السبت، 22 مارس 2014

واشنطن تدعو نوري المالكي سحب المليشيات العراقية من سوريا

واشنطن تعكّر على المالكي مؤتمر مكافحة الإرهاب وتدعوه إلى سحب الميليشيات الداعمة للأسد
  
بغداد ـ علي البغدادي

رغم محاولات رئيس الوزراء نوري المالكي حشد مواقف الدول المشاركة في المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب الذي بدأ أعماله امس في بغداد ويختتمها اليوم بدعم سياساته في «مواجهة الارهاب» المتمثل بتنظيم «القاعدة»، الا ان الولايات المتحدة لم تفوت الفرصة وعكرت على حكومة المالكي عبر الدعوة الى «سحب مقاتليها» من عناصر الميليشيات التي تقاتل الى جانب قوات نظام بشار الاسد في سوريا.

وأكد مستشار وزير الخارجية الأميركي في العراق بريت ماكورك مساعدة بلاده للعراق في مواجهة الارهاب. واضاف ماكورك في كلمة له خلال مؤتمر بغداد الدولي الأول لمكافحة الإرهاب الذي انطلق امس في القصر الحكومي بالمنطقة الخضراء وسط بغداد ان «المساعدة الاميركية تشمل الأسلحة والتدريب وتبادل المعلومات التي تندرج ضمن الإطار الاستراتيجي».

ولفت المسؤول الاميركي الى ان بلاده «تقف مع الشعب العراقي في معركته الشرسة ضد المجموعات الإرهابية المتطرفة في محافظة الأنبار وأن إلحاق الهزيمة في (داعش) يتطلب منهجاً منسقاً متضافراً»، مشيراً الى أن «الولايات المتحدة ستواصل دعم الحكومة العراقية والشعب العراقي من أجل عزل هذا التنظيم»، لافتاً إلى أن «هذا الصراع لا يمثل صراع السنة والشيعة، والولايات المتحدة مع الاعتدال في كل جوانبه».

وأوضح ماكورك أن «العراق لا يعمل بمعزل عن المنطقة كما قال الكثيرون فان الصراع في سوريا له تداعيات كثيرة على الاستقرار في العراق»، داعياً العراق الى»سحب مقاتليه من سوريا انسجاماً مع متطلبات مجلس الامن الدولي».

وانطلقت في العاصمة بغداد امس اعمال مؤتمر بغداد الدولي الأول لمكافحة الارهاب بحضور رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي ووزير الخارجية هوشيار زيباري، وممثلين عن 25 دولة و40 باحثاً فيما غاب رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي عن الحضور.

وفي كلمته خلال المؤتمر، اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي ان عدم توقف الحرب في سوريا سيؤدي الى انتقال الإرهاب للدول كافة. وقال المالكي إن «أي تأخير للصراع في سوريا سيؤدي الى تفكيكها بالكامل الى كانتونات طائفية وهذه جريمة»، لافتاً الى أن «عاصفة الدمار ستهب على جميع دول المنطقة من دون استثناء ويرتكب خطأ فادحاً كل من يظن انه سيكون بمنأى عنها في حال لم تتوقف».

وأضاف رئيس الوزراء العراقي أن «الجماعات التكفيرية في الجزائر خلال تسعينات القرن المنصرم قتلت ما يزيد على 12000 من السنة كما شلت حركة السياحة في مصر وهي الآن تعود الى ذات النهج في اليمن»، متسائلاً: «إذا كان تنظيم القاعدة الإرهابي يقاتل من أجل أهل السنة فلماذا يقتلهم في مصر والجزائر؟».

وكانت مصادر مطلعة قد اكدت لصحيفة «المستقبل» ان «عدم حضور ممثلين عن نظام بشار الاسد جاءت تلبية لرغبة الولايات المتحدة ودول اوروبية وعربية عديدة رفضت حضور اي مسؤول سوري في اعمال المؤتمر الدولي الخاص بمكافحة الارهاب».

من جانبه فجر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف، مفاجأة قوية في اثناء القاء كلمته في مؤتمر مكافحة الارهاب حين غمز من قناة القوات الامنية لجهة ارتباطاتها غير المهنية ونشأتها القائمة على الولاء للاحزاب حيث شدد على اهمية ايجاد قوات امنية عراقية حيادية غير مرتبطة بالاحزاب لمواجهة الارهاب .

وكان لايران الحليف الوثيق للمالكي حضور بارز في مؤتمر بغداد حيث جددت على لسان مساعد وزير الخارجية الايراني دعمها للحكومة العراقية في محاربة الارهاب .وطالب المسؤول الايراني بـ«وضع الالية والاجراءات من اجل الوصول الى اتفاق دولي عالمي للحد من هذه الظاهرة وصوغ آلية لمكافحة الارهاب وضرورة التوصل الى اتفاق عالمي شامل باطار قانوني واضح وعام لمكافحة الارهاب ولكن يجب التمييز بين الاعمال الارهابية ومواجهة الاحتلال الاجنبي».

وشهدت شوارع بغداد اجراءات امنية مشددة وتم قطع العديد من الشوارع امام حركة السير مما ادى الى ازدحامات مرورية شديدة.

وشهدت الجلسة المسائية للمؤتمر نقاشات فنية معمقة لممثلي الوفود المشاركة تندرج في اطار البحث عن آليات تجفيف منابع الارهاب وتبادل الخبرات والمعلومات بشآن تحركات المجاميع المسلحة في دول المنطقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق