السبت، 1 فبراير 2014

انحرافات جماعة الدولة عصابة البغدادي


انحرافات جماعة الدولة عصابة البغدادي

1-        حصر الحق في جماعتهم
بسبب ادعائهم أنهم هم الطائفة المنصورة، والطائفة المنصورة ظاهرة على الحق فهي لا تُخطئ!، وينشأ عن هذا الادًّعاء أنّهم الجماعة الشرعية الوحيدةورايتهم الراية الشرعية الوحيدة.
- ونجد عاملا مهما يدفعهم لحصر الحق في أنفسهم هو الكبر والإعجاب بالنفس. فنجد أفرادهم مصابين بأمراض تزكية النفس والكبر والعجب، حتى يظنّ العنصر نفسه قد ارتقى بمجرِّد انتمائه إلى تنظيم الدولة إلى مرتبة أعلى من بقية المجاهدين في التنظيمات الأخرى حتى لو كانوا سابقين له إلى درب الجهاد سنوات.
ونجد أن جماعة الدولة تعتبر مصلحتها مصلحة الإسلام،فلا يهمهم المفاسد التي  قد يلحقونها بالمسلمين ما تحققت مصلحة جماعتهم.
نجدهم لا يتحمّلون أن يصدر الحق من غيرهممشابهين اليهود في عدم قبولهم نبوة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ليس من بني إسرائيل. فسوء الظن بالجماعات المجاهدة الأخرى أصل ولا يمكن أن يُقيم الدين إلا هم.
- وبسبب تعاظم حجم تنظيم الدولة في قلوب أتباعه وأنصاره وعدم تصوّرهم خروج الحق عنهم تجدهم يتعاملون مع السنن الكونية بشكل منحرف فبما أنّ التنظيم لا يخطئ فيجب تبرير الأخطاء بل جعلها منهجاً يوالى ويعادى فيه، انظر على سبيل المثال إعلانهم الدولة في العراق، فمع كل المصائب التي جرها هذا العمل على المسلمين جعلوا فعلهم منهجا وأخذوا يردّدون باقية باقية وأعادوا الخطأ في بلاد الشام. فإذا وقعت المصيبة نسبوها إلى القدر ولم ينسبوها لما كسبت أيديهم .
- تغيُّر موازين الجرح والتعديل عند أفرادهموربطها بشكل مباشر بالانتماء لجماعتهم وهذا ظاهر فيهم فهم يوالون ويعادون حسب التنظيم، ولم يبق إلا أن يقسموا الناس إلى موال ومعاد كما قسمهم أسلافهم الرافضة.
- إحاطة جماعتهم بهالة من القداسةالتي تمنع عنه النصح ممَّا يفاقم عدم تبصّره بأخطائه وعدم استفادته من التجارب.
- معارضة الدولة معارضة للدين، الكلام عليه كلام على الدين، الاعتداء عليه اعتداء على الدين، الخلاف معه... تجدهم يسارعون إلى الطعن في دين كل من طعن في جماعتهم ونسبته للصحوة والعمالة والحاصل التكفير.
- ومن المصيبة أنْ تتحول ثقة أفراد جماعة الدولة من الثقة بالدين إلى الثقة بالجماعةكيف وهم لا يرون أنّ الله يجوز أن يقدِّر أن يقع النصر على يد غيرهم.
وجماعة الدولة قد أمنوا أنفسهم من الاستبدال بل تجدهم قد أمّنوا أنفسهم من مكر الله!. والاستبدال عندهم يقع عندما يترك الفرد جماعة الدولة أو يتخلى عن مناصرتها.
ونؤكّد هنا أن الطائفة المنصورة منهج علمي عملي لا يُقدِّس أحداً ولا يعصم أحدا، فكون الفرد أو الجماعة من الطائفة المنصورة لا يعني العصمة ولا يعني عدم الانحراف، فبعد كون الشخص أو الجماعة من الطائفة المنصورة علماً وعملا قد ينحرف فيقع في الضلال أو الكفر، وقد قال تعالى:{ وإنْ تتولوا يستبدل قوما غيركم ثمّ لا يكونوا أمثالكم} وهذه الآية نزلت على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكذلك قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
قال عمر محمود أبو عمر: وإنّ ما ينتجه تسمية الأوهام بالحقائق التعلق بالأسماء والهياكل والألقاب، فمن الإثم العظيم في دين الله تعالى أنْ يقتل أهل الإسلام بعضهم بعضاً من أجل أُمراء أوأسماء تنظيمات وضعها الناس،ولم يكتسبواحكماً إلابوضعٍ بشريٍ فقط.
قال: لكن بعض الناس يتعاملون مع أُمرائهم وجماعاتهم كأنها وضع إلهي، يقاتلون عليها،ويأبون تركها، وكأنها مقصد بذاتها لا وسيلة،وهذا أمر يخفى على النفوس،مع أنّ عامة ما تقع به الجماعات وأُمراؤهاهذاوجهه على الصحيح ممن يعلم ويراقب ويعاني نظراًوفكراً، وإذا وقعهذا الأمرعلى وجه جليّ منهم كان الإصلاح أبعد في الاحتمال والوقوع،وإني لأرجو الله تعالى أنْ لا يقع هذا من أحد، فإني رأيت بعض من تسمى بالخليفة أو أمير المؤمنين هو في هذا الباب على دين الرفض دون أنْ يدري، فإنهم هم من يرون الأُمراء والأئمة وضعاً إلهياً لا اختياراً بشرياً يخضع للمصلحة دون غيرها،والحُجة في ذلك[1]تنازلالحسن بن علي رضي الله عنهما عن إمرة المؤمنين،وحصول المدح له من صاحبالشرع محمد صلى الله عليه وسلم، وبمجرّد تمسّك الناس بالأسماء والأشخاص يدخلهم في هذا المعنى شاؤوا أم أبواْ.اهـ..[2]
ومن لوازم ادعائهم أنّهم الراية الشرعية الواحدة كبر واستعلاء أفرادهم على غيرهم من المجاهدين،وبغيهم وتطاولهم وطعنهم في الجماعات الأخرى. وكثير من تصرفاتهم السيئة مع الجماعات الأخرى من استحلال أموالهم وأحيانا أنفسهممبني على هذه الدعوى، ووصل الأمر إلى أنْ الحقيقة أن كثيرا من أنصار وأتباع الدولة يعتَقدون فيها نوعا من العصمةبما أنَّها الجماعة الظاهرة على الحق.

وقد ذكرنا مما يصاحب ويلازم حصرهم الحق في جماعتهم:
- الادًّعاء أنّهم الجماعة الشرعية الوحيدةورايتهم الراية الشرعية الوحيدة.
- الكبر والإعجاب بالنفس.
- إحاطة جماعتهم بهالة من القداسة التي تمنع عنه النصح.
- تحول ثقة أفراد جماعة الدولة من الثقة بالدين إلى الثقة بالجماعة.
- وجماعة الدولة قد أمنوا أنفسهم من الاستبدال بل تجدهم قد أمّنوا أنفسهم من مكر الله!.
- اعتبار مصلحة جماعتهم مصلحة الإسلام.
- الطعن في دين كل من طعن في جماعتهم ونسبته للصحوة والعمالة والحاصل التكفير.
- تغيُّر موازين الجرح والتعديل عند أفرادهم.
- عدم تحمّل أن يصدر الحق من غيرهم ولا يمكن أن يُقيم الدين إلا هم.
- التعامل مع السنن الكونية بشكل منحرف.
- إذا وقعت المصائب على المسلمين بسبب تصرفاتهم نسبوها إلى القدر ولم ينسبوها لما كسبت أيديهم .
- كبر واستعلاء أفرادهم على غيرهم من المجاهدين، وبغيهم وتطاولهم وطعنهم فيهم.
- وسوء الظن بالجماعات المجاهدة الأخرى أصل.
- استحلال أموال الجماعات الأخرى وأحيانا أنفسهم.
- اعتقاد نوع من العصمة في جماعة الدولة بما أنَّها الجماعة الظاهرة على الحق.

2- تعظيمهم لتنظيمهم وادّعاؤهم دوامه:
قولهم عما يدّعونه من دولة أنها باقية وصياحهم بهذا وفرحهم عند هذا الصياح كفعل المبتدعة، سبحان الله دولة الخلافة الراشدة لم تكن باقية حتى تقولوا هذا! فسيقولون لأنها أنشئت بدماء الشهداء ... نقول وكذلك الأندلس فتحت بدماء الشهداء فلما تغيّر المسلمون فيها غيّر الله ما بهم، وسيقولون نحن الطائفة المنصورة نقول لهم: وما يدريكم بهذا؟ وثانيا قال تعالى:{ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم} فكون الشخص أو الجماعة من الطائفة المنصورة حينا من الزمن لا يعني عصمة، فإذا انحرف الشخص أو الجماعة استبدلهم الله سبحانه.

3- طعنهم بكل مخالف:
فكل جماعة مجاهدة هي جماعة منحرفة وستكون صحوات إلا أن تتوب وتبايع البغدادي.

4- سوء الظن بالمسلمين:
فرحهم بأخطاء_ أو ما يظنونه أخطاء_ وقع فيها المجاهدون واستغلالهم لها للطعن بهم والتشكيك في دينهم وعدم اعتمادهم مبدأ محبة الخير للمؤمنين والنصح والتواصي بالحق. طبعا يبررون هذا بأننا دعوناهم للتوبة ومبايعة الدولة وهذا عذر أقبح من ذنب فهم بهذا أظهروا لنا أن التوبة لا تكون إلا بمبايعة دولتهم وأيّ ضلال أعظم من هذا؟.

5- ربطهم توبة واهتداء أي جماعة مجاهدة بمبايعتهم:
وبسبب هذا يضللون المجاهدين ويخونونهم وبالمقابل تجدهم يستقطبون المجرمين والشبيحة، فالبيعة تجب ما قبلها! انظر قول العدناني في هذا.

6- انتهاكهم مصالح المسلمين للحفاظ على مصلحة جماعتهم:
فبعد اعتقادهم أن مصلحتهم هي مصلحة الإسلام لا يبالون عندما يرونها ما تجره أفعالهم على المسلمين.

7- إهمالهم السنن الكونية وعدم فقههم لها:
ومن مظاهر إهمال السنن الكونية عند جماعة الدولة:
أ- انتشار العقيدة الجبرية التي لا تربط بين السبب والمسبَّب: بعدم الأخذ بالأسباب بحجة التوكل على الله وأنّ الله تاصرهم.
ب- عدم الاستفادة من التجارب: أمرنا الله عزّ وجل بالاعتبار:{ فاعتبروا يا أولي الأبصار} وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ"[3] فأمرنا الله سبحانه بالاعتبار بما حدث مع الأمم السابقة وحذّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع في نفس الشرك مرتين، وجماعة الدولة لا يعتبرون بما فعلوه هم أنفسهم وكان عاقبته السوء عليهم وعلى المسلمين. وقد وصل الأمر بجماعة الدولة إلى الدخول في غيبوبة كاملة عن الفقه لسنن الله الكونية حيث بدأ الأمر بهم بدعوى أنّهم هم الطائفة المنصورة وانتهى إلى نوع من دعوى العصمة حيث كلّ الفشل والويلات التي جرّوها على الأمة هي أمور قدرية من طبيعة التدافع والصراع بين الحق والباطل ولا ذنب لهم فيها، فإن اعترفوا بأخطاء اعترفوا بأمور ثانوية وأغفلوا الأسباب الحقيقية للفشل، فأصبحوا مستعدين لإعادة نفس تجاربهم الفاشلة، حيث أصبح الخطأ منهجاً لا تنازل عنه، ولم يفقهوا قوله تعالى مبيّناً سنة عامة:{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} وقوله تعالى مخاطبا الصحابة: { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إنّ اللَّهَ عَلَى كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} حتى أنّه سئل أحدهم عما جرى في العراق فقال ما معناه: ولكن فشل العدو ودولة الإسلام باقية!! يعني انهار الجهاد وتسلط الرافضة على المسلمين وساموهم سوء العذاب ليس فشلا ما دام العدو فشل في القضاء على دولة الإسلام كما قال النظام البعثي لمّا خسر في حرب 67 أن العدو فشل في القضاء على حكم البعث!.

8- الحمية الجاهلية والتناصر على غير الحق:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم   في النائبات على ما قال برهانا
قال ابن تيمية: ومن حالف شخصا على أنْ يوالي من والاه ويعادي من عاداه كان من جنس التتر المجاهدين في سبيل الشيطان ومثل هذا ليس من المجاهدين في سبيل الله تعالى ولا من جند المسلمين ولا يجوز أنْ يكون مثل هؤلاء من عسكر المسلمين بل هؤلاء من عسكر الشيطان.اهـ.[4]
ونذكر عناصر الدولة أنّ هذه الحمية مذمومة بكل حال فقد ذُمَّ التعصب لغير الحقّ لأجل الانتساب لأشرف نسب عندما قال بعض المهاجرين: يالَلمهاجرين، وقال بعض الأنصار: ياللأنصار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال دعوى الجاهلية، دعوها فإنها منتنة وفي رواية فإنها خبيثة. فلا يُلبِّس الشيطان على أحد بعد هذا بأن يقول إنما أتعصّب لجماعة الدولة أو للبغدادي لأجل ما قاموا به من نصرة الدين.

9- إيواء المحدثين:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:" ولعن الله من آوى محدثاً" رواه مسلم.
نجد أن جماعة الدولة تأوي المجرمين من عناصرها وتمنع من محاسبتهم أمام القضاء الإسلامي إذا ارتكبوا المخالفات أو اعتدوا على الحرُمات، ونرى أنّ المجرمين يجدون في دخولهم فيها اكتسابا للحصانة من المساءلة. ولقد اشتكى الكثير من المجاهدين من الجيش الحر والجماعات المجاهدة الأخرى من أنّ المجرمين يلتحقون بالدولة لهذا الغرض بل ظهر في كثير من المناطق أنّ من يطردهم الجيش الحر لسوء سلوكهم يلتحقون بالدولة.
وتبرير حماية المحدثين بقول ( الإسلام يجب ما قبله) عذر أقبح من ذنب؛ إذ لا يُعدّ الدخول في جماعة الدولة دخولا في الإسلام لمن كان من قبل مدّعياً للإسلام، اللهمّ إلا إذا اعتبروا أنّ الدخول في جماعتهم دخولا في الإسلام.

10- الجرأة على الدماء:
وهذا جلي في أفرادهم وناتج عن خطة ممنهجة في جماعة الدولة وفي جزء منه يعود إلى غلوهم في التكفير، لكنه في الجزء الأكبر مرض مستقل، حيث نجدهم في تعاملهم مع العوام يسارعون إلى استخدام السلاح والقتل لأدنى سبب.

11- استحلال دماء وأموال الجماعات المجاهدة:
من وجوه كثيرة عندهم تبدأ بالخروج عن الدولة الشرعية وتنتهي بالتكفير.


12- إعلانهم الدولة الإسلامية من طرف واحد ودون تمكين:
أعلن البغدادي دولته لمصلحة تنظيمه دون اعتبار مصلحة المسلمين، وقيل أنّ سبب الإعلان محاولة القضاء على إنشقاق الجولاني، وقيل أنّه خاف من أن تعلنها الجبهة الإسلامية السورية .. ومهما كان السبب لم تأخذ جماعة الدولة بعين الاعتبار مصالح المسلمين العامة.
وقد بيّن الكثير من علماء الجهاديين وغيرهم أنّ الإمارة في الجماعات الجهادية إمارة جهاد وليست إمارة خلافة:
قال عمر محمود أبو عمر: مننافلة القول تذكير إخواني أنَّ الإمرة اليوم هي إمرة جهاد، والطوائف إلى الآن طوائف جهاد، فليس هناك أمير ممكّن يُعامل معاملة الخليفة أوما أشبهه من الأسماء والألقاب، ومن لم يبصرهذا المعنى كان فساده  أشد،  حيث  يلزم  الآخرين  بلوازم  هذا  الاسم من إمرة المؤمنين أو خليفة المسلمين، والدخول في الصلح أو التحكيم على معنى آخر غير أنّ الجماعات جماعات جهاد تسعى لتحقيق التمكين لا يُحقق إلاَّ الفساد، لأنّ مبناه على الجهل والغرور بلا وقائع عند العقلاء وأهل العلم اهـ..[5]
قال أبو محمد المقدسي: وأذكّر بضرورة التنبه إلى الفرق الواضح بين إمارة الحرب والجهاد أو الإمارات قبل التمكين، وبين إمارة المؤمنين والدولة الممكّنة فضلا عن الخلافة، فالتعامل بالمسمّى والحجم الحقيقي والتوصيف الشرعي الواقعي يضع الأمور في نصابها، ولا يرتّب عليها ما لا يجب أن يترتّب أو يحمّلها ما لا تحتمل[6].
* اشتراط التمكين للدولة في الإسلام: الإمامة في الإسلام ليست مقصودة لذاتها وإنّما شُرعت لتحقيق الواجبات الشرعية التي تحتاج للقوة والسلطان ولهذا تجد العلماء يستدلّون على وجوب الإمامة بالواجبات التي لا يمكن القيام بها إلا بالقوة والسلطان كما قال ابن تيمية: ولأنّ الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يتم ذلك إلا بقوّة وإمارة. وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصر المظلوم، وإقامة الحدود لا تتمّ إلا بالقوّة والإمارة ولهذا روي: "أن السلطان ظل الله في الأرض"[7], ويقال: ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة بلا سلطان، والتجربة تبين ذلك.اهـ.[8] وقال ابن تيمية: فإنّه لا يُشترط في الخلافة إلاَّ اتفاق أهل الشوكة والجمهور،الذين يُقام بهم الأمر؛ بحيث يمكن  أنْ تُقامَ بهم مقاصد الإمامة اهـ[9]وقد أشار بقوله هذا إلى أنّ مقاصد الإمامة لا تتحقق إلا بالتمكين الذي يتحقق باتفاق جمهور أهل الشوكة. كما قال: بل الإمامة عندهم تثبت بموافقة أهل الشوكة عليها. ولايصيرالرجل إماماً حتى يوافقه أهل الشوكة عليها، الذين يحصل بطاعتهم له مقصود الإمامة؛فإنَّ المقصود من الإمامة إنّما يحصل بالقدرة والسلطان. فإذا بويع بيعة حصلت بها القدرة والسلطان، صارإماماً".[10]
فليست الدولة الإسلامية أمراً شرعياً بحتاً يتحقق بوجود من تتوفّر فيه شروط الإمامة بدون القوة والسلطان الذين تتحقق بهما مقاصد الإمامة قال ابن تيمية: "اسْتِحْقَاق الرَّجُلِ أنْ يَكُونَ إِمَامَ  مَسْجِدٍ لا يَجْعَلُهُ إِمَاماً، وَاسْتِحْقَاقُهُ أنْ يَكُونَ قَاضِياً لا يُصَيِّرُهُ قَاضِياً، وَاستِحقَاقُهُ أنْ يَكُون أَميرَ الْحَرْبِ لا يَجْعَلُهُ أَمِيرَالْحَرْبِ. وَالصَّلاةُ لا تَصِحُّ إِلاَّ خَلْفَ مَنْ يَكُونُ إِمَاماً بِالْفِعْلِ، وَلا خَلْفَ مَنْ يَنبغِي أنْ يكُونَ  إِماماً. وَكَذلك الْحُكْمُ بَيْنَ النَّاسِ إِنَّمَا يَفْصِلُهُ ذُو سُلْطَانٍ وَقُدْرَةٍ لاَ مَنْ يَسْتَحِقُّ أنْ يُوَلَّى الْقَضَاءَ، وَكَذَلِكَ الْجُنْدُ إِنَّمَا يُقَاتِلُونَ مَعَ أَمِيرٍ عَلَيهِمْ لا مَعَ مَنْ لَمْ يُؤَمَّرْ_ وإنْ كَانَ يَسْتَحِقُّ أنْ يُؤْمَرَ_. فَفِي الْجُمْلَةِ: الْفِعْلُ مَشْرُوطٌ بِالْقُدْرَةِ؛ فَكُلُّ مَنْ لَيْسَ لَهُ قُدْرَةٌ وَسُلْطَانٌ عَلَى الْوِلايَةِ وَالإِمَارَةِ لَمْ يَكُنْ إِمَاماً - وإنْ كَانَ يَسْتَحِقُّ أنْ يُجْعَلَ لَهُ قُدْرَةٌ حَتَّى يَتَمَكَّنَ_؛فَكَوْنُهُ يَسُوغُ  أنْ يُمَكَّنَ، أَوْ يَجِبَ أنْ يُمَكَّنَ، لَيْسَ هُوَ نَفْسَ التَّمَكُّنِ. وَالإِمَامُ هُوَ الْمُتَمَكِّنُ الْقَادِرُ [الَّذِي لَهُ سُلْطَانٌ].اهـ[11].
فادّعاؤهم القرشية في البغدادي لا يعني أنه صار أميراً للمؤمنين بادّعائه ما ادّعاه مع عدم مبايعته من أهل الشوكة من مجاهدين وغيرهم.
* وكذلك ملكهم لبعض الشوكة لا يعني صحة بيعة البغدادي: فالتمكين الذي يتحقق بمجموع أهل الشوكة في البلد لا بدّ أنْ يتمّ باتفاقهم ولا يجوز أنْ تدّعي إحدى الجماعات الولاية على المسلمين دون العودة إلى كلّ أهل الحلّ والعقد من المجاهدين وغيرهم، وإلا كان إعلان الإمامة أو الدولة باباً للفرقة والتنازع والفتن بين المسلمين بدلا من كونه سبباً لجمع الكلمة ووحدة الصف كما هو مقصود الإمامة في الإسلام. فادِّعاء جماعة الدولة أنّها هي الدولة الإسلامية لا يجعل أميرهم أميراً للمؤمنين لا شرعاً ولا واقعاً. وانظر إلى قول ابن تيمية في بيعة أبي بكر رضي الله عنه: ولو قُدّر أنّ عمرَ وطائفة معه بايعوه وامتنع سائرُ الصحابة عن البيعة لم يصر إماماً بذلك.وإنما صار إماماً بمبايعة جمهور الصحابة الذين هم أهل القدرة والشوكة؛ولهذا لم يضرّ تخلّف سعد بن عبادة؛ لأنّ ذلك لا يقدح في مقصود الولاية؛ فإنّ المقصود حصول القدرة والسلطان اللذينِ بهما تحصل مصالح الإمامة، وذلك قد حصل بموافقة الجمهورعلى ذلك.اهـ.[12] ومع أنّ أبا بكر رضي الله عنه تتوفّر فيه شروط الخلافة، وهو من أهل الشوكة، وهو أحقّ الناس بالخلافة بيّن شيخ الإسلام أنّ مبايعة طائفة من أهل الشوكة له وتخلُّف الباقين لا يُصيِّره إماماً.
ونشير هنا إلى أن مجرَّد إعلانهم هذا يعني ادّعاءهم أنّهم السلطة الشرعية الواجب الالتزام بها والبغدادي هو ولي الأمر الواجب الطاعة على كلّ المسلمين ومن ضمنهم الجماعات الجهادية الأخرى وهذا من البغي، فكأنّهم يقولون للجماعات الأخرى أنتم بغاة إنْ لم تبايعوا أمير جماعتنا.

13- حصرهم طريق الاعتصام ببيعة البغدادي!
فكل ما تسمعه من دعوة لوحدة المسلمين إنما يقصدون به مبايعة البغدادي.

14- رفضهم التحاكم إلى الهيئات الشرعية:
لأنها عندهم شركية من جهة ، ومن جهة أخرى خارجة عن السلطة الشرعية.

15- وصفهم المحاكم الشرعية بأنها شركية لأنها لا تطبّق الحدود:
من المعلوم أنّ موضوع تطبيق الحدود في ظروف الجهاد في الشام أمر يسوغ فيه الاجتهاد فكيف يكفّرون بالمسائل الاجتهادية ألا ساء ما يحكمون.

16- رفضهم التحاكم إلى جهة مستقلة عند الخلاف مع الجماعات المجاهدة الأخرى:
مما يؤجج الخلاف ويوصله إلى طريق مسدود. ويحوّل الخلافات المتراكمة إلى بؤر توتر قد تنفجر في أي وقت.
وهذا الأمر يجرئ عناصرهم على الاعتداء على الآخرين من مجاهدين وغيرهم.

17- استحلالهم الكذب على مخالفيهم:
وهذا بسبب حصرهم الحق في جماعتهم واعتبار مصلحتهم مصلحة المسلمين، ومن ثم جوزوا الكذب لتحصيل مصالح جماعتهم.

18- التقية:
عدم إظهار حقيقة معتقدهم، خاصة حكمهم على الجماعات المجاهدة الأخرى.

19- لا عهد لهم ولا ميثاق:
وهذا الأمر فاش فيهم متواتر عنهم قلّ أن يعاهدوا ويفوا بالعهد، وهذا الأمر صعّب التعامل معهم وحيّر المجاهدين، وهو مؤشِّر خطير قد يدل على اعتبارهم هذه العهود عهودا مع مرتدين لا قيمة لها!

20- تعظيم الرجال:
انظر إلى قولهم قام جنود البغدادي بكذا وفعل جنود البغدادي كذا ...
انظر إلى قول العدناني في البغدادي أنه يُتقرّب إلى الله بالغسل عن قدميه وتقبيلهما
وانظر إلى وضعهم صور الأمراء، مثل أبي وهيب الفلوجي وغيره.
وهذا كله من سياستهم في تعليم الناس التعلّق بالرجال.


21- الغلو في التكفير:
ما زالت جماعة الدولة تتخبَّط في باب التكفير ومن صور هذا التخبُّط:
- تصدُّر غير المؤهلين: حيث أكثر شرعييهم من الجهلة الغلاة.
- الغلوّ في مسألة عدم تكفير الكافر وربط هذه المسألة بالعقيدة وامتحان الناس بها مثل مسألة تكفير مرسي وتكفير البرلماني.
- الغلو في مسائل الموالاة والعلاقة مع الكفار.
- الغلو في المسائل المتعلِّقة بالحاكمية. كتكفيرهم البرلمانيين الإسلاميين بإطلاق وتكفيرهم من لم يكفّر مرسي أو أردوغان
- التكفير بالظن بل بالوهم أحياناً، وقد سمعنا البعض منهم يكفِّر بمجرّد الجلوس مع الكفار أو السفر إلى بلادهم. وسمعناهم يحكمون بالردة على جماعات بزعم أنّها ستصبح صحوات.
- الاتهام بالردة بمجرد معاداة جماعتهم أو قتالها.
وفي التحذير من الفوضى والانحراف في هذا الباب قال عطية الليبي: ومسألة التكفير عموما من أكثر وأشد المسائل التي ننبّه عليها دائما، ونحذّر الشاب الجهادي من خطرها، ونقول لهم: اتركوها لعلمائكم الموثوقين، ولا تسمحوا لأي أحدٍ ممن هبّ ودبّ أنْ يخوض فيها، فإنّها خطر عظيم ومزلّة يخشاها العلماء الكبار الأئمة ويتردّدون في الكثير من صورها الواقعية، ويطلبون دائما سبيل السلامة، ويقولون: لا نعدل بالسلامة شيئا.!
والشاب من شبابنا العاميّ في العلمِ يكفيه الإيمان الإجمالي بالله تعالى وبما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم، والكفرُ الإجمالي بالطاغوت، وأما التفاصيل، ومنها الحكم على فلان، وعلى الجماعة الفلانية هل كفروا أو لا؟ هل خرجوا من الملة بفعلهم كذا أو لا؟ وما شابه ذلك من فروع، فهي بحسب العلم، لأن هذه مسائل فتوى وقضاء وأحكام شرعية.. [فمن] لا يعلمه، فليقل لا أعلمه ولا أدري، وهذا لا يضرّه في دينه وإيمانه، بل هو صريح الإيمان.!
والجاهل ليس له أنْ يتكلم في هذه المسائل ولا يصدر فيها أحكاما ولا يتبنّى فيها قولا، إلا على سبيل التبعية والتقليد للعلماء، بل يقول لا أدري واسألوا العلماء، فإن تكلّم العلماء بعد ذلك فله أنْ يقلّد أو يتّبعَ من يثق فيه من أهل العلم المعروفين بالعلم.
والله الموفق لما فيه الخير والصلاح.اهـ.
ومن مظاهر الغلو عندهم تكفيرهم الجيش الحر: فيدّعون أن الجيش الحر علماني بناء على تصريحات بعض قادة الأركان والمجالس العسكربة مع العلم أن ارتباط الجيش الحر بالمجالس العسكرية والأركان شكلي ولا يوجد ميثاق يتكلم عن الدولة التي سيقيمونها واليقين بأن أكثر من يرتبط بهم هذا الارتباط الاسمي إنما هو للحصول على السلاح.
فضلا عن أن تكفير عناصر الكتيبة بكفر رأسها من بدع الخوارج البيهسية الذين قالوا بكفر الرعية إذا كفر الحاكم.
وكذلك الغلو في مسألة الكفر بالطاغوت وجعل معناه لزوم تكفير أعيان الطواغيت ولزوم إظهار تكفير الأعيان كل هذا من طريقة الخوارج في الغلو في مسألة البراءة من الكفار

22- المظلومية واللطميات:
مع ما هم عليه من بغي وظلم للناس تجدهم يدّعون المظلومية ويردّدون قول العدناني: لك الله أيتها الدولة المظلومة مع كل نقد يُوجّه لأفعالهم وانحرافاتهم.

23- قوم بهت:
من كان معهم خيرنا وابن خيرنا فإذا تركهم صار شرنا وابن شرنا.

24- جهل الشرعيين عندهم وعدم أهليتهم.
إذ لا يقرهم على غلوهم ونفعيتهم إلا جاهل أو صاحب هوى.
25- شرعييهم يتصرفون كعلماء السوء:
المطلوب منهم تبرير إساءات الدولة والمجيء بنصوص تقنع متبعيهم بأنهم أتباع الدليل.

26- يترقى الإمعة:
من يقول نعم نعم وباقية باقية ولو كان من أجهل الناس يترقى أما العاقل التقي فتنزع منه الصلاحيات ويعزل من المراكز القيادية.

27- فتح الباب للخوارج الغلاة من عناصرهم وعدم الإنكار عليهم.

28- تسميتهم المصالح والمفاسد طاغوتا:
مع وجوب اعتبارها، وبالمقابل نجدهم يتوسعون في اعتبار مصلحة جماعتهم ويخالفون النصوص في سبيل ذلك ويقدّمونها على مصلحة المسلمين العامة.

29- تبنيهم للقتل بالمصلحة:
أي قتل المسلمين والمجاهدين لتحصيل مصالح جماعة الدولة.

30- استعمالهم أسلوب الخطف والتغييب لأعدائهم:
دون محاكمة ودون معرفة سبب العمل وكذبهم وإنكارهم وجود المخطوفين عندهم.

31- تحالفهم مع اللصوص والعشائر ضد المجاهدين.

32- سوء أخلاقهم واستعلاؤهم على المسلمين.

33- عدم اهتمامهم بالجبهات مع النصيريين والرافضة وتركيز جهودهم على بسط السلطة على المناطق المحررة.
وليتهم إذ زعموا أنهم الدولة الشرعية رايطوا عند الثغور!.


34- فتح جبهات قتال داخلية دون اعتبار لمصالح المسلمين العامة.

35- عدم احترامهم العلماء وطعنهم في دين من لا يواليهم منهم.
فكل من طعن فيهم وبيّن انحرافهم يطعنون فيه بالباطل.

36- طعنهم في السابقين من المجاهدين:
انظر رد العدناني على حكم أميرهم الشيخ أيمن الظواهري.

37- جماعة الدولة كلابس ثوبي زور!:
قال تعالى:{ لاَ تَحْسَبَنّ الّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ وّيُحِبّونَ أنْ يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنّهُمْ بِمَفَازَةٍ مّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} قال ابن كثير: وقوله تعالى: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أنْ يحمدوا بما لم يفعلوا}, يعني بذلك المرائين المتكثرين بما لم يعطوا, كما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم:" من ادّعى دعوة كاذبة ليتكثّر بها, لم يزده الله إلا قلة"., وفي الصحيح أيضاً " المتشبّع بما لم يعطَ كلابس ثوبي زور" اهـ.[13]
كثيرا ما تدّعي جماعة الدولة تحرير الموقع الفلاني أو المشاركة في العمل الفلاني والواقع غير ذلك أو تعلن أنها حررت الموقع الفلاني بما يوهم انفرادها في التحرير والواقع مشاركة غيرها لها في العمل.
ومن ذلك قولهم أكثر الجماعات مؤيدة لي ورؤوساء العشائر كذلك، وبايعني الشيخ الفلاني والجماعة الفلانية والواقع ليس كذلك.
ومن ذلك ادّعاؤهم أنهم دولة إسلامية ليس في الشام_ والشام كلها_ بل في العراق أيضاً، إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
ومن ذلك ما نجده من ارتكاب جماعة الدولة البدع وظلم المخالفين ثمّ ادِّعاؤها السنة والعدل والإنصاف.




[1] أي الحجة في عدم كون تعيين الإمام وضعاً إلهياً.
[2]من الرسالة المنسوبة للشيخ ( رسالة لأهل الجهاد بالشام).
[3]متفق عليه.
[4]مجموع الفتاوى جـ28 صـ20-21.
[5]من الرسالة المنسوبة للشيخ ( رسالة لأهل الجهاد بالشام.)
[6] ليس كمن ترضى بشق ابنها.
[7] ذكر الدارقطني (12|138) أنه قول كعب.
[8] السياسة الشرعية.
[9] منهاجالسنة 8/227.
[10] منهاجالسنة 1/526.
[11] منهاجالسنةالنبوية [4/106].
[12] منهاجالسنة 1/530.
[13]تفسير ابن كثير، الآية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق