الاثنين، 27 أبريل 2015

وزير الدفاع التركي: سلّحوا الأرمن سابقا ودعموا مزاعمهم اليوم

وزير الدفاع التركي: سلّحوا الأرمن سابقا ودعموا مزاعمهم اليوم


 قال وزير الدفاع التركي “عصمت يلماز”، معلقا على مزاعم الأرمن حول أحداث عام 1915، والجهات الداعمة لها: “إن المسؤول الحقيقي عن تلك الأحداث هو من قدم السلاح للعصابات الأرمنية، والآن هم من تتعالى أصواتهم فقط، رغم أنهم يعلمون جيدا عمليات تهجير أتراك المسخيت، والقرم، والشركس“.
 جاء ذلك في تصريح صحفي خلال لقائه “عالم بارود” والي سيواس، وسط تركيا، حيث أشار يلماز إلى أن الدولة العثمانية أجبرت على ترك الجزء الكبير من أراضيها خلال حروب البلقان، قائلا: “لأننا المالكون الحقيقيون لهذه الدولة، لم نتطرق في أي وقت إلى مواضيع الظلم والتهجير والمذابح التي عشناها، غير أن جهات آخرى تقوم بوضع آلامها أمام آلامنا“.
 وأضاف الوزير: “إن العصابات الأرمنية التي حصلت على أسلحة من جهات؛ سعيا لإنشاء دولة في منطقة الأناضول التي لم يكن فيها سوى الأطفال والنساء والمسنين بينما كان رجالها في ساحات المعركة، فالمسؤول الحقيقي عن أحداث 1915 هم من قدموا السلاح لتلك العصابات”، في إشارة إلى روسيا، وبريطانيا، وفرنسا.
 ما الذي حدث في 1915؟
 تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914.
 وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي.
 وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية، تعطل طرق امدادات الجيش العثماني اللوجستية، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي.
 وسعيًا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثلي الأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24 نيسان/ أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء “الإبادة الأرمنية” المزعومة، في كل عام.
 وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية.
 ومع أن الحكومة العثمانية، خططت لتوفير الاحتياجات الانسانية للمهجّرين، إلا أن عددًا كبيرًا من الأرمن فقد حياته خلال رحلة التهجير بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات المحلية الساعية للانتقام، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة.
 وتؤكد الوثائق التاريخية، عدم  تعمد الحكومة وقوع تلك الأحداث المأساوية، بل على العكس، لجأت إلى معاقبة المتورطين في انتهاكات ضد الأرمن أثناء تهجيرهم، وجرى إعدام المدانين بالضلوع في تلك المأساة الإنسانية، رغم عدم وضع الحرب أوزارها.
 وعقب انسحاب روسيا من الحرب جراء الثورة البلشفية عام 1917 تركت المنطقة للعصابات الأرمنية، التي حصلت على الأسلحة والعتاد الذي خلفه الجيش الروسي وراءه، واستخدمتها في احتلال العديد من التجمعات السكنية العثمانية.
 وبموجب معاهدة سيفر التي اضطرت الدولة العثمانية على توقيعها، تم فرض تأسيس دولة أرمنية شرقي الأناضول، إلا أن المعاهدة لم تدخل حيز التنفيذ، ما دفع الوحدات الأرمنية إلى إعادة احتلال شرقي الأناضول، وفي كانون الأول/ديسمبر 1920 جرى دحر تلك الوحدات، ورسم الحدود الحالية بين تركيا وأرمينيا لاحقًا، بموجب معاهدة غومرو، إلا أنه تعذر تطبيق المعاهدة بسبب كون أرمينيا جزءًا من روسيا في تلك الفترة، ومن ثم جرى قبول المواد الواردةفي المعاهدة عبر معاهدة موسكو الموقعة 1921، واتفاقية  قارص الموقعة مع أذربيجان وأرمينيا، وجورجيا، لكن أرمينيا أعلنت عدم اعترافها باتفاقية قارص، عقب استقلالها عن الاتحاد السوفييتي، عام 1991.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق