الأربعاء، 20 مايو 2015

رئيس المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الأحوازي عارف الكعبي: إيران دولة عنصرية تسعى لإحياء ملك كسرى الفرس والصراع معها شبيه بالصراع العربي الصهيوني

رئيس المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الأحوازي عارف الكعبي: إيران دولة عنصرية تسعى لإحياء ملك كسرى الفرس والصراع معها شبيه بالصراع العربي الصهيوني

تونس – السفير الدولي
هي قضيّة حساسة وخطيرة ولا تقل خطورة على القضية الفلسطينيّة، الجلاد فيها هذه المرة هي الدولة “الشيعية” الكبرى واللاعب الرئيسي الدولي والإقليمي بالمنطقة العربيّة إيران، أما الضحية فهم العرب من جديد. يحيث يرزح إقليم الأحواز العربي تحت الاحتلال الفارسي الإيراني منذ عقود. قضية تجاهلتها الأنظمة العربية وتناستها الشعوب والمنظمات والهيئات الدولية وغيبتها القنوات الإعلامية الدولية والعربية. ولأن هذه القضية عادلة ومهمة للغاية ومصيرية لكل مواطن عربي اليوم يغار على عروبته وإسلامه، ولأن القضية الأحوازية أصبحت أشبه بلغز عند المواطن العربي، ارتأت جريدة السفير التونسيّة فتح الملف والتذكير به من جديد في غطار نصرة القضايا العادلة ومساندة الشعوب المحتلة في تقرير مصيرها والتعريف بمعاناتها. وفي هذا السياق كان لنا هذا الحوار المهم مع السيد عارف الكعبي اللاجئ العربي الأحوازي ورئيس المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الأحوازي.
حاوره: ظافر بالطيبي
1ـ بداية لو تعرف نفسك لقراء جريدة السفير التونسية؟
في البداية شكرا لصحيفة السفير على مبادراته بتعريف القارئ العربي بالأحواز و معاناة الشعب الأحوازي وهذا إن دل على شيء يدلّ على أنها جريدة مرموقة ومسؤولة. محاوركم عارف الكعبي رئيس المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الاحوازي و الذي يتّخذ من بروكسل مقرا له.
2ـ المواطن العربي عموما لا يعلم الكثير عن قضية الأحواز العربية في إيران وحتى قد لا يسمع بمنطقة الأحواز، لو تعطينا لمحة من موقعكم عن الأحواز العربية وقضيتها وما تعانيه من انتهاكات متواصلة من قبل النظام الإيراني؟
بالنسبة لموقع اقليم الاحواز، فتقع الاحواز إلى الجنوب الشرقي من العراق وتشكل الشمال الشرقي للوطن العربي وتطل على رأس الخليج العربي وشط العرب من خلال حدودها الجنوبيه وهي محصورة بين خطي العرض 33.30 درجه شمال وخطي طول 51.48درجه شرقاً يحدها من الغرب محافظتا البصره وميسان العراقيتان ومن الشرق والشمال جبال البختياريه التي هي جزء من جبال زاكروس والتي تعتبر الحاجز الطبيعي الذي يفصل الاحواز عن ايران ويعتبرها منطقتين مختلفتلين تماما جيلوجياً وحياتياً..
مساحة الاحواز 324.000 الف كيلو متر مربع وقد استقطعت ايران عام 1936 اكثر من احد عشر الف كيلومتر مربع الجزء الجنوبي وضمته الى محافظة فارس عشرة الاف كيلو متر مربع من الجزء الشرقي استقطع وضم الى محافظة اصفهان خمسة الاف كيلو متر مربع من الجزء الشمالي استقطع وضم الى محافظة لورستان وطلية هذا العقود التسع ضمت اجزاء كبيره من مساحات واراضي اقليم الاحواز الى المحافظات الفارسيه
اما عن معاناة الأحوازيين، فمأساة الاحواز بدأت منذ الاحتلال الإيرانى عام 1925 واعتدائه على المنطقة، وما وقع بصورة غير مشروعة خلافاً لقواعد القانون الدولي التي كانت سارية فى ذلك الحين
مثلا إنشاء مشاريع وهمية، بحجة مشاريع وطنيّة فارسية و ذلك من اجل سلب المزيد من الأراضي وتكريس الاحتلال والتمييز العنصري بعد احتلال الاحواز بين العرب وهم السكان الأصليين، وبين الفرس المهاجرين ،بناء المستوطنات الفارسيّة على الاراضي العربية في الاحواز، وسلب الأراضي من اهلها ومنحها للمستوطنين. ونهب كافة الثروات من النفط والغاز الطبيعي وثروات طبيعيّة أخرى، ولم يحصل الشعب العربي الأحوازي على أي شيء من عائداتها.
تغير مجاري المياه الأحوازية إلى المناطق الفارسيّة الأمر الذي أدى إلى قطع أرزاق المواطنين العرب و إجبارهم الى ترك مدنهم و ذهابهم على المدن في العمق الإيراني من أجل البحث عن لقمة العيش
المخطط الذي صدر من قبل مدير مكتب الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي عبر محاولة توطين 5 ملايين إيراني في الأحواز للقضاء على عروبتها وطمس قضيتها و هويتها العربية.
لقد تجاوزت الدولة الفارسيّة كلّ القوانين الدولية باحتلالها للأحواز وإضعاف سيادتها الداخليّة والخارجيّة تدريجيّا إلى أن اجتاح الجيش الفارسيّ الأحواز وقام باعتقال أميرها الشيخ خزعل الكعبي عام 1925 وإعدامه عام 1936، ومن ثمّ إعلان هذا الإقليم العربيّ تابعا لإيران. ورغم المقاومة واستنفاذ أساليب عديدة للنضال لم يستطع الأحوازيّون تحرير أراضيهم كما الحال بالنسبة إلى الفلسطينيّين نظرا إلى ظروف وعوامل عدّة من بينها غياب القضية الأحوازيّة في الإعلام العربي
3ـ بماذا تفسرون التجاهل العربي والدولي لقضية الأحواز هل يعود لضغوطات إيرانية شيعية أم تعتقد أن هناك تقصير في التعريف بقضية الأحواز العربية وإثارتها؟
االموقف العربي على المستوى الشعبي كان و مازال داعما و مؤيدا للقضية الاحوازية اما الموقف العربي الرسمي كان مؤيدا ايضا في عقدي الخمسينات والستينات ،مثلا في عام 1964 أدرجت قضية عرب الأحواز على جدول أعمال القمة العربية الأولى المنعقد في القاهرة، وكانت مواقف القادة العرب انذلك واضحة وداعمة للاحواز، فكان من ضمن قرارات القمة إدراج قضية الشعب العربي الأحوازي في المناهج الدراسية العربية،
إلا أنه مع مرور الزمن تغيرت المواقف للأسف الشديد غيبت القضية الاحوازية سياسياً وإعلامياً على الصعيدين العربي والدولي و ذلك بسبب التقارب الكبير بين شاه إيران و الإدارة الأمريكية و الدور الذي أعطته الإدارة الأمريكية لإيران آنذك بلعب دور شرطي المنطقة واشغال العرب بحروبهم مع اسرائيل.
4ـ لاحظنا مؤخرا بدء حراك أوضح لاسيما على المستوى الإعلامي والحقوقي لقضية الأحواز ماهو السبب في نظركم؟هل هو تزايد في عمليات الانتهاكات الإيرانية أم هو من تداعيات الأحداث التي جدّت في المنطقة العربية مؤخرا خاصة بعد عاصفة الحزم ضد الحوثيين في اليمن؟
ايران دولة عنصرية و تميل الى بسط نفوذها في العالم العربي و لا سيما في الجزيرة العربية و ما يحدث الآن في اليمن و سوريا و لبنان والعراق قد تم التخطيط له منذ مجيء الخميني لسدة الحكم في إيران عام 1979 و ليس وليدة اليوم ، لكن و للأسف الشديد دول الخليج ولا سيما المملكة العربية السعودية تحركت متأخرة لكن كان تحركا في محله في كل من البحرين و اليمن وذلك من اجل انقاذ الجزيرة من سرطان التمدد الصفوي لكن من وجهة نظرنا نحن الأحوازيون أن الحل السليم و القاتل للتمدد الايراني في العالم العربي و لا سيما في الجزيرة العربية يكمن في دعم الثورة في الاحواز لان الاحواز هي الحد الفاصل بين الدولة الفارسية و العالم العربي وأما عن الاهتمام الإعلامي و الحقوقي من قبل بعض الاعلام العربي وبالتحديد الخليجي و لا سيما الرسمي منه مثلا القناة الأولي السعودية وهي قناة رسمية، أعتقد ان مراكز صناعة القرار في دول مجلس التعاون الست يعرفون جيدا أهمية الأحواز جيوسياسيا ودورها الإقليمي لكبح جماح التغلغل الفارسي في الخليج و العراق و الشام.
ورأت دول مجلس التعاون الخليجي أن الوقت قد حان للوقوف مع القضية الإنسانية و الإسلامية والعربية ، القضية الأحوازية وذلك من أجل وقف الانتهاكات الإيرانية بحقهم ووضع حد للتمييز العنصري ضدهم الذي مورس و مازالت تمارسه إيران بحقهم بسبب عروبتهم . والجميع يعرف ما هو الكره و الحقد الدفين لدى القادة والحرس الثوري الإيراني وكثير من الساسة والمثقفين وحتى الشعراء الإيرانيين للعرب و العروبة.
5ـ هل تعتقد أن الوازع الديني المذهبي الشيعي خاصة هو العامل الرئيسي في ما يحصل للأحوازيين من انتهاكات مستمرة أم أنّ القضية هي قضية
سياسيّة بامتياز؟ وهل العامل الطائفي يشكل لاعبا أساسيا في القضية؟

لا اعتقد ذلك، ما يحصل في الاحواز هو صراع عربي- فارسيّ و بامتياز شبيه ما حصل و يحصل في الشكل و المضمون للصراع العربيّ- الصهيونيّ، في فلسطين فالعداء الفارسي للعرب -كما العداء الصهيونيّ- موجّه أساسا نحو ضرب العرب و العروبة في الصميم. ولعلّ الممارسات التعسفيّة والانتهاكات التي ذكرناها سلفا في الاحواز، تُبيّن لنا بشكل واضح شدّة هذا العداء الفارسي ذي النزعة القومية الفارسية ضدّ كلّ ما هو عربيّ، باعتباره استمرارا لصراع شعبين ينتميان تاريخيّا لحضارتين مختلفتين
ثانيا القيادة الشوفينية في ايران لا دين و لا مذهب لها و ما يهمها هو اعادة امجاد كسرى الذي دفن على يد العرب والمسلمين و كل ما تقوله ايران الصفوية بانها دولة شيعية و تدافع عن الطائفة الشيعية في الأوطان العربية عاري عن الصحة و لا أساس له أصلا هي تستغل المذهب الشيعي لأهداف سياسية و توسعية على حساب القومية العربية.
ساعطيك مثلا حيا في شمال إيران، الجميع يعرف عن اقليم غرة باغ، حصدت الحرب بين أرمينيا المسيحية وأذربيجان الشيعية بسبب إقليم ناغورني قره باغ، التي امتدت طوال الفترة من 1992 حتى 1994 حوالي اربعين ألف شخص، وتسببت في تشريد حوالي مليون من الشيعة الذريين. ولا تزال الدولتان حتى الآن في حالة حرب رغم قرار وقف إطلاق النار لكن إيران كانت و لا تزال تساند ارمنيا في هذا الصراع لأسباب جيوسياسة بحته و ذلك بسبب موقع اقليم قرة باغ والذي يقع في شمال إيران وجنوب أرمنيا و غرب اذربايجان و شرق تركيا. و اذا انتصرت اذربيجان في هذه الحرب و ضمت اقليم غرة باغ لها ذلك يعني أصبح بين اذربيجان الشيعية الناطقة باللغة التركية و تركية السنية حدود برية و هذا ما لا تريده إيران أن يحدث لهذا تخلت عن الدولة الشيعية الأذرية من أجل الأمن القومي الفارسي.. و هذا إن دل يدل على أن الأمن القومي الفارسي الايراني أهم بكثير من الدين والمذهب لدى الفرس و إيران لا يهمها شيعة العالم بقدر ما يهمها إعادة امبراطورتها و أمجاد كسرى الذي انهزم على يد العرب لهذا اتمنى على العرب الشيعة أن يكون ولاؤهم للوطن قبل الدين أو الطائفة.
6ـ باعتباركم أعرف وأقرب العرب بإيران والنظام الإيراني، هل تعتقدون أنّ النظام الإيراني هو نظام صفوي طائفي فعلا أم أن هناك ديمقراطية وشورى وهامشا من الحرية لاسيما مع الإصلاحيين الجدد في إيران؟ وهل لكم أن تحدثونا عما يسمى بالمشروع الإيراني في المنطقة بعد أن بدأ هذا المصطلح يطفو على الساحة العربية والعالمية مؤخرا؟
فلسفة نظام الحكم في إيران من مشروعيةٍ سياسية دينية اجتماعية، عبر مرحلة لدور رجال الدين الصفويين اصحاب نظرية ولاية الفقيه المطلق في الحياة السياسية وتوجيه المجتمع، ومن ثم حكمه عبر هذه النظرية المبنية على أساس دور الإمام المعصوم عند الشيعة و الذي يعتبر إمام زمانه ومعصوما من قبل ربه ولا يخطئ على الاطلاق.
وتشمل اختصاصات الولي الفقيه و الذي هو وحده من يحدد مصير الشعب و الدولة جميع مجالات الحياة السياسية و الاقتصادية و الدينية التي كان الامام المعصوم يتبعها حسب المذهب الشيعي الاثني عشري ، ويقول في هذا السدد الخميني : إذ نهض بأمر تشكيل الحكومة فقيه عالم عادل، و هو هنا يقصد نفسه و من يخلفه في الحكم أمثال خامنائي، فإنه يلي من أمر المجتمع ما كان يليه النبي صلى الله عليه وسلم، ووجب على الناس أن يسمعوا له ويطيعوا، إذاً تاسس نظام الحكم في إيران على اساس هذه النظرية ، وعلى هذا الأساس ووفق هذه النظرية تم تشكيل البنية المؤسسية لنظام الحكم والتي تقسم مجالس وهيئات متعددة لكلٍ منها دورٌ مرسوم في إطار ولاية الفقيه والتي تمهد لظهور المهدي المنتظر حسب المنطق الصفوي الحالكم في إيران. و شروط الظهور وفق الرؤية الصفوية هي أن تعم العالم فوضى وقتل و تشريد حتى تتهيأ للامام الغائب شروط الظهور و ما يجري من قتل و تشريد في العالم العربي علي يد الحرس الثوري الإيراني و اضرعته في المنطقة هو مجرد تمهيد لظهور المهدي حسب الرؤية الصفوية..
و هذا يوحي لنا نحن العرب بان الظهور سيكون ضدنا جميعا من شيعة و سنة اما الدول غير العربية ليس معنية فيه، لان جيران ايران الصفوية غير العرب مثل باكستان و افغانستان و طاجيكستان وأذربيجان وأرمنيا وتركية, هؤلاء لا يشملهم الظهور لهذا السبب ايران لا تتدخل في شؤنهم و حصرت التدخل في الدول العربية فقط حسب الرؤية الصفوية.
7ـ ختاما هل يمكن أن تحدثونا عن أمثلة ونماذج للانتهاكات الإيرانية في منطقة الأحواز العربية؟ وماهي الكلمة التي تريدون التوجه بها للشعوب العربية عموما والشعب التونسي على وجه الخصوص في علاقة بإيران والشيعة وقضية الأحواز العربية؟
مارست الانظمة الايرانية المتعاقبة على سدة الحكم في إيران منذ احتلال الاحواز عام 1925 حتى يومنا هذا على شعب الأحواز كافّة أشكال الاضطهاد القوميّ، فانتهكوا الحرمات وصادروا الحقوق وأعدموا الثوار والمثقفين وحاولوا طمس هويّة الأحوازيّين العربيّة عبر سياسة التفريس ومنع التكلّم باللغة العربية. كما استغلّوا ثروات المنطقة النفطيّة وحرموا المزارعين من أراضيهم واقتطعوا أجزاء من الإقليم ضمّوها إلى بعض المحافظات الإيرانية و منعوا حتى ارتدء الزي العربي في الشوارع ناهيك عن التكلم باللغة العربية في الدوار.
إنني أطالب الشعوب العربية والإسلامية، والشعوب الحرة المحبَّة للحق والعدل، وكافة مؤسسات المجتمع المدني في العالم أجمع، بإعادة تفعيل وإنشاء المزيد من لجان مناصرة الشعب الأحوازي على غرار الشعب الفلسطيني الشقيق، والشعوب التي تعاني من بطش الاحتلال، ودعم هذه اللجان ماديًّا ومعنويًّا؛ حتى تستطيع أن تؤدي دورها في الوقوف مع هؤلاء المستضعفين.
وعبر جريدة السفير الموقرة اناشد اشقائنا العرب ولا سيما ابناء تونس الخضراء الاشاوس وقواها الفاعلة بالدعم الثقافي والإعلامي و السياسي لأشقائهم الاحوازيين، وإقامة المهرجانات والمؤتمرات والندوات، لكشف حقيقة ما يجري من تنكيل و اجرام فارسي صفوي ضد الشعب العربي الاحوازي المرابط في ارض الاحواز العربية. و نذكر اهلنا في تونس بقصيدة الشاعرالعملاق العربي التونسي ابوالقاسم الشابي حينما قال:
إذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة *** فلا بـــد أن يستجيب القــدر
ولا بـــد لليــــل أن ينجلـــي *** ولابـــــد للقيـــــد أن ينكســـــر
فاذا تآزر الشعب العربي ستتحرر الاراضي العربية جميعها من الاحتلالين الصفوي للأحواز و الصهيوني لفلسطين، فاليوم الحرب في الأحواز اصبحت حربا عربيّة فارسيّة بامتياز وأصبح الشعب العربي كافة معنيّا بها.
لجريدة السفير و لإدارتها فائق الاحترام والتقدير وهذا ليس غريبا على أبناء الأمة و لاسيما أبناء تونس العروبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق