الخميس، 21 أغسطس 2014

مصيبة المصائب لأحمد الكبيسي ذمه لكاتب الوحي معاوية والإمام محمد بن عبد الوهاب

مصيبة المصائب لأحمد الكبيسي ذمه لكاتب الوحي معاوية والإمام محمد بن عبد الوهاب

     
17/10/1435هـ.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد؛
فقد استمعت من بعض المواقع في شبكة المعلومات (الإنترنت) لكلام تفوه به أحمد الكبيسي العراقي المقيم في دولة الإمارات، حمل فيه حملة شعواء على أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما وعلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ولا أريد نقل كلامه المنفلت في ذلك، وكل من يطلع عليه يتضح له أنه ظلم نفسه قبل ظلمه لغيره وأنه أساء إلى نفسه قبل إساءته لغيره.
وحول هذا الموضوع أنبه على أمور:

الأول: غفل الكبيسي عند التفوه بكلامه المشين عما دلت عليه الآيات الكريمة والأحاديث الصحيحة في حفظ اللسان من الكلام إلا في خير، ومن ذلك قول الله عز وجل: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }، وقوله: { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ }،وقوله: { إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}، وقوله: { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }،وقوله: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا}،وقوله: { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﭼ،وقوله: { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }، وقوله: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» رواه البخاري ومسلم، وقوله: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة» ـ يعني: اللسان والفرج ـ رواه البخاري، وقوله: »المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» رواه البخاري ومسلم، وقوله في آخر وصيته صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: «وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وقوله: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار» رواه مسلم، وقوله: «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: «ذكرك أخاك بما يكره» قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته» رواه مسلم.
الثاني: قال الكبيسي: «والله العظيم مصيبة هذه الأمة من معاوية»، أقول: هذه يمين غموس؛ لأنها حلف على خبر غير صحيح في غاية البطلان، وقال لمن يخاطبه معظما معاوية رضي الله عنه اللهم احشرني مع علي وأنت إن شاء الله يحشرك مع معاوية. وأنا أقول: أسأل الله عز وجل أن يحشرني مع علي ومعاوية وغيرهما من الصحابة الكرام الذين وعدهم الله الحسنى في قوله: {وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}،{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }،{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }، وقد كتبت كلمة بعنوان : (من فضائل الصحابة وكلام المنصفين فيهم عموما وفي معاوية خصوصا) نشرت بتاريخ 6/9/1433هـ، وكتبت رسالة بعنوان: (من أقوال المنصفين في الصحابي الخليفة معاوية رضي الله عنه) طبعت مفردة وطبعت ضمن مجموع كتبي ورسائلي 6/399، وكتبت رسالة بعنوان: (الانتصار للصحابة الأخيار في رد أباطيل حسن المالكي، والانتصار لأهل السنة والحديث في رد أباطيل حسن المالكي) طبعتا منفردتين وطبعتا ضمن مجموعة كتبي ورسائلي 7/35-179، وكتبت كلمة في الرد عليه بعنوان (الزنديق الرافضي حسن المالكي يفضل الخميني على كاتب الوحي معاوية رضي الله عنه نشرت بتاريخ 16/2/1434هـ.
الثالث: ذكر الكبيسي الفرقة الداعشية التي ظهرت في العراق وألحق بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ووصفهما بأنهما صناعة يهودية، وما أعظم جنايته على نفسه في هذا الكلام القبيح الذي سوى فيه بين الحق والباطل وألحق فيه المحقين بالمبطلين {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}،{أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}، وقد كتبت كلمة بعنوان: (فتنة الخلافة الداعشية العراقية المزعومة) نشرت في 28/9/1435هـ، وكتبت رسالة بعنوان: (منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التأليف) ذكرت فيها دعوته الإصلاحية وأنه لم يأت بشيء جديد بل هو مجدد لما كان عليه سلف الأمة وهو اتباع الكتاب والسنة، وأنه من قبيلة بني تميم الذين أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ببقائهم إلى آخر الزمان، وأنهم أشد الناس على الدجال، طبعت مفردة وطبعت ضمن مجموعة كتبي ورسائلي 5/39، ولا أدري من هم اليهود الذين عناهم بكلامه! هل هم الذين اغتصبوا أرض فلسطين؟ أو أنهم غيرهم؟! فإن كان عناهم فدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بدأت في منتصف القرن الثاني عشر الهجري، واغتصاب اليهود لأرض فلسطين في القرن الرابع عشر الهجري، وهو نظير من قال عن شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة 728هـ أنه وهابي والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله جاء بعده بعدة قرون، وممن طعن في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن الثالث عشر داود بن جرجيس العراقي ـ وقد رد عليه جماعة من العلماء ـ والكبيسي من ورثته في هذا الزمان، وأبرز الذين هم على منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الدعوة إلى الحق والهدى واتباع ما كان عليه سلف الأمة في هذا الزمان شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله المتوفى سنة 1420هـ، وشتان ما بين الوارثَين والموروثَين، وأما وصفه الخليفة الداعشي بأنه كلب ابن كلب، فهذا ليس من أساليب العلماء وطلبة العلم بل ولا عمار المساجد.
وما أحسن ما قاله ابن القيم في كتابه (الجواب الكافي ص 203): «ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنى والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول».
وأسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين ويهدي من ضل منهم إلى الصراط المستقيم ويخرجهم من الظلمات إلى النور إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

- See more at: http://www.al-abbaad.com/index.php/articles/126-1435-10-17#sthash.htHUGPLK.dpuf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق