الأربعاء، 12 مارس 2014

مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب في بغداد.. ياللمهزلة!


مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب في بغداد.. ياللمهزلة!

داود البصري  
 2014 
الأحد 9 مارس

ضمن مسلسل العلاقات العامة، وتمهيدا للحملة الإنتخابية التي يريد منها نوري المالكي رئيس حكومة الفشل التحاصصي العراقية المنهكة تعبيد الطريق لولاية رئاسية ثالثة تحقق الوعد الدعوي بالهيمنة الدائمة على السلطة من خلال نظرية ( ما ننطيها ) التي يعمل على نهجها و في سبيلها أهل البطون التي جاعت ثم شبعت ثم طغت!

فإن تلك الحكومة و من خلال إستغلالها لثغرات و ثقوب اللعبة الإقليمية الدائرة حاليا تعتزم خلال الأيام القليلة القادمة تنظيم و عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب في بغداد!!! بعد أن أعلن الرفيق نوري المالكي بأن حكومته قد أعلنت الحرب العالمية الثالثة على الإرهاب؟

و طبعا يكون للموضوع مصداقيته لو أنه جاء فعلا من أطراف تحارب الإرهاب ولها تاريخها الحافل و الموثق في هذا المجال؟ ولكن المصيبة بل الكارثة تكمن في أن من يدعو للحرب الدولية ضد الإرهاب هو نفسه بشحمه ولحمه و تاريخه المثقل بالرزايا و المصائب طرف من الأطراف الإرهابية التي يدعي محاربتها؟

و لا أدري حقيقة أي دولة أو طرف يقبل بحضور مؤتمر بغداد الذي ترعاه حكومة تمارس إرهاب الدولة ضد جزء فاعل و حيوي من شعبها و تعامل إنتفاضة أحرار العراق على كونها حركة إرهابية!! ولم تتورع السلطة عن قتل مئات المتظاهرين المدنيين في جريمة الحويجة ربيع العام الماضي و التي كانت فضيحة إنسانية صمت عنها المنتظم الدولي المنافق، يدعون لمؤتمر دولي للإرهاب فيما السلطة الحاكمة تحتمي بعصاباتها من مرتزقة الميليشيات الطائفية، بل أن رئيس الحكومة ذاته يحمي عصابات جيش الوطواط ( المختار ) و عصابات ( العصائب ) و غيرها العديد من المنظمات الإرهابية التي تقاتل لجانب النظام الإرهابي السوري في الشام وهي منظمات مجرمة إقترفت الجرائم على المستويات القومية أيضا و بدلالات طائفية سقيمة و مشبوهة، ثم ماذا عن معسكرات تدريب الإرهابيين التابعين لعملاء إيران في البحرين و الخليج العربي الذين يتم تدريبهم على حروب الشوارع في البحرين وعدد من الدول الخليجية الأخرى حين تحين ساعة الصفر و اليوم الإيراني الموعود!            

أعتقد إن على الدول و الأطراف التي ستذهب لبغداد لحضور ذلك المؤتمر التمويهي المخادع أن تعرف بأن ذلك المؤتمر سيعقد بالرعاية الإيرانية المباشرة و أن تتذكر مليا بأن فيلق القدس ورجال علي خامنئي هم من يتحكم بالمشهد العراقي برمته، و بأن التاريخ الإرهابي الموثق لرئيس الحكومة العراقية وعدد من أركان حكومته الآخرين كوزير النقل هادي العامري

! و اليوم يريد عقد مؤتمر تمويهي بهدف خلط الأوراق و إظهار النفس بكونها ضحية رغم أنها أكبر لاعب في حقول الإرهاب الإقليمي و الدولي و لم يخجل المالكي أن يتهم أطراف خليجية بإعلانها الحرب على العراق محاولا تصدير أزمته الداخلية لدول الجوار و إستجلاب التدخل الإيراني أيضا!!  

ولعل الإدانة الدولية الكبرى لحكومة المالكي قد جاءت من برلمان الإتحاد الأوروبي وهو مؤسسة تشريعية دولية محترمة لا علاقة لها بداعش و ماعش و القاعدة و أخواتها.
وحيث أعلن السيد ستراون ستيفنسون مسؤول العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي بأن حكومة المالكي تستغل السلاح الأميركي و الدعم الإيراني في قتل أهل السنة في العراق!! والسيد ستيفنسون ليس من النواصب بكل تأكيد!!

المالكي و هو يعلن الحرب على شعبه ودول الجوار لايمكن أن يقود مؤتمرا دوليا مزعوما ضد الإرهاب، ففاقد الشيء لا يعطيه، ونظامه التعسفي و القاتل للأطفال و الداعم للقتلة في الشام لايمكن أن يحظى بأي مصداقية!، فلا يمكن التهرب من التاريخ، و المجتمع الدولي لايمكن أن يدعم الإرهاب و أهله، و من يشارك في هذا المؤتمر المهزلة فإنه يراهن على تقوى إبليس!! و تلك معضلة و مأساة..

dawoodalbasri@hotmail.com

http://www.elaph.com/Web/opinion/2014/3/884273.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق