بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين :


أما بعد .... /

أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا علي بن صالح عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال كنت مع ابن عباس بعرفات فقال ما لي لا أسمع الناس يلبون قلت : يخافون من معاوية فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال لبيك اللهم لبيك لبيك فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي . [1] . 

قال الحافظ الذهبي [2] : قال الحافظ محمد بن البرقي، قلت ليحيى بن معين: «أرأيت من يُرمى بالقدر. يكتب حديثه؟». قال: «نعم. قد كان قتادة وهشام الدستوائي وسعيد بن أبي
عروبة وعبد الوارث –وذكر جماعة– يقولون بالقَدَرِ، وهُم ‏ثِقاتٌ يُكتبُ حديثهم، ما لم يدعوا إلى شيء
».‏

وقال : «هذه مسألةٌ كبيرة. وهي القدري والمعتزلي والجهمي والرافضي، إذا عُلِمَ صِدقُهُ في الحديث وتقواه، و لـــم يـكـن ‏داعـيـاً إلى بـدعـتـه، فالذي عليه أكثر العلماء قبول روايته والعمل بحديثه. وتردّدوا في الداعية: هل يُؤخذُ عنه؟ فذهب كثيرٌ من ‏الحفّاظِ إلى تجنّبِ حديثه وهجرانه. وقال بعضهم: إذا عَلمنا صِدقه، وكان داعيةً، ووجدنا عِندهُ سنةً تفرّد بها، فكيف يسوع لنا تلك ‏السنة؟ فجميع تصرفات أئمة الحديث تؤذن بأن المبتدع، إذا لم تُبِح بدعته خروجه من دائرة الإسلام، ولم تُبِح دمه، فإن قبول ما رواه ‏سائغ. وهذه المسألة لم تتبرهن لي كما ينبغي. والذي اتضح لي منها أن من دخل في بدعةٍ ولم يُعدّ من رؤوسها، ولا أمعن فيها، ‏يُقبل حديثه كما مَثّلَ الحافظ أبو زكريا بأولئك المذكورين. وحديثهم في كتب الإسلام لصدقهم وحِفظهم» ، وكان هناك إختلاف بين أهل الحديث في رواية المبتدع فأصل الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله تعالى في هذه المسألة وكتابه " الحديث الضعيف وكم الاحتجاج به " ( ص 159 - 165) ، فمن أراد الإستفادة والإنتفاع بهذا الكتاب فعليه أن يطلع عليه . والله أعلم بالصواب.

قال الإمام الألباني : صحيح الإسناد . [3] . 

قلتُ : رضي الله عنك ، الحديث لا يصح فقد رواهُ خالد بن مخلد القطواني اخرج لهُ الإمام البخاري ومسلم وإنتقوا من روايتهِ الصحيح , وفيهِ ضعف وهذا ما أذكره والرواية ضعيفة بهِ ناهيك عن المتن فإنهُ لم يضيع أحدٌ السنة لكن كفى بتعديل الإمام البخاري وروايتهُ لهُ في الصحيح تعديلاً والراجح أن هذه الرواية من مناكير خالد بن مخلد القطواني ولكن روايتهُ في الصحيحن منتقاة . خالد بن مَخْلَدْ القَطَوَانِيّ (بفتح القاف والطاء) أبو الهيثم البَجَليّ مولاهم، الكوفي، (ت213هـ) وقيل بعدها. (خ م كد ت س ق).وثقه الحافظ في (الفتح9/524) وقال في التقريب صدوق يتشيع وله أفراد.. وهذا أوفق.قال ابن سعد: كان منكر الحديث، في التشيع مفرطا، وكتبوا عنه ضرورة. الطبقات (6: 406).

وقال أحمد: له أحاديث مناكير. (العلل رواية عبد الله 2: 18 /رقم 1403).وقال الأَزْدِيّ: „في حديثه بعض المناكير، وهو عندنا في عداد أهل الصدق . الميزان (1/ 460). قال النووي في (شرحه على مسلم ص57): هذا الذي ذكر رحمه الله هو معنى المنكر عند المحدثين؛ فإنهم قد يطلقون المنكر على انفراد الثقة بحديث.. . . وقال الحافظ في ترجمة عبد الله بن خصيفة من (هدي الساري ص453): هذه اللفظة يطلقها أحمد على من يغرب على أقرانه بالحديث، عرف ذلك بالاستقراء من حاله، وقد احتج بابن خصيفة مالك والأئمة كلهم.وقد ضرب ابن رجب رحمه الله لذلك أمثلة كثيرة من صنيعه في (شرح علل الترمذي 1: 450-456). البخاري ومسلم قد خرَّجا لخالد بن مخلد القطواني انتقاءً، وذلك من روايته عن سليمان بن بلال وعلي بن مسهر وغيرهما، ولا يخرجان حديثه عن عبد الله بن المثنى، وإن كان البخاري قد روى لعبد الله بن المثنى من غير رواية خالد عنه. ولا أظنُ أن الخبر صحيح وإن كان روى الإمام البخاري لهُ ومسلم فإنهُ منتقى إنظر مقدمة إبن الصلاح بتعليق الشيخ طارق عوض والصارمُ المنكي فالرواية علتها سندها ومتنها وليس فيها ما قد يعاب على إبن عباس ولا أحد من أهل السنة , ويكفيكَ " تشيعُ " خالد بن مخلد القطواني فإنها في بدعتهِ . والله أعلم .

وقال إبن أبي حاتم في العلل (2/18) : " سألت أبي عن خالد بن مخلد فقال له أحاديث مناكير " ولعل هذا الخبر من مناكير خالد بن مخلد القطواني ولا يصحُُ اللفظ وإن كان أخرج الإمام البخاري ومسلم لهُ في الصحيح فهذا يعني أنهم إنتقوا ما كان صحيحاً من أخبار خالد بن مخلد القطواني , ولا يعتبرُ بالأخبار خلاف ما صححهُ الشيخان وفي روايتهِ نظر وأظنها من مناكير خالد بن مخلد والصحيح عليها إن شاء الله " نكارة اللفظ " ، وفي سؤالات الآجري (1/262) : " سئل أبو داود عن خالد بن مخلد القطواني ، فقال : صدوق ولكنه يتشيع " وهذه علةٌ أخرى للخبر فإنهُ إلي " مناكيرهِ " فإنهُ " يتشيع " وهذا الخبر في بدعتهِ أقوى والعجبُ أن الإحتجاج بأخبار خالد بن مخالد الصحيحة إنتقاها الشيخان وأخرجاها من حديثهِ في الصحيح . 
قال عبد الله بن أحمد : سألت أبي , عن خالد بن مخلد . فقال : له أحاديث مناكير. ((العلل)) (1403). وفي توجيه النظر إلي أصول الأثر (1/252) : " خالد بن مخلد القطواني الكوفي أبو الهيثم من كبار شيوخ البخاري روي عنه وروى عن واحد عنه قال العجلي ثقة فيه تشيع وقال ابن سعد كان متشيعا مفرطا وقال صالح جزرة ثقة إلا أنه كان متهما بالغلو في التشيع وقال احمد بن حنبل له مناكير وقال أبو داود صدوق إلا أنه يتشيع وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به . وللحديث تتمة إن شاء الله عز وجل .

كتبهُ /

أهلُ الحَديثِ
غفر الله له ولوالديه
2012م
1433ه

[1] صحيح وضعيف سنن النسائي للألباني – ح 3006[2] سير أعلام النبلاء (7\153) .
[3] مصدر سابق .