الخميس، 18 ديسمبر 2014

سفراء جهنم .. (الحقيقة وراء المرجعيات الشيعية المعاصرة )


 سجود الشيعة لقبر الشيخ  
محمد محمد صادق الصدر


السجود لقبر الشيخ الصدر 



جندي عراقي يسجد في المكان الذي اعتصم فيه مقتدى الصدر في المنطقة الخضراء

==============


سفراء جهنم ..

(الحقيقة وراء المرجعيات الشيعية المعاصرة )


من أصعب الأمور التي تعانى منها أمتنا الإسلامية , العربية بوجه خاص , 

أنها لم تكتف فقط بالتنكر لماضيها العريق وحضارتها المستفيضة , بل إنها فقدت خصلة من أهم الخصال التي تمتعت بها الأجيال السالفة في الإسلام وهى خصلة تقديس التاريخ والإهتمام به والحرص على اتباع تجارب السلف
ويتفق المؤرخون أن الإهتمام بالتاريخ وتدارسه وقراءته هو واحد من العناصر الرئيسية التي تقوم عليها الحضارات وتستمر بها , 
ولا يبدأ الإنهيار إلا في المرحلة التي تأتى فيها الأجيال المتقدمة فتتنكر للأجيال المتأخرة وتهمل تاريخها بكل متعلقاته , سواء تاريخها في العلوم والفنون والآداب أو تاريخ علاقاتها كدولة مع جيرانها ومختلف الدول القائمة معها , 
والعنصر الأخير ـ عنصر العلاقات الدولية ـ هو أخطر العوامل التاريخية التي يجب أن يهتم بها أى شعب يحترم نفسه ويريد أن يكون له موضع قدم في خريطة التقدم ..
لأن انهيار الحضارات غالبا يأتى على يد أعدائها المتمرسين في العداء , ويكون هذا العداء ذو طبيعة استمرارية لا تنتهى ولا تستيقظ الأمة المهزومة من كبوتها إلا بمعرفة الداء الذى تسبب في السقوط ومعرفة الطريق الذى سلكه أعداؤها في ضربها وبالتالى تتنبه له وتبدأ في الأخذ بأسباب النهوض التي تقوم على معرفة العدو , 
وقديما قالوا ( اعرف عدوك ) لأنه بغير تلك المعرفة سيستمر الداء إلى ما لا نهاية , تماما كالمرض الغامض الذى لا يعرف الأطباء سره أو كنهه وبالتالى تستحيل معالجته , 
وعلى مر التاريخ لم تنهر الحضارات انهيارا تاما لا قيام بعده إلا تلك الحضارات التي أهملت عامل التاريخ واستسلمت للتغيير في الثوابت الميدانية في الصراع , بينما الحضارات التي راعت هذا الجانب ظلت عبر القرون تمر بمراحل الضعف والقوة ولكنها لم تبلغ مرحلة الإنهيار النهائي إلا بتحقق هذا المعيار


ومنذ أن تأسست حضارة الإسلام في الجزيرة العربية وانطلقت بنور الوحى الإلهى تغمر أرجاء الأرض وهى تكتسب مع كل فتح جديد عدوا جديدا لا يتنازل عن عداوته أبد الدهر , 

ومن هنا نستطيع أن نقول أن الحضارة الإسلامية هى الحضارة الوحيدة التي حازت أكبر عدد من الأعداء الذين بلغوا قمة الخطورة كما وكيفا , 
فمن ناحية العدد 
كان أعداؤها أكثر بمراحل عما سبق من حضارات كالروم والفرس والفينيقيين والفراعنة وغيرهم الذين كانت أعداؤهم تتمثل في عدو واحد غالبا أو اثنين على أقصي تقدير
ومن ناحية الكيف 
كان العداء للحضارة الإسلامية يستمر إلى ما لا نهاية حتى أننا في عصرنا الحالى لا زلنا نواجه نفس أعداء الأمس البعيد قبل أربعة عشر قرنا , وكل ما يحدث من تغيير يقتصر على تغيير الوجوه وأساليب وأشكال الصراع , 
إلا أن نفس الأعداء ظلوا على نفس شاكلتهم , وهذه تعتبر إحدى آيات الإعجاز في القرآن الكريم 
يقول تعالى ..
[وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ] {البقرة:120}
فسبحان الله *!
إن المتأمل في عمر رسالة الإسلام الممتدة على مدى أربعة عشر قرنا , يجد أن الآية القرآنية تحققت بحذافيرها حيث استمر العداء المستفحل من اليهود والنصاري عبر القرون ولم يتوقف لحظة واحدة , 
فمنذ بدأ الفتح الإسلامى يدك حصون الفرس والروم وحتى اليوم ومنذ خروج فتنة عبد الله بن سبأ وحتى احتلال الولايات المتحدة للعراق ومصادرتها لثروات المسلمين اليوم ومرورا بالحملات الصليبية لم يكن هناك لحظة هدنة منهم تجاه المسلمين وتجاه الدعوة الإسلامية , 
ومن الغريب , 
أننا في الوقت الذى يخرج فيه من بيننا من يقوم بدور العمالة للغرب طوعا ويدعو لإهمال تاريخ العلاقات مع الغرب نجد أن الغرب نفسه وعبر كتابات كبار الساسة وقواد الدول يفصحون بمنتهى الصراحة عن نواياهم التي توارثوها جيلا بعد جيل عبر القرون وما غابت عن أذهانهم لحظة واحدة , 
وكمثال بسيط فحسب فعندما دخلت القوات البريطانية القدس في القرن الماضي كان أول ما فعله القائد الإنجليزى أن ذهب لقبر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ووضع قدمه عليه قائلا في شماتة ( ها قد عدنا يا صلاح الدين )
وفى حرب العراق الأخيرة وما سبقها من احتلال أفغانستان خرجت من فم بوش الإبن وحليفه رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو بريلسكونى عبارة اختصرت القضية عندما قال ( نحن بصدد حرب صليبية جديدة )

من هنا يتضح لنا مدى الخطأ الفادح الذى يقع فيه المحللون السياسيون العرب عندما يعالجون الأحداث المعاصرة بغض النظر عن الأيديولوجية التي تحرك الدافع الغربي تجاه الإسلام والمسلمين , 

وهذا الخطأ هو الذى دفعهم لتصور إمكانية وقوع تحالف أو حتى مصالحة بين دول الإسلام والغرب في أى وقت من الأوقات حيث أن هذا من المستحيل تحقيقه عمليا , ولو كان هناك أدنى احتمال لهذا لحدث في واقعنا المعاصر الذى تعتبر فيه الدول العربية هى أهم مناطق مصالح الغرب على الإطلاق والأنظمة السياسية هى أطوع الأنظمة للغرب من حيث الإنتماء للسياسة الغربية وهم قائمون ليل نهار كحراس للمصالح الإقتصادية والسياسية للغرب ووفقا لما يتناسب مع الرغبات التي تمليها تلك السياسة , 
ولو أخذنا البترول كمثال فإن الغرب هو الذى يسيطر تماما على إنتاجه وبأسعار شديدة الإجحاف للدول العربية المنتجة وتتحكم الشركات الأمريكية في إنتاجه وأسعاره ولا تملك السلطات القائمة تعديلا أو محاولة تمرد , 

ومع هذا التعاون والتحالف الوثيق بين الولايات المتحدة ودول المنطقة كان من الطبيعى أن يكون المقابل خدمة الإسلام والمسلمين , وانقلاب العداء الموروث إلى صداقة وتحالف حقيقي 

فهل حدث شيئ من هذا القبيل ؟!
الواقع يؤكد العكس وهو أن الغرب يمتص القدرة العربية ليتمكن من محاربة الحضارة العربية والإسلامية في كل جبهة والترصد لأدنى محاولة تذكر جمهور الأمة بتاريخها سواء بالوسائل العسكرية أو وسائل التخابر والتآمر من الأبواب الخلفية أو من خلال قتل أى موهبة تبزغ في بلادنا من أى نوع , فضلا على التدخل السافر في الشئون الداخلية وأخطر أنواع التدخل هو المتمثل في التدخل في سياسة التعليم في المنطقة وإبعاد الدين الإسلامى تماما عن أى مناهج تعليمية تحمل ولو بعضا من الفكر الإسلامى أو تاريخه أو مقوماته , 
بالإضافة للنشاط المحموم في زرع العملاء في أماكن القيادات وإبعاد القيادات المتميزة والضغط لأجل تنحيتها عن مواقعها وإفراغ البلاد من الإعلام الجاد والتحكم في أجيال الشباب عن طريق نوادى الماسونية العالمية وتصدير ثقافة الإنحلال باعتبارها وجه الحضارة المتميز والأمثل ! وتشجيع الحركات الشاذة المضادة للفكر الدينى الأصيل مثل تشجيع حركات عبادة الشيطان والأفكار المتمثلة في القياديانية والبريلوية ومنكرى السنة ومثقفي الإلحاد ,, الخ
وقد حاز أباطرة هذا المجال تكريم الغرب وجوائزه وحمايته واحتضانه وليست أمثلة سلمان رشدى وأحمد صبحى منصور ونسرين تسليمة ونصر أبو زيد ببعيدة عن الأذهان , 
مما يؤكد للمطلع المنصف أن العداء متجذر في أعماق الغرب ولن يزول حتى قيام الساعة , 



[3 رمضان, 1431هـ/13-08-2010], 01:31 صمحمد جاد الزغبي

رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
المؤامرة البريطانية ..



يروى المحلل السياسي الشهير محمد حسنين هيكل تجربة لأحد كبار الساسة السوفيات كان مقيما ببريطانيا فاستقبل أحد زملائه في لندن فقال له ( تعال لأريك أكبر جريمة سرقة حضارية في التاريخ )

ثم أخذ زميله إلى المتحف البريطانى ليجد هذا السياسي نفسه أمام آثار هائلة العدد والتنوع مسروقة من سائر حضارات الأرض من حضارة الأزتيك في المكسيك وحتى حضارة الهند القديمة ومرورا بالحضارة العراقية والفرعونية وغيرها !
وتمثل هذه السرقة الحضارية واحدة من الجرائم البسيطة التي تتصاغر أمام الجرائم العظمى لبريطانيا في دول آسيا وإفريقيا , 
فإن ما فعله الإستعمار البريطانى بتلك الشعوب والدول يستعصي على التصور ولم يعد يمثل بالنسبة لتلك الدول تاريخا مضي فحسب , بل إن معظم الدول المستعمرة قديما ظلت تعانى نفس الظواهر التي أسسها الإحتلال البريطانى والذي لم يكتف بالتغيير الجغرافي والفصل التاريخى بين أجيال شعوب تلك المستعمرات .. 
بل كانت جرائمه في الميدان الفكرى أشنع وأبشع وتمكن من ابتكار سياسته الشهيرة ( فرق تسد ) والتى مكنته من السيطرة بأيسر السبل على الشعوب المحتلة من الهند وحتى المغرب , 
وتتركز الآثار السلبية المستديمة على شعوب المنطقة في عنصرين لا زالا قائمين لليوم , 
الأول : التأثير الجغرافي حيث عمدت بريطانيا إلى تفكيك الدول الكبري في المناطق المحتلة إلى شراذم وشظايا جغرافية جعلت على رأس كل منها حاكما ترعاه , وكان أثرها البالغ في العالم العربي حيث أن التقسيم الجغرافي في الخليج والشمال الإفريقي الحالى هو ذات التقسيم الذى اعتمدته السياسة البريطانية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين , 
فتفكك العالم العربي لأول مرة إلى دويلات متناحرة ومتصارعة , 
حيث أن بريطانيا لم تكتف بالتقسيم بل حرصت على أن يكون التقسيم قلقا بصفة مستمرة والحدود محل نزاع دائم بين أولياء الأمر في تلك الدول الجديدة , 
فانفصلت لأول مرة الجزيرة العربية عن بعضها البعض وتعددت فيها الإمارات والممالك ودبت الخلافات بين العشائر الحاكمة على الحدود , وفى الشمال الإفريقي تم فصل مصر عن السودان ولم تخرج بريطانيا من مصر إلا بعد تحقيق هذا الفصل في نفس الوقت الذى كان ارتباط مصر بالسودان تاريخيا ضاربا بأعماقه في جذور التاريخ , 
وانفصل المغرب العربي إلى أربع دول وفى بؤر الحدود تشتعل الخلافات بين الجزائر والمغرب وليبيا والجزائر , 
وفى الشام تمت شرذمتها إلى ثلاث أو أربع دول تقع في منتصفها وليدة بريطانيا الأثيرة إسرائيل , 
وكما اتفق المحللون السياسيون أن بريطانيا عقب الحرب العالمية الثانية وعندما اضطرت إلى الإنسحاب بفعل عوامل التاريخ من المنطقة , لم تترك دولة من الدول المحتلة إلا ولها مع جارتها خلافات حدودية مستعصية حتى لا تترك المنطقة للولايات المتحدة كلقمة سائغة !
الثانى : منذ بدأت بريطانيا سياستها الإستعمارية وتمكنت من السيطرة على المنطقة الهائلة بين الهند وإفريقية , حتى ابتكرت سياسة ( فرق تسد ) والتى تعتبر اختراعا بريطانيا خالصا وجدت فيه الحل الذهبي للحيلولة دون اتحاد قوى الشعوب على قلب رجل واحد , لما يمثله هذا الإتحاد من قوة هائلة في مقاومة الإحتلال , 
ولذلك عمدت إلى دق الخلافات الأيديولوجية بالذات بين فئات الشعوب لأن هذه الإختلافات باعتبارها خلافات عقائدية وفكرية تفرز وتقسم الشعوب إلى طوائف متناحرة تتبادل العداء فيما بينها بأشد ما يكنه كل منهم للإحتلال , بل وتلجأ الطوائف في حربها مع بعضها البعض لنصرة الإحتلال نفسه مما يعضد وجوده , 

ولبيان خطورة الأمر نضرب له الأمثلة , 

فالسياسة البريطانية كانت تقوم على النظر إلى أحوال الشعوب التي تحتل دولها , وتتأمل في أحوالها , 
فإن وجدت الشعب عبارة عن أنسجة مختلفة وعرقيات أو ديانات متباينة , وتتعايش إلى جوار بعضها البعض تقوم السياسة البريطانية بزرع فتيل الفتنة بينها عن طريق استمالة بعض أنصار هذه الإتجاهات وتوجيههم إلى مرادها 
مثال ذلك ما فعلته في العراق ـ وهو بلد متعدد الأعراق ـ بين الأكراد والعرب وغيرهم , وما فعلته في إيران باستغلال النزعة القومية الفارسية ـ الجاهزة أصلا لأى نصرة ـ وتغليبها على بقية القوميات في إيران مثل التركمان والعرب والبلوش 
أما إذا كان النسيج الشعبي واحدا متحدا , فعندئذ تلجأ السياسة البريطانية إلى إيجاد الأفكار الشاذة على هذا المجتمع وبثها من خلاله وتشجيعها ودعمها ماديا ومعنويا والإحتفاء بها لتنشأ المعركة المتوقعة بين المحافظين وبين تلك التيارات الجديدة , 
مثلما فعلته في مصر من التقريب والإحتفاء بالتيارات الدينية الشاذة مثل رموز العصرانية الجدد الذين خرجوا من الأزهر ليهدموا بعض الثوابت الدينية المعروفة مما أثار معركة أيديولوجية هائلة لا زالت آثارها قائمة لليوم , 

ومنها أفكار الشيخ محمد عبده وتلميذه قاسم أمين وشيخه جمال الدين الأفغانى , وطه حسين وغيرهم ممن حازوا ألقابا مفخمة للغاية وعمد الإعلام الرسمى إلى تكريسها في أذهان الناس فنال طه حسين لقب عميد الأدب العربي بعد أن استقال احتجاجا على منع الأزهر لمسرحية إلحادية على مسرح كلية الآداب التي كان يتولى عمادتها , ولقبوا الشيخ محمد عبده بالأستاذ الإمام رغم خطورة أفكار المعتزلة التي أحياها في كتبه واتفاق علماء المسلمين على ضلال تلك الفرقة الكلامية المنحرفة , 

ونال جمال الدين الأفغانى ـ الإيرانى الأصل الشيعي المذهب ـ لقب مجدد الشرق رغم أنه شيعي جلد باعتراف تلميذه رشيد رضا صاحب المنار وأساتذته هم آيات الله العظمى في قم إيران الذين أسسوا لكل الإنحرافات الخطيرة في المعتقد الشيعي في ذلك الوقت , ويعتبره الشيعة اليوم من أوائل علمائهم المعاصرين
وأيضا تشجيعها للتيارات العلمانية ومثقفي أوربا الذين حملوا الشهادات الفرنسية والبريطانية فحرصت بريطانيا على أن يكونوا في مقدمة صفوف المثقفين ومنحتهم المناصب الوزارية ودعمت وجود الأحزاب الليبرالية التي تعادى الدين بطبيعتها وأضفت على رجالها ألقاب التعظيم والتفخيم فأصبح أحمد لطفي السيد أستاذ الجيل رغم علمانيته الصرفة , وبرز أيضا سعد زغلول بنفس المنهج العلمانى وكان مؤسس أول دستور وضعي يلغي أحكام الشريعة الإسلامية في مصر لأول مرة عام 1923 م , ويستبدل بها أحكام القانون الفرنسي 

في نفس الوقت الذى ضيقت فيه على العلماء البارزين من الأزهر وهم قلب الشعب النابض والشوكة التي ظلت في حلوق البريطانيين دهرا , وانتشرت الكتابات التي تمجد الشخصيات المنحرفة في التاريخ مثل إخوان الصفا وبن سينا وأفكار المعتزلة وكتب الصوفية الفلسفية وغيرهم من الفرق الكلامية التي تصدى لها علماء المسلمين على مر العصور , فجاء هذا الجيل الجديد فأحيا أفكارهم من قبورها وأطلق عليهم ألقاب الفلاسفة والأساتذة حتى وصل الأمر ببعضهم لتمجيد القرامطة وزعيمهم طاهر القرمطى الشيعي الإسماعيلي الذى قتل الحجيج في الحرم وسرق الحجر الأسود , فأحيوا ذكراه باعتباره أحد ثوار التاريخ العظام !

في الوقت الذى ضيقوا فيه ذكر الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامى ككبار المحققين والمحدثين والفقهاء وشطبوا سيرتهم من وعى الأمة وأهملوا طباعة كتبهم التي تمثل الموروث الحضاري الحقيقي للإسلام الأصيل ودمغوها جميعا بالتخلف , 
ولا زالت آثار هذه المرحلة قائمة ليومنا هذا والسبب يعود إلى تلك الفترة السوداء من تاريخ مصر ولولا استيقاظ الوعى الإسلامى لدى علماء الأزهر وغيرهم من رجال الدعوة في مصر لما نشأت حركة طباعة للمراجع وأمهات الكتب الإسلامية كحركة مضادة للتغييب الذى قاده الإحتلال , 

وعقب الحرب العالمية الثانية وانحسار الإمبراطوريات القديمة كفرنسا وبريطانيا وبزوغ نجم النظام العالمى الجديد بقطبيه الشيوعى في الإتحاد السوفياتى والرأسمالى في الولايات المتحدة, 

حرصت الولايات المتحدة التي حلت محل بريطانيا في إفريقيا وآسيا على تعلم الدرس من بريطانيا العتيقة فاستمرت بنفس السياسة المنهجية القائمة على سياسة ( فرق تسد ) كما حرصت على اقتفاء أثر البريطانيين في تشجيع الفرق المنحرفة عن الإسلام ومحاربة أى صحوة سلفية تعيد للأذهان التاريخ الإسلامى بصفاء عقيدته ووضوح فقهه , 
ولم تختلف السياسة وإن اختلفت المسميات , 
فقديما كانت بريطانيا تسمى الصحوة الإسلامية والدعوة إليها تخلف وردة حضارية , واليوم تسميها الأدبيات الأمريكية تشجيع لثقافة الإرهاب !
وسارت الخطى الأمريكية على درب البريطانيين في مراقبتهم الشديدة لوسائل التعليم , فكما فعلت بريطانيا عندما أسندت لوزيرها ( دانلوب ) مسألة رعاية المناهج المقررة للطلبة وتغييب الإسلام الحقيقي ممثلا في القرآن والسنة وتغييب الإهتمام باللغة العربية , قامت المؤسسة الأمريكية بنفس الرقابة من التشديد والمطالبة المستمرة بتعديل المناهج الدينية وتخفيفها , بالذات في مصر والجزيرة واليمن , 
مع الدعم المستمر للطرق الصوفية والعلمانيين والإلحاديين , والمطالبة بحقوق مزعومة للأقليات واستخدام تلك الورقة السياسية دائما للضغط لتحقيق مطالب التخفيف من ثقافة الإرهاب التي يصفون بها المنهج الإسلامى الصحيح
هذا مع ملاحظة أن تلك المطالب لا تنال دولا أخرى في المنطقة مثل إيران , رغم خطابها الدينى المتشدد ظاهريا , ورغم أن سياسة إيران القمعية ـ لا سيما مع حكومة المحافظين برياسة نجاد ـ تمارس أعتى أنواع القهر ضد شعبها , 
وهذا لأن الخط الإيرانى الشيعي يمثل الشرخ الذى خدم ويخدم مصالح الغرب منذ عهد البريطانيين وحتى اليوم , 
وما حدث بعد إحتلال العراق من التعاون الهائل بين إيران والولايات المتحدة كان بمثابة صدمة للكثيرين ممن عاصروا ـ حتى عهد قريب ـ نداءات المظاهرات الحافلة في طهران ضد الشيطان الأكبر !
فإذا بالشيطان الأكبر لم يستطع أن يدخل بغداد إلا بمعاونة وتحالف إيران ـ كما اعترف على أبطحى الإصلاحى الإيرانى ـ فضلا على قيام ميلشيات بدر بتأمين خلفية الجيش الأمريكى من الحدود الجنوبية للعراق , 
ثم كان التعاون العلنى الصريح بعد سقوط بغداد عندما استولت الشيعة الموالون لإيران على مقاليد الحكم في العراق بدء من المناصب الرياسية وحتى مناصب قوات الشرطة التي قامت بها الميلشيات التابعة للحرس الثورى وبدر وجيش المهدي وغيرها ممن مارسوا أعمال القمع الهائلة ضد أهل السنة وضد المسئولين العراقيين السابقين برعاية القوات الأمريكية , 
وجاء السيستانى ـ زعيم مرجعية النجف ـ ليوثق التعاون مع بول بريمر ـ حسبما نشر هذا الأخير بمذكراته ـ عن طريق اعتبار سقوط بغداد فتحا عظيما وحرم المرجع الأعلى الجهاد بأى شكل من الأشكال ضد القوات الأمريكية , 
ودخل عبد المجيد الخوئي نجل أكبر مراجع الشيعة في هذا العصر أبو القاسم الخوئي إلى مدينة النجف في صحبة القوات الأمريكية بعد أن هرب لبريطانيا منذ وفاة والده , 

وبعد أن أدى جيش المهدي بزعامة مقتدى الصدر مهمته في استئصال الوجود السنى بالجنوب العراقي عن طريق ارتكاب المجازر البشعة بحق السنة , اصطفت طوابير أفراد جيش المهدي علانية تسلم أسلحتها للقوات الأمريكية بأوامر مباشرة من مقتدى الصدر الذى رفع في بداية الإحتلال راية المقاومة !

غير أن الدهشة كانت ستزول لو تأمل المتأملون في قصة التعاون الغربي الإيرانى منذ عهد الصفويين الذين قامت دولتهم بمعاونة القوات البرتغالية لتطعن الخلافة العثمانية من الخلف , 
وأيضا إذا تأمل المحللون قصة التعاون البريطانى مع المرجعيات الشيعية والتى تعتبر واحدة من أشد قصص العمالة الصريحة خيالا , ولولا التوثيق البريطانى لتاريخ الإحتلال واعتماد البريطانيين على تدوين كل صغيرة وكبيرة في تاريخهم المعاصر لما أمكن اكتشاف الدور البريطانى الهائل في قلب مفاهيم التشيع المعاصر والسير به إلى منعطفات أشد غلوا مما كانت عليه والنزول بالنظريات الشيعية من نطاق المكتوب إلى نطاق التطبيق على الأرض ,
[3 رمضان, 1431هـ/13-08-2010], 01:33 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
العمامة والقبعة ,



عندما بسطت بريطانيا سيطرتها على الهند لم تتخذها مجرد مستعمرة تابعة لها , بل كانت الهند هى أهم المستعمرات على الإطلاق لدرجة أن الحكومة البريطانية أنشأت بها حكومة موازية باسم حكومة الهند ويترأسها نائب الملك , 

وتمتلك تلك الحكومة السيطرة على نطاق المستعمرات من حدود الهند وحتى الخليج , في شبه استقلال عن الحكومة المركزية التي تشرف فيها وزارة المستعمرات على بقية المناطق في دول العالم , 
وهذا يعود لأهمية الهند بالنسبة لبريطانيا من الناحية الإقتصادية والسياسية , 
ومن خلال حكومة الهند تم تدبير إدارة المستعمرات الجديدة سواء في المناطق التي انقسمت فيما بعد مثل باكستان وأفغانستان أو في المناطق التي كان البريطانيون يبسطون فيها النفوذ شيئا فشيئا مثل إيران والعراق في بداية القرن العشرين , 
وطبقت حكومة الهند النظرية البريطانية الأثيرة في إثارة الفتن بمبدأ فرق تسد وبدأته في الهند ذاتها حيث ساعدتها تعدد القوميات والأعراق على محاربة أوجه الخطورة التي تنبعث من قادة المقاومة , 
ولإدراك مدى النجاح الذى حققته تلك السياسة فيكفي أن نعرف أن زعيم الهند الروحى المهاتما غاندى اغتاله شاب هندى ولم تغتاله القوات البريطانية !
وكان من أول اهتمامات حكومة الهند هى ضرب معاقل الإسلام الأصولى نظرا لخطورته الطبيعية على الإحتلال باعتباره دين الجهاد , بالإضافة للأحقاد القديمة التقليدية تجاه كل ما هو إسلامى , 
ولم تتكفل بريطانيا جهدا كبيرا في ضرب الإسلام الأصيل في تلك المنطقة بسبب وجود بذور مهيئة جاهزة للري والإنبات وتتمثل في احتواء الهند وباكستان على أكثر الفرق الصوفية والشيعية انحرافا !
وهؤلاء بطبيعتهم كانوا يعادون الإسلام السنى بعداوة تتفوق على عداوة الغرب نفسه للإسلام , 
وبالتالى لم تجد بريطانيا صعوبة في تأسيس جماعات كاملة من العملاء لتحقيق أغراضها في تفجير الفتن الطائفية وتجنيد العملاء ليحاربوا بدلا منها أى اتجاه إسلامى أصولى , 
بالذات بعد تفجر المظاهرات الحاشدة من المسلمين في الهند إبان سقوط الخلافة العثمانية ومطالبتهم بإعادتها مرة أخرى مما دعاء بريطانيا للإسراع بتشكيل الفرق ذات العقائد المنحرفة تحت رعايتها المباشرة , 
وكانت تلك الفرق متعددة للغاية فتنوعت بين ما بين فرق قائمة قديمة فاستغلتها بريطانيا بأن منحتها الدعم الكافي كالشيعة الرافضة والبهائية والبريلوية , وهناك فرق جديدة بذرتها بريطانية الأصل مثل القاديانية وغيرها , 
وكانت أهداف تلك الفرق تجتمع على هدفين رئيسيين وهو معاداة الإسلام السنى ومحاربته , 
والهدف الثانى التعاون الوثيق مع السلطة البريطانية لهيمنة النفوذ الأجنبي بلا منغصات , 
وقد استعانت الحكومة البريطانية بالقاديانية والبهائية فى مناطق الهند وباكستان , أما فى إيران وفى العراق عندما دخلتها عام 1914 م , فقد وجدت فى رحاب التشيع الصفوى متسعا لفرض لإرادتها عبر خطة متقنة كما سنرى 
ونعطى مثالا بالقاديانية قبل العروج على خطة بريطانيا فى إيران والعراق 

القاديانية كنموذج للفرق المستحدثة[1] 

تأسست القاديانية على يد موظف مغمور من قرية قاديان الهندية يدعى غلام أحمد القاديانى كان شخصية تافهة ويعمل إداريا لقاء أجر بسيط لا يتجاوز خمسة جنيهات شهريا , 
ووقع الإختيار عليه من المخابرات البريطانية ليكون زعيما لإحدى الفرق التى تستغل ضعف العقيدة لدى العوام وتستميلهم بالمغريات فأغدقت عليه بريطانيا أموالا طائلة انقلب معها حاله إلى امتلاك القصور الفارهة والأتباع ثم ادعى النبوة وأعلن أنه نبي من أنبياء الإسلام ! وأنه الموكول به تجديد الدين ونسخ الشريعة .. الخ تلك الهرطقات , 
وسارت القاديانية فى نفس الخط البريطانى المفضل وهو الطعن فى القرآن والسنة والصحابة وهى العوامل المشتركة بين سائر الفرق القديمة والحديثة , وإن كانت أكثر ظهورا فى الفرق المستحدثة 
فقام القاديانى بالدعوة لدينه الجديد ونشر العديد من الشبهات حول النبي عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين والصحابة عموما مستعينا بما زودته بريطانيا من مصادر المستشرقين 
ثم أعلن عن الهدف الثانى والغرض الحقيقي لدعوته عندما أعلن تعطيل الجهاد وهو سمة مشتركة أيضا مع البهائية والشيعة , ودعا إلى احترام السلطة البريطانية بشكل مكشوف لا مواربة فيه وأعلن أن ملكة بريطانيا بمثابة ولى الأمر الشرعي للبلاد وقدم رسالة بهذا المعنى إلى الملكة عند زيارتها للهند , 
وبالطبع لم يسكت علماء الإسلام فتصدى لدعوته الشيخ ثناء الله تسري وأقام عليه الحجة بمناظرة علنية .. وتكررت المواجهات بينه وبين الغلام القاديانى حتى انتهت بالمباهلة العلنية أيضا , على موت الكاذب منهما
وبعد انتهاء المباهلة بفترة قليلة مات غلام القاديانى بميتة بشعة إثر مرض غامض , 
ولم تمت دعوته بهلاكه حيث رعت بريطانيا أتباعه وحرصت على طبع مؤلفاته ومؤلفات أنصاره وإشاعة الفتنة بين مختلف الأقطار , مما حدا بعلماء الإسلام إلى الإستمرار فى البيان والمعركة على تلك الفرقة الضالة وأشباهها , وكان منهم الشاعر الإسلامى الكبير محمد إقبال الذى خصص مقالاته لمدة طويلة لتفنيد مزاعم غلام القاديانى , 
ومن الغريب أن جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند التحرري المعروف رد على محمد إقبال مدافعا عن الدعوة القاديانية بعد أن اكتسبت من النفوذ البريطانى سلطة واسعة وصار لها أتباع بين الوزراء والمسئولين ولها أدوات إعلام لا يستهان بها 

ومن المفارقات المضحكة أن غلام القاديانى كان يبتكر العقائد المضحكة السمجة والتى كانت تلقي ـ مع ذلك ـ رواجا بسبب الرعاية المكفولة لها مثل إدعائه تنزل الوحى عليه باللغة الإنجليزية , وافتخاره بماضي أبيه مرتضي القاديانى رغم أن أباه أحد الخونة المشاهير فى تاريخ الهند ولكن ابنه اعتبر خيانته خدمة للحكومة الشرعية وهى حكومة بريطانيا , 

ولم يقصر أتباعه بعد موته :
فقرروا أن الإسلام لا يقبل من المسلم بغير الإيمان بالغلام القاديانى والإيمان بأن قرية القاديان أفضل من سائر مناطق الأرض حتى الحرمين وأن الغلام القاديانى أفضل من جميع الأنبياء والرسل وأنه المعنى بآيات المتشابه فى القرآن 
ولو تأملنا هذه العقائد بنظرة متفحصة لاكتشفنا أنها تتطابق تماما مع البهائية ومع الشيعة الإثناعشرية تطابقا تاما يفضح فى سهولة أن منبعها واحد , 
وإذا كانت تلك العقائد قديمة وتاريخية بالنسبة للشيعة الإثناعشرية , فهذا يوضح أن البريطانيين استغلوا تلك الأفكار بعد دراسة مستفيضة لتقديمها في قوالب جديدة تحت أسماء مختلفة
فالإثناعشرية يعتقدون بأفضلية الأئمة على سائر الأنبياء والرسل وأن آيات القرآن معظمها نزلت فى الأئمة وفى أعدائهم ويعتقدون أن كربلاء أشرف من كل بقاع الأرض كما يعتقدون كفر كل من لا يقبل الإمامة !
وعلى نفس المنوال سارت البهائية مع اختلاف أن صاحبها ادعى الألوهية وكان مؤسسها بهاء الله شيعي إثناعشري فى الأصل وأسس لعقيدته الجديدة ونشرها ووجد لها الأتباع مع نفس الدعم الإستعمارى البريطانى وكان شاه إيران رضا بهلوى يجتمع حوله عدد كبير من المستشارين البهائيين ولهم فى إيران ثقل وشأن , 

وهكذا سارت البهائية والقاديانية جنبا إلى جنب تحارب مكان البريطانيين في معركة الفتنة لشغل علماء المسلمين بتلك المعارك التي لا يستهان بها دفاعا عن العقيدة السليمة , وهو الأمر الذى يؤمن ظهر الإحتلال ويبسط نفوذه على البلاد دون أن يخشي صحوة جهادية تقض مضجعه , 

وهى السياسة الأثيرة التي اخترعتها بريطانيا وسارت على دربها الولايات المتحدة الأمريكية في العصر الحالى , 
أن تجد لنفسها عناصر وطنية من نفس البلد المحتل تقوم بالقتال عنها بالوكالة , وعندما قامت الولايات المتحدة بتطبيق نفس السياسة البريطانية لجأت إلى تلك الخطوة مرات عدة , 
وآخرها ما فعلته عندما دفعت لزعماء القبائل الأفغانية المعادية لطالبان مبلغ سبعين مليون دولار لتقوم بمهاجمة أوكار طالبان قبل دخول الجيش الأمريكى فعليا [2]
وفعلتها بالطبع فى العراق عندما سكتت عن ميلشيات جيش المهدى بل ودعمتها وبقية الميلشيات الإيرانية مثل فيلق بدر وفيلق القدس والحرس الثورى والذين قاموا بمهمة شغل المقاومة العراقية عن القوات الأمريكية عن طريق مهاجمتهم للمناطق السنية مما حدا بالمقاومة للتصدى للميلشيات أولا قبل قوات الإحتلال [3]
ولم تكتف بذلك , 
بل قامت باستئجار المرتزقة للعمل ضد المقاومة العراقية في محاولة للحد من خسائرها في أرواح جنودها وهو الأمر الذى لا تحتمله السياسة الأمريكية , وقد بلغ عدد المرتزقة الذين وفرتهم الشركات العالمية المتخصصة مثل ( بلاك ووتر ) قريبا من عشرين ألف مقاتل مسلحين بأحدث الأسلحة , 
فضلا على قيام السلطات الأمريكية بتشكيل ميلشيات معاونة من أبناء العراق أنفسهم الذين قبلوا الصفقة والمقابل المادى المغري ليعلموا كدليل موصل لمناطق تمركز المقاومة العراقية وهى المجموعات المعروفة باسم ( الصحوات ) وقد لقي هؤلاء الخونة جزاءهم الرادع من المقاومة التي انتبهت لخطورتهم , 
ورغم المسئولية الإفتراضية لقوات الإحتلال عن تأمين البلد المحتل فإن القوات الأمريكية بعد نجاحها في دفع الميلشيات لممارسة القتل الطائفي باسم نصرة المذهب الرافضي , رفضت التدخل نهائيا في الصراعات الدموية غير المتكافئة بين سكان وعوام السنة في بغداد والبصرة والجنوب العراقي وبين أسلحة الميلشيات وأعلنت أن هذا الصراع والإقتتال ليس من شأنها وإنما هو شأن داخلى !
وتدخلت فقط في الوقت الذى قامت فيه المقاومة العراقية لمحاولة حماية سكان المناطق السنية فقدمت القوات الأمريكية الدعم العسكري المباشر للميلشيات بالإضافة إلى مساعدة الشرطة الرسمية الخاضعة لحكومة الشيعة في تلك الأعمال حتى تجاوز عدد الضحايا مائة ألف سنى بخلاف أضعاف هذا الرقم من المهجرين [4]
وكان من ثمار هذا التعاون تحالف القوات الأمريكية والميلشيات في تدبير حادثة تفجير المراقد في سامراء , الخاصة بالإمامين العسكريين لتجد الميلشيات المبرر الذى يكرّس شعور العداء الشيعي للسنة باعتبار أنهم مسئولين عن الحادث , 
وفى قناة المستقلة أدلى أحد عناصر فيلق بدر السابقين باعترافات مذهلة لمحمد الهاشمى في برنامجه عن الإنتخابات والشأن الدخلى العراقي واعترف فيه بما فعلته ميلشيات بدر من تفجير المراقد بل وتفجير الحسينيات الشيعية نفسها لإيجاد المبرر لممارسة القمع والقتل تجاه أهل السنة مدعوما بالرأى العام الشيعي 

الهوامش

[1] ـ القاديانية ـ إحسان إلهى ظهير ـ دار بن حزم 
[2] ـ الولايات المتحدة والإغارة على العراق ـ محمد حسنين هيكل ـ دار الشروق
[3] ـ اليصرة والأبعاد الإستراتيجية بين الإحتلال الأمريكى والإيرانى ـ كامل العبيدى ـ موقع وكالة حق للأنباء 
[4]غربان الخراب فى بلاد الرافدين ـ د. طه الدليمى ـ موقع القادسية
[3 رمضان, 1431هـ/13-08-2010], 01:34 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
وكانت المهمة الأولى لمراجع الهنود ـ العملاء السريين ـ هى حل الإشكال الذى وقف أمام الطموح البريطانى والمتمثل في تعدد القيادات الشيعية مما يجعل مهمة السيطرة المباشرة للبريطانيين غير ممكنة , واحتمال وجود قيادة شيعية تشذ عن الخط البريطانى كانت قائمة بقوة , 
فكان أن جاء الحل باختراع مفهوم جديد لأول مرة في التراث والتاريخ الشيعي وهو مصطلحى المرجع الأعلى والتقليد , 
والذي ابتكر فيه البريطانيون للشيعة مفهوم وجود منصب أعلى لرجال الدين يعتبر صاحبه زعيما ومسيطرا على العوام وعلى العلماء كذلك , 
ويتضمن أيضا مفهوما جديدا في الفقه الشيعي وهو مصطلح وجوب التقليد على العوام , والتقليد معناه الرجوع في الأمور الدينية إلى رجال الدين وهو أمر معروف في الإسلام لكنه لا يعنى أبدا الوجوب بل هو أمر خياري ومحدود ومرهون بالحاجة إلى علم العالم حال وجود مسألة معينة تستعصي على العامى , 
بالإضافة إلى أن العامى ليس مجبرا باتباع عالم محدد بل إن هذا منهى عنه نهيا تاما في الإسلام وهو على حد الشرك بالله نظرا لأن الوحيد الذى يلتزم المسلمون باتباعه هو النبي عليه الصلاة والسلام وحده ,
فضلا على أن علماء الأمة يبذلون علمهم للأمة بلا أجر , بل تتولى الدولة مسألة الإنفاق على العلم والعلماء أما العوام فلا , 

ومسألة وجود رجل الدين الذى يلتزم العوام باتباعه ويتحكم في كل أمور حياتهم مهما بلغ صغر شأنها ويدفعون له مقابل ذلك , هى مسألة لم تعرفها الشريعة الإسلامية مطلقا بل نهت عنها نهيا تاما واعتبرتها تجارة بالدين , 

يقول تعالى :
[وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّه ُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ] {آل عمران:187}
ويقول تعالى عن اتخاذ العلماء كأولياء في الإتباع :
[اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ] {التوبة:31}
فالمسيحية واليهودية وحدهما هم من عرفا ثقافة الخضوع الكامل للرهبان وجعل قوم الراهب أو الحاخام تشريعا لا يستطيع العامى أن يرده وإلا كان معصية لله عز وجل وخروج عن الدين !
ففي التلمود ورد نص يبين علاقة الحاخام بعوام اليهود في هذا الإطار ويقول :
( التفت يا بنى إلى أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك لشريعة موسي وإذا قال لك الحاخام أن يدك اليمنى هى يدك اليسري فصدقه ولا تجادله ! )
فأتى البريطانيون بهذه الثقافة وغرسوها عبر رجالهم في الثقافة الشيعية وابتكر رجالهم لأول مرة ثقافة المرجعية ووجوب التقليد واعتبار العلماء نوابا عن الإمام المعصوم والرد عليهم كالرد على الله تعالى !
ولم تكن هذه الثقافة قبل عام 1920 م معروفة في الثقافة الشيعية أو لها تطبيق , باعتراف علماء الشيعة أنفسهم 
يقول عالمهم الكبير محمد مهدى شمس الدين: 
( مصطلح تقليد ومصطلح مرجعية. هذان المصطلحان وما يرادفهما ويناسبهما غير موجودين في أي نص شرعي ، وإنما هما مستحدثان ، وليس لهما أساس من حيث كونهما تعبيران يدلان على مؤسسة تقليد هي مؤسسة ومرجعية. هي مرجعية التقليد ، يعني مؤسسة من حيث كونهما اثنين لمؤسسة، ليس لهما من الاخبار والآثار فضلاً عن الكتاب والكريم علماً ولا أثراً . كل ما هو موجود بالنسبة لمادة قلّد خبر ضعيف لا قيمة له من الناحية الاستنباطية إطلاقاً، وهو المرسل الشهير عن أبي الحسن، عن أبي محمد الحسن العسكري ( رض )، ومتداول على السنة الناس : من كان من الفقهاء صائناً لدينة ، مخالفاً لهواه ، مطيعاً لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلدوه . مادة قلّد موجود فقط بهذا النص ، ولكن لا يعتمد عليه اطلاقاً. هذا تقليد ، ومقلّد ومُقلّد لا اساس له . ومرجع لا اساس له ) [1]
ثم يضيف فى اعتراف بالغ الخطورة :
(هذا المصطلح (مرجع اعلى) لا أساس له إطلاقاً بالشرع، ولا أساس له قبل الشرع الإسلامي في الفكر الإسلامي، أصلا لا يوجد في الفكر الإسلامي، ولا الشرع الإسلامي خارج نطاق المعصومين، خارج نطاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا المعصومين الأئمة عليهم السلام، لا يوجد مرجع أعلى على الإطلاق. وأقول للتاريخ إننا في عهد الشهيد السيد محمد باقر الصدر نحن مجموعة من الناس، وأنا واحد منهم رحم الله من توفاه، وحفظ الله من بقي حياً، نحن اخترعنا هذا المصطلح. في النجف اخترعنا مصطلح مرجع أعلى ) [2]

وهذا اعتراف صريح من أحد المعاصرين لاختراع مفهوم المرجعية العليا بأن مصطلح وجوب التقليد ومصطلح المرجعية العليا التى يجب على العامى أن يرهن حياته بها ويتبعها بلا أدنى اعتراض هى من مخترعات فترة الإحتلال الإنجليزى وأن هذه المفاهيم لا أصل لها من قريب أو بعيد فى الشريعة , وأن الحجة فقط تكمن فى وجوب اتباع النبي عليه الصلاة والسلام وأئمتهم المعصومين , ودور العلماء محصور فى بيان أقوال الأئمة فقط , 

وتحدث فقيه آخر وهو زين العابدين الإمارة عن أمر التقليد وبدعة المرجعية فقال :
(وكما نعلم ان التقليد عند الشيعة كان قد بدء مع بداية السنين الأولى للقرن العشرين الميلادي ونعلم أيضآ ان عمر الطائفة الشيعية لا يقل عن الألف سنة محسوبة من تاريخ وفاة السفير الرابع للأمام المهدي عليه السلام.. فعندها تكون أول رسالة عملية أصدرها مرجع شيعي أشارت الى وجوب التقليد هي رسالة (العروة الوثقى )من قبل الفقيه كاظم اليزدي والتي صدرت عام 1919ميلادي ..فيما لم تتضمن الرسالة العملية للعلامة الحلي والتي يتم تدريسها في الحوزات العلمية الشيعية بابآ خاصآ للتقليد،بل ولم يرد فيها أي ذكر للتقليد لا من قريب ولا من بعيد على الأطلاق..وكان الشيعة على مدى 900عام من أتباع المدرسة الأخبارية،) [3]
ومعنى هذا الكلام أن وجوب التقليد ومنصب المرجعية العليا لم يظهر فى تاريخ الطائفة الشيعية مطلقا إلا مع بداية دخول السلطات الإنجليزية للمجتمع الشيعي فى إيران والعراق , وأول من ابتدعها كان العالم الشيعي كاظم اليزدى وهو العالم المعروف بعمالته للإنجليز لدرجة تلقيبه بالملا بالإنجليزى , 
وكان كاظم اليزدى هو أول من أسس رسالة عملية للتقليد , والرسائل العملية هى الإصدارات الفقهية التى يصدرها مراجع الشيعة لعوامهم وتصبح بمثابة الدستور أو القرآن بالنسبة لهم 
فى نفس الوقت الذى يحرم هؤلاء العلماء على العوام النظر إلى القرآن أو السنة بنية تدبرهما تحت زعم أن هذا الأمر لا يستقيم إلا للعلماء المتخصصين , وتمكنوا بذلك من سد الطريق أمام العوام المقلدين لاكتشاف تناقض الرسائل العملية مع أبسط مبادئ القرآن وآياته الصريحة 

والمتأمل فى الرسائل العملية للفقهاء يكتشف بمجرد النظر أن تلك الرسائل لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد حيث أن الفقيه المرجع يصدر فتاواه الفقهية بالجواز والتحريم بمجرد ذكر ألفاظ الجواز والتحريم فقط , دون أن تحتوى الرسالة العملية على عرض للأدلة من القرآن أو السنة أو أقوال العلماء حتى من الطائفة الشيعية نفسها , 

مما يعنى أن المرجع عمليا وضع مكانه فى مكان الإله المشرع والذى لا يُسأل عما يفعل , وهذه الثقافة ضاربة بجذورها فى المجتمع الشيعي , ومن يطالع المواقع الرسمية لعلماء الشيعة يجد إجابات هؤلاء العلماء على الأسئلة الواردة إليهم تقتصر فقط على الجواب بنعم أو لا دون أى تعرض أو ذكر لمبرر الفتوى أو دليلها , 
كما أن الثقافة الشيعية مبنية تماما على تحريم سؤال العالم عن الدليل أو مراجعته فيما يقول ولو بحرف واحد , 
حيث يقول زين العابدين الإمارة فى نفس المصدر :
(الأن اصبح المقلدون(بكسر اللام) في زمن التقليد أي من عام 1919 ميلادي الى هذا اليوم يطيعون المقلد أو المرجع بشكل مطلق ولا يجرئ احد على ابداء اي ملاحظة أو تعليق على ما يصدر من المقلد(بفتح اللام) أو المرجع،و أذا اخطأ غضوا النظرعن ذلك الخطأ أو برروا له وذلك بالقول انه يفكر بطريقة لانستطيع ادراكها!!!!!)
وهذا هو المبرر لسكوت عوام الشيعة عن الفتاوى الفادحة التى استعبدهم بها علماؤهم سواء فى مجالات المتعة أو الخمس الذى يعتبر أكبر عملية نصب فى التاريخ , لذلك لا يوجد شيعي واحد بادر برفع رأسه أمام السيستانى مثلا أو الخمينى أو الخوئي وهم يصدرون الفتاوى التى لا يقبلها حتى الحيوان فضلا على الإنسان فى جواز التمتع بالرضيعة أو اللواط أو المتعة حتى بالمتزوجة أو اتخاذ المتعة مهنة للمرأة تتكسب بها أو المتعة الجماعية وهى تعاقب الجمع من الرجال على المرأة فى نفس المكان والوقت !
فالمرجع معصوم فعليا عن الإعتراض والمبادرة بالرد عليه على حد الكفر والزندقة !
وكانت هذه الثقافة هى النتاج الطبيعى لبدعة المرجعية العظمى والتى يكفي عوام الشيعة لاكتشاف المأساة أن يدركوا أنها بدعة مستحدثة لم يسبق للشيعة أن طبقوها قبل بدايات القرن الماضي وليس لها ذكر من قريب أو بعيد فى تاريخ الشيعة 

وعندما نضع هذا الكلام الخطير بجوار قوانين المرجعية التى أرساها علماء الشيعة فى القرن الماضي بإيعاز من الإنجليز , نستغرب من كمية المبالغة فى تقنين تلك الأوضاع واعتبار وجوب التقليد للمرجع الأعلى من صلب الدين والرد على المرجع كالرد على الله تعالى !

فالخمينى فى كتابه تحرير الوسيلة بين فى أول مواده الفقهية أنه لا يصح دين أى شيعي بغير تقليد المرجع الأعلم وأداء خمس أمواله إليه كل عام , 
وهذا معناه أن الشيعي الغير مقلد يعتبر فاسقا خارجا عن الدين ولا تقبل أعماله بأى حال من الأحوال من غير هذا الشرط
وجاء محمد رضا المظفر عالم الشيعة المعروف فى كتابه ( عقائد الإمامية ) والذى يعتبر من أمهات الكتب التى يتم تدريسها فى الحوزات العلمية لطلبة الشيعة فقال :
( عقيدتنا فى المجتهد الجامع للشرائط أنه نائب عن الإمام ولك الحق فى الفصل فى القضايا حال غيبته وهو الحاكم والرئيس المطلق والرد عليه كالرد على الإمام والرد على الإمام كالرد على الله وهو على حد الشرك بالله ! )[4]
أى أنهم جعلوا الأمر من جملة العقائد لا الأحكام وهذا يبين كيف أنهم أصبحوا رهبانا من دون الله يشرعون ما شاء لهم التشريع ويجعلون أقوالهم كأقوال رب العالمين فى نفس الوقت الذى تنعدم فيه الأصول لتلك الأقوال ولا يوجد عليها دليل أو شبه دليل من القرآن والسنة أو أقوال الأئمة الذين يزعمون اتباعهم , 

هذا فضلا على أن الشريعة الإسلامية اعتبرت رهن الشريعة بأى شخص شرك بالله تعالى , فجاء رضا المظفر ورفاقه فقلبوا مفهوم الشرك ليصبح الشرك بالله فى مفهومهم هو ذات ما يعرفه الإسلام من شرك الربوبية واتخاذ البشر آلهة !

ومنذ ذلك الحين ترسخ الإختراع البريطانى المسيحى فى المجتمع الشيعي ليصبح عوام الشيعة فاقدى الإرادة والعقول تماما أمام مراجعهم فضلا على أن المهمة أصبحت سهلة للبريطانيين لأنهم تحكموا تحكما تاما فى مسألة اختيار الشخص المرشح للمرجعية العليا وإدارته حسب أهواء ورغبات السلطات البريطانية , 
ليتحقق ما اقترحه الوزير البريطانى المفوض أن السيطرة على الشيعة تتم عن طريق رهنهم بعلمائهم والسيطرة على هؤلاء العلماء ومن ثم امتلاك زمام الأمور بيسر وسهولة , 

الهوامش

[1] ـ المرجعية والتقليد عند الشيعة، لمحمد مهدي شمس الدين
[2] ـ المصدر السابق 
[3] ـ المرجعية ( الوجه الآخر ) ـ زين العابدين الإمارة 
[4] ـ عقائد الإمامية ـ محمد رضا المظفر
[3 رمضان, 1431هـ/13-08-2010], 01:35 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
وفى اعترافات عباس الخوئي نجل زعيم حوزة النجف الأشهر فى هذا العصر , أشار الخوئي إلى أن منصب المرجعية لم يكن على عهد والده مرهونا برغبة الحوزة أو عوام الشيعة بل كان أمرا مرهونا بسلطات الإحتلال البريطانى ولم يكن مطلوبا فى المرجع أكثر من أن يكون عميلا للسلطات حتى لو كان يهوديا أو مسيحيا فإن هذا لا يمنعه من أن يتولى قيادة المرجعية ويرتدى العمامة السوداء ويطلق على نفس اسما إيرانيا أو عربيا[1]
كما أشار الخوئي إلى مهازل الحوزات العلمية وكيف أن كبار علمائها من عملاء البريطانيين وعملاء السلطة والتجار فيما بعد , كانوا لا يحسنون قراءة آية واحدة من القرآن أو مجرد التحدث بعبارة عربية فصيحة خالية من الأخطاء النحوية , 

واستمر الوضع باقيا بعد رحيل الإنجليز ومرهونا بالعصابات التى تتحكم فى تعيين المرجعية للسيطرة على أموال الأخماس التى يجمعونها بالملايين من عوام الشيعة , 

وكان البريطانيون هم أيضا أصحاب براءة الإختراع فى أسلوب استخدام الضغط والتغييب الإعلامى لفرض ما يريدون على العوام وتصدير الفتاوى الشاذة التى تبيح كل المحرمات بما يضمن شعبية هؤلاء المراجع بين عوام الشيعة وتم نشر ثقافة مؤداها أن الشيعي ليس عليه أدنى مسئولية إن هو ارتكب المحرم طالما كانت معه فتوى العالم لأن العالم حينئذ هو المسئول , 
ولا شك أنها ثقافة لا تمت للإسلام بصلة حيث أن كل إمرئ بما كسب رهين , 

واستغلت بريطانيا تلك المرجعيات لتحقيق مكاسبها السياسية سواء فى السيطرة التامة على مقدرات البلاد وضمان استقرار السلطة البريطانية , أو فى توجيه الجماهير عن طريق العلماء لارتكاب الإغتيالات والمجازر بحق الطوائف التى يخشي منها البريطانيون , 

هذا فضلا على أنهم استغلوا العلماء لابتداع ظاهرة أكثر خطورة من ظاهرة التقليد وهى ظاهرة التطبير , وهى ظاهرة مسيحية صرفة تعتمد على اعتقاد المسيحيين أن المسيح ضحى بنفسه لتكفير أخطاء البشرية فيما يُعرف باسم عقيدة الفداء 
ولهذا فالنصاري بسبب ذلك يقومون بضرب أنفسهم ندما وتعبيرا عن هذا الأمر 
والتطبير هو الإحتفالات الدموية التى يضرب فيها العوام أنفسهم بالجنازير والسيوف والخناجر فى مشاهد مقززة بالغة البشاعة , واعتبار تلك الشعائر من أهم الشعائر الحسينية ومنكرها كافر , والممتنع عنها لا يثبت ولاءه لآل البيت , 
ولم يقصر علماء الشيعة العملاء فى الإستجابة لرغبات البريطانيين فجعلوا تلك المظاهر من صلب التدين وأكسبوها شرعية أقوال الأئمة مما حقق لهم مكسبا كانوا يتوقون إليه وهو تربية وتدريب عوام الشيعة على القتل والذبح بطريقة عملية ليصبحوا مدربين على تلك الأفعال عند الحاجة لمحاربة أهل السنة !
فافتخر بها الخمينى فى كتابه ( كشف الأسرار ) واعتبرها أحد أدوات الحفاظ على الدين الحق وهو الدين الشيعي , وسار على دربه كافة المراجع والدعاة سواء القدامى أو المعاصرين
هذا فضلا على مكسب سياسي آخر حققته السلطات البريطانية , 
حيث أن الحكومة البريطانية كانت تواجه مأزقا فى مجلس العموم يعارض احتلال تلك البلاد والبقاء فيها , فاتخذت الحكومة البريطانية تلك الأفعال الهمجية ذريعة لمبرر بقاء الإحتلال على اعتبار أن بريطانيا لها مسئولية إنسانية تجاه تلك الشعوب الهمجية وعليها واجب إخراجهم من ظلمات الجهل !

وبالطبع كانت فتاوى العلماء العملاء تصب فى مصلحة الإحتلال البريطانى على طول الخط للدرجة التى لفتت نظر المراقبين من داخل الحوزة وخارجها , 

فقد فضح المرجع الشيعي الأشهر فى النصف الأول من القرن العشرين حسين آل كاشف الغطاء وغيره أن فكرة عدم خطورة الإحتلال البريطانى على الإسلام كانت رائجة فى تلك الأيام إلى درجة اعتبار الإحتلال الغربي معول بناء يخدم الدين الشيعي ويجب مناصرته لكونه يعمل فى قوة على إفناء الإسلام السنى والذى هو أصل ما تحاربه الشيعة وتحارب أهله باعتبار أنهم نواصب أهل البيت [2]
وهى نفس الثقافة التي حكمت مراجع التقليد اليوم بعد الإحتلال الأمريكى للعراق عندما أفتى السيستانى أن الإحتلال الأمريكى لا جهاد ضده وأنه ليس عدوا , ثم ختمها بالتعاون الوثيق بينه وبين سلطات الإحتلال ممثلة في بول بريمر الحاكم المدنى للعراق , والذي فتح الطريق أمام الشيعة لتولى حكم العراق بحكومة شيعية خالصة , 
ونفذت السلطات الأمريكية نصيحة محللها السياسي الكبير ( توماس فريدمان ) عندما نصحهم بضرورة تسليح الأقليات الشيعية وحماية الميلشيات وتدريبها وترك أهل السنة يقبضون على الهواء [3]
مما يؤكد للمتأمل أن الولايات المتحدة ممثلة الإستعمار المعاصر تسير على نفس الخط البريطانى بامتياز , وكما وضع سفير البريطانيين المفوض قواعد التعامل البريطانى مع الشيعة جاء مفكرو الأمريكيين فساروا على نفس الخط , 

ومنذ تلك الفترة المبكرة من القرن الماضي ظهر بعض علماء الحوزة الأصليين وأعلنوا الإعتراض على إدارة تلك الأمور بهذا المنطق وظهر الإصلاحيون أمثال الأصفهانى والبرقعى والموسوى وحاولوا التصدى لهذا التيار فكانت النتيجة أن لقي معظمهم حتفه باغتيالات والبعض الآخر تم تدمير سمعتهم لدى العوام بمختلف الإتهامات الشائنة واعتبارهم كفار مبتدعة خارجين على أحكام الشرع !

وكانت الحوزات العلمية فى تلك الآونة تحتوى ثلاثة أصناف من العلماء , 
الصنف الأول : وهم العملاء البريطانيين الذين دربتهم بريطانيا ودفعتهم ليتقلدوا مناصب الدعوة والإرشاد باعتبارهم من رجال الدين الشيعة القادمين من الهند ,
والصنف الثانى : وهم علماء الشيعة الفرس الذين جاءت إليهم بريطاني فوجدت فيهم المادة الخام الجاهزة للرعاية حيث أنهم كانوا ينادون بنصرة القومية الفارسية ويتخذون من الإسلام والعروبة عدوا أبديا , 
فاتفقت الأهداف بين السلطات البريطانية وبين هؤلاء العلماء فتعاونوا مع السلطات بأكثر مما تعاونت معهم شبكة العملاء الأصليين لاتفاق الأغراض , 
والصنف الثالث : وهم الصنف النادر وهى فئة علماء الإصلاح وهؤلاء كانوا هدفا صريحا للإغتيال والتشريد لكونهم عارضوا المخطط البريطانى الشيعي ومصالحه , 
وكان علماء الإصلاح فى حالة ذهول من الثقافة التى يروجها عملاء البريطانين فى الخطب الحسينية التى تلفق وتزور التاريخ وتكرس للطائفية بشكل مطلق , 
فيقول آية الله مطهرى عن تلك الثقافة :
( إننا وللأسف الشديد حرّفنا حادثة عاشوراء الف مرة ومرة أثناء عرضنا لها ونقل وقائعها، حرّفناها لفظياً أي في الشكل والظاهر أثناء عرض أصل الحادثة، مقدمات الحادثة، متن الحادثة والحواشي المتعلقة بها. 
كما تناول التحريف تفسير الحادثة وتحليلها. أي أن الحادثة مع الأسف قد تعرضت للتحريف اللفظي كما تعرضت للتحريف المعنوي)[4]
ويتحدث عباس الرضوى عن تلك الفترة فيقول إن الأفكار الإلحادية انتشرت إنتشار النار فى الهشيم فى تلك الفترة على يد علماء الحوزة العلمية المستقدمين [5]

وتطبيقا لنصيحة رئيس الوزراء البريطانى بالمرستون ظهر الإتجاه فى الحوزات العلمية إلى الجهر بتحريف القرآن بين الطلبة , وهو الأمر الذى كان يعتقده علماء الشيعة لكنهم لا يصرحون فى العلن به , ويكتفون بانكاره على سبيل التقية ولا يقولون بتكفير القائل بالتحريف ويعتبرون هؤلاء القائلين من كبار علماء المذهب , 

وكان طلبة الحوزات يتعرفون هذا الإتجاه بعد أن يبلغوا مرحلة الإجتهاد , أى فى مرحلة متقدمة بعد أن يتورطوا فعلا فى هذا المنهج ويصبح مجرد البوح بخلافه طريقا للهلاك
إلا أنه فى ذلك العهد تم تدريس هذا الأمر والجهر به للطلبة داخل الحوزات فى أول فترات دراستهم العلمية ووجهوا الدراسة إلى كتب الحديث الأصلية المملوء بالإلحاد والتحريف ومنعوا تدريس القرآن أو تفسيره أو تدارس التاريخ والسيرة , 
وهو الأمر القائم حتى يومنا هذا , فلا يوجد مرجع ـ مرجع وليس مجرد عالم ـ يحفظ القرآن الكريم أو حتى واحدة من سوره الطوال , وليس للشيعة مؤلفات أو إضافة فى مجال علوم القرآن الكريم إطلاقا إلا بعض التفاسير التى لا تتعدى عدد أصابع اليد وكلها مجمعة على القول بالتحريف وتورد نماذج للسور المحرفة التى يعتقدون بحذفها من القرآن 

وهى الفضيحة التى أثارها علماء السنة فى مواجهة مراجع الشيعة المعاصرين , وهذا الجيل من العلماء هم النتاج الذى أخرجته الحوزات العلمية فى عهد تسلط البريطانيين حيث كان أكابر المراجع اليوم طلبة صغار فى تلك الأيام , 

ولما انفجرت الفضيحة وظهر العجز واضحا عن قراءة القرآن أو إتقان علومه ظهر على الكورانى وكيل المرجع الشيعي الوحيد الخراسانى على إحدى قنوات الشيعة الفضائية ليقول علنا :
( لا توجد قيمة لحفظ القرآن فما معنى حفظ القرآن إنك إن حفظت تصبح كشريط الكاسيت أو سي دى ) !!
واستقبل عوام الرافضة هذا التبرير كعادتهم فى استقبال ما هو أنكى , ولست أدرى أين هم من قوله تعالى 
[بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ] {العنكبوت:49}
ومن الجدير بالذكر أن المبادئ البريطانية التى أرستها فى الدين الشيعي وجعلت من عموم الشيعة عبارة عن أنعام مضللة تطيع ما يلقيه إليهم علماؤهم بلا تمييز أو تفكير , وتنهب أموالهم باسم خمس الإمام الواجب , 
ظلت تلك المبادئ قائمة حتى بعد خروج الإنجليز لوجود الطبقة الصفوية من علماء الشيعة ورجال الإقتصاد المعروفين باسم ( البازار ) وهم من ورثوا السلطة على مقدرات الحوزات العلمية بعد رحيل البريطانيين وكانوا يتحكمون فى نصب وخلع المراجع وفق ما تقتضيه مصالحهم فى السوق , 
للدرجة التى كان البازار يتحكم فى ترويج سلعه ورعايه مصالحه على فتاوى مراجع التقليد التى توجه العوام وفق المشيئة
وكانت سلطة البازار على رجال الدين قائمة قبل سلطة البريطانيين إلا أنها بعد مجيئهم اتخذت بعدا آخر فى القوة واستمرت حتى يومنا هذا ,

الهوامش :

[1] ـ اعترافات عباس الخوئي ـ مسجلة بموقع القادسية 
[2] ـ ثورة الإمام الخمينى ـ موقع فيصل نور
[3] ـ صراع المصالح فى بلاد الرافدين ـ مصدر سابق
[4] ـ الملحق الوثائقي ـ موقع فيصل نور
[5] ـ المصدر السابق
[3 رمضان, 1431هـ/13-08-2010], 01:36 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
سفراء جهنم فى العصر الحديث


الجيل المعاصر الذى يتحكم فى الشيعة اليوم ومنذ ثورة الخمينى هو الجيل الأول الذى أخرجته مفرخة البريطانيين ولهذا لم يأت جيل من علماء الشيعة أشد فجورا من القائمين اليوم , بعكس النظرة السطحية التى تظن أن الغلو وفساد العقيدة إنما كان فى قدماء الشيعة لا معاصريهم , 

لكن هذه النظرة تسقط عندما نتدارس فكر هؤلاء المراجع ونقارنه بمن سلف 
فعلماء الشيعة قديما ـ رغم فجور عقائدهم ـ إلا أنهم كانوا يتدثرون بالتقية بشكل مبالغ ولم تكن كتبهم منتشرة أو يسمحون بنشرها بل كانوا يتداولونها بشكل سري , 
ومن يعود إلى عصر بن تيمية رحمه الله فى رده على كتاب الرافضي بن مطهر الحلى ( منهاج الكرامة ) يجد أن بن تيمية فى كتابه 
( منهاج السنة النبوية ) لم يتطرق لذكر كتب الشيعة الأصولية والتى كان بها من الزندقة الشيئ الكثير بل إنه صرح فى رده على بن مطهر الحلى أن طائفة الشيعة ليست لها كتب أصول ترجع لها , 
بالرغم من أن كتب الشيعة الأصلية كالكافي والإستبصار والتهذيب ومن لايحضره الفقيه كانت متداولة بين الشيعة فى ذلك الوقت وتم تصنيفها قبل عصر بن تيمية بقرون , 
ورغم ذلك لم يقف عليها بن تيمية أو غيره من علماء السنة , 
وكتاب بن مطهر الحلى قام بنشره لأنه لم يكن كتابا من الأصول التى يجب إخفاؤها بل هو كتاب لعرض أدلة الإمامة من وجهة النظر الشيعية ويحتوى على عشرات الشبهات التى ساقها الحلى لمعتقد الإمامة ولم يحتو الكتاب أى إشارة لموضوعات الغلو كتحريف القرآن وتأليه الأئمة وتكفير كافة الصحابة واتهام أمهات المؤمنين بالفاحشة 

فالشاهد من هذا كله أن زنادقة الشيعة فى القديم كانوا حريصين على إخفاء تلك الهوية الملحدة واستمر ذلك الحرص حتى فى تلك العهود التى قامت فيها دول لهم مثل الدولة البويهية أو حتى دولة الصفويين التى أسست دولة الإثناعشرية وكانت تجاهر فقط بسب الصحابة وتتكتم على كتبها فلا تنشرها , 

وهى نفس السياسة التى اتبعها القاجاريون والأفشار بعد ذلك حتى جاء عصر الخمينى الذى يعتبر طليعة العلماء العملاء وأحد أرباب هذا الجيل الذى أخرجته المدرسة البريطانية فقام بنشر الغلو وكتب الشيعة وترجمتها للعربية بكل ما تحويه من زندقة وكفر وإلحاد , 
وقبل عصر الخمينى لم يكن علماء السنة يستطيعون الحصول على كتب ومراجع الشيعة إلا القلة النادرة من هؤلاء العلماء الذين استعانوا بمختلف الوسائل للوصول إلى تلك الكتب وكشف حقيقتها مثل الشيخ إحسان إلهى ظهير والذى بدأ كفاحه ضد الشيعة قبل عصر الخمينى واستمر بعده , 

وبعد مجيئ الخمينى أصبح فى متناول الباحثين الحصول على كتب الأصول وكتب المعاصرين بمنتهى البساطة وتأسست نظرية الخمينى على نشر المذهب وأصوله بما فيها المعتقدات الإلحادية والترويج لها , 

وساهم هو بنفسه بمقام بارز فى هذا المجال فاحتوت كتبه على طوام ومصائب سواء فى الغلو فى الإمامة أو تقديس الشرك واعتبار طلب الحاجات من الصخر والشجر والقبور من صميم التوحيد ![1]
كما قام بحركة واسعة لطباعة الموسوعات الشيعية الكبري التي تم تأليفها في العهد الصفوى وأولها كتاب بحار الأنوار للمجلسي بمجلداته التي تعدت مائة مجلد ويعتبر هذا الكتاب أكفر كتاب على وجه الأرض ولم يجرؤ الشاه على طباعته كاملا أبدا , بل كان التصريح بطباعة 25 جزء منه فقط خوفا مما فيه , 
ثم أثبت الخمينى أنه خريج المدرسة البريطانية بامتياز عندما ابتكر نظرية ولاية الفقيه والتى أضاف فيها إلى الفقيه مقام العصمة واعتباره الحاكم بأمر الله وأن الدولة الشيعية يجب أن يكون قائدها الروحى قائدا واحدا يسمى المرشد , ومنح نفسه هذا المنصب ثم قرر أن ولاية الفقيه هى هدية الله لعباده المؤمنين ومنح نفسه سلطات لم يحظ بها أى ملك أو إمبراطور على وجه الأرض منذ عهد يوليوس قيصر الذي ابتكر فكر الأتوقراطية وهى مرحلة ما بعد الديكتاتورية ويصبح الحاكم بموجبها نائبا عن الإله وقوله لا يُرد 

وهى الفكرة التي أوضحنا سابقا أنها جاءت بتحفيز بريطانى لمحاولة حصر القيادة في أقل عدد ممكن من الشخصيات لكى يتسنى للبريطانيين السيطرة بسهولة على جموع الشيعة عن طريق السيطرة على المراجع , 

لكن الخمينى حقق الحلم الذى لم يتمكن البريطانيون من تحقيقه وهو جعل القيادة لزاما بفقيه واحد يعتبر انتخابه من قبل اللجنة المختصة هو اختيار إلهى وله التحكم المطلق الذى يفوق سلطة الأنبياء والأئمة فعليا !
وقد دافع الخمينى عن نظريته باستماتة وقتل وشرد كل فقيه أو مرجع لم يوافقه على فكرته عندما أجمع علماء حوزتى قم والنجف المتقدمين في السن على الخمينى وهم من الجيل السابق عليه .. أجمعوا على رفض المبالغة في وضع الفقيه والإكتفاء بأمر المرجعية العليا , 
وبالفعل تحققت سياسة الخمينى وخلف الخمينى الخامنئي على مقعد ولاية الفقيه واستمرت سياسته على نفس النهج الديكتاتورى أو الفوق ديكتاتورى ,
ووصل الأمر بهم إلى اعتبار منكر ولاية الفقيه كافر مرتد رغم أن الشيعة السابقين على عهد الخمينى ومنذ ثلاثة عشر قرنا ما قالوا بولاية الفقيه أو اعتبروها من الدين , 
فصار الخمينى وأنصاره بمثابة الرهبان المشرعين تماما كما كانت الرغبة البريطانية المستقاه من شريعة اليهود والنصاري , 

ولأن تأسيسهم تم على يد الخبراء البريطانيين منذ أيام دراستهم في الحوزة , فقد تميز هذا الجيل بكمية مضاعفة من التبجح والقدرة على التصريح بالعقائد الكفرية وتبريرها والإصرار عليها , 

وهو الأمر الذى لم يكن معهودا في الشيعة من قبل , حيث يمثل غطاء التقية بالنسبة لهم الرداء الأفضل على جميع المستويات لا سيما فيما يخص المعتقدات السرية للطائفة , 
غير أن الجيل المعاصر لم يستخدم التقية إلا في حالات المصلحة المؤكدة ولم يجد غضاضة في التصريح بالعقائد السرية الباطنية بل وأضافوا إليها مخترعات العقائد الجديدة , 
فأصبح الجيل الحالى متفوقا بمراحل على أجيال الشيعة القدماء والذين كانوا على أعلى درجة من الزندقة إلا أنهم ما استطاعوا أن يخرجوا على أتباعهم بعقائد جديدة ويعلنون أنها عقائد لا يوجد لها أصل لا في القرآن ولا في أحاديث الأئمة , ومع ذلك يشرعون لأتباعهم ضرورة اتباعها وإلا كان مصيرهم جهنم !
فكان القدماء يخترعون العقائد التي تخدم أغراضهم في محاربة أهل السنة ويكسبونها الشرعية عن طريق نسبتها كذبا وزورا إلى أئمة آل البيت , غير أن الجيل المعاصر ترك هذا الإتجاه وأعلن عن عقائده الجديدة كالمرجعية والتقليد وولاية الفقيه المطلقة وأظهروا أنها لم تكن على عهد قدماء الشيعة ومع ذلك أكسبوها شرعية القرآن والسنة بالقهر والإرغام !
ووصل التبجح بهم أن يصرحون على شاشات الفضائيات بتحريف القرآن بلا أى خشية بل ويسجلونها في كتاباتهم الرسمية , مثل على الكورانى الذى أجاب عن سؤال في إحدى برامجه حول هذا الأمر فقال أن القرآن الأصلي سيخرجه المهدي وهو مختلف عن هذا الذى بين أيدينا , 
وعلى الشاشات أيضا ظهرت خطب ومحاضرات دعاة الشيعة مليئة بالكفر والزندقة وتأليه البشر والدفاع عن تلك العقائد باستماتة والدعوة إليها , 
هذا فضلا على التحريض العلنى في استباحة أموال ودماء أهل السنة باعتبارهم العدو الأول للشيعة وتوعدهم لأهل السنة بأن المهدي الذى ينتظره الشيعة سيسفك دماء العرب تحديدا حتى لا يبقي منهم أحدا !

وتقبلت منهم العامة طوعا أو كرها تلك العقائد مما يشي بأن أجيال الشيعة كلما تقدم بهم الزمن , كلما ترسخت فيهم عقيدة الطاعة المطلقة والنظر بالتقديس الإلهى إلى أقوال المراجع وعدم الجرأة على مجرد نقدها فضلا على رفضها أو مخالفتها مهما كانت طافحة بالشذوذ والإنحراف 

وهو ما أعطى المراجع ثقة زائدة في المبالغة القصوى في أقوالهم ,
على نحو ما أعلنه بعض فقهائهم المعاصرين من أن منكر ولاية الفقيه كافر مرتد دون أن يسأله شخص واحد وماذا عن أجيال الشيعة منذ ألف عام وحتى عصر الخمينى هل كانوا كفارا إذ لم يطبقوا أو يعرفوا ولاية الفقيه أم ما هو حكمهم بالضبط ,
والأهم من ذلك لم يسألوا عن المصدر الذى استقي منه الخمينى نظرية ولاية الفقيه ومن أين جاء بها باعتبارها إحدى العقائد الإسلامية وقد مضي على نزول القرآن وختم الرسالة أربعة عشر قرنا ! والإمام المعصوم الذى يملك حق التشريع غائب منذ ألف ومائتى عام ! 
فهل كان الخمينى ملهما بالوحى أم ماذا كانت وسيلته بالضبط في ذلك التشريع ؟!

وبانتهاء عهد السيطرة العسكرية الإنجليزية وتغير الإستعمار العالمى إلى وجوه أخرى وصنوف مختلفة من وسائل السيطرة أولها السيطرة الإقتصادية , 

مضي الجيل الأول من مراجع العمالة على نفس الدرب وإن عادت القيادة إليهم بعد عصر الخمينى وتشكلت فيما بينهم عصابات مختلفة تنافس عصابات شيكاغو العالمية وأصبح لكل مرجع من المراجع الكبري حاشية وبطانة متخصصة تدير أعماله وتعمل لصالحه وتمد جسور العلاقات بينه وبين الغرب حيث توضع الأموال الهائلة الناجمة عن الخمس في المصارف الغربية في أوربا والولايات المتحدة لاستثمارها , 
وأصبحت المرجعية أيضا تحت سيطرة تلك العصابات التي تفرقت إلى تيارات مختلفة تدب بينها الصراعات من حين لآخر فتنكشف الحقائق الجلية لأبعاد هذا الصراع وكمية الفساد الذى تحوزه المرجعية في إيران والعراق , 
ففي إيران يتخاصم تيار الشيرازى مع تيار الخامنئي ويكفر بعضهم بعضا نظرا للتنافس على حيازة المقلدين , وفى العراق هناك صراع تاريخى بين التيار الصدرى الذى مثله محمد الصدر ومحمد باقر الصدر ومن بعدهما مقتدى الصدر وبين التيار الذى يمثله الخوئي والحكيم , ويناصران فيه تيار السيستانى الذى وضعه محمد تقي الخوئي على كرسي المرجعية خلفا لأبيه في صفقة شهيرة كان شرطها أن تظل أموال الخوئي الهائلة في قبضة أبنائه , 
غير أن ما يجمعهم هو اتفاق الأسلوب والهدف والتخطيط والمرجعية القائمة على الرغبة المزدوجة , 
هدم الإسلام في قلوب المسلمين عن طريق استغلال التشيع كمعول هدم من الداخل , 
وفتح الباب لتحصيل الأموال بشتى السبل سواء عن طريق الخمس والزكاة أو عن طريق النذور وتبرعات الأضرحة , 
ولم تنتهى العمالة للغرب بانتهاء عصر الإحتلال العسكري بل استمرت العمالة قائمة بتنفيذ نفس الأهداف عن بعد وفى ظل الرعاية الإقتصادية للمصالح التابعة للمراجع , لا سيما في لندن والولايات المتحدة , 
وبعد موت الخوئي زعيم الحوزة النجفية السابق سيطر محمد تقي الخوئي على ثروته الهائلة وأسس بها مؤسسات الخوئي في لندن والولايات المتحدة وأشرف عليها وبعد موته ظهرت عمالته الواضحة للغرب بعد أن شارك كبار رؤساء الوزارات الأوربيين والمسئولين الأمريكيين في نعيه وتأبينه ووصفه بالصديق المخلص , 
وساهم في تأبينه أيضا كبار مسئولى الأمم المتحدة في ذلك الوقت وعلى رأسهم بطرس غالى , وهو الأمر الذى لفت النظر إليه شقيقه عباس الخوئي في اعترافاته حيث صرح بعمالة أخيه وبين أن الغرب كان يعامله كعميل ممتاز وأظهر برقيات العزاء الممهورة بتوقيع كبار المسئولين والمنشورة في كتاب خاص بمناسبة تأبين تقي الخوئي وتندر قائلا 
( إن هذه الشخصيات العالمية لم يرسل أو يشارك أيا منها في تأبين موت والدى نفسه وهو زعيم الحوزة العلمية ! )

وإذا تأملنا شخصية محمد تقي الخوئي وألقينا نظرة على دوره في تنصيب السيستانى كمرجع أعلى للشيعة بعد موت الخوئي الكبير وأيضا كيفية صعود الخامنئي لمنصب الولى الفقيه بعد الخمينى وهو غير حائز على إجازة الإجتهاد أصلا , 

ومن هذا الإيضاح سيتسنى لنا بسهولة معرفة الكيفية التي يتم نصب مراجع الشيعة بها , 
وللبحث بقية ...

الهوامش 

[1] ـ لمزيد من التفاصيل يرجى مراجعة كتابنا ( الخمينى ـ كبيرهم الذى علمهم السحر )
[3 رمضان, 1431هـ/13-08-2010], 01:37 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
السيستانى زعيم النجف ,

يعترف عباس الخوئي نجل المرجع الأعلى الخوئي أن أباه تم استغلاله من الإنجليز وعصابات تنصيب المراجع التي تملك في يدها مقدرات الطائفة الشيعية عن طريق تحكمها في اختيار المراجع , 

وأنهم جاءوا بالخوئي ليكون مرجعا شكليا يعملون باسمه ويصدرون الفتاوى الفاسدة التي ما أنزل الله بها من سلطان وينهبون ما طاب لهم من الأموال , 
وبالنظر إلى اعترافات عباس الخوئي نكتشف أن الزمرة الحاكمة ـ الإنجليز في أيام الإحتلال , والعصابات في العصر الحالى ـ هم من تحكموا في مسألة تنصيب المنصب المبتدع وهو المرجعية , وأن هذا المرجع لا يملك فعليا إلا أن يعمل معهم سواء بإرادته أو بغيرها 
ولا يقتصر تحكمهم في مسألة النهب باسم المرجع فحسب , بل تتعداه إلى ما هو أخطر وهو أداء دور رئيسي ومنهجى في التحكم بالطائفة عن طريق الفتاوى التي لا يملك المرجع نفسه الاعتراض عليها أو الاعتراض على صدورها باسمه !
وتعمل هذه الفتاوى على خدمة أغراض هذا التشكيل العصابي عن طريق العمل على إشباع شهوات المجتمع الشيعي لكى يظل العامة معلقون بهذا المذهب واستخدامهم في نفس الوقت لتنفيذ الأجندة السياسية الغربية التي تكون جائزتها مزيدا من الأرصدة البنكية التي تضاف إلى تلك العصابات , 

ويضيف الباحث السياسي الشيعي د. أحمد الكاتب والذي درس لسنوات طوال في الحوزة العلمية وانشق عليها في حادثة شهيرة , يؤكد أن اختيار المرجع يتم بطريقة النفوذ والمال ولا يوجد أى أثر لمسألة العلم أو التفوق في علوم الشريعة فيمن يتم تنصيبه حتى لو كان فاقدا للأهلية العلمية أصلا ![1]

وكان أكبر الأمثلة على ذلك ما حدث عند تنصيب خامنئي خليفة للخمينى حيث قام بهذا الدور منفردا أحمد الخمينى نجل روح الله الخمينى بالتعاون مع فريق عمل أبيه بزعامة رفسنجانى لوضع خامنئي فى مكان الولى الفقيه وهو أرفع منصب فى إيران دون أن يملك خامنئي أى حجية علمية حيث أنه لم يبلغ حتى مرتبة الإجتهاد التقليدية ولم يتم دراسته الحوزوية أصلا وكان هناك على الساحة ـ وقت تعيينه مرجعا أعلى ـ خمسة من كبار المراجع الذين يفوقون الخمينى نفسه , 
لكن هؤلاء المراجع لم يكونوا على خط الإهتمام للعصابة السياسية لنظام الخمينى بالتعاون مع الغرب , ولهذا عمل أحمد الخمينى على تعيين خامنئي باعتباره الخيار الأفضل لتولى المنصب والذى يُمكّنهم من السيطرة التامة عليه لكونه بلا شخصية ولا يملك من العلم أو الشعبية ما يدفعه للتمرد ,
ودور أحمد الخمينى يكشف عن سياسة عامة وهى سياسة نفوذ وسيطرة أبناء المراجع والتى أصبحت ظاهرة العصر الحديث فى المجتمع الشيعي حيث استغل هؤلاء الأبناء آباءهم فى أحيان كثيرة ومدوا سبل التواصل مع الغرب وعملوا لحسابهم فى سبيل تحقيق أعلى المكاسب , 

ولم يكن أحمد الخمينى إلا واحدا من هذا الجيل الذى ضم معه محمد تقي الخوئي وعبد المجيد الخوئي نجلا المرجع الأعلى الخوئي , ومحمد رضا السيستانى نجل المرجع الحالى السيستانى , 

وسياسة الأبناء هذى سياسة ميكافيلية في الأصل طبقها العديدون عبر العالم , وفى عالمنا المعاصر طبقها ملك عربي شهير عندما كان وليا لعهد أبيه أيام الإحتلال الفرنسي لبلاده , وعندما قامت السلطات الفرنسية بإسقاط هذا الملك وتنصيب غيره لجأ ولى العهد إلى فتح أبواب الإتصال مع الغرب عن طريق وسطاء من الوكالة اليهودية التي كانت نشاطاتها في المغرب العربي على أشدها لوجود جالية عربية كبيرة هناك , 
وقبلت الجالية اليهودية الصفقة السرية التي عقدها معها ولى العهد الطموح من خلف ظهر أبيه وأُعيد الملك إلى بلاده وإلى عرشه وتلقي التوصيات من السلطة الفرنسية بتصعيد نجله ولى العهد لمناصب تنفيذية أعلى , 
وأصبح ولى العهد هو الملك فعليا ثم استمر مخططه إلى أن قام باغتيال والده عن طريق استقدام طاقم جراحى من فرنسا لإجراء عملية بسيطة للغاية هى استئصال اللوز للملك , وتم إجراؤها في ظروف مشبوهة للغاية وفى حجرة لا يوجد بها أى نوع من التعقيم فضلا على أن الملك خرج من غرفة العمليات إلى غرفته وتم منع الزيارة عنه نهائيا إلا لولى العهد , 
وبعد يومين تم إعلان وفاة الملك وحلف اليمين للملك الجديد الذى صار فيما بعد هو الركن الركين للسياسة الغربية فيما يتعلق بالقضية اليهودية وإسرائيل [2]

ولما كان أحمد الخمينى وأنصاره لا يرغبون في حلول أى مرجع من المراجع الكبري الأحياء بعد والده لما يستلزمه هذا من ضياع السيطرة الخمينية , 

مهد أحمد الخمينى الطريق أمام خامنئي عن طريق استخدام كل مؤسسات الدولة لتأييد ترشيحه وقام بسد الطريق أمام منافسيه أو المعترضين بكذبة كبيرة دبرها له رفسنجانى نفسه وهو القول بأن الخمينى أوصي قبيل موته بأن يكون الخامنئي خليفة له وهو ما لم يكن له أساس من الواقع !
وظلت مرجعية قم غير معترفة بخامنئي كمرجع ابتداء فضلا على أن يكون الولى الفقيه , وظل هذا الإنكار لليوم بين المراجع الأحياء ولم يسلموا له بالأعلمية أو احترام المنصب إلا أنهم سكتوا جميعا عنه بعد تمكنه الفعلى من منصبه وبعد استخدام الخامنئي للحرس الثورى والشرطة لتأديب المعترضين وأنصارهم , 

وقد تكرر الدور الذى قام به أحمد الخمينى مع خامنئي فى تجربة تنصيب المرجع الأعلى بالنجف الذى يخلف الخوئي حيث كان محمد تقي الخوئي يضع يده على المؤسسات المالية الضخمة التابعة لوالده , 

ومحمد تقي الخوئي هو الشخصية النافذة في النجف أيام والده الخوئي الكبير , وهو شخصية سلطوية بذيئة اللسان 
يقول عنه العالم الشيعي عباس الزيدى [3] :
(ولا يخفى لما لهذا الرجل من دور مهم في حوزةالنجف ومدى تأثيره في اتخاذ قرارات الحوزة فالخوئي كان في سنواته الأخيرة قد شاخولم يستطع اتخاذ قرار فترك الأمر لأولاده ليعبثوا في قيادة الشيعة والتصرّفبالأموال حسب أهوائهم.
وكان هذا الرجل قد اتخذ أماكن مشهورة للهو في داخل العراقوخارجه ومنها حسب معلوماتي مزرعة بين النجف وكربلاء اتخذها مع إخوانه وأصدقاءهلقضاء الليالي الحمراء. وكانت جميع الحوزة تهابه وتخاف من لسانه وسطوته وكانبإمكانه ان يسب ويلعن أي مجتهد فضلاً عن سائر الطلبة )

وطبقا لقوانين المرجعية ـ التى لا يتم تنفيذها أبدا ـ كان من المفترض أن تئول تلك الأموال الطائلة التي خلفها الخوئي الكبير إلى المرجع الذى يليه باعتبارها أموال الحقوق الشرعية وليست إرثا خاصا لأبناء المرجع المتوفي , 

لكن هذا الأمر لم يتم تطبيقه بالنسبة لأى مرجع والفضائح المتناثرة حول مصير تلك الأموال تملأ جنبات الحوزات في النجف وقم , وكان آخرها فضيحة اختلاف أبناء المرجع الروحانى حول أموال الإرث
وكان تقي الخوئي يبحث عن الوسيلة التي يحتفظ بها بتلك الأموال تحت يده كما كانت أيام والده , حيث كان يعمل وكيلا له ويتصرف في تلك الأموال بالإسثمار في شتى المجالات العقارية والمالية بلندن , 
وأسس في العاصمة البريطانية ما يسمى بمؤسسة الخوئي كستار لنشاطه الذى بسط نفوذه هناك ونصحته الحكومة البريطانية بأن يلجأ لحيلة قانونية تمكنه من الاحتفاظ بتلك الأرصدة بعيدة عن الرقابة ورهن يده وحده , 
وكانت الفكرة تتمثل في أن يتم إنشاء وكالة إقتصادية باسم ( مؤسسة الخوئي ) تتبع منظمة اليونسكو , على النحو الذى يكفل تدويل أموالها وجعل حق التصرف فيها مرهونا فقط بمجلس الإدارة الخاص بالمؤسسة , 
ونظرا لأنها أموال دولية فمن المستحيل استعادتها عندئذ !
وبالفعل تدخلت الحكومة البريطانية لصالح رجلها الأثير وتم انشاء المؤسسة وفروعها عبر العالم بعضوية مجموعة محمد تقي الخوئي وهم :
محمد الشهرستانى ـ سيد فاضل الميلانى ـ محمد بحر العلوم ـ محمد تقي الخوئي ـ محمد خلخالى ـ شخصية باكستانية 

وقبيل وفاة الخوئي ظهر الكلام حول المرجع المتوقع بعده وكان هناك العديد من المرشحين سواء في النجف أو في قم من كبار المراجع المعتمدين مثل الحكيم أو الروحانى أو بشير النجفي أو غيرهم من مراجع التيار الصدرى 

ولأن المال هو عصب الإنتخاب الحقيقي بغض النظر عن مدى المقام العلمى , فقد بحث تقي الخوئي عن مرجع يقوم بدعمه بنفوذ مؤسسات الخوئي في العالم بشرط أن يسمح له هذا المرجع ببقاء مكانه كما هو بالنسبة لمؤسسات الخوئي وأموالها , 
ولم يجد تقي الخوئي مرجعا واحدا ممن هم على الساحة يقبل بتلك الصفقة , 
فقرر أن يصنع بنفسه مرجعا بنفوذه وأمواله بحيث يطاوعه ويعمل باسمه , حتى لو كان هذا الشخص مجهول الهوية , ووجد ضالته في شخص اسمه علىّ السيستانى لم يسمع به أحد مطلقا قبل عام 1992 م , وهى عام وفاة الخوئي الكبير , 
وكان مجرد تلميذ للخوئي وليس له أدنى معرفة بالدين والشريعة واللغة ولم يكن له أدنى ذكر في أوساط الحوزة العلمية ولم يحز درجة الإجتهاد من الأصل , ولم تكن له رسالة عملية أو أى مؤلفات ذات وزن , 
باختصار كان شخصا مجهولا لم يكن يحلم بأن يتم تنصيبه مرجعا وهو الذى كانت أمانيه لا يتعدى سقفها نوال درجة المجتهد 
غير أن تقي الخوئي طلب منه الموافقة فقط على الترشيح وسيتكفل عنه بكل شيئ , 

وبالفعل تمت الصفقة , وإذا بأموال الخوئي تخلق منه خلال أيام مرشحا هائلا للمرجعية , 

وفجأة ضج الوسط الحوزوى باسم السيستانى كخليفة للخوئي باعتباره وصي هذا الأخير ! وأن السيد الخوئي أوصي بأن يخلفه السيستانى وهى نفس الخدعة التي لجأ إليها أحمد الخمينى في تنصيب خامنئي خلفا لأبيه , 
وانتشرت أيضا أسطورة عمامته السوداء على اعتبار أنه من السادة آل البيت , وهى الفضيحة العظمى التي تكشف مدى الإستهانة بعقول الناس حيث أن علىّ السيستانى غير معروف النسب حتى لأبيه ! فهو لقيط متعة باعتراف أمه نفسها وقد نشر موقع الموسوعة الحرة ( ويكبيديا ) بطاقة تعريفية للسيستانى وردت فيها فقرة كاملة عن نسب السيستانى وكيف أن أمه كانت تتمتع كثيرا تقربا إلى الله ! وأنها لم تستطع تحديد هوية الوليد فأفتى لها مرجع التقليد باستخدام القرعة فتم إلحاقه بأبيه المنتخب
وإلى اليوم لا يستطيع أنصار السيستانى أن يصلوا لاسمه بعد الجد الرابع , أى أن اسمه الرباعى فقط هو المتاح وما بعده مجهول تماما , ومع ذلك فهو معتمد عندهم على أنه من أحفاد موسي الكاظم هكذا بقدرة أموال الخوئي دون أدنى إثبات أو سلسلة أو شجرة نسب تثبت أصله !

الهوامش :

[1] ـ المرجعية الشيعية ـ أحمد الكاتب ـ الموقع الشخصي
[2] ـ القصة بتفاصيلها ووثائقها المؤسفة فى كتاب ( شخصيات وبصمات ) ـ محمد حسنين هيكل ـ الدار المصرية 
[3] ـ السفير الخامس ـ عباس الزيدى المياحى
[3 رمضان, 1431هـ/13-08-2010], 01:38 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
ومن الجدير بالذكر أن مسألة الإدعاء بالنسب ـ كما سبق الإشارة إليها ـ مسألة اشتهرت بشدة على يد عملاء الإنجليز الهنود النازحين من الهند لإيران والعراق 
وهى في الواقع لم تكن فكرة إنجليزية إنما أخذها الإنجليز وطوروها وزادوا في تعميمها حيث تضاعف عدد المدعين للنسب الشريف عدة مرات لما لاحظه الإنجليز من قوة تأثير هذا النسب في الأوساط الشيعية , 
فالظاهرة في بلاد فارس قديمة المنشأ وقد تعرض لها المحققون وعلماء الأنساب وفضحوا أمرها نظرا لأن شجرة الأنساب وعلمها إحدى الخصائص التي تميزت بها أمة الإسلام العربية بالتحديد , 
ومنذ ظهور التشيع الفارسي وبلاد فارس تعج بالإدعاءات من اللقطاء بالنسب العلوى , وهو ما تم كشفه كما أشرنا عن طريق اتباع الأسانيد وسلاسل النسب الصحيحة التي كشفت هذا الأمر
من ذلك :
قال أبو نصر البخاري في سر السلسلة:
(ولد محمد الباقر أربعة بنين وبنتين درجوا كلهم إلا أبا عبدالله جعفر بن محمد ،إليه انتهى نسبه وعقبه ، فكل من انتسب إلى الباقر من غير ولده الصادق ، فهو كذابدعي )
و لقد ادعى أناس كثيرون إلى محمد الباقر في إيران ، وافتعلوا له أولاداً وأعقاباً ، هم فيها كاذبون دجالون ، 
إنَّ انتشار الدعوى لأنساب العلوية فيإيران منذ القدم ، جعل ثقات النسابين يبينون طرائق النقباء التي كانوا يتصدون بهاللأدعياء في تلك الديار . فمن ذلك قيامهم بتعزير المدعين للأنساب ، و كان هذاالتعزير يتخذ صوراً من النكال ، من أشهرها طريقتان : الجلد والضربأو حلقالشعر وكوي المدعي بالنار على جبهته !! 
و قد بوَّبَ ابن فندق البيهقي في ( لبابالأنساب ) باباً عنون له بقوله
( باب في ذكر من حلق النقباء رؤوسهم من نواحيغزنة ، و خوارزم ، و نيسابور، والغرض من هذا الفصل معرفة هؤلاء حتى لا ينسب إليهم أحد ، و لا ينتمي إليهم مدعي)[1]

ولا شك أن السيستانى من مشاهير الأدعياء وكذب نسبه لا يحتاج إلى دليل , فبينما الأنساب العلوية تجد عند كل عائلة منها سلسلة نسب مأخوذة بالسند المتصل عن أمهات كتب الأنساب من الجيل الحالى وحتى الحسين أو الحسن رضي الله عنهما , 

فإن السيستانى نفسه ومناصروه يعجزون عن معرفة اسم الجد الخامس له فحسب !
يقول عنه عباس الزيدى :
(منعائلة معروفة فجده السيد علي السيستاني أحد تلامذة السيد اسماعيل الصدر(قدس) واماسلسلة نسبه فهناك كلام فيها والله العالم. وهو احد طلبة الخوئي مكث سنوات في عقدالثمانينات في الخليج ولم يعرف الى الآن عن ماهية عمله خلال هذه المدة. ولم يكنمعروفاً او منافساً لطبقة تلامذة الخوئي الأولى كالشيخ الفياض والبروجرديوالغروي.
أوعز اليه محمد تقي الخوئي بالصلاة في مسجد الخضراء بعد عدم قدرةالخوئي على الاستمرار في الصلاة لمرضه وشيخوخته ولقد علمنا ان الامام الصدر ذهب الىالخوئي وسأله عن هذا الامر فنفى الخوئي مسؤوليته وعلمه بصلاته في هذالمسجد.)

أى أن محمد تقي الخوئي دبر للأمر قبيل وفاة والده بعد يأسه من بقية المراجع وبعد قبول السيستانى للصفقة التي لم يعلم الخوئي الكبير عنها مثقال ذرة , 

وفى شهادة عباس الخوئي شقيق تقي عن السيستانى قال :
( إن تقي نصب السيستانى منفردا بعد صفقة نفذها معه وقالوا عنه أنه تلميذ السيد الخوئي المقرب وأنه صهره )
ثم أضاف ساخرا :
( حتى أنى سألت أختى هل تزوجك السيد السيسستانى دون أن نعلم نحن عائلة الخوئي بذلك ؟! )
ولم يكتف محمد تقي الخوئي بذلك , 
بل قام بعملية تزوير واسعة النطاق لتزكية ترشيح السيستانى عن طريق نشر شهادات تزكية للسيستانى تحمل أسماء كبار المراجع في ذلك الوقت
ومنهم كما يروى عباس الزيدى :
( أ ـ السيد علي البهشتي: وقد سألناه فتبرأ الىالله من هذا القول.
ب ـ مرتضى البروجردي: وقد سألناه فقال كيف يقول بأعلمية غيرهمن يقول بأعلمية نفسه.
جـ ـ الشيخ محمد اسحق الفياض: وقد تبرأ من هذا القول وأولدليل على كذب محمد تقي الخوئي ان الفياض قد تصدى للمرجعية في الوقت الحالي.
د ـالسيد محمد حسين فضل الله ـ وقد كذّب هذا المدعى علانية وذكر في كتاب ـ المرجعيةوحركة الواقع صراحة: انني لا أرى أعلمية السيستاني ـ وهكذا باقي الأسماء فهي بينمكذّب للمدعى وبين من هو خارج العراق منذ ثلاثين أو عشرين سنه، وبعد ذلك أخذ في نشرالأكاذيب ضد السيد السبزواري إذ أذاع في مختلف البلدان الإسلامية أن السبزواري قدفقد عقله وهذا ما تراه واضحاً في فتوى السيستاني: اذ ان اغلب العراقيين قد قلّدواالسبزواري بعد وفاة الخوئي ولما توفي السبزواري أعلن السيستاني ان تقليد السبزواريباطل وعليهم الرجوع إما إلى الخوئي!!! أو الرجوع إليه )[2]

ورغم أن انكشاف تلك التزكيات المزورة يعتبر فضيحة إلا أن القدرة الإعلامية لمؤسسات الخوئي ونفوذ محمد تقي الخوئي تكفلا بأن يصبح السيستانى بين عشية وضحاها هو وريث علم الخوئي الكبير الذى أزاح كل مناوئيه , 

ولم يخل الأمر من فضائح أخرى تمثلت في انعدام القدرات العلمية للسيستانى وهى المشكلة التي حلها محمد تقي الخوئي بأن منح السيستانى نفس الرسالة العملية الخاصة بالخوئي الكبير ونزع اسم والده منها ووضع بدلا منه اسم السيستانى !
والكارثة التي تدل على مدى استهانة تقي الخوئي بخصومه وبالجماهير أنه حتى لم يكلف نفسه تغيير عنوان الرسالة أو العبث في محتوياتها أو تبديل بعض فصولها ! بل نشرها باسم السيستانى مطابقة للرسالة الأصلية للخوئي تماما , 
فالرسالة العملية للخوئي الكبير بعنوان ( المسائل المنتخبة ) وهو ذات العنوان الذى صدرت به رسالة السيستانى ومن يطلع محتوى الرسالتين يجد التطابق تاما حتى في عناوين الفصول والآراء , هذا بالرغم من أن المراجع الكبار لابد أن تختلف اجتهاداتهم بشأن المسائل الفرعية وتتنوع آرائهم ومن المستحيل تقريبا أن يتفق مرجعان على سائر الآراء الفقهية التي يراها كل منهما , لكن التطابق كان تاما بين رسالتى الخوئي والسيستانى ! [3]

وبعد أن تولى السيستانى المرجعية كان عليه أن يتصدى للجماهير ويقابلها ويجيب عن الإستفتاءات المباشرة في مجالس العلم الجماهيرية كما هى العادة مع أى مرجع 

وهذا بالطبع سبب مشكلة ضخمة أخرى حيث أن السيستانى ليس باستطاعته التصدى لهذه الأمور , لهذا قام بحل المشكلة عن طريق تفادى الظهور العلنى بأى شكل من الأشكال أمام الجمهور والإكتفاء بأن يستقبل الفتاوى والأسئلة عبر الوسائط 
ولم يحدث أن خرج السيستانى ـ منذ توليه المرجعية وحتى اليوم ـ إلى الجماهير في خطبة جمعة أو خطاب جماهيري علنى بل اكتفي بالمجالس الضيقة حتى أن جمهور مقلديه لا يعرفون صوته أصلا !
وقامت إحدى وكالات الأنباء العالمية برصد مبلغ ضخم لمن يأتيها بتسجيل صوتى للسيستانى !
حتى عُرف في الأوساط الشيعية أنه المرجعية الصامتة !
وفى هذا الشأن يقول عنه عباس الزيدى :
(لم يشهد احد بمستواه العلمي وكتابهالرافد في علم الأصول كان محطا للسخرية من قبل فضلاء الحوزة ولم يتصدّ لبحث الأصولنهائياً خلال مدة تصديه إلى حال كتابة هذه السطور.
كان يتحاشى اي مناقشة وقدحاول شهيدنا باقر الصدر أكثر من مرّة استدراجه للمناقشة فكان يفلت منها بشكل ملفت للنظر. وكانالشيخ الغروي قد حاول كذلك ولم ينجح، ودخل السيد المروّج في مناقشة معه فأهانه،وكان بعد القاء بحثه في الفقه صباحاً يقوم فينسحب ولا يقبل اي مناقشة من قبل الطلبةبل يترك الأمر لولديه محمد رضا ومحمد باقر) [4]
وفى مجالسه الضيقة لا يسمح لأحد بأن يتوجه له بسؤال , 
كما يروى عباس الزيدى قائلا :
(يجلسالسيستاني يومياً لاستقبال الزوار حوالي ساعة قبل صلاة الظهر ولم يكن يسمح لأحدبسؤاله إلاّ قليلاً فعليك أن تسأل الذي على اليمين وهو محمد حسن الأنصاري والذي علىالشمال وهو هادي الأسدي، والسيستاني واضع يده على ركبته فعليك ان تقبّلها وتنصرف لاغير، وأعضاء مكتبه هم بالإضافة إلى الأنصاري والاسدي كل من محمد رضا السيستاني ولدهوالذي كان له دور في تسقيط شهيدنا وهو معروف بلسانه الوسخ حيث لا يمتلك ابسطالأخلاق العرفية فضلاً عن الإسلامية وكان يسب شهيدنا، أما من حيث سلطته فهو كمحمدتقي الخوئي في عنجهيته وهجومه على العلماء وبالأخص شهيدنا ومن قبله السبزواري حيثوقف بشدة ضد العالم الرباني الجليل ويقول إن تقليده باطل )
هذا هو أعظم مرجع للشيعة في العصر الحالى بلسان أحد علماء الشيعة وهو عباس الزيدى !

وتمت الصفقة على أكمل وجه وانفرد محمد تقي الخوئي بميراث أبيه الضخم , وترك للسيستانى غنيمة الأخماس الجديدة التي ستأتيه من منصب المرجعية , 

وبدروه قام السيستانى بإيكال أمر المرجعية إلى أولاده محمد رضا ومحمد باقر وصهره جواد الشهرستانى الزعماء الجدد لعصابة النجف والذين بلغت ثروتهم آفاق المليارات في العصر الحالى ويمتلك أولاد السيستانى وصهره وابنته عددا من القصور في قلب لندن تربو أثمانها على ملايين الجنيهات الإسترلينية وكلها من أموال الأخماس ,
وفى نفس الحى في لندن تقع فيلات الثلاثي السيستانى في مواجهة فيلا عبد المجيد الخوئي وبلغ ثمن الفيلا الواحدة حوالى مليونى جنيه إسترلينى تقريبا ! 
فضلا على أن السيستانى استغل تلك الأموال المتدفقة في إنشاء المئات من المشروعات التعميرية والمؤسسات الخيرية في وطنه الأصلي إيران رغم أنه مقيم في العراق وأموال الأخماس معظمها عراقية وتصب عنده أو من الخليج العربي إلا أن العراق لم يشهد مشروعا أو مؤسسة واحدة أنشأها السيستانى لأهل العراق من أموالهم !
وعندما قام مجلس الحكم الشيعي الذى تولى بعد الإحتلال بعرض الجنسية العراقية على السيستانى رفضها مستنكفا ! وأصر على الإحتفاظ بجنسيته الفارسية !

الهوامش :

[1] حقيقة البيوت العلوية فى إيران ـ بحث منهجى لشبكة الدفاع عن السنة 
[2] ـ السفير الخامسـ مصدر سابق 
[3] ـ الأرشيف السري ـ فيلم وثائقي لقناة صفا ـ المتحدث د. طه الدليمى 
[4] ـ السفير الخامس ـ مصدر سابق
[3 رمضان, 1431هـ/13-08-2010], 01:39 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
وفضلا على ذلك فالسيستانى يعامل المجتمع الشيعي العراقي نفسه بأكثر قدر من الإحتقار والاستهتار , 
فمن نظم الحوزة العلمية أن هناك رواتب تقررها المرجعية للطلبة والتى يتولاها المراجع صرفا من أموال الأخماس ,
ورغم أن السيستانى مرجع النجف فإنه يقوم بإرسال رواتب لحوزة قم وبقدر من العناية يفوق اعتتنائه بحوزته في النجف وهى مصدر الأخماس الأصيل , هذا بخلاف التعامل المهين مع طلبة الحوزة العراقيين , 
يقول عباس الزيدى عن هذا الجانب :
(وكان الخدم الذين يعملون في مكتبه يعاملونالطلبة العراقيين بأحتقار.
وحدث أن قاموا بطرد العديد منهم والاعتداء عليهم اكثرمن مرّة وفي إحداها سلّموا احدهم إلى ضابط الأمن الذي كان يحرس السيستاني.
كانهذا المكتب يوزّع الرواتب على الجميع وهم في البيوت والمدارس باستثناء الطلبةالعراقيين حيث يقفون صفاً وفي الشارع بشكل مذل.
وحدث أن قطعوا رواتب العديد منالطلبة لأسباب منها: إذا علموا أن احد الطلبة قد اعتقله النظام فإنهم يبادرون الىقطع راتبه وإذا راجع احد بخصوص عائلة هذا الطالب فإنهم يطردونه ) [1]

أى أن السيستانى زعيم ومرجع الشيعة الأول كان يبيع طلبته للنظام ويقطع رواتبهم إذا قام نظام صدام حسين بالإشتباه في أحد هؤلاء الطلبة , 

وبدلا من أن تكون المعاونة للطالب المعتقل مضاعفة من مرجعه الأعلى فإنه كان يعانى من مرجعيته أكثر مما يعانى من النظام
وليس سرا أن السيستانى الذى يصف الآن نظام صدام بأنه كان نظاما طاغوتيا ويحفز تشجيع ومناصرة الإحتلال , كان أيام صدام حسين نفسه أطوع للنظام من بنانه حتى أن صدام حسين أثناء اتخاذه سياسة ترحيل الإيرانيين إلى خارج العراق ترك السيستانى ولم يطرده خارجا في إشارة لمكانته وقربه من النظام
هذا فضلا على ما أفتى به أثناء وجود صدام قبيل سقوط بغداد بأسابيع هو وبقية مراجع العمالة من فتاوى مناصرة العراق ورئيسه الشرعي وحض الشعب على نصرته في مواجهة المحتل الأمريكى , 
( فى13/3/2003 وقُبيل الحرب على العراق بسبعة أيام فقط,أصدر الأربعة الكبار الذينهربوا من النجف الأشرف فاسحين المجال للقوات الإسرائيلية والأميركية أن تقتل أبناءالمدينة المقدسة وتهدم وتهين المدينة وأهلها وهم ( السيستاني، وفياض، وبشير النجفي، ومحمد سعيد الحكيم) ومعهم الحوزة العلمية في النجف أصدروا بيانات وفتاوى تنددبالخطر القادم نحو العراق, وتندد بكل مواطن ومسلم سيساند الأميركان الذين يريدونالحرب على العراق , و بايعوا صدام حسين حتى الموت في حينها ــ وتحت يد الكاتب جميعفتاوي هؤلاء ــ ولقدنُشرت في الجريدة الرسمية وأذاعها التلفزيون العراقي التابعللنظام السابق , بل ضمّن السيستاني فتواه قولا للإمام جعفر الصادق (ع) وما معناهإن كل من يساعد الكافر والمحتل سوف يكتب الله على جبينه فلتيأس من رحمتي ) [2]

وهى الفتاوى التي حرص مكتب السيستانى على اخفاء أى أثر لها بعد دخول القوات الأمريكية فعليا للعراق ! وخروج الفتاوى البديلة التي اعتبرت القوات الأمريكية عنوان خلاص الشيعة من صدام , 

ولا أحد يدرى كيف انقلب حال الفتوى من النقيض إلى النقيض في ظرف أسابيع ! وأصبح صدام البطل المجاهد المتكلم بلسان جعفر الصادق ـ إلى طاغوت تجب محاربته رغم أن شخص المتكلم واحد في الحالتين !

رغم أن المتأمل في أحوال الشيعة بالعراق أيام نظام صدام حسين يكتشف الكذبة الكبيرة التي روج لها مراجع الشيعة بعد الإحتلال , فقد كان من مقررات القانون سنويا أن المراجع الكبار وأبناؤهم يحصلون من النظام الحاكم على مكافآت منتظمة فضلا على دفعة سيارات فاخرة من نوع المرسيدس تصرف لهم جنبا إلى جنب مع كبار قادة الجيش [3]

هذا بخلاف التسهيلات المالية الهائلة الممنوحة لهؤلاء المراجع والإعفاءات الضريبية على أموالهم الطائلة 
وإن كان هناك اضطهاد للشيعة فقد كان واقعا على العوام منهم فحسب مثلما كان واقعا على السنة أيضا من النظام البعثي العلمانى , 
أما المراجع فقد كانوا في رفاهية وانقياد أعمى لنظام البعث مثلما هم اليوم مع القوات الأمريكية !

بالإضافة إلى الذل والإمتهان الذى يتعامل به السيستانى ويدعوه إليه طبعه الفارسي من ممارسه عقدة النقص لديه على الشيعة العراقيين حيث اتضح من خلال كلام عباس الزيدى أن الطلبة الوافدين كانت الرواتب تصل إلى بيوتهم وهم معززون مكرمون بينما الطلبة العراقيون أصحاب البلد نفسه كان ـ ولا زال ـ يحرص مكتب السيستانى على صفهم في طوابير استجداء طويلة في انتظار الرواتب !

وفى سبيل محاربته للمرجعية العربية المتمثلة في التيار الصدرى استخدم السيستانى أموال الأخماس في رشوة أكبر عدد ممكن من أئمة وخطباء الجمعة ـ وهو منصب له أهميته في الشيعة منذ أتى الخمينى ـ لكى يستميلهم إلى مرجعية السيستانى ويستخدمهم في التشنيع على مرجعية الصدر , وكانت المبالغ تجاوز حد 300000 دينار عراقي !
ومن خلال تلك الممارسات كشف السيستانى في وضوح عن أصلة الفارسي وتعصبه العرقي اللامتناهى , ورغم هذا الوضوح فإن الدهشة تستبد بالمرء عندما يعرف أن مرجعية السيستانى في النجف لا تمولها أى جهة شيعية بل سائر أموال الأخماس آتية من العراق والخليج من الشيعة العرب الذين يمتهنهم السيستانى بأموالهم ! بينما هم كالأنعام أو أضل سبيلا !

الهوامش :

[1] ـ السفير الخامس ـ مصدر سابق 
[2] ـ حقيقة مؤسسة الخوئي فى لندن ـ مقال لبهاء الأعرجى ـ شبكة المهدى الإليكترونية 
[3] ـ المصدر السابق
[3 رمضان, 1431هـ/13-08-2010], 01:40 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
فتاوى السيستانى ودوره :

لم يختلف السيستانى في أداء دوره المنصب على محاربة السنة ونشر التهتك في المجتمع الشيعي ـ العربي بالذات ـ عن دور بقية مراجع الفرس , وهو الدور الذى تصاعد بشدة مع مجئ الخمينى ,[1]

ودار السيستانى في نفس الفلك الذى يدور فيه الغرض الفارسي والغرض الغربي , والذي يتمثل فيما يلي .. 
أولا : صب الأحقاد الفارسية القومية في قوالب تجاه العنصر العربي الذى أسقط دولة فارس بعد ظهور الإسلام عن طريق تثبيت خطى التشيع الفارسي وترسيخ معتقداته في قلوب العامة التي تتمثل في هدم ثوابت الإسلام من القرآن والسنة وتكفير الصحابة وأمهات المؤمنين وتضييع القيم والمثل العليا التي أرسي الإسلام دعائمها , 
ثانيا : العمالة الصريحة للغرب ولو بدون مقابل عن طريق تقصي جهة المصالح الغربية والتعاون معها تصريحا أو تلميحا وهو ما طبقه بعد دخول القوات الأمريكية وفضحته الوثائق والحقائق التي نشرها رواد الإحتلال مثل بول بريمر 
ثالثا : العمل بأقصي طاقة في استغلال المرجعية ومكانتها الروحية لإتاحة الحد الأقصي من الشهوات للمجتمع الشيعي العربي تحديدا , عن طريق فتاوى المتعة , والدخول بها ـ بمعاونة إيران ـ إلى قلب العراق العربي الرافض لتلك الممارسات ونشرها بينهم وترغيبهم فيها لخلق حالة من الخلل الأخلاقي والإجتماعى الكاسح , 
ومحاولة فك الإرتباط العشائري بين شباب تلك العشائر وبين أولياء أمورهم 

وقد نفذ هذه الأجندة بامتياز لا سيما بعد سقوط العراق وصعود سيطرة السيستانى على الحكومات الشيعية القائمة , 

فبدأ لتحقيق الغرض الأول في نشر وتدعيم مراكز عديدة للبحث والنشر هدفها طباعة ملايين النسخ من الكتب العقائدية سواء لمراجع الشيعة القدامى والمعاصرين أو لمثقفيهم السائرين على نهجهم , 
والتركيز على استخدام طلبة الحوزات العلمية في تدعيم موقف الدعوة والتبشير الشيعي في منطقة الخليج والمغرب العربي بدعم إيرانى وبتنسيق مع المخابرات الإيرانية التي تتولى بنفسها حماية السيستانى وتفعيل دوره , 
وهو أحد رواد الفتنة الكبار بلا أدنى شك , 
فعلى موقع مركز الأبحاث العقائدية التابع لمكتبه مباشرة يتم نشر سائر كتب التراث الشيعي الموبوءة التي يتدثر الشيعة في الإعلام بإنكار ما هو وارد فيها بينما هم يتبنونه كاملا ويزيدون عليه أيضا , 
مثل كتاب المفيد ( أكبر علماء الطائفة ) المعروف باسم ( أوائل المقالات في المذاهب والمختارات ) والذي يحتوى النصوص الصريحة الدالة على تكفير الصحابة قاطبة والإعتقاد بأن كفرهم من أصول اعتقاد الإمامية , 
فضلا على رأى المفيد نفسه ( رأى وليس رواية منقولة ) في أن القول بتحريف القرآن هو أحد أساسيات المعتقد الشيعي التي انفردت بها الإمامية عن سائر فرق المسلمين ,
بالإضافة إلى تصريح السيستانى على موقعه في جواب علنى أن من كان على دين الإمامية فهو على الحق وما عداه فهو باطل !
وهى الأمور التي كشفت صراحة عن منهج السيستانى الحقيقي وأبانت الستار عن تصريحات التقية والنفاق التي يقولها وينقلها عنه الإعلام الشيعي تجاه السنة بغرض التودد إليهم !

فضلا على أن مركز الأبحاث العقائدية أنشأ قسما كاملا لكتب المنضمين للتشيع من أمثال التيجانى السماوى وراسم النفيس وأحمد هلال ومحمود جابر وغيرهم عشرات من الذين باعوا دينهم بدنياهم وكتبوا تجربتهم في الإنتقال إلى مذهب الشيعة الإثناعشرية من السنة , 

وبالطبع احتوت تلك الكتابات على عنصرين دائمى التكرار في كل متشيع , 
وهما الطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين وتلفيق الروايات التاريخية للقول بردة الصحابة , 
والطعن بأهل السنة واتهامهم بأنهم نواصب ( أى أعداء ) لأهل البيت , 
وهؤلاء المتشيعون يدركون أكثر من غيرهم طبيعة المجتمع السنى الذى كانوا فيه ويعرفونه ويدركون مدى اعتزازهم بأهل البيت ويكفي أن أسماء أهل البيت أكثر انتشارا في بلادهم عن بلاد الشيعة التي تتسمى بأسماء قادة الفرس قبل الإسلام !

أما مع الإحتلال :

فقد أعلن بول بريمر في مذكراته التي نشرها بعنوان ( عام قضيته في العراق ) أن السيستانى صارحه في البداية أنه لن يتمكن من التعاون معه في العلن في ظروف بداية الإحتلال عام 2003 م وإن كان سيقوم بمهام المساعدة التي تكفل تحقيق الإستقرار والأهداف الأمريكية , وكانت البداية مع فتواه بتحريم الجهاد !

ثم تطور الأمر بعد رحيل بريمر وانكشاف أمر التعاون الوثيق بين الجبهتين وتقبلته جماهير الشيعة بفتوى السيستانى وآرائه عن القبول بمنطق الإحتلال وأنه تحت أى ظرف أفضل من النظام السابق 


أما في مسألة نشر الخلل الإجتماعى في النسيج العراقي , 

فبدأ ضمن مخطط إيرانى طويل لتحويل المجتمع الشيعي العراقي إلى مستنقع للرذيلة كما هو الحال في قم , 
ولأن العشائر العربية في العراق تأنف تلقائيا من ممارسات المتعة بالشكل الذى يصوره قادة الشيعة الإيرانيون فكان لزاما على السيستانى وأعوانه ـ لا سيما بعد سقوط العراق ـ أن ينشروا مراسم المتعة وفق مقتضي المذهب !
وكانت البداية مع بغداد العاصمة حيث تم استعمال المتعة كوسيلة لجذب الشباب السنى إلى التشيع لا سيما بعد أن ساهمت فتوى السيستانى بجواز عقد المتعة مع فتيات السنة في تذليل تلك العقبات , 
وخلال سنوات الإحتلال أصبحت جامعات العراق مركزا موبوء بعشرات التجارب السفاحية بين الطلبة بناء على كتيبات الفتوى التي تنتشر في أيدى الطلبة وتحمل من التبشير بالأجر العظيم للمتعة ما لا يخطر على بال ! [2]

وشيئا فشيئا خرجت من مكتب السيستانى حوالى ثلثمائة فتوى كلها تعالج المتعة وتحتوى من المصائب الأخلاقية ما لا يخطر على بال إنسان لديه ذرة من العقل , فضلا على الدين 

فكان منها تلك الفتوى الشهيرة التي عبرت عن مدى فعالية تلك السياسة الجديدة التي اتبعتها المرجعية بعد سقوط العراق حيث أرسل السائل إلى السيستانى سؤالا مؤداه أنه ضبط أخته في الفراش مع رجل غريب معمم !
وهم بقتله لكنه بادر بالفرار وهو يردد أنه متزوج من أخته بالمتعة , فقام الشاب بحبس أخته وأرسل يستفتى مرجعه الأعلى السيستانى هل يجوز له قتل ذلك الزانى بأخته لا سيما وأنه يعرف بيته ؟
فجاء الجواب ـ كما هو على موقع السيستانى ـ بلهجة زجر شديدة للشاب الغيور من أنه ليس على السيد ( الزانى ) وزر لأنه ما ارتكب حراما وحتى لو فعل ليس له أن يقتله أو يؤذى أخته , بل ليس له ولاية على أخته حتى لو أتت بالحرام !
بل إن القرار في هذا الأمر للمرجع الذى يتبعه فهو صاحب الولاية !

ومن خلال هذه الفتوى نستطيع بسهولة أن نستخلص النتيجة التي أدت إليها سياسة السيستانى والمرجعية الإيرانية حيث نزعت أدنى شعور بالغيرة والمسئولية من أولياء الأمور وركزت في ضرب الطبيعة الفطرية للغيرة , 

لا سيما إذا لاحظنا أن الفتوى تأمر الشاب بأن يتوقف عن الإنكار ـ مجرد الإنكار ـ حتى لو أتت أخته بفعل الحرام أمام ناظريه فهذه الفتوى وأمثالها لا تبيح المتعة بل هدفها الرئيسي ضرب العلاقة الإجتماعية والأخلاقية في مقتل وتفسيخ العلاقة بين الأسرة الواحدة ودفعهم دفعا إلى التحرر الجنسي الفوضوى !
والسبب معروف , 
فهذه الفتاوى لا تحقق لهم فقط هدف ضرب المجتمع العربي الأصيل في العراق بل تحقق لهم السيطرة التامة على الشيعة العرب لأن المجتمع المنحل الشهوانى أسهل الشعوب انقيادا وقبولا للاستعباد , 
وهذه نظرية إنسانية لا جدال فيها , 
والمتأمل في حياة الجاهلية العربية قبل الإسلام يكتشف بسهولة أن الزنا وممارسة الدعارة كانت عنوانا للعبيد والإماء أما السادة من الرجال والنساء كانوا يترفعون عنها حتى لو أُبيحت لهم 
وعندما أتت هند بن عتبة ضمن وفد نساء قريش تعلن إسلامها ومبايعتها للنبي عليه الصلاة والسلام , قال لهم النبي عليه السلام المطلوب منهن من الأوامر والنواهى ومنها ألا يزنين , 
فصاحت هند بن عتبة تلقائيا ( أوتزنى الحرة ؟! ) 
في لهجة استنكار لا مزيد عليها لمجرد تصور حدوث الزنى من امرأة حرة في المطلق 

والشاهد أن المجتمع الشيعي العربي في العراق والخليج أنه ظل طيلة السنوات السابقة منذ انتشار حركة تشييع العشائر العربية وهو لا يقر بشرعية المتعة من الناحية الإجتماعية , بعيدا عن انتمائهم الدينى 

فظلت المتعة محصورة في المدن وفى أحياء معينة أما في القري والعشائر فكان من المستحيل تقريبا أن يجرؤ شاب على إعلان رغبته في المتعة مع عشيرته , فكان الراغبون فيها يلجئون للسفر إلى المدن وإلى العاصمة ابتغاء هذا الأمر في سرية تامة , 
وهو الأمر الذى ظل حاكما على المجتمع العشائري الخليجى والعراقي وكان يؤرق دوما قيادات المرجعية الشيعية الفارسية بشكل طبيعى ويمثل لهم منبعا إضافيا للحقد حيث يذكرهم بالأصول الفارسية للديانة المزدكية القائمة على التحلل الجنسي في مواجهة رفعة الأخلاق العربية التي تأبي الإنحطاط مهما كانت المبررات , 
ولهذا جاءت سياسة السيستانى ـ بعد تحررهم من قبضة صدام ـ قائمة على فك هذا الإرتباط واستقطاب الشباب خارج تقاليدهم العشائرية التي يمثلها أولياء الأمور بطريقة تحريضية تنم عنها صيغ الفتاوى التي تبيح للشباب إجراء المتعة فيما بينهم بغير فض البكارة وهو ما يحل إشكال الفتاة الراغبة في المتعة والتى تخشي الفضيحة !
ثم أباحت لهم فتاوى السيستانى نكاح الدبر متعة طالما كانت الفتاة راغبة في ذلك وبعيدا عن موضع الفرج إن كانت عذراء !
ولنا أن نتخيل أثر هذه المباحات عندما يراها الشباب الشيعي تحمل اسم أكبر مرجع شيعي لهم ويشاهدون بأم أعينهم تبجيل وتقديس أولياء أمورهم للمرجع المذكور , 
فمن المستحيل ـ طبقا لأى مقياس ـ أن يترك هؤلاء الشباب الفرصة وهم شباب مختلط في سن الجموح !

الهوامش:

[1] ـ الخمينى ( كبيرهم الذى علمهم السحر ) ـ محمد جاد الزغبي ـ طبعة اليكترونية لدار العز 
[2] ـ المتعة ـ نظرة قرآنية جديدة ـ د. طه الدليمى
[3 رمضان, 1431هـ/13-08-2010], 01:41 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
وتستمر سياسة السيستانى فتبيح فتاواه للعذارى الأبكار عقد المتعة بغير إذن الولى وتعتبر هذا الشرط على الأحوط وجوبا ويصح العقد في دينه إذا انعقد بلا معرفتهما ! رغم مخالفته أحد شروط الصحة وفق فتواه !
كما أنه تدخل بإباحة الإجهاض في حال الخطأ ووقوع المعاشرة الكاملة والحمل الناتج عن ذلك , وهذه الفتوى بالذات نحتاج لقراءة نصها كاملا للوقوف على إحدى النقاط الهامة , 
وكان السؤال الموجه للسيستانى كالتالى :
إمرأة حملت من زواج منقطع وتخشي العار والفضيحة هل يجوز لها الإجهاض ؟!
وكان جواب السيستانى :
يجوز لها إن كان قبل ولوج الروح منعا لما تواجهه من الحرج إثر انكشاف أمرها !

فتأملوا لغة الخطاب في الفتوى وكيف أنه يعتبر ضمنا أن هذا الأمر فضيحة يحب سترها ويبيح لها الإجهاض بلا مسوغ طبي شرعي مخافة الحرج من انكشاف وانفضاح الأمر كما لو كان الأمر في نظره زنا متحقق !

وإلا ما معنى عبارة انكشاف الأمر والمفروض أنه بصدد زواج شرعي ؟!
وما هو داعى الحرج والفضيحة والمفروض أن الطفل نتاج زواج شرعي وليس وليدا من زنا !
ولا شك أن هذه الفتوى ساهمت في حل أى مشكلة تقف حجر عثرة بين الشباب لتنفيذ أغراضهم في مبعدة عن الأهل والأقارب , 
ثم تابع السيستانى فتاواه فأباح التمتع بالزانية بل وأباح التناوب على المرأة من عدة من الشباب في نفس الوقت إذا كانت المرأة آيسا من الحيض !
أى أنه يجوز عند السيستانى أن يتمتع مجموعة من الشباب بنظام الدور يدخل الأول ثم يخرج فيدخل الثانى بعده مباشرة وهكذا !
ثم أباح السيستانى عقد المتعة عبر الإنترنت والتمتع عبر وسائل الإتصال الحديثة وتفريغ الشهوات عن بعد !
ثم جاءت الطامة الكبري عندما أباح السيستانى للفتيات أن يمارسن المتعة كمهنة !
ففي سؤال ورد إليه حول هذا الأمر أباح أن تمتهن الفتاة الشيعية المتعة كمهنة لتتكسب منها بالأجر وتتخذها كعمل ! [1]
ولسنا بحاجة بعد مطالعة هذه الطوام أن نكتشف حقيقة غرض السيستانى ( لقيط المتعة ) من ضمان وقوع حاله على أكبر قدر ممكن من المجتمع وهو غرض السياسة الفارسية الحقيقي 

وكانت آخر نوادره هى إسقاطه شرط التحرى عن حال الزوجة قبل عقد نكاح المتعة !

ومعنى هذا أن الرجل إذا رغب في عقد المتعة على امرأة لا يعرف إن كانت متزوجة فعلا أم لا , فليس شرطا في الصحة أن يتحرى ذلك بل ينعقد العقد صحيحا حتى لو كانت متزوجة فعلا !
وقد وافقه بقية المراجع على تلك الفتوى التي تستند إلى أربع روايات وردت في الكافي منسوبة كذبا وزورا إلى جعفر الصادق ومحمد الباقر رضي الله عنهما , 

وكان من نتائجها الطبيعية ما اكتشفه المجتمع العراقي من فضيحة مدوية هزت أركان المرجعية إلى اليوم , وهى فضيحة الوكيل الأول للسيستانى في قضاء البصرة والزبير بالعراق , والذي كان يتخذ من مدينة العمارة مقرا لممارسة وكالته عن السيستانى , 

ومضمون الفضيحة المدوية يتلخص في أن هذا الوكيل مناف الناجى كان يزنى بعدد من نساء المدينة المتزوجات ومنهن مدرسات في الحوزة النسائية ! وليته اكتفي بذلك بل يقوم بتصوير العمليات الجنسية بالصوت والصورة بكاميرا متخصصة ونقلها على هاتفه المحمول الحديث , 
وعندما فقد هاتفه وكان مسجلا بذاكرته 64 فيلما ولقطات متنوعة له مع ضحاياه , انتشرت تلك المقاطع في مدينة العمارة وكانت اللقطات من الوضوح بحيث أن النساء الممارسات معه كانت وجوههن ظاهرة أمام المشاهد وانفجرت الفضيحة لأقصي مدى !
وقامت العشائر العربية في العمارة بقتل هؤلاء النسوة وتعليق أكفهن المقطوعة على بوابات منازلهن طبقا للعرف القبلي السائد على هذا الفعل , ثم توجهت مجموعة ضخمة من أهالى المدينة تحمل السلاح النارى بغرض قتل مناف الناجى 
وقبيل تفجر الأحداث وفور معرفته بخبر تسرب الأفلام فر مناف الناجى إلى السيستانى في النجف , ولما لم يجده الأهلى قاموا بمظاهرات حاشدة ومنع زعماء العشائر نساؤهن من الذهاب للحوزات وحرقوا دار مناف الناجى ورددوا الهتافات بسقوط المرجعية واشتعلت الأرض نارا من حول السيستانى , 
وخرجت الأقلام الشيعية نفسها عبر الصحف ووسائل الإعلام تندد بفعل وكيل المرجعية وتطالب السيستانى بالقصاص منه شرعا وتطبيق حد الزنا عليه , 
وقام السيستانى بعدد من الإجراءات بغرض تدارك الأمر فكلف مكتبه باستخدام الأموال الطائلة لمنع انتشار الأفلام على شبكة الإنترنت ونجح فريقه في شراء ذمم العديدين من أصحاب المواقع التي أسقطت تلك الأفلام غير أن أهل الغيرة قاموا بنشرها على نطاق أوسع وبشكل يستحيل حصره , 
فقام محمد رضا السيستانى بإرسال أحد وكلاء أبيه إلى زعماء العمارة برسالة تهدئة من السيستانى وحاول إيقاظ حميتهم لنصرة المذهب واللعب على وتر أعداء آل البيت الذين سيشمتون بالمرجعية لو أصر زعماء العشائر على تفجيرها , 
ووعدهم بأن يقتص من مناف الناجى , 
وانتظر الأهالى تنفيذ الوعد ثم اكتشفوا أن محمد رضا السيستانى قام بحماية مناف الناجى وتهريبه خارج العراق ليدرك الأهالى أنهم وقعوا ضحية خدعة , فحاول السيستانى شراء الأهالى ومحاولة إقناعهم بقبول الدية !
فرفض معظمهم وخرجت المظاهرات متجددة تندد بالمذهب الشيعي كله هذه المرة , 
ومما زاد الأمور اشتعالا أن مكتب السيستانى أرسل للشرطة العراقية لإلقاء القبض على منفذى حريق بيت الناجى باعتباره أن هذا الأخير ـ رغم أخطائه ـ إلا أنه من أعمدة المذهب وله تاريخه في نصرته !!
وبالطبع أثار هذا الموقف جنون الأهالى إلى الحد الذى أعلنت معه عائلات بأكملها انتقالها للمذهب السنى وترك التشيع الذى يمثله السيستانى وأمثاله ويقوم على اللعب بأعراضهم وأموالهم[2]

وتركز دفاع السيستانى ونظامه وأبواقه على أن مناف الناجى ليس معصوما من الخطأ وأنه لا ينبغي محاسبة المرجعية في فساد أحد وكلائها , وهذا صحيح , 

والخطأ متصور من أى شيخ سنى أيضا أن يفعل نفس الفعل , لكن العبرة ليس بهذا الفعل أو وقوعه , بل العبرة بموقف مرجعية ذلك الشيخ وهل ستحاكمه إلى نصوص الشريعة أم لا ؟!
غير أن هذا الدفاع غير المجدى لم يقف أمام شرفاء القبائل الذين أعلنوا أن اعتراضهم لم يكن منصبا على فعل الناجى بحد ذاته بقدر ما هو منصب على المرجعية , 
وقامت الأقلام الشيعية أيضا بعرض نقدها شديد اللهجة متضمنا الإشارة إلى أن الإنكار والجريمة الحقيقية منصب على المرجعية في عدم قدرتها على اختيار رجالها , 
فكيف يكون هاتك الأعراض هو أكبر وكيل للخمس والزكاة في العراق , وإذا كان هذا الشخص غير مأمون على الأعراض فكيف يكون مأمونا على الملايين التي يجمعها باسم حقوق آل البيت !
خاصة لو علمنا أن الناجى عرض خمسين ألف دولار للحصول على ذاكرة الهاتف فقط , فلم ينجح في ذلك , ولا أحد يدرى ماذا كان يفعل الناجى بأموال المرجعية !
بالإضافة إلى أن الأمر ـ وفق ما كشفته التحقيقات ـ لم يخص الناجى وحده بل تتابعت الفضائح المستترة لتشمل عددا من أشهر وكلاء السيستانى بجرائم شرف مماثلة مثل الجريمة التي راح ضحيتها أحد هؤلاء الوكلاء 

الأمر الأكثر إثارة , 

أن الجماهير لم تعترض على كون الناجى مجرما يتحمل جرمه منفردا , إلا أن السؤال الحقيقي يكمن في السبب الذى بسطت المرجعية لأجله حمايتها على الناجى ورفضت تسليمه للقضاء وعاونته على الهرب !
فالأمر لم يعد أمر جريمة ارتكبها أحد وكلاء المرجعية بل هو جريمة المرجعية التي تضامنت معه وكأنها تقر فعليا كل أفعاله بل زادت في تبجحها لدرجة الدفاع العلنى عنه ومطالبة الحكومة والشرطة بمحاسبة من قاموا بحرق داره !
وإذا استدعينا من الذاكرة مشهدا مماثلا في الكنيسة المصرية قبل عشرة أعوام عندما قامت إحدى الصحف المصرية بنشر لقطات لأحد القساوسة الكنسيين مع زوجات مسيحيات ,
لوجدنا رد فعل الكنيسة وقتها هو الحكم بشلح هذا الراهب أى طرده ومحاكمته , 
فكيف يكون موقف المرجعية الشيعية المسلمة هو موقف التستر والتواطؤ بل والإشادة بالرجل على اعتبار أنه نصير لمذهب آل البيت وله مواقف عديدة في القيام به !
وأبن دور المرجعية في تطبيق حدود الله لا سيما على أعضائها وهم من المفترض أنهم المثل العليا للعوام ؟!

وهذا السؤال الحائر أجابت عنه التحقيقات الإذاعية والصحفية التي واكبت الحدث حيث أن مرجعية السيستانى كانت مجبرة على حماية رجلها إلى أبعد الحدود ,

لأن محمد رضا نجل السيستانى والمتحكم في شئون المرجعية كان مرافقا للناجى في بعض تلك الأفلام , وليس في الأمر سر بل إنه أمر مشهور في حوزة النجف منذ أيام محمد تقي الخوئي الذى كان يجاهر بسهراته الحمراء في النجف أيام والده , وطبقا لما رواه عنه عباس الزيدى كان تقي الخوئي لا يبالى بأحد 
فرضا السيستانى كان شريكا للناجى وغيره من الوكلاء في هواية تصوير تلك الليالى ولو أنه لم يقم بحمايته لما تردد الناجى في فضح الأمر كله بمبدأ ( علىّ وعلى أعدائي )
ليكتشف هؤلاء المغرر بهم بعضا من خفايا المرجعية القائمة على نهب الأموال وهتك الأعراض , ولا يفوق فضيحة أمر التحلل الجنسي إلا مسألة النصب باسم الخمس !


الهوامش :

[1] ـ فتاوى السيستانى مجمعة على موقع فتاوى مراجع الشيعة ( السراج )
[2] ـ لمزيد من التفاصيل ـ شبكة الدفاع عن السنة الإخبارية
[3 رمضان, 1431هـ/13-08-2010], 01:42 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
الخمس .. أكبر عملية نصب في التاريخ



رأينا كيف أن علماء الشيعة وزنادقتهم القدامى كانوا إذا أرادوا أمرا .. اخترعوا له رواية ونسبوها للأئمة !

ورأينا أيضا أن المراجع المعاصرين كانوا أكثر تبجحا من سابقيهم , فلم يهتموا حتى بمجرد اختراع سند شرعي لما يخترعونه من عقائد ومواقف , 
بل إنهم أعلنوها باجتهادهم الشخصي أو اختراعهم الشخصي وألزموا بها عوام الشيعة وتلقفت العامة منهم هذا الأمر كما لو كانوا أنبياء مشرعين , 
فبينما كان نصابو الشيعة ومحترفيهم في القديم يتحللون من التبعية عن طريق إسناد القول لجعفر الصادق أو محمد الباقر أو غيره من أئمة آل البيت , 
صار جيل الشيعة منذ عهد البريطانيين يمتلك من الجرأة ما يكفي ليخترع ما يريد في الدين , ولا يكتفي باختراعه وشرعنته فقط , بل يتمادى للحد الأقصي في جعل اختراعه شريعة منزلة من السماء , بل وأحيانا يكون منكرها كافر !
على نحو ما فعل الخمينى في نظرية ولاية الفقيه المعدومة الدليل من أى مصدر من مصادر التشريع المحرفة عندهم , والتى ـ رغم انحرافها الهائل ـ لم تكفهم ـ فازدادوا طلبا لما أكبر ولم يكتفوا ـ كقدمائهم ـ أن يكونوا مبلغين عن المعصومين بل وضعوا أنفسهم فعليا مكان المعصومين ثم مكان الله عز وجل !
وإلا فكيف يمكن أن نبرر قول الخمينى أن ولاية الفقيه هى هدية الله تعالى للشيعة !
متى نزلت وكيف نزلت وعلى من نزلت وكيف أصبح منكرها كافرا والدين كمل منذ أربعة عشر قرنا ؟!

وفى مسألة الخمس التي تطورت عبر القرون , 

تقبع أكبر عملية نصب في التاريخ , ورغم أنها مسألة قديمة في التاريخ الشيعي إلا أن هذا لا يعنى أن تحصيل الخمس اليوم له علاقة بالخمس على زمن النصابين الأوائل , 
فالقضية كانت تتطور عصرا بعد عصر , حتى بلغت قمتها في عهد عملاء البريطانيين , كما سنرى 

والخمس عند الشيعة ـ لمن لا يعرفه ـ عبارة عن ضريبة تقع على العامى تبلغ خمس المغانم والمكاسب التى يحققها في العام , وهى مسألة مطلقة بمعنى أنها ليست كالزكاة مثلا لها ضابط وشروط إذا تخلف أحدها تسقط الزكاة عن المؤدى 

بل هو أمر فرضي من أركان الدين لا يكون دين الشيعي تاما إلا به ولا يوجد له استثناء من أى نوع كما أنه لا يخضع لقواعد الإستبعاد التى في الزكاة فالزكاة مثلا تسقط عن الغارم صاحب الدين وتسقط إذا لم يتحقق النصاب المعلوم كما أنها تقع على أشياء محددة لا على مطلق كل مال منقول أو ثابت 
فالزكاة مثلا لا تجوز في الخضر 
أما الخمس فلا علاقة له بهذه الأمور حيث يتم أخذه من العوام في كل الأحوال وعلى كل ما يمثل شيئا من المال وفى جميع حالات المكاسب بل والبيع والشراء التقليدى يجب فيه الخمس على البائع وعلى المشترى في نفس الوقت
بل ويؤخذ حتى في ثمن الهدايا التي يتبادلها الناس , وقد أفتى أحد علماء الشيعة المعاصرين أن الهدية المهداة من شيعي لشيعي ـ حتى لو كانت مصحفا ـ فإنه يجب فيها الخمس !
والأنكى .. 
فتوى علماء الشيعة أن الخمس يقوم بتطهير المال الحرام !
فإذا كان لدى الشيعي مالا فيه شبهة من حرام وأخرج عنه الخمس سقطت حرمته ـ حسب فتوى مجتهدى الشيعة المعاصرين ـ وهذا باب للفساد والإحتيال ليس له حد, 
فالزكاة وهى الركن الأصيل للإسلام لا يتم قبولها أصلا من مال حرام , فكيف يمكن أن نتصور أن إخراج الزكاة يحجب حرمة المال الحرام والمتكسب بطرق غير مشروعة !
وإذا كانت الزكاة نفسها لا تفعل , فكيف يفعله الخمس ومن أى مصدر وأى دين تم اجتلاب هذا الرأى الذى يفتح الباب أمام أحد للنصب والإحتيال والمتاجرة والنهب ثم يكفيه أن يقاسم الفقيه فيما نهبه ليصفو له المال حلالا زلالا !

ولا يُستثنى من دفع الخمس إلا فئة واحدة فقط , وهى فئة العلماء المجتهدين الذين حازوا درجة الإجتهاد من إحدى الحوزات العلمية 

فهؤلاء هم من يقبضون الخمس ولا يدفعونه ( ونترك هذه المسألة لتأمل عقلاء الشيعة )

أما قصة الخمس ومبرره ودليله عندهم فهى كما تقول النصوص الشيعية أن الخمس هو حق الإمام المعصوم في زمانه , ولما كان الإمام المعصوم الحالى لا زال في سردابه الميمون لم يخرج بعد فإنه في الغيبة ينوب عنه في قبض أموال الخمس المراجع الذين يشرفون على تقليد العوام لهم

ويستدلون على الخمس بالآية الكريمة التالية 
[وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الفُرْقَانِ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {الأنفال:41} 
هذه الآية الكريمة هى الآية الوحيدة التى ورد فيها ذكر الخمس , والمقصود به هنا هو خمس المغانم عند الجهاد فقط 
نكرر :
هذا الخمس يتم أخذه من مغانم الحروب التى يخوضها المسلمون ضد الكفار حصرا فإذا غنموا منهم شيئا يتم تخميسه وأخذ الخمس وأدائه للنبي عليه الصلاة والسلام وآل بيته حصرا أيضا فلا يجوز لغيرهم أبدا
فلا يؤخذ الخمس إطلاقا من المسلمين ولا يجب عليهم بحال من الأحوال بل هو ضريبة تُنتقي من مغانم الحروب مع الكفار خصصها الله عز وجل لمحمد عليه الصلاة والسلام وآل بيته كتعويض لهم على تحريم الصدقة عليهم حيث نص الحديث الشريف
( إن الصدقة لا تحل لآل محمد )
وهذه الضوابط التى ذكرناها مذكورة في صلب الآية التى تتحدث عن مغانم الحرب كما يعضدها التطبيق العملى في السيرة النبوية وهذا الأمر محل إتفاق بين جميع المسلمين بمختلف فرقهم وطوائفهم ما خالفت في ذلك إلا طائفة الشيعة التى قررت الخمس على المكاسب وفرضته على المسلمين كما لو كانوا كفارا بنظرهم
لهذا قلنا أن علماء الشيعة بتطبيقهم هذه الفروض تتضح حقيقة نظرتهم لعوامهم المساكين

نخلص من هذا العرض إلى أن الخمس لا يحل أبدا إلا في مغانم الحروب مع الكفار , وبالتالى لا يحل في مغانم المسلمين التى يغنموها من الأرض والبحر مثلا كما لا يحل إذا تلاقت فئتان من المسلمين في حرب

كما لا يحل في المكاسب والأموال الخاصة من الأساس وليس لها أصل لا بالقرآن ولا السنة ولا أقوال المعصومين عندهم 
الأهم من هذا وذاك أنه لا يحل لأحد غير النبي عليه الصلاة والسلام وآل بيته فقط , لأنهم المحصورون بعدم تحليل الصدقة عليهم

فماذا فعل الشيعة يا ترى ؟!

قاموا بأخذ مسمى الخمس نفسه فقط وقننوا له من القوانين المبتكرة ما جعله موردا عظيما لممارسة النصب والإحتيال على الناس فقرروا أن الخمس هو سهم الإمام المعصوم وحده وإذا غاب المعصوم فينوب عنه في تحصيل الخمس نوابه 
ولا نصيب لآل البيت الباقين 
وكان أمر تحصيل الخمس في بداية حدوث الغيبة في القرن الثالث الهجرى يقوم على أساس تحصيل هذه الأموال وكنزها للمهدى لحين خروجه , 
وتحت هذا المبرر قام النواب الأربعة للإمام المهدى الغائب في فترة الغيبة الصغري بتحصيل هذه الأموال من مغفلي الشيعة وإيهامهم أنهم سيكنزونها للمهدى ,
وبالطبع لا عزاء للمغفلين !
وقد صرح مشاركو السفراء الأربعة في عملية النصب هذى أن الهدف منها ليس إلا استمرار تحصيل الأموال الهائلة باسم إمام معدوم الوجود وقال أحدهم كما في مصادر الشيعة نفسها 
( ما دخلنا في هذا الأمر ـ يعنى الخمس ـ مع الحسين بن روح ـ وهو النوبختى أحد السفراء ـ إلا ونحن نعلم فيما دخلنا فيه وأننا نتهارش عليه تهارش الكلاب على الجيف ) [1]

أما عندما جاء الخومينى فإنه طرح حمرة الحياء جانبا وأعلن نظرية ولاية الفقيه التى جعلت من المرجع الأعلى الشيعي عبارة عن إمام معصوم مكان الإمام الغائب وهم لا يصرحون بأن النائب إمام معصوم لكنهم يتعاملون عمليا بناء على هذا المبدأ حيث أصبحت كلمة أى مرجع شيعي كالقدر إذا نطق بها نفذت !

ومن ضمن لوازم ولاية الفقيه أن العوام يجب عليهم فرضا أن يقلدوا أحد مراجع التقليد من الفقهاء وهذا المرجع يكون بيده الإشراف على حياة العامى بكل تفاصيلها حيث يستفتى هذا المرجع في كل شاردة وواردة 

وبالمقابل يؤدى الشيعي خمس مغانمه ومكاسبه إلى هذا الفقيه كل عام , 

فانقلب الخمس فجأة من حق لآل البيت إلى حق للإمام المعصوم وحده ثم استبعدوا آل البيت أصلا ــ وهم أصحاب الحق الأصيل ـ ليصبح الخمس من حق المرجع المُقلد ويعتبر كذلك من فروض الدين كالصلاة والصوم ولا يصح دين أى شيعي إلا بوجوب التقليد والخمس

أما ما يثير الدهشة حقا , 

فهو أن عملية النصب هذى أنها مكشوفة جدا أمام أعين المنتبهين إلا أن عوام الشيعة لا يلتفتون إلى ذلك , رغم أن بقواعد الخمس قاعدة لو تأملها حيوان أعجمى لأدرك أن هؤلاء المراجع عبارة عن مافيا منظمة 
تلك القاعدة هى أن الشيعي العامى لا يجوز له أن يقلد إلا المراجع الأحياء فإن مات المرجع المقلد فعليه أن يقلد مرجعا حيا آخر ويحرم عليه أن يستقي دينه وفتاواه من فتاوى أى مرجع ميت 
وهذه القاعدة الظريفة هى التى أتاحت لعلماء الشيعة أن يضمنوا استمرار تدفق أموال الخمس من سائر العوام نظرا لأن العوام لو اكتفوا بتقليد الأموات فلن يدفعوا هذه الضريبة 
مع أن السؤال المنطقي هو ما مبرر تحريم تقليد الأموات طالما أنهم كانوا بحياتهم مراجع معتمدين وعلماء حازوا درجة الفتيا ويقلدهم الناس , وهل يموت العلم مع صاحبه يا ترى ؟! 

بالإضافة إلى أن فرض التقليد ذاته أمر يثير التعجب , لأن المسلم ليس لزاما عليه أصلا أن يلتزم بفقيه معين فيأخذ بأقواله منفردا فهذا ضد الدين على طول الخط لأن الحجة في البشر على البشر هو محمد عليه الصلاة والسلام وحده ومن بعده يؤخذ من كلامهم ويترك

ولهذا فإن المسلم عليه أن يستفتى من وجد من العلماء بلا تحديد ولا يشترط عليه لزوما أن يتبع فتواه بل له الحق في الأخذ بها أو تركها لفتوى غيره إن شاء إذا لم يتوفر له الإطمئنان القلبي
والأهم من هذا وذاك :
أن العلماء ليس من حقهم أصلا الحصول على المقابل في أداء العلم بالإفتاء للناس وعوامهم وإلا كانوا ممن يشترون بآيات الله ثمنا قليلا 
ويستثنى من ذلك فقط الأجر الذي يتلقاه العالم على تعليمه العلم لطلبة العلم في حلقات الدروس , وحتى في هذا الباب , يظل العالم الذي يؤدى العلم بلا مقابل هو الأفضل عن هذا الذي يؤديه بأجر بالإضافة إلى أن أجر التعليم يؤخذ من الدولة لا من العوام
أما السؤال والفتيا فتلك فريضة على العالم أن يؤديها لمن طلبها بلا مقابل وإلا كان كاتما للعلم 
يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام ما معناه :
( أيما رجل سؤل عن مسألة فكتمها يلجمه الله يوم القيامة بلجام من نار )

الهوامش

[1] ـ خمس الشيعة ـ فيلم وثائقي ـ قناة وصال
[3 رمضان, 1431هـ/13-08-2010], 01:44 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
الأمر الآخر الهام :
أن الإسلام لا يعرف الوصاية من العلماء في دقائق الشئون على الناس , 
فالعلماء لا يملكون سلطانا على الناس يجبرهم على تقليدهم أو استفتائهم وإنما هو أمر بالخيار من شاء فعله عند الحاجة ومن شاء امتنع ومن شاء بحث بنفسه في الكتب فاستخرج ما يريد لو كان ممن له دراية
أما الشيعة فقد قلبوها رهبانية أشد من رهبانية النصاري واليهود الذين ما خطر ببالهم مثل هذا التفكير الشيطانى !
وقد كتب عدد من علماء الشيعة المعتدلين عددا من الكتب في هذا المجال أنكروا فيها تلك الضريبة المجحفة , مثل كتاب الدكتور موسي الموسوى أحد علماء الشيعة الذي صدر بعنوان ( الشيعة والتصحيح ) وتكلم عباس الموسوى أيضا فى كتابه ( الخمس بين الضريبة والفرض ) وغيرهم من أبناء الشيعة أنفسهم
ولم يكن كلامهم مرسلا , 
بل أسسوا إنكارهم على نصوص كتب الشيعة الأصلية ذاتها والتى تخلو خلوا تاما من أدنى دليل يثبت للمراجع حقا في الخمس أصلا فضلا على اعتباره فرضا عينيا من أهم الفروض !
وفجروا مفاجأة من العيار الثقيل حيث أثبتوا من كتبهم الأصلية خلوها من مسألة أداء الخمس للفقيه إلى جانب نقلهم اتفاق العلماء على تصحيح روايات إسقاط الخمس في الغيبة عن المعصوم نفسه , 
بمعنى أنه حتى لو كان الخمس للمعصوم فقد جعل شيعته في الغيبة الكبري في حل من هذا الفرض

وفى المناظرات التى تجرى بين السنة والشيعة طالب علماء السنة الشيعة بأن يأتوا لهم من كتبهم هم بدليل أو برواية واحدة وحيدة صحيحة أو ضعيفة أو حتى موضوعة تبيح لعلماء الشيعة قبض الخمس من العوام فعجزوا !

ولهذا السبب قلنا أن علماء الشيعة أصبحوا معصومين في نظر عوامهم عصمة فعلية وما ينطقونه يصبح دينا ولولا هذا ما بلغ التبجح بهؤلاء العلماء أن يجعلوا الخمس أحد أركان الدين وهو منعدم الأصل والدليل في دينهم المحرف أصلا
وكان من النتائج الطبيعية لهذا الخمس أن تكدست الأموال عند المراجع لأن عدد مراجع التقليد سواء بإيران أو العراق لا يتجاوز العشرين في مقابل عدد عوام الشيعة المفروض عليهم الأخماس يتعدى المائة مليون شيعي على الأقل منهم في إيران والخليج عدد من أباطرة المال والأعمال والبترول 
ومهما بلغ الخيال بالقارئ لن يمكنه أن يتصور حجم الأموال التى يمتلكها هؤلاء المراجع والتى تتسلل أخبارها بين الحين والآخر عن طريق التسريب

والشاهد من هذا كله :

أن الناظر إلى تشريع الخمس فى العصر الحديث بعد اختراعات عملاء البريطانيين يكتشف أهوالا , أبسطها العقوبات الهائلة التى توعد بها العلماء منكر الخمس واعتباره من أولاد الزنا ومن مبغضي أهل البيت .. الخ !
رغم أن كتب الشيعة الأصلية ومحققيهم القدماء ـ حتى فى اختراعهم لقضية الخمس ـ لم تكن أبدا تأخذه بقضية الإلزام , بل بقضية الإختيار المحض
أى أن الخمس وفق أوثق كتب الشيعة ومصادرها لم يكن فرضا بل كان أمرا مستحبا فمن أين أتى المعاصرون بكل اعتبارات الفرضية التى أوصلتهم لاعتباره أحد أركان الدين اليوم ؟!
وممن نص على إسقاط الخمس صراحة عن عامة الشيعة فى عصر الغيبة , 
العلامة الشيعي الأردبيلي الملقب بالفقيه المقدس ! المتوفي عام 993 هـ , ومحمد باقر السبزوارى المتوفي عام 1090 هـ , ومحمد حسين النجفي المتوفي عام 1266 هـ , ومحمد على الطباطبائي المتوفي عام 1009 هـ , والشهيد الثانى المتوفي عام 966 هـ , ويحيي بن سعيد الحلى المتوفي عام 690 هـ 
ثم المفاجأة مع شيخي الطائفة وأكبر علمائها على الإطلاق وهما الشيخ الطوسي المتوفي عام 460 هـ , والشيخ المفيد 413 هـ , 
وهؤلاء العلماء هم من عليهم مدار المذهب وأعلنوا صراحة فى كتبهم المعتمدة أن الخمس مسقط عن الشيعة أو قالوا بالخيار فيه ولم يشذ عن هذا الرأى أحد من علماء الشيعة منذ عصر الغيبة الكبري وحتى القرن الحادى عشر الهجرى ![1]
ولا يوجد فى كتب التراث الشيعي قبل عصر الإحتلال الإنجليزى ومشروعه الذى شرحناه عالم واحد أفتى أو صرح بأن الخمس واجب وجوب الفرض فضلا على أن يكون ركنا من أركان الدين !!
ولعل القارئ يلاحظ أن من بين هؤلاء العلماء القدامى وحتى المعاصرين خلال فترة قريبة , مما يؤكد لنا مدى الأثر الذى جنته وجرته التجربة البريطانية فى غرس عملائها بين مراجع الشيعة وعلمائهم 

والطامة الكبري ليست فى اعتبار الخمس فرضا فحسب بل فى استخدام الخمس منذ عصر ابتداع التقليد الإجباري وذهاب أموال الشيعة بالمليارات إلى العلماء وضياعها على شهوات أبنائهم ووارثيهم 

وقد نشرت المجلات المتخصصة أن ثروة خامنئي السائلة فقط بلغت 31 مليار دولار حسبما نقله الدكتور أبو منتصر البلوشي عن تلك المجلات كمجلة فوربس الأمريكية وغيرها , 
وسبق أن نوهنا عن ضعف هذا الرقم والمعتمد حاليا لمؤسسات الخوئي حول العالم وتلاعب به أبناؤه واحدا بعد واحد , 
وخلفهم فى الخمس محمد رضا السيستانى وابنته وصهره جواد الشهرستانى وامتلأت العواصم الكبري فى أوربا بالأرصدة المتراكمة لتلك الأموال التى لا رقيب عليها ولا رادع , 
والناظر إلى طريقة تحصيل الخمس يكتشف دونما حاجة إلى أدلة على أنه بصدد عملية نصب واسعة النطاق !
ففي البداية يحكى الدكتور موسي الموسوى وهو أستاذ سابق ومجتهد شيعي معروف أن العلماء كانوا يتنافسون فيما بينهم لتحصيل الأموال عن طريق إغراء الناس بتقليدهم كونهم يخفضون الخمس المطلوب , 
وضرب الدكتور الموسوى مثلا لذلك برجال الأعمال الشيعة الذين كانوا يذهبون للعالم من هؤلاء فيصرحون له أن الخمس المستحق عليهم هو خمسة ملايين ويساومونه على أن المتاح حاليا هو مليون واحد فقط !
فيقبله العالم الشيعي ويعتبر المبلغ الباقي هبة منه إلى الشيعي مؤدى الخمس ![2]

الأكثر إثارة للدهشة , 

أن للمراجع فى أنحاء العالم وكلاء يقومون باستقبال أموال الخمس من الشيعة فى شتى البلاد , وهذا الوكيل يقوم بتحصيل الخمس ويرفعها للمرجع بعد أن يخصم نصيبه بواقع ثلث المبلغ الذى تم تحصيله !
فمن أين أتى حق الوكيل فى صرف واقتطاع هذا المبلغ الهائل لنفسه نظير الوكالة , ؟!
والأخطر من ذلك أن الوكالة وأعمال التحصيل لا تخضع لأى نوع من أنواع الرقابة الإدارية أو الحسابات المكتوبة بل هى عملية مستقلة بين المراجع ووكلائهم ليس فيها أدنى ذرة من المحاسبة !
وقد نشرت وكالة الدفاع عن السنة بتاريخ 25 / 7 / 2010م فضيحة تفجرت فى الولايات المتحدة عن أحد الوكلاء لم يكتف بما يحصل عليه من الخمس فاختلس مبلغا هائلا من أموال التبرعات أيضا !

فالخلاصة :

أننا أمام عصابة منظمة ومافيا تتضاءل أمامها أنشطة المافيا العالمية , وتقوم على اللعب بملايين الشيعة حول العالم وهم يتخيلون ـ مع ثقتهم بمراجعهم ـ أنهم يؤدون حق الله , وأن هذا هو عين الإسلام الصحيح كما تعلموه , 
وليس التعجب هنا واردا بحق السيستانى وأمثاله على اعتبار أن صدور هذه الأفعال أمر طبيعى للغاية ممن هم على شاكلة هؤلاء الزنادقة , 
إنما العجب كل العجب في الأتباع من الشيعة العرب !
حيث أنهم يرون بأم أعينهم حقيقة مصطلح المرجعية وكيف أنه أداة لأكبر عملية نصب في التاريخ باسم الخمس والحقوق الشرعية , وعلماء الشيعة أنفسهم ـ فضلا على علماء السنة ـ اعترفوا في كتاباتهم العلنية أن هذا المصطلح وتلك الفكرة لم تكن مطروقة قبل مجئ الإنجليز في بدايات القرن الماضي , 
ومع ذلك يستمرون مبتهجين في دفع الأخماس التي تبلغ المليارات لتلك المرجعيات , 
ويرون بأم أعينهم 
كيف أن السيستانى يتعامل بفارسيته مع الشيعة العرب وهو نفس الإجراء الذى تتعامل به إيران حتى مع الشيعة في منطقة الأحواز وهم من حملة الجنسية الإيرانية , ومع ذلك يعانون من التنكيل والإضطهاد ما لا يؤذن بحصر ولا يشفع لهم أنهم من الشيعة , 
والسيستانى الذى تعتمد موارده المالية على الأموال العربية حصرا يستخدم تلك الأموال في إذلال ناصية أتباعه من العراقيين وصرف الأموال على ملذات أبنائه وفى إنشاء المؤسسات لدولته ****ل عن الحكومة الإيرانية في نفس الوقت الذى لا يجد فيه العراقيون الماء النظيف للشرب !

ويرون بأم أعينهم 

كيف أن مرجعية السيستانى تستخدم لصوص الشرف والمال كرجال للمذهب وقواد له في مواجهة العامة , وتصدر الفتاوى التي لا يقبلها الحيوان الأعجم فضلا على الإنسان , 
ومع ذلك ينظرون إلى الفتاوى باحترام وتبجيل ويقبلونها على غير اعتراض ويبذلون ماء وجوههم للدفاع عنها أيضا !
فما هو تفسير تلك الظاهرة الغريبة ؟!
لا شك أن تفسيرها نجده عند المفكر الجزائري مالك بن نبي صاحب نظرية ( القابلية للاستعمار ) , ونجدها أيضا عند المفكر الإسلامى العريق عبد الرحمن الكواكبي صاحب نظرية ( طبائع الاستبداد ) , ونجدها كذلك عند المفكر الكبير محمد حسنين هيكل في بيانه لنظرية ( ثقافة الهزيمة أو الإنقياد )
ومؤداها أن هناك صنف من البشر هم أقرب للسائمة منهم إلى البشر وعندهم القابلية للاستعباد ولا يتصورون أنفسهم في موقع القيادة ولو كانت القيادة الذاتية للنفس !
وتنشأ هذه الحالة الخانعة لدى الشعوب التي خضعت لاستعمار غيرها لفترات طويلة دون بزوغ فكرة المقاومة , تلك الفكرة التي لو ظلت بذرتها في قلب أى شعب فسيملك انتزاع حريته مهما طال الزمن , 
مثلما حدث مع الشعب العربي أثناء الإحتلال الغربي فكانت الجزائر رهينة الإحتلال الفرنسي لمائة وستين عاما ولم تسكت على الضيم لحظة حتى نالت استقلالها , 
وكذلك مصر ظلت عبر العصور معروفة بأنها مقبرة الغزاة في القديم والحديث , 

غير أن هناك شعوب أخرى تترسخ فيها نظرية عدم القدرة على إدراة شئونها بأنفسها , وأنه من الطبيعى أن تكون تابعة خاضعة لمن هم أقوى وأكثر تحضرا , 

ويري المفكرون أن الأزمة الحقيقية لأى بلد لا يتمثل في مواجهة مخاطر الإحتلال ولو ظل هذا الشعب رهن الإحتلال عشرات القرون , بل تكمن الخطورة في تسرب القابلية للاستعمار إلى أعماق ووجدان الشعب ,
فهذه القابلية تجعله محتلا حتى في عدم وجود عدو أجنبي , حيث يسارع الشعب الذى نال حريته فعلا إلى التضحية بهذه الحرية لحاكمه والتنازل عنها طواعية ليصبح أمره بيد مجموعة محددة من الأشخاص أو بعائلة معينة تتلاعب بمصائرهم كيف شاءت ولا يملكون عليها ردا أو اعتراضا !

ولا شك أن الطبيعة الفارسية ـ رغم ميلها الثورى ـ تملك القابلية للاستعمار والإستعباد ولكن لمن تراه ممثلا للسلطة الدينية , ولهذا قامت الثورة على الشاه لأن مفجرى الثورة كانوا من رجال الدين وكافح الشعب الإيرانى بصدره العارى أمام قوات الجيش الشاهنشاهى , 


وهذا الشعب نفسه هو الذى قبل بحكم الخمينى

والذي قتل منهم في أربعة أعوام ما لم يقتله الشاه في ثلاثين عاما ! [3]
وورط بلاده في حرب ضروس أمام العراق ليس لها أدنى مبرر ورفض قبول الهدنة أو السلام أو الصلح الذى تقدم به العراق أربع مرات خلال سنوات الحرب رغم التفوق النيرانى الكاسح للجيش العراقي وبلوغ الضحايا الإيرانيين حدا مفجعا تجاوز ثلثمائة ألف قتيل ! وأضعاف هذا الرقم من المعوقين والمصابين [4]
والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى طبيعة الاستعباد في العقل الفارسي لمن يمثل التيار الدينى وهى الطبيعة التي تضرب بجذورها إلى عهد إيران قبل الإسلام حيث ظلت لأربعة آلاف عام مستعبدة للحكم البشري النائب عن الإله !
ولهذا كان الفرس يهرعون إلى التشيع الفارسي لأنهم وجدوا فيه أخيرا نفس الصورة التي تعودوا عليها من عصمة رجال الدين وأنهم نواب الإله على الأرض ,
وهى النظرة التي ما قام الإسلام إلا لهدمها , غير أن غالبية الفرس لم يكونوا على استعداد ـ بعد هذه القرون ـ لنفض ما اعتادوا عليه من النزوع للخضوع والتذلل والتضحية في سبيل رجال الدين !

ولا شك أن تلك النظرة تسربت للشيعة العرب , لا سيما المعاصرين بعد تجربة الخمينى , وفى الوقت الذى تظهر فيه في إيران تيارات علمانية تنتفض على سطوة رجال الدين , نجد الشيعة العرب في العراق والخليج تمرسوا في الطبع الفارسي والقابلية للاستعباد أكثر مما هو حال الفرس أنفسهم , 

ولهذا قال الدكتور طه الدليمى أن الفارسية ليست جنسا أو عرقا بل هى نظرية وسمات شعوبية , من قَبِلها فهو الفارسي ومن رفضها كان هو الخارج عن هذا الإطار , 
لهذا فلو تأملنا تاريخ الفرس في الإسلام ورغم أن الفتن كلها كانت من ناحيتهم إلا أنه بالمقابل استفادت الحضارة الإسلامية من المسلمين الفرس أعظم استفادة فكان منهم المحدثون والفقهاء والعلماء ورعاة الشريعة 
وبالمقابل جنح بعض العرب للطبع الفارسي بأكثر مما فعل الفرس وعادوا التيار العربي كجنس متفوق وتمرسوا على محاولة هدمه , 
لهذا فإن رجالا من أمثال رجال التيار الصدرى في العراق وهو تيار عربي قح هم في مقياس النظرية فرس بلا شك لأنهم ينطلقون من دافع فارسي محض رغم عروبتهم , 
وكذلك الأتباع من الشيعة العرب الذين تأصلت في نفوسهم العبودية للمراجع الفارسية والقبول بأن يتسيدوا عليهم رغم أن مواردهم ومرجعيتهم تعتمد على العرب أصلا !
إلا أنهم لا يستشعرون أنهم أصحاب فضل فيما يمنحوه من أموال وأعراض لهؤلاء المراجع , بل يرون الفضل كل الفضل لهؤلاء المراجع أن قبلوا منهم تلك الأموال وقبلوا منهم تلك الطاعة !

والسيستانى على الرغم من كل تلك الفضائح والزندقة التي يبتلى بها أتباعه إلا أن الشيعة العرب كانوا هم حائط الصد ضد أى محاولة للهجوم عليه أو بيان أمره , وكان آخرها ثورتهم العارمة على الشيخ د. محمد العريفي الذى وصف السيستانى بالشيخ الزنديق الفاجر , وهو أقل وصف يستحقه السيستانى من واقع فتاواه , 

فقامت قيامة الشيعة في الخليج واستعملوا نفوذهم لمنع العريفي من دخول الكويت !
في الوقت نفسه الذى يتعرض فيه خامنئي وهو الولى الفقيه بإيران لهجمة شرسة ومعارضة جبارة من شباب المثقفين الإيرانيين الذين كفروا بالثورة والتشيع وجنحوا للحرية في ظل عالم متغير وعصر مزدحم بأجواء البحث والتقصي 

وليس هناك شك أن هناك من الشيعة العرب من يجد مصالحه مع التشيع الفارسي بكل فساده , 

بل إن وجوده مرتبط بزيادة هذا الفساد نظرا لما يسببه لهم من مقامات الرياسة والتقدم والإحترام والمصالح المالية الوافدة من مراكز التشيع في إيران لخدمة ما يُسمى بنشر أفكار مذهب آل البيت 
لهذا فإن هذه الزمرة من الشيعة العرب يمتلكون المبرر المقبول للدفاع المستميت عن التشيع الفارسي ورجاله لأن بقاءهم في أماكنهم وبقاء مصالحهم مرتهن تماما بوجود التشيع الفارسي ونظريته وتطبيقه , 
ولهؤلاء الزمرة دور كبير للغاية في تأكيد تبعية مواطنيهم في الخليج العربي للمراجع في قم والنجف وتحصينهم ضد الإعلام المضاد الذى يشنه علماء السنة ويستجيب له الكثير من عوام الشيعة العرب مع الطرح العلمى المنمق والحديث الفائق الأدلة في ظل تهرب كبار العلماء الشيعة من مواجهة علماء السنة , 
لكن إن كان مبرر هؤلاء مقبولا فغير المقبول هو الإستكانة والضعف والتبعية التي يتميز بها عوام الشيعة العرب من غير المنتفضين على تلك الأفكار , وهم الرافضون لأى قبول بالحوار رغم أنهم يعانون الأمرين في ظل المذهب الشيعي سواء في الإتجاه الدينى أو الدنيوى !
وهؤلاء هم بحق من تنطبق عليهم ثقافة الهزيمة والجنوح إلى الإستعباد لأنهم نشأوا منذ بداياتهم الأولى على مواريثهم , وتعلموا الإسلام وفق النظرية الفارسية ولم يعرفوا لهم أبا أو جدا قال بخلافه , 
فاستجابتهم لتحريك العقول ـ بعد طول رقاد وإيقاف وتعطيل ـ هى أمر من الصعوبة بمكان !

بالإضافة إلى ذلك :

وقوعهم أسري لثقافة عصمة المراجع وكراماتهم! وهى نفس الثقافة التي تحكم أتباع الطرق الصوفية ولا يسمح العامى الصوفي لأى شخص أن يناقشه من الأصل في شيخه ولو ارتكب الفواحش العظام أمام عينيه , 
لأنه تعلم وتدرب على من مبدأ ( من اعترض .. انطرد ) ومبدأ ( كن لشيخك كالميت بين يدى مغسله ) !
والأمر الأخير , 
وقوعهم في شرك نفسي هائل وهو شرك ثقافة المواريث , فقد نشأ هؤلاء العوام وهم لا يعرفون من آبائهم وأمهاتهم إلا التعصب العنصري لهذا الإتجاه بكل تناقضاته , 
فلو أن عاميا منهم سلم عقله وحركه للنقاش في أمر ضلال هذا الإتجاه فإن هذا يعنى أن آباءه وأجداده كانوا على الضلال المبين وهى الفكرة التي يستحيل عمليا عليه قبولها بسهولة أو التفكير فيها مجرد تفكير !
خاصة وأن العرب لديهم ثقافة احترام ميراث الآباء والأجداد واعتباره حرما مقدسا , فتنتشر صبغة الإعتزاز بالميراث سواء كان ماديا أو معنويا ويصعب على العامى العربي ـ وفق الأعراف القبلية ـ التضحية في شيئ منه إلا بشق الأنفس !
والشيعة العوام ورثوا عن آبائهم أنهم أنصار آل البيت في مواجهة النواصب ـ وهم أهل السنة ـ وأن احتفاظهم وحفاظهم على هذا الإرث واجب مقدس لا يمكن التفريط فيه , فيصدق فيهم قوله تعالى 
[وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ] {الزُّخرف:23}

كل هذه التراكمات الثقافية تمثل سدودا تحتاج المواجهة لانهاء وجود تلك الطائفة , 

ليس من منطلق الدفاع عن الدين فحسب في مواجهة الإنحراف , بل للوازم الأمن القومى كون هذه الفرقة قائمة كخنجر في جنب بلاد الإسلام طيلة العصور , ولم يتخلوا عن هذا الدور الدموى منذ تحالفهم مع التتار وحتى يومنا هذا مع وجود الخلايا الإرهابية في الجزيرة والخليج واليمن 
فالقضية قضية دفاع عن دين ودنيا , والتعامل يجب أن يتم من خلال المهتمين بهذين الجانبين معا لا جانب العقيدة وحده 
وهو ما سنعرض لبعضه في استراتيجية المواجهة , ونأخذ أوضاع العراق كمثال تطبيقي عليها 

الهوامش :

[1] ـ الخمس بين الضريبة والفرض ـ عباس الموسوى 
[2] ـ الشيعة والتصحيح ـ د. موسي الموسوى 
[3] ـ الثورة البائسة ـ د. موسي الموسوى
[4] ـ الحرب العراقية الإيرانية ـ المشير عبد الحليم أبو غزالة
[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:25 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
إستراتيجية المواجهة




فن الإستراتيجية كما يعرفه المتخصصون هو فن القيادة الشاملة , 

وهى الطريقة المثلي لإدارة الصراعات بأنواعها , لا سيما المواجهات الحربية , 
فمنذ انطلاق الحرب العالمية الثانية التي غيرت وجه التاريخ , 
تأسست فنون المواجهة ولم تصبح الحروب تعتمد على العسكرية وحدها وإنما اتخذت طابعا جماعيا بين شتى الإتجاهات لخدمة العنصر العسكري في القتال , 
فأصبحت إستراتجية الحروب تعنى إلى جانب التفوق العسكري , الإهتمام بالجانب الإقتصادى ومعالجته للمجهود الحربي والإهتمام بالجانب السياسي والعمل على استقراره ليكون استقرار الشعب داعما للمجهود العسكري لا معطلا له , 
والإهتمام بالظرف الدولى والعلاقات الخارجية والإهتمام بالجانب الإجتماعى والوعى العام والروح المعنوية .. إلى غير ذلك , 

ومن الأمور التي تفوق فيها الغرب علينا هى إجادته التامة لفنون الإستراتيجية المعاصرة , 

ولم يستطع العرب التفوق بإمتياز في تجاربهم المعاصرة إلا في تجربة واحدة رائدة حازت النجاح الكامل والحقيقي في فن التخطيط الإستراتيجى وهى تجربة حرب أكتوبر 1973 م , 
والتى انطلقت بتجهيز عسكري عال المستوى وبقوة تدريب فائقة القوة , وبروح معنوية كاسحة , وباتحاد عربي باهر , وبتخطيط سياسي جدير بالإحترام , عالج الأمور داخليا وخارجيا بحنكة وبراعة[1]

لهذا استحقت هذه التجربة أن يعطيها الغرب أضعاف أضعاف ما أعطيناها نحن من الإهتمام , لأنهم أدركوا أن مثل هذه الصحوة لو استمرت لكانت إيذانا بإيقاظ الغول الإسلامى العربي الذى يهدد مصالحهم , 

وفى الوقت الذى تُعد فيه الكتابات والدراسات التي أجراها الخبراء حول حرب أكتوبر من العرب بالعشرات فقط , كانت ولا زالت دراسات الغرب تتعدى الآلاف , وتضخ المطابع الأمريكية والغربية عشرات منها كل عام حاملة أدق أنواع التخصصات لدراسة الحرب دراسة شاملة والبحث خلف أسباب تفوقها , 

ولأن السياسة الغربية تعطى القوس باريها ـ كما يقول المثل العربي ـ فهى تحسن استخدام مفكريها وتأخذ بتخطيطهم ورؤاهم وتطبق تعاليمهم بحرفية عالية 

بعكسنا نحن , حيث نعطى القوس من يحطمها , 
ونستخدم لغة الأمن حيث يكون استخدام لغة السياسة لازما , ونستخدم لغة السياسة حيث لا يكون أمام القوة سبيلا !
حتى يبدو وكأن العرب اليوم اكتفوا بتأسيس الحكم والغرب اكتفي بالتنفيذ !
وبعد حرب أكتوبر وضع ريتشارد نيكسون كتابه ( مذكراته ) الذى صدر بعنوان ( الفرصة السانحة ) أو ( نصر بلا حرب ) وفيه أعطى نيكسون تجربته السياسية كرئيس للولايات المتحدة عاصر تجربة أكتوبر ووضع السبل التي يتمكن بها الغرب من حماية مصالحه إذا تكرر استخدام العرب لسلاح البترول للضغط السياسي , 
والكيفية التي ينبغي على الولايات المتحدة اتباعها وتتمثل في إيجاد حل إستراتيجى يضع القوات الأمريكية بالقرب من مواقع النفط لحمايتها وتأمينها وضمان سريانها بالقوة الجبرية إذا تعطلت لغة السياسة 
وكان مدار الخطة يتوقع تطبيقها بين عشر وخمس عشر عاما , 




الهوامش


[1] ـ أكتوبر 1973 ( السلاح والسياسة ) ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجمة والنشر

[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:26 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
ولم تؤخذ مذكرات نيكسون من الأنظمة الحاكمة على أنها مذكرات للتسالى !
بل وضعوها موضع التنفيذ والإستفادة لأن المذكرات عندهم لا تعنى ـ كما هو الحال عندنا ـ تناول ذكريات الطفولة وذكريات اللعب بالدراجة أمام منازل القري ! أو ترديد نغمات البطولة المدعاة !
بل تحمل مذكرات القادة هناك خلاصة التجربة لهذا القائد والتى يجب اعتصارها والخروج منها بنتائج يفيد بها من جاء بعده
وبالفعل لم تمض المدة التي حددها نيكسون لخطته حتى كانت القوات الأمريكية تمتلك عشرات القواعد العسكرية لقواتها في أرض الجزيرة العربية وقريبا منها , 

قواعد دائمة وجاء طلبها من العرب أنفسهم كما توقع نيكسون تماما ,

لأن الخطة كانت تعتمد بصفة أساسية على تدخل أمريكى لخلق جو من التشاحن بين دول المنطقة يصل إلى استخدام السلاح فيما بينهم بحيث يصبح الجيران العرب لبعضهم البعض أشد عداء من تجربتهم مع الغرب , وهو ما حدث بالفعل عندما دخلت القوات العراقية للكويت وأحسنت الولايات المتحدة إدارة اللعبة في عهد جورج بوش الأب لتضع لنفسها موضع قدم في منطقة البترول وتدفع بقواتها ـ بغرض معلن وهو حماية الخليج ـ والهدف الحقيقي السيطرة التامة على منابع البترول,

ولم يسأل قادة الكويت أنفسهم وهم يرون فريقا من رجال الأمن الأمريكى ينتزعهم من فراشهم فجر يوم الثانى من أغسطس عام 1992 م , لتهريبهم إلى السعودية قبيل الغزو , لم يسألوا أنفسهم ما دامت المعلومات كانت متوافرة للولايات المتحدة إلى هذه الدرجة وما دامت أقمارهم الصناعية العسكرية التقطت التحركات العراقية قبل وقوعها الفعلى !

فلماذا لم تتخذ الولايات المتحدة التدابير السياسية لمنع ذلك ؟!
لكن كيف يمنعوه وهم رعاته من الأصل , وكانت السفيرة الأمريكية في العراق إبريل جلاسبي هى من نقلت لصدام تأكيدات الإدارة الأمريكية أنها لا تنوى التدخل عسكريا بين الأشقاء العرب ! بالإضافة إلى أنها نقلت لصدام حسين تفهم الولايات المتحدة التام لشكاوى العراق من الكويت بشأن تصدير النفط !
وهو ما اعتبره صدام حسين إشارة خضراء بالمضي قدما في خطة غزو الكويت لا سيما في ظل الدعم العسكري الأمريكى الذى قامت به الولايات المتحدة للعراق , وكان ـ للمفارقة ـ ممثل هذا الدعم هو نفسه دونالد رامسفيلد وزير الدفاع في إدارة بوش الإبن الذى قاد حرب غزو العراق الأخيرة وكال الإتهامات بالإرهاب لنظام صدام حسين ـ حليفه السابق ـ !

وقد كان إنذار أمريكى واحد للعراق كفيل بإنهاء الأزمة كلها , وهو الإنذار الذى لم يصدر أبدا إلا بعد أن أصبح أمر الغزو أمرا واقعا , 

عندما دخلت القوات العراقية للكويت ونجح فريق المخابرات الأمريكى في تهريب عائلة الصباح إلى السعودية ثم انفردت الولايات المتحدة بالصراع كاملا بعد أن تمكنت من تنحية الإتحاد السوفياتى الذى كان قد انهار فعليا وليس عنده استعداد لأى مواجهة مع الولايات المتحدة وهو يطلب معونتها للنهوض من كبوته الإقتصادية , 

ثم تلاحقت الأحداث وتدخلت إدارة جورج بوش لمنع أى حل عربي داخلى للأزمة , 

وعندما حاول القادة العرب عقد مؤتمر قمة يقنع العراق بالإنسحاب الفورى تصدت الولايات المتحدة وعقدت مؤتمرا موسعا لمعالجة الأمر قبيل القمة لتفريغها من مضمونها , وقد كان ..
ثم استعان البيت الأبيض بمستشارين عراقيين مهاجرين للولايات المتحدة لمعرفة أبعاد شخصية صدام حسين وكيفية التأثير النفسي عليه لمنعه من اتخاذ خطوة الإنسحاب حتى لا تنتهى ذريعة القوات الأمريكية للتدخل , 
وبالفعل أفتى الخبراء بأن إنسحاب صدام لن يتحقق طالما تعامل معه جورج بوش بشيئ من الإستهتار والإستهانة وإملاء الشروط الأمريكية بأكبر قدر من الوعيد كى يحفز صدام على رفضها 
ثم تتابعت الشروط الأمريكية ـ والتى كانت تدير الأزمة بديلا عن أصحابها ! ـ وفرض على العراق شروطا من المستحيل قبولها لا تقتصر على الإنسحاب بل تشترط التسليم التام من الجيش العراقي لقوات التحالف !
ووقع صدام حسين في الفخ للمرة الثانية ورفض الإنسحاب تحت زعم مستشاريه أن المجتمع العربي سيثور إذا جاءت القوات الأمريكية للأرض العربية بغرض ضرب العراق , خاصة إذا تمكن صدام حسين من تحويل المعركة ضد إسرائيل , 
وهذا إن دل على شيئ فإنما دل على سذاجة مستشاري صدام حسين !

فالقوات الأمريكية دخلت إلى الجزيرة والخليج بفتوى رسمية بناء على صور أقمار صناعية قدمتها الولايات المتحدة للقادة العرب توضح أن صدام حسين ينتوى مهاجمة الحجاز ! [1]

ومشكلة إسرائيل تم حلها بحل أكثر بساطة عندما صدرت الأوامر الأمريكية لإسرائيل بعدم رد العدوان على العراق حال حدوثه أيا كانت الأسباب , 
وعندما بدأت عملية عاصفة الصحراء أطلق صدام حسين 42 صاروخا على إسرائيل ولم تتحرك إسرائيل حركة واحدة ! 
وهى التي في تاريخها وحاضرها تعودنا منها أن ترد على الرصاصة الواحدة بغارة جوية كاملة ![2]
وتمت الخطة الأمريكية بنجاح تام بالخطوط العريضة الذى قدمه نيكسون , وبحسن التنفيذ على الأرض الذى قامت به إدارة جورج بوش الأب 

الهوامش :

[1] ـحرب الخليج ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجة والنشر 

[2] ـ لمراجعة التفاصيل كاملة ـ حرب الخليج ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجمة والنشر

[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:27 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
والمفارقة التي تبعث على الغيظ أن الخطة كانت ولا زالت موثقة في كتابات ووثائق الإدارة الأمريكية [1]
ومع ذلك فقد لعبت السياسة العربية ورجالها دور قطع الشطرنج معدومة الإرادة وأصبحت القوات الأمريكية في الخليج من الضخامة بحيث تهكم بعض المحللين السياسيين أن القواعد العسكرية الأمريكية ليست موجودة في بلاد الخليج بل إن بلاد الخليج هى الموجودة في القواعد العسكرية الأمريكية ـ في إشارة ضمنية إلى مدى اتساع مساحة وحجم هذه القوات ـ 
ووجود هذه القوات يضمن بشكل نهائي أن سلاح البترول الذى استخدمه العرب في عام 1973 م , أصبح سلاحا معطلا ,

وليست هذه هى التجربة الوحيدة التي يتبدى فيها مدى الإصرار الغربي على النجاح في مواجهة العرب عندما يغترون بما حققوه على المدى البسيط من تفوق ,

والخطأ لدى الغرب يعنى التجربة , والنصر يعنى الإستمرار في الحفاظ على ثمرته بكل السبل 
بينما الخطأ عندنا يعنى التكرار إلى ما لا نهاية والإحباط والندم غير الفعال
أما النصر فيعنى الوقوف عنده وفقط , والتعامل بنفس غرور القوة الذى أودى بعشرات الأمم فيما سبق , 

وكمثال آخر على تلك الحقيقة المفزعة , 

ما حدث في نكسة العرب الكبري عام 1967 م , 
فالذى يقرأ تاريخ تلك الفترة يخطئ خطأ كبيرا عندما يتصور أن خطة إسرائيل لهذا النصر الذى حققته كانت نتاج عامها الذى تم التنفيذ فيه أو قبله بقليل , 
لأن الوقائع والوثائق المفرج عنها عن تلك الحقبة والتى خرجت للنور تباعا من تسعينات القرن الماضي وحتى أوائل القرن العشرين يدرك أن التخطيط لحرب 1967 م , إنما بدأ فور تلقي إسرائيل الهزيمة السياسية عام 1956 م , 

عندما تحالفت إسرائيل مع إنجلترا وفرنسا الإمبراطوريتان الغاربتان في تلك الفترة من خمسينيات القرن الماضي , ورتبوا للعدوان الثلاثي وعقدوا فيما بينهم تحالف الشر الثلاثي وقاموا ـ للغرابة ـ بتوقيعه وعقده على وثيقة سرية ـ اشتهرت فيما بعد ـ باسم ( وثيقة سيفر ) , 

وكانت الخطة أن تقوم إسرائيل بمهاجمة الحدود المصرية حتى غرب قناة السويس , وبطبيعة الحال سوف تشتبك معها القوات المصرية , وعندئذ تقوم إنجلترا وفرنسا بتحذير الطرفين ( مصر وإسرائيل ) بالإبتعاد لمسافة كافية عن المجرى الملاحى لقناة السويس وإلا تم تدخلهما العسكري لحماية حقوق إنجلترا وفرنسا في القناة , 
وكانت الخطيئة الكبري التي وقع فيها أنتونى إيدن رئيس الوزراء البريطانى في ذلك الوقت وحليفه جى موليه رئيس الوزراء الفرنسي أنهما لم يدركا درس التاريخ وعبرته , 
ولم يعرفا الظرف الدولى الذى فرض حقائق جديدة للقوة في العالم , حيث صعدت الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتى كقوتين أعظم في العالم وكبديل طبيعى للإمبراطوريات الغاربة التي أسقطها هتلر في الحرب العالمية الثانية , 
وبالتالى أخذهما غرور الإمبراطورية فلم يعتدا باستئذان الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتى في هذا التدخل العسكري , 
ولعب جمال عبد الناصر على هذا الوتر , 

قام جمال عبد الناصر بتكليف السياسي الضليع محمود فوزى هو وطاقم الخبراء المصريين بإدارة الأزمة في أروقة الأمم المتحدة حيث كان فوزى يشغل منصب وزير الخارجية , 

ولم يكن وزيرا عاديا بل هو أفضل وزراء الخارجية المصريين في العصر الحديث , ونظرا لوجود تعاطف تقليدى لدى القيادة السوفيتية فيما يخص مصر التي كانت على وشك عقد صفقات التسليح مع الإتحاد السوفياتى , 
وأما من ناحية الولايات المتحدة فقد كان على رأس النظام الجنرال أيزنهاور بطل الحرب العالمية الثانية والرجل الذى كان من المفترض أنه قادم لبناء القوة الإمبراطورية الأمريكية وتأكيد سيادتها على الإمبراطوريات القديمة , 
وكانت الظروف مثالية لجميع الأطراف , عدا أطراف العدوان الثلاثي 
فالإتحاد السوفياتى رغب في تأكيد قوته وتشاركه الولايات المتحدة هذه الرغبة , وليس هناك أكبر ولا أقوى من المواجهة المتحدية لكى تبرز قوة الأطراف أمام بعضها البعض , وساحة الشرق الأوسط كانت يومئذ مجهزة تماما لتلك اللعبة ,
ومصر كانت تغازل الإتحاد السوفياتى الطامح برغبة حارقة في موضع قدم له بالشرق الأوسط ويرغب بشدة في أن ينال نصيبه من التركة الإمبراطورية لإنجلترا وفرنسا , 
والولايات المتحدة ترغب في تأكيد تلك السيطرة والقضاء نهائيا على السيطرة الإنجليزية على مناطقها القديمة , 

فكان أن أعلن الإتحاد السوفياتى والولايات المتحدة ـ في واحدة من لحظات الإتفاق النادرة ـ أن الوقت قد حان لحصر إنجلترا وفرنسا في خانة التابع , 

فأعلنت الإدارتان أنهما غير راضيتين على تصرف إنجلترا وفرنسا العسكري بالشرق الأوسط , لا سيما وأن القانون الدولى كان في غير صف الإمبراطوريات القديمة حيث كان الإعتداء العسكري مباشر وغير مبرر وليس له أى وجه من المنطق , 
ثم صدر الإنذار السوفياتى الشهير باسم ( إنذار بولجانين ) وفحواه أنه على بريطانيا وفرنسا سحب قواتهما بعيدا عن الحدود المصرية فورا وإلا تعرضت لندن وباريس للصواريخ النووية السوفيتية !
وأهمل الإنذار بالطبع ذكر إسرائيل تهوينا لشأنها أو على حد قول وزير الخارجية السوفياتى أن إسرائيل لو تمردت لجعلنا منها ثقبا في الأرض !
وأتى الإنذار الرادع بمفعوله الفورى وفشلت حملة العدوان الثلاثي ونجح عبد الناصر نجاحا ساحقا في معركة السويس التي خلقت أساس التجربة الناصرية وصنعت أسطورتها , [2]

وفور انسحاب القوات الإسرائيلية أدرك بن جوريون ـ رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها والأب الروحى للدولة ـ حقيقة الأخطاء التي وقع فيها التحالف , 

وكان مجمل الأخطاء فيما يلي :
الأول : اللعب بعيدا عن رغبة القوى العظمى أو إحداها على الأقل 
الثانى : الإعتداء العسكري جاء مباشرا بدون تغطية شرعية ولو على سبيل التغطية المظهرية 
الثالث : انكشاف أمر التخطيط لا سيما بعد توقيعه في وثيقة رسمية تحمل كل أدلة الإتهام والإدانة , 


الهوامش :


[1] ـ نصر بلا حرب ـ ريتشارد نيكسون ـ الطبعة العربية الكاملة 

[2] ـ ملفات السويس ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجمة والنشر
[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:29 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
ولم تضيع إسرائيل وقتا في البكاء على العسل المسكوب أو التغنى بأمجادها الماضية في حرب 48 , 
وإنما شرعت على الفور في التخطيط للمعركة القادمة التي تكفل لها التفوق على مصر ودحرها عسكريا أو على الأقل تحييدها بعيدا عن الصراع , 
وكان هذا الهدف عند بن جوريون ومن تلاه , يعتبر من الأهداف الإستراتيجية العليا للسياسة الإسرائيلية والتى تتكفل به الحكومات الإسرائيلية واحدة تلو الأخرى ألا وهو ضرورة إبعاد مصر عن معادلة الصراع بشتى الوسائل , 
وليست هذه الحقيقة مجرد إستنتاج بل هو تسجيل وثائقي لابن جوريون نفسه [1]

فبدأت الخطة بعقد تحالف استراتيجى مع الولايات المتحدة ارتفع لمستوى غير مسبوق عندما قامت أجهزة المخابرات الأمريكية بتوقيع وثيقة تعاون كاملة مع الموساد للعمل ****ل للمصالح الأمريكية نظير المساندة , 

وانفتحت الإمكانيات الأمريكية بلا حدود أمام إسرائيل باعتبار أن مصر تحالفت مع الإتحاد السوفياتى ويلزم للولايات المتحدة أن تغطى احتياجات إسرائيل سياسيا وعسكريا للتصدى للمد الشيوعي والنفوذ السوفياتى في المنطقة , 
وعندما جاء ليندون جونسون للبيت الأبيض ازدادت خطى الخطة سخونة وتشكلت ملامحها فيما يعرف في أدبيات تلك المرحلة بعملية ( إصطياد الديك الرومى ) وكان المقصود بلا شك هو جمال عبد الناصر الذى زادت ثقته بنفسه إلى الحد الأقصي , وأصبح يمثل المرجعية للتجربة القومية , مما يقطع بضرورة ضربه لتموت تلك التجربة , 

وفتح ليندون جونسون أبواب المساعدات لإسرائيل بلا حدود , وبلغ في هذا الأمر آفاقا لم تتحقق لرئيس أمريكى قبله ولا بعده , ويؤكد هذا الأمر أن الوثائق الأمريكية رغم أن القانون يسمح بها جميعا بحد أقصي خمسين عاما إلا أن الوثائق السرية التي احتوت على كمية المساعدات والإشتراك الفعلى للولايات المتحدة في حرب يونيو دمغها النظام الأمريكى بعبارة السرية المؤبدة 

بمعنى أنها غير متاحة للإطلاع العام تحت أى ظرف !
وهذا ما يؤكد الشواهد التي أفرزتها الحوادث في خطة النكسة , 
فبدأت الولايات المتحدة بزيادة مأزق الجيش المصري في اليمن عن طريق استقدام المرتزقة للقتال ضد القوات المصرية في اليمن واستنزافها , [2]

ثم تدفقت المساعدات العسكرية إلى حد غير مسبوق من الولايات المتحدة إلى إسرائيل وفى غياب تام عن المجالس التشريعية أى أنها تمت بتصرف فردى من ليندون جونسون , وكان أن تضاعف عدد الطائرات في سلاح الجو الإسرائيلي وزادت الآليات العسكرية الإسرائيلية في جميع الخطوط إلى أضعاف أكبر , 

وبعد أن بدأت العمليات صباح الخامس من يونيو , اقترب الأسطول السادس الأمريكى في البحر المتوسط من الشواطئ الإسرائيلية في مبادرة شديدة الخطورة وغير مسبوقة لحماية العمق الإسرائيلي من أى ضربة غير متوقعة للطيران المصري !
رغم أن التقارير المخابراتية كانت تؤكد إستحالة حدوث هذا !

ثم بدأت الإستفزازات الإسرائيلية المحسوبة لنظام عبد الناصر , 

أولا بأكذوبة الحشود الإسرائيلية على سوريا ثم بالدس إلى الصحافة العربية والعالمية بأن عبد الناصر يختبئ خلف قوات الطوارئ الدولية التي تم وضعها على الحدود المصرية الإسرائيلية بعد معركة السويس , 
واستجاب عبد الناصر للاستفزاز وطلب أن تنسحب القوات الدولية جزئيا , فجاء رد الأمم المتحدة أن سحب القوات لا يمكن أن يتم الإستجابة له جزئيا ولو أراد النظام المصري سحب القوات فسيتم سحبها جميعا !
وكان هذا بلا شك ضمن الخطة المرسومة , 
وبالفعل تم سحب قوات الطوارئ وبدا أمام العالم وكأن العدوان يبدأ من مصر !
ثم كثفت إسرائيل حملاتها الموجهة في الإعلام العربي بشأن خليج العقبة , وإسرائيل أصلا لا تحتاج خليج العقبة في شيئ ولا يمثل لها بعدا إقتصاديا من الأساس , 
لكنها أحسنت الطنطنة حوله حتى أصدر عبد الناصر أوامره بمنع السفن الإسرائيلية من المرور !
وهنا وقف ليفي أشكول رئيس وزراء إسرائيل يندد بالقرار ويعلن قائلا 
( إن مصر بدأت الحرب بالرصاصة الأولى وهى إغلاق خليج العقبة في وجه الملاحة الإسرائيلية ) [3]

وتم تجهيز الساحة تماما لتكتمل اللعبة , 

فالآن أصبحت مصر معتدية أمام العالم على إسرائيل وتذرع ليفي أشكول بإجراءات الحكومة المصرية ليثبت أن إسرائيل تتعرض لحرب مصرية بالفعل وأن عليها القيام بواجبها في الدفاع عن نفسها كحق مشروع !
وبهذا تفادت إسرائيل خطأ الغطاء الشرعي للحرب وجهزت غطاء مضمونا للحرب القادمة باعتبارها حربا دفاعية !
وفى نفس الوقت كانت المساعدات الأمريكية قد استكملت بنودها لإسرائيل , 
وبهذا تفادت الخطأين الثانى والثالث فحصلت على دعم ورعاية وتغطية إحدى القوتين الأعظم , وفى نفس الوقت حصلت على المساعدات الكافية لشن الحرب على الدول العربية مجتمعة , 

أما عبد الناصر , فقد وقع في الأخطاء المتراكمة بناء على قياسه للأمور على حادثة حرب السويس حيث كان المسرح الدولى مختلفا تمام الإختلاف عما أصبحت عليه الحالة في أيام النكسة , 

فظن عبد الناصر أن القوى العظمى ـ الإتحاد السوفياتى على الأقل ـ سيقف ضد الرغبة الإسرائيلية , 
ولم يكن هذا منطقيا لأن الإتحاد السوفياتى لن يتدخل مباشرة في المنطقة وإلا جلب نفسه لمواجهة نووية مع الولايات المتحدة التي لن تترك إسرائيل تواجه القوة السوفياتية مباشرة , 
فقواعد الصراع الدولى كانت تنص على أن القوى العظمى عندما تواجه بعضها البعض في حرب بالوكالة يقوم بها أطراف دولية أخرى لا تتدخل إحداهما مباشرة طالما كانت الحرب بعيدة عن حدود كليهما , 
فالمسموح به فقط أن يساعد الإتحاد السوفياتى مصر كما تساعد الولايات المتحدة إسرائيل , لا أن يتدخل مباشرة ,

والخطأ الثانى :

أنه لم يتصور أن الحرب ستقع فعليا وأن الأمر لابد له من حل سياسي في النهاية على النحو الذى جرى به في حرب السويس 
وكانت تلك التصورات من أحلام اليقظة بلا شك , 
فالمواجهة في حرب السويس كانت بين قوى عظمى آتية وبين قوى غاربة , بينما في معركة النكسة كانت المواجهة مدعومة من قوة عظمى نووية وفاعلة , 
والخطأ الثالث :
أنه عندما أفاق في أواخر مايو عام 1967 م , وحاول الإستعداد للحرب كانت كل الظروف أمامه في الإتجاه العكسي , 
فالجيش غرق نصفه في حرب اليمن والفرق المشاركة في تلك الحرب هى لب الجيش المصري وقوته , 
بالإضافة للقيادة العسكرية الخانعة تحت قيادة عبد الحكيم عامر الذى تم ترقيته من رتبة رائد إلى رتبة لواء دفعة واحدة ثم تم ترقيته مرات متعددة حتى وصل لرتبة المشير ( الماريشال ) وكل هذا ولم يضف عبد الحكيم عامر لمعارفه وعلومه العسكرية بندا واحدا عما كانت عليه ثقافته في رتبة الرائد !
مع أن هذه الرتبة ( ماريشال ) تنص القواعد العسكرية على أن حاملها يجب أن يكون قد خاض ثلاث معارك وانتصر فيها أو قدم نظرية جديدة غير مسبوقة في إستراتيجية القتال , 
هذا بخلاف التسليح المصري المتردى في ذلك الوقت والذي كان يقل بمراحل متعددة عن التسليح الإسرائيلي , 

والخطأ الرابع والقاتل :

أنه لم يتدارك نفسه سريعا ـ رغم الحقائق الواضحة ـ وسمح لملكاته الشخصية وغروره النفسي أن يتحكم فيه ويستجيب للضغط الإعلامى للحفاظ على صورته كزعيم للأمة العربية لا يهاب أحدا !
فبادر لطلب رفع قوات الطوارئ الدولية وهى الخطوة التي لو جاءت من جانب إسرائيل لكفلت لمصر الإفلات من الفخ 
ثم أغلق خليج العقبة وحشد ما تبقي من قوات الجيش المصري في سيناء , 
وهى الخطوة القاتلة التي دمرت الجيش المصري تماما لأن الجيش كان بلا أدنى غطاء جوى ولا توجد منصات صواريخ تحمى سيناء أو حتى تحمى العمق المصري نفسه , 
فكانت النتيجة أن وجدت تلك القوات ـ ومعظمها مشاة ـ في مواجهة الطيران الإسرائيلي يحصدهم حصدا بلا رادع !
ثم تكفلت إسرائيل بالعمق فهاجمت القاهرة وبنى سويف والأقصر ونجع حمادى بلا أى خوف لانعدام وجود الحائط الدفاعى الذى تم إنشاؤه فيما بعد عام 69 م , ونجح في منع غارات إسرائيل في العمق , 

ورغم أن درس النكسة كان قاسيا بما يكفي ليعيد عبد الناصر توازنه ويعيد الحساب من جديد , وهو الحساب الذى نجح في التخطيط البارع للخطة ( جرانيت ـ 1 ) والتى أصبحت الأرضية للخطة ( جرانيت ـ 2 ) التي تم تنفيذ حرب أكتوبر بها 

ورغم أن حرب الإستنزاف التي قامت بها القوات المصرية وكبدت إسرائيل الخسائر الفادحة لتختم حرب أكتوبر خسائر إسرائيل بأقسي درس تلقته في تاريخها المعاصر , 
إلا أن هذا يوضح لنا نمط التفكير الغربي الذى سارت عليه إسرائيل وكيف أنها بدأت في التخطيط بمجرد النهوض من كبوتها في حرب السويس وخططت ونفذت ببراعة , 
ورغم أن مصر نفذت نفس التخطيط في الرد بحرب أكتوبر , ورغم أن العرب نفذوا لأول مرة في تاريخهم المعاصر خطة إستراتيجية متكاملة , 
إلا أن نَـفَس التخطيط كان قصيرا ولم يستمر , 
وسرعان ما بدأت السياسة الغربية في استنزاف ثمرات النصر العربي بعد أن تمكن دعاة القومية من تكريس النداء القومى لدى كل شعب بأرضه , وضاعت أحلام القوميين في مهب الريح !


الهوامش :

[1] ـ سياحة فى الوثائق الإسرائيلية ـ مجلة وجهات نظر ـ محمد حسنين هيكل 
[2] ـ سنوات الغليان ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجمة والنشر 
[3] ـ الإنفجار 1967 م ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجمة والنشر
[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:30 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
المواجهة مع التشيع



مما لا شك فيه أن عجز العرب عن فهم إستراتيجية المواجهة في سائر قضاياهم هو ما يؤدى بالعرب والمسلمين إلى الوضع المزرى الذى تقع فيه المنطقة والعالم الإسلامى بأسره , 

والعرب خبراء في تعطيل أسلحتهم الفعالة , 
من بداية تعطيلهم لسلاح الإسلام كرابط يجمع مليار ونصف مليار مسلم يمثلون مائة وعشرين دولة , ووصولا إلى تعطيلهم لسلاح البترول بالوجود الأمريكى والتحالف معه !
فبدلا من أن تصبح قضية القدس مثلا , هى قضية مائة وعشرين دولة إسلامية , فتح العرب الأبواب أمام الأفكار القومية والعلمانية ليصبح الصراع صراعا عربيا إسرائيليا , بعد أن كان صراعا إسلاميا إسرائيليا !
ثم ازدادت نعرة القوميات ليصبح الصراع صراعا فلسطينيا إسرائيليا ! 
ثم انقلب الآن إلى معركة أشبه بمعارك مشجعى كرة القدم بين مختلف الفصائل الفلسطينية التائهة[1]


والمشكلة الحقيقية أنهم دائما يقعون في مواجهة خصوم يجيدون فن المواجهة الإستراتيجية ويعرفون تحديدا ماذا يريدون , وكيف يصلون إليه !

ففي قضية القدس وقعوا في مواجهة الغرب بكل إمكانياته الإمبراطورية عبر مائة عام منذ خطة نابليون ووعد بلفور , 
وفى قضية التشيع وقعوا في مواجهة الفرس وهى أمة من الدهاة بلا شك , 
وإن كان العرب والمسلمون نجحوا في مواجهة المستشرقين على أحد جبهات الحرب فإن النجاح لم يكن بنفس المقياس في بقية المواجهات , 
ويرجع ذلك بصفة أساسية إلى غياب الإستراتيجية وفن التنسيق بين مختلف القوى الإسلامية لمواجهة أى خطر , 
فمواجهة المستشرقين نجحت لأنها كانت مواجهة فردية , علماء في مواجهة علماء , وقد انتصر علماء المسلمين بجدارة في تلك الحرب لكونها كانت معركة رجل واحد , أى أنها ليست حرب جبهات متعددة ومتنوعة , ولم يكن العلماء بحاجة إلى معاونة أحد لا سيما وأن الدفاع عن الإسلام كعقيدة راسخة هو الهدف الوحيد لعلماء الإسلام الذين لا يطلبون جزاء عليه , 


إلا أن مواجهة التشيع الفارسي كانت ـ ولا زالت ـ على عدة جبهات وليست جبهة واحدة , 

والجريمة العظمى التي لم ينتبه العالم الإسلامى المعاصر والعرب على وجه الخصوص , أن المواجهة مع التشيع ليست أبدا مواجهة ضد فرقة دينية لها معتقدات خاطئة أو منحرفة كما يظن الغافلون , 
وليست مواجهة عظة ومواعظ ودروس ودفاع عن الدين في مواجهة إنحراف زمرة تأكل أموال الناس بالباطل , 
ولو كان خطر التشيع الفارسي يقتصر فقط على ما فيه من ضلالات لما كلف المفكرون المعاصرون عناء الرد عليه وإعلان الحرب في مواجهته , 


لسبب بسيط أن الإنحرافات الدينية والعقائدية لا تمثل ـ مهما كانت خطورتها ـ إلا جانبا واحدا في ركون بعض الناس للإضلال , وهذا الأمر ما أيسر مواجهته من العلماء والدعاة وعلاجه الحاسم هو الدعوة الصحيحة إلى الله تعالى بالقواعد التي أرساها الله ورسوله عليه الصلاة والسلام , 

وهذه الإنحرافات هى طبيعة من طبائع عصور الإسلام منذ انتهاء عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم , ولا تمثل أمام المجتمع الإسلامى في مجموعه عائقا يهدد أمنه أو رسالته , 
ومهما تعددت الفرق والملل والنحل في الإسلام فسيبقي هناك الإسلام الحق قائما على ألسنة رجاله إلى يوم الدين كما بشر النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح 
( لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم إلى يوم القيامة ) 


فالشاهد هنا أن الذين يعالجون قضية التشيع على أنها إنحراف فكرى وعقدى لفرقة من فرق المسلمين يقعون في خطأ فادح للغاية من عدة نواح ومنها :

الأولى : أن الإنحراف العقدى لدى الشيعة الإثناعشرية ـ بالرغم من فداحته ـ إلا أنه يوجد في الفرق المنتسبة للإسلام من يتجاوز هذا الإنحراف بمفاوز شتى مثل فرق الإسماعيلية الملاحدة الباطنية ولا زالت الشيعة الإسماعيلية قائمة لليوم وها أتباعها في الشام واليمن , 
ومعتقداتهم تتجاوز كل الحدود المتصورة حيث يمثل إنحرافهم قلبا لمفهوم الدين من الأصل , 
كما توجد هناك ديانات أخرى ظهرت تتستر بالإسلام مثل القاديانية والبهائية والقرآنية وكلها تنحرف عن الدين في وضوح كامل وتضرب أساس المعتقد ,
ومع ذلك فلا يمثل هؤلاء معيار الخطورة الذى يمثله الدين الإثناعشري ولا يقترب ـ مجرد إقتراب ـ من درجة خطورته 
لأن عقيدة الإثناعشرية تمثل لهم المحرك الرئيسي فيما يتخذونه من تدابير وبالتالى فهم يحولون النصوص المحفزة على استئصال الجنس العربي إلى واقع يسعون لتثبيته وتحقيقه فضلا على أنهم يمتلكون القوة اللازمة لذلك , بينما ضلال بقية الفرق ظل محصورا في فساد المعتقد وحسب ولم يتعداه إلى التطبيق العملى 


الثانية : أن التشيع ليس إنحرافا عقديا خاصا بأهله ويعتقده أهله بمعزل عن الناس كما هو الحال في الإنحرافات المعتادة للصوفية والعصرانية وبقية فرق الشيعة , 

بل هو عداء كامل وحرب شاملة موجهة تشتمل على أدوات الحرب كلها ويعتبر نشاط التشيع بالدولة التي تقف خلفه تهديدا صريحا لأمن المجتمع الإسلامى وأمن مقدساته بشكل صريح , 
لأن الشيعة الإثناعشرية في دولتها الحديثة ـ التي أسسها الخمينى ـ اتخذت محاربة الإسلام منهجا لحرب شاملة لم تقتصر على الدعوة التخريبية في المعتقد بل تعدته إلى استخدام القوة المسلحة ورصد إمكانيات دولة كاملة بكل ثروتها القومية المتمثلة في البترول للعمل على نشر المعتقد الإثناعشري والدفاع عنه وتصديره بكل السبل , 


معنى هذا أن الأمر لم يعد أمر دين ودعوة , بل أمر دماء مستباحة وحرمات منتهكة مبنية على فكر أيديولوجى يؤمن أتباعه إيمانا تاما بأن الجهاد معناه هو إقتلاع الجنس العربي من أصله [2]





الهوامش :

[1]ـ لمزيد من التفاصيل راجع ( البعد الدينى في الصراع العربي الإسرائيلي ) ـ محمد جاد الزغبي 
[2]ـ لمراجعة النصوص الشيعية المحرضة على قتال العرب ـ راجع ( يالثارات الحسين ) ـ محمد جاد الزغبي
[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:31 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
وكانت النتائج التى ظهرت على السطح تتمثل فيما يلي :
أولا :
قيام الحرب العراقية الإيرانية التى أشعلها الخمينى ضد نظام البعث بالعراق رغم كون هذا النظام هو الذى أسبغ عليه الحماية لأربعة عشر عاما عندما كان الخمينى نفسه منفيا من الشاه , فكان رد الجميل يتمثل فى أن الخمينى أعلن أن العراق يجب أن ينضم لإيران أو أن تقوم فيه ـ على الأقل ـ دولة شيعية موالية للنظام الفارسي فى إيران , 
ولأجل تحقيق هذا الهدف أقام الخمينى حرب العراق وحشد الحشود على الحدود مع العراق الذى بادر بصد الهجوم عن طريق حرب دفاعية قصد منها صدام حسين توجيه ضربة إجهاض للقوات العسكرية تجبر الخمينى على قبول طلب الصلح , 

ورفض الخمينى رفضا باتا واشتعلت الحرب الضروس , ورغم أن العراق كبد إيران خسائر فادحة فى الأموال والأرواح إلا أن التفوق العراقي والضحايا الإيرانيين لم يردعا الخمينى الذى رفض طلب الصلح المتكرر من العراق أربع مرات خلال سنوات الحرب منذ عام 1980 م وحتى 1988 م ![1]

وعندما طلب صدام حسين الهدنة بينه وبين إيران ـ رغم التفوق العراقي الكاسح فى ميدان القتال ـ فى عام 1982 م بسبب اجتياح إسرائيل للبنان , وكان العراق يطلب الهدنة ليتمكن من معاونة لبنان , 
فرفض الخمينى أيضا رفضا باتا حتى مع إلحاح أتباعه أنفسهم وقال لهم قولته الشهيرة 
( لا تلهكم الحرب الصغيرة عن الحرب الكبيرة ) [2]
معنى هذا أن حرب الخمينى على العراق وهو جاره المسلم كانت هى حرب الخمينى الحقيقية بغض النظر عن كل الشعارات الجوفاء التي لم نجد لها مثقال ذرة على الواقع ضد إسرائيل والولايات المتحدة !
بل كان الهدف الإستراتيجى الذى سعي له الخمينى وأعلنه كهدف دائم لنظام الملالى في إيران هو أن يضم العراق ثم يستكمل الوجبة بدول الخليج !

ثانيا :

أنشأ الخمينى المنظمة الإرهابية المسماة بحزب الله والتى خرجت من قلب حركة أمل الشيعية التي كان من أنصارها حسن نصر الله نفسه , وهى الحركة التي شاركت الإسرائيليين هجومهم على المخيمات الفلسطينية في لبنان وأذاقت اللاجئين هناك ويلات السلاح بشتى أنواعه وبلغ الضحايا من العرب عددا فلكيا في ظل هتافات مقاتلى حركة أمل التي نقلتها وكالات الأنباء في حينها وكانت تنادى بالنصر على الفلسطينيين الوهابيين وضرورة طردهم من لبنان ! وزاد الأمر وضوحا عندما استقبلت الشيعة في لبنان دبابات جيش الإحتلال الإسرائيلي بالزهور وباقات الورود[3] 

وعندما انتهى دور أمل خرج حزب الله تحت القيادة العليا للخمينى ثم الخامنئي مستمرا على نفس الخط الإستراتيجى وهو المتاجرة بمسمى المقاومة ونصرة القضية الفلسطينية وفى نفس الوقت تحقيق الأهداف الإيرانية الكاملة فى المنطقة , وليس بعيدا عن الأذهان ما فضحه صبحى الطفيلي نائب الأمين العام للحزب وأحد مؤسسيه عن سياسة الحزب وكيف أنه يعمل اليوم حارسا للحدود الإسرائيلية فى منطقة جنوب لبنان لمنع أى هجمات من الفدائيين الفلسطينيين هناك ! 

بالإضافة للحرب الصاروخية التى أطلقت من صواريخ الإعلام أكثر مما أطلقت من صواريخ الحرب وكانت النتيجة أن دمرت إسرائيل الجنوب اللبنانى فى المناطق السنية التى كان يضرب منها حزب الله صواريخه , 
وعندما جاءت التعويضات قام الحزب بصرفها على الشيعة وحدهم .. 
إلى غير ذلك من الإعترافات المخزية التى أدلى بها الطفيلي , وصادق بها على ما جاء في مذكرات إرئيل شارون جزار إسرائيل الشهير ورئيس حكومتها الأسبق الذى صرح في مذكراته أن إسرائيل ليست لديها مشكلة من أى نوع مع الشيعة بل على العكس هناك أوجه عدة للتعاون معهم ,
وجدير بالذكر أن إرئيل شارون كان هو نفسه وزير الدفاع الإسرائيلي الذى أمر وأشرف على اجتياح لبنان والتحالف مع حركة أمل لطرد وسحق المخيمات الفلسطينية 

ثالثا : 

قام الخمينى بتشكيل وحدات إرهابية تابعة للحرس الثورى قامت بحرب إرهابية ضد الأهداف التى يقصدها الشيعة فى الخليج والجزيرة عقب فشل الحرب على العراق , 
وكانت النتيجة أن قام تشكيل إرهابي شيعي بتفجير فى مكة المكرمة وقت الحج , وأحبط الأمن السعودى تفجيرا آخر كان هدفه الحرم ذاته فى نهاية الثمانينات !
بخلاف التفجيرات ومحاولات الإنقلاب على أنظمة الحكم فى البحرين والكويت وقطر والإمارات , 
بالإضافة إلى المخطط الإقتصادى الذى بدأ منذ عهد الخمينى فى تلك الدول , وهو محاولة السيطرة على أقاليم وأحياء بكاملها بمقابل مادى هائل لخلق حالة من التغيير الجغرافي للتوزيع السكانى لصالح المد الشيعي , 
ومن يتأمل اليوم إلى أى مدى وصل النفوذ السياسي الشيعي مع النفوذ الإقتصادى فى الكويت والإمارات يدرك أن الأمر لم يكن أبدا عفو الخاطر !

رابعا : 

قام النظام الإيرانى الحالى بإزاحة خط المعتدلين بزعامة محمد خاتمى الرئيس الإيرانى السابق واستولى بالقوة الجبرية أحمدى نجاد وبدعم كامل من المرشد الأعلى خامنئي على السلطة , 
ليستولى المحافظون على السلطة وتعود خطة الخمينى الأولى للظهور وهى السيطرة على العراق ثم العبور منه للخليج , 
وتم الجزء الأول من الخطة بإمتياز عندما أصبحت إيران شريكا رئيسيا للولايات المتحدة فى حربها ضد أفغانستان والعراق , للدرجة التى دفعت محمد على أبطحى القيادى السابق فى النظام الإيرانى للتصريح بأن دور إيران فى الحرب الأمريكية على البلدين كان دورا محوريا لولاه لما تم للولايات المتحدة سيطرة حقيقية فيهما , 
وعقب المساعدات الفنية والعسكرية التى قام بها الحرس الثورى ومنظمة بدر للجيش الأمريكى الداخل من جنوب العراق , أصبحت الشراكة فعلية بين الشيعة والولايات المتحدة فى حكم العراق , وانتشر رجال المخابرات الإيرانية يشرفون ـ بموافقة أمريكية ـ على خطة تغيير التركيبة السكانية لشعب العراق وزرع الشيعة فى أماكن السنة الذين يتم تهجيرهم بالقوة المسلحة بعد ارتكاب سائر أدوات الإرهاب بحقهم , [4]

وسيطرت الحكومة الشيعية على مقاليد الأمور فى العراق كما اقتضي الجزء الأول من الخطة التى سلكها الخمينى بالحرب على العراق ولم ينجح فيها , 

فحقق نظام نجاد هذا الهدف الإستراتيجى بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة وتكريس النفوذ الشيعي فى العراق وسيطرته على الحكومة والقضاء والمجالس التشريعية , 
وفى شأن الجزء الثانى من الخطة فإن إيران تمضي قدما فى تحديث تسليحها عن طريق اتباع لعبة القط والفأر مع الغرب , وهى اللعبة التى تمنحها الغطاء السياسي أمام العرب باعتبار أن هذا السلاح موجه لإسرائيل وهى الدعاية التى فقدت تماسكها من كثرة اهترائها بعد ظهور حقيقة التعاون اللصيق مع الغرب ومع الحكومة الإسرائيلية فى مجال التسليح ذاته [5]
والذي يظن ـ مجرد ظن ـ أن السلاح الإيرانى ـ التقليدى والنووى ـ يمكن أن يتوجه إلى إسرائيل أو إلى الولايات المتحدة فهو واهم وغارق في بحر من العسل , 
فإيران منذ قيام إسرائيل وهى تحتفظ بعلاقات إستراتيجية مع إسرائيل على أعلى مستوى , واستمرت العلاقات بنفس النمط في أيام الخمينى وكان السلاح الإسرائيلي هو الذخيرة التي اعتمدت عليها إيران في مواجهة العراق , 


الهوامش :

[1] ـ الحرب العراقية الإيرانية ـ المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة 
[2]ـ الثورة البائسة ـ د. موسي الموسوى 
[3]ـ أمل والمخيمات الفلسطينية ـ د, عبد الله الغريب 
[4] ـ صراع المصالح فى وادى الرافدين ـ أحمد فهمى ـ دار البيان 
[5]ـ ـ فضيحة إيران كونترا ـ والتعاون الإسرائيلي الإيرانى في مجال السلاح ـ حرب الخليج ـ مصدر سابق
[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:32 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
هذا بالإضافة لصورة الواقع التي تكشف لأى عاقل حقيقة التوجه الإيرانى الذى لم يتوجه لإسرائيل بطلقة رصاص واحدة في الوقت الذى وجه سلاح ـ العسكري والإرهابي ـ تجاه أطراف عربية في العراق والخليج والجزيرة , 
بالإضافة إلى أننا يجب أن نستدعى فيه للذاكرة أن العراق عندما أنشأ مفاعلا نوويا واحدا كان في بدايته , لم يسمح الغرب للعراق في أوانها للعراق أن يدخل المفاعل طور الإنتاج التقليدى أصلا , 
أى أن المفاعل العراق لم يكن قد أخرج إنتاجه السلمى وبطبيعة الحال أمامه سنوات طوال ليتمكن من تصنيع قنبلة نووية على فرض استطاعته أن يقوم بذلك 
ومع هذا قامت الهراوة الإسرائيلية بهجمة قاذفة أطاحت بمشروع المفاعل العراقي ( أوزيراك ) ونسفته من منبته , 
في نفس الوقت الذى يكتفي الغرب الآن وتكتفي إسرائيل بالتصريحات والمعارك الكلامية تجاه مشروع نووى كامل يحتوى على عشرات المفاعلات الإيرانية التي تنتشر في أنحاء إيران , ودخلت المفاعلات مرحلة الإنتاج الفعلى بل وأوشكت على إنتاج القنابل النووية عندما أعلنت إيران بصريح العبارة أنها تخصب اليورانيوم بالمخالفة للقواعد الدولية التي يستغلها الغرب دائما لضرب أى تجربة نووية , 

والسؤال هنا :

لو أن ما نراه على الساحة كان صراعا حقيقيا بين الغرب وإيران , فكيف صبرت الولايات المتحدة وكيف صبرت إسرائيل مطمئنة إلى المشروع الإيرانى الذى دخل مرحلة عملاقة وأوشك أن ينتج السلاح النووى فعليا ؟!
بينما ضربت إسرائيل مفاعل أوزيراك وامتدت يد الموساد إلى اغتيال الدكتور يحيي المشد في باريس وهو العالم المصري الذى كان مشرفا على المشروع , في الوقت الذى كان المشروع بأكمله عبارة عن مفاعل نووى واحد قيد الإنشاء !!
ولماذا لم تقم الولايات المتحدة ـ لا سيما في عهد بوش الإبن ـ بتنفيذ الضربة العسكرية لإيران والإدارة الأمريكية برياسة بوش الإبن كانت ولا زالت أكثر الإدارات تعسفا في استخدام القوة المفرطة والمحاورة بالسلاح ؟!

ومما هو جدير بالذكر , 

أن العلاقات الأمريكية الإيرانية يجب أن نتفهمها في إطار تحالف المصالح بين الطرفين , فليس معنى قيام الولايات المتحدة مستقبلا بضرب إيران أو اتخاذ تدابير عنيفة نحوها أن هذا التعاون لم يكن موجودا , 
بل هو موجود وبقوة الأمر الواقع ويمكن فهمه في إطار علاقات المصالح بين الدول التي لا تقوم على العاطفة بل تقوم فقط على المصالح , وبالتالى فهى معرضة للتباين بحسب تغير الظروف , 
فإيران تحظى برعاية الولايات المتحدة طالما أنها لم تشذ عن الخط المرسوم أو تتعدى مطامعها حدود المصلحة الأمريكية فإذا تعدت ذلك فلابد للعلاقة أن تتوتر وتتغير بتغير الظرف المصلحى , 
أى أن العلاقة بينهما ببساطة هى علاقة تحالف اللصوص على المال المنهوب 
وتلك واحدة من ثوابت السياسة الدولية عبر عنها أحد مسئولى بريطانيا في النصف الأول من القرن العشرين عندما سؤل عن ثوابت العلاقات الدولية في السياسة البريطانية , فأجاب
( إن بريطانيا ليس لها أصدقاء دائمين أو أعداء دائمين بل لها مصالح دائمة )
فهذه العبارة اختصرت مجمل التعامل والقانون المعتمد في السياسة الدولية , 
ولهذا فإن ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الأشهر وقائدها في الحرب العالمية الثانية , عندما ألح على روزفلت الرئيس الأمريكى وحاول بشتى السبل إقناعه بالدخول إلى الحرب فعليا إلى جانب الحلفاء بدلا من اكتفائه بالتمويل والدعم اللوجستى , 
فرفض روزفلت لأن قناعة الشعب الأمريكى وقتها أن الولايات المتحدة ـ رغم تعاطفها ومصالحها مع الحلفاء ـ إلا أنها لا ترى إقحام جيشها وبذل الضحايا في حرب بعيدة عنهم بمساحة المحيط الأطلنطى , 
فما كان من تشرشل إلا أن أصدر أوامره لجهاز المخابرات البريطانى العريق ( MI6) بالتصرف , 
وتصرف الجهاز ببراعة كعادته عندما سرب معلومات مغلوطة إلى المخابرات اليابانية بأن الأسطول الأمريكى في ( بيرل هاربر ) ينوى ضرب الأسطول اليابانى في المحيط الهادى , وكانت اليابان تحارب في صف المحور بذلك الوقت , 
ووقع اليابانيون في الفخ , وصدرت الأوامر إلى سلاح الجو اليابانى بقصف وإبادة الأسطول الأمريكى في بيرل هاربر في ضربة استباقية تفاديا للهجوم المتوقع !
واندحر الأسطول الأمريكى في بيرل هاربر وكانت الخسائر فادحة لأن موجات الطيران اليابانى أحالت المحيط جحيما حول الأسطول الذى لم تتوقع قواته أى بادرة هجوم من أى نوع لبعد الولايات المتحدة عن ميدان القتال فعليا !
وهنا لم يجد روزفلت بدا من إعلان الحرب على ألمانيا واليابان والدخول فعليا في الحرب بعد أن أصبح المبرر اللازم لذلك أمام الشعب الأمريكى واقعا , [1]

نخلص من هذا إلى أن بريطانيا لم تلتفت للخسارة الأمريكية في الأرواح والمعدات والتى أصابت حليفتها القائمة على معاونتها وهى الولايات المتحدة واختارت بريطانيا أن توقع الولايات المتحدة في هذا الفخ عندما استدعت المصالح البريطانية ذلك !

وهذه النظرة المعقدة هى التي يجب أن تحكمنا عندما نعالج قضية الشيعة مع الغرب حيث أنه تحالف مصالح دائم وقائم منذ قيام الدولة الصفوية على يد الشاه إسماعيل الصفوى بمعاونة مملكتى المجر والبرتغال بغرض ضرب الخلافة العثمانية من الخلف ـ وهى المصلحة الغربية ـ وتدمير الخلافة السنية ـ وهى المصلحة الشيعية ـ 
فالعلاقات الإيرانية الغربية ستظل محكومة بالمصالح قابلة للتطوير حتى لو توترت العلاقات إلى المواجهة العسكرية فلن تلبث ـ تحت ضغط المصالح ـ أن تعود للوتيرة القديمة وهى العداء للإسلام السنى واستنزاف الثروات العربية ومنع قيام أى صحوة إسلامية وهى الأهداف الإستراتيجية المتفق عليها بين الغرب وإيران 
وقد عبر أحد كبار علماء الشيعة في القرن الماضي عن هذه الحقيقة عندما قال في كتاب علنى إن الشيعة لا يجب أن ينظروا لقوات الإحتلال الغربي للدول الإسلامية السنية بنظرة عداء لأنهم حلفاء حيث أنهم يقومون بتحقيق الهدف الأسمى للشيعة وهو إضعاف الدول الإسلامية السنية أعداء آل البيت ! [2]

فالسلاح النووى الإيرانى إذا خرج للوجود فلن يكون له توجه حقيقي إلا السعودية التي تمثل العدو اللدود للنظام الإيرانى الحالى بالوراثة من نظام الخمينى , 

وهذا الأمر مقروء على ألسنة كبار الساسة لحكومة المحافظين برياسة نجاد باعتبار مكة والمدينة قبلتين يجب تغييرهما بالنجف وكربلاء , على اعتبار أن مكة والمدينة رهن الإحتلال الوهابي ويلزم تطهيرهما من هذا الإحتلال !
وهذه الدعوة لتحرير مكة والمدينة تعتبر من أدبيات الخطاب الشيعي المعاصر , 

الهوامش :

[1]ـ مذكرات تشرشل ـ مطبوعات الدار القومية ـ مصر 

[2]ـ الخمينى ( كبيرهم الذى علمهم السحر ) ـ محمد جادالزغبي ـ طبعة إليكترونية لدار العز



=================



رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )


أما الهدف الإيرانى في الخليج ..


فهو على وشك التحقيق الفعلى بصفقة أمريكية إيرانية تضمن فيها إيران مصالح الولايات المتحدة في دول الخليج الصغري في مقابل إطلاق يد إيران في المنطقة , وهى الخطة التي حذر منها مؤخرا المفكر السياسي الكبير د. عبد الله النفيسي وطرح بدائل المواجهة المتمثلة في ضرورة تجميع دول الخليج الصغري قطر والإمارات والكويت والبحرين في إتحاد واحد يضم معهما المملكة السعودية يضمن رقعة أرض تسمح بتسليح جيش للدفاع إذا كانت هذه الدول تنوى الإستمرار والبقاء , 

وتوقع النفيسي أن تنتهى فعليا تلك الدول قبل حلول عام 2025 م إذا استمرت في سياسة الشظايا الجغرافية منعدمة القوة الغير قادرة على الدفاع عن نفسها في مواجهة أى تهديد محتمل بات وشيكا , 

نخلص من هذا إلى أن المواجهة مع التشيع لم تعد مواجهة دينية أو مواجهة فكرية أو مواجهة أيديولوجية , بل هى مواجهة إستراتيجية كاسحة تحركها القومية الفارسية مقدمة لحرب شاملة تنفذها دولة المذهب الشيعي إيران لتحقيق أهداف إستراتيجية أرساها الخمينى بثورته في سبعينيات القرن الماضي وجعل لها برنامجا متوارثا عبر رجاله , 

وقد اعترض الإصلاحيون الإيرانيون الذين مثلهم خاتمى هذا الطريق بقليل من الإعتراض عندما ارتضوا بفرض السيطرة المذهبية دون السيطرة الكاملة والعمل المسلح والتدخل في الشئون الداخلية , 
إلا أن خامنئي ممثل شرعية الخمينى نفض هذا التيار سريعا عندما لاحت الفرصة الذهبية باحتلال العراق ولم يعد أمام الطموحات الإيرانية أى مانع فعلى , 
فأزاح التيار الإصلاحى ورجاله ليأتى برجال المرحلة وفى مقدمتهم أحمدى نجاد الذى كان هو نفسه أحد رجال الحرس الثورى القديم وساعده خامنئي بكل سطوة مكتب الإرشاد وقوة نظرية ولاية الفقيه التي بسطت نفوذها على الدولة الإيرانية منذ ثمانينات القرن الماضي , 

وعندما اكتشفت التيارات الإيرانية المختلفة حقيقة الإتجاه والبرنامج الذى ينفذه نجاد ويتعارض مع مطالب الإصلاح الداخلى التي تنادى بها تيارات السنة من الأكراد والبلوش والتركمان والعلمانيين والمثقفين , 

وقفت هذه الجموع في محاولة لفرض كلمتها عن طريق الإنتخابات , فأبرز خامنئي سلاح القهر في تلك المرحلة الحساسة ونجح أحمدى نجاد لفترة ولاية ثانية رغما عن أنف النتائج الأصلية التي كانت ترجح كفة الإصلاحيين , 
وهو الأمر الذى أظهر المعارضة العنيفة والمظاهرات التي اكتسحت شتى أنحاء إيران منددة بالقمع الهائل الذى مارسته السلطة , ولم يكن من السلطة إلا أن زادت من قبضتها الحديدية بالحرس الثورى , 
وعندما استشعرت ضعف بعض عناصر الحرس الثورى في تأدية مهمة حفظ النظام من معارضيه ـ نظرا لأن رجال الحرس الثورى إيرانيون يواجهون أهاليهم من الإيرانيين ـ أرسل خامنئي يستدعى قوات خاصة من حزب الله والتى مده بها حسن نصر الله لتكون تحت إمرته في مواجهة المظاهرات العنيفة التي واجهت النظام , 
وأدى الحرس الثورى المستورد مهمته بكفاءة ونجح في قمع المظاهرات بالرصاص الحى , فضلا على صدور أحكام الإعدام السريعة على منظمى المظاهرات السلمية وتنفيذها بسرعة محمومة وببطش إرهابي ضاغط حتى يتفرغ النظام لمهمته الحساسة التي دخلت مراحلها الأخيرة في العراق والخليج , 
وداعى عنف النظام الإيرانى أن الوقت أزف بالفعل ولم يكن بإمكان خامنئي أن يدع الفرصة تضيع نتيجة مواجهات لا طائل منها في مواجهة الإصلاحيين أو مطالب الإصلاح الداخلى أيا كانت , 

ومن الجدير بالذكر أن الخطاب الإعلامى للنظام الإيرانى ولمرجعية الإرشاد بقيادة خامنئي يحمل دلالات بالغة الخطورة تدل على أن الخطة الشيعية المرتقبة دخلت طور التنفيذ بعد السيطرة الإيرانية على العراق , 

فانتشرت الإعلانات الدعائية التي تشير إلى أن خامنئي هو المرجع المرشح لحضور عصر ظهور المهدي المنتظر , 
واللوحات الفنية التي يتم توزيعها ونشرها على نطاق واسع تحمل صورة خامنئي وفى مواجهته المهدي المنتظر وهو يسلمه راية تحمل عبارة ( يالثارات الحسين ! )
ومن يراجع أدبيات المهدي المنتظر للشيعة الإثناعشرية يمكنه بسهولة من فهم العقلية الشيعية المعاصرة والأهداف التي ترمى لتحقيقها , 
فالمهدى المنتظر عند الشيعة الإثناعشرية وفق أصولهم المعتمدة ووفق ما يبشر به العلماء المعاصرون للشيعة سيخرج لكى يقود حملة موسعة ضد العرب في الحجاز ويقتل ذرارى قتلة الحسين بفعل آبائهم ( على اعتبار أن من قتل الحسين رضي الله عنه هم أهل السنة بينما التاريخ الشيعي نفسه يعترف بأن قتلة الحسين هم شيعته من أهل الكوفة )
بالإضافة إلى أنه سيهدم المسجدين الحرام والنبوى ويكثر القتل في العرب المسلمين تحديدا وقد صرح أحد كبار مراجعهم المعاصرين في كتابه ( عصر الظهور ) أن القتل ـ وفق الروايات ـ سيكون مختصا بالعرب المسلمين وحدهم ! [1]

وفى الكتب الأصولية للشيعة الإثناعشرية يروون الروايات المنسوبة كذبا لأهل البيت والتى تخدم الأدبيات الفارسية في الإنتقام من الجنس العربي بأكمله لكونه المتسبب في إسقاط الإمبراطورية الفارسية , 

فينقلون عن أحد أئمة آل البيت قوله لأحد أصحابه ( اتق العرب .. فإن لهم خبر سوء مع القائم أما إنه ولن يتبعه منهم أحد )
وهذا إن دل فإنما يدل على أن العرب ـ كجنس ـ هم الهدف الإستراتيجى المحدد للدولة الإثناعشرية الفارسية , والتى تقوم إيران اليوم بتهيئة المجال لتنفيذ حلمها القديم والإطاحة بالجنس العربي حتى من الشيعة العرب أنفسهم , 
وليس هناك في العقيدة الفارسية المعاصرة ثمة سماح بالتسامح أو التهاون مع الجنس العربي حتى لو كانوا من الشيعة وقد أبرزنا هذا الأمر وأبرزه الباحثون في عشرات الظواهر التي تحكم الطبيعة الفارسية الرسمية التي تمثلها المرجعية , 
وسبق أن رأينا كيف أن السيستانى يستخدم أموال العراقيين العرب لضرب مجتمعهم نفسه ويصدر الأموال لموطنه الأصلي إيران , هذا بخلاف الخلافات الحادة التي وصلت إلى حدود دموية بين المرجعيات من الشيعة العرب ونظائرهم من الفرس , 
فالتيار الشيعي الفارسي حارب التيار الصدرى في العراق حربا لا هوادة فيها ووصل حرص الخمينى على مشروعه الفارسي 
إلى درجة أنه تدخل عمليا لتحريض النظام العراقي للفتك بالمرجع الشيعي محمد الصدر عندما أوحى في خطبه أن محمد الصدر يمكن أن يكرر تجربته ـ أى تجربة الخمينى ـ إذا هاجر خارج العراق مثلما فعل الخمينى عندما قاد ثورته على الشاه من فرنسا ! فقام النظام العراقي بإعدام الصدر

وتستخدم الدولة الإيرانية كل نفوذها لتكريس القومية الفارسية حتى مع مواطنيها من شيعة الأحواز العرب , ورغم أنها تضطهد السنة من أهل الأحواز اضطهادا عنيفا , إلا أنه اضطهاد يمكن فهمه على اعتبار أنهم من أهل السنة , 

إنما داعى الحيرة والتساؤل هو في اضطهادها للشيعة الأحوازيين أنفسهم , وهذا يعود بالدرجة الأولى لأن شيعة الأحواز أصولهم وقوميتهم عربية محضة , ومنطقة الأحواز لم تكن تحت السيطرة الإيرانية وإنما احتلتها قوات الشاه عام 1918م , 
والأوامر الصادرة من الحكومات المتعاقبة من عهد ثورة الخمينى تنص على تجريم تدريس اللغة العربية للشيعة العرب ومنعهم من ارتداء زيهم القبلي أو محاولة تسمية أبنائهم بالأسماء العربية للصحابة , 
كذلك يعتبر جريمة كل محاولة من الأحوازيين للحفاظ على هويتهم العربية حتى لو كانت في إجراء بسيط مثل أسماء الشوارع


الهوامش:

[1] ظت لمزيد من التفاصيل حول المهدى المنتظر ـ يرجى مراجعة ( يالثارات الحسين ـ محمد جاد الزغبي )
[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:33 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
وبعد هذا الإعداد الذى استمر حثيثا منذ مجيئ الخمينى اكتملت الأرضية أمام نظام خامنئي ولهذا ازدحم الخطاب الرسمى بالتبشير بعصر الظهور وأنه سيكون في عهد خامنئي نفسه , 
وتمادى الشيعة لما هو أعظم حيث حرض بعض علمائهم الشيعة العرب في الخليج للقيام بإجراءات مضادة لحكوماتهم والقيام بالمظاهرات الضاغطة والسعي لزيادة النفوذ الشيعي تحت زعم أن هذه الإجراءات ستكفل لهم أن يكونوا في طليعة جيش المهدي المنتظر !
وفى خطاب إعلامى لعلى الكورانى ـ أحد أبرز دعاة الشيعة ـ حرض علنا على اغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية وبشر شيعته بأن هناك رواية مؤكدة عن جعفر الصادق تقول بأن آخر ملوك الحجاز قبل ظهور المهدي سيكون اسمه عبد الله , ووفقا للرواية ـ والكلام للكورانى ـ فإنه من يضمن لى موت عبد الله أضمن له خروج القائم !


ثم بدأت الخطوات الفعلية التي عضدت الخطوات السابقة بتغيير هوية الشعب العراقي وتغيير التركيبة السكانية بطريقة التصفية والتهجير وهو الأمر الذى استمر منذ عام 2004 م على يد الميلشيات المسلحة واستمر حثيثا إلى اليوم , 

وكانت الخطوة المعضدة هى الحرص الكامل على اغتيال رموز أهل السنة في العراق وهم أخشي ما يخشاه فريق التخطيط الإيرانى لكون علماء السنة العراقيين في قلب الأحداث وهم جميعا على قلب رجل واحد في التحذير من الممارسات الإيرانية الهادفة إلى تطويق العراق بالكامل , 


ونظام أحمدى نجاد إتباعه لهذا الأسلوب إنما يطبق حرفيا سياسة الخمينى السابقة في إيران نفسها والتى عمد فيها إلى إعدام واغتيال أكبر عدد ممكن من علماء السنة , وانتقي منهم المشاركون معه في الثورة الإيرانية ذاتها حتى لا يكرروا التجربة , 

وكان الهدف الأول لميلشيات الموت في العراق هى ترصد العلماء السنة وأئمة المساجد البارزين فاغتالوا منهم منذ بداية عمل الميلشيات وحتى اليوم حوالى 239 عالما بارزا بخلاف عشرات الدعاة , 
وسقط في الشهداء عدد من أبرز الرموز مثل الشيخ عبد الجليل الفهداوى والدكتور عبد العليم السعدى والشيخ عز الدين النعيمى ومعظمهم من أساتذة الجامعات وعلوم الشريعة ,[1]


والهدف الأساس في هذا كله ليس مجرد اغتيال العلماء والدعاة بدافع إنتقامى إنما الهدف الرئيسي كبح المد السنى المتمثل في هؤلاء العلماء الذين يقودون حركة المقاومة فعليا في مواجهة المد الشيعي , 

ومع الإقتراب الحثيث ـ والذي أشار إليه د. عبد الله النفيسي ـ تواترت الأنباء عن قيام المخابرات الإيرانية بنشر 400 قناص في منطقة الخليج والشرق الأوسط لمهمة القيام بأكبر عدد من عمليات الإغتيال التي تطال العلماء والمفكرين المتصدين للمشروع الإيرانى تحسبا لأى تطور عسكري في الشرق الأوسط المرحلة القادمة 
وقامت المنظمة الإسلامية السُنية الأحوازية في بيان خاص إلى القسم السياسي بشبكة أنباء الدفاع عن السنة , 
{ أن(فيلق القدس) التابع للحرس الثوري يستعد لنشر 400 عنصر من نخبة فرقة القناصة السرية الخاصة به , في مناطق عدة من الشرق الأوسط وعلى رأسها الخليج العربي ولبنان بمشاركةعناصر من حزب الله
وأفادت المعلومات, وفقاً لجهاز الأمن السري في المنظمة, أن هدف نشر هذه العناصر هو تنفيذ عدد كبير من عمليات الاغتيال لمسؤولين وعسكريين وإعلاميين عرب بارزين وأجانب في الشرق الأوسط, قبل وأثناء أي حرب محتملةقد تشتعل في المنطقة}


كل هذا الإعداد الساحق الذى يجرى أمام العيون , ورغم ذلك فالغفلة مستحكمة على مفكري الأمة وقادتها فضلا عن عوامها وليت الأمر اقتصر على الغفلة , 

بل لا زالت هناك من الأبواق المأجورة أو المخدوعة تحمل شعارات التقريب مع الشيعة , والبقية الباقية تنظر للمسألة الشيعية باعتبارها مشكلة عقائدية يلزم تكثيف الجهود لهداية أتباعها !
بينما القلة المدركة المنصفة من علماء المسلمين ومفكريهم يبذلون الجهد الخارق في محاولة التبصير وسط مناخ متغير وظروف ضاغطة لا تساعدهم على أداء مهمتهم في ظل غياب شبه تام للوعى والحس الأمنى من النظم الحاكمة , 
وكل هذا في مقابل التزام منهجى وتحرك جماعى للنشاط الإيرانى 


والفرس في مواجهتهم للإسلام ـ لا سيما المواجهة المعاصرة منذ عهد الخمينى ـ التزموا الخط الإستراتيجى ونفذوه بنجاح فلم تكن الحرب حربا علمية بل كانت ـ ولا زالت ـ حربا علمية ودينية وثقافية وعسكرية وسياسية 

وبينما نجح الفرس في ضم أنفسهم إلى بعضهم البعض على قلب رجل واحد وتسخير إمكانيات الدولة كلها لخدمة المعتقد الشيعي سواء المؤسسات العسكرية أو السياسية أو الدينية أو الثقافية , 
نجد أن العرب لم ينجحوا في المعارك إلا في جبهة واحدة فقط , وهى الجبهة العلمية , وذلك لغياب التنسيق غيابا تاما وعدم تنبه الأمة لحقيقة اختلاف مبادئ الصراع بين التشيع والسنة , 
رغم أننا نمتلك من الإمكانات ما يؤهلنا للفوز بجدارة , إلا أن هذه الإمكانيات موزعة الجهود غير مرتبطة ولا تقوم على تخطيط مسبق وتنسيق محدد , ولهذا تجد السياسة خذلت العلم في المواجهة , وتجد الإعلام السنى يحارب بعضه بعضا بدلا من أن يتحد في مواجهة مصيرية , وتجد الأمن غائبا أصلا عن المسرح في مقابل أمن شيعي مستيقظ !


ولكى نتبين الصورة كاملة , نعطى أمثلة من المقارنات , 

فإيران وهى دولة مذهب الشيعة الإثناعشرية تحولت على عهد الخمينى تحولا كاملا إلى خدمة المعتقد الشيعي وتأسيسه ومحاربة خصومه بكل إمكانيات الدولة , 
ففي المجال الإعلامى 
قاد حركة نشر واسعة النطاق , وفى المجال العلمى أفسح المجال على أشده لكهنوت رجال الدين ونشر التشيع , سواء عن طريق القنوات الفضائية المتخصصة التي فاقت أربعة وعشرين قناة , أو عن طريق الصحف والمجلات المدعومة دعما كاملا في الخليج ومختلف البلاد الإسلامية والغربية وسط الجاليات العربية هناك , 
وتركز النشاط الإعلامى بدعم خرافي على شبكة الإنترنت تقوم بها فرق إعلامية متفرغة لهذا الجانب 


وفى المجال السياسي

فتح الباب كاملا بكل إمكانيات الدولة لتصدير الثورة وأفكارها , وتجنيد العملاء من الصحفيين والإعلاميين سواء لضمهم إلى التشيع وإحاطة ذلك بأكبر قدر من الطنطنة الإعلامية , 
أو بدفعهم إلى نشر الفكر الشيعي تحت ستار الدفاع عن التشدد والدعوة إلى التقريب , 

وفى المجال العسكري

قاد حربا ضروسا دفعت فيها إيران ثلاثين ألف قتيل على الأقل في محاولة منه لفتح الأجواء للخليج وضم العراق لإيران أو إقامة حكم شيعي موالى لها , والقيام بأكبر عملية تهجير واغتيال لأهل السنة في العراق لا سيما في أجواء ومناطق العاصمة بغداد أو في الجنوب العراقي الذى أصبح ذو أغلبية شيعية بقوة الأمر الواقع الآن 


وفى مجال المخابرات والأمن الإيجابي

أسس حزب الله اللبنانى ووضع على قيادته رجله حسن نصر الله ليصبح موضع القدم العسكرية لإيران بالشام , ودفع بتنظيمات الحزب إلى الخليج أيضا 
هذا بخلاف إشراف الجهاز مباشرة على عمليات الدعوة وحماية رموز التشيع , وليس سرا أن المرجع الأعلى السيستانى يشرف جهاز المخابرات الإيرانى على حمايته حماية كاملة , 
فضلا على امتداد النشاط إلى البلاد الإسلامية والغربية لمراقبة ومتابعة النشطاء من دعاة السنة والتدخل بشتى الوسائل لإبطال هذا النشاط , 
على نحو ما قام به الخمينى عندما كلف الجهاز باغتيال العلامة الشهير إحسان إلهى ظهير بموطنه في باكستان عن طريق فخ متفجر , 
وتعقب الجهاز أيضا نشاط قناة المستقلة بمقرها في العاصمة البريطانية (لندن ) عندما بدأت القناة عام 2003 م سلسلة مناظراتها الشهيرة التي نادى بها ودعمها الناشط الإيرانى المعروف د. أبو المنتصر البلوشي , 
وقام البلوشي بفضح التهديدات التي تلقاها والتتبع الإيرانى له مما حدا بعناصر المخابرات الإيرانية للتراجع بعد تهديد مدير القناة د. محمد الهاشمى باللجوء إلى الشرطة البريطانية 


وفى المجال الإقتصادى 

كرس الأموال والمرافق لخدمة رجال المذهب ولتصدير الثورة وأفكارها وصرفت الدولة الإيرانية في سبيل ذلك مئات المليارات من الدولارات , 
فالأمر لم يقتصر على مصارف الخمس بل تعداه إلى ثروة البلاد من النفط حيث تعتبر إيران في المركز الثالث بالشرق الأوسط في حسابات النشاط النفطى , وتلك الميزانية مرهونة لنظام ولاية الفقيه بقيادة خامنئي ومتوجه بأغلبها إلى تنفيذ برنامجه ,
ويؤكد ذلك أن النشطاء السياسين بإيران يحرضون على الثورة بسبب أن الحكومة الإيرانية لم تلتفت منذ قيام الثورة وحتى اليوم إلى تحسين الخدمات وإنشاء المرافق !
وكل المرافق العاملة في إيران اليوم منشأة بعهد الشاه ولم يتم تطويرها أو إنشاء مرافق جديدة على اتساع رقعة العمران 


فخط الخمينى لم يتوقف بوفاته بل زاد عما كان عليه لا سيما مع حكومة نجاد المحافظة والتى تشكلت بالكامل من حرس الثورة الذى أسسه الخمينى .. ونجاد نفسه كان أحد أقطابه , 

واستمرت حكومة نجاد ـ لا سيما بعد سقوط العراق ـ في ممارسة نشاطها بسرعة محمومة ودعم هائل وقبضة حديدية على البلاد لأداء مهمتها في بسط سطوة الشيعة على مقدرات المنطقة , وتحقيق أملها القديم !



وللحديث بقية من فصول عن استراتيجية المواجهة وكيفيتها






الهوامش :

[1] ـ عرض موقع الدفاع عن السنة قائمة بأسماء العلماء الشهداء على هذا الرابط
http://www.dd-sunnah.net/news/view/id/3252/
[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:35 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
كيفية المواجهة ..




رأينا فيما سبق ظواهر الخطورة في الفكر الشيعي الفارسي وكيف أنه فكر دنيوى قائم على فكرة عرقية بحتة تحمل إرث الفرس في مواجهة العرب حملة الرسالة الإسلامية , 

ومن دواعى الجهل الشديد المستبد بالمجتمع الفكرى العربي أو بعضه , أنهم ينظرون للأمر كما لو كان عداء تاريخيا ليس له في واقعنا الحالى مظهر أو حضور , 
وقد ثبت لكل ذى عينين أن إيران تتمسك بمواريثها القديمة ذاتها وبتحجر يفوق تحجر القدماء , وأن المعاصرين ـ من خلال كتاباتهم وأفكارهم ـ أشد تشبثا وإحياء للنزعة القومية الفارسية من كل أجيالهم السالفة , 
فهذا الفكر الشعوبي المتطرف كان قديما في الأزمان الذهبية للإسلام تحمله زمرة قليلة مهما اتسعت , لكنه اليوم أصبح ذو قاعدة ومنهج ودولة وإمكانيات تتضافر من خلفها الجهود لتحقيق رسالتها , 

لهذا , 

وكما قلنا سابقا أن المواجهة مع هذا التيار ليست مواجهة دينية فقط أو مواجهة سياسية فقط , بل هى مواجهة إستراتيجية تشمل سائر مناهج الحياة , 
وللتيار الشيعي المتطرف تأثير بالغ على سائر الجوانب في حياة المجتمع العربي , سواء تأثيره على جانب العقيدة والدين أو تأثيره على الجانب الإجتماعى بالتفسخ والإنحلال ونشر الرذائل أو تأثيره السياسي البالغ الخطورة المتمثل في نزع الولاء للإسلام ولكل أنظمة الحكم القائمة في البلاد الإسلامية , 
ورغم أننا نوافق تماما على أن أنظمة الحكم القائمة حاليا في الدول الإسلامية والعربية خاصة , ليست بالأنظمة المثالية وتستحق معارضتها ومجابهتها , 
إلا أن الخطورة تكمن في أن فعل الشيعة لا يقتصر على المعارضة بل يمتد إلى الخيانة العظمى , 
هذا فضلا على أن الأحوال إذا تغيرت في هذه البلاد وجاءت أنظمة حكم ديمقراطية فلن يتغير اعتقاد الشيعة ولا انتماؤهم للنظام الإيرانى على حساب نظام بلادهم لأنها عقيدة وليست مجرد موقف سياسي 

ويمكننا تحديد الجهات التي تعتبر مسئولة عن إعلان المواجهة ضد الخطر الشيعي فيما يلي ..

أولا : أنظمة دول الخليج والشام التي تحتوى على نسبة عالية جدا من الشيعة النشطاء في سائر المجالات ومن أصحاب النفوذ والثقل المالى والسياسي مثل السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجى 
مع أنظمة الدول العربية الإفريقية التي لم تعرف الشيعة في تاريخها المعاصر لكنها تحتوى أقليات لا تتجاوز المئات من عناصر التيار الشيعي مثل مصر والمغرب العربي
ثانيا : المقاومة العراقية الباسلة الهادفة لتحرير أرض العراق من الإحتلال الأمريكى ومنع تبعيته لإيران والتى يقودها أهل السنة وأهل الوعى من الشيعة العرب في العراق
ثالثا : الأقلية السنية في إيران ـ بالذات في منطقة الأحواز ـ والمواجهة مع النظام الإيرانى في عقر داره في ظل التطورات السياسية التي تشهدها الساحة منذ الإنتخابات الأخيرة
[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:36 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
أولا : المواجهة في دول الأغلبية السنية .. 

المقصود هنا الدول العربية التي تحتوى نسبة كبيرة من الشيعة كدول الخليج والشام , لكنها نسبة لم تبلغ حد التغلب

مع الدول التي لم تعرف الشيعة في عالمنا المعاصر إلا كأقلية مجندة منذ بدأ الخمينى نشاط تصدير الثورة في أوائل الثمانينات من القرن الماضي , 
فمن المعلوم أن مسألة نشر التشيع على نطاق واسع يتعدى حدود إيران , هى سياسة لم ينتهجها الشاه ولم يقم عليها كما فعل الخمينى الذى كان يهدف إلى إسقاط أنظمة الحكم في العالم العربي كله وكان يظن بنفسه القدرة على ذلك !

وعلى رأس هذه الدول تقع مصر والمغرب العربي والسودان والدول الإفريقية الإسلامية مثل نيجيريا

والنشاط الشيعي القائم بهذه الدول لا ينتهج نفس المنهج الذى يفعله شيعة الخليج مثلا , 
والسبب في ذلك معروف , وهو أنهم في الخليج ذوو أكثرية ونفوذ , ورغم أنهم لا يمثلون أغلبية في أى بلد عربي ولا حتى العراق إلا أن وجودهم في الخليج وجود ساطع ومؤثر ويمتلكون على سلطات تلك الدول سلطة واسعة النطاق نظرا للأموال الهائلة والقدرة الإقتصادية التي تم بناؤها في الخليج منذ قديم الزمن على يد الشيعة الفرس المهاجرين للخليج والذين تمكنوا خلال ثلاثين عاما من خلق جالية إيرانية متجنسة بالجنسية العربية تمثل عضدا للسياسة الإيرانية[1]

أما نشاطهم في دول المغرب العربي ومصر فيتمثل في نشر التشيع بطرق خفية وحريصة ـ من خلال الطرق الصوفية غالبا ـ ويبالغون كثيرا في استخدام التقية بعكس حالهم في الخليج , 

فعلى سبيل المثال يتبجح الشيعة في الخليج إلى أقصي درجة ولا يخشون أبدا من القيام بإجراءات الإستفزاز للسنة من خلال العلانية في سب الصحابة وتكفيرهم لأهل السنة والتحريض على قتلهم , كما تضخ المطابع عشرات الكتب والمجلات والمطبوعات التي تمتلئ بالكفريات الشنيعة وتحذو القنوات الفضائية نفس المنهج وأكثر , 
كما تعلن الحسينيات شعائرها في الميادين والشوارع العامة , 
بعكس ما يحدث في مصر أو غيرها من بلاد المغرب حيث تقتضي الأوامر من المرجعيات للأقليات الشيعية بالتدثر بنداءات الوحدة والتقية لحين تمام التمكين ,
مع البعد قدر المستطاع عن الإستفزاز للعقائد السنية حتى لا يمثل هذا الأمر تنفيرا للناس منهم مما يعاكس أهداف القيادات الإيرانية في نشر التشيع

بل بلغت درجة الجبن والتقية أن صدرت الأوامر المباشرة لأبرز رموز الشيعة في مصر بتجنب مناظرة علماء الأزهر أو السلفية المعروفين بتبحرهم في العقائد الشيعية والإقتصار فقط على مناظرة ومحاورة أولئك الغافلين من العلماء عن كتب الشيعة وحقيقة معتقداتهم , أو أولئك الممهدين للمد الشيعي من العلماء والمفكرين

وتمثل ذلك في انسحاب أحمد راسم النفيس وأحمد هلال من مواجهة الدكتور عبد الله سمك العالم الأزهرى المعروف , عندما قامت قناة دريم المصرية بتنظيم عدد من المناظرات في هذا المجال , 
وأعلن أحمد هلال بلا حياء أن الأوامر المرجعية حرمت عليه وعلى كل شيعي الجلوس مع الدكتور عبد الله سمك !
وهذا بعد أن ظهر الدكتور عبد الله سمك ـ وهو أستاذ علم العقيدة ـ ملما وعالما بتفاصيل المعتقد الشيعي تماما , 

ولهذا فإن القيادات الشيعية في إيران لا تحمل هما قدر ما تحمل من قناة ( صفا ) الفضائية {2} التي صدرت بشراكة مصرية خليجية للتصدى للمد الشيعي وتم بثها من مصر , 

ولم يكن غضب الشيعة الكاسح على قناة صفا مبعثه فقط أنها تهدم أركان العقيدة الشيعية وتفضحها , بقدر ما كان بسبب أن القناة مصرية وتُبث من مصر ويتابعها الجمهور المصري الذى لم يتخيل في أبشع كوابيسه أن هناك مسلما واحدا على وجه الأرض من الممكن أن يكره ـ مجرد كراهية ـ الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين !
ففوجئوا بتلك المهازل التي ما سمعوا مثلها طيلة عمرهم وكشفت أمامهم حقيقة المعتقد الشيعي الذى لم يقتصر فقط على سب وتكفير الصحابة وسائر المسلمين بل تجاوز إلى تمجيد المجوس وتحقير التاريخ الإسلامى , واعتبار العداء الأول موجها للإسلام السنى 
فقناة صفا لو كانت غير معروفة في مصر لما تسببت في كل تلك الكوارث التي تعانى منها قيادات الشيعة , وهذا لأن بقية بلاد الخليج تعرف الشيعة وتتفهم مسبقا فضائحهم ولا يفاجئهم من أفعالهم شيئ 
بعكس الجمهور المصري وعلى امتداد المغرب العربي الذى كان يظن أن الشيعة لا تختلف عن المسلمين في شيئ مطلقا !

[1] ــ وجاء دور المجوس ـ د. عبدالله الغريب 


[2] ـ راجع ( قناة صفا .. رمح الإعلام فى نصرة الإسلام ) مقال محمد جاد الزغبي

[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:37 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
وعندما اضطر الشيعة إلى مواجهة علماء قناة صفا بعد أن قامت القناة بتدمير وجوه الخداع التي كان ينتهجها شيعة مصر , ازدادت الفضائح شدة !
فقد جاء الكاتب الشيعي محمود جابر لمواجهة الشيخ عدنان عرعور وحاول أن يلعب على وتر الوحدة وبأن هذه الأقوال الشنيعة المنسوبة للشيعة هى من التراث !
واجهه الشيخ عدنان عرعور بكتابات وخطب المعاصرين من علمائهم وكانت فضيحة كبري اضطر معها محمود جابر إلى الإنسحاب من المناظرة بعد خمس حلقات فقط وأعلن أن القناة قامت بتهديده بالقتل !
ولبيان مدى الصدمة التي شعر بها الجمهور المصري من حقيقة المعتقد الشيعي أنه بعد تلك المناظرة ثارت القرية التي ينتمى إليها المتشيع محمود جابر على هذا الأخير وقاطعوه وهددوه حتى يرجع عن هذا المعتقد الخبيث !

ودون شك أن قناة صفا تمثل واحدة من مواقع الإنتصارات الهائلة لأهل السنة من الجانب الإعلامى , 

لكن هذا الإنتصار في المجال الإعلامى وفى المجال العلمى والذي حمل لواءه علماء المسلمين المعاصرين , هو ـ كما سبق القول ـ إنتصار في جبهة واحدة فقط من جبهات المواجهة التي تتعدى إلى جبهات أخرى أكثر خطورة وأشد تعقيدا 

واستنادا إلى ما سبق شرحه من الخطط الإستراتيجية التي تعكف عليها السياسة الإيرانية , فلم يعد كافيا أن تقتصر المواجهة على ميادين العلم والإعلام , بل لزم التدخل الأمنى المباشر من السلطات في إطار خطة مركزية تشرف عليها الدول العربية المهددة بالذات في الخليج

ولن نتعرض لطبيعة الخطة بالنسبة لدول الخليج لأن الدكتور عبد الله النفيسي المفكر السياسي الكويتى عرض الحل على طبق من ذهب أمام أنظمة الخليج وحذرهم من أن الخطة الإيرانية ـ بمعاونة أمريكية ـ تكاد تدخل مراحلها الأخيرة , وهو ما دللنا على حدوثه باستقراء الواقع السياسي للنظام الإيرانى الحالى والذي أصيب فجأة بنوبة جنون يبدو معها كما لو كان هناك ضغط حلول الوقت أمام خطة خطيرة يسعي لها لا تحتمل معها صبرا أو نداء بالإعتدال
ولهذا ـ كما قلنا ـ تدخل المرشد الأعلى على خامنئي مباشرة ضد التيار الإصلاحى وفرض نظام المحافظين برياسة نجاد غصبا وقهرا ومارس في ذلك إجراءات قمع هائلة ومستغربة , لأن نفس خامنئي كان هو الذى دعم التيار الإصلاحى بقيادة محمد خاتمى من قبل , 
لكن هذا كان في عهد الإعداد وقبل إحتلال العراق ودخول الخطة مراحل التنفيذ

وليس هناك أمام دول الخليج الصغري إلا ما اقترحه النفيسي ويتمثل في اتحاد فيدرالى يضمها معا إلى جانب المملكة السعودية حتى يمكن أن تكون هناك فرصة للنجاة أمام الكويت وقطر والبحرين والإمارات , 

وقد تميز الدكتور عبد الله النفيسي بالصراحة المطلقة وهو يواجه حكام المنطقة وأعلنها مدوية أن تصور إمكانية اقتناعنا بمسمى دولة حقيقي لأى دولة من دول الخليج الصغري هو ضرب من الخيال , لأنها ليست دولا بل شظايا جغرافية لا تملك مقومات الدفاع عن نفسها لا من ناحية عدد السكان ولا من ناحية المساحة , 
وليس سرا أن تلك الدول لا تستطيع عمليا الدفاع عن نفسها أمام اعتداء مسلح ـ حتى لو أرادت ـ لغياب العمق السكانى والجغرافي إلى حد هائل , وغياب الإمكانيات البشرية لتكوين جيش قوى وقادر
وفى حرب الخليج الثانية المعروفة باسم عاصفة الصحراء لم تستطع الكويت أو دول الخليج الوقوف في وجه صدام حسين عندما اجتاح الكويت عام 1990 م , ولجأت للقوة الأمريكية !
لهذا فالوحدة في دولة مركزية أمر لا مفر منه قبل أن تتوافق سياسة إيران مع الولايات المتحدة فتمنحها تلك الأخيرة جواز المرور للعربدة في بلاد الخليج بشرط ضمان تدفق الموارد البترولية 
ولو تمكنت دول الخليج من الاستجابة لمبادرة الدكتور النفيسي فستكون الدولة الإفتراضية قوة في المنطقة لا يستهان بها .. 
ليس فقط في مواجهة الخطر الفارسي بل حتى في توازن المصالح الولايات المتحدة لتتحول العلاقة من شكل التبعية إلى التحالف المبنى على الندية 

أما المواجهة في إفريقيا فهى المواجهة الأكثر خطورة !

ورغم أن أطماع إيران لا تتعدى إلى التهديد العسكري للدول العربية في إفريقيا لكنها بالتأكيد لها مطامع سياسية تجعلها تسعى لنشر السطوة عن طريق نشر التشيع الذى يحمل مضمونه التبعية المطلقة للمراجع في إيران وللحكم الدينى فيها , 
لهذا فمطامع إيران في إفريقيا تقتصر على نشر التشيع وزرع أنظمة عميلة لها أو على الأقل موالية لإيران كما هو الحال في العراق الآن في ظل الحكومات الشيعية القائمة برعاية السيستانى منذ دخول القوات الأمريكية
أو إن تعذر ذلك :
فعلى الأقل تسعى إيران إلى إيجاد جمهور شيعي في تلك البلاد ـ وعلى رأسها مصر ـ يتكون عدده من عدة ملايين وتقوم هى على تمويل نشاطهم بسخاء كى يصبحوا قوة مؤثرة على صانع القرار حتى لو كان النظام معاديا للتشيع
وهو الهدف الذى تحقق بالفعل قبل سنوات في دول الخليج مثل الكويت والإمارات والبحرين , 
أما إن تعذرت سائر الأهداف فلن يكون هناك إلا الحل الأخير وهو استغلال الأقليات الشيعية وتوجيهها لزعزعة الأمن والاستقرار الداخلى لتلك البلاد وشغل النظام بتلك المشكلات ـ الأمنية بالذات ـ لكى لا يساهم في الوقوف ضد المشروع الشيعي , 

والقضية ليست قضية دفاع عن الدين فحسب , 

بل هى قضية أمن قومى في المقام لأول وهو ما ينبغي على السلطات في تلك البلاد إدراكه إدراكا تاما قبل فوات الأوان , 
وسنحاول التركيز هنا على مصر باعتبارها نقطة المفصل في أى شيئ يخص العالم العربي كله , بل وبلا مبالغة لو أن مصر توجهت لتلك المواجهة بشكل مكثف فسيكون في هذا الأمر نهاية لخط التشيع كخطر فارسي , 
فمن ناحية , تقع مؤسسة الأزهر بتأثيرها الهائل في العالم الإسلامى في مصر , وقد تنبه الأزهر مؤخرا لخطر المد الشيعي حتى في إفريقيا فأرسل البعوث تترى لتصحيح مجال العقيدة هناك ومواجهة التشيع , 
كذلك من الناحية السياسية تملك مصر تأثيرا سياسيا قياديا ـ كما يقول د. عبد الله النفيسي ـ ومنها تم تصدير الثورات في القديم وكذلك الحركات الفكرية والدينية المختلفة , 
ويكفي أن نعلم أن تأثير القوة الناعمة[1] في مصر على العالم العربي كان ولا يزال هو الموجه الرئيسي للنشاط الإسلامى ثم العربي في التاريخ الإسلامى الوسيط والعصر الحاضر منذ سقوط الخلافة في بغداد وإعادة بعثها في مصر وحتى ظهور حركات التحرر في القرن العشرين , 
ولهذا كان تأثير غياب مصر الإختياري عن القضية العربية بعد اتفاقية كامب ديفيد فادحا إلى حد موت القضية ذاتها بهذا الإنسحاب من الواجب الذى قام به السادات فى أعقاب حرب أكتوبر 
وبمجرد حدوث الغياب المصري بدأت الخطوات الإسرائيلية للعربدة الحرة فى المنطقة فنشط بناء المستوطنات منذ ذلك الحين فقط , وهى الحقيقة التى تغيب عن الكثيرين فلم تكن إسرائيل تجرؤ كثيرا على التوسع فى بناء المستوطنات خشية تعرضها للضرب فى أى حرب مستقبلية مثل حرب أكتوبر
وبمجرد إتمام إتفاقية كامب ديفيد وإعلان السادات أن حرب أكتوبر هى آخر الحروب انتهى أمر المواجهة فعليا ولم يعد لدى إسرائيل ما تخشاه 

[1] ـ القوة الناعمة مصطلح سياسي يعنى التأثير المعنوى الذى يتملكه قطر أو شعب أو شخص أو أيديولوجية معينة تجاه قطاع معين من الشعوب

[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:37 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
وفى ظل الظروف الحالية فلابد لمصر ـ وهى فى موضع المسئولية المباشرة ـ أن تقوم بمواجهة الخطر القائم الناجم على تغير وتطور الأجندة الأمريكية فى المنطقة , 
ليس من باب الدفاع عن الدين وحده بل من منطلق الأمن القومى كما أسلفنا لأن الأقلية الشيعية فى أى دولة عربية ـ بالذات فى مصر ـ ليست مجرد وجود طائفي أو حتى مجتمع فتنة فقط 
بل هى طابور خامس جاهز لمهمة قادمة تأتيه فى أى لحظة من القيادات فى قم , 
وخطرهم لا يقل ـ بل يزيد بمراحل ـ عن خطر جماعات العنف التي اكتسحت مصر منذ السبعينيات وعاشت مصر فترة قلق مدمر لعشرين عاما في مواجهة العمليات الإرهابية التي تجرى باسم الإسلام 
فهذه الجماعات لا تبلغ درجة الخطورة التي تمثلها جماعات الشيعة , نظرا لاختلاف مستوى الدعم والتدريب إلى حد كبير , لأن مجموعات الموت الشيعية تتلقي تدريبها على يد الحرس الثورى الإيرانى والدعم المادى مفتوح إلى آخره , فضلا إلى انعدام الخبرة الأمنية في مصر من ملفات الشيعة فلم يسبق لهم مواجهتهم 

وليس هذا كلامنا أو اجتهادنا بل هى نصوص الممارسة الصريحة التى تعبر عنها الأبجديات الشيعية وتقفز أمام وجه كل دارس لحقيقة هذا المعتقد , 

ففي البداية يقوم المعتقد الشيعي بأكمله على حقيقة راسخة لا يستطيع أن يجادل فيها أى شيعي أو ينكرها مجرد إنكار وهى الإقتناع التام بعدم شرعية أى نظام قائم أو أى حكومة من أى نوع إلا الحكومة الشيعية النائبة عن المهدى , 
وقد تبلورت هذه الحقيقة فى نصوص صريحة متطورة عن نص أصلي يقضي بأن كل دول الخلافة التى قامت فى العهد الإسلامى كان أصحابها طواغيت لأن الحكومة الشرعية هى حكومة الأئمة وحدهم , 
وبعد قيام الدولة الشيعية فى عهد الخمينى أصدر الفكر الشيعي تطوير النظرية باعتبار المرشد هو خليفة المسلمين الشرعي وطاعته واجبة على كل شيعي على وجه الأرض داخل وخارج حدود إيران !
واعتبار كل الدول الأخرى ذات حكومات ظالمة ضالة غير شرعية يتوجب التعامل معها بالتقية عند الإستضعاف والتعامل بالمقاومة حال التمكن , بالذات إن جاءت فى شأن ذلك أوامر من المرجعية !
وهذه الحقائق هى جوهر نظرية ولاية الفقيه [1]

وباستقراء بسيط للنصوص المعتمدة في كتب الأصول لدى الشيعة الإثناعشرية سيمكن للقارئ رؤية ذلك في بساطة , 

جاء في كتاب (الغيبة) لمحمد النعمانى :
عن مالك بن أعين الجهني، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال:
(كل راية ترفع قبل قيام القائم عليه السلام صاحبها طاغوت )
وهناك رواية أخرى في كتاب «بحار الأنوار» تقول:
عن الصادق عليه السلام :
«يا مفضل كل بيعة قبل ظهور القائم عليه السلام فبيعته كفر ونفاق وخديعة، لعن الله المبايع لها والمبايع له».

وهذه النصوص فى أمهات كتبهم الأصلية وعلى لسان أئمتهم المعصومين ـ طبقا لعقيدتهم ـ أى أنها أساس تشريعي لا جدال فيه , وملخصه أن الحكومات القائمة قبل ظهور القائم ( المهدى المنتظر ) صاحبها طاغوت أى ظالم تجب محاربته بشتى الوسائل , فيما عدا الحكومة الشيعية الممهدة لظهور المهدى بالطبع !

والمشكلة أن الشيعة لا يخفون هذه العقيدة أصلا ولا يوجد فيهم من يجرؤ على إنكارها وقد صرح حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبنانى أن طاعتهم مرهونة بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية والذى بايعه بيعة شرعية !

وهناك نصوص أكثر فداحة فى التصريح بوجوب اعتقاد عدم شرعية أى حكومة قائمة منذ عهد الراشدين وحتى اليوم , وإشارة أكثر صراحة من علمائهم المعاصرين مثل آية الله محمد حسين فضل الله إلى وجوب التطبيق العملى لهذا المعتقد

وذكر الحر العاملي باب: وجوب عشرة العامّة بالتقيّة، وعن أبي بصير قال: قال أبو جعفر:
«خالطوهم بالبرّانية، وخالفوهم بالجوانية، إذا كانت الأمارة صبيانية»
بمعنى أن لزوم التقية والكتمان فى حالة وجود حكومة غير شيعية هو الأسلوب الأمثل للشيعي لكن مع اعتقاد أصيل بأن تلك الحكومة التى يعيش فى كنفها حكومة غاصبة ظالمة تحرم طاعتها 
وقد انتهى عهد التقية ـ على لسان الخمينى ـ وأصبح اللجوء إليها أمرا استثنائيا بينما القاعدة هى وجوب التحرك 
وفي المصدر نفسه أيضاً باب: وجوب طاعة السلطان تقية، وذكرَ عدّة أحاديث تدل على وجوب التقيّة مع السلاطين والتعامل معهم بخلاف ما يبطنون.
ولذلك فالمرجع الشيعي الشهير محمد حسين فضل الله يقول في جوابٍ له عن أحد الأسئلة الموجّهة إليه : [2]
( لم يكن هؤلاء الذين حكموا العالم الإسلامي في الماضي يحكمون باسم الإسلام، فنحن لا نعتقد على سبيل المثال أنّ الحكم العثماني كان عادلاً وحرّاً وإسلاميا )

وهذا الأمر يعنى ببساطة أنه من صميم دين الشيعي في أى قطر أن يستجيب لمصالح المرشد الإيرانى باعتباره الخليفة الشرعي حتى على حساب بلاده , ولا اعتبار هنا للوطنية أو غيرها !

بل على العكس ربما كان عمل الشيعي ضد المصالح المباشرة لبلاده وضد أمنها القومى هو أوجب الواجب وأكبر فروع الجهاد عنده , كما هو الحال مع شيعة السعودية مثلا حيث لا يكف التحريض على النظام السعودى من إيران سرا وعلانية لحظة واحدة منذ أيام الشاه , وانقلب في عهد الخمينى إلى استراتيجية كاملة تحرم فيها إيران مجرد الإنتماء من شيعة السعودية لنظام بلادهم , 
وأصبح السعى لزعزعة استقرار الأمن في بلاد الحرمين واجبا دينيا على الشيعة , وكيف لا وهم يرون بأم أعينهم تصريح كبار علمائهم وقادتهم الداعين إلى وجوب تحرير الحرمين من احتلال نظام آل سعود !
وقد صرح مبعوث المرشد الأعلى خامنئي في خطبة عيد الأضحى الماضية أن القبلة يجب أن يتم تحويلها من مكة إلى النجف باعتبارها القبلة الشرعية لأن مكة تقع تحت حكم أسوأ من حكم اليهود !
وهو ما ظهر علنا في ممارسات الشيعة بالسعودية وتواطئهم في العمليات الإرهابية التي دبرها الخمينى للحرمين في نهاية الثمانينات ونجحت إحداها بالفعل !
وظهر أيضا في ممارسات فروع حزب الله بالخليج وقيامهم بمختلف العمليات الإرهابية طاعة للقيادة الشيعية !
وعلى موقع الرسمى صرح رجل الدين الشيعي ياسر الحبيب لشيعة القطيف أن ينتفضوا ضد النظام ويجبروه إجبارا على منحه مطالبهم ويمثلون في ذلك جانب ضغط بكل الوسائل الممكنة !

[1] ـ حدائق الأحزان ـ إيران وولاية الفقيه ـ مصطفي اللباد ـ دار الشروق 


[2] ـ مجلة المجتمع ـ العدد 953 ـ ص 45 ـ تحقيق وقراءة في فكر فضل الله

[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:38 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
وهذا الأمر وصل إلى النظام المصري بالفعل وعبر عنه الرئيس مبارك في تصريحه الشهير بأن شيعة الوطن العربي ولاءهم الأول لإيران , وثارت ثائرة الشيعة وبعض المعارضين في ذلك الوقت دون أن يجرؤ واحد من المعترضين على مناقشة هذا الأمر في ضوء الأسس التي يقوم عليها الدين الإثناعشري وتعبر عنها في العصر الحالى فتاوى مراجعهم الكبار !
ومن المؤسف حقيقة أن المعارضين للتصريح من السياسيين لم يعترضوا على أساس إختلاف جوهرى مع تلك الحقيقة بقدر ما اعترضوا لأن التصريح صادر عن مبارك بالذات !
وهو أمر مألوف ومستنكر في حركة المعارضة المصرية التي يتخذ بعض رجالها الطريق المضاد للنظام على طول الخط , وهو طريق وعر بلا شك لأن اعتماد مخالفة النظام ـ حتى لو قال حقا ـ لا يخدم الحقيقة في شيئ !
ويهاب المعارضون أن يظهروا أدنى تأييد لأى موقف يتخذه النظام المصري ولو كان موقفا سليما ! وذلك خشية أن تمنح الموافقة شيئا من الشرعية للنظام الذى يرون معارضته !

وكتطبيق مباشر على ذلك وعندما وقف الإعلام المصري الرسمى موقف المشجع للصحفي منتظر الزيدى الذى قذف جورج دبليو بوش بحذائه في أثناء المؤتمر الصحفي الأخير له في العراق والذي قال فيه في تبجح :

( أنه يعتذر عن غزو العراق على أساس أسلحة الدمار الشامل لأنه ثبت أنها غير موجودة ! )
ولم يستطع منتظر الزيدى أن يمسك أعصابه للتصريح الفاجر فقذفه بالحذاء وتفاعلت معه جماهير الأمة بل والعالم
فجاء إبراهيم عيسي رئيس تحرير جريدة الدستور المصرية المعارضة واتخذ الموقف المعاكس وهاجم منتظر الزيدى واعتبر تصرفه غير لائق برئيس دولة المفروض أن له احترامه !!!
وهذا ما لم يقل به حتى الأمريكيون أنفسهم الذى تفاعل بعضهم مع الحق العربي ضد بوش !
وتحدث إبراهيم عيسي عن اللياقة وآداب المهنة وحقوق الإحترام المكفولة لبوش الإبن متجاهلا أن مثل بوش الإبن معدوم الإعتبار ساقط الشخصية بجرائمه المشينة , 
وهو موقف يعتبر سقطة رهيبة لمصداقية إبراهيم عيسي الذى لم تطاوعه نفسه على موافقة اتجاه النظام الرسمى حتى ضد بوش!

نفس الأمر حدث مع المحلل السياسي الكبير محمد حسنين هيكل والذي كان يخوض في تلك الفترة معركته الإصلاحية مع نظام مبارك واستفحل العداء بينهما إثر تصريحات هيكل الشهيرة للصحفي البريطانى روبرت فيسك عن مبارك 

فخرج هيكل معارضا لتصريح مبارك ومبررا أن أمر الشيعة طبيعى في شعورهم بالضعف تجاه إيران !
ومشكلة أستاذنا الكبير هيكل بشأن إيران والشيعة تتمثل في نقطتين , 
الأولى : أنه لا يعتبر الدين والعقيدة أساسا لاتخاذ المواقف من أى وجه , وهى وجهة نظره كقومى عربي , وبغض النظر عن صحتها من عدمها إلا أن استبعاد الشعور الدينى والولاء العقائدى من تحليل المواقف السياسية مطلقا أمر بعيد تماما عن المنطق وأصول التحليل المعترف بها , 
لأن الناس ليسوا سواء , وإذا كان القوميون والعلمانيون لا يعتبرون الدين أرضية لاتخاذ المواقف فغيرهم لا يري ذلك ويبنى حياته كلها على معتقده , كما هو الحال في التيارات الإسلامية وفى الشيعة , 
ولو أننا استبعدنا العنصر الدينى من التحليل ونحن نعالج شخصية بن لادن مثلا , فمن المستحيل أن نصل إلى تحليل واقعى صحيح يقف خلف تصرفات القاعدة ومبرر وجودها وكيفية عملها , 
كما أننا سنفتقد القدرة على مواجهته أصلا , لأن المواجهة مع تيار الإسلام الجهادى لن تتأتى بتجاهل البعد الدينى في الصراع بل يجب أن يكون البعد الدينى هو الأكثر حضورا ودراسته واجبة لأن الرد على مبررات وجود الحركات الجهادية مرهون أصلا بتفنيد الأساس الشرعى الذى ترتكز عليه الجماعات الإسلامية 
وبالمثل كيف يمكننى ـ كمفكر ـ أن أستبعد التأثير الفادح للعقيدة وأنا بصدد معالجة قوم لا يعترفون بتصرف إلا بناء على أساس الولاء المطلق للمرجعيات ؟!
وكيف يمكن قبول ما يسميه هيكل ( الضعف تجاه إيران ) إذا كان هذا الضعف مبنيا على معتقد أصيل بعدم شرعية الحكومات الوطنية وعدم شرعية العمل في حكومتها ووجوب العمل ضدها لصالح الحكومة الإيرانية !

النقطة الثانية : أن هيكل ـ رغم مكانته ـ وقع رهن عواطفه وضعفه المعروف تجاه إيران والثورة الإيرانية , وتدخلت رؤيته السياسية الخاصة في حكمه على تصريح مبارك , 

وكان واجبا أن يستبعد رأيه ويبنى وجهة نظره على واقع الأحوال كعادته , لكن إيمان هيكل العميق بأن إيران حليف مفقود للعرب وأن الدين لا يمثل عائقا في الوحدة معها دفعه إلى وجهة نظر خاطئة , 
رغم أنى أستغرب وقوعه فيها وإصراره على مشروعه الوحدوى مع إيران والذي ثبت أنه مشروع قائم على الوهم بعد ظهور حقيقة التفاهم السياسي الكاسح بين إيران والولايات المتحدة ومساهمتها التي تصل لحد الشراكة في إسقاط العراق والإستيلاء على الحكم فيه بتواطؤ أكبر مراجع الشيعة هناك , 
بالإضافة للدور الإيرانى الذى لا يمكن أن يخفي على هيكل في معاونة الولايات المتحدة في هجماتها ضد أفغانستان والعراق !
ولست أدرى حقيقة ما هو موقف هيكل الآن من هذا التعاون بين إيران التي يدعو معها للوحدة وبين الولايات المتحدة الخصم الأول والأكبر لحركة القومية العربية منذ ظهورها وحتى اليوم !
وكيف يمكن لهيكل القومى العربي وأحد مرجعيات القومية العربية منذ الخمسينيات أن يقبل بوضع يد التحالف مع نظام لا يري في العرب إلا جنسا تستوجب إبادته ويتخذ من هذا الأمر عقيدة مؤكدة وموثقة [1]

ولا يقلل من قيمة هيكل وقامته انحراف بعض وجهات نظره أو خطئه في استقراء التحليلات والمعلومات , وقد أثار عاصفة من النقد ضده بلا داع حقيقي عندما تعرض في إحدى حلقات برنامجه ( تجربة حياة ) لقصة العميل المصري الشهير رفعت الجمال المعروف برأفت الهجان وأنكرها اعتمادا على تقرير كتبه الفريق محمد أحمد صادق الذى كان مديرا للمخابرات الحربية في نهاية الستينات ثم تولى وزارة الدفاع فيما بعد , 

والتقرير المنوه عنه كتبه الفريق صادق عام 68 , ويشير إلى أن المخابرات الحربية لم يكن لها عميل ذو قيمة في إسرائيل طيلة هذه الفترة وهو ما يخالف واقع عملية الجمال التي استمرت من 54 حتى 74 , 
وفات الأستاذ هيكل أن الفارق ضخم بين المخابرات الحربية كأحد أجهزة المعلومات التابعة لوزير الدفاع , وبين جهاز المخابرات المصرية الذى يعين رئيسه على درجة وزير ويعتبر مؤسسة مدنية بنص الدستور تخض لرياسة الجمهورية مباشرة وغير تابعة لأى هيئة أو وزارة , 
ولا علاقة للمخابرات الحربية بعمليات جهاز المخابرات العامة إلا في حدود التعاون الذى يطرأ بين الجهازين في عمليات محددة , 
وفى غير ذلك فإن المخابرات الحربية في أى دولة في العالم تختص بعمليات التجسس العسكري دفاعا وهجوما ولا يجوز لها ـ دستورا ـ أن تتدخل في عملية مخابرات أخرى إلا المجال العسكري , 
هذا فضلا على أن جهاز المخابرات العامة يملك ولاية كاملة على سائر أجهزة الأمن في البلاد ومنها المخابرات الحربية بمعنى أنه يستطيع التدخل وسحب أى عملية مخابرات من أى جهاز أمنى آخر إذا رأى جهاز المخابرات العامة أن تلك العملية من اختصاصه 
والأهم من هذا وذاك , 
أن المخابرات الحربية ومديرها ليسوا مختصين بمطالعة معلومات وأسرار جهاز المخابرات العامة وليس متصورا أصلا أن يعرف الفريق صادق شيئا عن عملية الجمال ـ في وقتها طبعا ـ والتى كانت على أعلى مستوى من السرية لا يعلم بها إلا ضباط الحالة المختصون بالعملية ورئيس الجهاز ورئيس الجمهورية , نظرا لخطورة موقع الجمال في حزب الماباى الإسرائيلي وعلاقته الشخصية بموشي ديان وإدناه مارش وجولدا مائير 

[1] ـ لمزيد من التفاصيل حول عداء الشيعة للجنس العربي راجع ( يالثارات الحسين ) ـ لمحمد جاد الزغبي ـ طبعة دار العز

[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:38 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
وتقرير الفريق صادق كان يتحدث عن المخابرات الحربية لا العامة , وبالفعل لم يكن هناك عملاء عسكريون للمخابرات الحربية في إسرائيل لكن كان هناك العملاء المدنيون بالطبع , 
ومن الغريب أن الأستاذ هيكل أخذ بتقرير الفريق صادق ـ والذي لم يكن من صلاحياته ولا وظيفته متابعة عمل وعملاء المخابرات العامة ـ وأسقطه على المخابرات العامة , 
ولم ينتبه أنه تجاهل في نفس الوقت ملف العملية الكامل الذى تم إعلانه في الثمانينات وحمل حشدا هائلا من ملفات العملية التي تولاها مجموعة من أبرز رجال المخابرات المصرية وهم اللواء محمد فائق واللواء محمد نسيم واللواء عبد العزيز الطورى ضابط الحالة الخاص بالعملية ومديرها على مدى خمسة عشر عاما
وقد نشر اللواء محمد نسيم في جريدة روز اليوسف بعضا من هذه الوثائق والحقائق في بداية التسعينات ردا على الذين شككوا في العملية , وهذه شهادة من أشهر رجال المخابرات المصرية وواحد من أقرب رجال الأمن للرئيس عبد الناصر 
بل إن سمعته في إسرائيل ـ نتيجة لهذه العمليات ـ فاقت شهرة بعض القادة المصريين , 
فعندما زار محمد نسيم بعد اعتزاله العمل في المخابرات إسرائيل في وفد وزارى باعتباره يشغل درجة وكيل وزارة ـ وهى وظيفته المدنية بعد عمله في المخابرات ـ استقبلته الصحف الإسرائيلية بعناوين جبارة تشير إلى قدوم ذئب المخابرات الأسمر إلى إسرائيل ! [1]
فضلا على أن محمد نسيم كان هو نفسه رجل المخابرات المصرية الذى قام بعملية تهريب عبد الحميد السراج ـ صديق هيكل نفسه ـ الذى شغل منصب نائب رئيس عبد الناصر في دولة الوحدة مع سوريا , واعتقله الإنقلابيون في أشد معتقلات سوريا وصدرت أوامر عبد الناصر بإنقاذه وتولى المهمة محمد نسيم وأداها باقتدار 

فكيف يمكن تجاهل شهادة موثقة من رجل بحجم وقيمة اللواء محمد نسيم ؟!

ثم جاءت ردة فعل الصحف في إسرائيل لتثبت الأمر على نحو قاطع بعد أن شهد ضباط ورجال الدولة في إسرائيل من معاصري جاك بيتون ( رفعت الجمال) بوجود الشخصية , واعترفوا بها [2]
هذا فضلا على زوجة الجمال الألمانية الجنسية فالتراود بيتون والتى استلمت ميراثها من مصر بعد أن استثمر جاك بيتون أمواله في شركة ( عجيبة ) التابعة لقطاع البترول المصري باعتباره رجل أعمال إسرائيلي بعد اتفاقية السلام , 
وبعد وفاة الجمال تم إعلان الأمر رسميا , 

ثم وقع الأستاذ هيكل في خطأ غريب عندما لم ينتبه أنه بنفسه ذكر إحدى العمليات الكبري ذات الشهرة الواسعة والتى كان فيها الفضل لرفعت الجمال , 

ذلك أنه أورد قصة العميل الإسرائيلي إيلي كوهين والذي تسلل إلى القيادة السورية باعتباره كامل أمين ثابت ونجح في الوصول إلى رتبة مساعد وزير الدفاع السورى دفعة واحدة , 
وتم كشف أمره عن طريق المخابرات المصرية والتى نقل لها الجمال حقيقة إيلي كوهين بعد أن تعرف عليه لأنه احتك به في مصر عندما كان إيلي كوهين مشاركا في عملية ( سوزانا ) التي نفذتها المخابرات الإسرائيلية في مصر بهدف ضرب المصالح الأمريكية بالقاهرة والإسكندرية , وانكشفت العملية واشتهرت باسم فضيحة لافون , نسبة إلى اسحق لافون المشرف عليها
وقام اللواء محمد نسيم ( أحد ضباط الإتصال بالجمال ) بأخذ ملف عملية إيلي كوهين وسافر إلى سوريا وقابل المسئولين وتم إعلان الأمر وإعدام إيلي كوهين علانية في ساحات دمشق
فكيف نسي أو غفل عن هذه العملية وقد ذكرها في كتاب الإنفجار وأشار إليها ؟!

وهكذا نرى أن الأستاذ هيكل اعتمد تقريرا واحدا لا علاقة له بالموضوع وأهمل آلاف التقارير والوثائق الأخرى وشهادات رجال الدولة في إسرائيل وكلها أعلنتها المخابرات المصرية في حينها في سياستها الإعلامية التي تتبعها جميع أجهزة المخابرات في العالم في صدد عمليات محددة , 

وكان من أبرز العمليات المعلنة عملية الحج ( تدمير الحفار الإسرائيلي كنتنج قبل دخوله الأراضي المصرية ) 
وعملية الجمال وعملية أحمد الهوان ( جمعة الشوان ولا زال على قيد الحياة وكان الضابط المشرف علي عمليته هو اللواء محمد عبد السلام المحجوب وزير التنمية في مصر الآن )
وعملية خط النار ( عملية جلب خرائط أنابيب النابالم التي وضعتها إسرائيل على الشط الغربي للقناة وشارك فيها الجمال كوسيط ) وعملية عمرو طلبة وغيرها
ولم يكن هناك داع أبدا لأن يسخر الأستاذ هيكل من الأمر ويعتبر أن إثباته الوحيد هو مسلسل رأفت الهجان !
متجاهلا تقارير ومسئولية جهاز المخابرات العامة أرفع أجهزة أمن الدولة والتى أعلنت العملية , وقد جاءت العملية على مسئوليتها وما كانت لتسمح أن يصدر مسلسل تليفزيونى يقول أن قصته مأخوذة من ملفات المخابرات العامة دون أن يكون لهذا الأمر حقيقة من الواقع !
ومن شاهد حلقات المسلسل لابد أنه قد لفت نظره أن بعض مشاهده تم تصويرها في مبنى المخابرات العامة نفسه , فالجهاز كان مشرفا على القصة وهو الذى صرح للكاتب الصحفي الشهير صالح مرسي بملفها وسمح له بصياغة الملف كقصة درامية وكان المشرف المباشر على ذلك هو ضابط العملية نفسه اللواء عبد العزيز الطورى , كما سمحت المخابرات بعمليات أخرى له مثل عملية الصحفية سامية فهمى والحفار والهوان 
فكيف يمكن إنكار كل ذلك ؟!
لا سيما وأن دور الجمال في حرب أكتوبر كان دورا محوريا واستمر ست سنوات منذ النكسة وحتى النصر ولولا وجوده في إسرائيل لفشلت أكبر وأهم عمليات المخابرات المصرية وهى عملية التمويه على العدو وإخفاء استعدادات القتال والتى رفعت المخابرات المصرية إلى عنان السماء بعد نجاحها في خداع الموساد والمخابرات المركزية باعتراف هذه الأجهزة ,[3]


[1] ـ ذئب المخابرات الأسمر ـ نبيل عمر ـ الفرسان للنشر والتوزيع

[2] ـ الملف السري لرأفت الهجان ـ ملف وثائقي ـ حسنى أبو اليزيد
[3] ـ كتاب ( عشية التدمير ) ـ هوارد بلوم ـ ترجمة ونشر أخبار اليوم
[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:39 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
من يتحمل مسئولية المواجهة ؟..


ولا زلنا نواصل حديثنا عن المواجهة المطلوبة من مصر , 

ولتحديد خطة صحيحة للمواجهة ينبغي أن نتعرف أولا على طبيعة الحرب المطلوب خوضها , والإهتمام بجوانبها وعدم تغليب عامل على عامل آخر
وبلا شك أن المواجهة مع التشيع ـ كما سبق الشرح ـ تتطلب مواجهة أمنية وفكرية وإعلامية , 
والمرشح الوحيد الصالح لقيادة هذه المواجهة هو جهاز المخابرات المصري , 
والسبب في ذلك أن تولى المخابرات المصرية الإشراف على هذه العملية هو الإختيار الأمثل بلا شك لكونه جهازا معلوماتيا في المقام الأول وليس كما تصوره أفلام السينما على أنه جهاز يخوض معارك مسلحة فقط ! [1]
بل هو مؤسسة مدنية تملك ولاية عامة على الأمن الخارجى وتملك الإستعانة بخبراء كل المجالات دون استثناء في سبيل تأدية وظيفتها , وهذا هو أساس عمليات أجهزة المخابرات في العالم , 
وبسبب استعانة المخابرات برجال الأمن المحترفين في مهماتها ظن بعض الجماهير أنها جهاز عسكري بينما هى جهاز معلوماتى يلجأ للقوة حال الحاجة إليها في عملية ذات طابع عسكري مثلا
مثلما استعان جهاز المخابرات المصري بقوات من الضفادع البشرية في عملية الحج التي تمت في الستينات وقادها اللواء محمد نسيم ونجح في تدمير الحفار الإسرائيلي ( كنتنج ) والذي استقدمته إسرائيل بغرض التنقيب عن البترول في سيناء في محاولة منها لفرض الأمر الواقع , 
كما أنها تستعين بأفضل الخبراء في أى مجال علمى أو نظرى كما استعانت في نهاية السبعينات بطبيب الأمراض النفسية الشهير الدكتور عادل صادق 

وجهاز المخابرات العامة هو الأصلح للقيادة في هذه العملية بمعنى أنه لن يكون الجهاز الوحيد في المواجهة بل سيكون دوره إشرافيا على سائر أجهزة الدولة المختصة بالموضوع

ورغم أن أمر مواجهة التشيع هو أمر عقائدى في مضمونه إلا أن تكليف مؤسسة الأزهر به وحدها لا يكفي لأن هناك بعدا أمنيا ضاريا وحاضرا بقوة في المواجهة , 
كذلك لا تصلح وزارة الداخلية لتولى ملف القضية من جانبها الأمنى لأن وزارة الداخلية غير مؤهلة لمواجهة إعلامية عقائدية من الممكن أن يكسبها الشيعة فيظهرون أمام الجماهير بأنهم أقلية مضطهدة بسبب المعتقدات 
فضلا على أن وزارة الداخلية ممثلة في جهاز مباحث أمن الدولة لا تملك سلطة مواجهة تدخل مخابراتى أجنبي لأن عملها في مكافحة الجاسوسية مقتصر على داخل البلاد بينما تتولى المخابرات الأمن القومى في الخارج
كذلك لا تصلح وزارة الإعلام لمواجهة الأمر لأن المواجهة الإعلامية منها ستبدو كما لو أنها تأييد لتوجه ورغبة النظام في مواجهة المد الشيعي دون أن تفهم الجماهير سبب هذا الترصد لهم بخلاف عدم صلاحيتها للجانبين العقائدى والأمنى

أما جهاز المخابرات , فميزته الكبري أنه يعطى القوس باريها , 

بمعنى أنه يدير العمليات من منظور استراتيجى فيعطى لكل جهاز في الدولة دورا محددا يخدم أهداف العملية , 
وهو الذى ينبغي أن يتولى التنسيق مع المؤسسة الدينية لإيضاح الخطر المتمثل في المعتقد الشيعي , كذلك يتولى تكليف الإعلام بتنفيذ خطة لبيان هذه العقائد وبيان خطرها وفسادها , 
فضلا على أنه يملك الإمكانيات الهائلة لمتابعة الشيعة في مصر ومتابعة الأرصدة البنكية وتهريب الأموال الذى يتدفق من إيران إلى قيادات الشيعة في مصر 
كذلك سيتمكن جهاز المخابرات بسهولة من دراسة ملف الشيعة دراسة نفسية وإجتماعية كاملة كعادته في التخطيط لعملياته وهو ما يضمن إبطال مفعول الإعلام الشيعي المؤثر , 
بالإضافة إلى أنه سيواجه نشاط المخابرات الإيرانية والتى تعتبر في إيران أكبر الأسلحة السرية في نشر وحماية المعتقد الشيعي في العالم وقيادة عمليات الإرهاب التي يمارسها المتشيعون داخل البلاد المستهدفة , 
وهذا العنصر الأخير يكفي وحده لكى نوقن بأهمية تصدى المخابرات العامة لهذه المهمة لأن إيران لديها أجهزة أمنية كاملة على رأسها المخابرات تختص برعاية النشاط الشيعي في الخارج بالإضافة لميلشيات الحرس الثورى , 
والميزة الأخيرة أن قضايا المخابرات العامة لا تفشل لأن الجهاز لا يعلن عن قضية ويقدمها للقضاء إلا وهى متكاملة الأركان على نحو لا يرقي إلا الشك
وبهذا يتفادى النظام المصري ذريعة الشيعة بالإضطهاد , 

والنشاط الشيعي في مصر وإن كان نشاطا متركزا على المجال الإعلامى إلا أنهم في مجال زعزعة الإستقرار يتخذون الإستعداد الكامل لذلك , 

وحوادث الفتن الشيعية التي قامت بها عناصرهم تشير إلى هذا في وضوح , 
وليس من قبيل المصادفة أن شيعة العراق والخليج الذين قدموا للإستقرار بمصر عقب الإحتلال الأمريكى اتخذوا نفس الخط الإستراتيجى الذى اتخذه شيعة الخليج قبل ثلاثين عاما
فتجمعوا جميعا في نقطة واحدة وهى مدينة السادس من أكتوبر وحرصوا تماما على أن ينفردوا بملكية أحياء كاملة فيها ثم تقدموا بطلب بقصد تخصيص مساجد وحسينيات خاصة بهم كخطوة أولى في تأسيس نفوذ مؤثر , 
وكثفوا من نشاطهم في نشر الكتب الشيعية والنشرات وتوزيعها بالمجان ودعوة الناس للإنضمام إليهم وإغرائهم بالأموال الطائلة والمتعة الجنسية 
ومن خلال هذين العنصرين نجح شيعة مصر والشيعة الوافدون في ضم عدد كبير من البسطاء وطلبة الجامعات وفتح الباب أمامهم لممارسة شهواتهم وبستار دينى مغري للغاية
فالشاب الجامعى شبه فاقد الأمل في الإستقرار والزواج عندما يتعرض لفتنة الزنا ربما قاوم خشية العقاب الإلهى , 
لكنه بالتأكيد لن يقاوم وأمامه باب شرعي يبشره بالجنة إذا مارس المتعة ! , والمتعة هى إحدى أسس الدين الشيعي وتمثل الإغراء الأقوى للشيعة كى يتمسكوا بمراجعهم الذين يبيحون لهم كل شيئ تحت ستار الدين والشريعة 

هذا فضلا على الإغراء المادى القاهر حيث يشرف شيعة مصر على منح الشباب رءوس أموال لمشروعات ذات دخل عال كى يستقطبوا الشباب

بالإضافة للكارثة العظمى التي كشف عنها أحد التائبين من التشيع في مصر [2] عقب وقوعه في حبائلهم وهى أن كل متشيع مصري يتلقي راتبا من قيادات الشيعة في مصر يعادل خمسمائة دولار شهريا بما يعادل 2500 جنيها تقريبا وهو مبلغ هائل إذا تم إعطاؤه لشاب لا يجد وظيفة مناسبة أو حتى غير مناسبة , 
ويمكننا إدراك الفارق ببساطة إذا علمنا أن متوسط الراتب الشهرى لأى موظف شاب لا يتعدى 200 جنيها أو ما يعادل 40 دولارا فقط !
ومع الإغراءات المادية بأنواعها يأتى الإغراء الدينى حيث يستغل الشيعة جهل وضحالة مستوى الشباب بالثقافة الإسلامية الصحيحة ويرسخوا في عقولهم مبادئ صكوك الغفران !
وهى التي يقتنع بها الشيعة العوام اقتناعا تاما حيث يعتقدون أن آل البيت يشفعون للشيعي ولو كان فاجرا عاصيا ما دام أعلن التشيع وموالاة آل البيت
بل إن آل البيت ـ عندهم ـ هم من يحاسبون الخلائق فمن كان من أوليائهم فهو ناج من النار ومن كان غير موال فهو في النار ولو صلى وصام الدهر كله ! [3]
فيجد الشاب أمامه دينا بالغ السهولة يسمح له بالخلاص من الإلتزامات حتى في الصلاة والصيام وتخفيفها إلى أقصي حد وضمان الجنة في جيبه فضلا على الحياة المترفة !


[1] ـ المخابرات المصرية ـ قصة معجزة على النيل ـ مقال لمحمد جاد الزغبي


[2] ـ اعترافات شيعي تائب ـ لغرفة مصر والشيعة على برنامج البالتوك بالإنترنت بإشراف وليد إسماعيل 


[3] ـ الشيعة وصكوك الغفران ـ محمد مال الله

[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:40 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
وبعد تمام السيطرة يأتى الدور على تجهيز العناصر الصالحة لممارسة الضغوط السياسية أو العمليات التي تستهدف الإستقرار , والخطر ليس واردا فقط من المنضمين للتشيع بل هو قائم أساسا على العناصر القادمة من الخارج ومنهم الكثير من أفراد الحرس الثورى المؤهلين لتنفيذ العمليات الإرهابية عند الحاجة , 
ومع الغفلة الأمنية وفى ظل الدعم الخرافي والتخطيط المتقن يستطيع الشيعة فى مصر تنفيذ عمليات إرهابية من الممكن بسهولة أن تلتصق بغيرهم في منتهى البساطة , 
فقد ترسخ في العقل الأمنى في مصر أن عمليات الإرهاب المنظمة لا تأتى إلا عن طريق الجماعات الإسلامية المسلحة , 
والأجندة الإيرانية لن تسمح بأى حال أن تتصاعد المواجهة في مصر بما يعطل مخططات الخليج والشام لا سيما بعد أن أعلنت مصر عن دعمها التقنى والفعلى للجيش اللبنانى الشرعي في مواجهة ميلشيات حزب الله
والرد الإيرانى سواء من إيران أو حزب الله سيتمثل في ضرب الإستقرار الأمنى لشغل الحكومة عن قضية التشيع بما يشغل أى دولة في العالم وهو قضية الإرهاب , 
والخطورة الحقيقية أنه لا يوجد في الملفات الأمنية المصرية ملفات خاصة بالتشيع رغم أن شيعة مصر تورطوا في عمليات غسيل أموال وإدخالها لمصر بطرق غير مشروعة , وهناك وجهة نظر عن مسئوليتهم عن عملية ميدان الحسين الغامضة !
لهذا من الواجب على العقل الأمنى المصري دراسة أحوال الشيعة في الخليج والسعودية ووعى الدرس قبل تطور التجربة , فالعمليات الإرهابية التي تمت في السعودية والبحرين والكويت وغيرها بدأت بعد أن صار للشيعة في تلك البلاد شوكة وانتشار يسمح لهم باحتضان هذه العمليات بل والقيام بالضغط السياسي على الحكومات لمنع إثارة تلك القضايا عن طريق التهديد بالورقة الرابحة وهى الإضطهاد المذهبي
والنتيجة المؤكدة لتسرب الشيعة إلى مصر هى استيقاظ العملاء النائمين فيها في لحظة الحسم عند الحاجة , لأن النظام الإيرانى يعتبر الرد الإرهابي من أدبياته المعاصرة 
وفى ظل هجوم مصر السياسي على المصالح الإيرانية فغير متصور أن إيران ستكتفي بردود مماثلة وحتما ستلجأ إلى الخيار الأثير المتمثل في العمليات الإرهابية على النحو الذى نفذته في الخليج

هذا بالإضافة للمهمة الأصلية التي تستوجبها ضرورات تطور السياسة الإيرانية في المنطقة وهى السيطرة التامة على المنطقة العربية ـ لا سيما الدول العربية المؤثرة ـ وتصدير الثورة الإيرانية ومبادئها وزرع نفوذها عبر المجتمعات الإسلامية , 

وفى سبيل ذلك تكثف نشاطها بشكل محموم للتسلل إلى المجتمع المصري عن طريق استغلال الطرق الصوفية وأولها الطريقة العزمية التي أفادت اعترافات التائبين المصريين أنها من كوادر الشيعة في مصر , 
والمتأمل في النفوذ التي تمارسه الطرق الصوفية في مصر بتشجيع الدولة يدرك خطورة أن يتحول النشاط الصوفي إلى نشاط شيعي نظرا لتبحر الصوفية في المجتمع المصري بعددهم الذى يربو على خمسة عشر مليون متصوف , 
والشيعة لا يزيد عددها في مصر على المئات ويعانون في دعوتهم فشلا ذريعا بسبب نفور المجتمع منهم ومن ناحية أخرى بسبب اختلاس الشيعة المصريين للأموال الإيرانية المخصصة لنشر التبشير الشيعي
لكن هذا النشاط سيتضاعف إذا نجح التسلسل عبر الطرق الصوفية , 
وقد أعلنت الطريقة العزمية بالفعل عن توجهاتها الجديدة عندما وقف شيخها في احتفال مولد الإمام الحسين يعلن أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ليس صحابيا ولا ينبغي الترضي عليه !
وبالطبع هذا من أوليات مبادئ الشيعة وقد أبرزت القنوات الفضائية الشيعية هذا التصريح واحتفت به فضلا على أن اهتمام القنوات الشيعية بتغطية احتفالات الطريقة العزمية يبرهن على مدى التعاون بينهما

ويتضح الأمر بشكل سافر في نشاط الطريقة العزمية إعلاميا المتمثل في المجلة التابعة لها والكتب الصادرة برعايتها حيث تنتهج هذه الطريقة منهجا وحيدا لا تتخلى عنه ولا يوجد أى موضوعات من أى نوع إلا في هذا المجال الذى اختارته ألا وهو مهاجمة التيار السلفي واتهامه بشتى الإتهامات المقذعة وشن الهجوم على النظام السعودى من باب الشريعة لا من باب السياسة 

وترديد نفس الأدبيات الشيعية المعروفة وأخطرها اعتبار الحرمين الشريفين في مكة والمدينة تحت الإحتلال ! 
كما شن شيخها علاء أبو العزايم هجوما رهيبا على السلفية في إحدى مناظرات قناة المستقلة[1] في موضوع التوحيد واتهم السلفيين بأنهم يسعون لهدم القبة النبوية وإخفاء معالمها طمعا في إخفاء مكان قبر النبي عليه الصلاة والسلام ليصبح مثل بقية قبور الأنبياء غير معروف !!
وهو اتهام زنديق ما جرؤ عليه اليهود أنفسهم !

كما لا ينبغي إغفال تسلل الشيعة للإعلام المصري من باب خلفي عن طرق بعض الصحف الحزبية والمستقلة ذات التوجه العلمانى واستغلال بعض مشاهير كتابها للتعريض بالصحابة وأمهات المؤمنين لقاء أموال الإعلانات الطائلة !

هذا بالإضافة للدعم المادى المباشر لبعض الأقلام المأجورة التي لا تعلن تشيعها لكى يبقي كلامهم له نفس التأثير ويبدو وكأنه شهادة من بعض كتاب أهل السنة على فسوق بعض الصحابة وأمهات المؤمنين !!
وتعتبر جمعية آل البيت في مصر ودار التقريب التي أسسها الشيعة بمصر القرن الماضي أحد المراكز المهمة لنشر التشيع بل ونشر الكتب الشيعية الأصولية الممتلئة بتحريف القرآن والطعن في الثوابت الإسلامية في غفلة تامة عن الرقابة الأزهرية !
وهى المظاهر التي لا ينبغي معاملتها في إطار منفصل عن إطار نشر التشيع والتبعية السياسية لإيران , بما يمثله هذا من خطورة على العقيدة والأمن معا , 
وللقاء بقية مع بقية فصول المواجهة ...

[1] ـ مناظرات المستقلة ـ الحوار الصريح ـ رمضان الماضي

[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:41 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
المواجهة من زاوية المقاومة العراقية ,


( ما هو مطلوب من المقاومة )




قبل أن نتناول بالكتابة أحوال المقاومة العراقية وظروفها وكيفية مواجهتها لقوتين من أعتى القوى على الساحة , وهما القوة الإيرانية والإحتلال الأمريكى , 

يتعين علينا في البداية محاولة فهم العقلية الأمريكية التي تمثل القاعدة الأولى التي يرتكز عليها النشاط الإيرانى , 
والولايات المتحدة تحكمها نظم معينة فيما يسميه الساسة الصينيون والسوفيات ( عقلية الحاسب الآلى ! ) 
وتعنى أن الولايات المتحدة لديها عقدة الحسابات الجامدة التي تغفل كثيرا من الجوانب الإنسانية التي لا ينبغي إغفالها ولهذا تقع دائما في أزمات كبري بسبب تلك العقلية , 
ومنها أزمة فيتنام الشهيرة التي دخلتها الولايات المتحدة بقوة نيران رهيبة فتحت أبوابا للجحيم أمام فيتنام الجنوبية ظنا بأن هذه الكثافة المذهلة التي تفوقت في مجموعها على أربعين ضعفا من كمية المتفجرات التي ألقاها هتلر على بريطانيا ـ ظنوا أنها كافية لتحقيق الهدف , 
ورغم مليون قتيل فيتنامى فإن فيتنام الجنوبية لم تستسلم واستمرت في المقاومة حتى اضطر ريتشارد نيكسون إلى الإنسحاب بعد أن لقي ثمانية وخمسون ألف جندى أمريكى مصرعهم على يد الفيتناميين !
فلم تحسب أجهزة الإدارة الأمريكية في حساباتها الصماء العامل الإنسانى الذى يفجر المقاومة العنيدة لأى استعمار , 


ولا شك أن القوى العظمى الأخرى تأثرت بفعل تلك الحسابات ووقعت في أخطاء كبيرة بسببها لكن ما يميز الولايات المتحدة أن أخطاءها في هذا الجانب سلسلة مستمرة وطابع تجارى لم ولن تتخلى عنه العقلية الأمريكية 



ويخطئ كثيرا من يتعامل مع الولايات المتحدة من منطلق كونها دولة عظمى , فهى ليست دولة بأى حال من الأحوال ولكنها قوة عظمى أو شركة عظمى , 

وليس هذا وصفنا بل هو تحليل أكبر العقليات السياسية في العالم والتى تنظر للنظام الأمريكى وتتأمله من القمة للقاع ولا تكتفي بالنظرة السطحية , 


فما نراه أمامنا عبارة عن شركة ضخمة هائلة القوة يحكمها أباطرة المال والأعمال وليس لها من مفهوم الدولة إلا المسمى , 

وذلك بالتأمل عبر تاريخها وظواهرها المعاصرة التي تشي في وضوح أن القوة الأمريكية لما يسمى بالولايات المتحدة هى قوة يسيطر عليها أباطرة الإقتصاد وتحركها الشركات العملاقة وتتحكم في كافة أمورها بدء من ساكن البيت الأبيض وحتى تعيين أصغر مسئول في أى مؤسسة حكومية ,
ونبدأ من حيث النظام المالى الأمريكى الذى تحكمه البنوك العملاقة وعلى رأسها بنك ( تشيز مانهاتن ) الأب الشرعي للبنوك الأمريكية والذي تسيطر عليه أسرة روكفلر المعروفة والتى تمتلك النظام المالى الأمريكى تقريبا , 
والولايات المتحدة لا تعمل وفق النظام الرأسمالى كما يظن البعض , فالرأسمالية وفق ما أسسها الإقتصادى الأوربي البارز آدم سميث بكتابه الذى يعد دستور الرأسمالية ( ثروات الأمم ) وهو الكتاب المناظّر للرأسمالية في مواجهة كتاب ( رأس المال ) دستور النظام الشيوعي الذى ألفه ماركس وأنجلز في القرن الماضي , 
هذا النظام الرأسمالى لا تطبقه الولايات المتحدة لأنها وببساطة تعاملت كشركة عملاقة ولم تتعامل كدولة فجعلت الكلمة العليا في السوق هى للعرض والطلب , كما أنها فتحت المجال أمام التجارة لتدخل في جميع المجالات حتى تجارة السلاح بما فيها الأسلحة الإستراتيجية العليا !
ومثل هذه الفوضي العارمة لا يقرها نظام دولة في أى مكان في العالم , 
حيث أن من مبادئ الدولة ـ وفق أى نظام سياسي ـ وبمقتضي نظرية العقد الإجتماعى التي صاغها المفكر الفرنسي الشهير ( جان جاك روسو ) لابد لها من التدخل في نظام السوق والتفاعل فيه بدور فاعل لحماية الشعوب من سيطرة رأس المال المطلقة لأن ترك السوق لتفاعلات التجارة وحدها معناه طحن الجماهير ومصالحها لصالح أباطرة المال والأعمال الذين سيتحكمون في كل السلع حتى الإستراتيجية منها , 


وحرية السوق في النظام الرأسمالى لا تعنى أبدا أن تتنازل الدولة على أى دور لها في السوق بل تتدخل بنسب معينة لمنع الإحتكار والسيطرة على المجالات الإستراتيجية التي لا يمكن تركها في أيدى الأفراد , 

وأخطرها تجارة السلاح والقوت والمطارات والموانئ وغيرها من الأمور التي لا يمكن السماح فيها لعبث السوق أن يفرد فيها جناحه وإلا أصبحت الدولة رهينة في قبضة الإقتصاديين , 
لكن الولايات المتحدة لم تتدخل , 
وأصبحت المجالات كلها مفتوحة لجماعات المصالح ذات الثروات الفلكية والشركات عابرة القارات التي أصبحت فعليا تتحكم في السياسة والإقتصاد الأمريكى بل وتتحكم حتى في توجهات القوات المسلحة وتجبر النظام على استخدامها وفق هذه المصالح لا غير , 


ولفهم هذه النقطة جيدا , يكفي أن نستعيد للذاكرة ما تصرفت به الإدارة الأمريكية في القرن الماضي عندما كان محصول القمح الأمريكى يتفوق في إنتاجه على حاجة الدولة , ومثلت الفوائض صداعا في رأس الشركات الأمريكية لأن الفوائض تؤدى إلى انخفاض سعره التي تحدده هذه الشركات , 

فكان التصرف أنها طرحت آلاف من أطنان القمح في المحيط حتى لا يختل سعره المحدد !
وفيما بعد استفادت الإدارة الأمريكية في عهد دوايت أيزنهاور من فوائض القمح وجعلته منحا غذائية تمنحها الإدارة الأمريكية لدول العالم الثالث لتحقيق ضغوط سياسية !
في الوقت الذى تملك فيه الولايات المتحدة لو أرادت أن توفر الغذاء لشعبها بدون مقابل تقريبا !
[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:42 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
هذا فضلا على أن نظام الرياسة في الولايات المتحدة يعتمد أصلا على التبرعات للمرشحين , وتلك التبرعات تعتبر فواتير مؤجلة يسددها ساكن البيت الأبيض فور توليه الرياسة لصالح من أجلسوه في المنصب , 
ولهذا يكون الهم الأكبر لأى رئيس أمريكى جديد هو تخفيض الضرائب عن الشركات الكبري والعمل على تعويضهم , ومن يتأمل قصر المدة التي يقضيها الرئيس الأمريكى يدرك تماما أنها مدة مقصودة ـ أقصر مدة معروفة لأى رئيس دولة في العالم ـ 
حيث لا تتجاوز أربع سنوات تتضاءل إلى سنتين فعليا لأن الرئيس يبدأ في الإعداد لحملة إعادة ترشيحه بعد عامين فقط من فوزه !
مما يمثل ضغطا وتحكما رهيبا على سياسته , 
وحتى في فترة السنتين الأولى والثانية لا يكون قراره مستقلا بل مرهونا بالكونجرس ولجان الحزب التي يسيطر عليها بالطبع رجال هؤلاء الأباطرة ويعتبرون جنودهم المتصدرين لمصالحهم , 
وليس سرا أن معظم المسئولين ابتداء من رئيس الدولة وحتى المستشارين والوزراء يعملون بعد تقاعدهم في شركات البترول الكبري وغيرها كمكافأة نهاية خدمة بعد أن يكون دوره قد تم فعليا أثناء شغله لمنصبه , وإدارة بوش الإبن بكامل أفرادها كانت ـ ولا زالت ـ تعمل في شركات البترول الكبري , 
والأدهى أنها لم تتخل عن وظائفها حتى أثناء قيامها بدورها كإدارة فاعلة !


ولا توجد في الولايات المتحدة اهتمامات شعبية أو ما شاكلها كتلك التي نراها في بريطانيا مثلا حيث تمثل الأكثرية من الشعب الأمريكى الفئة الضائعة والتى ربما تجاوزت ظروفها في الفقر والإهمال أحوال مواطنى العالم الثالث !

ففي تقرير المعهد الدولى للمرأة بمدريد الصادر عام 2000 م
أوضح أن نسبة الأطفال الذين يعيشون دون عائل تحت خط الفقر يبلغ 12 مليون طفل بمعنى أنهم أطفال شوارع !
ويشير نفس التقرير إلى حقيقة أخرى تثير الضحك والأسي وهى انتشار تجارة الرقيق بالولايات المتحدة ــ التى تصدع رءوسنا بحقوق الإنسان ــ حيث يـُباع كل عام فى تجارة الرقيق من النساء 15 ألف إمرأة من المكسيك وحوالى 120 ألفا من أوربا الشرقية عقب تتفكك الإتحاد السوفياتى وذلك بثمن 16 ألف دولار للمرأة الواحدة أما فى مجال الرقيق الأطفال فيباع منهم سنويا 5000 طفل بأسعار متفاوتة لأغراض متفاوتة أيضا !!
والحقيقة الأكثر إثارة هى التى تشير إلى عدد المواطنين الأميين " من القراءة والكتابة " فى الولايات المتحدة ويبلغ 21 مليون أمريكى !
بينما قمة المهزلة تتضح فى أن الولايات المتحدة تنادى فى الشرق الأوسط باحترام حقوق المرأة بينما تبلغ نسبة انتهاك حقوق المرأة من الأزواج ورواد العمل بالضرب المبرح والتحرش الجنسي نسبة 70 % 
70 % من نساء الولايات المتحدة يتلقين الضرب المبرح من أزواجهن خلافا للإعتداء الوحشي والأوضاع الشاذة فى المعاشرات الزوجية !
ونشرت مجلة تايمز تقريرا رهيبا عن أن 4000 زوجة أمريكية سنويا يتعرضن لحوادث ضرب أفضي إلى موت طبقا لملفات القضاء ,[1]


أما حوادث الانتحار المسجلة رسميا 30000 حالة سنويا وفي نيويورك مليون ومائتا شاذ جنسيا وأجريت دراسة على جامعة لوس انجلوس فبلغت نسبة الشذوذ بين الطلاب والطالبات 84% وفي امريكا 85%-95% نسبة المرأة الأمريكية العاملة قي قطاعات الدعارة

وحسب إحصائية رسمية أمريكية أن 85% من الفتيات الأمريكيات أعمارهن بين 14-21 عاما يحلمن بان يصبحن عاملات في الدعارة والعهر وأن 90% من الشباب الأمريكي مصابون بأمراض جنسية مختلفة.
ومن المثير للاشمئزاز ما نشرته الصحف الأمريكية لأحد الشباب الأمريكي وعمره في الحادية والعشريين تزوج جدته وعمرها 77 سنة وتم عقد النكاح في الكنيسة قرب لوس انجلوس[2]


فهذا التفسخ اللامحدود في النواحى الإجتماعية يؤكد على صورة الولايات المتحدة كشركة مصالح كبري لا دولة ترعى مصالح مواطنيها بالشكل الذى يتناسب مع قوتها كدولة أعظم في العالم من المفروض أن تؤهل لمواطنيها مستوى رعاية ومعيشة يماثل أضعاف ما تستطيعه الدول الأوربية !

إلا أن الحقيقة أثبتت أن مستوى الغالبية العظمى من الشعب الأمريكى تحت خط البؤس في ظل نظام إجتماعى متدنى وفى ابتعاد كامل لنظام الدولة عن ممارسة دوره رغم الإمكانيات المادية المرعبة التي تتوافر له !


هذا بخلاف الفوضي الأمنية المروعة التي تعانى منها المدن الأمريكية وتتحكم فيها عصابات الجريمة المنظمة مثل المافيا وتمارس نشاطها وفق مؤسسات ضخمة مليئة بالأنشطة المشروعة لغسيل أموال تجارة السلاح والمخدرات والدعارة تحت إشراف جيوش من المحامين والمستشارين والسياسيين يؤمنون لهم أعمالهم على الطريقة الأمريكية !

وأيضا الخدمات غير المعلنة وهى الصفقات التى تتم خلف الستار لخدمة أغراض زعماء الجريمة المنظمة ويصل الأمر إلى تدخلهم المباشر فى تعيين كبار رجال الدولة ووضع من يروق لهم فى المناصب الحساسة التى يُتوقع منها الإضرار بأهل المال ولعل الكثيرين لا يعلمون مثلا أن ادجار هوفر أشهر رؤساء جهاز المباحث الفيدرالية " إف ـ بي ـ آى " ظل على مقعده رئيسا للجهاز أربعين عاما كاملة فى قلب دولة ينتشر عنها أنها أم الديمقراطيات !
ووصل نفوذ المافيا الأمريكية أنها اغتالت الرئيس الأمريكى الشاب جون كيندى في مدينة دالاس الأمريكية وتم تلفيق التهمة لأحد الأشخاص وهو لى أوزوالد وخرجت المنظمة بريئة من التحقيقات رغم وجود الأدلة الكاملة لدى السلطات على ضلوع المافيا في عملية الإغتيال , ومع ذلك كان نفوذ المافيا أقوى وأفدح ! [3]


فلا يوجد أدنى تحقق للأمن داخل الولايات المتحدة بالرغم من وجود الأجهزة الأمنية التى تبلغ ميزانياتها السنوية أرقاما فلكية تتعدى فى بعض الأحيان ميزانيات دول بأكملها ويدل على ذلك حقائق بسيطة نستقيها من ذات التقرير الصادر عن مركز مدريد الدولى وبعض المجلات الأمريكية ومثالها :

انتشار المخدرات فى الولايات المتحدة لا سيما الأنواع البالغة الخطورة مثل الكوكايين والهيروين بلغ نسبة لو توفرت بأى دولة لانهارت من داخلها حيث بلغ عدد مدمنى الكوكايين وحده 6 مليون مدمن وذلك فى عام 1985 ولنا أن نتخيل كم بلغ الآن ؟!!
بينما بلغ إجمالي عدد مدمنى المخدرات بكافة أنواعها 37 مليون أمريكى بنسبة 19 % من السكان !
بقي أن نعرف أن حجم الإنفاق السنوى على تجارة المخدرات بالولايات المتحدة يفوق الناتج القومى لمجموع 80 دولة من الدول النامية




الهوامش



[1] ـ تقرير " قاموس المرأة " الصادر عن معهد الدراسات الدولية حول المرأة بمدريد ـ عام 2000 م

[2] ـ واقعنا المعاصر والغزو والفكرى ـ د. صالح الرقيب 
[3]ـ المافيا قتلت الرئيس كيندى ـ دافيد آى شايم ـ ترجمة ونشر الدار المصرية اللبنانية
[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:43 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
ويضاف إلى تلك الكوارث كارثة أن الأمن فى الشوارع مفتقد فى أدنى صوره حيث تنتشر الأسلحة الخفيفة بكافة أنواعها حتى تلك التى يُحظر حملها لغير العسكريين ويبلغ عدد المسدسات التى يحملها الأطفال والصبيان فى مراحل المراهقة الأولى ـ طبقا لنفس التقرير ـ حوالى 270 ألف مسدس 
وفى إحدى الإحصائيات كشف المحللون أن هناك جريمة كل 12 ثانية وجريمة قتل كل ساعة وجريمة اغتصاب كل 25 دقيقةكما نقل الكاتبان جيمس وبيتر كيم فى كتابهما ( يوم اعترفت أمريكا بالحقيقة ) 
أما الشرطة المحلية التى تكون سلطاتها محدودة داخل ولاياتها فقط والشرطة الفيدرالية التى يمتد سلطانها لسائر الولايات فهى لا تعبر أو تجرؤ على محاولة عبور بعض الأحياء المعروفة والمغلقة فى ولايات بعينها تعد مناطق محظورة لرجال العالم السفلي وأشهرها حى الزنوج الشهير باسم حى هارلم ومهما كانت قوات الشرطة ومهما كان تسليحها فإن حاولت مجرد الاقتراب من هذا الحى فالنتيجة محسومة !

ولا تشير هذه الحقائق المفزعة إلى عجز الدولة أمام الجريمة المنظمة بقدر ما تشير إلى طبيعة مختلفة للمجتمع الإقتصادى الأمريكى الذى سيطر منذ نشأة الدولة على مقاديرها كاملة , ولا يمكن في ظل الإمكانيات اللامحدودة للإدارة الأمريكية أن تعجز عن تحقيق نسبة معقولة من أمن الشعب الإجتماعى إلا إذا كانت طبيعة الإدارة لا ترى في عامة الشعب عنصرا من الإهتمام , 


وفيما يخص الشرق الأوسط , 

فقد سبق أن شرحنا كيفية رد الفعل الذى اتخذته شركات البترول العملاقة بعد حظر البترول الذى قام به العرب في حرب أكتوبر 1973 م , وقد أفصح الدكتور عبد الله النفيسي عن خطة عرضتها إسرائيل على الولايات المتحدة تمكنها من السيطرة العسكرية على شريط النفط في الخليج وتمت دراستها واستبعادها ولا زالت نسخة من وثيقة الخطة موجودة في مكتبة الكونجرس الأمريكى لليوم , 
وقد تم إسقاط هذه الخطة لصالح قوة الإنتشار السريع التي تم تشكيلها لتهبط في ظرف سياسي مناسب على الخليج والجزيرة العربية وتقبع فيه بقواعد دائمة تمنع أى محاولة مستقبلية للعرب من اتخاذ البترول وسيلة ضغط سياسية !
وقد دخلت هذه القوات عقب خطة غزو العراق للكويت والتى صاغتها الولايات المتحدة ببراعة تُـحسد عليها وجاءت القوات الأمريكية بمبرر شرعي على نية الرحيل بعد إتمام انسحاب العراق , ثم بقيت حتى هذه اللحظة !

ثم توالت الدراسات التي تقوم بها الشركات الأمريكية المسيطرة على القرار السياسي , ومنها ما صرح به ( آلان جريس بان ) رئيس اتحاد البنوك الأمريكى [1] بعد إحتلال الولايات المتحدة للعراق من أن كل هذا الذى يجرى على الساحة هو تطبيق لما اتفقت عليه مصالح البترول الأمريكية وخطة احتلال العراق كانت قائمة منذ التسعينات واستخرجها جورج بوش الإبن وحاول أن يجد لها مبررا شرعيا تحت زعم وجود أسلحة دمار شامل فى العراق , 

فلما عجز عن ذلك نفض يده من الأمم المتحدة والنظام الدولى واخترق العراق ووضعه تحت الإحتلال المباشر عقب إجتماع عقده نائبه ( ديك تشينى ) مع رؤساء شركات البترول الأمريكية 
لهذا قلنا أن القرار السياسي لا تصنعه اللجان السياسية فى وزارة الخارجية أو البيت الأبيض ولا حتى الكونجرس نفسه بل تصنعه شركات الإقتصاد التى أصدرت الأمر فصار واجب التنفيذ حتى لو لم يوجد المبرر الشرعي , 
وجورج بوش الإبن الآن مصنف على أنه أكثر رؤساء الولايات المتحدة حماقة بعد أن قامت كتيبة من المحللين السياسيين بفضح خطط غزو العراق كاملة وكان أشهرهم بوب وودورد فى كتابه ( خطة الهجوم ) وهوارد بلوم فى كتابه ( بوش فى حرب ) ورغم كمية الفضائح السياسية التى تم إعلانها بالوثائق حول هذا الغزو إلا أن الصمت المطبق كان هو المعبر عن رد الفعل !
وسكت الكونجرس الذى أقام الدنيا وأقعدها على فضيحة مونيكا لونسكى التى تورط فيها بيل كلينتون وكادت تطيح به من البيت الأبيض , وسكت رغم أنه نزع ريتشارد نيكسون ( أنجح رئيس أمريكى فى السياسة الخارجية ) من البيت الأبيض 
بسبب فضيحة ( ووتر جيت ) والتى كان مضمونها أنه يتجسس على الحزب المعارض وأقطابه !

سكت الكونجرس رغم أن التورط الأمريكى فى حرب العراق كلف الخزانة الأمريكية تريليون دولار ( حوالى ألف ألف ألف مليون دولار ) ركع بسببها الإقتصاد الأمريكى فى الأزمة العالمية الشهيرة , 

ورغم وجود سبعة آلاف قتيل أمريكى ـ فى أقل الإحصائيات ـ حتى اليوم , 
فما هو السبب في هذا السكوت الغريب ؟!
السبب أفصح عنه آلان جريس بان بصراحة وهو أن عملية السيطرة العسكرية على منابع البترول فى العراق تستحق ذلك وأكثر وهى بالمعايير التجارية رابحة بلا شك , 
فكمية الإحتياطى العراقي من البترول التى تم السيطرة عليها تتجاوز 30 تريليون دولار , بينما الحرب كلفت تريليونا واحدا فحسب !
والعراق لم يتم حفر آبار فى أراضيه إلا ألف بئر فقط تنتج كمية تعادل ما تنتجه ولاية تكساس الأمريكية التى تم حفر مليون بئر فيها !
لهذا لم تعتبر الولايات المتحدة نفسها خسرت فى تلك الحرب الضروس ولم تحاسب المتسبب فيها !
هذا في نفس الوقت الذى انقلب فيه الرأى العام البريطانى ومجلس العموم على رأس تونى بلير رئيس الوزراء المشارك لجورج بوش في الحرب على العراق , وشن الرأى العام البريطانى حملة شعواء عليه , 

الهوامش :

[1] ـ نقلا عن محمد حسنين هيكل ـ برنامج المصير ـ على قناة الجزيرة
[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:44 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
دور المقاومة العراقية


مسألة فَهْم العقلية الأمريكية ضرورة لابد للمقاومة العراقية أن تعيها في سبيل كفاحها من أجل التحرير , 

فالمقاومة المسلحة في أى بلد محتل ـ أية مقاومة ـ يجب عليها أن تعرف عدوها جيدا وتتعرف على أهدافه من الإحتلال 
حتى يمكنها أن تضع يدها على نقاط الضعف الواجب الضغط عليها ليتحقق الهدف الأمثل في جعل الجلاء هو البديل الوحيد أمام قوات الغزو , وفى نفس الوقت العمل على إبطال تحقيق الهدف الإستراتيجى للإحتلال
وليست المقاييس في الغالب تكون بعدد الضحايا الذين يسقطون في حروب التحرير من العدو المحتل بل هناك مقاييس أخرى تعتبرها الدول العظمى ذات ضغط أعلى .. وأهمها الضغط الإعلامى , 

فمثلا إذا نظرنا إلى الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين سنجد أكبر نقطة ضعف فيه هو سقوط ضحايا من عمليات المقاومة , فهذا المعيار هو المعيار الوحيد الذى يُجبر القيادات الإسرائيلية على الخضوع والتنازل والرجوع , 

ولهذا كان هم إسرائيل الأول في سياستها هى ضرب روح المقاومة المسلحة لشعب فلسطين وفتح الباب عن آخره أمام قيادات العمالة وإغراقهم في بحار المفاوضات تلو المفاوضات لمنع استيقاظ المقاومة المسلحة مجددا
وفى هذا يقول يوحشفات هركابي أحد أكبر خبراء الأمن الإسرائيلي أن المطلوب من إسرائيل في مواجهة العرب ليس حسم المفاوضات بل المطلوب هو المفاوضات بحد ذاتها , 
فيجب أن تقوم إسرائيل بإغراق ممثلي الشعب الفلسطينى في دوامة تفاوض لا تنتهى وتكريس الإستفادة الشخصية لهذه القيادات بالرشاوى المباشرة وغير المباشرة لتحقيق الهدف الإسرائيلي في الأمن حيث أن الضغط على قيادات الفلسطينيين ليحاربوا المقاومة بذريعة محاربة الإرهاب هو الأسلوب الأمثل لشق وحدة الصف الفلسطينى وإغراقه في الخلافات الداخلية التي تُبيت العداوات القبلية بين مختلف الفصائل فينشغلون عن إسرائيل بعداوات بعضهم البعض وهو ما حدث فعلا !

وفى نفس الوقت يتحقق الهدف الثانى عن طريق إلهاء القيادات الفلسطينية في لعبة الإنتخابات ووهم الدولة والسلطة التشريعية ومناصب الوزارة وهى كلها أمور لا يمكن تخيلها في بلد يقع تحت الإحتلال الكامل ! 

وتعتبر بلا شك من أكبر المهازل أن يهتم المناضلون بمناصب شرفية لا أصل لها في حين أن الشرعية الوحيدة المقبولة لوطن محتل هى شرعية المقاومة المسلحة !
وبالتالى تمكنت إسرائيل من تحقيق هدفها وإبطال رعبها من سقوط الضحايا وهو الأمر الكفيل بتركيع سياستها 

من هنا يمكننا أن نقول أن الإحتلال الإسرائيلي تكمن نقطة ضعفه في خوفه المزمن من سقوط ضحايا ولهذا كانت مقاومة السلاح هى الحل الأمثل للمقاومة الفلسطينية , 

غير أن هذا الأمر يختلف في حالة الولايات المتحدة , لأنها في الواقع لا تخشي سقوط الضحايا في حد ذاته بل تخشي انتشار هذا السقوط إعلاميا !
بمعنى أن الولايات المتحدة لا تهتم بسقوط مائة ألف قتيل لو لم تتوافر الآلة الإعلامية التي تكشف سقوط هذا العدد المخيف من الضحايا , 
وفي المقابل تركع السياسة الأمريكية لسقوط عشر هذا العدد من قواتها لو أمكن للمقاومة أن تنشر هذا الخبر على نطاق واسع فيصل لدوائر صنع القرار في الولايات المتحدة , 
ولهذا فإن ليندون جونسون رئيس الولايات المتحدة في الستينات أصر على التورط إلى أقصي مدى في حرب فيتنام ولم تردعه الخسائر المهولة التي تكبدتها القوة الأمريكية ولم يبدأ تفكير النظام الأمريكى في الإنسحاب إلا بعد أن نقلت وكالات الأنباء ظاهرة النعوش الطائرة التي تنقل ضحايا الحرب فثارت جموع الأمريكيين ثورات عارمة أدت إلى إجبار نيكسون ـ الذى تولى خلفا لجونسون ـ فيما بعد إلى الإنسحاب من فيتنام بهزيمة مريرة , 

وتجربة أخرى أيضا تبين طبيعة العقلية الأمريكية حدثت في عهد الرئيس الأمريكى بيل كلينتون عندما تدخل عسكريا في الصومال , 

فقد قام الصوماليون بقتل جندى أمريكى واحد لكنهم ربطوا جثته في عربة جيب جابوا بها أنحاء العاصمة الصومالية مقديشيو وعلى رأس الجندى القتيل حذاء صومالى قديم , 
ونقلت وكالات الأنباء المشهد المروع فانسحب كلينتون من الصومال على الفور , 

نخلص من هذا إلى أن المبدأ الأول الذى يجب أن تضعه المقاومة العراقية في حسبانها هو حسن استخدام الإعلام في عملياتها وأن تجعل إهتمامها بالإعلام يتساوى مع اهتمامها بالمقاومة المسلحة ذاتها , 

فيجب أن يصاحب كل عملية عسكرية تغطية إعلامية تثير الرعب في نفوس الأمريكيين جنودا وشعبا , 
وقد نفذت بعض فرق المقاومة العراقية هذا الأمر بامتياز وخرجت عشرات التقارير النفسية عن الجيش الأمريكى توضح إصابة عدد كبير من جنوده بمختلف الأمراض النفسية الخطيرة وتوجس الموت والخوف منه بسبب عمليات المقاومة ,
وهذا أمر منطقي بطبيعة الحال لأن جنود الجيش الأمريكى لا يقاتلون عن عقيدة عسكرية سليمة أو في سبيل مبدأ بل يوقنون أنهم مجرد أدوات قتل لا جنود قتال
بعكس المقاومة التي تدافع في سبيل وطنها ودينها , 
[20 شوال, 1431هـ/28-09-2010], 07:45 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
هذا هو الجانب الأول الذى ينبغي أن تهتم به المقاومة وهو جانب اصطياد الأمريكيين ـ لا قوات المرتزقة ـ وتفادى إسقاط الضحايا من المرتزقة لأنهم في الواقع البديل المقبول لدى الإدارة الأمريكية عن ضحايا جنودها , فهى تقدمهم كضحايا بالثمن المادى نظير حماية جنودها وهو الأمر الذى يجب أن تضعه المقاومة في اعتبارها , 
لا سيما وأن الإنسحاب الأمريكى المعلن عنه في عام 2011 م , لن يكون إنسحابا بالمعنى المفهوم بل عملية إحلال وتبديل للقوات الأمريكية العاملة بأضعاف عددها ولكن من المرتزقة عن طريق شركات الأمن الخاصة العالمية مثل بلاك ووتر

أما الجانب الثانى وهو الأكثر خطورة , 

فهو ضرورة إدراك المقاومة العراقية لحقيقة الهدف الأمريكى من غزو العراق والعمل على إبطاله وإفشاله أو على الأقل العمل على عرقلته قبل أن تصبح العراق ولاية أمريكية أو دولة مقسمة , 
وهذا الهدف هو ما أعلنته ونفذته الأجندة الأمريكية من تأهيل حكم العراق للحكومات الشيعية , 
فمنذ دخول القوات الأمريكية للعراق وهى تقيم حكومات شيعية محضة موالية لإيران لتحقيق هدفها بتحويل العراق إلى محمية شيعية تنفذ المصالح الأمريكية بالتعاون الوثيق الذى أفصح عن نفسه بين إيران والولايات المتحدة وإعادة نظام الملالى في إيران لدور شرطى المنطقة القائم على حراسة المصالح البترولية الأمريكية , 
باختصار ..
فإن الولايات المتحدة تزمع الآن تخفيف تواجدها العسكري ونقل السلطة للحكومات الشيعية المحضة ومعاونتها بفرق المرتزقة ضد المقاومة السنية , 
وهو ما أعلنته السياسة الأمريكية بوضوح وتنفيذا لنصيحة خبراؤها مثل نصيحة توماس فريدمان الذى دعا لتقوية المركز الشيعي في العراق وتسليح الميلشيات الشيعية لتقوم بدور المدافع في مواجهة المد السنى , 
ومعنى هذا أن مصالح إيران والولايات المتحدة التقتا على قبول كليهما للصفقة , فإيران ترغب في ضم العراق سياسيا أو فعليا والولايات المتحدة ترغب في بترول العراق لكن بدون تكاليف عسكرية من قواتها وهو ما نفذته ورحبت به إيران بالطبع , 

نخلص من ذلك إلى أن الهدف الأمريكى في طريقه إلى التحقق الكامل بعد صدور الأوامر بخطة الإنسحاب التي أعلنها الرئيس الأمريكى باراك أوباما والتى سترفع عبء التواجد العسكري الواضح والمقلق للولايات المتحدة وتترك مهمة حماية المصالح البترولية للحكومات الشيعية بالدعم الإيرانى , 


هذا الهدف يجب أن يكون هو موضع الضربة المعول عليها من المقاومة العراقية , 

بمعنى أن تقوم المقاومة بإفساد هذا الهدف بشتى السبل وبكافة التضحيات وتعمل على عدم إستقرار الحكومات الشيعية في العراق أمنيا , لأن الإستقرار الأمنى معناه نجاح الحكومات الشيعية في أهدافها وإنتفاء الإستقرار يمثل التهديد المباشر للمصالح الأمريكية بما يحقق هدف المقاومة , 
وضرب المقاومة على هذا الهدف الإستراتيجى هو الذى سيسحب الإطمئنان الأمريكى لقدرة الحكومات الشيعية على تنفيذ شقها من الإتفاق ألا وهو الحفاظ على إستقرار البلاد بما يكفل الدوران لعجلة المصالح الأمريكية ,
وهذا هو ما سيرغم الولايات المتحدة على إعادة حساباتها في شأن تحالفها مع الشيعة وستضطر إلى حلين كلاهما في مصلحة العراق
الحل الأول : 
إعادة إحتلال العراق عسكريا مرة أخرى لضرب المقاومة السنية وهو الأمر الذى سيكلفها فوق طاقتها فضلا على أن الجيوش ليست أدوات حكم بل هى أدوات إحتلال تحتاج من يتولى عنها السلطة المدنية , 
الحل الثانى :
وهو الإضطرار إلى تسوية مقبولة مع الفصائل السنية واستبدال الشيعة بهم كبديل قادر على استقرار العراق
وهو ما نرجوه للمقاومة 

وفى نفس الوقت يجب أن تجد المقاومة العراقية سبيلا لضرب المصالح البترولية في العراق , 

وهو هدف وطنى في المقام الأول لأن البترول العراقي الآن ليس فى يد أبناء العراق بل هو في يد الحكومة العميلة ومن خلفها الإحتلال ولهذا فإن العراق يخسر عوائده النفطية التي تذهب بكاملها إلى الحكومة العميلة التي تصب في غير الصالح العراقي , لهذا فإن ضرب هذه المصالح يعتبر هو الإنجاز الأكثر قوة للمقاومة العراقية والمانع الأول لتحقيق هدف الإحتلال , 
وهذا المنطق متحقق بكامله أيضا مع مشروعات إعادة تعمير العراق التي تذهب عقودها إلى كبريات الشركات الأمريكية والأوربية كغنائم للإحتلال ينهبها المحتلون ولا يفيد منها الشعب العراقي بدولار واحد 

ولا شك أن مهمة المقاومة العراقية هنا ليست سهلة أو بسيطة .. 

لكن ما يضاعف فرصتها في التحقق هو حسن إدراك المقاومة لهذا الهدف , فهذا الأمر سيدفعها للتركيز عليه وبذل الجهد لتعطيله أو عرقلته على الأقل إذا صعب أمر تحقيقه كاملا , 
فالإحتلال الأمريكى لم ولن ينفض بنقل سلطات الإحتلال إلى الحكومات الشيعية بل سيكون هذا النقل عبارة عن استبدال للإحتلال الأمريكى بالإحتلال الإيرانى , 
والإحتلال الإيرانى أشد ضراوة بمراحل لأن يستهدف ـ في المقام الأول ـ التركيبة السكانية في العراق حيث أن الإحتلال الأمريكى كان يسعى للمصالح البترولية أما الإحتلال الإيرانى فهو إحتلال عرقي وشعوبي يهدف في المقام الأول للتطهير العرقي لأهل السنة وإنتزاع الأغلبية السنية بشتى الوسائل بنفس النهج الذى ارتكبه الصفويون قبل قرون عندما دخلوا إلى إيران السنية واقتلعوا سنية أهلها بمجازر رهيبة وأعلنوا المنهج الإثناعشري منهجا رسميا للدولة الصفوية , 

وفى تلخيص بسيط لما سبق ,

يتضح لنا أن دور المقاومة العراقية في مواجهة التشيع سيكون موجها بالدرجة الأولى إلى ضرب استقرار الحكومة الشيعية التي تحكم برعاية الإحتلال الأمريكى وكبديل عنه بعد انسحابه , باعتبار أن ضرب هذا الإستقرار يحقق هدف المقاومة من إبطال الصفقة الأمريكية الإيرانية ويمنع إيران من تنفيذ مخططها القادم بقوة والهادف إلى تشييع العراق ومسخها لولاية شيعية , 
وهذا الدور الجليل لو تمكنت المقاومة العراقية من توحيد فصائلها عليه ونبذ الخلافات المصطنعة بينها سيكفل للعراق أن يحتفظ بطابعه السنى فضلا على أنه سيكفل له الإحتفاظ بثرواته عندما تضطر الإدارة الأمريكية لإعادة التفكير في أمر دعمها للحكومات الشيعية العميلة , 

ويتبقي لنا المواجهة مع التشيع من داخل إيران وكيفية دعم المد السنى فيها

[29 ذو الحجة, 1432هـ/25-11-2011], 09:21 صمحمد جاد الزغبي
رد: سفراء جهنم ( حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة )
ثالثا : المواجهة داخل إيران ..




عندما قامت الثورة الإيرانية ضد الشاه , 

لم تكن إيران وقتها على قلب راجل واحد بل كانت تتعدد فيها التيارات الدينية والسياسية من سائر الأطياف , كأهل السنة فى الأحواز ومناطق البلوش وأيضا العلمانيون والجهاديون وغيرهم من باقي الصنوف التى تضمهم إيران إلى جوار الشيعة الذين يمثلون فقط 40 % من تركيبة الشعب الإيرانى ..
وجدير بالذكر أن ظلم الشاه وحد كافة أطياف الشعب تحت راية الثورة التى قبلت جماهيرها أن تتخذ من الخمينى قائدا لها وخدعتهم كلماته المعسولة وسابق نضاله ضد الشاه وظنوه قادما إليهم بالشورى والحكم السديد ..
غير أنه ـ وفقا لما رأينا ـ انقلبت الثورة الإيرانية بفعل النوايا الخبيثة للخمينى وأنصاره وتسلطن تيار المرجعية الشيعية البابوية على مقدرات البلاد , وهو ما فاجأ كافة أنصار الخمينى مثل مهدى بازركان وأبو الحسن بنى صدر وغيرهم من رموز العمل السياسي الإيرانى الذين جاهدوا كتفا بكتف إلى جوار الخمينى ورفاقه , بل ودفعوا ثمنا مريرا يعادل أضعاف ما دفعه الخمينى فى صراعهم مع الشاه ..
وبدأت الثورة الإيرانية ـ على عادة الثورات الحمراء ـ تأكل أنصارها وأبنائها الواحد تلو الآخر وهو الأمر الذى دعا بعض التيارات السياسية والعلمانية وبعض تيارات السنة إلى إعلان الجهاد والثورة ضد الخمينى نفسه والذى فعل بالإيرانيين ما لم يفعله الشاه طيلة مدة حكمه من ضراوة المحاكمات الصورية والقتل والترويع الذى مارسه الحرس الثورى بسياسة التطهير العرقي التى اتبعها الخمينى حتى يفنى خصومه فناء تاما !
إلا أن تكاثر أنصار الخمينى واستخدام هذا الأخير للقوة العاتية المسلحة ضد خصومه من الشباب الثائر والسياسيين الكبار دونما أن يخشي رقيبا أو يخشي حتى الغرب المتحالف معه , أدى هذا إلى أن روح المقاومة انحسرت كثيرا وجاء الحرب العراقية الإيرانية لتؤجل المواجهة بضع سنوات ..
إلا أنه بعد انتهائها وبعد استفحال خطر المراجع الذين أصبحوا يحكمون دولة دينية بالمعنى الكنسي الذى كان سائدا فى أوربا قديما , كل هذا أدى إلى ظهور روح وجذوة المقاومة من جديد وتنوعت أشكال المقاومة بين المطالبين بالحكم الإسلامى الصحيح الذى لا يعرف مفهوم الدولة الرهبانية ويعتمد على الشورى ..
وبين المطالبات التى كثرت ـــ داخل المجتمع الشيعي ـــ باللجوء إلى السياسة العلمانية كفرا منهم بطبائع الإستبداد التى ترسخها دولة المراجع الدينية وتسببت فى هذا التخلف والتفسخ الذى تعانيه إيران لأن الإسلام عبر عمره الطويل طيلة أربعة عشر قرنا كان يحارب دولة الكفر بنفس المقدار الذى يحارب به الدولة الدينية القائمة على تأليه وحكم رجال الدين وعدم وضعهم فى موضعهم الصحيح وهو بيان العلم ومراد الله من التشريع , والوقوف حصرا على ما شرعه الله ورسوله عليه الصلاة دون إلقاء أهمية إلى الآراء ومناقشة تلك الأخيرة مناقشة حرة والأخذ منها والترك والإحتفاظ بالعصمة فقط لثوابت القرآن والسنة الصحيحة ..

إلا أن هذا كله من المستحيل أن يحدث فى إيران فى ظل الحكم الشيعي الكهنوتى حيث أصبح المراجع هناك هم المشرعون بديلا عن شرع الله ـ كما أسلفنا سابقا ـ ولم يعد هناك قيمة للمبادئ الإسلامية الراسخة أن العصمة تقتصر فقط على النبي عليه الصلاة والسلام وأن وظيفة عالم الإسلام هى الإفتاء والتبصير بحدود الله .. وأصبح الدين الشيعي نسخة كربونية من اللاهوت المسيحى الذى يعرف مفهوم رجال الدين وهو المفهوم الذى قامت ثورة أوربا عليه واستبدلت بالدين نظم العلمانية والإلحاد وغيرها .. وهذا كتأثير نفسي طبيعى من الجمهور بعد تجارب المعاناة ضد الإستبداد الكنسي الذى كان يبيع ويتاجر بكل شيئ حتى بالمغفرة والجنة فى الآخرة !


وإيران الشيعية الآن تسير نحو ردة علمانية مؤكدة بسبب حكم المراجع اللاهوتى وهو الأمر الذى أدى إلى كفر بعض الجماهير بالإسلام نفسه ظنا منهم بأن الإسلام يقر هذه الرهبنة ويقر بحكم المراجع وفق ما تعلموه طيلة أعمارهم , 

ومع الجهل السائد بالسنة النبوية الصحيحة ومبادئها التى لا يعرفون عنها شيئا .. 
راجت دعاوى العلمانية والشيوعية والإلحادية فى المجتمع الإيرانى كحل حازم للتخلص من سيطرة رجال الدين الشيعي والخلاص من آثار حكمهم الموبوء ..
وفى المقابل راجت بين الطبقة العاقلة منهم أحكام السنة المطهرة وارتد جمع غفير منهم إلى الدين الإسلامى الصحيح مع انتشار الوعى السنى الذى مارس ضغوطا هائلة سواء من منطقة الأحواز السنية أو من خارج إيران ليقوم بتبصير الناس بحقيقة الإسلام على منهاج السنة وكيف أن المنهج النبوى هو الحجة وهو الإسلام وغيره هو البدعة المرفوضة ..
ولا شك أن النشاط الإعلامى لعلماء المسلمين السنة فى المناظرات والكتابات المختلفة والانفتاح المعلوماتى الرهيب , كان له أبلغ الأثر بين طبقة المثقفين الشباب فى إيران الذين فطن بعضهم إلى أنهم خسروا الدين والدنيا بإتباعهم المراجع , ولم يبق فى حوزة المراجع الآن إلا العامة من الأميين الذين يحتفظون بمواريث الأقدمين وليست لهم العقول الكافية للتأمل فى مسائل الإعتقاد بعد أن ضرب أعماقهم عطن المواريث الشيعية القديمة .. 
وقد تدرج النفذ الدينى للمراجع من جعل الطائفة الشيعية طائفة فى الدولة إلى طائفة الدولة الرئيسية , ثم أخيرا أصبحت الدولة هى دولة الطائفة على نفس النحو الذى تكونت وعاشت به إسرائيل تماما وهو ما يؤكده الدستور والعلم الإيرانى الرامز للفارسية الرافضية .. وهذا معناه الرفض المطلق والقاطع لكافة الطوائف لا سيما المسلمين السنة الذين يعانون بأكثر مما يعانى اليساريون والشيوعيون بل واليهود والنصاري , 
وطهران العاصمة ــ كما أسلفنا ــ تخلو تماما من أى مسجد سنى رغم وجود معابد لليهود وكنائس للنصاري بها وهى العاصمة الوحيدة الخالية من المساجد السنية فى العالم أجمع مع دولة الفاتيكان معقل بابوية أوربا [1] 

وقد استمر خط الثورة بعد الحرب العراقية الإيرانية فى الإنحدار بالمجتمع الإيرانى إلى مادون مستوى شعوب العالم الثالث رغم غنى إيران بالموارد والثروات الطبيعية التى نـُــهبت جميعا , وتآكل النظام السياسي للدولة على نحو لم يبلغه أيام الشاه وارتجت الحالة الإقتصادية للبلاد وظلت إيران منذ السبعينات معتمدة على نفس البنية التحتية المنشأة من أيام الشاه دون أن تضيف الثورة شيئا إلى اقتصاد البلاد إلا الخراب الهائل الذى خلفته الحرب طيلة ثمانية سنوات سواء من الحالة الإقتصادية أو الإجتماعية عندما ضاع هذا العدد الهائل من الشباب والقوة العاملة 

وفى منتصف التسعينات وعندما بدأ الإصلاحيون بقيادة خاتمى فى أخذ دور لهم على الساحة كان هناك هامش ضئيل من الحرية سمح للإصلاحيين بالترويج لأفكارهم الإصلاحية ومحاولة بناء البلاد والإعتناء بالجماهير بدلا من سياسة المراجع القائمة على إغراقهم فى الخرافات وابتزاز أموالهم وأموال الدولة , 
وهى الفترة التى سبق أن شرحناها وبينا كيف أنها انتهت عام 2005 عندما تم احتلال العراق من القوات الأمريكية وآن للخطة الإيرانية الخمينية أن تبدأ خطواتها الحارة نحو التنفيذ , فتم قمع الحريات بزيادة أكثر وتم تنحية الإصلاحيين وتشريدهم وأغلقت السطات جريدتهم الشهيرة جريدة ( شرق ) التى كانت توزع نحو مليون نسخة يوميا ! وأغلقت نحو عشرين صحيفة مماثلة لها فى القدرة والإنتشار !

ولهذا بدأت موجة التغيير تجتاح إيران منذ ذلك الحين وردت السلطة بقمع وحشي للصحفيين والمفكرين والكتاب الذين تحدثوا للشعب بلغة الثورة على الأوضاع الإجتماعية لا بلغة التدين الزائف , وقد واجهات السلطة فى إيران موجات اتغيير والثورة مجتمعة ومتحدة مرة أخرى لأول مرة منذ نهاية أحداث ثورة الخمينى ..

فخلال السنوات الماضية كانت الإحتجاجات التى تقوضها السلطة الإيرانية دائما ما تكون إحتجاجات مناطق فئوية أكثر منها احتجاجات متحدة لجميع طوائف الشعب على نحو ما فعله الأكراد والبلوش والأحواز السنة ردا على القمع الدينى والتتميز الواضح ضدهم
وهذه الاحتجاجات رغم وجاهتها إلا أن مصيرها كان القمع السهل لأن السلطة الإيرانية استغلت التعاطف الشيعى ضد هؤلاء الثائرين ..
أما الثورة اليوم فتشمل كافة قطاعات الشعب الإيرانى بما فيها الشيعة المثقفون على وجه الخصوص والذين ضجوا من بذرات التخلف والتحلل فى المجتمع الشيعي فنقلوها إلى أسرهم وذويهم ..
وعندما اشتدت قبضة السلطة على وسائل الإعلام والتنوير اتخذ الشباب والمثقفون والثوريون طريقة الإعلام الخارجى من خلال الإنترنت وشبكة المعلومات الهائلة ومواقع البحث المختلفة التى أصبحت جحيما فاقعا على كافة الأنظمة الديكتاتورية فى العالم أجمع ..
ويبلغ عدد مستخدمى الإنترنت فى إيران وحدها 28 مليون مستخدم , وهى ثانى بلد فى العالم فى عدد المدونين والمدونات بعد الصين , 
بل إنها تتفوق حتى على الصين ـ رغم الفارق الهائل فى عدد السكان ــ تتفوق فى عدد المدونات بالنسبة لتعداد السكان .. وهذه كلها أسلحة جديدة فى النظام الثورى العالمى وتنضم إليها الأفلام الوثائقية والبرامج التثقيفية والتدوين لتصبح الثورة ثورة ثقافية فى المقام الأول ضد نظام المرجعية ..
ويقوم الباسيج ـــ قوات الأمن الإيرانية ــ بتتبع هذه المواقع بل ويقوم باقتلاع أطباق الإرسال الفضائي من المنازل بعد أن تسبب الإنترنت فى كارثة أمنية للنظام الإيرانى كله 
وهذا يعنى بطبيعة الحال أن النسبة العظمى من الشعب الإيرانى بكافة أطيافه ـ وهى بالمناسبة من الشباب ــ أصبحت على إطلاع هائل وكمية معلومات غير تقليدية يندر أن تتوافر لغير أجيال اليوم , وهذا الإطلاع معناه ارتفاع الوعى السياسي لأقصي درجة , كما ينبه إلى أن الحرب ضد التشيع فيها عنصر هام ـ بل هو الأهم على الإطلاق ـــ ألا وهو الثورة من الداخل الإيرانى 

وهذه الثورة القادمة التى امتد عمرها لسنوات من المقاومة من أنواع الثورة التى تثير حثيثا حثيثا وهى عادة الثورات التى تواجه نظاما غاشما بالغ السطوة والقوة كالنظام الإيرانى , وكما أخذت الثورة ضد الشاه حوالى تسع سنوات كاملة فى السبعينات كى تنبت بذورها وثمارها فى قلب المجتمع الإيرانى ..

فهذه الثورة أيضا نستطيع أن نقول أنها بدأت مع صعود التيار العنصري ممثلا فى أحمدى نجاد ومن خلفه خامنئي بوجهه التابع للخومينى ولخطته الفارسية السابق شرحها , 
أى أن عمرها بين خمس وسبع سنوات , وهى تكتسب كل يوم أرضا جديدة لا يساعدها الإعلام على بسطها ولهذا تكتفي بالإنغلاق على نفسها داخل مدوناتها , ويغيب تماما النشاط العربي والإسلامى عن هذه الثورة إما لفارق اللغة وإما لفارق الهموم والعداوة الطائفية التى تزكيها الطوائف الشيعية فى الخليج على نحو يمنع التعاطف مع الشيعة الإصلاحيين الذين يعادون نفس النظام الذى يعاديه الإسلام وهو نظام الرهبنة القائم على المراجع ..

وهنا لابد من ملاحظة شيئين فى منتهى الأهمية بالنسبة لنا ـ كمسلمين وعرب ـ للاستفادة الجوهرية من الثورة الإيرانية المرتقب نجاحها فى أى وقت .. 

الأول : أن الثورة الإيرانية امتزجت بثورة أهل السنة فى الأحواز العربية ومناطق البلوش ضد التمييز العنصري الذى تمارسه السلطة الإيرانية منذ احتلال الأحواز فى القرن الماضي ..
الثانى : أن الثورة الشيعية التى يقوم بها الشباب الإيرانى ــ حتى من التيارات اليسارية والعلمانية ــ هى ثورة حليفة وليست عدوة , لأنها موجهة بالمقام الأول إلى نظام الكهنوت الشيعي وهو نفس ما يحاربه أهل السنة , فلابد لأهل السنة على الإنترنت من إيجاد وسيلة تواصل مع الشباب الفارسي باللغة الفارسية فمحتوى المواقع العربية وحده يمثل كنزا مرصودا لهؤلاء الشباب الثائر على نظامه لولا فارق اللغة 

لهذا فالواجب على أهل السنة فى العالم الإسلامى ـ لا سيما فى الخليج والعراق ــ أن يتآزروا يدا واحدة مع طلائع هذه الثورة ويمدوا أصابعهم فى الداخل الإيرانى بنفس القدر الذى تمد به إيران أصابعها فى الداخل العراقي والداخل الخليجى عن طريق الإختراق العلمى والتقنى للمجتمع الإيرانى عبر الإنترنت والقنوات الفضائية الناطقة بالفارسية وهذا أهم ما تحتاج إليه الثورة من داخل إيران لتسليط الضوء على الفساد المستشري حتى النخاع فى نظام المراجع لا سيما بعد أن تفجرت الفضائح بشكل مهول واتسع نطاقها بسبب كثرة النوافذ الإعلامية ..

وليس فى هذا الجانب فقط ..
بل على الأنظمة الحاكمة فى الخليج ــ إن أرادت الدفاع عن أمنها القومى فى مواجهة الفرس ــ وعلى المقاومة العراقية أيضا أن تمد يد التدخل داخل إيران بالنظام الأمنى والمخابراتى وهو أسلوب المخابرات الإيرانية تطبيقا لمبدأ ( لا يفل الحديد إلا الحديد )
مع ملاحظة أن فرص نجاح أجهزة المخابرات العربية داخل إيران أضعاف فرص إيران فى البلاد العربية , حيث يقتصر نشاط المخابرات الإيرانية على عملائها من المتشيعين داخل هذه البلاد ومعظمهم جعل همه تحصيل الأموال وليس نصرة الشيعة كمذهب وكفكرة وعقيدة ..
بعكس أهل السنة داخل إيران والشيعة أنفسهم حيث سيقوم الإصلاحيون بالتعاون وهم يحملون عقيدة الإصلاح لمجتمعهم والدفاع عنه ضد التطرف الشيعي الذى تموله المراجع ..
هذا بالإضافة لعامل نجاح آخر يتمثل فى طبيعة المجتمع الإيرانى نفسه ..
وهى طبيعة مركبة قائمة على عشائر وعصبيات متنوعة متنافرة من السهل أن يجد فيها أى جهاز أمنى ألف طريق للإختراق , تماما مثل المجتمع الإسرائيلي حيث ينتمى إلى شراذم غير متفقة من كافة دول العالم ولا توجد عقيدة وطنية تجمع متناقضات هذا المجتمع أو توحده ..
وهو السبب الرئيسي الذى وقف خلف نجاح المخابرات العربية فى فترات الحروب فى اختراق المجتمع والجيش الإسرائيلي نفسه بعملاء وطنيين اندسوا كأنهم وافدون جدد ضمن المهاجرين ..

بهذا السبيل فقط , نضمن بإذن الله للمخطط الشيعي فى الخليج أن يفشل وأن يفشل فى العراق كذلك بعد انهياره من الداخل


وكان هذا عزيزى القارئ آخر فصول هذا الكتاب .. وسيصدر فى كتاب إلكترونى مستقل بطبعة مزيدة ومنقحة لعموم الفائدة 

نسأل الله تعالى أن يفيد به وبغيره لشباب وكافة المسلمين ويجعله خالصا لوجهه الكريم ..



الهوامش

[1] ــ ( إيران من الداخل ) برنامج وثائقي لقناة المجد ـ للباحث عمر عبد العزيز الزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق