الخميس، 6 فبراير 2014

حوار مفيد بين وهب بن منبه و خارجي تكفيري يناسب محاورة الدواعش

حوار مفيد  بين وهب بن منبه و خارجي تكفيري يناسب ان محاورة الدواعش


يا ذا خولان ، أتريد أن تكون بعد الكبر حروريا تشهد على من هو خير منك بالضلالة ؟ فماذا أنت قائل لله غدا حين يقفك الله ؟ ومن شهدت عليه ، فالله يشهد له بالإيمان ، وأنت تشهد عليه بالكفر ، والله يشهد له بالهدى ، وأنت تشهد عليه بالضلالة ، فأين تقع إذا خالف رأيك أمر الله ، وشهادتك شهادة الله ؟ أخبرني يا ذا خولان ، ماذا يقولون لك ؟ فتكلم عند ذلك ، وقال لوهب : إنهم يأمرونني أن لا أتصدق إلا على من يرى رأيهم ولا أستغفر إلا له . فقال : صدقت ، هذه محنتهم الكاذبة . 

فأما قولهم في الصدقة ، فإنه قد بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ذكر أن امرأة من أهل اليمن دخلت النار في هرة ربطتها " أفإنسان ممن يعبد الله يوحده ولا يشرك به أحب إلى الله أن يطعمه من جوع ، أو هرة ! ؟ والله يقول : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا الآيات . 

وأما قولهم : لا يستغفر إلا لمن يرى رأيهم ، أهم خير أم الملائكة ، والله يقول : ويستغفرون لمن في الأرض فوالله ما فعلت الملائكة ذلك حتى أمروا به : لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون وجاء ميسرا : ويستغفرون للذين آمنوا . 

يا ذا خولان ، إني قد أدركت صدر الإسلام ، فوالله ما كانت الخوارج [ ص: 555 ] جماعة قط إلا فرقها الله على شر حالاتهم ، وما أظهر أحد منهم قوله إلا ضرب الله عنقه ، ولو مكن الله لهم من رأيهم لفسدت الأرض ، وقطعت السبل والحج ، ولعاد أمر الإسلام جاهلية ، وإذا لقام جماعة ، كل منهم يدعو إلى نفسه الخلافة ، مع كل واحد منهم أكثر من عشرة آلاف ، يقاتل بعضهم بعضا ويشهد بعضهم على بعض بالكفر ، حتى يصبح المؤمن خائفا على نفسه ودينه ودمه وأهله وماله ، لا يدري مع من يكون ، قال تعالى : ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض . 

وقال : إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فلو كانوا مؤمنين لنصروا . 

وقال : وإن جندنا لهم الغالبون ألا يسعك يا ذا خولان من أهل القبلة ما وسع نوحا من عبدة الأصنام ، إذ قال له قومه : أنؤمن لك واتبعك الأرذلون .

إلى أن قال : فقال ذو خولان : فما تأمرني ؟ قال : انظر زكاتك فأدها إلى من ولاه الله أمر هذه الأمة ، وجمعهم عليه ; فإن الملك من الله وحده وبيده ، يؤتيه من يشاء ، فإذا أديتها إلى والي الأمر برئت منها ، وإن كان فضل فصل به أرحامك ومواليك وجيرانك والضيف . فقال : اشهد أني نزلت عن رأي الحرورية . 

سير اعلام البلاء

==================


وقد وردت القصة في تاريخ دمشق مع توسع 


نقل كلام (وهب بن منبّه رحمه الله) عن الخوارج و سقوطهم

بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه:

كنت أقرأ في (تاريخ دمشق)، فتعجّبْتُ من فهم وبصيرة وهب بن منبّه رحمه الله؛ وما ذلك إلا لأجل العلم والصلاح.

أنقل لكم بعضَ كلامه في قصة طويلة؛ يحسن للقارئ الرجوع إليها لكثرة الفوائد فيها.

قال رحمه الله: ( قد أدركت صدر الإسلام فوالله ما كانت للخوارج جماعة قط إلا فرقها الله على شر حالاتهم، وما أظهر أحد منهم رأيه قط إلا ضرب الله عنقه، وما اجتمعت الأمة على رجل قط من الخوارج.
ولو أمكن الله الخوارج من رأيهم لفسدت الأرض، وقطعت السبل، وقطع الحج من بيت الله الحرام، وإذا لعاد أمر الإسلام جاهلية حتى يعود الناس يسثغيثون برؤوس الجبال، كما كانوا في الجاهلية؛ وإذا لقام أكثر من عشرة أو عشرين رجلا ليس منهم رجل إلا وهو يدعو إلى نفسه بالخلافة، ومع كل رجل منهم أكثر من عشرة الآف يقاتل بعضهم بعضا، ويشهد بعضهم على بعض بالكفر؛ حتى يصبح الرجل المؤمن خائفا على نفسه، ودينه، ودمه، وأهله، وماله، لا يدري أين يسلك أو مع من يكون!
غير أن الله بحكمه وعلمه ورحمته، نظر لهذه الأمةِ فأحسن النظر لهم؛ فجمعهم، وألف بين قلوبهم على رجل واحد ليس من الخوارج، فحقن الله به دماءهم، وستر به عوراتهم وعوارت ذراريهم، وجمع به فرقتهم، وأمن به سلبهم، وقاتل به عن بيضة المسلمين عدوهم، وأقام به حدودهم، وأنصف به مظلومهم، وجاهد بظالمهم رحمة من الله رحمهم بها، فقال الله تعالى في كتابه " ولو دفاع الله الناس بعضهم ببعض " إلى " العالمين " وقال " واعتصموا بحبل الله جميعا " حتى بلغ " تهتدون " وقال الله تعالى " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا " إلى " الإشهاد " فأين هم من هذه الآية فلوا كانوا مؤمنين نصروا!
وقال " ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين " إلى " لهم الغالبون " فلو كانوا جند الله غلبوا ولو مرة واحدة في الإسلام).اهـ../كتاب تاريخ دمشق

منقول من ملتقى اهل الحديث


==========
ابن كثير - رحمه الله - يصف داعش وصفا دقيقا


وكأنه يشاهدهم الآن !!

يا لله العجب من هذه المقطوعة التاريخية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق