الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

جواب عدد الأحاديث المتواترة / الحديث المتواتر / فيصل القلاف

جواب عدد الأحاديث المتواترة / الحديث المتواتر / فيصل القلاف

سؤال طرح عن أعداد الاحاديث المتواترة في عدد من المنتديات

فوجدت اجابته ضمن رد الأخ الكريم فيصل القلاف حفظه الله وانقله للفائدة

==============

الحمد لله وبعد، فهذه إضافة هامة تضاف إلى الموضوع:

قال سامي: ( كم عد المحدثون، العدد المعلن عنه في نظم المتناثر هو 310 حديثاً ).
أقول: يريد بذلك أن المحدثين يحصرون الحديث المتواتر في عدد قليل هو ( 310 ). فإما أنه يجهل سبب اكتفاء الكتاني بـ( 310 ) أحاديث أو أنه يعلم. فإن كان الأول فالزميل يناقش فيما يجهل، وإن كان الثاني فهي خيانة علمية أخرى. والأمران أحلاهما مر، والله المستعان.

وللبيان أذكر كلام الكتاني رحمه الله، قال في مقمة نظم المتواتر: ( لأن الثاني [ المتواتر المعنوي ] لا يكاد ينحصر. ولكن نحن نشير في هذا المجموع - الذي لا يخلو بحول الله تعالى عن نكات جمة زائدة - إلى كثير من المتواترات معنىً، مما وقفت على النص بتواتره تكميلاً للفائدة ). انتهى. 
فهذه العشر والثلاثمئة حديث إنما هي نموذج للمتواتر المعنوي لا يراد بها الحصر، إذ حصرها لا يمكن كما قال رحمه الله.

وأنقل كذلك كلاماً مفيداً من المقدمة ذاتها، حيث قال: ( وبالجملة فالمتواتر من الحديث كثير جداً، إلا أن أغلبه تواتره معنوي. وأكثر الأمور المعلومة من الدين ضرورةً متواترة معنىً. ومراد العلماء حصر اللفظي لأن الثاني لا يكاد ينحصر ). انتهى.
وهذا ملخص محكم لمسألة البحث. 
الحاصل أن المتواتر عموماً كثير جداً، واللفظي كثير، لكن أكثر منه المعنوي، بل هو لا ينحصر. وأصول الدين من أمهات العقائد وما تدعوالحاجة إليه من المسائل متواترة، ولله الحمد. 

وفي كلام الكتاني رحمه الله تعالى كذلك أن الذي اختلف العلماء في كثرته أو قلته أو محاولة حصره بعدد معين إنما هو المتواتر اللفظي، والراجح كما مر أنه موجود بكثرة، أما المتواتر المعنوي فلا خلاف في كثرته كثرةً لا تنحصر.

ويدل على هذا قول السيوطي رحمه الله في شرح النقاية معقباً على كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله الذي كنت نقلته سابقاً في الرد على كلام ابن الصلاح رحمه الله: ( صدق شيخ الإسلام [ يعني ابن حجر رحمه الله ] وبر. وما قاله هو الصواب الذي لا يمتري فيه من له ممارسة بالحديث واطلاع على طرقه. فقد وصف جماعة من المتقدمين والمتأخرين أحاديث كثيرة بالتواتر. منها: 
1. حديث: ( أنزل هذا القرآن على سبعة أحرف ) 
2. وحديث الحوض 
3. وانشقاق القمر 
4. وأحاديث الهرج والفتن في آخر الزمان. 
وقد جمعت جزءاً في حديث رفع اليدين في الدعاء فوقع لي من طرق تبلغ المائة ). انتهى. 
وتأمل أنه يريد المتواتر لفظاً، لأن المعنوي لا خلاف في كثرته جداً كما مر، وإنما البحث وكلام ابن حجر إنما هو في المتواتر اللفظي. وبدليل الأمثلة التي ضربها كلها متواترة لفظاً، إلا الأخير فقد ذكره تتمة.

هذا، والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق