الخميس، 20 سبتمبر 2012

الملك عبدالعزيز آل سعود وفلسطين


عبدالعزيز و فلسطين

أولت المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز القضية الفلسطينية رعايتها وعنايتها.. وقد تبلور ذلك في ثلاثة محاور: المحور السياسي والمحور العسكري والمحور الإغاثي عبر الثوابت والمنطلقات الإسلامية والعربية التي جسدت سياسته وأهلته ليتبوأ مركز الصدارة في طليعة الزعماء العرب في نصرة القضية الفلسطينية:


ومن أبرز شواهد ذلك ما يلي:
‌أ- في مايو 1926م أرادت بريطانيا تعديل المعاهدة السابقة المعقودة مع الملك عبدالعزيز. واقترحت أن تتضمن المعاهدة الجديدة مادة تنص على اعتراف الملك عبدالعزيز بالوضع الخاص لبريطانيا في الأراضي الواقعة تحت الانتداب البريطاني. بيد أن الملك عبدالعزيز رفض قبول هذه المادة موضحاً أن تضمين الشرط المتعلق بقبول الوضع الخاص لبريطانيا في فلسطين يعني قبول وعد بلفور، وهذا ما يأباه الملك عبدالعزيز. وقد انتهت المباحثات بقبول اعتراض الملك وتوقيع اتفاقية جدة في 1927م.


‌ب- في ديسمبر 1931 بادر الملك عبدالعزيز إلى إرسال وفد من بلاده للمشاركة في المؤتمر الإسلامي الأول الذي عقد في بيت المقدس في 1350هـ/1931م إلى جانب وفود الدول العربية والإسلامية.. وقد قرر المؤتمر إعلان الحق الإسلامي الكامل للمسلمين في البراق وفي حائطه وممره.


‌ج- في أغسطس 1935م/1354هـ أمر الملك عبدالعزيز ولي عهده الأمير سعود بزيارة فلسطين، وقد زار فيها القدس والمدن الفلسطينية، وأثمرت الزيارة عن تعزيز الدور السعودي في قضية فلسطين.


‌د- في يونيو 1936م/1355هـ أصدر الملك عبدالعزيز أمره إلى وزارتي الخارجية والمالية بإرسال مساعدات عاجلة إلى منكوبي فلسطين من المؤن والمال وتأسست في مكة المكرمة جمعية أهلية باسم جمعية الدفاع عن فلسطين برئاسة الشيخ محمد صالح نصيف ولها فروع في أنحاء المملكة من أجل التضامن مع الفلسطينيين وجمع التبرعات والمساعدات.


‌هـ - لما تبين للملك عبدالعزيز عجز بريطانيا في الضغط على اليهود ومشروعاتهم الصهيونية، أرسل الملك عبدالعزيز في نوفمبر 1938م رسالة إلى الرئيس الأمريكي روزفلت يشرح القضية الفلسطينية.. وتوالت هذه المراسلات المتبادلة إلى نهاية عهد روزفلت، وعهود الرؤساء من بعده.


‌و- في أثناء الحرب العالمية الثانية وبالتحديد في عام 1943م زار الأمير منصور بن عبدالعزيز وزير الدفاع فلسطين، واستقبل استقبالاً حاراً، وتبرع للمسجد الأقصى، والتقى زعماء القبائل البدوية في بيسان، وألقى خطاباً في غزة.


‌ز- رفض الملك عبدالعزيز لمحاولات الحركة الصهيونية لتغيير مواقفه تجاه القضية مقابل دعمه بالمال. ففي يوليو 1943م/1362هـ وصل إلى الرياض مبعوث الرئيس الأمريكي روزفلت هاري هوسكنز وعرض على الملك عبدالعزيز السؤال اللآتي:
(هل ترون جلالتكم أنه مما يرغب فيه، ومما يفيد في الوقت الحاضر أن تستقبلوا هنا في الرياض أو في أي مكان آخر الدكتور حاييم وايزمن زعيم الصهيونيين، لكي تتحدثوا معه وتبحثوا معاً عن حل لمشكلة فلسطين يرضى به كل العرب واليهود؟).


فأجاب الملك عبدالعزيز:
(... وأما ما ذكر فخامته من جهة مقابلتي للدكتور حاييم وايزمن فأحب أن يعلم فخامة الرئيس بأننا نقابل كل من يأتي إلينا من جميع الأديان بكل ترحاب مع القيام بالواجب لهم حسبما يقتضيه مقامهم من الإكرام. أما اليهود بصورة خاصة فلا يخفى على الرئيس ما بيننا وبينهم من عداوة سابقة ولاحقة... إننا لا نأمن غدر اليهود، ولا يمكننا البحث معهم أو الوثوق  بوعودهم... أما الشخص الذي هو الدكتور وايزمن فهذا الشخص بيني وبينه عداوة خاصة، وذلك لما قام به نحو شخصي من جرأة مجرمة بتوجيهه إلي من دون جميع العرب والمسلمين تكليفاً دنيئاً لأكون خائناً لديني وبلادي.. إذ أرسل إلى شخصاً أوربياً معروفاً يكلفني أن أترك مسألة فلسطين وتأييد حقوق العرب والمسلمين فيها، ويسلم إلي عشرين مليون جنيه مقابل ذلك وأن يكون هذا المبلغ مكفولاً من طرف فخامة الرئيس روزفلت نفسه، فهل من جرأة أو دناءة أكبر من هذه؟ وهل من جريمة أكبر من هذه الجريمة؟)
وهذا الموقف التاريخي الحازم الذي يسجل للملك عبدالعزيز لم ينل نصيبه الكافي من عناية المؤرخين، وهو موقف مشابه للوقفة الشجاعة التي وقفها السلطان عبدالحميد الثاني في أواخر العهد العثماني من زعيم الحركة الصهيونية الأول ثيودور هرتزل عندما عرض على السلطان سداد ديون دولته ودفع أموال للخزينة العثمانية نظير السماح بهجرة اليهود إلى فلسطين، ولكن السلطان رفض الفكرة وطرد هرتزل من بلاده.


‌ح- قبل اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948م.. أصدر الملك عبدالعزيز تعليماته إلى أمراء المناطق وشيوخ القبائل بتسجيل المتطوعين في فلسطين.. وكان الملك يرى أن تسيير جيوش عربية نظامية إلى فلسطين سيؤدي إلى قيام الدول الكبرى بتأييد الصهيونية علناً من أجل الدفاع عنها أمام زحف الجيوش العربية، وأن الأنفع للقضية هو إمداد الفلسطينيين بالمال والمتطوعين المجاهدين لطرد الصهاينة . ومع ذلك نزل الملك عبدالعزيز عند رغبة الدول العربية بإرسال جيش نظامي للاشتراك مع بقية الجيوش العربية.


وقد أثبت المتطوعون السعوديون مع إخوانهم في الفلسطينيين جدوى ما كان يرمي إليه الملك عبدالعزيز. حيث قدم هؤلاء انتصارات وتضحيات لم يقلل من فاعليتها سوى الحرب النظامية التي فشلت في آخر الأمر في وأد المشروع الصهيوني.. وانتهت الأمور بهزيمة الجيوش العربية وقيام دولة إسرائيل.


ولا زالت المملكة إلى يومنا الحاضر تقدم ما في وسعها مع أشقائها لنصرة القضية الأولى للعرب والمسلمين.

هناك تعليق واحد:

  1. معاداة جون عبدالله فيلبي للصهيونية ذكرها الدكتور علي الوردي

    http://goo.gl/8U3Yt

    الرد على اكاذيب هيكل عن فيلبي و ابن سعود و العثمانيين و بريطانيا

    http://goo.gl/alJej


    مجلة LIFE التقته قبل 61 عاماً ونشرت تحقيقاً عن السعودية: الملك عبدالعزيز نفى حق اليهود في فلسطين…
    http://goo.gl/szMFh

    السفير البريطاني المقيم في الكويت الكولونيل ديكسون في كتابه ( الكويت وجاراتها ) عندما زار الملك عبدالعزيز رحمه الله عن الالتزام التاريخي للمملكة بالشأن الفلسطيني
    http://goo.gl/Up32N
    ايدن وزير خارجية بريطانيا ابن سعود لن يقبل استقبال وايزمان

    سجلات بريطانية تكشف عن خطة لتهويد فلسطين

    http://goo.gl/8Rm0M

    سجل للسعودية مواقف السعودية مشرفة في مؤتمر لندن 1939 المملكة العربية السعودية، كانت الدولة الرئيسة والعمود الفقري الذي عزز الموقف العربي في تلك الاجتماعات ورفض المحاولات البريطانية لإعطاء اليهود الشرعية في أرض فلسطين. ولم يكن الموقف السعودي غامضاً أو سرياً على الإطلاق انتهى المؤتمر إلى الفشل وعدم الاتفاق على تأسيس دولة للشعب اليهودي في فلسطين
    http://goo.gl/BxLTH
    مؤتمر لندن السعودية 1939

    فيصل في لقاء كيسنجر كتب عبدالله خلف
    http://goo.gl/1iUZQ
    عرض كتاب الثورة البائسة للدكتور موسى الموسوي
    http://goo.gl/ap1lU
    صور الملك عبدالعزيز والمملكة في بعض كتابات الإصلاحيين الجزائريين
    د.محمد عبدالكريم مراح
    http://goo.gl/7zVqT


    http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?p=414810



    ردحذف