الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

اضاءة على خلفاء بني امية


سيدنا عثمان ذو النورين رضي الله تعالى عن سيدنا عثمان الحيي الحليم

 الذي ضحى بجسده وروحه حتى لا يهراق دم مسلم ولعن الله قاتليه ...

و رضي الله عن الاسد الهصور علي بن أبي طالب الذي قضى بسيف الغدر و اراحه الله من قوم لم ينصروه ولم يؤازروه ثم ادعوا قبحهم الله أنهم سينصرون ابنه الشهيد بكربلاء فأسلموه الى الموت بل هم من قتلوه قبحهم الله ....
ورضي الله عن ملك المسلمين وخليفتهم معاوية بن أبي سفيان الذي كان خليقا بالملك بعد وفاة الامام علي وتنازل ابنه الكريم القويم الذي بسببه صان الله دماء المسلمين سيدي الحسن بن علي رضوان الله عليه ..
وكل انسان يخطيء و يصيب ، ولا أدري لما لا ينظر الى الحسنات وانما بعض الناس كالذباب لا يقعون الا على الاخطاء و السيئات ، وو الله ان بعض الناس وخصوصا صحابة محمد بأبي هو وأمي لبحر حسناتهم يطغي على بعض -أخطائهم و اجتهاداتهم-ان وجدت رضي الله عنهم وارضاهم ..ولا يعول على ما تنقله كتب التاريخ دون أن تثبت الرواية برجالها العدول الذين يتقون الله تعالى في نقل النقول و ليس بعض القوم الذين قال عنهم مالك رحمه الله أنهم يضربون ويضعون الحديث كما يضرب الدرهم فكيف بالروايات ...
يا هؤلاء الرجل ذكر تاريخا فيه والله أمور طيبات شابها بعض البليات ، فلنستفد من الاخطاء ولنشهر الصواب ولنتبعه ولنكف ألسنتنا عن قوم قضوا الى ربهم رحمهم الله

=============

مروان بن الحكم الخليفة الأموي الرابع (2-65 هـ/623-685 م) . (حكم: 64-65 هـ/683-685 م)

[تحرير] شخصيته وحياته

هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي، أبو عبد الملك ويقال أبو القاسم ويقال أبو الحكم، المدني. البعض يجعله من صغار الصحابة والبعض يجعله من كبار التابعين. ولد عام 2 هـ ، و قيل : 4 هـ وتوفي سنة 65 هـ بدمشق. أمه أم عثمان آمنة بنت علقمة بن صفوان الكناني.
وروى الإمام الشافعي يقول: لما انهزم الناس في البصرةيوم الجمل كان علي بن أبي طالب يسأل عن مروان بن الحكم ، فقال رجل: " يا أمير المؤمنين، إنك لتكثر السؤال عن مروان بن الحكم ". فقال: " تعطفني عليه رحم ماسة، وهو مع ذلك سيد من شباب قريش ".
وأخرج ابن عساكر عن جويرية بن أسماء رحمه الله قال: لما مات الحسن بكى مروان في جنازته ، فقال له الحسين : أتبكيه وقد كنت تجرعه ما تجرعه ؟! فقال مروان: إني كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا وأشار بيده إلى الجبل. إشارة إلى عِظَمِ حِلم الحسن بن علي ما.
قال الأصمعي: لم يكن للـحسين بن علي عقبٌ إلا من ابنه علي بن الحسين، و لم يكن لعلي ولد إلا من أم عبد الله بنت الحسن وهي ابنة عمه ، فقال له مروان بن الحكم: أرى نسل أبيك قد انقطع ، فلو اتخذت السراري لعل الله أن يرزقك منهن. فقال علي بن الحسين ما: ما عندي ما أشترى به السراري. قال : فأنا أقرضك. فأقرضه مئة ألف درهم، فاتخذ السراري، وولد له: زيد وعلي والحسين وعمر الأشرف، ثم أوصى مروان لما حضرته الوفاة أن لا يؤخذ منهم ذلك المال.
وحين خرج الحسين بن علي ما إلى الكوفة عام 61هـ كتب مروان بن الحكم إلى والي الكوفة آنذاك عبيد الله بن زياد: أما بعد فإن الحسين بن علي قد توجّه إليك ، وهو الحسين بن فاطمة، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتالله ما أحدٌ يُسَلّمْهُ الله أحبّ إلينا من الحسين ، وإياك أن تُـهَيّجَ على نفسك ما لا يَسُدّهُ شيءٌ ولا ينساه العامة ولا يُدَعْ ذكره ، والسلام عليك .
قال عنه القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله: مروان رجل عَدْلٌ من كبار الأمة عند الصحابة والتابعين وفقهاء المسلمين ، أما الصحابة فإن سهل بن سعد الساعدي روى عنه ، وأما التابعون فأصحابه في السنن ، وإن كان جازهم باسم الصحبة في أحد القولين ، وأما فقهاء الأمصار فكلهم على تعظيمه ، واعتبار خلافته ، والتَّلَفُّت إلى فتواه ، والانقياد إلى روايته ، وأما السفهاء من المؤرخين والأدباء فيقولون على أقدارهم.
كان فقيهاً ضليعاً، وثقة من رواة الحديث. روى له البخاري وأصحاب السنن الأربعة. كان كاتبا لعثمان بن عفان أثناء خلافته، و ولي إمرة المدينة لمعاوية و موسم الحج. بويع له بالخلافة بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية بالجابية، و كان الضحاك بن قيس قد غلب على دمشق، و بايع بها لعبد الله بن الزبير، ثم دعا إلى نفسه فقصده مروان فواقعه بمرج راهط، فقتل الضحاك ، و غلب على دمشق ، و مات بها في رمضان سنة خمس و ستين ، و هو ابن ثلاث و ستين ، و قيل : ابن إحدى و ستين ، و كانت خلافته تسعة أشهر ، و قيل : عشرة إلا أياما .

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

====================

عبدالملك بن مروان

‏هو الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان بن الحكم (26-86 هـ/646-705 م) من أعاظم خلفاء الأمويين ودهاتهم (حكم: 65-86 هـ/685-705 م)، كان واسع العلم متعبدا ناسكا , توسعت الدولة الاسلامية في عهد وازهرت وكانت دمشق عاصمة الدولة في منارة للعلم واعظم مدن العالم الاسلامي .

شخصيته

كانوا يقولون عنه: يلد الناس أبناء، وولد مروان أبًا تربى في المدينة المنورة فقد كان أبوه مروان بن الحكم واليًا عليها في عهد معاوية بن أبي سفيان ، فدرس "عبد الملك" العلوم الإسلامية وتفوق في دراسته ، انتقل إلى دمشق واخذ العلم من فقهائها واصبح من المفكرين والفقهاء وتكونت شخصيته القيادية في دمشق حاضرة الدولة الاموية . وهو فوق ذلك شاعر وأديب وخطيب. وقد وصف بأنه ثابت الجأش عند الشدائد، يقود جيشه بنفسه كما لقب بـ"أب الملوك" إذ أن 4 من ابنائه تولوا الخلافة من بعده(الوليد - سليمان - يزيد الثاني و هشام) .



قيل عنه

وإذا كان القارئ يتعاطف مع عمر بن عبد العزيز ويثق في رأيه فليتذكر أن رأي عمر في "عمه عبد الملك" كان رائعًا، فعندما رزق طفلا أسماه، عبد الملك تيمنا به، وعندما مات "عبد الملك بن مروان" حزن عليه عمر أشد الحزن، ويقال:إنه لبس الحداد عليه سبعين يومًا، وكان عمر يرى في عمه عبد الملك صورة صادقة للخليفة.
وكان محبا للحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان يلقب في زمنه وزمن ابنه الوليد بأن الحجاج هو سيف بني أمية . فقد حمى الدولة الأموية من كل فتنها ، فقاد جيشا لقتل عبد الله بن الزبير في مكة الذي كان لا يعترف بالخلافة الاموية منذ زمن يزيد ويضع نفسه خليفة على مكة والحجاز والعراق وبعدها تم استعادة العراق منه في زمن مروان بن الحكم و نزعت منه مكة في عهد عبد الملك وذلك بجيش الحجاج . وولى عبد الملك الحجاج على العراق لكثرة فتنها والخوارج الذين ينهشون الدولة الاموية فقد حمل عليهم الشدة والبأس . هذا وظهر بعدها عبد الرحمن بن الأشعث لينقلب على الدولة الأموية فطلب الحجاج من الخليفة في دمشق عبدالملك بن مروان المدد فأتاه ما أراد وقطع رأس بن الأشعث . فهو مهمد نار الفتنة .
وعمل عبدالملك في فترة خلافته على ارساء اسس الدولة الاسلامية وحماية الدولة ونشر الاسلام في بلاد بعيدة وكرم العلماء والمفكرين واجتذبهم الى دمشق وانشأ دور العلم في عاصمة الدولة وفي المدن الاسلامية .

انجازات عبدالملك بن مروان

أوائل


كان عبدالملك بن مروان أول من:
ضرب ودون اسمه على السكة أي الدينار الاموي
كسا الكعبة بالديباج والحرير الذي كان يصنع في دمشق ويرسل الى مكة.
كرم واهتم بالعلماء والفقهاء والمفكرين .
اتسعت الدولة الاموية في عهده لتصل إلى حدود الصين شرقا .
اشاد معالم وجوامع ومساجد من أهم معالم الدولة الاموية ومن اهم معالم الاسلام الى اليوم .
عمل على توحيد البلاد الاسلامية والحفاظ على امن الدوله .
عهد من اهم عهود الخلفاء في العهد الاموي .
الموسوعة الحرة
=======================

خلافة الوليد بن عبدالملك

(86 - 96 هـ/705- 714م )

توفى أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان سنة 86هـ/ 705م وخلفه ابنه الوليد، وكان أبوه قد عهد إليه بالخلافة، وبويع له بها يوم وفاة أبيه.
وكان عهده، عهد فتح ويسر وخير للمسلمين، لقد اتسعت فى أيامه رقعة الدولة الأموية شرقًا وغربًا، فعندما تولى الوليد الحكم استعمل عمه عبد الله بن مروان على إفريقية، فعزل حسانًا واستعمل بدلا منه موسى بن نصير عام 89هـ، فكان شديدًا وصارمًا على البربر الذين طمعوا فى إفريقية بعد مسير حسان عنها فوجه إليهم ابنه عبد الله، فقَتل وسبى منهم خلقًا كثيرًا، وتوجه إلى جزيرة "مايوركا"، فاقتحمها وسبى أهلها، وتوجه إلى طائفة أخرى من البربر، فأكثر فيهم القتل والسبى، حتى بلغ الخمس "ستين ألفًا من السبى"، فلم يكن سبى أعظم منه، ثم خرج غازيًا طنجة يريد من بها من البربر، فانهزموا خوفًا منه، فتبعهم وقتلهم، واستأمن من بقى منهم، ودخلوا فى طاعته، وترك عليهم وعلى طنجة مولاه "طارق بن زياد" وأبقى معه جيشًا أكثره من البربر، وترك معهم من يعلمهم القرآن والفرائض، حينئذ لم يبق له فى إفريقية من ينازعه.
ورأى الوليد أن أهم ما يجب عمله تقوية الأسطول الإسلامى وضرب قواعد البيزنطيين فى صقلية وغيرها من جزر البحر المتوسط المقابلة لإفريقية، لكى يدعم هذا الوضع المستقر للمسلمين فى الشمال الإفريقى الذى أصبح جزءًا من الدولة الإسلامية.
لقد دخلت الفتوح الأموية فى شمال إفريقية مرحلتها الختامية سنة 89 هـ/ 708م بتولى إمارة القيروان موسى بن نصير خلفًا لحسان بن النعمان.
فلقد أجاد التنسيق بين الأساطيل الإسلامية فى غرب البحر المتوسط، وبين قواته البرية، وفتح الأجزاء النائية، كما رأينا، وهى التى تعرف باسم المغرب الأقصى، وطرد البيزنطيين من قواعدهم البحرية القريبة من سواحل إفريقية "تونس"، وعندئذ أصبح شمال إفريقية الجناح الأيسر للدولة الإسلامية فى عهد الأمويين، وأصبح أهلها دعاة للإسلام يسهمون فى نشره فيما جاورهم من بلاد.
وقد عهد موسى بن نصير إلى طارق بن زياد بالقيادة العليا للقوات الإسلامية، وهو من أبناء البربر المسلمين فى مدينة "طنجة".
وجاءت هذه الخطوة من جانب موسى بن نصير، دليلا على سمو وعلو مبدأ المساواة فى الإسلام، فقد رأى البربر أن أحد أبناء إحدى القبائل البربرية صار القائد العام لجبهة المغرب الأقصى.
وكان من نتيجة هذا العمل أن أتاح للدين الإسلامى الحنيف دماء جديدة هيأت له الانطلاق إلى فتح الأندلس، ونشر نوره على أرجاء هامة من غرب أوربا.
فتح الأندلس:
نحن الآن فى سنة 91هـ / 710م؛ حيث استشار موسى بن نصير الخليفة الوليد بن عبد الملك، فى فتح الأندلس "أسبانيا"، وعلى أثر الموافقة أرسل موسى سرية استطلاعية بقيادة طريف بن مالك، وكان من البربر، فشن غارة على جنوب أسبانيا، ومعه أربعمائة مقاتل ومائة فرس.
واستطاع أن يتوغل بهم فى الجزيرة الخضراء، ويعود إلى ساحل إفريقية حاملا الكثير من الغنائم، وكان ذلك فى رمضان سنة 91هـ/710م، وقد تأكد له قصور وسائل الدفاع فى أسبانيا بل انعدامها.
ولقد شجع نجاح طريف فى تلك الغزوة القائد الأعلى موسى ابن نصير على التقدم لفتح الأندلس (أسبانيا)، ووقع اختياره على والى طنجة وقائد جيشه طارق بن زياد ليتولى مهمة هذا الفتح العظيم.
وفى شهر رجب من سنة 92هـ/711م قام طارق بن زياد ومعه جيش مكون من سبعة آلاف مقاتل بعبور المضيق الذى عرف باسمه، ونجحت عملية العبور، واحتل المسلمون الجبل بكامله.
لقد جمع طارق قواته بعد العبور عند هذه الصخرة من جنوب البلاد وهى التى نسبت إليه وعرفت باسم "جبل طارق"، وها هو ذا يندفع بقواته كالسهم، لا يقف فى طريقه شىء، ولقد حاول ملك أسبانيا "لذريق" أن يوقف هذا الزحف بجيش جرار قوامه مائة ألف، ولكن طارق بن زياد كان قد طلب المدد من قائده موسى بن نصير فأمده بخمسة آلاف حتى أصبح عدد جنده اثنى عشر ألفًا.
واندفع طارق بكل إيمان زاحفًا على القوط -حكام شبه جزيرة أسبانيا-، وأنزل بهم هزيمة فادحة فى موقعة رمضانية على نهر لكة "وادى لكة" بمقاطعة "شَذُونة"، وراح يواصل فتوحاته بعد أن قتل "لذريق"، فأوقع بالقوط الهزيمة الثانية عند مدينة "إِسْتِجَة"، فألقى الله الرعب فى قلوب أعدائه، ففزعوا منه فزعًا شديدًا، وظنوا أنه سيفعل بهم فعل سلفه "طريف بن مالك"، وكان طريف قد أوهمهم أنه سيأكلهم، هو ومن معه، فهربوا منه إلى طليطلة.
يا إلهى إن النصر من عندك، هذه الراية الظافرة تتقدم، وتتوغل، ومدن أسبانيا تتهاوى واحدة بعد الأخرى فى يد المسلمين.
وها هم أولاء جنود الإسلام ينتشرون؛ حيث قرر طارق وهو فى مدينة إستجة أن يفرق جيشه ويوجهه إلى جهات شتى، فهذه شعبة تتوجه إلى "قرطبة"، فتدخلها وتستولى عليها، وتلك شعبة من الجيش وصلت إلى مدينة "غرناطة"، فدخلتها وملكتها، وشعبة من الجيش تقتحم مدينة "تُدْمِير" فيضطر أهلها إلى مصالحتها، وسار طارق ومعه معظم الجيش إلى مدينة "جيان" يريد "طليطلة" فهرب أهلها وتركوا له المدينة خالية.
ويواصل المنتصرون متابعة الفلول المنهزمة، وملاحقتهم حتى "جِلِّيقية" فى أقصى الشمال الغربى من الأندلس، ثم عاد من هناك، وعادت جيوشه إلى "طليطلة" فى سنة 93هـ/712م، وهنا خشى "موسى بن نصير" أن تقطع على الجيش الإسلامى خطوط المواصلات، ويحال بينه وبين قواعده التى انطلق منها، ويقوم العدو بالانقضاض عليه ومحاصرته، والقضاء عليه، فيسرع بإصدار أوامره إلى طارق أن ينتظره فى "طليطلة" حتى يسعى إليه بنفسه هو، ويؤمن خطوطه الخلفية ويلحق به.
وعَبرَ موسى بقواته إلى الأندلس، مستهدفًا تطهير الجيوب التى خلفها طارق وراءه، من هنا كان على موسى أن يقوم بتأمين مؤخرة الجيش الفاتح، فافتتح مدنًا وحصونًا كان بقاؤها بين الأسبان خطرًا على الوجود الإسلامى الجديد بشبه الجزيرة حتى وصل إلى "طليطة"، وهناك التقى بجيش طارق بن زياد، وقد استغرق ذلك من موسى جهدًا ووقتًا حتى وصل إليه، وهناك فى "طليطلة" التقى القائدان طارق وموسى، وراحا ينسقان الفتوح الباقية ببلاد الأندلس فيما بينهما.
وسارا معًا حتى بلغا "سرقسطة" على نهر "الإبرو"، ومن هناك سار طارق إلى الشمال حتى بلغ جبال "ألبرت" أى الأبواب، وهى التى تسمى اليوم جبال البرانس ووقف على أبواب فرنسا. وكان ذلك فتحًا عظيمًا، أن ترفرف راية الإسلام، وتقف على أبواب فرنسا فى أقل من مائة عام من هجرة الرسول (!
وبينما كان طارق بن زياد يقف على أبواب "فرنسا"، كان موسى يتجه غربًا حتى دخل ذلك الإقليم الذى يطل على خليج "بسكاية" ويسمى "أشتوريس" وانتهى بفتوحاته أخيرًا على ساحل "بسكاية" واستدعى الخليفة الوليد كلا من موسى وطارق إلى دمشق سنة 95هـ/714م، ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن موسى بن نصير قد أرسل الأسطول الإسلامى لفتح جزيرة "سردينيا" فافتتحوها عنوة، وعادوا بالسبايا والغنائم سنة 92هـ.
وتابع ولاة الأندلس من بعد موسى الفتوح، فقام ابنه عبد العزيز باستكمال فتح شرق الأندلس وغربه، وجعل عاصمته فى مدينة "إشبيلية".
فتح بلاد ما وراء النهر:
وننتقل من جبهة إلى جبهة لنتابع تقدم الراية الظافرة فى أرجاء الأرض، وإذا كنا قد تركناها، وهى ترفرف على أبواب "فرنسا" فها نحن نعود لمتابعتها وهى ترفرف على أبواب "الصين"، كل ذلك كان فى عهد الوليد بن عبد الملك الذى كان عهده خيرًا وبركة على الإسلام والمسلمين.
فعندما تولى "قتيبة بن مسلم" خراسان سنة 86هـ/ 705م، اتخذ من "مرو" قاعدة له، تم فتح بلاد النهر -المعروف بنهر جيحون- ودخل المسلمون بلادًا عديدة، سرعان مادخلت فى دين الإسلام ودافعت عنه مثل "الصَّفَد" و"طخارستان" و"الشاش" و"فَرْغَانة" فى نحو عشر سنين.
وأخيرًا، أنهى أعماله الحربية بفتح "كاشغر" فى "التركستان" الصينية سنة 96هـ/ 715م، وصارت الدولة الإسلامية بذلك تجاور حدود الصين.
فتح الهند:
لقد فتح المسلمون بلاد "فارس" و "خراسان" و"سجستان"، وكانت غايتهم نشر الإسلام، وحماية الحدود الجنوبية للدولة الإسلامية؛ ولم يبق إلا الهند.
وفى عهد الوليد بن عبد الملك كلف الحجاج بن يوسف الثقفى الشاب المسلم: "محمد بن القاسم" مهمة غزو بلاد الهند، وسار محمد بن القاسم إلى الهند سنة 89هـ/ 708م وفتح ثغر الديبل (إحدى مدن الساحل الغربى للهند)، ثم سار عنه وجعل لا يمر بمدينة إلا فتحها حتى عبر النهر، فصالحه أهل "سربيدس" وفتح "سهبان"، ثم سار إلى لقاء "داهر" ملك السند والهند، وكان لقاء فريدًا. إن "دَاهِر" وجنوده يقاتلون على ظهور الفيلة، والفيلة عندما تستثار تكتسح كل ما أمامها وتدوسه.
ودارت معركة حامية كتب الله فيها النصر لراية الإسلام، وهزم "محمد بن القاسم" الملك "داهر" وقتله، وراح محمد بن القاسم يتقدم، ويمد فتوحاته فى كافة أرجاء بلاد السند، حتى وصل إلى "الملتان" ودخلها وغنم منها مغانم كثيرة.
ولقى الوليد بن عبد الملك ربه سنة 96هـ/ 715م بعد أن رفعت راية الإسلام فى عهده على حدود فرنسا والصين وفى خراسان وسجستان والسند، وبلاد الهند.



موسوعة الأسرة المسلمة
===================
التاريخ الإسـلامي

خلافة سليمان بن عبدالملك
(96 - 99هـ/ 714- 717م )
لم تطل خلافة سليمان بن عبد الملك كثيرًا، فأوصى بالخلافة من بعده "لعمر بن عبد العزيز"، ابن عمه بدلا من ابنه أيوب لما عرف فيه من ورع وعدل.


موسوعة الأسرة المسلمة ...
=============

خلافة عمر بن عبد العزيز

(99 -101 هـ/ 717- 719م )
ورأى الخليفة الجديد سحب "الحملة الثالثة" من على أبواب القسطنطينية بعد أن استمرت اثنى عشر شهرًًا تحقق فيها إذلال "إمبراطورية الروم" التى كانت مصدر خطر على الدولة الإسلامية، وشل نشاطها الحربى المعادى للدولة الإسلامية، وعادت الحملة الأموية الثالثة والأخيرة فى نهاية سنة 99هـ/ 718م.
وتفرغ عمر لإقامة الحق والعدل وإشاعة الخير والسلام فى ربوع البلاد الإسلامية، راح يرفع المظالم عن الناس، ويعمل على إنصاف كل من ظلم فى عهود سابقيه من بنى أمية، وتعويض كل من حرم، ويعيد عهد جده "عمر بن الخطاب" الخليفة العادل الذى ملأ الدنيا عدلا، وراح يتشبه به فى زهده، وتقشفه، وإيمانه بالله، وتمسكه بكتابه، وسنة رسوله (.
لقد راح يحض الناس على مكارم الأخلاق، ويفرض العقاب الصارم على أى عدوان مهما صغر وحقر؛ ليقطع دابر الفساد، ويعيد الأمن والأمان إلى ربوع البلاد.
وامتد عدله إلى الأطراف البعيدة، وشمل أهل البلاد المفتوحة من غير المسلمين، الذين لهم عقد ذمة، وعهد مصالحة ؛ فلهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم.
لقد رفع الجزية عمن أسلم من أهل الذمة، وخفف الضرائب عن عامة المسلمين، وأصدر أمره بأن يوقف تحصيل خراج الأرض من المصريين لمدة عام تعويضًا لهم عما زيد عليهم فى أعوام سبقت.
ورأى أن المؤلفة قلوبهم قد استغنى الإسلام عنهم، وراح يرفع الأعباء عن أهل العراق وخراسان والسند التى كان الحجاج وأتباعه قد فرضوها على بعض من اعتنقوا الإسلام.
وراح يشجع أهل البلاد المفتوحة على قبول الإسلام والانضواء تحت لوائه، وتحبيبه إليهم بكل الوسائل، لقد هدأت أعصاب الناس، وراحوا جميعًا يفكرون فى الخير حتى الخوارج فى العراق والمشرق وإفريقية أقلعوا عن حركاتهم الثورية، وأرسلوا لـ "عمر" من يناظره فأفسحوا المجال للحجة والدليل بدل السيف والحرب.
لقد كانت فترة خلافته هى فترة التقاط الأنفاس، ولم الشمل، وجمع الكلمة، والدفع بالتى هى أحسن، إنه لم يكن يود توسيع رقعة الدولة أكثر مما وصلت إليه، وحسبه أن يعمل على تدعيمها وتوطيدها، وقد فعل وتحقق له ما أراد.
وتوفى -رحمه الله- فى رجب من سنة 101هـ/ 720م، وكانت هذه الفترة القصيرة من خلافته نقطة مضيئة فى دولة بنى أمية، وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر.


موسوعة الأسرة المسلمة
============

خلافة يزيد بن عبد الملك

( 101 - 105 هـ/ 719- 723م )
تولى "يزيد بن عبد الملك بن مروان" الخلافة عقب وفاة الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز، وظل فى الحكم خمس سنوات من سنة 101هـ/ 720م إلى سنة 105هـ/ 724م.
وإذا كانت قوة الخليفة ضرورية للدولة، فإن الدولة الإسلامية قد انتابها الضعف بعد أن تولى أمرها خلفاء ضعاف، هان على الأعداء أمرهم.
لقد انتشرت الفتن والاضطرابات فى الداخل، أما فى الخارج فقد كانت قبائل التركمان تضغط فى الشمال، بينما كان دعاة بنى العباس يسعون بنشاط فى تدبيرهم السرى لتقويض دعائم الحكم الأموى فى الشرق.
لقد أعلن "شوذب الخارجى" الثورة على الأمويين، وهزمهم فى عدة معارك، حتى استطاع "مسلمة بن عبد الملك" والى الكوفة القضاء عليه وعلى الخارجين على الدولة معه، وتشتيت شملهم.
ويخرج "يزيد بن المهلب بن أبى صفرة" على الخليفة مع الخارجين عليه، ويسير إلى "البصرة"، ثم يواصل السير إلى الكوفة، ولكن الخليفة "يزيد بن عبد الملك بن مروان" يرسل إليه أخاه "مسلمة" بجيش قوى يقضى على الفتنة، ويظفر به.
============

خلافة هشام بن عبدالملك

( 105 - 125 هـ/ 723- 742م )
ولا يطول الأجل بالخليفة "يزيد بن عبد الملك بن مروان" فيلقى ربه ويخلفه من بعده هشام بن عبد الملك ( 105 - 125هـ) (724 - 743م).
جاء هشام ليواجه "ثوارًا" و"خوارج" خلال حكمه الذى استمر قرابة عشرين سنة. ثار "الحارث بن سريج" بخراسان بتشجيع وتأييد من التركمان ( الأتراك ) على الخليفة هشام بسبب "الضرائب" التى فرضها على الموالى من الفرس، وبعض الولاة. وسرعان ما انضم إليه فى ثورته هذه خلق كثير من العرب وغيرهم.
وراح يستولى على المدن الواقعة على ضفاف "نهر سيحون". ويصدر الخليفة الأمر إلى "أسد بن عبد الله القسرى" بتولى أمر هذه البلاد، ومواجهة الخارجين.
وأخذ الحارث يتراجع أمام "أسد بن عبد الله" الذى أُمِرَ أن يطارده، ويسترد منه البلاد التى استولى عليها، فانسحب الحارث إلى "طخارستان" ومنها إلى بلاد "ما وراء النهر"؛ حيث انضم إلى الأتراك ضد الدولة الأموية، وكان من أمر الخارجين أيضا على الدولة فى عهد "هشام" بمواجهة "زيد بن على ابن الحسين" وأنصاره، ويقتل يوسف الثقفى والى العراق السابق الثائر.
وكان عهد هشام يعتبر حدّا فاصلا بين عهد ازدهار الدولة الأموية وعلو شأنها وبين عهد اضمحلالها، وانتشار العوامل الفتاكة فى جسمها، إن الخليفة "هشامًا" يمثل رابع الخلفاء الأمويين الأقوياء الكبار بعد "معاوية بن أبى سفيان" و" عبد الملك بن مروان" و"الوليد بن عبدالملك"، لقد استطاع أن يسير على نهجهم فى القبض على شئون الدولة بحزم وعزم وقوة، وأن يكبت جميع عوامل الفتن التى سبق أن أظهرت عداءها، وأطلت برأسها.
تُرى من يخلفه بعد أن قاد السفينة فى مجرى الأيام والأعوام لتصل إلى عام 125هـ/743.


موسوعة المسلم
=================

سقوط الدولة الأموية

لقد خلف "هشام" أربعة من الخلفاء الأمويين عجزوا عن ممارسة السلطان، وأفلت منهم زمام الحزم، وأتاحوا الفرصة لعوامل الهدم والاضمحلال، فراحت الدولة الأموية تتهاوى وتسقط سنة 132هـ/750م.
وقد كان ظهور العباسيين فى هذه الفترة على مسرح الأحداث يمثل ضربة قاصمة أطاحت بالبيت الأموى عن عرش الخلافة الإسلامية.
فبعد وفاة الخليفة "هشام بن عبد الملك" بويع "الوليد بن يزيد" بالخلافة فى 6من ربيع الآخر سنة 125هـ/ 723م، وهو اليوم الذى توفى فيه هشام.
وقد كان "الوليد بن يزيد" النموذج الذى يمثل مساوئ نظام وراثة الخلافة، لم يكن الوليد بن يزيد بن عبد الملك ابنًا لهشام بن عبد الملك بل ابن أخيه.
إن نظام الشورى يتيح للجميع وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب حتى يستريح ويريح.
ولكن "نظام الوراثة" يأتى لدولة الإسلام "بالوليد" الذى أشاع عنه خصومه أنه كان منهمكًا فى الملذات، مستخفّا بأمر الأمة، مشغولا باللهو، مجاهرًا بالمعاصى، وكان الإمام الزهرى يبغضه ويحث هشامًا على خلعه.
لقد اجتمع بعض أهل "دمشق" على خلعه وقتله لمجاهرته بالإثم، وكان ذلك فى جمادى الآخرة سنة 126هـ/ 744م، بعد أن قضى فى الخلافة سنة واحدة، وشهرين، وأيامًا، وكان الذى يقود الثورة عليه ابن عمه يزيد بن الوليد الذى وصفه أنصاره بأنه كان ورعًا تقيّا محافظًا على الدين راعيًا للإسلام والمسلمين، لكنه لم يَبْقَ فى الحكم إلا خمسة أشهر وعدة أيام حيث مات بالطاعون.
وبايع المسلمون بعده أخاه "إبراهيم بن الوليد" خلفًا له، لكنه لم يكد يتولى الأمر حتى سار إليه مروان بن محمد بن مروان بن الحكم ثائرًا للوليد بن يزيد.
لقد خلع "مروان" "إبراهيم" وهرب إبراهيم من دمشق، وظل أتباع مروان يلاحقونه حتى عثروا عليه وقتلوه، ولم يلبث فى الخلافة غير سبعين يومًا وقيل ثلاثة أشهر.
وتولى "مروان" الخلافة فى صفر سنة 127هـ/ 745م، ليشهد عهدًا من الفتن والاضطرابات.
وفى عهده اضطربت الأمور فى البلاد، وخرج البعض على الطاعة، وانتهز العباسيون هذا التفكك، والتصدع فراحوا يعملون على إسقاط دولة بنى أمية لتقوم مكانها دولة العباسيين.
لقد حمل لواء الدعوة للعباسيين أبو مسلم الخراسانى، واستطاع الاستيلاء على "خراسان" ووطد سلطانه فيها.
وفى الثالث من شهر ربيع الأول سنة 132هـ/ 750م، استولى أبو مسلم على "نيسابور" وراح يعلن الدعوة لأبى العباس السفاح أول خلفاء بنى العباس، فماذا فعل مروان؟ وكيف واجه هذا التيار الزاحف ؟ لقد أعد جيشًا للقضاء على العباسيين، وكان اللقاء على "نهر الزاب" ولكن دارت الدائرة على مروان وجيشه، ففر هاربًا إلى مصر.
ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل دارت معركة أخيرة حاسمة، لقد لاحقه العباسيون وطاردوه، ودارت معركة أخيرة بينه وبينهم على ضفة النيل الغربى عند بلدة "بوصير"، وقُتِلَ مروان، وبمقتله انتهت دولة الأمويين التى استمرت قرابة إحدى وتسعين سنة ليشهد العالم مولد دولة جديدة تحمل راية الإسلام هى دولة بنى العباس.
=========
============

بنو أمية والكتابات المتحيزة

توطئة :قامت دولة بني أمية في المشرق عام الجماعة سنة41هـ (661م) وعاشت تواجه عدداً من المشكلات حتى انتهت سنة(132هـ/ 750م) ..
أسسها أموي هو معاوية بن أبي سفيان (41 - 60هـ) وسقطت
- وهي لا تزال فتية - على عهد أموي آخر هو مروان بن محمد (127 - 132هـ).
ويكاد يجمع المؤرخون على أن مؤسس الدولة عظيم من عظماء العرب وداهية من دهاتهم .. ويكادون يجمعون كذلك على أن مروان بن محمد الذي سقطت الدولة في عهده عظيم كذلك، وأنه - لولا تكالب عوامل السقوط وبزوغ دعوة آل العباس - لكان قادراً على قيادة السفينة، وأنه كان كفئاً بارعاً .
وبين هذين الرجلين العظيمين - مع اختلاف في درجة العظمة بينهما - تتابع خلفاء بني أمية الأربعة عشر .. فكان منهم عظماء كبار، وبناة دول من طراز نادر، مثل: عبد الملك بن مروان (65 - 86هـ)، والوليد بن عبد الملك (86 - 96هـ)، وعمر بن عبد العزيز (99 - 101هـ)، وهشام بن عبد الملك (105 - 125هـ) …
وتكاد فترة حكم هؤلاء الذين يكاد الإجماع ينعقد على عظمتهم
- حتى من بعض خصومهم - تغطي ثلاثة أرباع الفترة الزمنية للحكم الأموي في المشرق .. فهي بالتحديد تنتظم سبعاً وسبعين سنة من حكم بني أمية الذي يبلغ إحدى وتسعين سنة !!.
فلماذا سقطت هذه الدولة الشابة الفتية إذن؟
ـ إن هذا السؤال كان ـ وما زال ـ يلح على مؤرخي الإسلام، ولعله ليس من المبالغة القول : إن كثرة طرح السؤال فيما يتعلق بالدولة الأموية دليل ـ في حد ذاته ـ على نوع من الاندهاش والحيرة لدى جمهور المؤرخين إزاء هذا العمر القصير، والسقوط السريع لدولة الفتوحات العظيمة؛ التي حفلت بعظماء كبار من طراز معاوية وعبد الملك وعمر بن عبد العزيز !!
إن أية مقارنة تاريخية بين شخصيات الدولة وأعمالها، شخصيات عدد من الدول التي طال عمرها أضعاف الدولة الأموية وأعمالها
ـ كذلك ـ سوف تكشف لنا أن الأمويين لم يكونوا أقل من غيرهم، إن لم يكونوا أفضل منهم، سواء في نوعية الشخصيات الحاكمة، وإمكاناتهم الخلقّية والنفسية والفكرية والتزامهم بالإسلام، أم في الأعمال العامة الحربية والسلمية التي قامت بها كل دولة من هذه الدول.

فالفاطميون ـ كمثال ـ كان حكامهم في المغرب أربعة عشر خليفة، وهو نفس عدد خلفاء بني أمية، وقد كانت صراعاتهم في أغلبها مع المسلمين، وكانت امتداداتهم الحربية على الأرض الإسلامية نفسها، وإنه لمن التجاوز مقارنة شخصيات خلفائهم ـ من ناحية أعمالها الخارجية والداخلية والتزامها بالإسلام ـ بخلفاء بني أمية ، وبالأعمال التي قام بها بنو أمية في الداخل والخارج .. ومع ذلك فقد عاش الفاطميون يحكمون مصر أكثر من قرنين (358 ـ 567هـ) !! وحكموا المغرب أكثر من ستين سنة ...
فكيف وقع هذا التفاوت بين عُمْر الأمويين والفاطميين مع ما تميز به كل منهم ؟!!
إنه ليبدو لي ـ كفريضية أطرحها في باب تفسير التاريخ ـ أنه لا تطابق بالضرورة بين أعمال الدول وبين عظمتها ... وإن سقوط الأمويين السريع ليس دليلاً على عدم جدارتهم ، كما أن امتداد أعمار بعض الدول ليس دليلاً ـ بالضرورة ـ على أهليتها للبقاء...!!
وربما يرى كثير من دارسي التاريخ أن ميزان الأمويين في التاريخ ـ على قصر عمرهم ـ لا يقل عن ميزان العباسيين مع طول عمرهم (132 ـ 656هـ) !!
وبالتالي فإننا يجب أن نبحث عن الأسباب الحقيقية التي أودت ببني أمية ، دون أن نحمل أفكاراً ثابتة مسبقة ضدهم، أو أن نكون قد تأثرنا بتلك الكتابات الشائعة التي ذهبت تعالج تاريخ بني أمية، وهي منتمية أصلاً لموقف فكري عقدي أو سياسي أو عاطفي مناهض لهم !!
في البداية أحب أن أقول: إن المؤرخ الموضوعي هو (محام) عن الحقائق التي ينتهي إليها من خلال معايشته للوقائع وفحصها ...

وحتى لو كان دفاعه حارًّا ، فهذا لا يؤخذ عليه (من ناحية المبدأ) لا سيما بالنسبة لقوم كبني أمية ظل تاريخهم هدفاً للتجني والافتراء والازدراء خلال القرون الخمسة التالية لسقوطهم على الأقل ، وهي قرون خصومهم العباسيين.. كما ظل تاريخهم هدفاً للغمط والازدراء من الفاطميين ومن آل البيت والهاشميين ومن الخوارج ومن بني بويه ومن عملائهم المأجورين كأبي الفرج الأصفهاني صاحب كتاب (الأغاني) وغيرهم ... .

فإذا جاءت مدرسة تاريخية معاصرة ـ على هذا النحو ـ تكشف اللثام عن هذا الظلم ، وتقدم للأمة الصفحة الحقيقية ـ بكل ألوانها وأطيافها ـ لدولة إسلامية لم تعش إلا تسعين عاماً [وهو ما يساوي أعمار ثلاثة حكام من الجبارين المعاصرين الذين دمروا كل شيء إيجابي في أوطانهم المحدودة !!] [وبالمناسبة فإن المستنصر الفاطمي الذي أكلت مصر في عهده لحوم الكلاب والحمير وبيعت لحومها في الأسواق حكم ستـّين سنة!!] ... ومع ذلك استطاعت هذه الدولة (الأموية) ـ في هذا الزمن الوجيز ـ أن تفتح معظم بلاد العالم القديم ، وتدقّ أبواب القسطنطينية ، و تسيطر على البحر المتوسط الذي كان بحيرة رومانية ، وتقضي على البيزنطيين في الشمال الإفريقي الذي عجز من كانوا قبلها عن فتحه ، وتفتح الأندلس حتى ما وراء جبال البرانس ، وتتوغل في الهند الشمالية ، وتسيطر على منطقة ما وراء النهر ، وتزحف على آسيا الوسطى وغيرها.
إذا جاءت مدرسة تـَفْعَلُ هذا دون أن تـُخفي الأخطاء ... فهل تُلام هذه المدرسة (وأنا واحد منها) ؟ وهل تستحق أن يُقال عنها كما قال عنِّي الشيخ (القرضاوي) : (إنني أغالي غلواً غير مقبول ، وأنصبُ نفسي محامياً عن تاريخ بني أمية كله بأخطائه وخطاياه) ؟ !
إنني لا أعتقد أنني ـ وهذه المدرسة ـ نستحق اللوم أو نستحق هذه الصفات (فحاشا لله أن ندافع عن الأخطاء والخطايا) ؛ بل إنني أعتقد أنَّ هذا الموقف الذي نتبناه إنصاف جاء متأخراً عدة قرون لبعض صفحات (تاريخنا المفترى عليه!!).
لنتذكر هنا ما يقوله العقاد :
حق الأمانة على المؤرخ في هذه المرحلة من التاريخ الإسلامي أن يراجع بينه وبين ضميره طائفة من الحقائق البديهية ، قبل أن يستقيم له الميزان الصادق لتقدير الرجال بأقدارهم وتقويم المناقب والمآثم بقيمتها.

ومن الحقائق البديهية تواطؤ الزمن على إقرار ما قيل وتكرر ، وطال وقوعه في الأسماع ، حتى لتكاد تنفر من تغييره لو عرض لها شيء من التغيير ، وحتى لتكاد تعجز عن النفاذ إلى الحقيقة لو رغبتْ في ذلك التغيير لسبب من الأسباب ، وقلما تعرض هذه الأسباب لمن لا يعْنيهم تمحيص ما يقال في الساعة الراهنة ، فضلاً عما يقال ويعاد منه مئات السنين .

ومن الجدير بالذكر ـ أيضاً ـ في هذا المقام ـ أنَّ الموازين العاطفية لا تحكم وقائع التاريخ ، وبالتالي فالقول بأن المسلمين جميعاً ـ كما يقول البعض ـ يتحيزون للإمام عليِّ وذريته هو قول صحيح إذا كان التحيز دينياً وعاطفياً ، ونحن مع المسلمين جميعاً في هذا ، فنحن نحب آل البيت أكبر من معاوية والأمويين مئات المرات ...
لكنّ هذا الحب الديني والوجدانيّ لا يمنعاننا (ما دمنا في مقام الإنصاف التاريخي) أن نحكم بالعقل المجرد ، وبالمنهج الموضوعي المحايد ، كما يحكم القاضي العادل على أقربائه لحساب أعدائهم (اعدلوا ولو كان ذا قربى).


د.عبد الحليم عويس
=================
معاوية في الميزان الصحيح

لقد كان خروج العرب من الجزيرة العربية وسيطرتهم على أكثر أرجاء الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية ملزماً بضرورة مواجهة التحديات الجديدة بآليات تسمح بالسيطرة عليها، وهذا ما أدركه (معاوية رضي الله عنه في الشام، وأبصره (الخليفة عمر) وسكت عنه، فالبيئات الجديدة?تختلف عناصرها وتتنوع ميول شعوبها، وتتعدد موروثاتها الثقافية ودياناتها، وبالتالي تتباين عاداتها وأنماط حياتها، ومن ثـَمَّ كما يقول (أستاذنا الدكتور/ محمد حلمي أحمد في كتابه عن الخلافة والدولة في العصر الأموي ص123، طبع مصر1974) اقتضى الموقف مواجهة الحاجات والمشكلات الجديدة في مواطنها، وفي ضوء ظروفها المباشرة، وهذا لا يمكن أن يكون إلا بإقرار نظام (اللاّمركزية)، فقد مضى الزمن الذي كان عمر يقول فيه: (لا أريد أن يحول الماء بيني وبين المسلمين في شتاء أو صيف، إن شئتُ أن أركب ظهر ناقتي إليهم فعلت)!!

فلقد قضى تنوع المذاهب السياسية والميول العنصرية على الخلفاء بأن يكتفوا في معالجة المشكلات التي تنشأ عن تحركات هذه المذاهب والميول بالإشراف اليقظ في مقر الحكومة المركزية بدمشق، وإلا فكيف يستطيع الخليفة أن يتدخل تدخلاً مباشراً في مواجهة الشيعة والخوارج والموالي والبربر في العراق وفارس والشمال الإفريقي والأندلس، (والطريقة المثلى) المناسبة للتحديات الجديدة هي اتباع (اللامركزية) (والواقعية الملتزمة بالثوابت) في مواجهة هذه التحركات، وذلك على العكس من مركزية الدولة ومثاليتها في عصر عمر رضي الله عنه!!

ولقد بقى الإمام علي رضي الله عنه واقفاً عند مستوى (المثالية الراشدية) وملتزماً بنظام (المركزية العمرية) متجاهلاً لحقيقة أساسية اعترف هو بها لأحد محاوريه، وهي أن (عمر بن الخطاب) كان يحكم ناساً في مستوى (عليّ بن أبي طالب) رضي الله عنهما أما هو (أي عليّ) فقد جاء في ظروف مختلفة، فهو يحكم ناساً مختلفين انفتحوا على العالم القديم وتغيرت أساليبهم وبساطتهم [كما اعترف هو] ... لكن الإمام الورع عليا رضي الله عنه بدلاً من تقدير هذا التطور ومواجهته بما يلائم بقى عند مستوى المثالية والمركزية، مع أن أقرب الناس إليه وأخلصهم له قد نصحوا له... وطالبوه بالإيمان (باللامركزية) وأن يترك (معاوية) على الشام، وهو الوالي الذي سبق توليته والتسليم بقدرته وكفايته من قبل الخليفين الراشدين (عمر وعثمان) رضي الله عنهما إلا أنه رفض رفضاً لم يقبله كثير من المحيطين به، وكثير من المؤرخين... وبمثل هذا وهو الذي أوشكت الأمة الوقوف عند (المثالية والمركزية) فشل عبد الله بن الزبيررضي الله عنه كلها على أن تبايعه، لكنه أضاع بمنهجه هذا كل شيء في عدة أيام!!..

وعلى العكس من ذلك كان موقف معاوية مختلفاً، فقد كان مستوعباً للظروف، قادراً على مواجهتها بأكثر الطرق مرونة وسياسة، وذلك في مقابل هذا الموقف ... السياسي (الجامد الحازم) للإمام عليّ رضي الله عنه...

كان معاوية بحق (كما وصفه ابن الطقطقا صاحب الفخري) داهية من الدهاة، ومن أوفر الناس حظاً بأساليب السياسة، وكان عاقلاً في دنياه، قوياً، حسن التدبير، حكيماً، فصيحاً، بليغاً، يحلم في موضع الحلم، ويشتد في موضع الشدة، إلا أن الحلم كان الغالب على طبعه، كريماً باذلاً للمال، محباً للرئاسة شغوفاً بها، وهو يُفضَّل على أشراف رعيته، فلا يزال أشراف قرش من أمثال عبد الله بن العباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وبعض آل أبي طالب، يفدون عليه بدمشق فيكرمهم ويقضي حوائجهم، ولا يزالون يحدثونه أغلظ الحديث، ويجابهونه أقبح مجابهة، وهو يداعبهم تارة، ويتغافل عنهم أخرى، ولا يعيدهم إلا بالجوائز السنيّة والصلات الجمّة!!

وكان معاوية إلى جانب ذلك أرحب أفقاً، وأبعد مدى من المحيط الذي حوله، وكانت تطلعاته تتجه إلى قيام دولة إسلامية يسودها الرخاء والعدل، وينتهي فيها سيل الدماء إلى الأبد؛ لذلك اجتهد أن يقيم صرح دولته على أركان، أهمها: التغيرات في بنية النظام السياسي، وتنظيم الإدارة، وتحقيق التوازن القبليّ، وتأمين ولاية العهد، وإخضاع المعارضة، والإحسان إلى كبار الشخصيات الإسلامية من الصحابة وأبنائهم، خاصة بنو هاشم، وتوطيد الأمن في العالم الإسلامي، فاختار من أجل ذلك أكفأ الرجال في الإدارة والسياسة ليساعدوه في إدارة الدولة، وتحقيق الاستقرار فيها ومباشرة أمور الدولة بنفسه من أجل رعاية مصالح المسلمين، هذا بالإضافة إلى اتجاه معاوية لفتح العالم، معتمداً على مواهبه السياسية، حيث كان على درجة عالية من الذكاء والمرونة يعاونه في ذلك مجموعة من القادة الممتازين، ومنهم (الحجاج) مع مآخذنا عليه وبغضنا له (انظر بتصرف عمر العقيلي: خلافة معاوية بن أبي سفيان، صفحات 15، 16، 17).

وتأكيداً لما قلناه من وجود مؤيدين له من المسلمين نشير مرة أخرى إلى نجاح معاوية الساحق الذي لم يستطعه غيره في السيطرة على أهل الشام وتعلقهم به تعلقاً عميقاً (انظر الطبري والمسعودي وغيرهما)، كما أنه وجد تأييداً من اليمانيين وغيرهم... ولهذا فمع أنه دُون الإمام عليّ رضي الله عنه في الفروسية والحرب (كما يقول فيليب حتـّى وآخرون معه)، فإنه لم يستطع أحد من معاصريه أن يتقدمه في مضمار الإدارة والتنظيم الحربي، فلقد أوجد من أهل الشام مادة حربية لتأليف جيش درَّبه، فكان أول جيش منظم في الإسلام، وقد طهّّره من آثار العصبية القبلية المتخلفة عن العهود السابقة، واستخدمه لضبط الأمن والنظام في الداخل وإثارة الجهاد في الخارج، ثم تناول الإدارة الحكومية فألغى كثيراً من مظاهرها التقليدية وأنشأها على الأساس البيزنطي السابق، وأقام جهازاً حكومياً منظماً، وأنشأ مجتمعاً إسلامياً جديداً، وينسب إليه المؤرخون فضل السبق في وضع ديوان الخاتم، وأنه أول من اهتم بأمر البريد الذي صار في أيام عبد الملك مصلحة راقية تربط أجزاء الدولة المترامية الأطراف. (انظر فيليب حتّي وآخرون: تاريخ العرب، ص: 255، طبع: دار غندور).

وفي مجال التطبيق نشير إلى الحقيقة المؤسفة التي شاعت بين المؤرخين، فبينما كان معاوية على هذا النحو من المرونة وجذب الناس والحنكة السياسية... فإن الإمام علياً كان ينطلق من مبدأ ضرورة تطبيق ما يرى أنه (الحق) مهما تكن الظروف غير مواتية (دون أن يخشى في الله لومة اللائم).

وحتى لو كانت النتائج السيئة شبه مرئية للعيان، ويحتاج التطبيق إلى صبر وكياسة... أو لأن التطبيق بهذه الصورة صالح عند التمكن والتوحُّد والحياة البسيطة مثل زمن الراشدين، أما في الفتن، وفي كثير من الظروف فالأمة تحتاج إلى تدرج وأناة... وقد صبر الرسول عليه الصلاة والسلام على كثير من الأذى في مكة دون مقاومة، كما قبِل شروطاً مجحفة في صلح الحديبية تجاوباً مع الظروف وإيماناً بالتخطيط البعيد وسلامة العاقبة...

لكن الإمام علياً رضي الله عنه رفض كل النصائح التي وجهت إليه داعية إياه إلى الأخذ بالتدرج... ولهذا فعندما أشار عليه المغيرة بن شعبة بإبقاء معاوية على الشام لاعتبارات عملية، ولأنه وُلِّي من قِبل الخليفتين الراشدين اللذين سبقاه... رفض بقوة نصائح المغيرة التي تتلخص في قوله لعليّ (رضي الله عنهما): "يا أمير المؤمنين، إن أردت أن يستقيم لك الأمر فاستعمل طلحة على الكوفة، والزبير على البصرة، وابعث بعهد معاوية على الشام حتى تلزمه الطاعة، فإذا استقرت لك الخلافة فأدرها كيف شئت برأيك".

وعندما علم عبد الله بن عباس بنصيحة المغيرة لعليّ بإبقاء معاوية على الشام ذهب إليه وأشار عليه بتثبيت معاوية والأخذ برأي المغيرة في هذه الظروف بخاصة، وعمد إلى إغرائه على قبول ذلك بقوله له: إنَّ عليَّ أن أقْلـَعَهُ من مَنْزِلهِ بعد أن تستقِرَّ الأمور... يا أمير المؤمنين أنت رجلٌ شجاع، لكنك لست بصاحب رأي في الحرب، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الحرب خُدْعة؟" فقال عليِّ: بلى... فقال ابن عباس: أما والله لئن أطعتني لأصدرنهم بَعد وِرْد، ولأتركنّهم ينظرون في دُبر الأمور لا يعرفون ما كان وجهها في غير نُقصان عليك ولا إثم لك، فقال عليِّ: يا ابن عباس لستُ من هَناتك ولا من هنات معاوية في شيء، فقال ابن عباس لعليِّ: أَطِعْنِي والحَقْ بِمَالِكَ بِينْبُع، وأغْلِق بابَك عليك، فإن العرب تمور وتضطَرب ولا تجد غيركَ، فإنك والله لئن نهضت مع هؤلاء اليوم ليُحَملِنَّكَ الناسُ دَمَ عُثمانٍ غداً... فأبى عليٌّ قبول ما أشار عليه به ابن عباس (رضي الله عنهما)...

وكان ما كان بعد ذلك من تطور الأمور على النحو المعروف خلال السنوات الخمس التالية التي سميت (سنوات الفتنة)، لكنها انتهت بنهاية أسيفةٍ يحزن لها كل مسلم بالنسبة للإمام علي رضي الله عنه... لكنها -على الطرف الآخر- انتهت بوصول معاوية إلى منصب الخلافة الذي لم يكن يطمح إليه، أو يعتقد أنه جدير به بالنسبة لمكانة الإمام عليّ وغيره من علْية الصحابة.

لكن هذه السنوات الخمس بخاصة وما قبلها حين كان والياً أثبتت أنه(رجل دوَلة وصانع حضارة).

وقد أشار إلى هذه الحقيقة الإمام ابن تيمية في الجزء الثالث من منهاج السنة... حين قال: "لم يكن من ملوك الإسلام في زمان ملك من الملوك خيراً منهم في زمن معاوية إذا نسبت أيامه إلى أيام من بعده، وإذا نسبت إلى أيام أبي بكر وعمر ظهر التفاضل" كما أخرج البخاري في التاريخ الكبير عن همام بن منبه أنه قال: "سمعت ابن عباس يقول: ما رأيت أحداً أخلق للملك من معاوية، إن كان ليرد الناسُ منه على أرجاء وادٍ رحب، ولم يكن كالضيّق الخضخض الحصر (أي قليل الخير)!!

د.عبد الحليم عويس
====
العلاقة بين بني هاشم وبني أمية :

ينتسب الأمويون إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وفي عبد مناف يلتقي بنو أمية مع بني هاشم، وكان بنو عبد مناف يتمتعون بمركز الزعامة في مكة، لا يناهضهم فيه أحد من بطون قريش.. وجميع قريش تعرف ذلك وتسلم لهم الرياسة عليها .
وكانوا وحدة واحدة في اقتسام السلطة في مكة مع بني عمهم عبد الدار بن قصي، الذي فضله والده على سائر أبنائه، رغم شرفهم عليه، وجعل له الحجابة واللواء والسقاية والرفادة..

وكان زعيمهم في هذه المحاولة هو عبد شمس، أبو أمية، إذ كان أسن بني عبد مناف، وتفرقت قريش على ذلك بين فريقين، عبد مناف وعبد الدار..
ثم تداعوا إلى الصلح على أن يعطوا بني عبد مناف السقاية والرفادة، وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار، فولي الرفادة والسقاية هاشم بن عبد مناف، وذلك أن عبد شمس كان رجلاً سفاراً، قلما يقيم بمكة، وكان مقلاً ذا ولد، وكان هاشم موسراً.
وكذلك اشترك بنو عبد مناف معاً في جهودهم لتنظيم التجارة بين مكة وما حولها وصاروا يداً واحدة تتحرك في تفاهم وتآلف، فلما ماتوا رثاهم الشعراء معاً، دون تفريق بينهم تماماً كما كانوا يمتدحونهم معاً.
وأما الروايات التي تزعم وجود عداء مستحكم بين بني هاشم وبني عبد شمس وأميه قبل الإسلام، فهي واهية الأسانيد، لا تثبت، فهي تروي أن هاشماً وعبد شمس ولدا ملتصقين ففصل بينهما بالسيف، فكان بين أبنائهما الدماء لأجل ذلك ، فهذه رواية لقيطة ليس لها راوي، تفوح منها رائحة الأسطورة والخيال، ويكذبها ما رواه ابن اسحاق من أن عبد شمس كان أسن بني عبد مناف .

والمثال المشهور لكفار بني هاشم هو أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أول من جهر بعداوة الإسلام لما جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوته، ولم يكتف بالمعارضة الصريحة بل عضدها بالعمل والكيد، فقد مارس صور شتى تعذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وصد الناس
والمثال المشهور لكفار بني هاشم هو أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أول من جهر بعداوة الإسلام لما جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوته، ولم يكتف بالمعارضة الصريحة بل عضدها بالعمل والكيد، فقد مارس صور شتى تعذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وصد الناس عنه، وكانت معه زوجته أم جميل بنت حرب الأموية، وابنيه عتبة وعتيبة اللذين طلقا بنتي النبي رقية وأم كلثوم ليشغلا محمداً ببنتيه، وكان ابنه عتبة يشارك في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى دعا عليه فنهشه أسد في بعض أسفاره..

بل إن أبا لهب لم يدخل مع قومه شعب بني هاشم لما حاصرتهم قريش فيه، ولما لم يستطع الخروج مع قريش لقتال الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر استأجر بدلاً منه العاص بن هشام بن المغيرة بأربعة آلاف درهم .

وقد كان أبو لهب في كفره وعناده مثالاً مشهوراً , ولكنه لم يكن الهاشمي الوحيد الذي كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم وجهد في إيذائه وحربه، فقد كان في أسرى المشركين يوم بدر من بني هاشم العباس بن عبد المطلب , وعقيل بن أبي طالب , ونوفل بن الحارث، وحليفهم عتبة بن عمرو بن جحدم، وقد قبل الرسول صلى الله عليه وسلم فداءهم فيمن افتدى من أسرى قريش وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ممن شهد قتال يوم بدر مع المشركين ونجا من القتل والأسر , وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم , وأخوه من الرضاعة ـ أرضعتهما حليمة السعدية أياماً ـ وكان يألف رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكان له ترباً , فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عاداه عداوة لم يعادها أحد قط، ولم يدخل الشعب مع بني هاشم وهجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكان من المجاهرين بالظلم له صلى الله عليه وسلم ولكل من آمن به قبل الهجرة.

إن أعظم النصرة والتأييد لقيهما النبي صلى الله عليه وسلم من عمه أبي طالب الذي تحمل في سبيل ذلك ضغوطاً هائلة من قريش , ولكنه ظل حتى اللحظات الأخيرة من حياته وفياً لدين آبائه، فمات على ملة الأشياخ من قومه ، وظل العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم الآخر في مكة، واشترك مكرهاً ضده في غزوة بدر وأسر بها، ولكنه لم يهاجر إلى المدينة , ويعلن إسلامه إلا والرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه لفتح مكة .

وقد أسلم في مكة نفر من بني هاشم , وبذلوا في سبيل الدعوة الكثير مثل على بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب وغيرهم , ولكنهم كانوا يشاركون غيرهم من غير بني هاشم في ذلك , كأبي بكر وعمر وعثمان، ولم يكن بذلهم لأنهم هاشميون بل لأنهم مسلمون، ويظل إيمانهم دليلاً على صدق القول باختلاف استجابة الأفراد للدعوة الإسلامية بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية .

والروايات التي تروي أن منافرات حدثت بين هاشم وأمية بن عبد شمس، وبين عبد المطلب بن هاشم وحرب بن أمية ، وكلتا الروايتين ترويان عن هشام الكلبي وهو راوية شيعي كذاب يرويهما كلتهما عن رجال مجهولين لا يعرف أسماءه
وهذه الروايات رغم سندها المعتل , ومتنها المصطنع كانت صدى لكل ما شيع من صراع بين بني أمية وبني هاشم , هذا الصراع الذي حاول الرواة أن يجعلوا له سنداً تاريخياً ثابتاً، رغم أن العلاقة بين القبيلتين كانت طيبة , يقول ابن خلدون : كان لبني عبد مناف في قريش جمل من العدة والشرف لا يناهضهم فيها أحد من سائر بطون قريش: وكان فخذاهم بنو أمية وبنو هاشم هما جميعاً ينتمون لعبد مناف، وينتسبون إليه، وقريش تعرف ذلك وتسأل لهم الرياسة عليهم ..
يقول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وقد سئل: أيكم كان أشرف أنتم أم بنو هاشم؟ فأجاب: كنا أكثر أشرافاً وكانوا هم أشرف، وكان فيهم عبد المطلب , ولم يكن فينا مثله، فلما صرنا أكثر عدداً وأكثر أشرافاً، ولم يكن فيهم واحد كواحدنا، فلم يكن إلا كقرار العين حتى قالوا: منا نبي، فجاء نبي لم يسمع الأولون والآخرون بمثله، محمد صلى الله عليه وسلم، فمن يدرك هذه الفضيلة وهذا الشرف ؟
وهذا الكلام يفهم منه وجود نوع من التنافس بين الجانبين قبل الإسلام، في ضوء ما نعرف من طبيعة الحياة العربية في مكة قبل الإسلام، ولكنه تنافس يحدث بين الإخوة أحياناً، وبين أبناء الأب الواحد، غير أنه لم يتطور ليصبح تربصاً وعداء كما يزعم المتزيدون .
ولدينا من شواهد التاريخ ما يدل على قوة العلاقة بين بني هاشم وبني أمية، فقد كان عبد المطلب بن هاشم ـ زعيم الهاشميين في عصره ـ صديقاً لحرب بن أمية ـ زعيم الأمويين ـ كما كان العباس بن عبد المطلب بن هاشم صديقاً حميماً لأبي سفيان بن حرب بن أمية.

والغريب أن المقريزي الذي ألف كتاباً خاصاً عن علاقات الهاشميين والأمويين وجعل محوره النزاع والتخاصم ، يعترف بالصداقة الوطيدة التي كانت بين العباس وأبي سفيان ، فإذا كانت الصداقة الوطيدة قائمة، ووطيدة بين زعماء البيتين ـ الأموي والهاشمي ـ وهما أبناء أب واحد، وهو عبد مناف بن قصي، فإن الحدس بتأصيل النزاع بينهما بعد الإسلام والرجوع به إلى ما قبل الإسلام لا سند له من تاريخ .
وكل ما جاء في كتاب " النزاع والتخاصم " من أن العداوة مستحكمة بين بني أمية وهاشم وأنها قديمة لا يثبت أمام البحث العلمي النزيه.

والذين ينظرون إلى تاريخ بني أمية من خلال موقف أبي سفيان من الإسلام في مكة , ومن خلال ما دار بين علي ومعاوية رضي الله عنهما من حروب يبنون على ذلك ـ كما فعل العقاد ـ أوهاماً من صراع تاريخي قبل الإسلام وبعده , بين بني هاشم وبني أمية وتلك أوهام ليس لها من التاريخ إلا رواية ملفقة أو أحداثاً عارضة لا تمثل قط صراعاً بين هذين الفرعين الكريمين من بني عبد مناف , وهما ذروة الشرف في قريش ، والذي يظهره البحث العلمي النزيه ـ وبعد ترك الروايات والأساطير الساقطة ـ هو أن العلاقة بين البطنين كانت طبيعية مثلها مثل العلاقة بين باقي بطون قريش...

لقد كان تعامل الأمويين مع الدعوة الناشئة هو نفس تعامل بقية بطون قريش للدعوة الجديدة من أمثال بني مخزوم وبني هاشم وغيرهم , ولنأخذ على ذلك مثالاً وهو كيفية تعامل بني هاشم رهط النبي صلى الله عليه وسلم وأقرب بطون قريش إليه مع الدعوة، لقد كان منطق العصبية السائد في الجاهلية يقتضي أن يتلقف بنو هاشم الدعوة الجديدة التي تحقق لهم العزة والشرف بالإيمان والنصرة , وأن يقفوا خلف النبي الهاشمي بالتأييد والبذل، وقد وقفوا إلى جواره فعلاً في بعض المواقف ولعل أشهرها حصار الكافرين لهم في شعب بني هاشم، ولكنهم في النظرة الشاملة انقسموا عليه بين مؤيد ومعارض , ومؤمن وكافر، شأنهم في ذلك شأن غيرهم من قبائل مكة..

=============

وبالنسبة لبني أمية وموقفهم من الإسلام فإن مؤرخينا لا يتحدثون عنهم كبطن مستقل من بطون قريش , وإنما يتحدثون عنهم مع غيرهم من بني عبد شمس والد أمية، فيعدونهم وحدة واحدة وقد كانوا أبناء أب واحد , وتربطهم علاقات التصاهر والترابط الاجتماعي , ولذلك فإنهم عند حديثهم عن عداء بني أمية للرسول صلى الله عليه وسلم يذكرون اسمي عتيبة وشيبة ابني ربيعة بن عبد شمس، ورغم أنهما ليسا من بني أمية..

ويذكرون معهما أيضاً أبا سفيان بن حرب , وعقبة بن أبي معيط، فأما عقبة بن أبي معيط هذا فقد كان من مردة قريش، فقد تفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورمى عليه صلى الله عليه وسلم سلا جزور وهو يصلي، وخنقه بثوب في عنقه حتى دفعه أبو بكر الصديق ..

وقد نال جزاءه لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله بعد أسره يوم بدر، والغريب أنه كان يذكره بما بينهما من رحم، ومثل هذه النماذج الطائشة لم ينفرد بها بنو أمية أو عبد شمس في مكة آنذاك .

وأما معارضة عتبة وشيبة ابني ربيعة فمعلومة ومشهورة , ومع هذا لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف , وصده عنها أهلها , وتبعه الصبيان والغلمان يرمونه ويصيحون به لجأ إلى حائط ابني ربيعة عتبة وشيبة، فلما رأياه على هذا الحال تحركت له رحمهما، فدعوا غلاماً نصرانياً يقال له عداس، فقالا له: خذ قطعاً من هذا العنب فضعه في هذا الطبق ثم اذهب إلى ذلك الرجل , فقل له يأكل منه .

وإذا جارينا نهج المؤرخين في الحديث عن بني أمية وبني عبد شمس معاً، فإننا نرى منهم جماعة كانوا من السابقين إلى الإسلام، فمنذ المرحلة السرية للدعوة وقبل الجهر بها كان قد أسلم كل من عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصديق في أيام الإسلام الأولى ، وكذلك كان إسلام خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، وقد أسلم في هذه المرحلة السرية التي دامت حوالي ثلاث سنين ـ أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، كما أسلم في مرحلة مبكرة حليفان لبني أمية وهما عبد الله بن جحش بن رئاب , وأخوه أبو أحمد بن جحش , وهما ابنا عمة النبي صلى الله عليه وسلم فأمهما أميمة بنت عبد المطلب .

وفي الهجرة الأولى إلى الحبشة شارك نفر من مسلمي بني أمية مثل عثمان بن عفان ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وزوجته سهلة بنت سهيل بن عمرو ، كما كان لبني أمية مشاركة في الهجرة الثانية , ومعهم بعض حلفائهم ، وقد ساهمت نساء بني أمية وعبد شمس في صنع مسيرة الإسلام , وفي إعطاء الأسوة , وضرب المثل في نبل التضحية , وعزيز العطاء، فقد أسلمت رملة بنت شيبة بن ربيعة زوجة عثمان بن عفان , وهاجرت معه إلى المدينة , وثبتت معه على دينه , رغم مقتل أبيها وعمها .

وهاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط إلى المدينة في الهدنة التي كانت بين النبي والمشركين في الحديبية

على أن الصورة الأزهى والنموذج الأرقى في ذلك المجال هو إسلام أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، فقد أسلمت مبكراً ، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة.

لم يكن إذن بين بني هاشم وبني أمية من المباغضة والعداوة والمنافرة التي اخترعها وابتكرها أعداء الإسلام والمسلمين ونسجوا الأساطير والقصص حولها، وإنما الحقيقة التاريخية تقول، بأن علاقتهم كانت علاقة أبناء العمومة والإخوان والخلان، فهم من أقرب الناس فيما بينهم، يتبادلون الحب والتقدير، والاحترام، ويتقاسمون الهموم والآلام والأحزان..

فبنو أمية وبنو هاشم كلهم أبناء أب واحد، وأحفاد جد واحد، وأغصان شجرة واحدة قبل الإسلام وبعد الإسلام , وكلهم استقوا من عين واحدة , ومنبع صاف واحد، وأخذوا الثمار من دين الله الحنيف الذي جاء به رسول الله الصادق الأمين، المعلم، المربي، خاتم الأنبياء والمرسلين، ولقد كان بين أبي سفيان وبين العباس صداقة يضرب بها الأمثال ، كما كانت بينهم المصاهرات قبل الإسلام وبعده , وكان على رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زوج بناته الثلاثة من الأربعة من بني أمية
[/SIZE]
وبالنسبة لبني أمية وموقفهم من الإسلام فإن مؤرخينا لا يتحدثون عنهم كبطن مستقل من بطون قريش , وإنما يتحدثون عنهم مع غيرهم من بني عبد شمس والد أمية، فيعدونهم وحدة واحدة وقد كانوا أبناء أب واحد , وتربطهم علاقات التصاهر والترابط الاجتماعي , ولذلك فإنهم عند حديثهم عن عداء بني أمية للرسول صلى الله عليه وسلم يذكرون اسمي عتيبة وشيبة ابني ربيعة بن عبد شمس، ورغم أنهما ليسا من بني أمية..

ويذكرون معهما أيضاً أبا سفيان بن حرب , وعقبة بن أبي معيط، فأما عقبة بن أبي معيط هذا فقد كان من مردة قريش، فقد تفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورمى عليه صلى الله عليه وسلم سلا جزور وهو يصلي، وخنقه بثوب في عنقه حتى دفعه أبو بكر الصديق ..

وقد نال جزاءه لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله بعد أسره يوم بدر، والغريب أنه كان يذكره بما بينهما من رحم، ومثل هذه النماذج الطائشة لم ينفرد بها بنو أمية أو عبد شمس في مكة آنذاك .

وأما معارضة عتبة وشيبة ابني ربيعة فمعلومة ومشهورة , ومع هذا لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف , وصده عنها أهلها , وتبعه الصبيان والغلمان يرمونه ويصيحون به لجأ إلى حائط ابني ربيعة عتبة وشيبة، فلما رأياه على هذا الحال تحركت له رحمهما، فدعوا غلاماً نصرانياً يقال له عداس، فقالا له: خذ قطعاً من هذا العنب فضعه في هذا الطبق ثم اذهب إلى ذلك الرجل , فقل له يأكل منه .

وإذا جارينا نهج المؤرخين في الحديث عن بني أمية وبني عبد شمس معاً، فإننا نرى منهم جماعة كانوا من السابقين إلى الإسلام، فمنذ المرحلة السرية للدعوة وقبل الجهر بها كان قد أسلم كل من عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصديق في أيام الإسلام الأولى ، وكذلك كان إسلام خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، وقد أسلم في هذه المرحلة السرية التي دامت حوالي ثلاث سنين ـ أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، كما أسلم في مرحلة مبكرة حليفان لبني أمية وهما عبد الله بن جحش بن رئاب , وأخوه أبو أحمد بن جحش , وهما ابنا عمة النبي صلى الله عليه وسلم فأمهما أميمة بنت عبد المطلب .

وفي الهجرة الأولى إلى الحبشة شارك نفر من مسلمي بني أمية مثل عثمان بن عفان ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وزوجته سهلة بنت سهيل بن عمرو ، كما كان لبني أمية مشاركة في الهجرة الثانية , ومعهم بعض حلفائهم ، وقد ساهمت نساء بني أمية وعبد شمس في صنع مسيرة الإسلام , وفي إعطاء الأسوة , وضرب المثل في نبل التضحية , وعزيز العطاء، فقد أسلمت رملة بنت شيبة بن ربيعة زوجة عثمان بن عفان , وهاجرت معه إلى المدينة , وثبتت معه على دينه , رغم مقتل أبيها وعمها .

وهاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط إلى المدينة في الهدنة التي كانت بين النبي والمشركين في الحديبية

على أن الصورة الأزهى والنموذج الأرقى في ذلك المجال هو إسلام أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، فقد أسلمت مبكراً ، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة.

لم يكن إذن بين بني هاشم وبني أمية من المباغضة والعداوة والمنافرة التي اخترعها وابتكرها أعداء الإسلام والمسلمين ونسجوا الأساطير والقصص حولها، وإنما الحقيقة التاريخية تقول، بأن علاقتهم كانت علاقة أبناء العمومة والإخوان والخلان، فهم من أقرب الناس فيما بينهم، يتبادلون الحب والتقدير، والاحترام، ويتقاسمون الهموم والآلام والأحزان..

فبنو أمية وبنو هاشم كلهم أبناء أب واحد، وأحفاد جد واحد، وأغصان شجرة واحدة قبل الإسلام وبعد الإسلام , وكلهم استقوا من عين واحدة , ومنبع صاف واحد، وأخذوا الثمار من دين الله الحنيف الذي جاء به رسول الله الصادق الأمين، المعلم، المربي، خاتم الأنبياء والمرسلين، ولقد كان بين أبي سفيان وبين العباس صداقة يضرب بها الأمثال ، كما كانت بينهم المصاهرات قبل الإسلام وبعده , وكان على رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زوج بناته الثلاثة من الأربعة من بني أمية.

من موقع التاريخ
==============

علاقة المصاهرة ما بين بني أمية وبني هاشم :-

وكان على رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تزوج بأم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان ، كما أنه زوج ثلاث من بناته الأربعة من بني أمية فقد تزوجت زينب بأبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن أمية.وتزوجت رقية ومن بعدها أم كلثوم بذي النورين عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف .
ولما توفيت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم تزوج علي بعدها أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن أمية.
وسكينة بنت الحسين السبط كانت زوجاً لزيد بن عمر بن عثمان بن عفان الأموي. وعقد لها قبله على الأسبغ ابن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي. وأختها فاطمة بنت الحسين السبط بن علي بن أبي طالب كانت زوجة عبد الله الأكبر بن عمرو بن عثمان بن عفان .
وأم أبيها بنت عبد الله بن جعفر ذي الجناحين بن أبي طالب كانت زوجة لأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ثم تزوجها علي بن عبد الله بن العباس ابن عبد المطلب. وأم كلثوم بنت جعفر ذي الجناحين تزوجها أبان بن عثمان بن عفان. والسيدة نفيسة المدفونة في مصر وهي بنت الحسبن بن زيد بن الحسن السبط بن الإمام علي كانت زوجة لأمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك وولدت له.
وعلي الأكبر ابن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب أمه ليلى بنت مرة بن مسعود الثقفي وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب الأموي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق