السبت، 20 سبتمبر 2014

الصواعق الدمشقية على رؤوس الروافض والإباضية - بكل ما يتعلق برواية ( الشاب الأمرد )

رآه على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة

يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث عن عبد الله بن أبي سلمة عن ابن عمر أنه بعث إلى ابن عباس يسأله هل رأى محمد e ربه فبعث إليه أن نعم رآه على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة ملك في صورة رجل وملك في صورة أسد وملك في صورة ثور وملك في صورة نسر في روضة خضراء دونه فراش من ذهب.
رواه عبد الله بن الإمام احمد في (السنة1/176). وابن خزيمة في (التوحيد1/483) والآجري في (الشريعة3/141 رقم1021).
وقد ضعفه بعض أهل العلم وذكروا بأن فيه ابن إسحاق. وهو مدلس وقد عنعن. ولكنه صرح بالتحديث في رواية عبد الله بن أحمد.
وفيه يونس بن بكير. قال عنه أبو داود « ليس بحجة» (تهذيب التهذيب11/383). وأدرجه ابن الجوزي في الموضوعات (العلل المتناهية1/37). وقال « هذا حديث لا يصح، تفرد به محمد بن اسحق وقد كذبه مالك وهشام بن عروة باب في النزول».
وقال الألباني: « أخرجه البيهقي عن أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني يعقوب بن عتبة .. فصرح بالتحديث». قال: « قال: لكن أحمد هذا ضعيف في "التقريب"، ويونس بن بكير صدوق يخطئ».
غير أن أحمد بن عبد الجبار لم ينفرد فيه، بل تابعه محمد بن أبان البلخي عن يونس بن بكير قال: أخبرنا محمد بن إسحاق قال: حدثني يعقوب بن عتبة به كما عند ابن خزيمة في (التوحيد1/205) ومحمد بن أبان ثقة كما في (تهذيب التهذيب9/3).
ولم ينفرد ابن بكير به، بل تابعه بكر بن سليمان عند الآجري في الشريعة، فرواه عن ابن إسحاق قال: حدثني يعقوب. وبكر بن سليمان هو الأسواري، ذكره ابن حبان في الثقات [8/148] وقال الحافظ « لا بأس به إن شاء الله» (لسان الميزان2/51). وأما الراوي عنه فهو محمد بن عباد بن آدم، ذكره ابن حبان في الثقات [9/114] وقال « يغرب».
وللحديث طريق آخر، رواه ابن خزيمة في التوحيد [1/205] عن زياد بن أيوب قال: ثنا إسماعيل بن علية قال ثنا عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة عن ابن عباس. وهذا إسناد صحيح. وله شاهد عند ابن خزيمة في التوحيد [1/206] بإسناد صحيح عن هشام بن عروة أنه قال: ))حملة العرش أحدهم على صورة إنسان، والثاني على صورة ثور، والثالث على صورة نسر، والرابع على صورة أسد».
(منقول بتصرف من موقع ملتقى أهل الحديث).
والخلاف في تصحيح الحديث وتضعيفه واسع ولكن: إذا صح الحديث فيكون من أمور الغيبيات التي لا مجال فيها للعقل.

رأى محمد ربه كأن قدميه على خضرة

أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثني أبي عن عكرمة عن ابن عباس « أنه سئل هل رأى محمد ربه؟ قال نعم رآه كأن قدميه على خضرة دونه ستر من لؤلؤ، فقلت يا أبا عباس أليس يقول الله لا تدركه الأبصار! قال لا أم لك ذاك نوره الذي هو نوره، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء»! انتهى (الدر المنثور6/124).
قال السيوطي «أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات وضعفه».
قلت: هكذا اكتفى الرافضي إلى المصدر كما في رسالته التي جمع فيها روايات الشاب الأمرد على الانترنت. وكتم هذا المدلس أن السيوطي أشار إلى تضعيف البيهقي له. وأشار إلى (مستدرك الحاكم2/316) وكتم المدلس ثانية تعقب الذهبي على الحاكم قائلا: «فيه ابراهيم متروك».
رأيت ربي بعرفات على جمل أحمر عليه إزار
خبر باطل لا أصل له. قال الحافظ بأن صاحب هذه الرواية وهو أبو علي الأهوازي قد جمع في كتابه كثيرا من الموضوعات والفضائح. وأورد الحافظان الذهبي والعسقلاني هذه الرواية كشاهد ونموذج من هذه الفضائح والموضوعات. (لسان الميزان ج 2 ص 238 ميزان الاعتدال1/512 تاريخ الإسلام30/129).
رأيت ربي بمنى على جمل أورق عليه جبة
 بن الحسن بن غالب بن الهيثم أبو محمد القاضي حدث بعرفة عن عبد الله البغوي روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن الحسن بن أبي السنديان الأطرابلسي أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي أنا أبو علي الأهوازي قراءة نا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي السنديان بأطرابلس نا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن غالب بن الهيثم القاضي بعرفة نا عبد الله بن محمد البغوي نا هدبة بن خالد نا حماد بن سلمة عن وكيع عن أبي رزين بن لقيط بن عامر قال قال رسول الله e رأيت ربي بمنى عند النفر على جمل أورق عليه جبة صوف أمام الناس ح كتبه أبو بكر الخطيب الحافظ عن الأهوازي متعجبا من نكارته وهو حديث موضوع لا أصل له وقد وقعت لنا نسخة البغوي عن هدبة بعلو وليس هذا الحديث فيها وأبو محمد هذا وابن أبي السنديان غير معروفي العدالة والأهوازي متهم»
رواه الحافظ ابن عساكر (تاريخ دمشق27/396). وآفته الأهوازي. قال الكتاني: وكان الأهوازي مكثراً من الحديث، وصنف الكثير في القراءات، وكان حسن التصنيف. وفي أسانيد القراءات له غرائب يذكر أنه أخذها رواية وتلاوة. وتوفي في ذي الحجة. وزاد غيره: في رابع ذي الحجة. وقد وهاه ابن خيرون، ورماه ابن عساكر بالكذب غير مرة في كتابه تبيين كذب المفتري.
وقد جعله الملا علي قاري من الروايات المكذوبة (المصنوع1/136). ويتجاهل الرافضة تضعيف الذهبي وابن عساكر لها. بل حلف الذهبي في تاريخه على وضع هذا الحديث (أنظر تاريخ الإسلام1/3144). وقال أيضا: « قال ابن عساكر: المتهم به الأهوازي. قال لنا أبو بكر الخطيب: علي الأهوازي كذاب» (ميزان الاعتدال2/264 لسان الميزان2/238 الكشف الحثيث1/92).
رأيت ربي جعدا أمرد عليه حلة خضراء
انبأنا اسماعيل بن احمد قال انا اسماعيل بن مسعدة قال اخبرنا حمزة بن يوسف قال انا ابو احمد بن عدي قال انا ابو العباس الأصم قال انا الحسن بن علي بن عاصم قال انا ابراهيم بن ابي سويد قال انا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيت ربي جعدا امرد عليه حلة خضراء


أولا: مثل هذا الحديث لا يوجد في كتب الحديث وإنما في كتب نقد الرواة كميزان الاعتدال (2/593) الذي يتضمن نقد الرواة الوضاعين والكذابين والضعفاء مع إيراد نماذج من أكاذيبهم. فهو ليس كتابا في الحديث كالبخاري ومسلم فتأمل!!!
وهذه الرواية مروية من طريق حماد بن سلمة وهو ثقة ولكن قال ابن الثلجي « سمعت عباد بن صهيب يقول إن حمادا كان لا يحفظ وكانوا يقولون إنها (الروايات العجيبة حول بعض الصفات الالهية) قد دست في كتبه. وقد قيل إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه» (ميزان الاعتدال1/592).
وآفة الرواية ليس حمادا وإنما إبراهيم بن أبي سويد قال الحافظ ابن حجر العسقلاني « هو إبراهيم بن الفضل الذراع» (تهذيب التهذيب1/127).
قال البخاري «منكر الحديث (التاريخ الكبير1/989) وقال النسائي «متروك الحديث (الضعفاء والمتروكون ص4) وقاله الدارقطني في العلل وفي (الضعفاء والمتروكون ص1).
ثانيا: من صحح الرواية ليس وهابيا وهو يصححها على أنها منام. ويمكن للنبي أن يرى شيئا على خلاف حقيقته كما رأى إبراهيم أنه يذبح ولده اسماعيل ولم يفعل وكما رأى يوسف أن الشمس والقمر كانوا له ساجدين. وهذا تصريح بأن هذه رؤية منام. قال ابن الجوزي « ورؤيا المنام وهم والأوهام لا تكون حقائق، والإنسان يرى نفسه كأنه يطير أو كأنه قد صار بهيمة» (دفع شبه التشبيه ص150).
ثالثا: المشرك لا يحرص على التنزيه. والرافضة يدافعون عن قول الخميني فاطمة إله. وعلي لاهوت الأبد: فكيف يكونون منزهين؟ ويجعلون الأئمة هم أسماء الله الحسنى. عن أبي عبد الله قال « نحن واللهِ الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا« (الكافي 1/111 كتاب التوحيد: باب النوادر). وهذا تشبيه كلي بالله حيث لم يقولوا أنهم بعض أسماء الله. قال تعالى ) وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون((الاعراف180).
وقد ورطهم الطوسي فقال « اليمين المنعقدة عند آل محمد عليهم السلام هي أن يحلف الانسان بالله تعالى أو بشئ من أسمائه أي اسم كان. وكل يمين بغير الله أو بغير اسم من أسمائه فلا حكم له. ولا يجوز أن يحلف أحد بالقرآن ولا بوالديه ولا بالكعبة ولا بالنبي ولا بأحد من الأئمة عليهم السلام» (النهاية للطوسي ص555).
رابعا: أن هذا الحديث تسرب من رواة الشيعة باعترافهم عن طريق المحيطين بجعفر الصادق وبالتحديد هشام بن الحكم. ففي كتاب التوحيد « عن يعقوب السراج: قلت لأبي عبد الله عليه السلام إن بعض أصحابنا يروون أن الله صورة مثل صورة الإنسان. وقال آخر: إنه في صورة أمرد جعد قطط» فخر أبو عبد اللهساجدا ثم رفع رأسه فقال: سبحان الذي ليس كمثله شيء» (التوحيد للصدوق ص103 بحار الأنوار3/305).
وقد صحح المجلسي رواية الكافي التي تتهم هشام بن الحكم الرافضي كان يروي عن الصادق القول بأن الله جسم أجوف (مرآة العقول2/1). فهذه الرواية تدل بوضوح على أن هذه الرواية الباطلة وردت من قبل المحيطين بجعفر الصادق. بدليل قول القائل (من أصحابنا).
فائدة متعلقة بتدليس الرافضة حول توبة هشام بن الحكم:
زعم المجلسي وتبعه الخوئي في أن هشام بن الحكم قد تاب من القول بالتجسيم. وبعد مناظرة طويلة بيني وبين أحد الرافضة انكشف امام الناس أن هشام بن الحكم قد تاب من عقيدة جهم بن صفوان.
ولكن جهم بن صفوان كان عدوا لدودا لمن يقول بالتجسيم. فكيف كان هشام جهميا وقائلا بالجسم؟
وهنا كانت الفضيحة. فلما قلت ذلك للرافضي انكشف وخنس كالذبابة وأعلن أنه لم يعد يعي ما يقول بسبب غلبه النعاس وأنه آن له أن يذهب لينام. فانتهت المناظرة بذهابه للنوم.
وقد استبان لي تلاعب الرافضة بقصة توبة هشام وأنه لما تاب من عقيدة جهم ابتدأ يروي الأكاذيب عن جعفر الصادق وينسب له ان الله جسم وله بطن وجوف إلخ.

أول من قال بأن الله جسم لا كالأجسام

بل إنهم قد رخصوا لهشام بن الحكم أن يقول بالجسم في حق الله بناء على تحسين الظن به وأنه أراد أن الله جسم لا كالأجسام. وصرح ابن أبي الحديد بأن « القائلين بأن الله جسم لا كالأجسام أمرهم سهل« (شرح نهج البلاغة6/155).
ومسعدة بن صدقة الربعي ثقة عين عندهم مع اعترافهم على لسان النجاشي انه كان مشبها مجبرا (خاتمة المستدرك5/249).
فيا لها من فضيحة لا تزال مسجلة عندي بصوته.
وإليكم هذه الحقيقة من كتب القوم:
أراد الخوئي أن يثبت توبة هشام بن الحكم فأتى برواية لم يحكم على إسنادها فقال: « روي عن عمر بن يزيد أنه قال: وكان ابن أخي هشام يذهب في الدين مذهب الجهمية خبيثا فيهم، فسألني أن أدخله على أبي عبد الله عليه السلام ليناظره... فانصرف هشام إلى أبي عبد الله عليه السلام وترك مذهبه ، ودان بدين الحق وفاق أصحاب أبي عبد الله كلهم» (معجم رجال الحديث2/300).
قال الخوئي « نعم. إن هناك رواية واحدة صحيحة السند دلت على ذم هشام بن الحكم، غايته. وهي ما رواه محمد بن نصير قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أما كان لكم في أبي الحسن عليه السلام عظة، ما ترى حال هشام بن الحكم فهو الذي صنع بأبي الحسن عليه السلام ما صنع، وقال لهم: وأخبرهم أترى الله أن يغفر له ما ركب منا».
قلت: هذه الرواية التي صححها الخوئي دليل على ان هشام بن الحكم كان يركب الأكاذيب على أبي الحسن. لكن محدث الرافضة الخوئي يطعن في متن الرواية دون سندها. فيقول:
« على أن مضمون الرواية باطل في نفسه... وهي غير قابلة للتصديق» (معجم رجال الحديث2/315-316).
وهنا تعطلت شناعة التجسيم عند الرافضة وفجأة صار واجبا تحسين الظن بالمجسم فقال الخوئي:
« على أنا لو سلمنا أن هشاما كان يطلق لفظ الجسم على الله سبحانه فهو كان مخطئا في الاطلاق وفي استعمال اللفظ في خلاف المعناه ولم يكن هذا خطأ باعتقاده. يدلنا على ذلك ما تقدم من رواية محمد بن يعقوب المتقدمة باسناده عن الحسن بن عبد الرحمان الحماني أن هشام بن الحكم زعم أن الله جسم ليس كمثله شئ، فإن نفي المماثلة يدلنا أنه لا يريد كلمة الجسم معناها المعهود لم يصح نفي المماثلة ، بل يريد معنى آخر غير ذلك ، وإن كان قد أخطأ في هذا الاطلاق وفي هذا الاستعمال .»
(معجم رجال الحديث2/320-321)
وهكذا إذا قال هشام بن الحكم (جسم لا كالأجسام) فهو يقصد شيئا غير الذي نتهم به الوهابية ونشنع عليهم. لا يجوز تحسين الظن بالوهابية ولكن يجب تحسين الظن بهشام بن الحكم.
وبالرغم من تصحيح المحلسي لرواية الكافي عن هشام بن الحكم بالجسم:
عن علي بن حمزة قال «قلت لأبي عبد الله عليه السلام سمعت هشام بن الحكم يروي عنكم أن الله جسم صمدي نوري. فقال: سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو» (الكافي1/104). قال المجلسي « موثق» (مرآة العقول2/1).
إلا أننا نرى الخوئي يتجاهل هذا التصحيح برمته فيقول:
« وإني لاظن الروايات الدالة على أن هشاما كان يقول بالجسمية كلها موضوعة، وقد نشأت هذه النسبة من الحسد» (معجم رجال الحديث2/321)
وهذا يكشف لك نموذجا عن المنهج اللاعلمي الذي يتخذه قدوة المراوغين الخوئي في التلاعب بالتصحيح تارة ثم الانتهاء إلى الحكم بوضع ما اعترف بصحة سنده. مما يشعر القارئ بالغثيان والدواخ.
عن علي رضي الله عنه قال: "سيرجع قوم من هذه الأمة عند اقتراب الساعة كفارًا ينكرون خالقهم فيصفونه بالجسم والأعضاء".
ذكره ابن المعلم القرشي في كتابه نجم المهتدي ورجم المعتدي ص: 588.

رأيت ربي في أحسن صورة

(رواية الشاب الأمرد)

روى عبد الرحمن بن عائش رضي الله عنه عن النبي e أنه قال « رأيت ربي في أحسن صورة، فقال لي: فيم يختصم الملا الاعلى يا محمد قلت: أنت أعلم يا رب فوضع كفه بين كتفي، حتى وجدت بردها بين ثدي، فعلمت ما في السموات والارض».
قلت: من صحح الرواية فليس من الوهابية. وهو إن صححها فعلى أنها منام.
قال السيوطي « وهذا الحديث إن حمل رؤية على المنام فلا إشكال وإن حمل على اليقظة فقد سئل عنه أستاذنا العلامة كمال الدين بن الهمام فأجاب بأن هذا حجاب الصورة» (اللآلئ المصنوعة1/38).
وقال ابن الجوزي « ورؤيا المنام وهم والأوهام لا تكون حقائق، والإنسان يرى نفسه كأنه يطير أو كأنه قد صار بهيمة» (دفع شبه التشبيه ص150).
وقال الذهبي « فهذا من أنكر ما أتى به حماد بن سلمة وهذه الرؤية رؤية منام إن صحت» (ميزان الاعتدال1/593). فالذهبي سلفي وليس بأشعري وقد أنكر هذه الرواية وشكك في صحتها.
ويمكن للنبي أن يرى شيئا على خلاف حقيقته كما رأى إبراهيم أنه يذبح ولده اسماعيل ولم يفعل. قال تعالى ] فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ[.
وكما رأى يوسف في رؤياه الشمس والقمر له ساجدين. قال تعالى ] إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ[.
ولئن كانت هذه الرواية منكرة عند الرافضة فعلى فرض نكارتها لا تساوي شيئا أمام تصريح الخميني بأن فاطمة كائن إلهي ظهر بصورة امرأة.
والحديث رواه الترمذي في سننه (5/369) وحسنه مرة وصححه أخرى، والخطيب البغدادي في تاريخه (8/152) وابن الجوزي في الموضوعات (1/125) والطبراني في الكبير (1/317) وأورده السيوطي في (اللآلي المصنوعة1/31). وذكره الذهبي في (سير اعلام النبلاء10/113) وقال « وهو بتمامه في تأليف البيهقي وهو خبر منكر نسأل الله السلامة في الدين...».
ورواه البيهقي في (الاسماء والصفات ص300 بتحقيق الكوثري) وقال عقبه « وقد روي من وجه آخر وكلها ضعيفة».
وقال عنه الحافظ ابن حجر في (النكت الظراف4/382) المطبوع بهامش تحفة الاشراف « قلت: قال محمد بن نصر المروزي في كتاب تعظيم قدر الصلاة هذا حديث اضطرب الرواة في إسناده وليس يثبت عند أهل المعرفة» اه‍.
وقال الدارقطني كما في (العلل المتناهية1/34) لابن الجوزي « كل أسانيده مضطربة ليس فيها صحيح» اه.
وقال أحمد رضي الله عنه: « أصل هذا الحديث وطرقه مضطربة يرويه معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل أسانيده مضطربة ليس فيها صحيح، ورواه قتادة عن أنس واختلف على قتادة فرواه يوسف بن عطية عن قتادة ووهم فيه، ورواه هشام عن قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس ووهم في قوله عن ابن عباس وإنما رواه خالد عن عبد الرحمن بن عائش وعبد الرحمن لم يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما رواه عن مالك بن يخامر عن معاذ.
وقال الامام أحمد عنه كما في تهذيب التهذيب (6/185) « هذا ليس بشئ».
وقال أبو بكر البيهقي: « فقد روي من أوجه كلها ضعيفة وأحسن طرقه تدل على أن ذلك كان في النوم» وقاله ابن الجوزي أيضا (دفع شبه التشبيه ص150).
وقد روي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه « قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « أتاني آت في أحسن صورة. فقال: فيم يختصم الملا الاعلى؟ فقلت: لا أدري، فوضع كفه بين كتفي، فوجدت بردها بين ثدي ، فعرفت كل شئ يسألني عنه». وروي من حديث ثوبان قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال: إن ربي أتاني الليلة في أحسن صورة فقال لي: يا محمد: فيم يختصم الملا الاعلى؟ قلت: لا أدري يا رب، فوضع كفه بين كتفي، حتى وجدت برد أنامله في صدري، فتجلى لي ما بين السماء والارض». وروي عن أبي عبيدة بن الجراح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال « لما كنت ليلة أسري بي رأيت ربي في أحسن صورة».
وهذه أحاديت مختلفة، وليس فيها ما يثبت، وفي بعضها أتاني آت. وذلك يرفع الاشكال، وأحسن طرقها يدل على أن ذلك كان في النوم.
وروت أم طفيل امرأه أبي بن كعب أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه « رأى ربه عز وجل في المنام في أحسن صورة، شابا موفرا، رجلاه في خضرة، عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراش من ذهب».
رواه الطبراني في الكبير (25/143) والحافظ البيهقي في الاسماء والصفات (446-447) وابن الجوزي في (الموضوعات1/125) وغيرهم.
وقد طعن في هذا الحديث أئمة هذا الشأن كالبخاري في تاريخه (6/500) وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين، والنسائي (تاريخ بغداد3/311) وابن حبان في الثقات (5/245) وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب (10/95) حيث قال « وهو متن منكر» وابن عدي (الكامل في ضعفاء الرجال7/2482).
وهذا الحديث يرويه نعيم بن حماد بن معاوية المروزي، قال ابن عدي: كان يضع الحديث. وقال يحيى بن معين: ليس نعيم بشئ في الحديث. وفي إسناده مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر، قال أبو عبد الرحمن النسائي: ومن مروان حتى يصدق على الله عز وجل؟ وقال مهنى بن يحيى، سألت أحمد عن هذا الحديث فأعرض بوجهه وقال: هذا حديث منكر مجهول يعني مروان بن عثمان قال ولا يعرف أيضا عمارة.
وقد صححه الألباني في تعليقه على (السنة لابن أبي عاصم رقم471) بالشواهد ولم يتنبه إلى متن الحديث المنكر الذي طواه ابن أبي عاصم ولم يذكره هناك فقال هناك: حديث صحيح بما قبله واسناده ضعيف مظلم»!
من صحح الرواية ليس وهابيا وهو يصححها على أنها منام. ويمكن للنبي أن يرى شيئا على خلاف حقيقته كما رأى إبراهيم أنه يذبح ولده اسماعيل ولم يفعل وكما رأى يوسف أن الشمس والقمر كانوا له ساجدين. وهذا تصريح بأن هذه رؤية منام. قال ابن الجوزي « ورؤيا المنام وهم والأوهام لا تكون حقائق، والإنسان يرى نفسه كأنه يطير أو كأنه قد صار بهيمة» (دفع شبه التشبيه ص150).

هل صحح ابن تيمية رواية الشاب الأمرد ؟؟

أولا: أن ابن تيمية قد نقد هذه الرواية وانتقد من يجعلون ربهم على صورة الأمرد:
قال ابن تيمية:
« وهؤلاء الذين يزعم أحدهم أنه يراه بعيني رأسه في الدنيا هم ضلال، كما تقدم، فإن ضموا إلى ذلك أنهم يرونه في بعض الأشخاص: إما بعض الصالحين أو بعض المردان أو بعض الملوك أو غيرهم عظم ضلالهم. وقد اتفق المسلمون على أن النبي e لم ير ربه بعينيه في الأرض، وأن الله لم ينزل له إلى الأرض، وليس عن النبي e قط حديث فيه أن الله نزل له إلى الأرض، بل الأحاديث الصحيحة أن الله يدنو عشية عرفة وفي رواية إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخر» (مجموع الفتاوى3/387).
أضاف ابن تيمية
« ومن هؤلاء من يزعم ان دحية الكلبي كان امردا وان جبريل كان يأتي النبي e في صورة امرد ويقول له ما احب ان تأتيني الا في صورة أمرد، وفيهم من يتأول قوله e رأيت ربي في أحسن صورة وفي صورة كذا وكذا ويجعل الأمرد ربه» (الاستقامة2/195).
وأما ما أورده الرافضة نقلا عن شيخ الاسلام في كتابه (بيان تلبيس الجهمية7/291) فقد كان ابن تيمية بصدد استعراض حجج الفريقين المختصمين حول رؤية الله، وذكر انهم استدلوا بحديث الشاب الأمرد الصحيح المرفوع، ولما ذكر هذا الحديث كان يذكر حجج الخصم الذين يرون ان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليلة المعراج كانت بالعين وقد اختار شيخ الاسلام أنها بالقلب ولم يكن يرى قولهم. لكنه ذكر حجج الخصم وما يعتقدونه ثم أجاب عليها... وهذا منهج معروف لابن تيمية، كثير من العلماء يفعلون ذلك. وهنا يصطاد خصوم ابن تيمية كثيرا في الماء العكر فربما طال الاستعراض بين الفريقين إلى صفحات كثيرة. فيعمد هؤلاء إلى إيهام العوام أن هذا كلام ابن تيمية.
وهذا واضح من البيان التالي :-
قال ابن تيمية في سوق كلام الفريقين حول الرؤية العينية لله «فابلغ ما يقال لمن يثبت رؤية العين ان ابن عباس اراد رؤية العين لوجوه....».
إلى أن قال «ابن ابي عاصم يرويه بلفظ رأيت ربي ولا يزيد». وذكر في (ص306) أن الزيادة على هذه اللفظة كان علماء الحديث يتركونها كما تركها ابن خزيمة والترمذي و ابن ابي عاصم». وذكر ابن تيمية أن بعضهم صححه حيث أن ظاهر إسناده يدل على الصحة (حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس) و لذا ذكره الدارقطني في الرؤية و لم يتعقبه.
والمعروف عند اهل الحديث أن الزيادة فيه هي من دس الكذاب عبد الكريم بن ابي العوجاء على حماد بن سلمة كما ذكره ابن عدي في الكامل. ولهذا قال ابن تيمية بعد إيراده الرواية تامة بأن «ان الحديث روي بلفظ:  لما اسري بي الى السماء رأيت ربي في صورة شاب أمرد نور يتلألأ و قد نهيت عن صفته. «قال رحمه الله «وهذه الألفاظ ينكر اهل المعرفة بالحديث ان تكون من الفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن هذا الحديث يبين ان حديث عكرمة المشهور كان بفؤاده» (ص323).
وهكذا يتبين تدليس الرافضة في بتر كلام كلامه رحمه الله. هذا مع جهلهم أو تجاهلهم ما في كتبهم. فقد جاء في بحار الأنوار3/307 تفسير القمي1/20 تفسير نور الثقلين3/130 تفسير نور الثقلين5/155 مجمع البحرين للطريحي2/116 « روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله رأى ربه في صورة شاب امرد».
وما نقلته عن ابن تيمية محكم صريح وواضح بخلاف نص استعراض الأقوال فلا يمكن التعلق به مع تجاهل النصوص الأخرى. ولكن وللأسف هذا فعل لصوص النصوص.

رواية الشاب الأمرد من كتب الشيعة

عن إبراهيم بن محمد الخراز ومحمد بن الحسين قالا: « دخلنا على أبي الحسن الرضا عليه السلام، فحكينا له ما روي أن محمداً رأى ربه في هيئة الشاب الموفق في سن أبناء ثلاثين سنة، رجلاه في خضره، وقلنا: إن هشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي يقولون إنه أجوف إلى السرة والباقي صمد» (أصول الكافي1/ 101 بحار الأنوار4/40 شرح  أصول الكافي5/444 للمازندراني التوحيد للصدوق).

الله يمسح رأس الحسين بيده

حدثني أبي رحمه الله عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني عن محمد بن سنان عن أبي سعيد القماط عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «بينما رسول الله صلى الله عليه وآله في منزل فاطمة عليها السلام والحسين في حجره إذ بكى وخر ساجدا ثم قال: يا فاطمة يا بنت محمد إن العلي الأعلى  تراءى لي في بيتك هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهيأ هيئة وقال لي: يا محمد أتحب الحسين عليه السلام فقلت: نعم قرة عيني وريحانتي وثمرة فؤادي وجلدة ما بين عيني فقال لي: يا محمد ووضع يده على رأس الحسين عليه السلام: بورك من مولود عليه بركاتي» (كامل الزيارات لابن قولويه ص141).

رواية الشاب الأمرد من كتب الصوفية والأشاعرة

يقول عبدالوهاب الشعراني «  لا يصح لعبد ان يري الذات المقدسه لانها تنفي بذاتها ان يكون في حضرتها سواها وهذا المثال هو المراد بقوله e  رأيت ربي في أحسن صوره. وفي رواية: « في صورة شاب» وهو المراد ايضا بقوله e «خلق الله آآدم على صورته» (الموازين الذرية المبينه لعقائد الفرق العليه ص7مخطوط).

جاء في كتاب جواهر المعاني مانصه:
«  وسألته رضي الله عنه عن معنى قوله تعالى في حق النبي e )ماكنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان( (الشورى) وفي الآية الأخرى (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) إلى غير ذلك من الآيات التي نحت هذا النحو مع حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت « من قال إن النبي e يعلم ما في غد فقد كفر أو ما هذا معناه مع أن علم الآولين والآخرين محمول في ذاته الشريفة، وهو الموصول إلى كافة الخلق كل على قدره.
 الجواب: إعلم أن النبي e كان يعلم علوم الأولين والآخرين إطلاقاً وشمولاً، ومن جملة ذلك العلم بالكتب الإلهية فضلاً عن القرآن وحده ويعلم مطالبة الإيمان بدايته ونهايته وماهية الإيمان وما يفسده وما يقويه، كل ذلك هو ثابت في حقيقته المحمدية e وأما قوله سبحانه وتعالى ) ماكنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان(فإن هذا الحال كان قبل النبوة لم يعلمه الله بحقيقة الإيمان ولا بكيفية تنزيل الكتاب ولا بماهية الرسالة وتفصيل مطالبها كل ذلك حجه عنه قبل النبوة وهو مكنوز في حقيقته المحمدية ولايعلمه ولا يشعر به حتى إذا كان زمن النبوة رفع الله عنه الحجب وأراه ف حقيقته المحمدية، يشهد لذلك قوله e «رأيت ربي في صورةشاب» ( جواهر المعاني وبلوغ الأماني ص167-168 طبعة جديدة ص79 طبعة قديمة).

النبي يرى ربه وهو يضع يده على رأس الحسين
حدثني أبي رحمه الله عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني عن محمد بن سنان عن أبي سعيد القماط عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «بينما رسول الله صلى الله عليه وآله في منزل فاطمة عليها السلام والحسين في حجره إذ بكى وخر ساجدا ثم قال: يا فاطمة يا بنت محمد إن العلي الأعلى  تراءى لي في بيتك هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهيأ هيئة وقال لي: يا محمد أتحب الحسين عليه السلام فقلت: نعم قرة عيني وريحانتي وثمرة فؤادي وجلدة ما بين عيني فقال لي: يا محمد ووضع يده على رأس الحسين عليه السلام: بورك من مولود عليه بركاتي» (كامل الزيارات لابن قولويه ص141).
رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في خضر عليه نعلان من ذهب
حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج ثنا يحيى بن بكير حدثنا أحمد بن رشدين ثنا يحيى بن سليمان الجعفي وأحمد بن صالح قالوا ثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه أن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب قالت: « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رأيت ربي في المنام في صورة شاب موقر في خضر عليه نعلان من ذهب وعلى وجهه فراش من ذهب الحديث» (رواه الطبراني 25/ 144(.
قال الهيثمي » قال ابن حبان أنه حديث منكر لأن عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري لم يسمع من أم الطفيل ذكره في ترجمة عمارة في الثقات« (مجمع الزوائد7/179).
قلت: وفيه مروان بن عثمان حكى الذهبي طعن أهل العلم فيه (ميزان الاعتدال7/42).
كذلك فعل الخطيب البغدادي في مروان بن عثمان (تاريخ بغداد13/311).
كذلك فعل ابن الجوزي في (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية1/29).
كذلك فعل ملا علي قاري في (تنزيه الشريعة 1/245).
وزعم الكوراني زورا أن الألباني صحح الحديث بهذا النص « رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في خضر عليه نعلان من ذهب. على وجهه فراش من ذهب» (الوهابية والتوحيد ص174).
والشيخ الألباني إنما صحح القسم الأول منه ( رأيت ربي في المنام في أحسن صورة). قال ابن أبي عاصم « وذكر كلاما». هكذا الرواية فقط من غير زيادة (عليه نعلان من ذهب كما فعل الكذاب الكوراني الذي أورد النص كاملا في كتابه بما فيه (عليه نعلان من ذهب..الخ) ثم زعم أن الألباني صححه بهذا النص.
قال الألباني «حديث صحيح بما قبله» والحديث الذي قبله هو هكذا (إن ربي أتاني الليلة في أحسن صورة). ثم قال الألباني «وإسناده ضعيف مظلم» (السنة لأبي عاصم ح رقم 471).
وأكرر بأن من صحح الرواية ليس وهابيا، وإنما يصححها على أنها منام. ويمكن للنبي أن يرى شيئا على خلاف حقيقته كما رأى إبراهيم أنه يذبح ولده اسماعيل ولم يفعل وكما رأى يوسف أن الشمس والقمر كانوا له ساجدين. وهذا تصريح بأن هذه رؤية منام. قال ابن الجوزي « ورؤيا المنام وهم والأوهام لا تكون حقائق، والإنسان يرى نفسه كأنه يطير أو كأنه قد صار بهيمة» (دفع شبه التشبيه ص150).
قال الحافظ بن طاهر المقدسي: « باطل موضوع قاتل الله واضعه فنسب بعضهم وضعه إلى نعيم بن حماد وكان يضع الحديث. قال أحمد بن حنبل هذا حديث منكر وقال ابن عقيل هذا حديث مقطوع بكذبه فكل ما ورد من هذا فكذب وفي رواية مروان بن عثمان مجهول قال النسائي ومن مروان حتى يصدق على الله قال البيهقي قد حمله بعضهم على أنه رآه في المنام قالوا إن رؤيا النوم قد تكون وهما جعله الله تعالى دلالة للرائي على ما كان أو يكون» (إيضاح الدليل1/205).

رأيت ربي في حظيرة من الفردوس

الحديث بتمامه « رأيت ربي في حظيرة من الفردوس في صورة شاب عليه تاج يلتمع البصر».
لا أصل له في شيء من كتب الحديث. وإنما أورده الهندي في كنز العمال من غير إسناد (كنز العمال1/228). وكنز العمال فهرس أحاديث وليس كتابا في الحديث كما هو حال السنن والمسانيد. وتعلق الرافضة بكتاب فهارس ليوهموا الناس أنه مصدر في الحديث مهزلة تضحك الثكالى وإنما هو ترتيب وفهرسة للمصادر.

رأيت ربي في صورة شابا موقرا رجلاه في خصر عليه نعلان من ذهب

نعيم بن حماد، حدثنا ابن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبى هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: رأيت ربى في أحسن صورة شابا موقرا رجلاه في خضر عليه نعلان من ذهب».
قال الذهبي « قال أبو عبد الرحمن النسائي: ومن مروان حتى يصدق على الله تعالى»؟
هذا الحديث موجود في كتب نقد الرواة (ميزان الاعتدال1/594) وليس في كتب الحديث كالبخاري ومسلم.
قال الذهبي « وقال ابن عدى: حدثنا عبد الله بن عبدالحميد الواسطي، حدثنا النضر بن سلمة شاذان، حدثنا الاسود بن عامر، عن حماد، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس أن محمدا رأى ربه في صورة شاب أمرد دونه ستر من لؤلؤ قدميه أو رجليه في خضرة» (ميزان الاعتدال4/269).
وفيه النضر بن سلمة شاذان المروزي: كان يفتعل الحديث ولم يكن بصدوق. وكان إسماعيل بن أبى أويس يذكره بذكر سوء وقال عبد العزيز الأويسي وإسماعيل بن أبى أويس إن شاذان أخذ كتبنا فنسخها ولم يعارض بها ولم يسمع منا وذكراه بالسوء» (الجرح والتعديل8/480).
عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل أنها سمعت النبي يقول «رأيت ربي في أحسن صورة شاباً موقراً رجلاه في خصر عليه نعلان من ذهب» (ميزان الاِعتدال للذهبي4/269).
قلت « سكت المدلس عن قول الذهبي قال أبو عبد الرحمان النسائي ومن مروان حتى يصدق على الله تعالى».
ورواه البغدادي في (تاريخه13/311):
أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد بن يوسف العلاف قالا أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا محمد بن إسماعيل هو الترمذي حدثنا نعيم بن حماد حدثنا بن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي أنها سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يذكر أنه رأى ربه تعالى في المنام في أحسن صورة شابا موفرا رجلاه في خف عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب
وحتى لو صحح علماؤنا الحديث فإنهم يفعلون ذاك بالنظر إلى السند ولم يقبلوا بالرواية لنكارة متنها. ودليل ذلك أنك لا تجد في كتاب من كتب عقائد أهل السنة من يصرح بأنهم يعتقدون بهذا الحديث. وهناك أحاديث قليلة تتضمن النكارة في متنها مع صحة إسنادها مع حديث أبي سفيان في عرض تزويج ابنته أم حبيبة إلى النبي واتخاذ معاوية كاتبا عنده. ونحن نطلب من الشيعة أن يأتوا بكتاب واحد معتبر يؤكد أن هذه عقيدتنا أن الله على هيئة شاب أمرد.
وقد أورد القمي في تفسيره هذه الرواية ولم يستنكرها فهي استحسان منه لها.
قال: « قال أبو الحسن علي بن ابراهيم بن هاشم حدثني ابي عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال قال يا احمد ما الخلاف بينكم وبين اصحاب هشام بن الحكم في التوحيد فقلت جعلت فداك قلنا نحن بالصورة للحديث الذي روي ان رسول الله صلى الله عليه وآله راى ربه في صورة شاب» (تفسير القمي1/20).
وقد حكم الخوئي بصحة جميع روايات مشايخ القمي في تفسيره (معجم رجال الحديث1/49).
عن أم طفيل امرأة أبي بن كعب قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في خف عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراش من ذهب». قال الهيثمي (مجمع الزوائد7/130) الحديث رواه الطبراني.
إلى هنا اكتفى المدلس الرافضي. وبقية كلام صاحب المجمع هكذا: « وقال ابن حبان أنه حديث منكر لأن عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري لم يسمع من أم الطفيل ذكره في ترجمة عمارة في الثقات» (أنظر المجمع7/179).
والحديث رواه البغدادي في تاريخه أن عبد الرحمن النسوي قال: « ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله»؟ (13/311) .
ورواه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق ثم قال « روى هذا الحديث نعيم بن حماد عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن معاوية عن النبي نحوه وليس لهذا الحديث أصل ولا يعرف من حديث ابن المبارك ولا أدري من أين جاء به نعيم وكان نعيم يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها وسمعت يحيى بن معين يسأل عنه فقال ليس في الحديث بشيء ولكنه كان صاحب سنة» (تاريخ دمشق62/161).
وقال ابن الجوزي في العلل « وذكر ابو بكر الخلال في كتاب العلل قال اخبرني محمد بن علي قال حدثني مهنى قال سألت ابا عبد الله احمد بن حنبل عن هذا الحديث فحول وجهه عني قال هذا حديث منكر وقال لا يعرف هذا رجل مجهول يعني مروان بن عثمان قال ولا يعرف ايضا عن عمارة بن عامر» (العلل التناهية1/29).
قال الشوكاني « رواه الخطيب عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب وهو موضوع وفي إسناده وضاع وكذاب ومجهول وقد رواه الطبراني من طرق بألفاظ تقارب هذا» (العلل التناهية1/447).
أنتهى 
كتبه : فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن سعيد دمشقية حفظة الله 
نقل - فيصل بن محمد الشقحاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق