الخميس، 3 أبريل 2014

قراءة نقدية لكتاب "أوثق المعايير" مؤلفةحماد الخاطري


قراءة نقدية لكتاب "أوثق المعايير" لمؤلفةحماد الخاطري 

نقد ... ليت المؤلف قصر عمله على الجمع ولم يحاول تأصيل الأنساب 


ربما كان البحث في علم الأنساب واحداً من الأمور التي تستحق العناء حين يكون جمع أنساب القبائل المعاصرة وتأصيل نسبتها إلى القبائل القديمة تأصيلاً تاريخياً قائماً على أدلة علمية لا يرقى إليها الشك، ومن الصعب بحق الوصول إلى الأصل القديم لنسب أي قبيلة معاصرة إن لم يكن مدعوماً بالأدلة القوية التي تدحض أي رأي معارض. ما قادني إلى كتابة هذا المدخل هو اطلاعي على كتاب “أوثق المعايير في نسب بني ياس والمناصير” للباحث حماد بن عبدالله الخاطري، الصادر عن مركز البحوث والوثائق بوزارة شؤون الرئاسة في دولة الإمارات العربية المتحدة العام 2007.

عرفت الأستاذ حماد الخاطري باحثاً دؤوباً في جمع أنساب قبائل دولة الإمارات المعاصرة، وعلمت أنه يحاول تأصيل نسبة هذه القبائل بما يراه صحيحاً، ولم أتمكن من الاطلاع على إنجازه قبيل طبعه كما اطلع غيري عليه كله أو بعضه، وليته قصر عمله هذا على الجمع فقط ولم يحاول تأصيل ما جمعه من أنساب ونسبتها إلى قبائل عربية قديمة بناء على ما رأى أنها دلائل قوية عضدتها قرائن هي من الصحة بمكان، ليت الأستاذ الكريم لم يفعل ذلك حيث نسب هذه القبائل إلى مجموع قبائل قضاعة، معتمدا على أشعار متأخرة يحوطها الشك وقرائن تشابه أسماء بعض القبائل المعاصرة وبطونها في قضاعة القديمة وما تشابه منها مع قبائل معاصرة، محاولاً إرجاع نسب بني ياس إلى شخصية قديمة مجهولة هي إياس بن عبد الأعلم الكلبي، وإرجاع نسب المناصير إلى منصور بن جمهور الكلبي، أحد قادة الأمويين، معتمدا على “كتاب نسب معد واليمن الكبير” لهشام بن محمد الكلبي (ت 204ه).

وأنا حين أسجل ملاحظتي هذه فإني أختلف مع الباحث الكريم في كثير مما جاء به من حيث شخصية إياس بن عبد الأعلم ونسب بني ياس والمناصير وما جاء به من أدلة وقرائن رأى أنها فوق النقد، وأورد هذه الافتراضات على أنها أدلة مقنعة وصل بها إلى أن النتائج التي ارتآها لا تقبل الشك والنقد وأنه قد سُلم بها تسليما نهائيا، مما يخالف منهج البحث العلمي.. وأنطلق من رؤيتي التخصصية في المخطوطات والنسب العربي القديم وتراث هشام بن محمد الكلبي ودراستي لقبيلة قضاعة وتاريخها القديم وآدابها(1).

نحن لا نختلف على عروبة هذه القبائل الموجودة في هذه المنطقة، ولعلها كانت امتدادا للقبائل التي عاشت في هذه المنطقة في الجاهلية وفترات الإسلام كقبائل الأزد وعبد القيس وتميم وبكر وغيرها من قبائل لم تصلنا أكثر أخبارها، قد يكون ما سمعه الأستاذ حماد صحيحاً من أن هذه القبائل المعاصرة ربما تعود إلى قضاعة، لكننا حين نؤمن بذلك علينا أن نعود إلى الأدلة والبراهين التي تؤيد ما نقول، لا أن تكون أدلتنا عرضة للنقد والدحض، ومن ثم فإن الحقيقة هنا غائبة، وليس لنا إلا أن ننظر إلى ما ساقه الأستاذ حماد بعين الشك إلى أن تثبت صحته أو يثبت ما يعضده.
من هو “ياس”؟
أشار الخاطري إلى أن نسب بني ياس يعود إلى إياس بن عبد الأعلم بن برسم بن الأسعد، من قبيلة كلب،(أوثق المعايير 86) اعتماداً على قصيدة للشيخ بطي الفلاسي تعود إلى ما يقارب ثلاثمائة سنة قال فيها:

إنا بنو جبلة بن أحمد عصبة والجد من ياس بن عبد الأعلمي

ومن يقصده الشاعر هو جبلة بن أحمد بن إياس بن عبد الأعلم (نسب معد واليمن2/401)(2)، وهذا في نظر الخاطري دليل على هذه النسبة، كما أورد نسب ست وعشرين شخصاً قد تسموا بإياس في العرب في مقدمتهم إياس بن عبد الأعلم، الذي رأى أنه جد قبائل بني ياس، وفي بحثي عن نسب إياس بن عبد الأعلم لم أجد شيئا يشفي الغليل سوى ما ذكره ابن الكلبي، وقد ذكروا أن حفيده جبلة بن أحمد هو الذي شدد في الاسلام مع محمد بن عمير بن عطارد التميمي حلفاً جاهلياً قديماً كان بين قبيلتي كلب وتميم، ولم أجد سوى ذلك من المعلومات، ومن ثم يكون هذا الرجل نكرة أمام الباحثين في الأنساب القديمة، فجبلة بن أحمد هناك لبس في اسمه، فهو يرد بهذا الاسم في كتاب نسب معد واليمن لابن الكلبي في طبعتيه المعروفتين بتحقيق ناجي حسن وتحقيق محمد فردوس العظم، وأنا أشك في ذلك، فلم أجد من تسمى بأحمد في صدر الاسلام أو حتى عصر بني أمية، وجبلة هذا معاصر للفرزدق الشاعر الذي توفي في أوائل القرن الثاني الهجري(110ه)، ومعنى ذلك أن أحمد أقدم منه، وأنا لا أثق تماما في الضبط الموجود في طبعتي كتاب نسب معد واليمن الموجودتين بسبب أخطاء مخطوطة الكتاب، ولعل الصواب أن اسمه جبلة بن الخمة، كما ذكر الوزير المغربي (الإيناس في علم الأنساب 65)(3)، والوزير المغربي عالم في النسب قد اعتمد على مخطوطة قديمة وثيقة من كتاب نسب معد واليمن، ومع هذا فربما كان اسمه غير ذلك، أما الجد عبد الأعلم فهو اسم جاهلي لصنم يدعى الأعلم، وهذا يعني أنه قد عاش قبل الاسلام، أما ابنه إياس الذي هو محور حديثنا فهو ربما عاش في أواخر الجاهلية وأول الإسلام لأن حفيده جبلة كان في عصر بني أمية، لكن إياسا هذا يبقى شخصية مجهولة، وليس له ذكر في كتب الصحابة كالاستيعاب لابن عبد البر أو الطبقات الكبرى لابن سعد أو أسد الغابة لابن الأثير أو الإصابة لابن حجر، وهو أكملها وأوفاها، كما أن كتب النسب المتأخرة ك “الإكمال” لابن ماكولا أو “الأنساب” للسمعاني أو “اللباب في تهذيب الأنساب” لابن الأثير أو “الاتصال في مختلف النسبة” للحافظ مغلطاي لم تذكر شخصاً اسمه إياس تنسب له قبائل أو بطون فيقال” الياسي أو الإياسي”، مما يدل على أنه مجهول الشخصية وأنه لم يكن ممن مرت أسماؤهم على علماء النسب فذكروا أن لهم ذرية تنسب إليهم.
وإذا كانت النسبة صحيحة إلى جد قديم اسمه إياس ثم نطق اسمه في وقت متأخر باسم ياس فإن المسألة شائكة لأننا أمام عدد وفير ممن حمل هذا الاسم في قبائل عديدة، ومن العجالة أن ننسبه لإياس بن عبدالأعلم الكلبي لأن القبائل الأخرى من حقها أيضا أن ينسب لها هذا الاسم إذا كانت نسبته في كلب غير مؤكدة بالدلائل القاطعة، كذلك فإنه لا يوجد كتاب واحد من كتب النسب والتاريخ المتقدمة ما يشير إلى أنه كان في منطقتنا هذه قوم يدعون “بنو ياس” في ذلك الوقت، ولعل كتاب الأنساب للعوتبي من القرن الخامس الهجري هو الأقرب إلينا ممن سجل انساب قبائل الجاهلية التي انتقلت إلى مناطق عمان القديمة، أما كتب النسب التي جاءت بعده أو العلماء الذين ألفوها كالقلقشندي وابن سعيد المغربي وغيرهم ومن تأخر منهم فلم يذكروها، وإن ذكرهم لبطون معاصرة من قضاعة تتشابه في أسمائها مع بعض البطون الموجودة حاليا في قبائل بني ياس ليس دليلاً يؤخذ به.

كذلك فإن الدويلات التي وجدت متأخرة في هذه المنطقة كانت تنتسب إلى اسماء حديثة في الأغلب العام عدا بعض من اشتهر بنسبه القديم كبني نبهان مثلا، ولو كان لبني ياس ذكر متقدم لذكره من عاصروا تلك الدول وأرخوا لها ولكانوا قد سمعوا هذا النسب ممن قبلهم، لكن الاسم حديث ولا يمكن أن ينسب بنو ياس أنفسهم إلى جد قديم من دون مرتكز يسند ذلك، ولعل انتماءهم لبني ياس قد عززه أمر ما دعاهم لتكوين الحلف والاعتداد به كتكاتفهم لصد عدو ضخم العدة والرجال مثلا.

والذي أراه أن “ياس” الذي تنسب إليه قبائل بني ياس ليس متقدما في التاريخ وإلا لذكرته المصادر، والقبائل المعاصرة لا تحتفظ بنسبها القديم بسبب غياب التدوين، وربما كان هذا الجد متأخرا في فترة تقارب الخمسمائة سنة على أكثر تقدير أو بعدها بقليل، وأن هذه القبائل تنتمي إليه بالنسب وهو جماع نسبها فشكلت حلفا دخلته معها قبائل أخرى بطريقة أو بأخرى، ولو كان ياس هذا جدا قديما لضاع اسمه أيضا فيما ضاع من أسماء أخرى على امتداد تاريخ هذه القبائل الممتد، ولكنه بقي في ذاكرة الناس لأنه قريب العهد، ولكننا لا نملك عنه أية مصادر أو معلومات.

كذلك ما يذهب إليه الأستاذ حماد من ان بني ياس كانوا موجودين في “مزيرعة” في القرون الأخيرة بدلا من عبد القيس الذين كانوا موجودين في القرن السابع الهجري بشهادة ياقوت الحموي، معتمداً على بيت في قصيدة الشيخ بطي الفلاسي:

حنا وطينا عبد قيس بأرضها وأضحى نخلها بين ياس يقسمي

لا يمكن الركون إليه، فليس من دليل على وجودها هنا منذ ثمانمائة سنة، حين ذكر أن دولة بني عبد القيس قد انهارت معتمدا على كتاب “تحفة المستفيد”، وكون الدولة منهارة لا يعني زوال أهلها، وليس من الصواب الاعتقاد أن بني ياس قد تولوا الزمام وقتذاك مباشرة في القرن السابع الهجري فلا دليل على ذلك، وربما عنى الشيخ بطي الفلاسي وقعة أخرى بين بني ياس وعبد القيس غير ما قصده حماد، هذا ان كنا نثق في ما قاله بطي الفلاسي ثقة تامة، لأن الحروب والغارات كانت دائمة في ذلك الزمان بكثرة ولا يمكن تحديد إحداها على أنها الحرب الفاصلة دون دليل.


--------------------------------------------------------------------------------

ضعف الأدلة والقرائن

كان ما عده الأستاذ حماد أدلة شعرية هي الأصول التي رآها أدلة قطعية قام عليها هذا البحث، فرأى أن هذه الأبيات يمكن أن تقوم عليها نسبة حلف كبير ومجموعة قبلية معاصرة ضخمة العدد هي قبائل بني ياس والمناصير، وقد غفل الباحث الكريم عن أن أي دليل لابد ان يمحص ويبحث حوله البحث العميق لنصل إلى مرحلة نطمئن إليه فيها اطمئناناً تاماً يمكن أن يؤدي إلى نتيجة علمية سليمة، هذا بالإضافة إلى أنه لا يمكن الاطمئنان إلى دليل واحد فقط مهما كانت حجيته في مسألة هامة كمسألة تأصيل نسبة قبائل معاصرة بعد العهد بها عن أصولها القديمة.
كان المنطلق في ذلك قصيدة للشيخ أبي سهيل بطي الفلاسي، وهي قصيدة بين العامية والفصحى، يغلب عليها الكسر والإقواء (اختلاف إعراب القوافي) والاختلال في الإعراب، وقد كانت هذه القصيدة في مخطوط يحتفظ به الشيخ ناصر بن علي آل ثاني، فيه رواية الشيخ محمد بن أحمد آل ثاني، وعمرها يزيد على مائتي عام، ونصها “اليبلة المعروفين ببني ياس، ولد يبلة بن أحمد الياسي الكلبي، راعي الحلف بين قضاعة وتميم، قبيلتنا مع محمد بن عمير بن عطارد بن آل سعدي التميمي، انقطعوا عن نهد ونزلوا عمانات ويسمون الحلقة، وكبيرهم فلاح بن هلال بن فلاح اليبلي الياسي بني هلال الهلالات” (أوثق المعايير97) قال الشيخ بطي الفلاسي:

قال الفلاسي أبو سهيل الذي هاضه مسايل بنت خيرة هاشمي
يابنت بنت الرسول تمهلي فينا وسالي من يعرف ويعلمي
لا تعجلي يابنت بنت محمد صلى الإله على الرسول وسلمي
نفسي الفداء لبنت آل محمد أنعم بمنسبهم وانعم واكرمي
إنا لكم حلف ونصرة جدكم منا ذا ثار العجاج وقتّمي
إن بني جبلة بن أحمد عصبة والجد من ياس بن عبد الأعلم
(أوثق المعايير231)

هذه القصيدة كانت دليلاً لا يدحض عند الأستاذ حماد بقوله “ويجد المتأمل في قصيدة الشيخ ابو سهيل بطي الفلاسي أن هذا هذا الشاعر قد أوضح بيقين لا يقبل الشك انتماءه إلى قضاعة” (أوثق المعايير 230) وهذا الأسلوب في الحكم بيقينية الأدلة التي طرحها مخالف لمنهج البحث العلمي، وهو ما يتكرر كثيرا في هذا الكتاب من دون أن يترك لنفسه صحة التدليل تاريخياً ووثائقياً على كل دليل. وهذا الدليل الذي طرحه الأستاذ حماد مردود لعدة اسباب، منها أننا لا يمكن أن نصدق أي شعر مثل هذا وصل إلينا من دون أن يكون له دليل تاريخي يسنده، ولا يوجد دليل تاريخي يمكن الركون إليه ركوناً تاماً مما يضعف هذا الدليل. 
هذه القصيدة تفتقد المصداقية التوثيقية، فما أتى به الأستاذ حماد صورة عن القصيدة الموجودة عند صاحبها من آل ثاني، ولا بد في علم الوثائق من إيراد صورة النسخة الأصلية، وحتى لو كانت الأصلية موجودة فهي عرضة للنقد لتقارب عمرها الزمني، وحين تظهر في انجلترا مثلا قصيدة بخط قديم منسوبة إلى شكسبير أو ملتون أو غيرهما على سبيل المثال فإن الباحثين يتحركون بشدة لإثبات صحة هذه القصيدة أو نفيها بعرضها على الخبراء المتخصصين في أدب الاشعار والوثائق المعاصرة له ولغة الوثيقة ومصادرها ومن تملكها وحازها على مر القرون والحبر الذي كتبت به والنوعية الكيميائية للورق الذي يختلف بتركيبته من عصر إلى عصر، ثم يثبت ذلك أو ينفى بشهادة الخبراء، ومع ذلك يظل الأمر محل بحث وتنقيب. وهذا ما لا نلحظه في تصحيح نسبة هذه الوثيقة، أما خامس ذلك فالقصيدة يغيب عنها الحياد، فمن الممكن أن ينسب كل منا أسرته إلى آل البيت مثلا اعتمادا على شعر قاله أحد أجداده دون دليل، وهذا الشاعر قد سمع شيئا من نسبة قبيلته إلى قضاعة فأحب أن يفتخر بذلك مما يغيب الموضوعية والحياد عن القصيدة.. هذا إذا صحت نسبة هذه القصيدة لهذا الشاعر المجهول.

وهذه الأدلة الشعرية التي رواها الأستاذ حماد تتناثر في أرجاء الكتاب دون أن يعضدها أي دليل تاريخي، وهي كثيرة، منها ما ذكره شاعر قطري من قبيلة السودان عن نسبتهم إلى قبيلة نهد القضاعية :

لا مشى بيرق سويد فإن نهد تمشي معاه
جدنا مروي الحديد مزبن للي نصاه
ترثة الشيخ المجيد من الجهل يذكر نباه
(أوثق المعايير117).

وما ينطبق على الدليل السابق ينطبق على هذا الدليل بشكل أو بآخر، من دون أن يكون هناك دليل يعزز هذه الشواهد.. وهناك دليل شعري ساقه الخاطري في حديثه عن قبيلة المناصير سأفرده بالحديث لأهميته، لأن هذا الدليل يهز مكانة هذا الكتاب في نظري هزا كاملا، ويفقدني المصداقية فيه مصداقية كاملة لأنه مخالف تمام المخالفة للأدلة التاريخية ولمناهج البحث العلمي.

المناصير

المناصير إحدى القبائل الموجودة في هذه المنطقة منذ فترة طويلة، وهي قبيلة ربما تعود إلى جد قديم اسمه منصور، والتي تربطها - على ما يبدو - رابطة قوية بقبائل البوفلاح سواء أكانت رابطة أخوة أم عمومة أم حلف. وقد آثرت أن أفرد الحديث عما كتبه الأستاذ الخاطري عن المناصير لأهميته في منهج البحث في هذا الكتاب، ولأن منهج البحث الرصين - مع احترامي - قد غاب عن هذا الكتاب خاصة في البحث عن نسب المناصير فإن مصداقية هذا الكتاب قد اهتزت في نظري بسبب أن ما ساقه من أدلة عن المناصير هي أضعف الأدلة تماما في هذا الكتاب.

قال الأستاذ حماد إن تسمية المناصير جاءت نسبة إلى منصور بن جمهور بن حصن بن عمرو بن خالد بن حارثة بن جابر بن العبيد من بني عامر الأكبر من قبيلة كلب من قضاعة (أوثق المعايير191) وكان منصور هذا قائدا من قادة الأمويين في زمن يزيد بن الوليد بن عبد الملك المعروف بيزيد الناقص، ثم ثار على بني أمية في السند وبقي إلى خلافة أبي جعفر المنصور العباسي الذي أرسل إليه من حاربه وهزمه. واستشهد الأستاذ حماد على أن منصوراً هذا هو جد قبيلة المناصير المعروفة حاليا في دول الخليج العربي والعراق وبر فارس ومصر، بأبيات للشاعر رويشد بن صالح الوبراني المنصوري، تعود إلى ثلاثمائة سنة تقريبا يقول فيها:

يا ناشدٍ عنا تدور الأخابير العود منصور ترانا بنينه
منصور بن جمهور جد المناصير وياس ابن عمه وحن مدعينه
أولاد قضاع زبون المذايير من عصر قحطان وماضي سنينه

فالشاعر يشير إلى العلاقة بين ياس جد بني ياس وبين منصور جد المناصير، ويصفه ب”ابن العم”، ثم يقول إن الاثنين من قضاعة، وكلمة “العود” يعني بها الزعيم، لأنها تعني في لهجة الإمارات “الكبير”، ويشير الشاعر هنا إلى منصور بن جمهور وجبلة بن أحمد بن إياس بن عبد الأعلم الكلبي، ويؤكد قضاعية القبيلتين في البيت الثالث بقوله “أولاد قضاع”، وإن نسب الاثنين يمتد إلى عمق الماضي ليصل إلى قحطان جد قبيلة قحطان العدنانية. وقد أكد ذلك - والحديث للأستاذ حماد - الشيخ أبوسهيل بطي الفلاسي في الأبيات التالية منذ أربعمائة عام وزيادة:

قال الفلاسي أبوسهيل والذي هاضه مسايل بنت خيرة هاشمي

ثم قال:

إنا بني جبلة بن أحمد عصبة والجد من ياس بن عبد الأعلمي

إلى أن قال:

ومنا آل منصور بن جمهور الذي قاد الجموع بأدلم يتقدمي

هذا ما ذكره الأستاذ حماد وما ساقه على نسبة المناصير وأنهم أبناء منصور بن جمهور وأنهم بنو عمومة بني ياس اعتمادا على هذ الأبيات.(أوثق المعايير192).

وأقول بعد هذا كله: إن الدليل المبني على باطل من القول لا يمكن إلا أن يؤدي إلى نتيجة باطلة، وبطلان هذا الدليل أساساً قائم على اساس تاريخي، فلم يرد أن لبني منصور بن جمهور أحفادا عرفوا تاريخياً باسم المناصير، بل ان الدليل الأكبر هو ما يرويه أبوجعفر الطبري، وهو قريب العهد بمنصور بن جمهور وغيره من المتقدمين لأن منصور بن جمهور قد مات في السند عام مائة واثنين وأربعين للهجرة في زمن أبي جعفر المنصور، الذي أرسل قائده موسى بن كعب فحارب منصوراً حتى هزمه، ومات منصور بعد الهزيمة عطشا في الصحراء، ولما بلغ خليفتَه هزيمته خرج بعيال منصور وثقله في عدة من ثقاته فدخل بهم بلاد الخزر.(تاريخ الرسل والملوك 7/464)(4).

هذا نص صريح من الطبري على ان اولاد منصور قد اختفوا في بلاد الخرز منذ ذلك التاريخ ولم يرد في أي مصدر آخر أنهم خرجوا مرة أخرى بعد سنين طويلة، هذا فضلا عن أنهم أسسوا قبيلة كبيرة هي قبيلة المناصير التي تعود إلى جد قديم اسمه منصور بلا شك، لكنه ليس منصور بن جمهور الكلبي، فنحن إما أن نصدق الطبري- وهو من هو عندنا في الأمانة التاريخية وبين أن نصدق هذا الشاعر الذي يفتخر بما ليس له أصل تاريخي.

هذا الدليل الشعري الذي هو أقرب إلى الضعف منه إلى القوة قد زعزع ثقتي بهذا الكتاب وجعلني لا أثق تماما ببقية ما ساقه الأستاذ حماد من أدلة شعرية لا يمكن الثقة بها لسبب أو لآخر خاصة ما ذكرته سابقا من عدم الثقة بقصيدة سهيل الفلاسي بسبب ما ذكرته من أدلة.
هذه ثغرة قوية تهز مصداقية الكتاب لمن يؤمن بمنهج البحث العلمي القائم على الروية ونقد المصادر نقدا ذاتيا وخارجيا ليتمكن الباحث من الوصول إلى الحقيقة، بل أضيف إلى ذلك ثغرة علمية أخرى تهز ما بقي من مصداقية علمية للكتاب، فقد تابع الأستاذ حماد حديثه عن نسب المناصير، فقال “ومما يثلج الصدر أن أحد كبار السن من آل وبران من البورحمة من قبيلة المناصير رَوَى بعفوية عن أبيه عن جده بالسند المتصل عن آبائه أن قبيلة المناصير كانت موجودة بعد الهجرة بمائتين وخمسين سنة، وينطبق ذلك مع ما أوردته المصادر القديمة التي ذكرت منصور بن جمهور الذي ولي العراق ليزيد بن الوليد عام 126 للهجرة مع بلاد السند وسجستان وخراسان، ولك أن تتخيل مثل هذه الرواية الصادقة التي لم تدون، والتي تحفظها صدور الرجال الثقات، ومدى الاعتزاز بالنسب والحفاظ عليه من جيل إلى جيل”.(أوثق المعايير 192).

في الحقيقة لا أجد ما أقوله، وقد أخرج عن طبيعة النقد الرصينة لأستغرب من أخي حماد مثل هذا الكلام الواهن الذي لا أساس له من الصحة، رغم احترامي لأخي حماد ولهذا الراوية كبير السن، وقد تجاوزنا الأخُ حماد نحن معشرِ القراء حين ساق هذا القول وأكده على أنه حقيقة لا تقبل النقاش في سبيل تأكيد ما طرحه من فروض في هذا الكتاب على أنها حقائق ثابتة مسلم بها، فإما أن الباحث لا يمتلك أدوات البحث العلمي التي أراد به إثبات آرائه بشتى الطرق، أو أنه قد تجاهل أو جهل؟ وهو الحاصل على الليسانس في الشريعة حسب علمي - أمراً مهماً في المصادر العربية الإسلامية وهو علم الخبر الذي تميزت به أمتنا عن بقية الأمم، بفرعيه: السند والمتن، وعليه قامت علوم التفسير والحديث والفقه واللغة والنحو والتاريخ وغيرها من العلوم، وحين يؤمن الأستاذ حماد بذلك على أنه حقيقة لا تقبل الشك، فإنه تجاهل لهذه العلوم جميعها وما يتبع ذلك من علوم الجرح والتعديل والرواية والرجال، وحين يغيب المنهج العلمي عن كتاب ما فلا يمكننا الركون إلى ما أورده مؤلفه أو تصديق آرائه على أنها حقائق علمية ثابتة، فكيف يمكن أن نصدق هذه الرواية وهذا السند المجهول الذي ذكر الباحث اتصاله منذ سنة 250 للهجرة إلى سنة 1425 للهجرة، أي 1175 سنة من السند المقطوع المجهول رواية وشفاهية دون كتابة.

كيف يعقل أن نقبل هذا الكلام في الوقت الذي تعرض فيه علماء الجرح والتعديل لأسانيد كثيرة في التفسير والحديث والتاريخ ونقدوا كثيرا منها وردوه واتهموه بالوضع وهم أقرب منا إلى ما نقدوه خاصة في القرون الثلاثة الأولى للهجرة، علما ان رواة تلك الأسانيد مترجم لهم في كتب الرجال، لكن علم الخبر عند علمائنا يقوم على أسس استدعت منهم نقد ما وصلهم حين رأوه خارجا عن السند والمتن الصحيحين، ولعل من أمثلة ذلك ترك علماء الحديث مرويات هشام بن الكلبي في الحديث وترك علماء التفسير مرويات والده محمد بن السائب، وهما من أكبر علماء زمانهما في علوم أخرى كالتاريخ والأنساب.وكيف لنا قبول ما أورده الأخ حماد من سند منقطع لا أساس له من الصحة روايةً ومتناً مجهولين حين نعرضه على علم الجرح والتعديل. 

أخطاء نسب القبائل

إن أهم صفة يتميز بها كتاب الأستاذ الخاطري هي التسرع في الحكم اعتماداً على أدلة غير موثوق بها، وهذا التسرع قاده إلى اعتبار ما أورده حقائق مسلماً بها ولا تقبل النقاش أو الدحض لأنها أدلة يقينية قطعية، كما ذهب، وقد فات الأستاذ الخاطري أن تشابه الأسماء في القبائل لا يمكن أن يكون دليلاً قاطعاً يركن إليه، فالاسم الواحد قد يوجد في أكثر من قبيلة، والدليل على ذلك ما أورده عن اسم “ياس” الذي وجده في ست وعشرين قبيلة باسم “إياس”، كذلك وقع الباحث الكريم في مزالق كثيرة عندما وثق بما كتبه الباحثون في النسب مثل المغيري والبلادي وغيرهما، وهم علماء نحترمهم، ولكننا لا نقبل ما يقال منهم من دون دليل، وسأثبت عدم الثقة بما يردنا منهم في نسب قبيلة البوعميم، بعد قليل، فهم يبحثون عن جد مناسب للقبيلة التي يتحدثون عنها، فإذا وجدوا ما يوافق ذلك - وأن أكثر من اسم ينضوي في الوقت الحاضر تحت راية واحدة أو نسب واحد، وقد وجدوا له في كتب النسب توافقا مع بطون عدة مجتمعة في قبيلة قديمة واحدة - نسبوا إليها البطون المعاصرة وهم مغمضو العيون، فعد الأستاذ حماد أقوالهم حججا وبنى عليها آراء بعيدة عن منهج البحث العلمي.

فذكر أن البوفلاح المنسوبين إلى فلاح بن هلال الياسي هم من كلب، معتمدا على ما جاء في مخطوطة الشيخ ناصر آل ثاني(أوثق المعايير97) وقد تحدثنا عن ذلك سابقا، أما البوفلاسة فرأى انه تربطهم رابطة العمومة والخؤولة مع بني ياس بسبب قول الشيخ أبي سهيل بطي الفلاسي في قصيدة أخرى يخاطب بها الشيخ ذياب الفلاحي:

يا خو فلاسة شاري العز باكياس مال وبه عند المهونة جماحي

وأن فلاسة هذه جدة آل مكتوم حكام دبي، وهي شقيقة فلاح بن هلال جد أسرة آل نهيان(أوثق المعايير 107) ولم يرد دليل آخر على ذلك، وأرى أن كلمة فلاسة هنا ليس اسم امرأة بل إن الشاعر-إن صحت القصيدة- يخاطب رجلاً منتمياً إلى بني فلاسة، كما يقولون يا أخ العرب، ويا أخ تميم، أي من بني تميم، وربما كان هناك رابط قوي بين البوفلاح والبوفلاسة غاب عنا، وبما أن آل مكتوم فرع من فروع الرواشد، فقد ذهب الأستاذ الخاطري إلى أنهم من قضاعة، لأن فيها فرعاً اسمه الرواشد، ولأن هناك اسماء بطون تتشابه بين البوفلاسة وقبائل قضاعة مثل الدويك والجديوات والفتان وبليشة والبواردي.. ولا يمكن قبول هذا لمجرد التشابه، فالرواشد كثيرون في فروع القبائل، وتشابه رواشد البوفلاسة في الاسم مع الرواشد القدامى في قضاعة لا يمكن ان يقبل من دون نص صريح على ذلك حتى لو تشابهت البطون الأخرى.

ومن ذلك قوله عن السودان أنهم من بني سويد من جهينة (أوثق المعايير117)،أما القبيسات فنسبهم إلى قبيس بن الخنيف الكلبي، وبهم سميت منطقة “قبيسة” في بادية السماوة بالعراق، وأن كبار السن من القبيسات يرون أنهم أتوا من تلك المنطقة الواقعة غرب العراق، مما يجعل الأستاذ الخاطري يذهب إلى قرابتهم مع سكان “كبيسة” في العراق الآن، وهي قبيسة المذكورة سابقا (أوثق المعايير125)، واستغرب من هذا الاستنتاج، فالكبيسات في العراق الآن منسوبون إلى بلدة كبيسة التي كانت تعرف بقبيسة، ولا علاقة لها بتاتا بالقبيسات المعروفين في الخليج العربي، وهم منسوبون إلى جد قديم اسمه قبيس، ليس بالضرورة أن يكون قبيس بن الخنيف الكلبي لعدم ورود نص قديم على ذلك، ولا أثق بما رواه من شعر متأخر ذكر فيه قبيس بن الخنيف. أما المرر فلأن عزوتهم “أولاد مروان” فقد وجد الأستاذ الخاطري لهم مكانا في “المراونة” من بطون قبيلة جهينة القضاعية. (أوثق المعايير129)، ومثلهم الرميثات الذين ذهب إلى أنهم من قبيلة بلي القضاعية، لأن بطونا في الرميثات تشبه بطونا في قبيلة بلي المعاصرة (أوثق المعايير135) وكذلك المحاربة الذين ذكر أنهم من قبيلة خولان اعتمادا على قول لعاتق بن غيث البلادي (أوثق المعايير 139) لا دليل له،ثم البومهير، الذين ساعد وجود الجذر “مهر” في اسمهم ليكونوا من قبيلة مهرة القضاعية (أوثق المعايير141)، وكذلك القمزان من قبيلة بهراء القضاعية(أوثق المعايير149).

أما قبيلة البوعميم فهم من بني ثور بن كلب بن وبرة(أوثق المعايير152) وهنا أتوقف لأتساءل عن هذه النسبة المجهولة جدا، فالأستاذ الخاطري ينسب البعض إلى جد متأخر في العصر الأموي كمنصور بن جمهور أو جبلة بن إياس، بينه وبين الجد الأكبر كلب بن وبرة أكثر من عشرة آباء على سبيل المثال، بينما ينسب البوعميم إلى ثور بن كلب مباشرة، وهذا بعد عن الحقيقة وقسر وليّ للنص قصد به تأكيد قوله، كمن يقول من المعاصرين إنه من بني نزار بن معد بن عدنان، متناسيا القبائل الكبيرة التي تنضوي تحت نزار مثل تميم وبكر وتغلب وهذيل وكنانة وعبد القيس وغيرها من القبائل الكثيرة، أما ثور بن كلب بن وبرة فهو جماع قبيلة كلب، وتنتهي إليه نسبة كل قبائلها تقريبا، ولم أجد قبيلة كلبية في الجاهلية والإسلام - ضمن دراستي لتاريخ قبيلة كلب واشعارها - قد نسبت نفسها مباشرة إلى جدها الأكبر ثور بن كلب، بل ينسبون أنفسهم إلى بطون كلب الأخرى مثل بني عامر الأكبر أو عامر الأجدار بني جناب وغيرهم. ولعل هؤلاء قصدوا اسما قديما في قبيلة كلب ذكره النابغة الذبياني بقوله يمدح النعمان بن الجلاح الكلبي قائد جيوش الحارث بن ابي شمر ملك الغساسنة:

ساق الرفيدات من جوش ومن عممٍ وماش من رهط ربعي حذّارِ

ولم أجد من نسب قوما إلى عمم هذا في نسب كلب القديمة.


تشابه في الأسماء

أما القرائن الأخرى التي ساقها فهي قرائن تقوم على التشابه في أسماء بعض البطون الموجودة حاليا في قبائل بني ياس والمناصير والبطون الموجودة في فروع من قبائل معاصرة في العراق وقطر والسعودية مع بطون من قبائل قضاعة، وقد ساق الأستاذ الخاطري جداول لمقارنة ذلك، ونحن لا يمكن أن نأخذ بذلك لمجرد علاقة التشابه لأن البطون تتشابه في كثير من القبائل، ولهذا السبب ألف علماء النسب كتبا عديدة عنيت بهذه الأسماء المتفقة اسماً والمختلفة بطناً منها كتاب “مؤتلف القبائل ومختلفها” لمحمد بن حبيب (246ه) وهو تلميذ هشام بن الكلبي، وكتاب “الإيناس في علم الأنساب” للوزير المغربي (ت 418ه)، وهذا التشابه عده الخاطري دليلا، وأنا لا أعده دليلا بل قرينة مساندة، ولا يمكن أن تقبل القرينة إلا إذا كان الدليل قويا، أما إذا كانت الأدلة ضعيفة فكيف نقبل قرائن ضعيفة معها.

صمت المصادر

لم تذكر المصادر التاريخية القديمة أن قبيلة المناصير قد استقرت في منتصف القرن الثالث الهجري في هذه المنطقة أو حتى كانت موجودة باسمها المعاصر، وكيف غاب ذلك عن علماء التاريخ والنسب كابن دريد وابن إياس الأزدي والطبري والعوتبي وابن الأثير والقلقشندي وغيرهم رغم إيماننا بقلة ما وصلنا من الأخبار والأنساب القديمة في منطقة عمان.
وإذا آمنا أن قبيلة المناصير كانت موجودة في ذلك التاريخ باسمها الذي تعرف به حاليا، فإن ذلك يعني أن بقية قبائل بني ياس الأخرى كانت موجودة أيضا في هذا التاريخ المتقدم لأنهم أبناء عمومة مع المناصير، وهذا يخالف ما ذهبنا إليه سابقا من وجود هذه القبائل في هذه المنطقة في وقت متأخر.

الاستدلال بالشعر

أننا لا يمكن أن نقبل قصيدة متأخرة تعود إلى مائتي سنة أو أكثر دليلا لإثبات نسبة قوم إلى قبائل عاشت في الفترات الأولى لميلاد السيد المسيح عليه السلام، وبقي أبناؤها بشكل أو بآخر، ولم يشر علماء النسب إلى بطونها المتأخرة في منطقة الخليج العربي، وانقطاع هذه الصلة يدحض ذلك. وثالثا أن هذه القصيدة بها من الركاكة والضعف اللغوي والعروضي ما يجعلها تذكرنا بما عرف في الدراسات الأدبية الحديثة بنظرية الانتحال في الشعر الجاهلي حين روى محمد بن اسحاق راوي السيرة النبوية الكثير من الاشعار لم يصدقها الرواة لأنه لا سند لها مما جعلهم يرفضون اكثر هذه الأشعار، وينبري عبد الملك بن هشام الحميري لتهذيب السيرة مما ورد فيها

دعوة للحوار 

يدعو “الخليج” الثقافي الباحثين المتخصصين في علم الأنساب ذي الصلة بالقبائل المحلية والخليجية أن يسهموا في إثراء الحوار الثقافي العلمي انطلاقاً من هذا المقال المنشور للباحث أحمد محمد عبيد، وينتظر في الوقت نفسه رداً علمياً من الباحث المحترم حماد الخاطري لنشره للقراء والمهتمين، توسيعاً لأفق الحوار وإفادة للمهتمين والقراء. 


جريدة الخليج / الملحق الثقافي/ 5-5-2007م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق