الخميس، 30 يناير 2014

هل كفر ابن تيمية الفخر الرازي ؟/ محمد بن عبدالوهاب


هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
الحمد لله على أفضاله , والصلاة على النبي وآله وبعد :

ما رأي المشايخ الفضلاء في قول شيخ الاسلام رحمه الله : (( أنه من العجب أن يذكر - أي الرازي - عن أبي معشر ما يذم به عبادة الأوثان , وهو الذي اتخذ أبا معشر أحد الأئمة [COLOR=Red]الذين اقتدى بهم في الامر بعبادة الاوثان لما ارتد عن دين الاسلام , وأمر بالإشراك بالله تعالى وعبادة الشمس والقمر والكواكب والأوثان في كتابه الذي سماه ( السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم )[/COLOR] وقد قيل إن صنفه لأم الملك علاء الدين .. )) .

هل يعد هذا تكفيرا له ؟

محمد براء 18-01-11 01:41 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

لا يعد تكفيراً ..
وشيخ الإسلام رحمه الله تعالى يعلم كل من قرأ في كتبه أنه لم يكن معنياً بتنزيل حكم الكفر على أعيان المذهب الأشعري ، بل كان اعتناؤه بنقد المذهب ذاته وهذا هو العمل المثمر المفيد .. وهذه كلية من كليات منهج ابن تيمية في الرد على الأشاعرة 
نعم هو ينعتهم بأصناف من البدع كالتجهم والجبر والتعطيل ، لكن لم ينزل حكم الكفر في واحد منهم قط ..
يقول رحمه الله في شأن الفخر الرازي في مجموع الفتاوى (16/213-214) : " وَهَكَذَا الْجَهْمِيَّة تَرْمِي الصفاتية بِأَنَّهُمْ يَهُودُ هَذِهِ الْأُمَّةِ . وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي كَلَامِ مُتَقَدِّمِي الْجَهْمِيَّة وَمُتَأَخَّرِيهِمْ مِثْلُ مَا ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرَّازِي الجهمي الْجَبْرِيُّ وَإِنْ كَانَ قَدْ يَخْرُجُ إلَى حَقِيقَةِ الشِّرْكِ وَعِبَادَةِ الْكَوَاكِبِ وَالْأَوْثَانِ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ . وَصَنَّفَ فِي ذَلِكَ كِتَابَهُ الْمَعْرُوفَ فِي السِّحْرِ وَعِبَادَةِ الْكَوَاكِبِ وَالْأَوْثَانِ . مَعَ أَنَّهُ كَثِيرًا مَا يُحَرِّمُ ذَلِكَ وَيَنْهَى عَنْهُ مُتَّبِعًا لِلْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِ الْكُتُبِ وَالرِّسَالَةِ . وَيَنْصُرُ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ كَمَا يُشَكِّكُ أَهْلَهُ وَيُشَكِّكُ غَيْرَ أَهْلِهِ فِي أَكْثَرِ الْمَوَاضِعِ . وَقَدْ يَنْصُرُ غَيْرَ أَهْلِهِ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ . فَإِنَّ الْغَالِبَ عَلَيْهِ التَّشْكِيكُ وَالْحَيْرَةُ أَكْثَرُ مِنْ الْجَزْمِ وَالْبَيَانِ " .
فتأمل كيف نعته بالتجهم والجبر ، لكنه لم ينعته بالشرك ، فيقول : الرازي الجهمي الجبري المشرك ، بل بين أنه وقع في الشرك ، ومعلوم من قاعدة التكفير أن من أتى فعلاً مكفراً لا يحكم بكفره حتى تتحقق فيه شروط التكفير وتنتفي موانعه ، وفي ذلك يقول شيخنا الفاضل عصام البشير المراكشي: 
وينبغي الإمعان في التحذير = من عدم التفريق في التكفير 
ما بين تكفير بلا تقييد = وحكم من عين بالتحديد 
لا بد فيه من ثبوت قاطع = للشرط وانتفاء كل مانع
ومما يمنع من تكفير الرازي في هذه المسألة بالذات احتمال توبته من ذلك التصنيف ، يقول رحمه الله في مجموع الفتاوى (4/55) : " وَأَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ : أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُصَنِّفُ فِي دِينِ الْمُشْرِكِينَ وَالرِّدَّةِ عَنْ الْإِسْلَامِ كَمَا صَنَّفَ الرَّازِي كِتَابَهُ فِي عِبَادَةِ الْكَوَاكِبِ وَالْأَصْنَامِ وَأَقَامَ الْأَدِلَّةَ عَلَى حُسْنِ ذَلِكَ وَمَنْفَعَتِهِ وَرَغَّبَ فِيهِ وَهَذِهِ رِدَّةٌ عَنْ الْإِسْلَامِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ [COLOR="Red"][U]وَإِنْ كَانَ قَدْ يَكُونُ تَابَ مِنْهُ وَعَادَ إلَى الْإِسْلَامِ[/U][/COLOR] " .

والله تبارك وتعالى أعلم

فارس بن عامر 18-01-11 02:14 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

كلامك حسن , وكنت أقول بقولك حتى وقفت على النص الذي نقلته اعلاه , فإن الشيخ يصف الرازي - فيما يظهر لي - بالردة عن الإسلام 

[QUOTE]ما رأي المشايخ الفضلاء في قول شيخ الاسلام رحمه الله : (( أنه من العجب أن يذكر - أي الرازي - عن أبي معشر ما يذم به عبادة الأوثان , وهو الذي اتخذ أبا معشر أحد الأئمة الذين اقتدى بهم في الامر بعبادة الاوثان [U][COLOR="Red"][B]لما ارتد عن دين الاسلام , وأمر بالإشراك بالله تعالى وعبادة الشمس والقمر والكواكب والأوثان في كتابه[/B][/COLOR][/U] الذي سماه ( السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم ) وقد قيل إن صنفه لأم الملك علاء الدين .. )) .[/QUOTE]

عمرو بسيوني 18-01-11 02:19 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

وصار " طائفة أخرى " قد عرفت كلام هؤلاء وكلام هؤلاء - كالرازي والآمدي وغيرهما - يصنفون الكتب الكلامية فينصرون فيها ما ذكره المتكلمون المبتدعون عن أهل الملة من " حدوث العالم " بطريقة المتكلمين المبتدعة هذه وهو امتناع حوادث لا أول لها ثم يصنفون الكتب الفلسفية كتصنيف الرازي " المباحث الشرقية " ونحوها؛ ويذكر فيها ما احتج به المتكلمون على امتناع حوادث لا أول لها وأن الزمان والحركة والجسم لها بداية ثم ينقض ذلك كله ويجيب عنه ويقرر حجة من قال: إن ذلك لا بداية له. [COLOR="Red"]وليس هذا تعمدا منه لنصر الباطل[/COLOR]؛ [COLOR="Red"]بل يقول بحسب ما توافقه الأدلة العقلية في نظره وبحثه. فإذا وجد في المعقول بحسب نظره ما يقدح به في كلام الفلاسفة قدح به فإن من شأنه البحث المطلق بحسب ما يظهر له فهو يقدح في كلام هؤلاء بما يظهر له أنه قادح فيه من كلام هؤلاء وكذلك يصنع بالآخرين ومن الناس من يسيء به الظن وهو أنه يتعمد الكلام الباطل؛ وليس كذلك بل تكلم بحسب مبلغه من العلم والنظر والبحث في كل مقام بما يظهر له[/COLOR] وهو متناقض في عامة ما يقوله؛ يقرر هنا شيئا ثم ينقضه في موضع آخر؛ لأن المواد العقلية التي كان ينظر فيها من كلام أهل الكلام المبتدع المذموم عند السلف ومن كلام الفلاسفة الخارجين عن الملة يشتمل على كلام باطل - كلام هؤلاء وكلام هؤلاء: - فيقرر كلام طائفة بما يقرر به ثم ينقضه في موضع آخر بما ينقض به. [COLOR="Red"]ولهذا اعترف في آخر عمره فقال: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا ورأيت أقرب الطرق " طريقة القرآن " اقرأ في الإثبات: {الرحمن على العرش استوى} {إليه يصعد الكلم الطيب} واقرأ في النفي {ليس كمثله شيء} {ولا يحيطون به علما} ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي [/COLOR]"

فارس بن عامر 18-01-11 02:21 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

[QUOTE=محمد براء;1458617]
ومما يمنع من تكفير الرازي في هذه المسألة بالذات احتمال توبته من ذلك التصنيف ، يقول رحمه الله في مجموع الفتاوى (4/55) : " وَأَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ : أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُصَنِّفُ فِي دِينِ الْمُشْرِكِينَ وَالرِّدَّةِ عَنْ الْإِسْلَامِ كَمَا صَنَّفَ الرَّازِي كِتَابَهُ فِي عِبَادَةِ الْكَوَاكِبِ وَالْأَصْنَامِ وَأَقَامَ الْأَدِلَّةَ عَلَى حُسْنِ ذَلِكَ وَمَنْفَعَتِهِ وَرَغَّبَ فِيهِ وَهَذِهِ رِدَّةٌ عَنْ الْإِسْلَامِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ [COLOR=Red][U]وَإِنْ كَانَ قَدْ يَكُونُ تَابَ مِنْهُ وَعَادَ إلَى الْإِسْلَامِ[/U][/COLOR] " .

والله تبارك وتعالى أعلم[/QUOTE]

قلت : هذا الذي أوردت صريح في التكفير أيضا , فإن الشيخ في آخر النقل (( [COLOR=Black]وَإِنْ كَانَ قَدْ يَكُونُ تَابَ مِنْهُ [COLOR=Red][U]وَعَادَ إلَى الْإِسْلَامِ[/U][/COLOR] [/COLOR] ))

ووصف العودة إلى الإسلام , إنما يقع في حق من خرج عنه , ومعلوم ان من وقع في الكفر ومنع من إطلاق اسم الكفر عليه مانع , فإنه لا يوصف بالخروج عن الإسلام والعودة إليه

محمد براء 18-01-11 02:26 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

نعم ، هو قال عنه : " ارتد عن دين الاسلام , وأمر بالإشراك بالله تعالى " ، لكنه حفظ لنفسه خط الرجعة فقال بعد ذلك بصفحة : " وإن كانوا قد رجعوا عن هذه الردة إلى الإسلام فإن سرائرهم عند الله " .. وهذا مثل النقل الذي في المجلد الرابع

عمرو بسيوني 18-01-11 02:26 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

لما ارتد عن دين الإسلام وأمر بالإشراك بالله تعالى وعبادة الشمس والقمر والكواكب والأوثان في كتابه الذي سماه السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم وقد قيل إنه صنفه لأم الملك علاء الدين محمد ابن تكش أبي جلال الدين وأنها أعطته عليه ألف دينار وكان مقصودها ما فيه من السحر والعجائب والتوصل بذلك إلى الرئاسة وغيرها من المآرب وقد ذكر فيه عن أبي معشر أنه عبد القمر وأن في عبادته ومناجاته من الأسرار والفوائد ما ذكر فمن تكون هذه حاله في الشرك وعبادة الأوثان كيف يصلح أن يذم أهل التوحيد الذين يعبدون الله تعالى لايشركون به شيئًا ولم يعبدوا لا شمسًا ولا قمرًا ولا كوكبًا ولا وثنًا بل يرون الجهاد لهؤلاء المشركين[COLOR="Red"] الذين ارتد إليهم أبو معشر والرازي وغيرهما مدة وإن كانوا رَجَعوا عن هذه الردة إلى الإسلام فإن سرائرهم عندالله[/COLOR] لكن لا نزاع بين المسلمين أن الأمر بالشرك كفر وردة إذا كان من مسلم وأن مدحه والثناء عليه والترغيب فيه كفر وردة إذا كان من مسلم

فارس بن عامر 18-01-11 02:27 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

مرحبا بك شيخنا عمرو

لكني لم أفهم وجه الاستدلال من نقلك , فإن أعلى ما يحتج به من هذا ان النقل , أن الشيخ أخبر انه في آخر عمره اعترف بأن المواد العقلية المركبة من مادة الفلسفة والكلام لا تشفي عليلا ولا تروي غليلا وأنها متناقضة في نفسها , والواجب اتباع الكتاب في ذلك الباب .

ولذلك ترى الشيخ في النقل الذي أورد الشيخ محمد براء , الذي اقتبسته أنا , لم يجزم بتوبته , قال رحمه الله [ وَإِنْ كَانَ قَدْ يَكُونُ تَابَ مِنْهُ وَعَادَ إلَى الْإِسْلَامِ ]

فارس بن عامر 18-01-11 02:28 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

المعذرة كتبت مشاركاتي السابقة دون تحديث الصفحة فلم أرى ردودكم الاخيرة

عمرو بسيوني 18-01-11 02:35 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

الشيخ كان حسن الظن بالرازي ، بل كثيرا ألمس في كلامه عنه شعورا بالشفقة ، إلا مواضع الشيخ التي كان يعتلي فيها صهوة جواده كارا عليهم ، فتحس بحرارة أنفاسه وأنت تقرأ ...

ومن جنس ذلك كلامه عن السر المكتوم ، فجمع فيه بين الحق والتصريح به ، وكذا حسن الظن بالرازي ..

فارس بن عامر 18-01-11 02:37 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

قوله رحمه الله (( وإن كانوا رَجَعوا عن هذه الردة إلى الإسلام فإن سرائرهم عندالله ))
كقوله رحمه الله [ وَإِنْ كَانَ قَدْ يَكُونُ تَابَ مِنْهُ وَعَادَ إلَى الْإِسْلَامِ ] 

والقول في الاول كالقول في الثاني , أليس كذلك ؟

عمرو بسيوني 18-01-11 02:46 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

(وليس أبو معشر ممن يحتج بنقله في الدين بإجماع أئمة الدين فإنه لم يكن كافرًا منافقًا كان فاجرًا فاسقًا وقد قال الله تعالى وتقدس يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا [الحجرات 6] فلو قدر أن هذا النقل نقله بعض أئمة التابعين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان هذا عنده خبرًا مرسلاً لا يثبت به حكم في فرع من الفروع فكيف والناقل له مثل أبي معشر عن أمم متقدمة فهذا خبر في غاية الانقطاع ممن لا تُقبلُ روايته فهل يَحْسن بذي عقل أو دين أن يُثبت بهذا شيئًا في أصل الدين [COLOR="Red"]ومن العجب العجيب أن هذا الرجل المحاد لله ولرسوله عمد إلى الأخبار المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي توارثها عن أئمة الدين وورثة الأنبياء والمرسلين واتفق على صحتها جميع العارفين فقدح فيها قدحًا يشبه قدح الزنادقة المنافقين ثم يحتج في أصل الدين بنقل أبي معشر أحد المؤمنين بالجبت والطاغوت أئمة الشرك والضلال ونعوذ بالله من شرورهم وأقوالهم[/COLOR] والله المستعان على ما يصفون والله سبحانه وتعالى أعلم )

وهذه من المواطن الشديدة للشيخ على ابن خطيب الري

عمرو بسيوني 18-01-11 02:47 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

حياك الله أخي فارس

بلى

محمد براء 18-01-11 02:50 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

[QUOTE=فارس بن عامر;1458638]قوله رحمه الله (( وإن كانوا رَجَعوا عن هذه الردة إلى الإسلام فإن سرائرهم عندالله ))
كقوله رحمه الله [ وَإِنْ كَانَ قَدْ يَكُونُ تَابَ مِنْهُ وَعَادَ إلَى الْإِسْلَامِ ] 

والقول في الاول كالقول في الثاني , أليس كذلك ؟[/QUOTE]


هذا الاحتمال مانع من الجزم بموت الرازي على الشرك الذي وقع فيه في تصنيفه ذلك الكتاب ، النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالخواتيم ، والحكم على الأموات بكفر أو إيمان إنما يكون باعتبار خاتمتهم كما لا يخفاك .
وأنا شخصياً لا أعرف لهذا البحث : " هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟ " أي ثمرة علمية ..

عمرو بسيوني 18-01-11 02:56 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

وقد ترحم الشيخ على الرازي ودعا له بشفقة و خوف في موضع فذ في كتبه المطبوعة ـ في حدود اطلاعي ـ وهو في بيان التلبيس ـ تصور !! ـ 

فقال: ( فإذا كان القرآن قد اشتمل على معاني الكتب فكيف لا يشتمل على هذه وهذه الجملة لها تفصيل مبسوط في مواضع بل بين في مواضع أن ما سلكه أهل البدع من أهل الفلسفة والكلام لا يصلون إلى علم ويقين بل إنما غاية صاحبه الشك والضلال وهذا مما اعترفت به حذاقهم وممن اعترف به أبو عبد الله الرازي [COLOR="Red"]رحمه الله[/COLOR] في غير موضع من كتبه ولفظه في بعضها لقد تأملت الكتب الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) [طه 5] وإِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر 10] وأقرأ في النفي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى 11] وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110) [طه 110] ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي وهذا قاله في آخر عمره في آخر ما صنفه وهو كثير التناقض يقول القول ثم يرجع عنه ويقول في الآخر ما يناقضه كما يوجد هذا في عامة كتبه [COLOR="Red"]تغمده الله برحمته وعفا عنه وسائر المؤمنين رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) [الحشر 10] وتوبته معروفة مشهورة[/COLOR] )

وهذا مما يعضد فهمنا لطريقة الشيخ مع الفخر ...

رحم الله شيخ الإسلام ، ما أرحمه وأعذره وأتقاه وأنصفه ...

محمد براء 18-01-11 02:59 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

جزاك الله خيراً أخي عمرو .. 
نقل فذ فعلاً ، وهو حاسم في هذه المسألة ..
لا عدمنا فوائدك
وله كلام آخر في كتاب النبوات يترحم فيه على طائفة أخرى من كبار أئمة المتكلمين يقول : " وقد تأملت كلام أئمة هؤلاء الطوائف كأبي الحسين البصري ونحوه من المعتزلة وكابن الهيضم من الكرامية وكأبي الحسن نفسه والقاضي أبي بكر وأبي المعالي الجويني وأبي اسحاق الأسفراييني وأبي بكر بن فورك وأبي القاسم القشيري وأبي الحسن التميمي والقاضي أبي يعلى وابن عقيل وابن الزاغوني [COLOR="Red"]غفر الله لهم ورحمهم أجمعين[/COLOR] "

عمرو بسيوني 18-01-11 03:05 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

طبعا لا يرد على المذكور من بيان التلبيس أنه كتاب مصري متقدم للشيخ ، وللشيخ كلام آخر في الكتب الشامية والمصرية الثانية كدرء التعارض ومنهاج السنة إلخ ..

لسبب بسيط ، هو أن الشيخ يذكر السر المكتوم غير مرة في البيان نفسه ، مما يدل أن الشيخ كان مطلعا عليه عالما به بطبيعة الحال ..

عمرو بسيوني 18-01-11 03:07 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

وإياك جزى يا شيخ براء ...

أبو البركات 18-01-11 03:38 PM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

اشار الزركان إلى هذا الموقف ، مع ان الزركان له موقف غير مشرف وغير طيب تجاه شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله.

أبو ليث الحميدي 18-01-11 04:08 PM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

هو تكفير صريح
وكون شيخ الإسلام يقدر إمكان عودته للاسلام فهذا لا ينفي أنه كفره 

فوقوع تكفير الرازي من من ابن تيمية مسألة ووقوع إحسان الظن بتوبة الرازي مسألة أخرى

محمد براء 02-02-11 07:48 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

[QUOTE=أبو ليث الحميدي;1458951]هو تكفير صريح
وكون شيخ الإسلام يقدر إمكان عودته للاسلام فهذا لا ينفي أنه كفره 

فوقوع تكفير الرازي من من ابن تيمية مسألة ووقوع إحسان الظن بتوبة الرازي مسألة أخرى[/QUOTE]

الغلط في فهم هذه المسألة إنما ينشأ بسبب تصور زمنين : الأول : زمن يصنف فيه الرازي كتاباً في الشرك وعبادة النجوم ، فيكفره ابن تيمية بسبب ذلك ، وزمن ثان : يتوب فيه الرازي ويقول كلماته المشهورة فيحكم ابن تيمية بإسلامه !! وكأن ابن تيمية كان معاصراً له في كلا الزمانين وتغيرت فتواه فيه تبعاً لذلك !
أو ينشأ الغلط بسبب تصور أن ابن تيمية كان عالماً بتصنيف الرازي فكفَّره ، وبعد ذلك علم بتوبته ، ولم يتيقنها فبقي على الأصل وهو تكفيره !
وكلا التصورين خطأ .. 
وواضح جداً أن شيخ الإسلام كان في كل موطن تكلم فيه في شأن التصنيف أو في شأن التوبة ، كان عالماً بكلتا القضيتين ، ويذكر كل واحدة منهما في مناسبتها اللائقة بها ، وكلتا القضيتين يستفيد منها ابن تيمية في إدانة المتكلمين .. 
وما ذكره الشيخ عمرو بسيوني من ترحم شيخ الإسلام على الرازي ودعائه له ، كاف في بيان أن جواب سؤال هل كفر ابن تيمية الفخر الرازي ؟ : ؛ أن الجواب : (لا ، بل دعى له وترحم عليه ) !

محمد براء 02-02-11 12:14 PM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

[QUOTE=محمد براء;1470007]وما ذكره الشيخ عمرو بسيوني من ترحم شيخ الإسلام على الرازي ودعائه له ، كاف في بيان أن جواب سؤال هل كفر ابن تيمية الفخر الرازي ؟ ؛ أن الجواب : (لا ، بل دعى له وترحم عليه ) ![/QUOTE]
بل دعا ..

أبو الهمام البرقاوي 02-02-11 12:27 PM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

جزاكما الله خيرًا شيخيَّ ( عمرو بسيوني - محمد براء ) .

أبومسلم الأثري 02-02-11 01:20 PM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

وبالنسبة للفلاسفة أمثال ابن سينا وابن رشد والفاربي، هل ورد عن شيخ الاسلام ما يفيد تكفيره لهم؟

عمرو بسيوني 02-02-11 01:41 PM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

الحمد لله وحده ،

يبدو أن بعض الكلام لم يفهم على وجهه ، أو أن ( بلى ) التي أجبت بها الأخ كانت غير واضحة ..

ولعل هذا يعود إلى الإجمال في صيغة السؤال ( هل كفر شيخ الإسلام الرازي ) ؟

1 ـ إن كان المراد بالسؤال " الإطلاق " ، أي هل وقع من أحمد بن تيمية تكفير لمحمد بن عمر الرازي يوما من الدهر ؟

ج : نعم ، منصوص الشيخ الصريح ردة الفخر عندما كتب كتابه في السحر ومخاطبة النجوم .

وهذا ما أجبت به الأخ ب( بلى ) ، أي أن النص صريح في التكفير .حال كتابة الرازي ذلك الكلام ، يوما من الدهر .

2 ـ وإن كان المقصود من السؤال " العموم " ، يعني هل الفخر رجل كافر عند ابن تيمية ؟

ج : لا ، لأن الشيخ يعتبر توبته ، وينص على الترحم عليه .

فالأمر سهل و بيّن ، كما يقع أي مكلف في ناقض من نواقض الإيمان مع قيام الشرط وانتفاء المانع ، ثم يرجع ويسلم ..

فالفرق هاهنا بين وقوع التكفير على موقف أو حال ، وبين موقف شيخ الإسلام من الرازي من حيث العموم ، وهو الذي وصفته بالسعة والإنصاف والغلظة أحيانا ، والرفق أحيانا .

والحمد لله رب العالمين

أبومسلم الأثري 02-02-11 02:01 PM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

جزاك الله خيرا وبارك فيك . هذا واضح من نصوص شيخ الإسلام ، فالتكفير إنما كان في مرحلة معينة من حياة الرازي .

محمد براء 03-02-11 02:20 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟

[CENTER][COLOR="red"]بسم الله الرحمن الرحيم 
ثمرة هذه المسألة عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله [/COLOR][/CENTER]
ذكرت في المشاركة رقم (14) أنني لا أعرف ثمرة علمية لهذه المسألة ، وفي الليلة الماضية كنت أقرأ في كتاب ((مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد)) للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ، فوجدت أن الشيخ ينقل النص الذي نقلته في مشاركتي الأولى الوارد في المجلد الرابع من مجموع الفتاوى (*)، ويرد به على من قال إن ابن تيمية لا يكفر المعين ، ثم يستشهد به في بيان التفرقة بين المقالات الظاهرة والخفية في كفر المعين ، ووجدت أنصاره من مشايخ الدعوة النجدية يذكرون نص ابن تيمية في نفس السياق .
فتحصل لي من ذلك أن للمسألة ثمرتين عندهم : 
الأولى : الرد على من زعم أن ابن تيمية لا يكفر المعينين ، والتمثيل على معين كفره العلماء .
الثانية : التفريق بين المقالات الظاهرة والخفية في تكفير المعين عند ابن تيمية .
وسأنقل كلامهم رحمهم الله تعالى وأتبعه بما يناسب من الملاحظات والتعقيبات .
[COLOR="Red"]1 - الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ( ت : 1206 هـ) :[/COLOR]
له رسالة ((مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد)) ، ذكرها الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله تعالى في كتاب المرتد من ((الدرر السنية)) المجلد التاسع ، وطبعت بعناية الشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله ، وقد جاء في سبب تأليفها أن الشيخ سئل لما ارتد طائفة من أهل العيينة، ولما ارتد أهل حريملاء أن يكتب كلاما ينفع الله به ، فكتبها .
وقد نقل الشيخ كلاماً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من كتاب (( اقتضاء الصراط المستقيم )) وساقه بهذا اللفظ : " ... فإن من الناس من يسجد للشمس، وغيرها من الكواكب ويدعوها بأنواع الأدعية ، وهذا من أعظم أسباب الشرك الذي ضل به كثير من الأولين والآخرين ، حتى شاع ذلك في كثير ممن ينتسب إلى الإسلام ؛ وصنف بعض المشهورين فيه كتابا، على مذهب المشركين ، مثل: أبي معشر البلخي، وثابت بن قرة، وأمثالهما ممن دخل في الشرك، وآمن بالطاغوت والجبت، وهم ينتسبون إلى الكتاب، كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [سورة النساء آية: 51] ". 
ثم قال : " فانظر رحمك الله إلى هذا الإمام ، الذي ينسِبُ عنه - من أزاغ الله قلبه - عدمَ تكفير المعين ، كيف ذكر مثل الفخر الرازي - وهو من أكابر أئمة الشافعية - ومثل أبي معشر - وهو من أكابر المشهورين من المصنفين وغيرهم - أنهم كفروا وارتدوا عن الإسلام .
والفخر هو الذي ذكره الشيخ في الرد على المتكلمين، لما ذكر تصنيفه الذي ذكر هنا، قال : " وهذه ردة صريحة باتفاق المسلمين " ، وسيأتي كلامه إن شاء الله تعالى " (1 ) .
قال مقيده عفا الله عنه : فالشيخ رحمه الله يستدل بهذا النقل على أن ابن تيمية يكفر المعينين ، منهم أبو معشر والفخر الرازي .
ثم قال بعد ذلك في بيان ضوابط الإعذار عند ابن تيمية ، فذكر عنه نقلاً في اشتراط قيام الحجة ، ثم ذكر ضابطاً آخر وهو أن تكون المسألة في غير المسائل الظاهرة .
قال : " وصرح رضي الله عنه أيضاً أن كلامه – أي في الإعذار - في غير المسائل الظاهرة ، فقال في الرد على المتكلمين ، لما ذكر أن بعض أئمتهم توجد منه الردة عن الإسلام كثيراً قال : وهذا إن كان في المقالات الخفية ، فقد يُقَال إنه فيها مخطِئ ضال، لم تقُم عليه الحُجَّة التي يكفرُ تاركها ، لكن هذا يصدرُ عنهم في أمور يعلم الخاصة والعامة من المسلمين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بها ، وكفَّر من خالفها ، مثل عبادة الله وحده لا شريك له ، ونهيه عن عبادة أحد سواه من الملائكة والنبيين وغيرهم ، فإن هذا أظهر شعائر الإسلام ومثل إيجابه للصلوات الخمس وتعظيم شأنها ، ومثل تحريم الفواحش والزنى والخمر والميسر .
ثم تجد كثيراً من رؤوسهم وقعوا فيها، فكانوا مُرتدَّين ، وأبلغ من ذلك: أن منهم من صنَّفَ في دين المشركين، كما فعل أبو عبد الله الرازي، قال: وهذه ردة صريحة باتفاق المسلمين " انتهى كلامه " ( 2) .
وهذا النقل موجود في مجموع الفتاوى (4/54-55) (*)، وهو مشهور متداول في كتابات مشايخ الدعوة ، بنوا عليه قصوراً وعلالي ، والشيخ تصرف فيه هنا في بعض المواضع ، ولم يذكر الجملة الأخيرة التي قالها ابن تيمية في آخر كلامه وهي قوله : " وَإِنْ كَانَ قَدْ يَكُونُ تَابَ مِنْهُ وَعَادَ إلَى الْإِسْلَامِ " .
ويظهر جلياً أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يقم لتوبة الرازي التي ذكرها ابن تيمية واعتمدها ، لم يقم لها اعتباراً ، لذلك تجده يعدُّ عبارةَ ابن تيمية هذه حكاية للإجماع على تكفير الفخر الرزاي !! وذلك في رسالة أرسلها لرجل اسمه أحمد بن عبد الكريم ، وهذه الرسالة ذكرها ابن قاسم في الدرر السنية (10/63-74) (3 ) ، قال فيها بعد أن ذكر نص ابن تيمية السابق مخاطباً أحمد المذكور : " فانظر كلامَه في التفرقة بين المقالات الخفية، وبين ما نحن فيه في كفر المعين ، وتأمَّل تكفيره رؤوسهم ، فلاناً وفلاناً بأعيانهم ، وردَّتهم ردة صريحة .
وتأمَّل تصريحَه بحكايةِ الإجماع على ردَّة الفخر الرازي عن الإسلام ، مع كونه عند علمائكم من الأئمة الأربعة ؛ هل يناسب هذا لما فهمت من كلامه أن المعين لا يكفر ، ولو دعا عبد القادر في الرخاء والشدة، ولو أحب (عبد الله بن عون) وزعم أن دينه حسن مع عبادته (أبي حديدة) ولو أبغضك واستنجسك ، مع أنك أقرب الناس إليه، لما رآك ملتفتاً بعض الالتفاتِ إلى التوحيد، مع كونك توافقهم على شيء من شركهم، وكفرهم ؟! " (4 ) .
وهذا يؤكد أن الشيخ ابن عبد الوهاب لم يعتد بتوبة الرازي ، لكن العجيب فهمه من عبارة ابن تيمية أنه حكى الإجماع على تكفير الرازي ، بل جعلها صريحة في ذلك ، وهذا لا يفهم منها بأي نوع من أنواع الدلالة المعروفة ، وإنما وصف الردة الذي حكى ابن تيمية الإجماع عليه ، هو وصف لفعل الرازي وهو التصنيف في دين المشركين والدعوة له.
أما قول الشيخ : " مع كونه عند علمائكم من الأئمة الأربعة " ، فلعله أراد أئمة الشافعية كما ذكره في ((مفيد المستفيد)) وسبق نقل كلامه .
[COLOR="red"]2- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله تعالى (ت : 1282هـ ) :[/COLOR]
سئل عمن ارتكب شيئاً من المكفرات جهلاً يكفر إذا كان جاهلاً بكون ما ارتكبه كفر، أم لا ؟ ، فنقل في جوابه كلام ابن تيمية المتقدم لكنه نقله بتمامه ولم يحذف عبارة " وإن كان قد يكون عاد إلى الإسلام " فانظر إلى تفريقه بين المقالات الخفية، والأمور الظاهرة فقال في المقالات الخفية التي هي كفر: قد يقال: إنه فيها مخطئ ضال، لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها، ولم يقل ذلك في الأمور الظاهرة؛ بل قال: ثم تجد كثيرا من رؤوسهم وقعوا في هذه الأمور، فكانوا مرتدين ، فحكم بردتهم مطلقاً ، ولم يتوقف في الجاهل .
فكلامه ظاهر: في التفرقة بين الأمور المكفرة الخفية ، كالجهل ببعض الصفات ونحوها فلا يكفر بها الجاهل ، كقوله للجهمية : أنتم عندي لا تكفرون لأنكم جُهَّال ، وقال فيمن ارتكب بعض أنواع الشرك جهلاً : " لم يمكن تكفيرهم حتى يبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم " ، ولم يقل : لم يمكن تكفيرهم لأنهم جهال ، كما قال في المنكر لبعض الصفات جهلا بل قال: " لم يمكن تكفيرهم حتى يبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم " (5 ) .
فالشيخ رحمه الله يقرر هنا ما قرره ابن عبد الوهاب ، من التفريق بين المسائل الظاهرة والخفية في الإعذار بالجهل .
[COLOR="red"]3- الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى (ت : 1285هـ ) :[/COLOR]
له رد على رجل كتب أوراقاً في مسألة التكفير من غير تحقيق ولا تحرير ، أشار فيه إلى التفريق بين المقالات الظاهرة والخفية ، ثم قال : " وذكر شيخ الإسلام رحمه الله: أن الفخر الرازي صنف ((السر المكتوم في عبادة النجوم )) فصار مرتدا إلا أن يكون قد تاب بعد ذلك ، فقد كفر الرازي بعينه ، لما زين الشرك " (6 ).
قال مقيده عفا الله عنه : فالشيخ يستدل لتكفير المعين بتكفير ابن تيمية للرازي لما زين الشرك ، كما استدل بذلك جده ، ثم ذكر كلام جده الذي ذكره في ((مفيد المستفيد)) بحروفه .
[COLOR="red"][U]مناقشة ما مر :[/U][/COLOR]
تبين أن هؤلاء العلماء أخذوا من كلام ابن تيمية – الوارد في المجلد الرابع من مجموع الفتاوى - قضيتين ، وهما اللتان ذكرتهما في أول كلامي . 
الأولى : الرد على من زعم أن ابن تيمية لا يكفر المعينين ، والتمثيل على معين كفره العلماء .
الثانية : التفريق بين المقالات الظاهرة والخفية في تكفير المعين عند ابن تيمية .
أما القضية الأولى ، فيمكن إثباتها بمثال آخر لا لبس فيه ، ويؤخذ على كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب عدم اعتباره لتوبة الرازي مع شهرتها ، وكذلك فهمه من كلام ابن تيمية ما لا يدل عليه وهو حكايته الإجماع على تكفير الرازي .
أما القضية الثانية ، فاستدلالهم لها بكلام ابن تيمية هذا غلط ، وقد وقفت على مقال للشيخ سلطان العميري – وهو أحد أعضاء الملتقى بعنوان : " نقد نسبة التفريق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية إلى ابن تيمية - مسألة الاستغاثة أنموذجاً " ذكر فيه كلاماً حسناً في الرد على اعتمادهم على هذا النص ، سأسوقه بطوله ، ولمن أراد أن ينظر في هذه المسألة أن يرجع إلى المجلد الرابع من مجموع الفتاوى لينظر إلى كلام شيخ الإسلام في سياقه .
قال : " هذا النص لا يدل على التفريق يبين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية في العذر بالجهل ولا يصح أن يؤخذ منه ذلك وذلك لأمرين :
[U]الأمر الأول: [/U] أن من يتأمل سياق النص يدرك أن ابن تيمية لم يقل هذا القول ليثبت التفريق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية في أصل الإعذار بالجهل ، ولم يقله ليحقق الحكم على أعيان أئمة المتكلمين ، وإنما قاله في سياق وصفه لحال أهل البدع والكلام من جهة الوقوع في المخالفات الشرعية الكبيرة فذكر أنه ما من إمام من أئمتهم إلا وله قول يكفر به ، وهذا الوصف يذكره ابن تيمية في مواطن متعددة من كتبه ، ثم ذكر أن هذه الكفريات التي وقع فيها أئمة الكلام ليست من الأمور الخفية ، فإنها لو كانت في هذه الأمور لهان الأمر ولقلنا إنهم معذورون في عدم الوصول إلى حكمها، ولكن تلك الكفريات تكون في أمور ظاهرة يعلم كل أحد أنها مخالفة لدين الله تعالى حتى اليهود والنصارى! 
فهو يريد أن يصف حال هؤلاء الأئمة فقط ، وليس هو في معرض تقسيمه للمسائل ولا في معرض تحديد سبب حكمه على هؤلاء ، وإنما يريد أن يبين فضل حال أهل السنة على حال هؤلاء وهذا ما يدل عليه سياق كلامه ....
فابن تيمية هنا لا يريد أن يقول إن المسائل الظاهرة لا يعذر فيها بالجهل، ولا يريد أن يقول إن سبب ارتداد هؤلاء هو لأنهم خالفوا في تلك المسائل الظاهرة فقط لا يريد أن يقرر هذا كله وإنما يريد أن يصف حالهم ومخالفتهم لدين الله تعالى ، أما الحكم عليهم وتحقيق السبب في ارتدادهم فهو ليس من قصده هنا ، ولا يدل عليه سياق كلامه ، وعليه فلا يصح أن نأخذ منه قاعدة في التفريق يبن المسائل الظاهرة والمسائل الخفية - كما فعل من فهم ذلك - ونترك كلامه الآخر الصريح في المسألة. 
وهذا الوصف للمتكلمين ذكره ابن تيمية في مواطن أخرى من كتبه ومن أصرحها قوله : " فإن نفاة كونه على العرش لا يعرف فيهم إلا من هو مأبون في عقله ودينه عند الأمة وإن كان قد تاب من ذلك بل غالبهم أو عامتهم حصل منهم نوع ردة عن الإسلام وإن كان منهم من عاد إلى الإسلام كما ارتد عنه قديما شيخهم الأول الجهم بن صفوان، وبقي أربعين يوما شاكا في ربه لا يقر بوجوده ولا يعبده وهذه ردة باتفاق المسلمين ، وكذلك ارتد هذا الرازي حين أمر بالشرك وعبادة الكواكب والأصنام، وصنف في ذلك كتابه المشهور وله غير ذلك بل من هو أجل منه من هؤلاء بقي مدة شاكا في ربه غير مقر بوجوده مدة حتى آمن بعد ذلك، وهذا كثير غالب فيهم"( 7).
فهذا النص ذكره ابن تيمية في سياق وصف حال المتكلمين وليس في تحقيق السبب الذي ارتدوا به. 
[U]الأمر الثاني [/U]: أن يقال : مع التسليم بأن ابن تيمية قد حكم على أعيان المتكلمين الذين ذكرهم هنا بالكفر ، فهو لم يحكم عليهم لأنه لا يعذر بالجهل في مثل هذه المسائل ، وإنما حكم عليهم لأن من كان في مثل من الاطلاع على تفاصيل النصوص وكلام أهل العلم مما لا يُتصور معه جهل بمثل هذه القضايا فهذا حالهم لا يعذر بالجهل فيها ، أو أنه قد ظهر له أن الشروط قد توفرت فيهم والموانع قد انتفت عنهم ، ومن كان كذلك فإنه يصح أن يكفر بعينه ولهذا كفرهم ، فهو إنما كفرهم لأنهم قد توفرت فيهم الشروط، وانتفت الموانع عنده لا لأنه لا يعذر بالجهل مطلقاً في هذه المسائل . 
وهذا الأسلوب استعمله ابن تيمية في تفقهه في كلام الإمام أحمد فإنه روي عنه أنه قال : " من قال القرآن مخلوق فهو كافر" ، ومع ذلك ظهر من أقواله أنه لم يكفر كل أعيان الجهمية ونُقل عنه ما يقتضي كفر بعض أعيانهم فحمل كلامه في تكفير الأعيان على أن من كفره الإمام بعينه فهو إنما كفره لأنه توفرت فيه الشروط وانتفت الموانع ، ولم يأخذ منه أن الإمام أحمد لا يعذر المُعيَّن في القول بخلق القرآنِ ، فقد قال ابن تيمية بعدما قرَّر أن الإمامَ أحمد لم يكفر أعيان الجهمية : " وقد نقل عن أحمد ما يدل على أنه كفر به قوما معينين، فأما أن يذكر عنه في المسألة روايتان ففيه نظر، أو يحمل الأمر على التفصيل. فيقال: من كفره بعينه؛ فلقيام الدليل على أنه وجدت فيه شروط التكفير وانتفت موانعه" ( 8) اهـ النقل عن الأخ سلطان .
هذا ، والله تعالى أعلم .

_______________________
(1 ) الدرر السنية (9/404-405) .
(2 )الدرر السنية (9/405-406) .
(3 ) ويبدو أن هذا الرسالة سبقها رسالة أخرى ، وموضوع الرسالة مناقشة دلالة بعض العبارات لابن تيمية وابن القيم ، يقول الشيخ في أولها : " بل العبارة صريحة واضحة ، في تكفيره مثل ابن فيروز وصالح بن عبد الله، وأمثالهما كفراً ظاهراً ينقل عن الملة، فضلاً عن غيرهما ؛ هذا صريح واضح ، في كلام ابن القيم الذي ذكرت " .
وابن فيروز المذكور هو الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد بن فيروز ، كان معاصراً لابن عبد الوهاب ، ويبدو أن المخاطب ( أحمد بن عبد الكريم ) كان يميل له ، ولابن فيروز ترجمة في ((علماء نجد)) (6/236-245) للشيخ عبد الله البسام رحمه الله ذكر فيه شدة عداوته للدعوة وتأليبه السلاطين عليها حتى صار من ألد خصومها وأنه كان بينه وبين الشيخ محمد مراسلات ، ثم ختم ترجمته بقوله : " سامحه الله وعفا عنه " .
وعبارة الشيخ محمد بن عبد الوهاب واضحة في تكفيره ، ويظهر لي أنه لم يكتف بتكفيره بمجرد كون المسائل التي وقع فيها من المسائل الظاهرة ، التي هي عند الشيخ من الأمور التي لا يعذر فيها أحد ، بل كان ابن فيروز من الذين انتفى عنهم عذر الجهل في نظر ابن عبد الوهاب إذ يقول في رسالته : " فإذا أحكمت المسألة، وعرفت أن غالب من عندكم – والظاهر أنه يعني ابن فيروز وغيره من المشايخ - سمع الآيات، وسمع كلام أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين، وأقر به، وقال: أشهد أن هذا هو الحق، ونعرفه قبل ابن عبد الوهاب، ثم بعد ذلك يصرح بمسبة ما شهد أنه الحق، ويصرح بحسن الشرك واتباعه، وعدم البراءة من أهله "
(4 )الدرر السنية (10/72-73) .
(5 ) الدرر السنية (10/355-356) .
(6 ) الدرر السنية (11/452) .
(7 ) بيان تلبيس الجهمية (3/472).
(8 ) الفتاوى (12/489).
(*) كنت قبل سنوات قد اعتنيت بالرسالة التي ورد فيها هذا النقل ونشرتها في الملتقى : 
[url]http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40634[/url]

ابو سعد الجزائري 05-02-11 01:14 AM
رد: هل كفر شيخ الاسلام الفخر الرازي ؟


فخر الدين الرازي عمدة للمتأخرين وهو الذي جنح بمذهب الاشاعرة إلى طريقة الفلاسفة ومع ذلك فقد رد عليه شيخ الإسلام مع أدب بالغ وهو أدب السنة وأدب الاستقامة الذي تميز به شيخ رحمه الله.

فقد كان يقول شيخ الإسلام في رده عليه قال أبو عبد الله بكنيته وهو كثير . قال البحر ..قال الرازي..إلى غير ذلك .
وقال في مواضع انه يخشى عليه الردة فانه فعل كذا وكذا وألف كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم لكنه رحمه الله تلطف وهذا شان العالم الواثق من نفسه لا ينزلق الى مزالق السب والشتم واتهام النيات والمقاصد وانما يجمع نفسه في العلم ويتكلم بالعلم في ذلك.
اطلالة على كتب شيخ الاسلام علي بن عبد العزيز الشبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق