الأربعاء، 12 مارس 2014

المعارضة المسلحة في سورية: لمحة موجزة


المعارضة المسلحة في سورية: لمحة موجزة

13 شباط/فبراير 2013


 تنضوي حركة المعارضة المقاتلة في سورية، والتي تتّسم بالتنوّع والتشتّت واللامركزية، تحت مظلّتين رئيستين- الألوية التي تتبع المظلّة الواسعة للجيش السوري الحر الذي أعلن ضباط منشقون عن الجيش تشكيله لأول مرة في 29 تموز (يوليو) 2011، والألوية غير التابعة للجيش السوري الحر والتي تعمل تحت مظلة الجهاديين أو الجماعات التي تنوي الجهاد في سورية. وعلى الرغم من أن الألوية الموجودة ضمن كلتا المظلتين تتكوّن أساساً من مقاتلين سنَّة مسلمين، غالباً ما يتميّز الجهاديون ضمن الألوية الجهادية بتوجّهاتهم الإسلامية المحافظة واستخدامهم لبعض الرموز مثل راية الشهادة بدلاً من العلم السوري الأخضر والأبيض التي تستخدمها ألوية الجيش السوري الحر. 

في ما يلي لمحة موجزة عن سبعة من أبرز ألوية المتمرّدين في سورية، والتي تنضوي تحت رايتي الجيش السوري الحر والجماعات الجهادية .

الجيش السوري الحر

لواء الفاروق هو لواء مقاتل في المعارضة السورية، ويحارب تحت مظلة الجيش السوري الحر. تم تشكيله في آب (أغسطس) 2011، ويقدّر عدد مقاتليه بين 7000- 10000 مقاتل مسلح. تسلَّم أبو سايح الجنيدي قيادة هذا اللواء منذ 6 تشرين الأول/ أكتوبر 2012، عندما حلَّ مكان الملازم أول عبد الرزاق طلاس، ابن شقيق وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس.

يتمركز لواء الفاروق في الغالب في مدينة حمص، وله تواجد في درعا وأيضاً في أجزاء من إدلب قرب الحدود التركية. خاض اللواء معاركه الرئيسة في حماة وحمص، وخاصةً أثناء حصار بابا عمرو في شباط (فبراير) 2012.

وقد تسبب التوجّه الإسلامي المعتدل للواء الفاروق بحصول اشتباكات بينه وبين جماعات متمرّدة أخرى. ففي أوائل أيلول (سبتمبر)، على سبيل المثال، أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن قتل الإسلامي المتطرّف أبو محمد الشامي أبو العبسي، الذي كان يُعرف بعلاقاته مع جبهة النصرة. وفي كانون الثاني (يناير) 2013، اغتال متمردون آخرون يعتقد كثيرون أنهم على علاقة بجبهة النصرة قائداً كبيراً في لواء الفاروق.

لواء التوحيد هو لواء مقاتل متمرّد يعمل تحت راية الجيش السوري الحر. تشكَّل اللواء في تموز (يوليو) 2012 في حلب وريفها، ويُقدَّر عدد مقاتليه بين 7000- 10000.

يتكوّن لواء التوحيد من ثلاثة ألوية فرعية- لواء فرسان الجبل ولواء دارة عزة ولواء أحرار الشمال- ويضم 195 كتيبة. يقوده عبد العزيز سلامة وعبدالقادر صالح، وكلاهما من ريف حلب. يُعرف عن هذا اللواء توجّهه الإسلامي المحافظ. كما كان مشاركاً رئيساً في معركة حلب، التي بدأت في آب (أغسطس) 2012.
لواء شهداء إدلب هو لواء مقاتل متمرد يعمل تحت راية الجيش السوري الحر. تشكَّل في آذار (مارس) 2012، ومع أن العدد الإجمالي للمقاتلين في صفوفه غير معروف، من المعتقد أنه يتجاوز بضعة آلاف. يعمل هذا اللواء في إدلب وريفها فقط.

ظلَّ لواء شهداء إدلب بقيادة باسل عيسى حتى مقتله في مدينة حارم بريف إدلب في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. ليس واضحاً من هو القائد الحالي للواء. يتميّز اللواء بتوجه إسلامي، وقد شارك منذ صيف العام 2012 في معارك تحرير محافظة إدلب، وخاصةً المناطق القريبة من الحدود التركية.

كتائب الوحدة الوطنية هي كتائب متمرّدة صغيرة تعمل تحت راية الجيش السوري الحر. تشكَّلت في آب (أغسطس) 2012 ويتركّز الجزء الأكبر من نشاطها في ريف دمشق وإدلب والسويداء وحماه وريفها. ويقدَّر عدد أفرادها ببضع مئات.

هذه الكتائب ذات توجّه علماني ويتمثّل الجانب الأبرز لديها في كونها تضم الأقليات مثل المسيحيين والدروز والإسماعيليين. وخلافاً للكتائب الإسلامية، تحمل معظم كتائب الوحدة الوطنية أسماء علمانية أو قومية، من بينها كتيبة يوسف العظمة، التي سُمِّيت تيمناً بالقائد الكردي السوري الشهير، أو كتيبة عبد الرحمن الشهبندر، التي تحمل اسم القومي السوري الذي قاوم الاحتلال الفرنسي. لم تشارك هذه الكتيبة في أي معارك كبرى بعد.

لواء صلاح الدين الأيوبي يتألف من كتائب متمرّدة صغيرة تعمل تحت راية الجيش السوري الحر والمجلس العسكري الكردي الأعلى. تشكَّلت هذه الكتائب في أيار (مايو) 2012 ويُقدَّر عدد مقاتليها ببضع مئات. وهي تمثّل أكبر لواء كردي في الجيش السوري الحر، لكنها تضم بين صفوفها أيضاً عرباً وتركماناً. يقودها النقيب بيوار مصطفى، وهو كردي انشقّ عن الجيش السوري ويتركّز الجانب الأكبر من نشاطها في حلب وريفها.

الجهاديون


جبهة النصرة هي جماعة جهادية متمرّدة مقاتلة تحارب ضمن صفوف المعارضة السورية، وثمّة اعتقاد واسع بأن لديها صلات بتنظيم القاعدة في العراق. بدأت الجبهة عقد اجتماعات في سورية في تشرين الأول (أكتوبر) 2011، لكن هذه الجماعة ليست جديدة حيث إن العديد من أعضائها كانوا موجودين كجزء من تنظيم القاعدة في العراق قبل هذا التاريخ. وقد جاء قائدها أبو محمد الجولاني إلى سورية من العراق في العام 2011. وصدر أول بيان لها مسجّل بالصوت والصورة في 24 كانون الثاني (يناير) 2012.

يتمركز معظم عناصر هذه الجماعة في حلب ودير الزور، لكنها موجودة أيضاً في ضواحي دمشق وحمص. ويُقدَّر عدد مقاتليها بنحو 5000- 7000 مقاتل.
تشتهر جبهة النصرة بالعمليات الانتحارية التي تنفّذها عند نقاط التفتيش والمخافر التابعة للنظام. كما أعلنت مسؤوليتها عن اغتيال الصحافي محمد السعيد في 23 كانون الأول (ديسمبر) 2011، وعن واحد من أول التفجيرات الانتحارية في الحرب الأهلية. تهدف هذه الجماعة إلى إقامة دولة إسلامية في بلاد المسلمين كافة وذلك وفقاً للتفسير السلفي للإسلام، وإلى إنشاء خلافة عالمية يكون فيها القرآن وأحاديث الرسول المصدرين الوحيدين للتشريع.

أحرار الشام هي كتيبة جهادية متمرّدة مقاتلة تحارب ضمن صفوف المعارضة السورية. يتولى قيادتها أمير يتخذ من إدلب مقراً له ويُعرف باسم أبو عبدالله، على الرغم من أن أبو الحسن، قائدها العسكري في محافظة إدلب، هو الذي يتولى تمثيلها في أغلب الأحيان. تشكَّلت هذه الكتيبة في أواخر 2011 وأوائل 2012، وتتمركز عموماً في محافظة إدلب، علماً أنها موجودة أيضاً في حماة وحلب. يُقدَّر عدد مقاتليها بالآلاف، على رغم أن العدد الدقيق غير معروف.

اشتهرت هذه الكتيبة عندما أنقذت الصحافي في قناة إن بي سي ريتشارد إنغل وطاقمه من الاختطاف على أيدي النظام السوري في كانون الأول (ديسمبر) 2012.

تضم كتيبة أحرار الشام أيضاً أجنحة غير عسكرية تتولّى تعليم الأطفال وتوزيع المساعدات والمحاكم الشرعية. وكانت من بين أولى الكتائب التي استخدمت القنابل المزروعة على جوانب الطرق والهجمات بالعبوات الناسفة. وتسعى المجموعة لإطاحة نظام الأسد واستبداله بدولة إسلامية سلفية في سورية. وخلافاً للتنظيمات الجهادية الأخرى، فإنها لاتسعى لإقامة خلافة إسلامية عالمية.

صقور الشام هو لواء جهادي متمرّد مقاتل يحارب ضمن صفوف المعارضة السورية بقيادة أحمد أبو عيسى. تشكَّل في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، ويُقدَّر عدد مقاتليه بين 4000- 5000 مسلح. ويتمركز عناصر اللواء عموماً في محافظة إدلب.

يشتهر لواء صقور الشام بتوجهه السلفي، حيث يتمثّل هدفه النهائي في إقامة دولة إسلامية في سورية ذات قوانين نابعة من القرآن وأحاديث الرسول. وهو لايسعى بشكل صريح إلى إقامة خلافة عالمية، وذلك بخلاف جبهة النصرة وغيرها من الجماعات. ويشتهر اللواء بالعمليات الانتحارية التي تستخدم فيها السيارات المفخخة.

آخر التحليلات من Syria in Crisis

Searching for the Smoking Gun: An Interview With Åke Sellström

The Miserable Afterlife of Michel Aflaq

Syriac-Kurdish Cooperation in Northeast Syria

A Christian Militia Splits in Qamishli


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق