيحة التي أثبتها الثقات من أهل العلم ودونوها في كتبهم فأجبتهم ما يلي:


كثر الكلام حول مقتل الشهيد السعيد السيد السبط الحسين بن علي (عليه السلام) فطلب مني بعض الأخوان أن أذكر القصة الصحيحة التي أثبتها الثقات من أهل العلم ودونوها في كتبهم فأجبتهم ما يلي:

بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع ليزيد بن معاوية وذلك سنة 60 هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيد ولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر إنهم لا يريدون إلا علياً وأولاده وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب. عند ذلك أرسل الحسين (عليه السلام) ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين فبايعه الناس على بيعة الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة ولما بلغ الأمر يزيد بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيدالله بن زياد والي البصرة ليعالج هذه القضية ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين (عليه السلام) فدخل عبيدالله بن زياد إلى الكوفة وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة. فأرسل إلى هانئ بن عروة وسأله عن مسلم بعد أن بيّن له أنه قد علم بكل شيء، قال هانئ بن عروة قولته المشهورة التي تدل على شجاعته وحسن جواره: والله لو كان تحت قدمي هاتين ما رفعتها فضربه عبيدالله بن زياد وأمر بحبسه.


فلما بلغ الخبر مسلم بن عقيل خرج على عبيدالله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه وذلك في الظهيرة.



فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش من الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط. وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد.

فقبض عليه وأمر عبيد الله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن عبيدالله وهذا نص رسالته: ارجع بأهلك ولا يغرنك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي.
ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة وكان مسلم بن عقيل قد أرسل إلى الحسين (عليه السلام) أن أقدم فخرج الحسين من مكة يوم التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبي سعيد الخدري وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم فهذا أبو سعيد الخدري يقول له: يا أبا عبدالله إني لك ناصح وإني عليكم مشفق قد بلغني أن قد كاتبكم قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم فلا تخرج إليهم فإني سمعت أباك يقول في الكوفة: والله قد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني وما يكون منهم وفاء قط ومن فاز بهم بالسهم الأخيب والله ما لهم من نيات ولا عزم على أمر ولا صبر على سيف. وهذا ابن عمر يقول للحسين: إني محدثك حديثاً: إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا وإنك بضعة منه والله ما يليها أحد منكم أبدا وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم فأبى أن يرجع فاعتنقه وبكى وقال: استودعك الله من قتيل.

وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الرسول الذي أرسله مسلم فهمّ الحسين بالرجوع فامتنع أبناء مسلم وقالوا: لا ترجع حتى نأخذ بثأر أبينا فنزل الحسين على رأيهم.

وكان عبيدالله بن زياد قد أرسل كتيبة قوامها ألف رجل بقيادة الحر بن يزيد التميمي ليمنع الحسين من القدوم إلى الكوفة فالتقى الحر مع الحسين في القادسية. وحاول منع الحسين من التقدم فقال له الحسين: ابتعد عني ثكلتك أمك. فقال الحر: والله لو قالها غيرك من العرب لاقتصصت منه ومن أمه ولكن ماذا أقول لك وأمك سيدة نساء العالمين رضي الله عنها.
ولما تقدم الحسين إلى كربلاء وصلت بقية جيش عبيدالله بن زياد وهم أربعة آلاف بقيادة عمر بن سعد فقال الحسين: ما هذا المكان؟ فقالوا له: إنها كربلاء، فقال: كرب وبلاء.

ولما رأى الحسين هذا الجيش العظيم علم أن لا طاقة له بهم وقال: إني أخيّركم بين أمرين:

1- أن تدعوني أرجع.
2- أو تتركوني أذهب إلى يزيد في الشام.
فقال له عمر بن سعد: أرسل إلى يزيد وأرسل أنا إلى عبيد الله فلم يرسل الحسين إلى يزيد. وأرسل عمر إلى عبيد الله فأبى إلا أن يستأسر الحسين له. ولما بلغ الحسين ما قال عبيد الله بن زياد أبى أن يستأسر له، فكان القتال بين ثلاثة وسبعين مقاتلاً مقابل خمسة آلاف وكان قد انضم إلى الحسين من جيش الكوفة ثلاثون رجلاً على رأسهم الحر بن يزيد التميمي ولما عاب عليه قومه ذلك. قال: والله إني أخير نفسي بين الجنة والنار. ولاشك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد فقتل أصحاب الحسين (رضي الله عنه وعنهم) كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد ولكنها الكثرة وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنى لو غيره كفاه قتل الحسن حتى لا يبتلى بدمه رضي الله عنه حتى قام رجل خبيث يقال له شمّر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيداً سعيداً. ويقال أن شمّر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين وقيل سنان بن أنس النخعي والله أعلم.

وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشاً وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. وما ثبت يغني ولاشك أنها قصة محزنة مؤلمة ، وخاب وخسر من شارك في قتل الحسين ومن معه وباء بغضب من ربه وللشهيد السعيد ومن معه الرحمة والرضوان من الله ومنا الدعاء والترضي.

من قتل مع الحسين في الطف:
من أولاد علي بن أبي طالب: أبوبكر، محمد، عثمان، جعفر، العباس.
من أولاد الحسين: علي الأكبر، عبدالله.
من أولاد الحسن: أبو بكر، عبدالله، القاسم.
من أولاد عقيل: جعفر، عبدالله، عبد الرحمن، عبدالله بن مسلم بن عقيل.
من أولاد عبدالله بن جعفر: عون، محمد.

وأضف إليهم الحسين ومسلم بن عقيل (رضي الله عنهم أجمعين). عن أم سلمة قالت: كان جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم والحسين معي، فبكى الحسين فتركته فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فدنى من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل: أتحبه يا محمد؟ فقال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها فأراه إياها فإذا الأرض يقال لها كربلاء.. أخرجه أحمد في فضائل الصحابة بسند حسن. وأما ما روي من أن السماء صارت تمطر دماً وأن الجدر كان يكون عليها الدم أو ما يرفع حجر إلا ويوجد تحته دم أو ما يذبحون جزوراً إلا صار كله دماً فهذه كلها تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة.


حكم خروج الحسين:


لم يكن في خروج الحسين عليه السلام مصلحة لا في دين ولا دنيا ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه وهو قد هم بالرجوع لولا أولاد مسلم، بل بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتلوه مظلوماً شهيدا. وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده ولكنه أمر الله تبارك وتعالى وما قدر الله كان ولو لم يشأ الناس. وقتل الحسين ليس هو بأعظم من قتل الأنبياء وقد قدم رأس يحي عليه السلام مهراً لبغي، وقتل زكريا عليه السلام وكثير من الأنبياء قتلوا كما قال تعالى:" قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين".

وكذلك قتل عمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.

كيف نتعامل مع هذا الحدث:


لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس منا لطم الخدود وشق الجيوب.. أخرجه البخاري. وقال: أنا بريء من الصالقة[1] والحالقة والشاقة.. أخرجه مسلم. وقال: إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب وسربالاً من قطران.. أخرجه مسلم.

والواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذه المصائب أن يقول كما أمره الله تعالى:" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون".
وما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمداً أو ابنه جعفراً أو موسى بن جعفر رضي الله عنهم ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى لأنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم،،،،،، إن التشبه بالكرام فلاح

موقف يزيد من قتل الحسين:


لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين ولا نقول هذا دفاعاً عن يزيد ولكن دفاعاً عن الحق فيزيد لا يهمنا من قريب ولا بعيد:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره ولم يسبِ لهم حريماً، بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول: إنه أهين نساء آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأهن هناك، هذا كلام باطل، بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبدالله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر وأمر الحجاج أن يعتزلها وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط. انتهى

رأس الحسين:


لم يثبت أن رأس الحسين أرسل إلى يزيد بالشام بل الصحيح أن الحسين قتل في كربلاء ورأسه أخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة، ولا يعلم قبر الحسين ولا يعلم مكان رأسه عليه السلام.

والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق