الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

من صفع السيد مقتدى الصدر بفتوى المتعة الجماعية؟!

من صفع السيد مقتدى الصدر بفتوى المتعة الجماعية؟!
السبت، 30 تشرين الثاني، 2013
ظلت الفتاوى التي نشرت باسم مقتدى تحت عنوان "المتعة الجماعية" و"حشيشة المهدية" لغزا غامضا حتى ظهرت اشاعة جهاد النكاح,فاماطت اللثام عن ذلك اللغز وكشفت الفاعل!.
ففي بدايات الحرب الطائفية في العراق,انتشر في العراق وعلى مواقع الانترنيت فتاوى مختومة بختم مقتدى حملت الاولى اسم فتوى المتعة الجماعية,والتي تدعي الفتوى فيه بان السيد مقتدى الصدر قد اباح لنساء الشيعة"الزينبيات" التمتع "جماعيا" مع عناصر جيش المهدي.
ثم بعد ذلك انتشرت فتوى اخرى حملت عنوان "حشيشة المهدي",تدعي ان السيد مقتدى قد اباح لعناصر جيش الامام تعاطي الحشيشة ,وتدعي ان مقتدى قد التقى بالامام المهدي,وانه احل لعناصر جيش المهدي تعاطي الحشيشة!.
ورغم ان التيار الصدري وعلى لسان اكابر قادته قد نفوا صحة هذه الفتاوى,الا انها انتشرت في الانترنت وفي الشارع العراقي بدرجة كبيرة, ولعل ما ساعد على انتشارها هو انتشار جرائم جيش المهدي في حينها,وثانيا عدم المصداقية في تصريحات وبيانات قادة جيش المهدي خصوصا وهم يعتمدون التقية .
اما اهم ما اعجز قادة جيش المهدي عن نفي تلك الاشاعات فهو احتواء تلك الشائعات على جملة تقول بضرورة ان تبقى تلك الفتاوى سرية وان لا تصل الى يد "ابناء العامة" -وهم اهل السنة-حتى لا يستخدموها كسلاح لتشويه صورة جيش المهدي. تلك الجملة كانت كفيلة بعدم تصديق نفي جيش المهدي والتيار الصدري لمثل هذه الشائعات.
واذا ما سلمنا جدلا بان تلك الفتاوى كانت مجرد شائعات,فالاسئلة التي طُرحت في حينها هي :
من هي الجهة التي لفقت مثل تلك الشائعات ؟,
ولماذا لفقت مثل تلك الفتاوى ضد مقتدى الصدر ولم نجد فتاوى مثلها تلفق ضد الحكيم او ضد فيلق بدر او ضد السيستاني؟.
كانت هذه الاسئلة وجيهة جدا ومنطقية جدا,فلقد كانت جرائم فيلق بدر اكثر واقدم من جرائم جيش المهدي ,وكانت مواقف السيد عبد العزيز الحكيم اكثر بشاعة واقدم في الظهور,وكانت فتاوى السيد السيستاني المؤيدة للاحتلال ادعى لان تؤلف الاشاعات ضده من ان تؤلف ضد مقتدى الصدر.
ومعلوم ان مقتدى الصدر كان حتى وهو في اوج محاربته لاهل السنة اقل شرا من الحكيم وهادي العامري .
لذلك كان من المستغرب ان تؤلف تلك الاشعات ضد مقتدى الصدر تحديدا ولا نجد مثيلاتها ضد الحكيم او ضد السيستاني مثلا!.
ان كان من الفّ تلك الشائعات هم اهل السنة,فلماذا لم يؤلفوا مثلها ضد الحكيم او ضد فيلق بدر او ضد السيستاني؟.
كما ان اللغة التي استخدمت في تاليف تلك الشائعات كانت تدل على ان من الفها ذو اطلاع ودراية بخواص التشيع,او هو على اتصال وتماس مع الشيعة,ولذلك فقد استبعد احتمال ان يكون اهل السنة هم من الف مثل تلك الشائعات.
 لم يتهم احد الامريكان بانهم وراء تاليف مثل تلك الشائعات لسبب بسيط وهو,ان وسائل الاعلام كالبي بي سي والحرة والجزيرة وغيرها قد تكتمت على تلك الفتاوى ,ولو كان الامريكان وراءها لصنعت تلك القنوات عشرات البرامج والتقارير الاخبارية عنها!.
ولذلك انحصر اغلب الشك في ترويج مثل هذه الشائعات على الشيعة البعثيين الذين كان جيش المهدي يعمل فيهم القتل والتهجير ,وعلى اتباع الحكيم,خصوصا وان تلك الفترة شهدت معارك ضارية ودموية بين اتباع الحكيم واتباع الصدر.
عموما فقد راهن التيار الصدري على عامل الزمن في ان ينسى الناس تلك الشائعات ويمحو اثرها,ولقد تناسى الناس فعلا تلك الشائعات,مثلما تناسوا البحث عمن اصطنعها,الى ان اعاد الفاعل الظهور مجددا لكن بلباس جديد!!.
فقبل اشهر,وبعد ان ظهرت في الساحة السورية الكثير من التنظيمات الجهادية السنية وعلى راسها القاعدة وملحقاتها, انتشرت في وسائل الاعلام فتوى شبيهة بفتوى "المتعة الجماعية" لكنها البست هذه المرة لباسا سنيا!!, حيث انتشر في ذلك الوقت اشاعة ما سمي بـ"جهاد النكاح",وعلى خلاف اشاعة المتعة الجماعية التي تكتمت عليها وسائل الاعلام الغربية كالبي بي سي وغيرها ,فان اشاعة نكاح الجهاد كانت قد وجدت ساحة خصبة في تلك القنوات الغربية,فقدمت لها البي بي سي برامج عدة,وتقارير شتى,وكذلك فعلت الحرة والعربية وغيرها.
وعلى خلاف فتوى المتعة الجماعية التي استندت الى صحة وجود "زواج المتعة" بين الشيعة,فان فتوى جهاد النكاح لم يكن له اي اثر ولا دليل في التاريخ السني قديما ولا حديثا,ورغم ذلك استمرت وسائل الاعلام الغربية والعربية بنشره!.
وعلى خلاف مبدا التقية المنتشر بين الشيعة والذي يبيح للشيعة كتمان بعض ممارساتها وانكارها مع انهم يمارسونها ,فان اهل السنة لا يؤمنون بالتقية وبالتالي كان من الصعب اقناع الناس بان اهل السنة يدعون لمثل هذا النكاح وهم ينكرونه قولا وفعلا !.
وعلى خلاف فتوى المتعة الجماعية التي كان يظهر من قادة جيش المهدي والتيار الصدري من ينفيها,فان فتوى جهاد النكاح ظلت رهينة الالسن الشيعية والغربية لان اغلب علماء اهل السنة كانوا يضحكون عليها ولا يجدون سوى الضحك على من الفها وهم يعرفون بان الزمن كفيل بان يفندها.
وكحال اشاعة المتعة الجماعية,ظهر السؤال المنطقي هنا وهو:
 من الذي ابتكر اشاعة نكاح الجهاد؟.
لكن,وعلى خلاف اشاعة المتعة الجماعية التي كان ظهورها في الانترنيت,لذلك كان من الصعب معرفة مصدرها,فان اشاعة جهاد النكاح كان يمكن بسهولة معرفة مصدره !!.
وهنا انكشف الفاعل,وانكشفت كل جرائمه السابقة واللاحقة!!.
في المقال القادم سوف نحاول معكم تكملة حقيقة الصلة بين فتوى المتعة الجماعية وجهاد النكاح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق