الاثنين، 23 فبراير 2015

ظاهرة تكاثر مقامات أولاد الأئمّة، دراسةٌ في أبناء الأئمّة الحقيقيّين في إيران



 ظاهرة تكاثر مقامات أولاد الأئمّة، دراسةٌ في أبناء الأئمّة الحقيقيّين في إيران

إسم الكاتب: السيّد حسن شريفي

التاريخ: ٦/٢/٢٠١٣

المترجم: الشيخ محمد عبّاس دهيني

الهدف من البحث

بالنظر إلى أنّه في العقود الأخيرة قد ظهرت قبّة ومزار باسم (ابن الإمام) في كلّ طرفٍ من الأرض الكبيرة لإيران الإسلاميّة، وبالخصوص في القرى البعيدة والمحرومة، فقد أقدمتُ على البحث عن السبب في ذلك.

وبالرجوع إلى الإحصائيّات والمراجع الرسميّة فقد توصّلتُ إلى هذه الحقيقة المُرّة، وهي أنّ بعض السماسرة والانتهازيّين قد استفادوا من غفلة المسؤولين والمتولّين للشؤون الثقافيّة في المجتمع، وكذلك استفادوا من بساطة الشيعة واعتقاداتهم النقيّة الطاهرة بالنسبة إلى أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام)، وأقنعوا أولياء الأوقاف؛ وبهدف تنمية وتطوير البنية الاقتصاديّة لمناطقهم، ببناء مراقد باسم (ابن الإمام)، اعتماداً على منامات مبهَمة، وكرامات ومعجزات كاذبة، وهيّأوا شجرة نسب موضوعة، حتّى أنّ عدد مراقد (أبناء الأئمة) في إيران في أوائل الثورة الإسلامية [1979م] كان يبلغ 1500 مرقدٍ، وقد بلغ ـ وللأسف ـ حتى عام 1387هـ.ش [2008م] حدود 10691 مرقداً!!!

وهذا معناه أنّه بمرور ثلاثين سنة بلغ معدَّل الزيادة في هذه المراقد في إيران 300 مرقدٍ سنويّاً!!

لذا وبالرجوع إلى الكتب التاريخيّة المعتبرة؛ للحصول على جواب الأسئلة المرتبطة بهذا الموضوع، وصلتُ إلى حقيقة أنّ نبيّ الإسلام العزيز (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمّة المعصومين (عليهم السلام)، منذ ولادتهم إلى وقت وفاتهم أو شهادتهم كانوا في أرض الحجاز والعراق، وهذا يعني أنّ إحصاء مراقد (أبناء الأئمة) المدفونين في إيران (10691 مرقداً) ليس مطابقاً للواقع!

وأمّا الأسئلة العشرة فهي:

1ـ أساساً كم هو عدد أولاد الأئمّة المعصومين (عليهم السلام)، ذكوراً وإناثاً؟

2ـ ليس من الأئمّة مَنْ هو كثير الأولاد سوى الإمام المعصوم موسى بن جعفر (عليه السلام)، الذي بلغ عدد أولاده الذكور ـ بحسب الكتب المعتبرة ـ 19 ولداً، كحدٍّ أقصى. وعليه فكيف يُنسب أكثر من 5000 من أصحاب المراقد المدفونين في إيران إلى هذا الإمام المعصوم والمظلوم؟

3ـ كم من أبناء الأئمّة الأعزّاء والعظماء استشهدوا في حادثة كربلاء مع الإمام الحسين (عليه السلام)، أو في وقائع أخرى؟

4ـ كم من هؤلاء العظماء توفّوا في حياة آبائهم، أو توفّوا في مرحلة الطفولة، ولم يخلِّفوا ذرّيةً؟

5ـ هل كلّ الأولاد الذكور المباشرين للأئمّة المعصومين كانوا صالحين؟

6ـ كم من أبناء الأئمّة المعصومين المباشرين هاجر إلى إيران؟

7ـ بنظر العرف ومراجع التقليد العظام إلى كم واسطة إلى الإمام المعصوم يمكن تسمية المولود بأنّه (ابن الإمام)؟

8 ـ في إيران كم هو عدد أبناء الأئمّة المباشرين الحقيقيّين وواجبي التعظيم؟

9ـ ما هو السبب في هذه الزيادة العشوائية لـ (أبناء الأئمّة) في إيران؟ ومَنْ هم أبناء الأئمّة المزعومون الفاقدون لشجرة النسب في إيران؟

10ـ وأخيراً في أيّ زمان، وبواسطة مَنْ، وأيّ مؤسَّسة أو مرجع ينبغي أن يمنع عمليّة التزايد الكاذب لـ (أبناء الأئمّة) في إيران؟

أضع بين أيدي القرّاء الأعزاء نتيجة الأبحاث التي حصلتُ عليها في هذا الموضوع، وأنا أرجو من خلال التدقيق، وحفظ الولاء للأئمّة المعصومين (عليهم السلام) وأبنائهم الحقيقيّين وواجبي التعظيم، أن نستطيع ـ بزيادة في المعرفة ـ أن نحفظ وصيّة نبي الإسلام العظيم (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (القرآن؛ والعترة).

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ (الشورى: 22).

وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، مَنْ ركبها نجا، ومَنْ تخلَّف عنها في النار»([1]).

إنّ إظهار الولاء لنبيّ الإسلام الكريم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام)، وذرّيّتهم الطاهرة من السادة الأجلاّء، كانت ولا زالت وستبقى من مفاخر المسلمين الموالين لعليّ بن أبي طالب، أي (الشيعة).

هذه الاعتقادات هي دائماً موجبةٌ لحفظ وتقوية وتعزيز الأسس العقائديّة للشيعة. وإنّ الدفاع عن الولاية، وتكريم السادة أبناء الزهراء (عليها السلام)، وخصوصاً أبناءَ الأئمّة الحقيقيّين وواجبي التعظيم، من مفاخر الشيعة.

إنّ معرفة وطاعة ومحبّة الأنبياء والأولياء وأهل بيت العصمة والطهارة هي نفسها معرفة الله، وإطاعة أمرهم طاعةٌ لله.

إنّ نعمة الولاية هي أعظم نعمة إلهيّة، لذا فإنّ الطاعة والعبودية لله لا تُقبَل من غير محبّة وولاية محمّد وآل محمّد. إنّ محبّة رسول الله وأئمّة الهدى (عليهم السلام) وأولادهم، بشروطها، سببٌ للنجاة من العذاب. وكما أنّ الصلاة وسيلةٌ للقرب الإلهيّ فإنّ ولاية الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) هي أيضاً وسيلةٌ للتقرُّب إلى الله.

وبما أنّ دين الإسلام المبين هو دين العقل والفطرة والمنطق، وهو أكمل الأديان الإلهيّة، وقد أكَّد نبيّ الإسلام العظيم دائماً في خطبه وتصرُّفاته على تجنُّب كلّ أنواع الجهل والخرافة والأسطورة والغلوّ، وذكر العقل بعنوان أنّه حجّة إلهيّة، وأفضل نعم الله، فنحن أيضاً ينبغي، من خلال المعرفة والتدبُّر والبصيرة، أن نقبل مطابقة الأمور مع العقل.

ومن المصاديق البارزة على ذلك مسألة موت إبراهيم ابن رسول الإسلام الأعظم، الذي كُسفت الشمس حين موته، فزعم جماعةٌ من الموالين والعوام؛ وربما كان ذلك من جهة عشقهم وولائهم للنبيّ، أنّ الشمس كُسفت بسبب موت إبراهيم، ونلاحظ أنّ نبيّ الإسلام العزيز لم يرتقِ سُلَّم الجهل وعشق الناس، بل قال: «القمر والشمس آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد».

نظرةٌ عابرة في إحصائيّات مراقد (ابن الإمام) في إيران

بنظرة قصيرةٍ وعابرةٍ إلى إحصائيّات زيادة مراقد (أبناء الأئمّة) في بقاع متعدِّدة من البلاد، وكثرة (أبناء الأئمّة) في المناطق الخلاّبة، وخصوصاً في محافظة گيلان ومازندران، اللتين تصدَّرتا جدول الإحصائيّات، سنصل إلى هذه الحقيقة، وهي أنّ مجموعةً استفادوا بشكلٍ قبيح من الاعتقادات الطاهرة والخالصة للشيعة والموالين والمحبّين لأهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام)، وحيثما وجدوا مقبرةً وسقفاً مرفوعاً، وبصرف النظر عمَّنْ دُفن في هذه البقعة، نسبوا ذلك القبر إلى واحد من الأئمّة المعصومين، وخصوصاً الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، وعلَّقوا لوحة بعنوان (ابن الإمام)، حتّى أصبحوا من خلال ذلك يعطون دخلاً غنيّاً لإدارة الأوقاف، ومتولّي ذاك المرقد.

اعتماداً على الكتب التاريخيّة المعتبرة، ومن بينها: «الإرشاد»، للشيخ المفيد؛ و«عيون أخبار الرضا (عليه السلام)»، للشيخ الصدوق؛ و«أصول الكافي»، للشيخ الكليني؛ و«منتهى الآمال»، للشيخ عباس القمّي، في شرح أحوال أبناء الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) نرى:

أوّلاً: إنّ عدد أولاد الأئمّة الذكور ـ مع قليل من الاختلاف ـ قد بلغ حدود 80 ولداً.

ثانياً: يخرج من هذا العدد أولاد عليّ (عليه السلام) الأحد عشر، وهم الأئمّة المعصومون، واحداً تلو الآخر حتّى الحجّة بن الحسن المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).

ثالثاً: إنّ حوالي 10 من هؤلاء الأبناء استشهدوا يوم كربلاء مع الإمام الحسين (عليه السلام).

رابعاً: إنّ حوالي 5 من هؤلاء الأعزّاء توفّوا وماتوا بشكل طبيعيّ في حياة آبائهم، أو في طفولتهم.

خامساً: إنّ عدداً من هؤلاء الأعزّاء استشهدوا بعد واقعة كربلاء.

سادساً: إنّ عدداً من الأبناء المباشرين كانوا ـ وللأسف الشديد ـ طالحين غير صالحين، وهو ما سنتعرَّض له.

الأولاد الذكور للإمام عليّ (عليه السلام)

1ـ الإمام الحسن (عليه السلام)؛ 2ـ الإمام الحسين (عليه السلام)؛ 3ـ محمد المكنَّى بـ (أبي القاسم)؛ 4ـ عمر؛ 5ـ العبّاس؛ 6ـ جعفر؛ 7ـ عثمان؛ 8 ـ عبد الله؛ 9ـ يحيى([2]).

الأولاد الذكور للإمام الحسن (عليه السلام)

1ـ زيد؛ 2ـ الحسن بن الحسن، المعروف بـ (الحسن المثنّى)؛ 3ـ عمر؛ 4ـ القاسم؛  5ـ عبد الله؛ 6ـ عبد الرحمن؛ 7ـ حسين، المعروف بـ (حسين الأثرم)؛ 8 ـ طلحة([3]).

الأولاد الذكور للإمام الحسين (عليه السلام)

1ـ عليّ بن الحسين، المعروف بـ (الإمام السجّاد (عليه السلام))؛ 2ـ عليّ بن الحسين (عليه السلام) (عليّ الأكبر)؛ 3ـ عليّ بن الحسين (عليه السلام) (عليّ الأصغر)؛ 4ـ جعفر بن الحسين([4]).

الأولاد الذكور للإمام عليّ بن الحسين (عليه السلام)

1ـ محمد بن عليّ، وكنيته أبو جعفر (الإمام الباقر)؛ 2ـ عبد الله؛ 3ـ الحسن؛  4ـ الحسين؛ 5ـ زيد؛ 6ـ عمر، المعروف بـ (عمر الأطرف)؛ 7ـ حسين الأصغر؛ 8 ـ عبد الرحمن؛ 9ـ سليمان؛ 10ـ عليّ؛ 11ـ محمد الأصغر([5]).

الأولاد الذكور للإمام محمد الباقر (عليه السلام)

1ـ أبو عبد الله جعفر بن محمد (الإمام الصادق (عليه السلام))؛ 2ـ عبد الله؛ 3ـ إبراهيم؛  4ـ عبيد الله؛ 5ـ عليّ بن محمد الباقر([6]).

الأولاد الذكور للإمام جعفر الصادق (عليه السلام)

1ـ إسماعيل؛ 2ـ عبد الله؛ 3ـ موسى بن جعفر (الإمام الكاظم (عليه السلام))؛ 4ـ إسحاق؛ 5ـ محمد؛ 6ـ العبّاس؛ 7ـ عليّ([7]).

الأولاد الذكور للإمام موسى الكاظم (عليه السلام)

1ـ عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام)؛ 2ـ إبراهيم؛ 3ـ العبّاس؛ 4ـ القاسم؛ 5ـ إسماعيل؛   6ـ جعفر؛ 7ـ هارون؛ 8 ـ الحسن؛ 9ـ أحمد؛ 10ـ محمد؛ 11ـ حمزة؛ 12ـ عبد الله؛ 13ـ إسحاق؛ 14ـ عبيد الله؛ 15ـ زيد؛ 16ـ الحسن؛ 17ـ فضل؛ 18ـ الحسين؛ 19ـ سليمان([8]).

الولد الذكر الوحيد للإمام عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام)

1ـ أبو جعفر محمّد بن عليّ (عليه السلام) (الإمام الجواد (عليه السلام))([9]).

الأولاد الذكور للإمام محمد بن عليّ الجواد (عليه السلام)

1ـ عليّ بن محمد (الإمام الهادي (عليه السلام))؛ 2ـ موسى([10]).

الأولاد الذكور للإمام عليّ بن محمد الهادي (عليه السلام)

1ـ الحسن بن عليّ (الإمام الحسن العسكري (عليه السلام))؛ 2ـ الحسين؛ 3ـ محمد؛ 4ـ جعفر([11]).

الولد الوحيد المحبوب للإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام)

1ـ الحجّة [محمد] بن الحسن المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)([12]).

أسماء الأبناء المباشرين للأئمّة المعصومين الذين استشهدوا مع الإمام الحسين (عليه السلام)

1ـ أبو الفضل العبّاس بن عليّ (عليه السلام).

2ـ عليّ بن الحسين (علي الأكبر (عليه السلام)).

3ـ عليّ بن الحسين (علي الأصغر (عليه السلام)).

4ـ القاسم بن الحسن (عليه السلام).

5ـ عبد الله بن الحسن (عليه السلام).

6ـ جعفر بن عليّ (عليه السلام).

7ـ عثمان بن عليّ (عليه السلام).

8 ـ عبد الله بن عليّ (عليه السلام).

9ـ محمد، المكنّى بـ (أبي بكر)([13]).

أسماء الأبناء المباشرين للأئمّة المعصومين (عليهم السلام) الذين توفّوا في طفولتهم، أو الذين توفّوا في سنوات لاحقة، وكان مصيرهم واضحاً في التاريخ

1ـ جعفر بن الحسين (عليه السلام)؛ 2ـ إبراهيم بن محمد الباقر (عليه السلام)؛ 3ـ عبيد الله بن محمد الباقر (عليه السلام)، الذين توفّوا في طفولتهم، ولم يتركوا ذرّيّةً من بعدهم.

4ـ إسماعيل بن جعفر: وقد توفّي في حياة أبيه الإمام الصادق (عليه السلام)، ودفن في مقبرة البقيع.

5ـ محمّد بن عليّ، المكنّى بـ (أبي القاسم): وهو ابن الإمام عليّ (عليه السلام)، توفّي في أيّام عبد الملك بن مروان، ودُفن في الطائف، على قولٍ، وفي المدينة، على قولٍ آخر.

6ـ زيد بن الحسن (عليه السلام): وكان يتولّى صدقات رسول الله الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وتوفّي وقد بلغ من العمر 90 سنة.

7ـ الحسن بن الحسن (عليه السلام)، المعروف بـ (الحسن المثنّى): وكان يتولّى صدقات أمير المؤمنين (عليه السلام)، شارك في كربلاء، وجُرح، وكان بين الأسرى، وتوفّي عن عمر يناهز 35 عاماً، ودُفن في المدينة.

8 ـ عبد الرحمن بن الحسن (عليه السلام): رافق الحسين (عليه السلام) في زيارة بيت الله الحرام، ولكنّه توفّي وهو محرِمٌ في منطقة (الأبواء) بين مكّة والمدينة.

9ـ عبد الله بن الإمام محمد الباقر (عليه السلام): كان معروفاً بالفضل والصلاح، دسَّ بنو أميّة إليه السمّ، فاستشهد.

10ـ عليّ بن محمد الباقر (عليه السلام): من أبناء الأئمّة المباشرين وواجبي التعظيم، استشهد في (أردهال كاشان)، ودفن هناك.

11ـ عبد الله بن جعفر (عليه السلام): توفّي بعد 70 يوماً من شهادة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام).

12ـ محمد بن جعفر (عليه السلام): الذي عُرف بـ (محمد ديباجه)؛ لحسنه وجماله وكماله وكرمه، توفّي في خراسان، ودفن هناك.

13ـ عليّ بن جعفر (عليه السلام): وهو سيّدٌ جليل القدر عظيم المنزلة، يروى أنّه دُفن في قم، ويروى أنّه دفن في العريض في المدينة.

14ـ أحمد بن موسى (عليه السلام)، المعروف بـ (شاهچراغ): وهو من الأبناء المباشرين للإمام الكاظم (عليه السلام)، وهو من أبناء الأئمّة الحقيقيّين في إيران، وهو مدفونٌ في شيراز.

15ـ محمد بن موسى (عليه السلام)، المعروف بـ (محمد العابد): وهو الابن المباشر للإمام الكاظم (عليه السلام)، المدفون إلى جانب أخيه المشرَّف في شيراز، ويدّعي البعض اشتباهاً أنّ قبره في أراك في (مشهد ميقان).

ومع ذلك فإنّ ابن الإمام المدفون في (مشهد ميقان) في أراك هو من أبناء الأئمّة واجبي التعظيم، وقد جاء في كتاب (كنوز آثار قم)، في الصفحة 150 و164، أنّ أهل تلك المنطقة يرَوْن ذلك المشهد مدفن محمّد العابد، الابن المباشر للإمام الكاظم (عليه السلام)، بينما رأي المؤلِّف المحترم هو أنّ ذلك القبر لمحمد بن أحمد بن هارون بن موسى (عليه السلام)، أو محمد بن إسماعيل بن موسى الكاظم (عليه السلام). وعلى أيّة حال فإنّ الرأي الأوّل هو المشهور.

16ـ إبراهيم بن موسى (عليه السلام): وقد كان رجلاً شجاعاً وكريماً، كان في بغداد، وتوفّي فيها، ودفن هناك.

17ـ حمزة بن موسى: وهو ـ بناءً على بعض الروايات ـ مدفونٌ في مدينة الريّ، وكان السيّد عبد العظيم الحسنيّ يذهب لزيارته.

18ـ الحسين ابن الإمام الهادي (عليه السلام): وهو مدفون في منطقة العسكريّين في سامراء.

19ـ محمد ابن الإمام الهادي (عليه السلام)، المعروف بـ (السيد محمد): له قبّة وقبر في منطقة قريبة من (بلد)، بين الكاظميّة وسامرّاء، وزيارته عامّة.

عدد من الأولاد المباشرين، أو الذين تفصلهم واسطة واحدة، للأئمّة المعصومين (عليهم السلام)، والذين كانوا طالحين

1 و2ـ محمد بن إسماعيل وعليّ بن إسماعيل: وهما حفيدا الإمام الصادق (عليه السلام)، وابنا شقيق الإمام الكاظم (عليه السلام)، شوَّها صورة الإمام الكاظم عند هارون، فقتله([14]).

3ـ محمّد بن جعفر: وهو أخو الإمام الكاظم (عليه السلام)، وعمّ الإمام الرضا (عليه السلام). ادّعى الإمامة، ولكنّه قُمع. ارتقى المنبر وعرَّف المأمون بأنّه (إمام). وقال الإمام الرضا (عليه السلام) عنه: لا أجتمع معه تحت سقفٍ واحد أبداً([15]).

4ـ عبد الله بن جعفر، المعروف بـ (عبد الله الأفطح): وهو الأكبر في إخوته بعد أخيه إسماعيل. لم تكن له تلك المكانة والمنزلة عند والده، وكان يخالف أباه. وبعد شهادة أبيه المعظَّم ادَّعى الإمامة، وكانت حجّته ودليله في ذلك كبر سنّه. وقد تبعه في دعوته جماعةٌ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وشكّلوا فرقة (الفطحيّة). مات بعد أبيه بـ 70 يوماً([16]).

5ـ إبراهيم بن موسى الكاظم (عليه السلام): بعد شهادة أبيه ادَّعى أنّ أباه لا يزال حيّاً، وعندما اطّلع الإمام الرضا على ذلك قال: موسى بن جعفر قد مات، كما أنّ نبيّ الله قد مات، ثمّ قال: مع وفائي لدَيْنه البالغ 1000 دينار فإنّه يدَّعي هذا الأمر([17]).

6ـ العبّاس بن موسى (عليه السلام): بملاحظة وصيّة أبيه نجد أنّه قد عاتبه، وكانت معرفته بالإمام الرضا (عليه السلام) قليلة، وبناء على قولٍ فإنّه مدفون في مقام الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)([18]).

7ـ زيد النار ابن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام): ثار على المأمون في البصرة، وأحرق بيوت العبّاسيّين، ودعا الناس إلى نفسه، ولم يقبل إمامة الإمام الرضا (عليه السلام)، وقال له الإمام الرضا (عليه السلام): ما دمتَ تطيع الله فأنتَ أخي([19]).

8 ـ الحسن الأفطس ابن عليّ الأصغر ابن الإمام السجّاد (عليه السلام): حمل على ابن عمّه الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) بسكّين كبير([20]).

9ـ جعفر الكذّاب ابن الإمام الهادي (عليه السلام): هو عمّ الإمام صاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، قضى معظم أيّام عمره مع السفلة والعرابيد، وكان يلعب بآلات اللهو والقمار. بعد وفاة الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام) ادَّعى أخوه [جعفر الكذّاب] الإمامة، وعند موت أخيه [الإمام العسكريّ (عليه السلام)] أراد الصلاة على جنازته، غير أنّ الإمام المهديّ (عليه السلام) تقدَّم، ومنعه من أداء الصلاة . ينقل الإمام السجاد (عليه السلام) عن جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: عندما يولد ولدي جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين فسمّوه بـ (الصادق)؛ فإنّه سرعان ما سيولد من نسله رجلٌ يدّعي الإمامة بغير حقٍّ، ويلقَّب بـ (جعفر الكذّاب)([21]).

10ـ موسى بن محمد بن عليّ (عليه السلام): دعاه المتوكِّل إلى سامرّاء؛ كي يتمكَّن بواسطته من الإساءة للإمام الهادي (عليه السلام)، ولم تنفع معه نصيحة الإمام الهادي، وكان مصيره شاقّاً([22]).



أبناء الأئمّة المباشرون والحقيقيّون وواجبو التعظيم المدفونون في إيران الإسلاميّة

1ـ السيّدة المعصومة (عليها السلام): وهي ابنة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، والمدفونة في مدينة قم المقدَّسة.

2ـ السيّد أحمد بن موسى (عليه السلام)، المعروف بـ (شاهچراغ): وهو الابن المباشر للإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، المدفون في شيراز.

3ـ السيّد محمد بن موسى (عليه السلام)، المعروف بـ (محمد العابد): وهو الابن المباشر للإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، المدفون في شيراز. ويعتقد الكثيرون اشتباهاً أنّه مدفون في (مشهد ميقان) في أراك.

4ـ السيّد عليّ بن محمد الباقر (عليه السلام): وهو الابن المباشر للإمام الباقر (عليه السلام)، وقد بعثه أبوه المعظَّم إلى منطقة كاشان؛ للتبليغ ونشر التشيُّع، واستشهد ودفن هناك (مشهد أردهال).

5ـ السيّد حمزة بن موسى الكاظم (عليه السلام): وهو المدفون في منطقة الريّ، وكان السيّد عبد العظيم الحسنيّ يذهب لزيارته. وفي قولٍ آخر: إنّه مدفونٌ في قريةٍ من قرى شيراز.

6ـ السيّد عليّ بن جعفر (عليه السلام): وهو المدفون في قم، على قولٍ، وفي قولٍ آخر: إنّه مدفون في عريض المدينة.

7ـ السيّد ابو أحمد موسى المبرقع: وهو الذي دخل قم سنة 256هـ، وتوفّي فيها سنة 296هـ، ودفن هناك، وهو ابن الإمام محمد التقيّ [الجواد] (عليه السلام).

8 ـ السيّد عبد العظيم الحسنيّ (عليه السلام): وهو الذي ينتهي نسبه إلى الإمام المعصوم بعدّة وسائط، والمدفون في بلدة الريّ.



نموّ نشاط مؤسَّسات الأوقاف والأمور الخيريّة في مناطق المقامات المباركة([23])

من اللطيف والجذّاب أن نعرف؛ واعتماداً على إخبار المدير المساعد لمؤسَّسات الأوقاف والأمور الخيريّة في البلاد، أنّ عدد المقامات المباركة قد ارتفع من 5954 في العام 1382هـ.ش [2003م] إلى 8000 مقاماً في العام 1387هـ.ش [2008م]. والألطف أنّه أخبر بأنّ مجموع أبناء الأئمّة المدفونين في هذه المقامات المباركة بلغ 10691 شخصاً([24]).

في أجوبةٍ لهم على الأسئلة الموجَّهة إليهم حول مقامات أبناء الأئمّة اشترط بعض المراجع وفقهاء الإسلام في هذه المقامات أن تكون لها نسبةٌ ثابتة ومعلومة، وأدانوا ما يكون نتيجة المنامات والخيالات والاستفادة السيّئة.

إنّ أبناء الأئمّة المعتبرين هم الأبناء المباشرون أو الذين تفصلهم وسائط معدودة عن الإمام.

ومرجع التعرُّف على هؤلاء هي الكتب المعتبرة. وكلُّ ما كان ناتجاً عن المنام أو الخيال أو الاستفادة السيّئة للانتهازيّين، ويسمّيه بعض الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) بـ (ابن الإمام)، فلا اعتبار له.

شاهد مثال: مقام السيد حسين في بازكيا كوراب جيلان!

يقول الشيخ زين العابدين قرباني، ممثِّل قائد الثورة المعظَّم وإمام الجمعة في رشت: قبل عدّة سنوات، وعندما كنتُ آتي إلى منطقة بازكيا گوراب، شاهدتُ أنّهم بنَوْا قبّة وقبراً، ونصبوا لوحةً باسم (مقام السيّد حسين)، فقلتُ لأصدقائي: أنا من أهل هذه المنطقة، ولم أعهد وجود هكذا ابن إمام في هذا المكان. تحدَّثتُ مع متولّي المقام، فقال: كان في هذه البقع ثعبانٌ، وأنا نقلتُ هذا الثعبان من هذا المكان إلى مكانٍ آخر، ولكنّه عاد مرّة ثانية إلى هذا المكان، فعلمنا أنّ هذا الثعبان هو الحارس لهذا السيّد (ابن الإمام). ويتابع الشيخ قرباني: أنا شخصيّاً تحدّثتُ مع مسؤولي الأوقاف لإزالة هذا المقام الزائف من هذا المكان. إن وظيفتنا كلّنا أن نقف في وجه هذه الخرافات. وقد أزالوا أيضاً عدّة من المقامات الزائفة، ومنها: المقام الزائف لـ (پنج علي إشكور)، وقالوا: نحن لا نسمح بإضعاف وتلويث الجمهوريّة الإسلاميّة بمثل هذه الخرافات العنصريّة. نحن أصحاب مذهب يعتبر العقل والفكر من أكبر وأعلى القيم، والدنيا اليوم عطشى لمعارفنا([25]).

هدم عدد من المقامات الزائفة في جيلان

أقدم السيد مير حسيني الإشكوري، إمام الجمعة المؤقَّت في رشت، والمدير العامّ للأوقاف في جيلان سنة 1387هـ.ش [2008م] على هدم عدّة مقامات وأضرحة زائفة أنشئت بعد الثورة الإسلاميّة، وهي فاقدةٌ لشجرة النسب. هذا بالإضافة إلى قطع عدّة شجرات زعموا أنّها مقدَّسة.

وقد قوبلت هذه الخطوة بالترحيب والارتياح من قبل أهالي وعلماء المنطقة والمحافظة. وقد وعد سماحته أنّه، وبمؤازرةٍ من المسؤولين والعلماء والشعب في المحافظة، ستواجه بشدّة القبور والمقامات التي بُنيت بعد الثورة، مع فقدانها لأيّ مستندٍ يثبت نسب صاحب القبر([26]).



آخر الكلام

إذا لم يتنبَّه متولّو الأمور الثقافيّة، ولا سيّما الحوزات العلميّة، وعلماء الدين، والجامعيّين في رسائلهم وأطروحاتهم، والجهات العليا، وجميع مراجع التقليد الذين كانوا ولا يزالون يشكِّلون حماة الدين الحقيقيّين، فإنّه ليس من المعلوم أن ينتهي هذا السكوت بالنفع على الإسلام والمحبّة لأهل البيت (عليهم السلام). وفي الظروف المناسبة ينبغي تشكيل فريق خبير ومختصّ في علم الأنساب يعمل بفعّاليّة على التحقيق الدقيق في هذا الموضوع، وتعريف أبناء الأئمّة المعصومين للناس، وتمييز الطالح من الصالح، والصحيح من السقيم والزائف من غيره.

ولأنّ تمييز هذا العدد من المقامات لا يخلو من صعوبة وتعقيد فليس من المصلحة القول ـ لا سمح الله ـ بزيف جميع هذه المقامات، أو أن نفتح الطريق لاستفادة المغرضين والمعاندين والانتهازيّين؛ فإنّ الحقيقة لن تبقى مكتومةً إلى الأبد، وسيتميَّز بمرور الزمن الحقُّ من الباطل إنْ شاء الله.

إنّ المسؤولية الأولى في هذا المجال تقع على الحوزات ورجال الدين؛ فإنّ الوظيفة الدينيّة، والمصلحة الاجتماعيّة، وتقوية تديُّن الناس، ونشر الحقائق، والتحذير من الخرافات والغلوّ والشبهات، ينبغي أن يكون مقدَّماً على كلّ شيء. كما أنّ عليهم القضاء على فكر المصلحة وتقديس الباطل؛ فإنّ التغطية، والإطراء، وعدم بيان وإظهار الحقائق، والتباين مع رجال التنوير، طريقٌ لا فائدة منه .

ولو أغمضنا النظر عن هذه الحقائق فإنّه إلى جانب تلك الخيرات والبركات المعنويّة وصفاء النفس الناتجة عن زيارة الأئمّة المعصومين (عليهم السلام)، وأبنائهم واجبي التعظيم، ستكون هناك في المقابل آفاتٌ ونتائج فظيعة، واستغلالٌ من قبل السماسرة والانتهازيّين، وهذا ما سيضعف اعتقادات الناس فيما بعد، وكلُّ شخصٍ لا يقبل أن يكون في مجتمعنا مثل هذه الحقائق المريرة، ويكون إرشادنا إليها منّةً علينا.

إنّ آفة التحجُّر والتقديس شكَّلت لمدّة طويلة الخطر الأكثر جدّيّةً على محبّي أهل بيت العصمة والطهارة؛ لأنّ هذه الزيادة العشوائيّة لـ (أبناء الأئمّة) تكوَّنت في زمان سلطة الجمهوريّة الإسلاميّة!!

إنّ إحدى المشكلات الرئيسة في المجتمع اليوم أنّنا نخشى أن تكون مواجهتنا لهذه المشاكل الاعتقاديّة والثقافيّة سبباً لضعف اعتقادات الناس بالمقدَّسات والأئمّة المعصومين (عليهم السلام)، في حين أنّ مواجهة هذه المشاكل توجب تثبيت وتقوية العقيدة، وتزيل ما دخل في الدين من زخرفات.

الهامش:

([1]) بحار الأنوار 23: 122.

([2]) الإرشاد 1: 355.

([3]) الإرشاد 2: 19 ـ 22.

([4]) الإرشاد 2: 129 ـ 130.

([5]) الإرشاد 2: 154.

([6]) الإرشاد 2: 172.

([7]) الإرشاد 2: 200.

([8]) الإرشاد 2: 236.

([9]) الإرشاد 2: 264.

([10]) الإرشاد 2: 284.

([11]) الإرشاد 2: 299.

([12]) الإرشاد 2: 331.

([13]) الإرشاد 2: 129 ـ 130.

([14]) بحار الأنوار 48: 232؛ عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 69؛ أصول الكافي 1: 485.

([15]) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 204 ـ 207؛ بحار الأنوار 47: 249.

([16]) بحار الأنوار 47: 261.

([17]) أصول الكافي 1: 380.

([18]) منتهى الآمال 2: 329.

([19]) منتهى الآمال 2: 342.

([20]) الأنوار البهية: 267.

([21]) بحار الأنوار 50: 228؛ منتهى الآمال 2: 554.

([22]) الإرشاد 2: 295.

([23]) نقلاً من كتاب «پرتوي أز سيماي وقف»، چاپ سازمان أوقاف كشور.

([24]) روزنامه جمهوري إسلامي (صحيفة الجمهوريّة الإسلاميّة)، تاريخ: 6/3/1387هـ.ش.

([25]) نشريّه سردار جنگل (مجلّة رئيس الغابة)، العدد 156، تاريخ: دو شنبه 23/10/1387هـ.ش.

([26]) روزنامه جمهوري إسلامي (صحيفة الجمهوريّة الإسلاميّة)، پنج شنبه 26/10/1387هـ.ش.

المصدر:http://dohaini.com/?p=460#more-460
التاريخ: 06-2-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق