الاثنين، 28 يوليو 2014

لماذا الحملة على السيد السيستاني؟ ولماذا الآن-عماد علي الهلالي

لماذا الحملة على السيد السيستاني؟ ولماذا الآن-عماد علي الهلالي
يسأل البعض ببراءة: لماذا الحملة على السيد السيستاني، ولماذا هذا التشويش..
وهذا السؤال كنا نتوقعه بالتأكيد، فإننا قلنا أن الناس لم يطلعوا عن قرب على السيد السيستاني فصنعوا له صورة خيالية عظيمة جداً والإنسان يلتذ بالخيال أحياناً أكثر من الواقع، وأنا خدشت بالصورة الخيالية تلك وأردت منهم أن يدافعوا بأدلة عقلية ليعيدوا فهمهم للسيد السيستاني وفق الدليل العقلي والمعطيات الواقعية فحسب. لأني أعتقد أن تلك الصورة الخيالية دخل فيها الإفراط والغلو كثيراً فنصوروا فيه بعض الصفات الخيالية والألقاب التي جعلت الآخرين يسخرون من العقلية العراقية. وقد وصل البعض بهم الى التشهير بي ومحاولة التسقيط في الوقت الذي يجاملون الذين يكفرون بالله تعالى ويجحدون أنبياءه.
ونحن في عصر العقل والوعي والحوار العقلي وقد كلمت معهم بصورة حضارية وأدلة عقلية ليست تخصصية، بل بلغة عامة. فلجأوا إلى ترهيب الناس، حتى قال لي بعضهم على الخاص إن السيد السيستاني راح (يشور بيك).
فبينت للإخوة أن عطاء الرجل العلمي ليس كبيراً إلى درجة أنه رغم الفترة الطويلة من التدريس لم يخرج مجتهداً واحداً، ومستوى طلبته العلمي ليس كبيراً، بل الشائعة التي يشيعونها عليه من أنه أعلم أهل الأرض بعلم الفلك ليست صحيحة.
كما أنه ليس هناك شياع ولا تسالم حول أعلميته، ونقلت للإخوة بكل أمانة تعبير السيد أحمد المددي حين أخذ بحوث السيد السيستاني وعرضها على لجنة الفقهاء وكان هو أحدهم وظهر له أن بحوث السيد السيستاني ليست بالمستوى الذي كان يظنه.
وأخبرتكم أن الناس عدلت بعد السيد الخوئي الى السيد السبزواري وكان زعيم الحوزة وقتها لعدة أشهر حتى اغتيل او توفي، ثم إن تلك الفترة كانت تشهد عدة مرجعيات لبعض طلبة السيد الخوئي الأشهر منه كالشيخ الغروي وكانت مرجعية السيد الصدر في التسعينيات على أشدها، ومرجعيات في إيران ذات قواعد كبيرة، وذكرت للإخوة اعترافات من نفس موقع السيد السيستاني أن مرجعيته لم تكن مطلقة بل كان هناك مراجع آخرون، ادعى كاتب سيرة السيد السيستاني في موقعه الإلكتروني أن مقلدي أولئك المراجع انتقلوا الى تقليد السيد السيستاني ولا اعرف كيف تسنى له احصاؤهم..
ونحن نعتقد أن الذين شهدوا بأعلمية السيد السيستاني على علماء النجف الآخرين لم يكونوا في ذلك الوقت ممن اطلع على بحوث السيد السيستاني وبحوث الآخرين في النجف فلم يمكنهم المقارنة، ولكنهم لما قيل لهم ان السيد الصدر عميل لصدام سارعوا لجهاد صدام بنصرة المرجع الآخر لإفشال مخطط السلطة المزعوم، ونعرف ذلك من المبالغة التي وصفوا بها السيد السيستاني ثم إن بعضهم سحب تلك الشهادة..
خذ مثلا قول السيد كمال الحيدري عن السيد السيستاني عام 1997 إن المرجعية تمثل علاقة الناس بعالم الغيب وهي حصراً في السيد السيستاني.. ثم تعلمون كيف أصبح السيد السيستاني إرادة بريطانيا في نظر السيد الحيدري مؤخراً.
وبعد استشهاد السيد الصدر الثاني وفي أواخر حياته الشريفة كانت المرجعية متقسمة بالدرجة الأولى في العراق بين قسمين مقلدي السيد الصدر ومقلدي السيد السيستاني، وهناك تقليد قليل للشيخ الفياض والسيد الحائري..
ومع سقوط النظام الصدامي عام 2003 حصلت تغير إعلامي كبير وانتبه الناس إلى الحوزة فأثر بهم الإعلام كثيراً وتحت ضغط الحاجة إلى الحوزة العلمية وإرشاد المرجعية التف الناس على السيد السيستاني ولم يشأ أحد أن يخدش روح التوافق ومحبة الوحدة لنا الناس في ذلك الظرف الحرج، وكان أن أخطأ بعض الذين قرأوا الساحة الاجتماعية وعلاقتها بمرجعيات النجف. ومنهم المسؤولين عن الملف العراقي في الحكومة الإيرانية، فربما تصوروا أن هناك عدة شخصيات مرجعية في النجف وأنها لا يمكن التعامل معها أو فرض مرجعية السيد الخامنائي لا سيما مع حساسية التدخل الإيراني بالنسبة لمكونات المجتممع العراقي الإخرى، فتبدلت سياسة بعض القوى السياسية القادمة من إيران إلى الدفاع عن مرجعية السيد السيستاني بدل نشر ولاية السيد الخامنائي، فأرادوا بالدرجة الأساس غلق الباب أمام عدد من المراجع فاخترعوا مصطلح المراجع الأربعة مع أن أحد أولئك المراجع لا وجود يذكر لمقلديه في الشارع، وأصبح مصطلح المراجع الأربعة سوراً وقائياً يعلم المطلع على الشأن الحوزوي أن لا قيمة له فقهياً ولا فعلياً، فإن كل شخص يرجع إلى مرجعه وكفى، وقد نقلنا لكم في بعض التعليقات أن بعض القوى السياسية كان هو من يوزع الكتاب الذي ذكر فيه أن لجنة الفقهاء في إيران استبعدت السيد السيستاني من احتمالية الأعلمية شرعية التقليد يومها، وفي الكتاب الذي أرفقنا لكم رابطه كلمة للسيد أحمد المددي الذي هو من أبرز طلبة السيد السيستاني وقوله أن بحوث أستاذه لم تكن بالمستوى الذي كان يظنونه هو وبقية طلبة السيد هناك. وفي الكتاب أشياء مهمة تعرض نزاهة تلك اللجنة وتقوى أعضائها ومنهم السيد المددي إذ عرضت عليهم رشوة من بريطانيا ملايين الجنيهات لإدراج اسم أحد المرجعيات إلى قائمة من يجوز تقليدهم فصمدوا أمام الإغراءات المالية الهائلة.
ومن العجيب أن ذلك المكون السياسي يترك ولاية السيد علي الخامنئي وهو يطرح ولاية عالمية ولديه جيش ودولة وولاية عالمية ويرتبط بمرجعية السيد السيستاني الذي لا يقول بولاية الفقيه.. ولكنهم ربما أرادوا تصميم شيء مناسب يلائم الوضع العراقي وغلا فإني اطلعت على مؤتمر لهم بعد سنوات من سقوط النظام يناقش العدول من ولاية السيد الخامنئي إلى مرجعية السيد السيستاني ولم يعرضوا للناس توصيات المؤتمر..
ثم وبعد حين ألحت حاجة إلى تمييز السيد السيستاني عن سائر المراجع فاخترعوا مصطلح المرجع الأعلى، ولا معنى له فقهيا كما بينا لكم وذكرنا أن من اخترع هذا المصطلح هو الشيخ محمد مهدي شمس الدين ومجموعة من الفضلاء ونقلنا لكم اعتذاره..
وصبرنا كل تلك الفترة احتراماً للوضع الاجتماعي القلق.
ولكن بعد كل هذه السنين وبعد النفوذ الذي تمتعت به مرجعية السيد السيستاني والإمكانيات المالية الهائلة لم يتقدم الوضع كثيراً في العراق إلا بمقدار ما يتجه إليه الوضع العام، ولم يتقدم وضع الحوزة العلمية بل زاد ضعفها بحسب ما نرى، ومشاكل أخرى كثيرة سنبينها للإخوة القراء تباعاً..
منها سيطرة قوة في براني السيد السيستاني على القرارات والمقدرات وبحسب ما نظن على السيد نفسه فصارت البيانات تصدر منهم ويموهون أنها عن السيد نفسه ونقلنا لكم طرفاً منها.
كل ذلك بلغة عصرية وباحترام لعقولهم وفتحنا باب الحوار على مصراعيه ولم نشترط سوى احترام الحاضرين وعدم الخروج عن الموضوع..
وكان صبرنا من أجل وحدة المذهب ولمصلحة أهل المذهب، ولكن غطرسة القوى المستفيدة من مرجعية السيد السيستاني والحاكمة عليه وصلت إلى حد المغامرة بالمذهب، فقاموا بتعطيل إقرار قانون الأحوال الجعفرية ورفض شرع الله أن يطبق في الأرض دون أن يقدموا عذراً مناسباً بل نطقت عنهم الحواشي وشخصيات لا نعرف ما هي.
فأحببنا الآن أن نقدم هذه التوعية لأبناء مجتمعنا ونحن نعلم أنها صعبة عليهم لأننا تركناهم لسنين طويلة، ولكطننا نظن أن المتلقي لو استعمل عقله وفكر بإنصاف سيجد أن ما نقوله أقرب إلى الواقع من التهويلات والخرافات التي بنوا عليها مرجعية السيد السيستاني، فأحببنا أن نعيد بناء تقييمنا للسيد السيستاني من جديد وليعدوا معي البناء خطوة خطوة وبالدليل العقلي.
فهذا سرالتوقيت، ولأنني أحس بالتقصير تجاه مجتمعي إذ كتمت شهادتي طيلة هذه الفترة فأردت التعويض الآن ولا يهمني أن أزعلت بعض الإخوة..
فمن أراد المشاركة في المناقشة فليطرح ما لديه والعقل هو القاضي بيننا..
وشرطنا في التعليق هو احترام الشخصيات جميعاً، والطرح العقلي لا التمنيات والتخمينات العاطفية، والالتزام بوحدة الموضوع..

http://www.sistaninew.com/new/news.php?action=view&id=23

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق