الجمعة، 19 ديسمبر 2014

عمر بن الخطاب لم يقل يهجر



أتمنى من كل سني أن يحفظ الرد على هذه الشبهة ؟؟

لأن الروافض يستدلون بها دائمـًا .

عَـنْ ابْـنِ عَبَّــاسٍ قَــالَ : { لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ ، قَــالَ ائْتُـونِي بِكِتَــابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ ؟

قَــالَ عُمَرُ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا } فَاخْتَلَفُوا وَكَثُرَ اللَّغَطُ ، قَـالَ قُومُوا عَنِّي وَلَا يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ }فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ كِتَابِهِ . رواه البخاري .

سأختصر الرد على هذه الشبهة { هذه الرواية ويخترع الروافض أساطير وحكايات وأن عمر قال رسول الله يهجر ، وكان اتفاق حتى لا يوصي لسيدنا على رضي الله عنهم أجمعين .

الــرد :

أولاً : نسبة القول بـ "أَهَجَر" إلى الفاروق عمر بن الخطاب، لا دليل عليه، إذ جميع روايات هذا الحديث تنفى هذه الكلمة إلى عمر رضى الله عنه. وإنما الذى جاء على لسان عمر فى جميع قد غلب عليه الوجع، وعندكم الروايات : قال ابن عباس : "فقال عمر : إن رسول الله القرآن، حسبنا كتاب الله" ، ومن قال أن عمر الفاروق قد قالها نطالبه { بصحة ذلك هل ورد في رواية صحيحة أن قائل هذه الكلمة هو سيدنا عمر } .

ثانيًا : اتفق قول العلماء - سوى الرافضة - على أن قول عمر "إن رسول الله، قد غلبه الوجع، عندكم القرآن، حسبنا كتاب الله" ردًاعلى من نازعه ، لا على أمر النبى صلى الله عليه وسلم .

ثالثًا : ( حسبنا كتاب الله ) هل معنى هذا أننا لا نريد السنة , كما يلبس الروافض على الناس , إن معنى قول عمر ( حسبنا كتاب الله ) أي ما جاء في كتاب الله { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا } يكفي كمل الدين دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتاح , إجتهد عمر في هذه .. أصاب أو أخطأ هذا موضوع آخر .

رابعًا : لقد عد العلماء قول الفاروق : من قوة فقهه، حين رآى الرسول قد غلب عليه وجعه فقصد التخفيف عن رسول الله الوجع، وشدة الكرب، وقامت عنده قرينه بأن الذى أراد كتابته، ليس مما لا يستغنون عنه، إذ لو كان من هذا القبيل، لم يتركه عليه الصلاة والسلام، لأجل اختلافهم فالله قال له { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } فلو كان هذا الأمر من الواجبات لما تركه الرسول لأجل اختلافهم ، ولأنكر على عمر ، وفى تركه عليه الصلاة والسلام، الإنكار على عمر إشارة إلى أن الأمر لم يكن واجبًا، والأوامر قد يقارنها ما ينقلها من الوجوب بقرينة ظهرت ودلت على أن الأمر ليس على التحتم، بل على الاختيار، فاختلف اجتهاد الصحابة في هذه اللحظة ,

ويؤيد صحة ما سبق، وأن بالكتابة لم تكن على سبيل الوجوب، ما جاء فى نفس الحديث من وصيته عليه الصلاة والسلام بثلاث قال : "اخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة أو قال الراوى : فنسيتها" .

فهذا يدل على أن ، لم يكن أمراً متحتماً، لأنه لو كان مما أمر بتبليغه، لم يكن الذى أراد أن يكتبه يتركه لوقوع اختلافهم، ولعاقب الله عز وجل، من حال بينه وبين تبليغه، ولبلغه لهم لفظاً والصحابة يحفظونه عنه ، كما أوصاهم بإخراج المشركين وغير ذلك .

وقد عاش عليه الصلاة والسلام بعد هذه المقالة أياماً، لأنه ثبت في رواية أن ابن عباس قال أنها كانت يوم الخميس ومات الرسول يوم الأثنين، وحفظوا عنه أشياء لفظاً، فيحتمل أن مجموعها ما أراد أن يكتبه بالكتابة ، ثم نقول أين على والعباس والفضل يسمعوا من رسول الله ما أرد كتابته وأن يوصي به هل كانوا حاضرين أم لا ؟.

قال الإمام القرطبى : "واختلاف الصحابة رضى الله عنهم، فى هذا الكتاب كاختلافهم فى قوله "لا يصلين أحد العصر إلا فى بنى قريظة" فتخوف ناس فوات الوقت فصلوا، وتمسك آخرون أحد منهم، من أجل الاجتهاد المسوغ، والمقصد بظاهر الأمر فلم يصلوا، فما عنف الصالح" .

ولا بد أن نعلم أن اختلاف الصحابة رضى الله عنهم، فى فهم أمره في هذا الحديث السابق يرد على زعم الرافضة، أن هناك سوء أدب منهم، مع رسول الله أن اختلفوا فى أمره ، ولقد اختلف الصحابة في بعض الأمور قبل أن يجزم بأمره كما راجعوه يوم الحديبية، فى كتاب الصلح بينه وبين قريش.

فأما إذا أمر عليه الصلاة والسلام بالشئ أمر عزيمة، ولا قرينة تصرفه عن ذلك، فلا يراجع فيه أحد منهم .

ولا يعارض ذلك قول ابن عباس رضى الله عنهما : إن الرزية كل الرزية …لأنه كان يقول ذلك وقت رواية الحديث ، وقد بايع ابن عباس الفاروق عمر ، ثم نقول أن عمر كان أفقه منه قطعاً، هذا مع اعترافنا بأنه حبر الأمة، وترجمان القرآن، وأعلم الناس بتفسير كتاب الله وتأويله، ولكنه أسف على ما فاته من البيان بالتنصيص عليه، لكونه أولى من الاستنباط، لاسيما وقد بقى ابن عباس حتى شاهد الفتن .

والله أعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق