الاثنين، 27 أبريل 2015

ازدواجيّةُ الإبادة لدى الغرب

ازدواجيّةُ الإبادة لدى الغرب

خاص ، ترجمة وتحرير تركيا بوست
أنظروا إلى الدول التي تُحاسب تركيا على أحداث 1915 هل تحرّكُ شعرةً حين يكون المظلوم مسلماً؟
حين يكون المظلوم مسيحياً أو يهودياً تقومُ قيامتهم.
يكفيهم أن يكون المظلوم منهم ليتكلّموا بطلاقةٍ عن الديمقراطية والتنظيمات المدنية والحريّات وحقوق الانسان.
أما نحن فيجب أن ننسى الإبادات الجماعية التي قامت بها الجيوش الصليبية ونقول أنها أصبحت تاريخاً فقط.
ولا نرى كيف قامت فرنسا بقتل مئات آلاف المسلمين في شمال أفريقيا ونقول أن هذا أصبح ماضياً.
ونتغاضى عن قتل روسيا 500 قيرغيزيّ تركيّ في أوائل القرن العشرين ولا نتذكّر جرائمهم في القرم.
ونقول أن إبادة الإيغور في تركستان كانت بعيدةً عنا فلم نرَها.
ونتغاضى عن احتلال أرمينيا لـ 5% من أراضي أذربيجان وإجبار مليون منهم على الهجرة من وطنهم  قبل 24 سنة.
..
لماذا يُحاسب الغرب تركيا على أحداثٍ حدثت قبل 100 سنة ولا يرى سوريا التي يُظلم فيها المسلمون الآن؟
دعكم من احتلال فلسطين والإبادات الجماعية التي تحدث فيها، لماذا ما زالوا يحمون الدكتاتور الذي تسبّب بمقتل مئات الآلاف وتهجير ملايين المواطنين في سوريا؟ لماذا ما زالوا يمنحونه الشرعية؟

فلنتغاضى عن سوريا أيضاً.
لماذا لا ترى هذه الدول التي تدّعي الدفاع عن الديمقراطية ما يحدثُ في مصر؟
لقد حدث هناك انقلابٌ وأسقطوا أوّل رئيسِ جمهوريّة منتخبٍ فيها وقتلوا آلاف المواطنين على الهواء مباشرةً في ميدانيْ رابعة والنهضة وأعلنوا التنظيمات المشروعة تنظيماتٍ إرهابية وبدأوا باعتقال منتسبيهم.
فلماذا لا يصدر صوتٌ عن الدول التي تُحاسب تركيا على أحداثٍ مضت عليها 100 سنة أمام الجرائم التي تحدث ضد الشرعية في مصر اليوم؟

يُعدم في مصر من قبل القضاء الإنقلابيّ مئات المواطنين وليس واحداً أو خمسة !
وقد حُكم على الرئيس المنتخب بالسجن لمدة 20 عاماً، وهناك احتمالٌ بالحكم عليه هو أيضاً بالإعدام.
فأين هم مؤيدو الديمقراطية في أوروبا وأين هم المدافعون عن السياسة الديمقراطية في أمريكا من كلّ هذا؟
فلنقل أن عداوتكم للإسلام تدفعكم للتغاضي عن المظالم التي تحدث للمسلمين ولننسى هذا أيضا.
لنقل أننا لن نحاسبكم على كلّ هذا ولكن ماذا ستقولون عن دعمكم للمحتلين والانقلابين والظالمين؟
بماذا ستفسّرون مصافحة رئيس الاستخبارات الأمريكية للسيسي في أثناء إصدار المحكمة حكماً بالسجن لعشرين سنة ضدّ أوّل رئيسٍ شرعي منتخبٍ في مصر؟
أين ستضعون هذه الصورة؟
أيُعقل أن تتغاضوا عن جرائم تحدث أمام أعينكم وتدعمون المجرمين ثم تحاسبون تركيا على أحداث مضى عليها 100 عام لا تعرفون تفاصيلها وحقيقتها؟
فبئس ما تدّعون 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق