السبت، 23 مايو 2015

تعريف في الوهابية الاباضية الرستمية الخوارج

الوهابية  الرستمية هم الاباضية الخوارج  تاريخيا

من افتراء أعداء السنة على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب أنهم حاولوا أن يلبسوها 

ثوب الوهابية الرستمية الخارجية التي ظهرت في شمال إفريقيا

الوهابية الرستمية فرقة خارجية أباضية أنشأها عبدالوهاب رستم وعرف عنه تعطيل الشرائع الإسلامية وإلغى الحج ت عام 197هـ
ولاعلاقة لها بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب


الوهابية الرستمية الخارجية و دعوة محمد عبد الوهاب افتراضي
الفرق بين الوهابية الرستمية الخارجية و دعوة محمد عبد الوهاب السلفية للشيخ عبد الحميد العربي الجزائري
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

[يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ].
[يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا].
[يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا].

أما بعد:

فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وخيرَ الهدْي هدىُ محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة.
إنّ أهل المآرب الفاسدة من رؤوس التصوّف في شمال إفريقيا -أعاذنا الله من شرهم- انطلقوا في محاربة مُصلحٍ وعالم من علماء المسلمين المعاصرين وهو الإمام العلاّّمة محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي الحنبلي السلفي انطلاقا من محطة تاريخة مظلمة لا تمت بصلة إلى منهجه النقي، هذه المحطة هي الوهابية الرستمية الخارجية التي ظهرت في شمال إفريقيا، ثم أرادوا بحيلهم الماكرة، أو بجهل المطبق بالتاريخ أن يلبسوها دعوة محمد بن عبد الوهاب السنية النقية التي تسير على منهج الصحابة الكرام والأئمة الأربعة الأخيار، تحقيقا للمشروع الصليبي الفتكاني الذي كان يتخوّف من أن تجتمع كلمة المسلمين في شمال إفريقيا على منهج الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح، وهكذا يصنع الأعداء وأعوانهم من أهل البدع والفُرقة حين يفلسون في باب الحجة، ولابأس أن أطلع القرّاء الكرام على جزء من هذه الحقيقة الغائبة عن كثير من المسلمين ليعلموا أن الذين يجاهرون بعداوة العلامة محمد بن عبد الوهاب التميمي، ويحذرون من دعوته النقية، إما شيعة روافض أنجاس، بسبب العلاقة السيئة التي كانت بين الوهابية الرستمية الخارجية البدعية، والعبديين الروافض الضلال، وإما صوفية مدلسون جهال بالتاريخ، لا يعرفون علم الوفيات، ولا يفرقون بين مَن ولد في سنة 1115 هجرية وتوفي في سنة1206هـ، وبين من توفي سنة 211هـ.
وقد اعتبر العلاّمة عبد العزيز بن باز رحمه الله في جزئه (الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته) (ص: 27-28) خصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب ثلاثة أصناف:

1= (علماء مخرفون، يريدون الحق باطلا والباطل حقا، ويعتقدون أن البِناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، ودعاءها، والاستغاثة بها من دين الله، ويعتقدون أن من أنكر ذلك فقد أبغض الصالحين، وأبغض الأولياء، وهو عدو يجب جهاده.

2= وقسم آخر من المنسوبين للعلم، جهلوا حقيقة هذا الرجل، ولم يعرفوا عنه الحق الذي دعا إليه، بل قلدوا غيرهم، وصدَّقوا ما قيل فيه من الخرافيين المضللين، وظنوا أنهم على هدى فيما نسبوه إليه من بغض الأولياء والأنبياء، ومن معاداتهم، وإنكار كراماتهم، فذموا الشيخ، وعابوا دعوته ونفروا عنه.

3= وقسم آخر: خافوا على المناصب والمراتب، فعادوه لئلا تمد أيدي أنصار الدعوة الإسلامية إليهم، فتنزلهم عن مراكزهم، وتستولي على بلادهم)اهـ.

ودونك أيها القارئ الكريم بإيجاز شديد بعض الفقرات التاريخية التي تعلق بها بعض المعاصرين المدلسين من الصوفية الضلال للنيل من دعوة المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي الحنبلي النجدي، ومن أراد أن يتوسع في معرفة الحقيقة فعليه بكتاب الدكتور محمد بن سعد الشويعر المسمى (تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية)، فإنه أجاد وأفاد في تصحيح الخطأ، وأتقن في ردّ أباطيل المدلسين، والمزورين للحقائق، وقبل أن أشرع في سرد فقرات المدلسين أعرج بكلمات مختصرة للتعريف بمؤسس دولة الوهابيين الرستمية في شمال إفريقيا.

لقد انتشرت فرقة في شمال إفريقيا في حدود القرن الثاني، أطلق عليها فرقة الوهابية، وهي فرقة متفرعة عن الوهبيّة؛ الفرقة الأباضية الخارجية، نسبة إلى مؤسسها عبد الله بن وهب الراسبي، وكان بعضهم يطلق عليها بالراسبية.

جاء في كتاب المغرب الكبير (2/551-557 ط/ دار النهضة العربية بيروت) للدكتور السيد عبد العزيز سالم أن عبد الرحمن بن رستم الفارسي الأصل الذي أسس الدولة الرستمية في مدينة تاهرت، عندما أحس بدنو أجله في سنة (171 هـ) أوصى بالأمر لسبعة من خيرة رجال الدولة الرستمية، ومن بينهم ابنه عبد الوهاب، ويزيد بن فنديك، وقد بُويع عبدُ الوهاب من بين السبعة، مما ترتب عليه نشوء خلاف بينه وبين يزيد بن فندك، أدّى إلى انقسام الأباضية التي هي مذهب ابن رستم ومن معه إلى فرقتين: الوهابية؛ نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، والنكارية، ودارت بين الطائفتين الخارجيتين الضالتين معارك عاد ريعها في الأخير للوهابية.
وقد ذكر الزركلي في الأعلام (4/333) أن مؤسس الدولة الوهابية الأباضية المذهب كان شجاعا يباشر الحروب بنفسه إلى أن توفي في سنة (190 هـ).

ومن خلال المراجع التاريخة التي أرخت لدولة الرستميين نجد أن الوهابيين قد جعلوا تاهرت مركزا فكريا لمقارعة مخالفيهم من أهل الحق كانوا أو من اهل الباطل، فقد فُتِح باب الجدل مع علماء السنة على مسرعيه، ثم مع العبديين الذين كان بينهم وبين الوهابيين الرستومين عداء شديد لا يكاد يوصف، ولهذا حين قامت الدولة الفاطمية في القرن الثالث الهجري، فأول ما قام به عبد الله الشيعي الرافضي أن سعى بجد للقضاء على الرستميين في سنة (296 هـ)، وذلك أخذا للثأر وتنفيسا للصدر.

إنّ أعداء الإسلام، والراغبين في الفرقة، وإيقاء الضغينة بين المسلمين في شمال إفريقيا قد وجدوا في الوهابية الرستمية الخارجية ثوبا جاهزا، فألبسوه دعوة محمد بن عبد الوهاب السنية لتنفير المسلمين عنها، وبث العداوات بينهم، خدمة للاستعمار الفرنسي الذي ضاق ضرعا من دعوة المصلحين الجزائرين بقيادة عبد الحميد بن باديس رحمه الله؛ لأنهما دعوتان قامتا على الكتاب والسنة ومحاربة البدعة والطروقية المنحرفة عن الصراط.

1= جاء في المعيار المعرب في فتاوى أهل المغرب (11/168) لأحمد بن محمد الونشريسي (م914 هـ بفاس): (سئل اللخمي: عن أهل بلدٍ بَنَى الوهابيون مسجدا، ما حكم الصلاة فيه؟
فأجاب: هذه فرقةٌ خارجيةٌ ضالةٌ كافرةٌ، قطع الله دابرها من الأرض، يجب هدم المسجد، وإبعادهم عن ديار المسلمين).

قلت: واللخمي وهو علي بن محمد من فقهاء الأندلس توفي سنة (478 هـ) بصفاقص.
قال الدكتور الشويعر في جزئه (ص13) وهو يناقش بعض المغاربة الذين عادوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي انطلاقا من هذه الفقرة التاريخية، ومن فتوى العلاّمة اللخمي:

(هل يمكن أن يفتي عالم -اللخمي- على معتقد لم يوجد صاحبه الذي ينسب المعتقد إليه، أو الحكم على ملّة من الملل لم تظهر بعد؟ .. [ثم قال]: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب عندما أفتى اللّخمي وغيره من العلماء المالكية في الأندلس، وفي الشمال الإفريقي، كان أكثر من اثنين وعشرين من أجداده لم يولدوا بعد، باعتبار أن المتوسط لكل قرن ثلاثة جدود، كما أن بين وفاة عبد الوهاب بن رستم ووفاة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ما يقرب من واحد وثلاثين جدا، وعلماؤكم وعلماء الأندلس لا يعلمون الغيب، وننزهم عن الكهنة والسحر، وعن القول في أمر لا يعلمونه، يقول سبحانه: [قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ]، [النمل 65]. [ثم قال بارك الله فيه]: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولد 1115 هـ، ومات سنة1206 هـ، وبينه وبين أحمد الونشريسي الذي ألّف كتاب المعيار، ونقل الفتوى عن اللخمي –كما مر بنا- مئتان واثنتان وتسعون سنة (292) وِفق تاريخ الوفاة، كما أن بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبين اللّخمي وهوصاحب الفتوى سبعمائة وثمانية وعشرون عاما (728)، وِفق تاريخ الوفاة.... ويقاس على هذا كل من أفتى من علماء الأندلس وشمال إفريقيا عن تلك الوهابية).

جاء في كتاب "الفرق الإسلامية في شمال إفريقيا" الذي ألفه الفرنسي ألفرد بل، وترجمه إلى اللغة العربية عبد الرحمن بدوي (ص140-152): (الوهبية أو الوهابية: فرقة خارجية أباضية أنشأها عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الأباضيّ، وسميت باسمه وهابية، الذي عطل الشرائع الإسلامية، وألغى الحج، وحصل بينه وبين معارضه حروب....[إلى أن قال] المتوفى عام 197 هـ، بمدينة تاهرت بالشمال الإفريقي... وكانوا يكرهون الشيعة قد كراهيتهم لأهل السنة).

قال الدكتور الشويعر في كتابه السابق: (هذه هي الوهابية التي فرقت بين المسلمين، وصدرت بشأنها فتاوى من علماء وفقهاء الأندلس وشمال إفريقيا، كما تجدون في كتب العقائد.....، أما دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي ناصرها الإمام محمد بن سعود رحمهما الله السلفية الصحيحة، فهي ضد الخوارج وأعمالهم، لأنها قامت على كتاب الله، وما صح من سنة رسول الله ×، ونبذ ما يخالفهما، وهم من أهل السنة والجماعة).

وقد ذكر الدكتور بارك الله فيه في كتابه "تصحيح خطأ تاريخي" أسماء العلماء والملوك في المغرب العربي الذين اطلعوا بعلم وإنصاف على دعوة محمد بن عبد الوهاب السنية، واقتنعوا بما جاءت به من حقٍّ ولذا ناصروها وذبوا عن حياضها، وللفائد أضيف موقفين لعالمين من علماء الجزائر لم يتطرق لهما الدكتور في جزئه تأكيدا لصنيعه.

قال الشيخ العلامة مبارك بن محمد الميلي، أمين عام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين المتوفى في سنة (1364 هـ) في كتابه العظيم الشرك ومظاهره (ص 38 ط/ دار الراية): (...وبعد تمام التأليف، وقبل الشروع في الطبع، وصلت هدية من جُدة، من الأخ في الله السيد محمد نصيف، تشتمل على كتاب "فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد" لابن عبد الوهاب، فعلّقت منه فوائد ألحقتها بموضعها معزوة إليه، ولو اطلعت عليه قبل كتابة الرسالة؛ لخفف عليّ من عناء ابتكار العناوين وتنسيقها)اهـ.

فهل يتصور عاقل وخبير بمنهج جمعية علماء المسلمين الجزائريين أن الشيخ مبارك الميلي السّني يشيد بكاتب، وينقل منه فوائد يظمها إلى كتابه وصاحبُه ضال خارجي؟.
وسئل الشيخ عبد الحميد بن باديس عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقال كما في آثاره (5/32): (لم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد، فإنّ أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سُنِّيين سلفيِّين).

وأنصح طلبة العلم ورواد المعرفة بقراءة ما كتب صاحب المعالي الفقيه سيدي محمد الحجوي وزير المعارف بالمغرب الأقصى في مجلة الصراط السوي العدد الثالث الصادر يوم الإثنين في قسنطينة 25 سبتمر 1933 التي تصدرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تحت إشراف الشيخ عبد الحميد بن باديس، تحت عنوان "الوهابيون سنيون حنابلة"، ومعه وجوبا "إيضاح وتعليق" على مقال صاحب المعالي كتبه محمد السعيد الزاهري الجزائري العضو الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائرين في العدد الخامس الصادر يوم الإثنين 16 أكتوبر سنة 1933 ميلادية.

إن دعوة محمد بن عبد الوهاب الحنبلي، ودعوة علماء المسلمين في الجزائر تصبّ في حوض واحد، فمن أراد أن يفرق بينهما فدونه خرط القتاد، ومن قرع الطنابيب ليحارب الوهبية فليحارب معتقد الخوارج وأجدادهم من الرستميين الفارسيين الذين يسعون في الجزائر فسادا إن كان شجاعا وذا إلمامة بالتاريخ، وما أظن رؤوس التصوف يفعلون هذا لأنهم لا يرون في الخوارج خطرا على منهجهم الباطل، ولهذا لا نجد لهم مقالات يحذرون فيها من الخوارج ومذهبهم الفاسد على بشاعة جرمهم في الجزائر، بل المتتبع للعشرية السوداء يعسر عليه أن يجد محطة مشرفة للصوفية في مقارعة الخوارج وأضرابهم من الأزارقة والله المستعان.
إن الخطة الإسترتجية التي هي عند رؤوس التصوف تجعلهم يسالمون الخوارج، ويسكتون على جرائمهم البشعة، وفي الوقت نفسه يعلنون حربا قذرة ملئها الكذب والتدليس على دعوة إصلاح طاهرة أحيا معالمها محمد بن عبد الوهاب الحنبلي التميمي، لأنها دعوة بنيت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأسست على تطهير الأرض من الشرك والبدع والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا كله يعري الصوفية من لباسها المزور ويكشفها للعقلاء على أن الصوفية دعوة مبنية على المنامات والخيالات والأكاذيب والأحاجي الباطلة، فكيف تصلح لأن تكون منهج حياة، وعمود دولة في عصر التحديات والعولمة.

إن دعوة محمد بن عبد الوهاب التميمي الحنبلي الإصلاحية السنية شهد لها بالخير المنصفون، وأثبتت وجودها بعون الله تعالى فكانت سببا في قيام دولة إسلامية تحكم بشريعة الله الغراء، وتقوم على نصرة قضايا المسلمين المصيرية، ذنبها الوحيد أنها دعت الناس إلى منهج الأنبياء المبني على التوحيد الخالص، وحذرت المسلمين من الشرك والبدع التي يتخبط فيها كثير من الناس، وطهرت الحرمين الشريفين من جميع مظاهر الوثانية التي خلّفتها الدولة العثمانية القبورية.

اللهم أرنا الحق حقا وزرقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه.

منقول للفائدة وكتبه : أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري 



احد كتب الاباضية 












=============

يحاول الاباضية ان ينسبوا الوهابية الاباضية 
الي حركة محمد بن عبدالوهاب
 فلا يوجد شيء اسمه وهابية انما اسم اتبدعه اعداء التوحيد



حتى نبين لمن لايعرف ماذا تعني كلمة وهابيه

بكتاب الدكتور محمد بن سعد الشويعر المسمى (تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية)، فإنه أجاد وأفاد في تصحيح الخطأ، وأتقن في ردّ أباطيل المدلسين، والمزورين للحقائق، وقبل أن أشرع في سرد فقرات المدلسين أعرج بكلمات مختصرة للتعريف بمؤسس دولة الوهابيين الرستمية في شمال إفريقيا.

لقد انتشرت فرقة في شمال إفريقيا في حدود القرن الثاني، أطلق عليها فرقة الوهابية، وهي فرقة متفرعة عن الوهبيّة؛ الفرقة الأباضية الخارجية، نسبة إلى مؤسسها عبد الله بن وهب الراسبي، وكان بعضهم يطلق عليها بالراسبية. 
جاء في كتاب المغرب الكبير (2/551-557 ط/ دار النهضة العربية بيروت) للدكتور السيد عبد العزيز سالم أن عبد الرحمن بن رستم الفارسي الأصل الذي أسس الدولة الرستمية في مدينة تاهرت، عندما أحس بدنو أجله في سنة (171 هـ) أوصى بالأمر لسبعة من خيرة رجال الدولة الرستمية، ومن بينهم ابنه عبد الوهاب، ويزيد بن فنديك، وقد بُويع عبدُ الوهاب من بين السبعة، مما ترتب عليه نشوء خلاف بينه وبين يزيد بن فندك، أدّى إلى
انقسام الأباضية التي هي مذهب ابن رستم ومن معه إلى فرقتين:

الوهابية؛ نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم،

والنكارية، ودارت بين الطائفتين الخارجيتين الضالتين معارك عاد ريعها في الأخير للوهابية.


وقد ذكر الزركلي في الأعلام (4/333) أن مؤسس الدولة الوهابية الأباضية المذهب كان شجاعا يباشر الحروب بنفسه إلى أن توفي في سنة (190 هـ).

ومن خلال المراجع التاريخة التي أرخت لدولة الرستميين نجد أنالوهابيين قد جعلوا تاهرت مركزا فكريا لمقارعة مخالفيهم من أهل الحق كانوا أو من اهل الباطل، فقد فُتِح باب الجدل مع علماء السنة على مسرعيه، ثم مع العبديين الذين كان بينهم وبين الوهابيين الرستومين عداء شديد لا يكاد يوصف، ولهذا حين قامت الدولة الفاطمية في القرن الثالث الهجري، فأول ما قام به عبد الله الشيعي الرافضي أن سعى بجد للقضاء على الرستميين في سنة (296 هـ)، وذلك أخذا للثأر وتنفيسا للصدر.

جاء في كتاب "الفرق الإسلامية في شمال إفريقيا" الذي ألفه الفرنسي ألفرد بل، وترجمه إلى اللغة العربية عبد الرحمن بدوي (ص140-152): (الوهبية أو الوهابية: فرقة خارجية أباضية أنشأها عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الأباضيّ، وسميت باسمه وهابية، الذي عطل الشرائع الإسلامية، وألغى الحج، وحصل بينه وبين معارضه حروب....[إلى أن قال] المتوفى عام 197 هـ، بمدينة تاهرت بالشمال الإفريقي... وكانوا يكرهون الشيعة قد كراهيتهم لأهل السنة).
قال الدكتور الشويعر في كتابه السابق: (هذه هي الوهابية التي فرقت بين المسلمين، وصدرت بشأنها فتاوى من علماء وفقهاء الأندلس وشمال إفريقيا، كما تجدون في كتب العقائد.....

، أما دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي ناصرها الإمام محمد بن سعود رحمهما الله السلفية الصحيحة، فهي ضد الخوارج وأعمالهم، لأنها قامت على كتاب الله، وما صح من سنة رسول الله ، ونبذ ما يخالفهما، وهم ــ محمد بن عبدالوهاب و محمد بن سعود رحمهما الله ـــ من أهل السنة والجماعة
).

إن الخطة الإستراتجية التي هي عند رؤوس التصوف تجعلهم يسالمون الخوارج، ويسكتون على جرائمهم البشعة، وفي الوقت نفسه يعلنون حربا قذرة ملئها الكذب والتدليس على دعوة إصلاح طاهرة أحيا معالمها محمد بن عبد الوهاب الحنبلي التميمي، لأنها دعوة بنيت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأسست على تطهير الأرض من الشرك والبدع والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا كله يعري الصوفية من لباسها المزور ويكشفها للعقلاء على أن الصوفية دعوة مبنية على المنامات والخيالات والأكاذيب والأحاجي الباطلة، فكيف تصلح لأن تكون منهج حياة، وعمود دولة في عصر التحديات والعولمة.

إن دعوة محمد بن عبد الوهاب التميمي الحنبلي الإصلاحية السنية شهد لها بالخير المنصفون، وأثبتت وجودها بعون الله تعالى فكانت سببا في قيام دولة إسلامية تحكم بشريعة الله الغراء، وتقوم على نصرة قضايا المسلمين المصيرية، ذنبها الوحيد أنها دعت الناس إلى منهج الأنبياء المبني على التوحيد الخالص، وحذرت المسلمين من الشرك والبدع التي يتخبط فيها كثير من الناس، وطهرت الحرمين الشريفين من جميع مظاهر الوثانية التي خلّفتها الدولة العثمانية القبورية.

===========


الوهابية : الفرق بين منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب والدولة الرستمية الوهابية





الشيخ عبدالحميد العربي الجزائري

الصوفية في شمال إفريقيا لا يفرقون بين الوهابية الرستومية الخارجية، وبين دعوة محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي السلفية الطاهرة - الشيخ عبدالحميد العربي

أضيف بتاريخ : 15 / 09 / 2009
  
الصوفية في شمال إفريقيا لا يفرقون بين الوهابية الرستومية الخارجية، وبين دعوة محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي السلفية الطاهرة.
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

[يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ].
[يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا].
[يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا].

أما بعد:

فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وخيرَ الهدْي هدىُ محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة.
إنّ أهل المآرب الفاسدة من رؤوس التصوّف في شمال إفريقيا -أعاذنا الله من شرهم- انطلقوا في محاربة مُصلحٍ وعالم من علماء المسلمين المعاصرين وهو الإمام العلاّّمة محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي الحنبلي السلفي انطلاقا من محطة تاريخة مظلمة لا تمت بصلة إلى منهجه النقي، هذه المحطة هي الوهابية الرستمية الخارجية التي ظهرت في شمال إفريقيا، ثم أرادوا بحيلهم الماكرة، أو بجهل المطبق بالتاريخ أن يلبسوها دعوة محمد بن عبد الوهاب السنية النقية التي تسير على منهج الصحابة الكرام والأئمة الأربعة الأخيار، تحقيقا للمشروع الصليبي الفتكاني الذي كان يتخوّف من أن تجتمع كلمة المسلمين في شمال إفريقيا على منهج الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح، وهكذا يصنع الأعداء وأعوانهم من أهل البدع والفُرقة حين يفلسون في باب الحجة، ولابأس أن أطلع القرّاء الكرام 
على جزء من هذه الحقيقة الغائبة عن كثير من المسلمين ليعلموا أن الذين يجاهرون بعداوة العلامة محمد بن عبد الوهاب التميمي، ويحذرون من دعوته النقية، إما شيعة روافض أنجاس، بسبب العلاقة السيئة التي كانت بين الوهابية الرستمية الخارجية البدعية، والعبديين الروافض الضلال، وإما صوفية مدلسون جهال بالتاريخ، لا يعرفون علم الوفيات، ولا يفرقون بين مَن ولد في سنة 1115 هجرية وتوفي في سنة1206هـ، وبين من توفي سنة 211هـ.

وقد اعتبر العلاّمة عبد العزيز بن باز رحمه الله في جزئه (الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته) (ص: 27-28) خصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب ثلاثة أصناف:

1= (علماء مخرفون، يريدون الحق باطلا والباطل حقا، ويعتقدون أن البِناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، ودعاءها، والاستغاثة بها من دين الله، ويعتقدون أن من أنكر ذلك فقد أبغض الصالحين، وأبغض الأولياء، وهو عدو يجب جهاده.
2= وقسم آخر من المنسوبين للعلم، جهلوا حقيقة هذا الرجل، ولم يعرفوا عنه الحق الذي دعا إليه، بل قلدوا غيرهم، وصدَّقوا ما قيل فيه من الخرافيين المضللين، وظنوا أنهم على هدى فيما نسبوه إليه من بغض الأولياء والأنبياء، ومن معاداتهم، وإنكار كراماتهم، فذموا الشيخ، وعابوا دعوته ونفروا عنه.
3= وقسم آخر: خافوا على المناصب والمراتب، فعادوه لئلا تمد أيدي أنصار الدعوة الإسلامية إليهم، فتنزلهم عن مراكزهم، وتستولي على بلادهم)اهـ.

ودونك أيها القارئ الكريم بإيجاز شديد بعض الفقرات التاريخية التي تعلق بها بعض المعاصرين المدلسين من الصوفية الضلال للنيل من دعوة المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي الحنبلي النجدي، ومن أراد أن يتوسع في معرفة الحقيقة فعليه بكتاب الدكتور محمد بن سعد الشويعر المسمى (تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية)، فإنه أجاد وأفاد في تصحيح الخطأ، وأتقن في ردّ أباطيل المدلسين، والمزورين للحقائق، وقبل أن أشرع في سرد فقرات المدلسين أعرج بكلمات مختصرة للتعريف بمؤسس دولة الوهابيين الرستمية في شمال إفريقيا.
لقد انتشرت فرقة في شمال إفريقيا في حدود القرن الثاني، أطلق عليها فرقة الوهابية، وهي فرقة متفرعة عن الوهبيّة؛ الفرقة الأباضية الخارجية، نسبة إلى مؤسسها عبد الله بن وهب الراسبي، وكان بعضهم يطلق عليها بالراسبية.
جاء في كتاب المغرب الكبير (2/551-557 ط/ دار النهضة العربية بيروت) للدكتور السيد عبد العزيز سالم أن عبد الرحمن بن رستم الفارسي الأصل الذي أسس الدولة الرستمية في مدينة تاهرت، عندما أحس بدنو أجله في سنة (171 هـ) أوصى بالأمر لسبعة من خيرة رجال الدولة الرستمية، ومن بينهم ابنه عبد الوهاب، ويزيد بن فنديك، وقد بُويع عبدُ الوهاب من بين السبعة، مما ترتب عليه نشوء خلاف بينه وبين يزيد بن فندك، أدّى إلى انقسام الأباضية التي هي مذهب ابن رستم ومن معه إلى فرقتين: الوهابية؛ نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، والنكارية، ودارت بين الطائفتين الخارجيتين الضالتين معارك عاد ريعها في الأخير للوهابية.
وقد ذكر الزركلي في الأعلام (4/333) أن مؤسس الدولة الوهابية الأباضية المذهب كان شجاعا يباشر الحروب بنفسه إلى أن توفي في سنة (190 هـ).
ومن خلال المراجع التاريخة التي أرخت لدولة الرستميين نجد أن الوهابيين قد جعلوا تاهرت مركزا فكريا لمقارعة مخالفيهم من أهل الحق كانوا أو من اهل الباطل، فقد فُتِح باب الجدل مع علماء السنة على مسرعيه، ثم مع العبديين الذين كان بينهم وبين الوهابيين الرستومين عداء شديد لا يكاد يوصف، ولهذا حين قامت الدولة الفاطمية في القرن الثالث الهجري، فأول ما قام به عبد الله الشيعي الرافضي أن سعى بجد للقضاء على الرستميين في سنة (296 هـ)، وذلك أخذا للثأر وتنفيسا للصدر.
إنّ أعداء الإسلام، والراغبين في الفرقة، وإيقاء الضغينة بين المسلمين في شمال إفريقيا قد وجدوا في الوهابية الرستمية الخارجية ثوبا جاهزا، فألبسوه دعوة محمد بن عبد الوهاب السنية لتنفير المسلمين عنها، وبث العداوات بينهم، خدمة للاستعمار الفرنسي الذي ضاق ضرعا من دعوة المصلحين الجزائرين بقيادة عبد الحميد بن باديس رحمه الله؛ لأنهما دعوتان قامتا على الكتاب والسنة ومحاربة البدعة والطروقية المنحرفة عن الصراط.

1= جاء في المعيار المعرب في فتاوى أهل المغرب (11/168) لأحمد بن محمد الونشريسي (م914 هـ بفاس): (سئل اللخمي: عن أهل بلدٍ بَنَى الوهابيون مسجدا، ما حكم الصلاة فيه؟

فأجاب: هذه فرقةٌ خارجيةٌ ضالةٌ كافرةٌ، قطع الله دابرها من الأرض، يجب هدم المسجد، وإبعادهم عن ديار المسلمين).
قلت: واللخمي وهو علي بن محمد من فقهاء الأندلس توفي سنة (478 هـ) بصفاقص.
قال الدكتور الشويعر في جزئه (ص13) وهو يناقش بعض المغاربة الذين عادوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي انطلاقا من هذه الفقرة التاريخية، ومن فتوى العلاّمة اللخمي: (هل يمكن أن يفتي عالم -اللخمي- على معتقد لم يوجد صاحبه الذي ينسب المعتقد إليه، أو الحكم على ملّة من الملل لم تظهر بعد؟ .. [ثم قال]: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب عندما أفتى اللّخمي وغيره من العلماء المالكية في الأندلس، وفي الشمال الإفريقي، كان أكثر من اثنين وعشرين من أجداده لم يولدوا بعد، باعتبار أن المتوسط لكل قرن ثلاثة جدود، كما أن بين وفاة عبد الوهاب بن رستم ووفاة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ما يقرب من واحد وثلاثين جدا، وعلماؤكم وعلماء الأندلس لا يعلمون الغيب، وننزهم عن الكهنة والسحر، وعن القول في أمر لا يعلمونه، يقول سبحانه: [قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ]، [النمل 65]. [ثم قال بارك الله فيه]: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولد 1115 هـ، ومات سنة1206 هـ، وبينه وبين أحمد الونشريسي الذي ألّف كتاب المعيار، ونقل الفتوى عن اللخمي –كما مر بنا- مئتان واثنتان وتسعون سنة (292) وِفق تاريخ الوفاة، كما أن بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبين اللّخمي وهوصاحب الفتوى سبعمائة وثمانية وعشرون عاما (728)، وِفق تاريخ الوفاة.... ويقاس على هذا كل من أفتى من علماء الأندلس وشمال إفريقيا عن تلك الوهابية).
جاء في كتاب "الفرق الإسلامية في شمال إفريقيا" الذي ألفه الفرنسي ألفرد بل، وترجمه إلى اللغة العربية عبد الرحمن بدوي (ص140-152): (الوهبية أو الوهابية: فرقة خارجية أباضية أنشأها عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الأباضيّ، وسميت باسمه وهابية، الذي عطل الشرائع الإسلامية، وألغى الحج، وحصل بينه وبين معارضه حروب....[إلى أن قال] المتوفى عام 197 هـ، بمدينة تاهرت بالشمال الإفريقي... وكانوا يكرهون الشيعة قد كراهيتهم لأهل السنة).
قال الدكتور الشويعر في كتابه السابق: (هذه هي الوهابية التي فرقت بين المسلمين، وصدرت بشأنها فتاوى من علماء وفقهاء الأندلس وشمال إفريقيا، كما تجدون في كتب العقائد.....، أما دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي ناصرها الإمام محمد بن سعود رحمهما الله السلفية الصحيحة، فهي ضد الخوارج وأعمالهم، لأنها قامت على كتاب الله، وما صح من سنة رسول الله ×، ونبذ ما يخالفهما، وهم من أهل السنة والجماعة).
وقد ذكر الدكتور بارك الله فيه في كتابه "تصحيح خطأ تاريخي" أسماء العلماء والملوك في المغرب العربي الذين اطلعوا بعلم وإنصاف على دعوة محمد بن عبد الوهاب السنية، واقتنعوا بما جاءت به من حقٍّ ولذا ناصروها وذبوا عن حياضها، وللفائد أضيف موقفين لعالمين من علماء الجزائر لم يتطرق لهما الدكتور في جزئه تأكيدا لصنيعه.
قال الشيخ العلامة مبارك بن محمد الميلي، أمين عام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين المتوفى في سنة (1364 هـ) في كتابه العظيم الشرك ومظاهره (ص 38 ط/ دار الراية): (...وبعد تمام التأليف، وقبل الشروع في الطبع، وصلت هدية من جُدة، من الأخ في الله السيد محمد نصيف، تشتمل على كتاب "فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد" لابن عبد الوهاب، فعلّقت منه فوائد ألحقتها بموضعها معزوة إليه، ولو اطلعت عليه قبل كتابة الرسالة؛ لخفف عليّ من عناء ابتكار العناوين وتنسيقها)اهـ.
فهل يتصور عاقل وخبير بمنهج جمعية علماء المسلمين الجزائريين أن الشيخ مبارك الميلي السّني يشيد بكاتب، وينقل منه فوائد يظمها إلى كتابه وصاحبُه ضال خارجي؟.
وسئل الشيخ عبد الحميد بن باديس عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقال كما في آثاره (5/32): (لم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد، فإنّ أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سُنِّيين سلفيِّين).
وأنصح طلبة العلم ورواد المعرفة بقراءة ما كتب صاحب المعالي الفقيه سيدي محمد الحجوي وزير المعارف بالمغرب الأقصى في مجلة الصراط السوي العدد الثالث الصادر يوم الإثنين في قسنطينة 25 سبتمر 1933 التي تصدرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تحت إشراف الشيخ عبد الحميد بن باديس، تحت عنوان "الوهابيون سنيون حنابلة"، ومعه وجوبا "إيضاح وتعليق" على مقال صاحب المعالي كتبه محمد السعيد الزاهري الجزائري العضو الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائرين في العدد الخامس الصادر يوم الإثنين 16 أكتوبر سنة 1933 ميلادية.
إن دعوة محمد بن عبد الوهاب الحنبلي، ودعوة علماء المسلمين في الجزائر تصبّ في حوض واحد، فمن أراد أن يفرق بينهما فدونه خرط القتاد، ومن قرع الطنابيب ليحارب الوهبية فليحارب معتقد الخوارج وأجدادهم من الرستميين الفارسيين الذين يسعون في الجزائر فسادا إن كان شجاعا وذا إلمامة بالتاريخ، وما أظن رؤوس التصوف يفعلون هذا لأنهم لا يرون في الخوارج خطرا على منهجهم الباطل، ولهذا لا نجد لهم مقالات يحذرون فيها من الخوارج ومذهبهم الفاسد على بشاعة جرمهم في الجزائر، بل المتتبع للعشرية السوداء يعسر عليه أن يجد محطة مشرفة للصوفية في مقارعة الخوارج وأضرابهم من الأزارقة والله المستعان.
إن الخطة الإسترتجية التي هي عند رؤوس التصوف تجعلهم يسالمون الخوارج، ويسكتون على جرائمهم البشعة، وفي الوقت نفسه يعلنون حربا قذرة ملئها الكذب والتدليس على دعوة إصلاح طاهرة أحيا معالمها محمد بن عبد الوهاب الحنبلي التميمي، لأنها دعوة بنيت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأسست على تطهير الأرض من الشرك والبدع والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا كله يعري الصوفية من لباسها المزور ويكشفها للعقلاء على أن الصوفية دعوة مبنية على المنامات والخيالات والأكاذيب والأحاجي الباطلة، فكيف تصلح لأن تكون منهج حياة، وعمود دولة في عصر التحديات والعولمة.
إن دعوة محمد بن عبد الوهاب التميمي الحنبلي الإصلاحية السنية شهد لها بالخير المنصفون، وأثبتت وجودها بعون الله تعالى فكانت سببا في قيام دولة إسلامية تحكم بشريعة الله الغراء، وتقوم على نصرة قضايا المسلمين المصيرية، ذنبها الوحيد أنها دعت الناس إلى منهج الأنبياء المبني على التوحيد الخالص، وحذرت المسلمين من الشرك والبدع التي يتخبط فيها كثير من الناس، وطهرت الحرمين الشريفين من جميع مظاهر الوثانية التي خلّفتها الدولة العثمانية القبورية.
اللهم أرنا الحق حقا وزرقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه.

وكتبه/ أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق