الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

الرد على شبهات المستشرقين عن القرآن الكريم أحرق عثمان - رضي الله عنه - المصاحف المخالفة لمصحفه لعدة أسباب

شبهات الملحدين و المستشرقين علي الإسلام و الرد عليها


شبهات مُغرضة حول القرآن:
الشبهة الرابعة و الثلاثون (34):
- إن جمع القرآن فى عهد عثمان حذف منه أشياء كثيرة من صلب القرآن, بدليل أنه أحرق كثيراً من المصاحف المخالفة له.

الرد:
- أحرق عثمان - رضي الله عنه - المصاحف المخالفة لمصحفه لعدة أسباب:
1) كان بها بعض العبارات التفسيرية, سواء فى آخر الآية, أو فوقها, أو تحتها, مما قد يُظَن بعد ذلك أنها من القرآن, وهى فى الحقيقة تفسيرات, وهذه العبارات التفسيرية لم تكن واحدة, ولكن اختلفت باختلاف الكُتّاب.
2) كان بهذه المصاحف قراءات غير صحيحة, وآيات نسخت تلاوة وما زالت عندهم فى هذه المصاحف.
3) الطريقة التى كتبت بها المصاحف لا تحتمل وجود الألسن السبعة, بل أكثرها كان يعبر عن لسان واحد لقبيلة واحدة.
4) اختلاف الطرق الإملائية فى هذه المصاحف, وهذا ما تداركه عثمان, فوحَّد الخط على يد رجل واحد, هو سعيد بن العاص - رضي الله عنه - حتى تصبح النُّسَخ كلها بخط واحد كأنها نُسَخ ضوئية لمصحف واحد, وهو المعروف بمصحف عثمان.
والأهم من هذا كله أن أصحاب المصاحف مثل أُبَىّ بن كعب, وعبد الله بن مسعود, وعلى بن أبى طالب, لم يعترض منهم أحد, وأجمعوا على صحة ما فعله عثمان, وتمت عملية الإحراق أمام الكبراء من أصحاب النبى – صلى الله عليه وسلم - حتى لما حدثت الفتنة بعد مقتل عثمان, وقال بعض الروافض إنه حرق المصاحف, قال لهم على بن أبى طالب: اتقوا الله أيها الناس, والله ما فعل عثمان ذلك إلا بمشورتنا, وحضورنا, وموافقتنا جميعاً, لم يَشِذّ منا أحد.
كيفية جمع القرآن فى عهد عثمان - رضي الله عنه - (وقد كان من المهَرَة بالقرآن, كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة):
فزع حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - حينما رأى اختلاف الناس, وتعصبهم لبعض القراءات, إلى حد الافتخار بقراءة على أخرى, ونظراً لفتوح بعض البلدان الأعجمية بدأت تظهر قراءات مليئة بالأخطاء, لدخول ألسنة غير عربية على قراءة القرآن, فظهر كثير من اللحن فى قراءته, فتوجَّه إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان أن يدرك الأمة, قبل أن تضيع لغة القرآن بين الناس, وتحدث فُرقة كفُرقة أهل الكتاب على كتابهم, فتم اختيار نخبة من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لجمع القرآن فى مصحف واحد تجتمع الناس عليه, ويحمل فى الوقت نفسه صلاحية الأحرف السبعة التى نزل بها. والمعلوم أن الأحرف السبعة غير القراءات السبعة, وكانت النخبة التى كوَّنها عثمان من الحفظة المهرة, الذين حضروا العرضة الأخيرة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وتلوها عليه, وأقرَّهم عليها, ومن هؤلاء الحفظة زيد ابن ثابت, وعبد الله بن الزبير, وسعد بن أبى وقاص, وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام, رضى الله عنهم أجمعين. وقد كان هؤلاء من كتبة الوحى, وكانوا حافظين للقرآن بالسماع المباشر من فم الرسول – صلى الله عليه وسلم - , وكان زيد بن ثابت له السبْق فى خلافة أبى بكر الصديق فى الجمع الأول للقرآن, وكانت النسخة الأولى المعروفة بالبَكْرية (نسبة لأبى بكر) فى بيت أم المؤمنين حفصة - رضى الله عنها - بعدما تركها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب, وكان قد أخذها بعد موت أبى بكر بعد الجمع الأول الذى تمت الإشارة إليه, فاستأذن عثمان - رضي الله عنه - فى أخذ هذه النسخة, باعتبارها العمدة فى القراءات والأصيلة, لأنها كتبت من فم الرسول – صلى الله عليه وسلم - , ثم أعادها إليها بعد أن نسخ المصاحف التى أرسل بها إلى الأمصار الإسلامية, وتم نسخ القرآن بطريقة تحفظ الألسن السبعة, والتى عُرِفَت بالرسم العثمانى, وكانت بخط الصحابى الجليل سعيد بن العاص - رضي الله عنه - وكانت حوالى ثمانى نسخ, احتفظ عثمان لنفسه بنسخة, وأرسل الباقى إلى الأمصار الإسلامية, وكان عملاً فخيماً عظيماً نال إعجاب كل الصحابة, وكان هذا فى العام الخامس والعشرين من الهجرة, وكان جمع أبى بكر فى عام 12 هجرية بعد حروب الردة, وكانت النسخة العثمانية من الدقة بمكان, حتى إن أحد المؤرخين المستشرقين واسمه (موير) قال: إن المصحف الذى جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يد إلى يد حتى وصل إلينا الآن دون أى تحريف. وللآن القرآن الموجود فى كل الدنيا هو قرآن واحد, والواقع يؤيد صدق الآية الكريمة: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} [الحجر:9] أما كتابكم المقدس فقد حُذِفَت منه إصحاحات بكاملها, وقد حدث ذلك فى تراجمه المختلفة, التى لا تختلف عن بعضها فقط فى التعبير عن كلمة بكلمة أخرى, ولكن بزيادة ونقص هذه الإصحاحات, فالكتاب المقدس فى نسخة الكاثوليك 73 إصحاح, وفى نسخة البروتستانت 66 إصحاح, وفى نسخة الأُرثوذُكس 81 إصحاح, وفى النسخة الأوربية الشرقية 87 إصحاح, والله أعلم.

https://ar-ar.facebook.com/Fear.Allaah/posts/191119164274002

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق